الهجرة من إيران: أنماطها ودوافعها وآثارها

محمود البازي

 

يعتبر عنصر رأس المال البشري عنصراً مهما من عناصر التنمية في البلدان النامية أو تلك التي في مرحلة النمو. كما يعتبر نزيف العمالة الماهرة والنخب من أهم عوامل الفشل المحتمل لعملية التنمية. وطالما تمّ اعتبار الهجرة بكافة أنواعها ظاهرة اجتماعية طبيعية، ولكن المجتمع الإيراني اليوم يشهد تصاعداً استثنائياً في معدلات الهجرة خصوصاً في الشق النخبوي منها. وهذا ما دفع إلى تحوّل جوهري في لغة الخطاب الإنكاري لصناع القرار في إيران. يُظهر خطاب حكومة رئيسي ضرورة التصدي لهذه الظاهرة، واتخذت الخطوة الأولى بطمأنة المهاجرين الإيرانيين بعودة آمنة إلى بلادهم. ولكن هناك مسير طويل ومعقد ومليء بالعقبات تحتاج الحكومة الإيرانية لطيه كي يمكن الحديث عن نجاح على مستوى هذا الملف.

الإطار المنهجي

أ) مشكلة البحث

إن مشكلة البحث التي يحاول الباحث طرحها تتمثل في صعوبة الربط بين نظريات علم الاجتماع التي تفسر دوافع الهجرة في بلد المبدأ (إيران) والعوامل الجاذبة في بلدان المقصد وبين الأرقام المرتفعة التي تُظهرها استطلاعات الرأي التي قامت بتنفيذها مؤسسات في الداخل الإيراني والتي تظهر رغبة مرتفعة للغاية بين الشباب الإيراني للهجرة إلى الخارج. كما أن الحديث عن مكافحة الهجرة وتحولها إلى خطر محتمل للأمن القومي الإيراني، جعل من الضرورة التعمق في أزمة الهجرة ومحاولة استكشاف مفهوم بديل لمكافحة الهجرة وهو “إدارة الهجرة”.

ب) السؤال الرئيسي للبحث

إن السؤال الرئيسي لهذا البحث هو: هل تحولت ظاهرة الهجرة الإيرانية إلى ظاهرة تهدد الأمن القومي الإيراني؟

ج) فرضية البحث

ينطلق هذا البحث من فرضية مفادها أنه من الناحية النظرية، لا تعتبر ظاهرة الهجرة في إيران تهديداً قومياً يؤثر في البلاد ومسيرها التنموي شريطة النظر إلى الأرقام والإحصائيات بشكل مجرد. هذه الإحصائيات التي تظهر معدلات طبيعية للهجرة الإيرانية. ولكن عند البحث عمليا وبشكل أعمق في الأبعاد التالية، يتضح بأنّ مشكلة الهجرة لا تعتبر تهديداً قومياً لإيران وحسب، بل هي تهديدٌ لدول الجوار والاتحاد الأوربي، وذلك لأن ظاهرة الهجرة الإيرانية تعمل كقنبلة موقوتة يمكن أن تفجرها أحداث غير متوقعة كالكوارث الطبيعية أو الحرب:

1) مستويات هجرة النخب وهجرة العمالة الماهرة.

 2) الأسباب الحقيقية وراء الأرقام الطبيعية للهجرة الإيرانية التي تتمثل بتشديد الرقابة على الحدود الجغرافية وارتفاع تكاليف الهجرة وصعوبة قوانين الهجرة في البلدان المضيفة.

 3) عدم قدرة إيران على إحلال النخب (المحلية والمهاجرة) محل النخب الإيرانية المهاجرة وإحلال العمالة الماهرة محل العمالة الماهرة المهاجرة.

4) المعدلات المرتفعة للرغبة بالهجرة إذا ما توافرت ظروفها بالنسبة للشباب الإيراني.

5) اتجاه المجتمع الإيراني نحو شيخوخة غير مسبوقة.

6) محركات ودوافع الهجرة.

7) الآثار المركبة للهجرة على الاقتصاد والاجتماع والسياسة في إيران.

8) عدم القدرة على جذب المهاجرين.

د) منهج البحث

تجب الإشارة إلى أنّ الباحث اختار المنهج الوصفي التحليلي كمنهج أصلي معتمد في جميع فصول البحث. لم يكتف الباحث بإيراد الأبحاث العلمية التي ناقشت موضوع البحث بل استند إلى مشاهداته الميدانية. تَحتّم اللجوء إلى المنهج التاريخي بصورة جزئية في الفصل الأول للبحث وذلك لضرورة فهم سياق تشكّل وظهور الظاهرة موضوع البحث. وعلى الرغم من اختياره للحالة الإيرانية كحالة دراسة، إلا أن الباحث اختار اللجوء إلى المنهج المقارن كذلك لمقارنة الحالة الإيرانية بالحالة العربية في مواطن الضرورة. كما أن البحث لا يعتبر مختصا بالحالة الإيرانية من حيث محركات الهجرة وأنواعها وآثارها. ويمكن تعميم النتائج والتوصيات على الحالة العربية كذلك.

لقراءة البحث كاملاً (PDF)

.

رابط المصدر:

https://studies.aljazeera.net/ar/article/5248

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M