تركيا والحرب الثالثة_ الحياد المرن ….

بقلم _ عباس الزيدي

اشتراك تركيا الى جانب المانيا في الحرب العالمية الاولى ادى الى انهيار الامبراطورية العثمانية وحاولت التزام الحياد في الحرب العالمية الثانية ودخلت في معاهدة مع المانيا و قبيل ان تضع الحرب اوزارارها التحقت تركيا مع الحلفاء من خلال التنسيق مع بريطانيا وفرنسا واطماع تركيا في العراق وسوريا وخوفها من تمدد الاتحاد السوفيتي في اوربا الشرقية
السؤال الحيوي … مع من ستكون تركيا اليوم مع امريكا ام مع روسيا حال نشوب حرب ….. ؟؟؟؟
تركيا اوردغان تعيش ازمة اقتصادية خانقة وهي متورطة في العراق وسوريا وليبيا وعلاقات غير مستقرة مع قبرص واليونان ومصر والخليج باستثناء قطر ( احذروا قطر….. بحث مهم في بداية الازمة القطرية السعودية كنا نعتقد وحتى هذه اللحظة ان ماحصل هو مناورة نوعية خليجية بتنسيق امريكي لتحقيق جملة من الاهداف )
ايضا هنآك علاقات غير مستقرة مع الاتحاد الاوربي خصوصا مع فرنسا والذي كاد ان يتسبب في حرب بين عضوين في الناتو
اما على صعيد روسيا فان تركيا لها موقف ايجابي من مشروع السيل الشمالي الذي يمرر الغاز الروسي الى اوربا عبر اراضيها ولكن هناك اضرار كبيرة تسببت بها تركيا لروسيا خصوصا في اوكرانيا والخسائر الروسية الناتجة عن الطائرة المسيرة (، بيرقدار ) التي تستخدمها اوكرانيا مع خسائر اخرى طوال عام 2020، ألحقت الطائرات بدون طيار التركية هزائم كبيرة بوكلاء روسيا في سوريا وليبيا وإقليم قره باغ، ودمرت كميات كبيرة من المعدات الروسية
وهنا …. ترى موسكو ان وجود تركيا
كقوة إقليمية مؤثرة، بشكل يتعارض في كثير من المحطات مع المصالح الروسية. وفي المقابل ترى موسكو أن المصالح بعيدة المدى تتطلب عدم دفع الخلافات مع أنقرة إلى نقطة اللاعودة، نظرا لأهمية تركيا في التجاذب القائم بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى أضافة لذلك، من مصلحة موسكو الحفاظ على استمرار تركيا في شراء منظومة “إس-400” (S-400) الصاروخية، ولكن بشرط ألا تتخذ أنقرة مواقف مؤثرة ضد المصالح الروسية في المنطقة سيما وانهما متفقان في ملف اذربيجان وارمينيا . علما ان شراء منظومة “إس-400” (S-400) هي نقطة خلافية بين واشنطن وانقرة التي تطمع في شراء طائرات امربكية حديثة
ومع دعوة تركيا الى تهدئة الاوضاع في البحر الاسود الا انها ستجد نفسها ملزمة في الحرب الاوكرانية للاسباب التالية
1_ هي عضو في حلف التاتو
2_ معاهدات التسليح بينها وبين اوكرانيا وبولندا والتنسيق مع بلغاريا
3_ مشروعها للناطقين باللغة التركية في المنطقة
4_ معارضتها للمشروع الروسي في القوقاز والقرم
5_ وجود المضائق التركية التي تُعد الممر الوحيد لأي دعم قادم من أميركا أو من الناتو لأوكرانيا من البحر

اما على صعيد العلاقات الامريكية التركية ومع وجود ازمات حقيقة بينهما خصوصا في مرحلة بايدن الا ان التمدد التركي لم يحصل لولا التنسيق والموافقة الامريكية خصوصا في العراق وسوريا وليبيا وايضا في الخليج والقاعدة التركية في قطر
هناك لاعب خفي مؤثر جدا في سياسة تركيا بل والعالم يخطط بهدوء لم يغيب عن نظر تركيا وبعض الاطراف الحذقة
هذا اللاعب يخطط للمواجهة الحالية ويدفع الاطراف للصدام وبالتالي يستعيد صطوته على العالم كما فعلت امريكا سابقا واستثمرت الاحداث وتدخلت في الوقت المناسب لتقود فيما بعد حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي وينتهي الامر لصالحها في التربع على راس النظام العالمي
هذا العنصر هو الجانب البريطاني ….!!؟؟
الذي يطمح الى صدام الاطراف في المرحلة الحالية فيما يستعد استعدادا قويا لمواجهة الصين في مرحلة لاحقة
لذلك نرى تركيا تمارس الحياد المرن بين اوربا وامريكا من جهة وروسيا من جهة اخرى وليس بالضرورة ان يكون هناك تنسيق في الوقت الحالي بينها وبين بريطانيا
ملاحظة _ من الضروري ان يطلع الاخوة المهتمين والخبراء على السياسة العالمية للفترة من 1932_،1945
ومقارنتها مع الفترة الحالية

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M