دور المرأة ومشاركتها في العملية السياسية في العراق بعد عام 2003 دراسة تحليلية طبق النظرية النسوية

اعـداد : امـل قبيل    –     اشراف : د.  محمد الغريفي الموسوي – جامعة المصطفى ( ص) العالمية – كلية العلوم والمعارف – قسم العلاقات الدولية – العراق 

 

المقدمة:

ان اغلب النظريات التي ظهرت في العالم هي وليده للفكر الغربي لذا نرى ان ظهور فكرة النظرية النسوية ماهي الا نتاج عن التفاوت الذي يحصل بين الرجل والمرأة وهي تعتبر من النظريات الاجتماعية والتي تداخلت فيما بعد ضمن منظور العلاقات الدولية وان اهداف هذه النظرية هي التركيز على دور المرأة واوضاعها وجعلها في الواجهة ولايجب ان تكون ضمن المواضيع الثانوية سواء في المجتمع او على المستوى العلاقات الدولية وان اغلب الاختلافات بين الرجل والمرأة تظهرها هذه النظرية من حيث الخبرات وكيفية مواجهتها والى انواع  الاستغلال التي تتعرض له المرأة  في المجتمع ونبحث في دراستنا هذه حول موضوع النظرية النسوية ودور المرأة العراقية و مشاركتها في العملية السياسية بعد عام 2003  .

اهداف البحث :

ان المرأة لها كيانها الخاص كعنصر فعال في المجتمع اسوه بالرجل وهذا الامر يجعلها تنخرط في اي عمل اجتماعي وسياسي ومدني عن طريق المنظمات والمؤسسات والكيانات والمشاركة بالأحزاب السياسية والنقابات والانتخابات والترشيح في مناصب عليا   في الدولة فالمرآه لا يقتصر دورها فقط على نفسها والاهتمام بشؤونها ولا يجب عليها ان تتخلى عن القضايا التي تخصها فهي تمثل نصف المجتمعوان مسألة دخولها في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي واستقلالها ذاتيا يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلطة السياسية .

اشكالية البحث :

تنطلق اشكالية بحثنا من الاتي :

تعرض النظرية النسوية الى العديد من الانتقادات لكونها ذات افكار اجتماعية وتتناول قضايا اجتماعية بحته  ولم ترتقي بعد الى مستوى النظريات ذات الشأن السياسي والفكري على مستوى العلاقات الدولية .

منهجية البحث :

تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج التحليلي حسب الاسس النظرية وتتناول عدة مواضيع تحليلية مثل قضية المساواة بين الرجل والمرأة وعمل المرأة وموقف المجتمع منه ومشكلة التفاوت الاجتماعي بين المرآه والرجل اي ان هناك قواعد تشريعية وقانونية تتقبل الاستغلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مؤسسات الدولة للمرأة وكذلك على مستوى التعليم .

هيكلية البحث :

يقسم البحث الى ثلاثة مباحث و يتضمن المقدمة اهداف البحث واشكالية البحث ومنهجية البحث وهيكلية البحث و الاستنتاجات وخاتمة والمبحث الأول يتضمن النظرية النسوية  وماهي اصول هذه النظرية وكيف نشأت والمطلب الثاني التيارات الفكرية للنظرية النسوية المطلب الثالث النظرية النسوية ودورها في العلاقات الدولية اما المبحث الثاني يتضمن دور المرأة ومشاركتها في العملية السياسية في العراق بعد عام 2003  .

المبحث الاول :  : النظرية النسوية والتوجهات الفكرية ونشأتها

المطلب الاول  – النظرية النسوية :

النظرية النسوية هي أحد فروع نظرية علم الاجتماع التي تميزت عن كيفية تحويل المبدعين لعدساتهم التحليلية والافتراضات والتركيز الموضعي بعيداً عن وجهة نظر وخبرة الذكور. من خلال القيام بذلك ، تسلط النظرية النسوية الضوء على المشاكل الاجتماعية ، والاتجاهات ، والقضايا التي يتم تجاهلها بطريقة أخرى أو يتم التعرف عليها بشكل خاطئ من قبل وجهة نظر الذكور المهيمنة تاريخياً ضمن النظرية الاجتماعية.

وتشمل مجالات التركيز الأساسية ضمن النظرية النسوية التمييز والاستبعاد على أساس الجنس والنوع ، والاعتراف بالجوانب ، وعدم المساواة الهيكلية والاقتصادية ، والقوة والقمع ، وأدوار الجنسين والقوالب النمطية ، من بين أمور أخرى. (1)

ويمكن تعريف النظرية النسوية كما يلي :

يعرف معجم ويبستر: “النسوية هي النظرية التي تنادي بمساواة الجنسيين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتسعى كحركة سياسية إلى تحقيق حقوق المرأة واهتماماتها وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه المرأة” .

اما معجم أوكسفورد فيعرفها: “ أنها الاعتراف بأن للمرأة حقوق وفرص مساوية للرجل” وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية على اعتبار اقصاء المرأة منها. (2)

اصول النظرية :

يعود ظهور الحركة النسوية إلى نهاية القرن 19 في كل من فرنسا بريطانيا والتي ثبت نهجا عدائيا نحو الرجل. وتعود بداية ثورة النساء على وضعهن إلى عام “1892 حيث عقد أول مؤتمر في باريس هو مؤتمر النساء العالمي الأول حيث بدأت بالمطالبة بحقها في التعليم وحقوقها القانونية وحق الانتخاب وتركت في ها الصدد جهود كل من “هاربين تايرل” “ميل ميلنست” “سوزان أنتوني” وغيرهن”.

تجاوزت بعد ذلك مطالبتهن باكتشاف ذاتهن وتطويرها حسب ما يرونه مناسبا مع امكانياتهن اعتقاداتهن . أي إظهار الجانب الابداعي من شخصياتهن من خلال إبراز ذواتهن وأنهن قادرات على خلق إطار تجديد يختلف عما جاء به الرجال (كمنظرين وكعمال).

وبعدها خمدت الحركة النسوية بعد حصولهن على حق الانتخاب عام 1918 في بريطانيا وعام 1920 في الولايات المتحدة الأمريكية ثم عادت للظهور فترة من الزمن، تحديدا في الستينيات من القرن إذ ظهر تياران فكريان نسويان كقوة سياسية هامة في العالم الغربي الأول أتعلو أمريكي والثاني فرنسي . بعدها دخلت النسوية حقل العلاقات الدولية في فترة التسعينيات وسعت لإبراز دور المرأة في هذا المجال . “وقد تتوج ذلك عام 1996 حين نشرت المجلة البريطانية ميلينيوم (Melenium) عددا خاصا حول المرأة والعلاقات الدولية” ومنذ ذلك الوقت أصبح الحديث عن نظرية النسوية في العلاقات الدولية انطلقت اساسا من انتقاد النظريات المهيمنة في العلاقات الدولية خاصة منها الواقعية الكلاسيكية. (3)

المطلب الثاني  :التيارات الفكرية للنظرية النسوية

  1. النسوية التجريبية :

هدف هذه النظرية هو استكشاف والتحقق من النشاطات الرجالية (العمياء) في ميدان العلاقات الدولية والنشاطات النسوية المختلفة التي يمكن تحقيقها في هذا الحقل. و قد اشارت كاتبات نسويات في هذا الاتجاه أمثال ( لورد بينيريا Lonrds Beneria ) و (كريبيكا بلانك Rebeca ) من خلال دراسة نسوية حول النساء واقتصاد الميزانية العسكرية وإلى أي مدى يمكن للمرأة التأثير على حجم الميزانية والانفاق العسكري كما اعتقدت نسويات تجريبيات بان البيولوجيا النسوية ووظفتهن الاجتماعية المألوفة كأمهات مؤثرات، تضع النساء في مواجهة الحرب، وتكون بذلك وسيلة لحل الخلافات تساعد على تطوير وجهة نظر عملية من الناحية السياسية حول مسائل الحروب والسلم التي تهدد حياة النساء.

وتؤكد الكاتبة « Cynthia Enlo » أن النساء موجودات ضمن العلاقات الدولية من خلال عملهن في المؤسسات السياسية كزوجات للدبلوماسيين وكمشرفات على التبادل السياحي الدولي وكسكرتيرات وهي مساهمات في إدارة التعاون الدولي وبناء مسارات السلم العالمي. وبذلك ومع تنامي دور المرأة في المجال السياسي وخاصة على المستوى الوطني الداخلي والدولي ستتمكن من التحكم في البيئة العائلية  وذلك بالتقليل من الكثافة السكانية مما سيؤثر إيجابا على مستويات التنمية الاقتصادية المحلية والدولية .

  1. وجهة النظر النسوية :

يعتبر التيار الثاني في هذه النظرية، وهو يختلف في بعض النقاط عن التيار الأول يعتقد المنظرون والمنظرات في هذا التيار أن الناس في مواضع الخضوع الاجتماعي والمقصود هنا هو خضوع النساء لسلطة فوقية سواء من الزوج أو من النظام الأبوي (patriacrcly) الذي فرض على انساء نمطا معينا وحاولوا تطوير تصورات مختلفة ومتنوعة أكثر دقة حول كيفية عمل وسير العالم وقواعد. حيث حاولنا معرفة كيف يصنع القرار ولماذا يسيطر الرجال على مجمل النشاطات السياسية خاصة على المستوى الخارجي أي إمكانية بناء نماذج   مفهومية تحليلية نسوية قادرة إعطاء تفسير أو فهم بديل حول السياسة العالمية   تهمش دور المرأة في السياسة الدولية.

  1. النسوية ما بعد الحداثية :

ينطلق هذا الاتجاه من فكرة رفض تقسيم ذكر- أنثى (رجل- إمراه) وهذا هو الموقف الاكثر راديكالية في النظرية النسوية، وتعتبر النسوية رفضها لهذا التقسيم كونه مصطنعا، ويهدف بشكل مقصود إلى تكريس علاقات متكافئة ومنه الاستمرار في الوضع والحفاظ على فهم أو تصور ذكري للعالم بحيث رفض هذا التيار الاعتراف بالتفرقة بين رجل وامرأة في مختلف جوانب الحياة، كما رفضوا فكرة أن الذكر أي الرجل هو الذي يستطيع صناعة الحياة السياسية فقط وأن المرأة عاجزة عن ذلك من خلال ملاحظتهم للتصنيفات التي تصفي الطابع الذكوري على أي دراسة أو تحليل في العلاقات الدولية.( 4 )

  1. النسوية الليبرالية :

يقوم هذه الاتجاه في النظرية النسوية الفرضية البسيطة بأن جميع الناس قد خلقوا متساويين، ولا ينبغي حرمانهم من المساواة بسبب نوع الجنس، والمذهب النسائي الليبرالي يرتكز على المعتقدات التي جاء بها عصر التنوير والتي تنادى بالإيمان بالعقلانية والإيمان بأن المرأة والرجل يتمتعان بنفس الملكات العقلية الرشيدة،  والإيمان بأن التعليم كوسيلة لتغيير وتحويل المجتمع، والإيمان بمبدأ الحقوق الطبيعية. وبناء على هذا، فما دام الرجال والنساء متماثلان من حيث طبيعة الوجود،  إذن فإن حقوق الرجال ينبغي أن تمتد لتشمل النساء أيضاً (5)

  1. النسوية الثقافية او الأساسية :

فيما يتعلق النسوية الثقافية او الأساسية فأن هذه النظرية ليس لها شعبية بين الاكاديميين لأنها تمثل افتراضا جزئيا ، على النقيض مما قد يعني اسمها، أن المرأة هي أعلى من الرجال وأن الطريقة التي يتم بها معاملة الاناث اجتماعيا يجب أن تمتد لتشمل الذكور, ستكون النساء بشكل طبيعي واجتماعي أقل عدوانية من الرجال. ونتيجة لذلك، ستكون المرأة أكثر قدرة على تحقيق السلام في العالم والقضاء على الثقافة الذكورية العنيفة والتنشئة الاجتماعية السائدة. (6)

  1. النسوية الاشتراكية :

لم ترفض النسوية الاشتراكية قضايا الاتجاه الفردي الليبرالي الخاصة بالحرية والمساواة، ولكنها اعترضت على تطبيق مفاهيم القيمة والمكانة على أفراد منفصلين اجتماعياً عن حياتهم ككائنات اجتماعية ويدركون فقط بوصفهم أفرادا                           مستقلين أكثر من إدراكهم في إطار الحياة الجمعية والأفعال الاجتماعية [7].

  1. النسوية ما بعد الكولونيالية :

تدعو إلى ضرورة الانتباه إلى أن مشكلة النساء في الدول التي خضعت للاستعمار هي جزء من المشكلة العامة التي تعانيها مجتمعات هذه الدول رجالا ونساء .

  1. مفهوم الجندر :

ان مفهوم الجندر النوع الاجتماعي ظهر في ثمانينات القرن العشرين كمصطلح بارز استخدم في ادبيات الحركة النسوية وذلك لوصف خصائص الرجال والنساء المحددة اجتماعيا في مقابل تلك الخصائص المحدودة بيولوجيا وان مصطلح يشير  الى التفرقة بين الذكر والانثى على اساس الدور الاجتماعي لكل منهما تأثرا بالقيم السائدة (8)

  1. اشلي كروسمان , النظرية النسوية في علم الاجتماع
  2. بن قصير موسى جندلي عبد الناصر, زلاقي حبيبة , الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية, النظرية النسوية في العلاقات الدولية, جامعة باتنة دائرة العلوم السياسية, قسم العلاقات الدولية .
  3. نفس المصدر السابق .
  4. الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية و الاستراتيجية .
  5. السيد حنفي عوض، الحركات النسائية العمالية، وتحديات سوق العمل، ص 72.
  6. أحمد الهدهد, النظرية النسوية في العلاقات الدولية, الحوار المتمدن- العدد: 6161 – 2019 / 3 / 2 .
  7. فاتن أحمد، عرض تحليلي للاتجاهات الحديثة في دراسة المرأة، في: علياء شكري وآخرون، علم اجتماع المرأة، مكتب زهراء الشرق، القاهرة، ص 5.
  8. د. بحري دلال, قسم العلوم السياسية ,جامعة الحاج خضر, باتنة, النظرية النسوية في التنمية, ص71 .

المطلب الثالث  :النظرية النسوية ودورها في العلاقات الدولية

ان الغرض من هذه النظرية هو اخال المرأة في العمل السياسي وذلك لرفع الاستغلال والظلم الذي يلحق بها من قبل الزوج والاب فسعت الى الدخول في كافة مجالات العمل وخاصة في العلاقات الدولية باعتبارهن صانعات قرار وليس ان تكون حصرا  على الرجال ونجد ان النظرية النسوية قد حققت بعض المطالب  وخاصة في القرن الواحد والعشرون من خلال تقليدها مناصب عليا في الدولة  ومنها المستشارة الالمانية ( انجيلا ميركل ) والتي سعت من خلال سياستها المتعبة   في ادارة البلاد بشكل سليم واستطاعت النهوض بألمانيا لتجعلها من الدول المتقدمةفي المجتمع الدولي وكذلك ( كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الامريكية  ورئيس الارجنتين ( كريستينا فيرنانديز ) و ( تساي اينغ  وين ) زعيمة  المعارضة التايوانية والملكة ( اليزابيت الثانية ) ملكة بريطانيا و( مارغريت تاتشر)  و( ديلما روسيف ) رئيسة البرازيل و( بناضير بوتو ) رئيسة وزراء باكستان و ( انديرا غاندي ) وغيرهن .

المبحث الثاني :  دور المرأة ومشاركتها في العملية السياسية في العراق بعد عام 2003

لقد ضمن الدستور المؤقت الدور السياسي للمرآه في العراق بعد الحكم الملكي والذي نص ( على أن المواطنين العراقيين متساوون بموجب القانون ومنحهم الحرية بغض النظر عن العرق والجنسية أو اللغة أو الدين) (9)

حيث اقر حق المشاركة والمساهمة في القرار السياسي من خلال تقليد المرآه مناصب عليا في السلطة نذكر منها منصب وزارة البلديات للسيدة نزيهة الدليمي.

اما فيما يخص العملية السياسية بعد 2003 حيث اقتصر دور المنظمات النسوية  غير الحكومية في المجتمع العراقي على دعم العملية السياسية وإطلاق الحملات للحفاظ على حقوق المرأة في دستور العراق الجديد ( 10)

أن قرار رقم 1325 لعام 2000 الصادر من مجلس الأمن الدولي الذي يعطي الحق للنساء للمشاركة في الامن والسلم وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية وبالأخص عملية صنع القرار وان تكون ضمن القيادات الحزبية                          بنسبة لا تزيد عن 25 %

وقد حدد الدستور العراقي لسنة 2005 حسب المادة 49 الفقرة الرابعة والتي تنص  (  يستهدف قانون الانتخابات تحقيق نسبة تمثيل للنساء لا تقل عن  الربع  من عدد أعضاء مجلس النواب).والتي تسمى بنظام الكوتا بما لا يقل   عن 25%   والتي تعتبر عاملاً سياسياً مهماً في تحقيق مشاركة للنساء   داخل العملية السياسية.

لذلك يعد العراق من الدول التي خصصت مقاعد للمرأة في البرلمان بنص الدستور، وقد طبق هذا النوع من الكوتا والذي يعرف  بالكوتا الدستورية في 14 دولة اخرى في مقدمتها فرنسا والأرجنتين كما حققت رواندا أعلى نسبة تمثيل للبرلمان في العالم 48.5% باعتماد نظام الكوتا الدستورية. وفي الدورة البرلمانية الأولى في عام 2005 تمكنت النساء من ضمان 70 مقعداً من مجموع 275 مقعد في البرلمان.

في الدورة البرلمانية الثانية في 2010 بلغ عدد مقاعد النساء 83 مقعداً.   وفي انتخابات 2014 وصلت 83 امرأة إلى البرلمان، 22 منهن وصلن بالأصوات التي حصلن عليها دون الاعتماد على نظام الكوتا.

في الدورة البرلمانية الأخيرة في 2018  حازت النساء على 84 مقعداً من مجموع 329 مقعد برلماني، بعضهن انتخبن من خارج نظام الكوتا.

وعلى مستوى المشاركة في الحكومات المتشكلة في العراق بعد 2003م، وما يقارب عن 20 عاماً من سقوط نظام الحكم الدكتاتوري، شهدت مشاركة النساء في الحكومات المتعاقبة انحساراً واضحاً. فبعد عام 2003? تولت نسرين برواري مهام وزارة الأشغال العامة في حكومة مجلس الحكم ومثلت أول وزيرة في العهد الجديد.

أما في الحكومة الانتقالية التي ترأسها أياد علاوي 2004-2005   فقد تضمنت أكبر مشاركة نسوية إذ بلغت ستة وزيرات وهو الرقم الذي لم تصل إليه كابينة أخرى.

وفي الحكومة الانتقالية التي ترأسها ابراهيم الجعفري 2005-2006  استلمت 5 نساء مناصب وزارية.

وتضمنت أول حكومة عراقية منتخبة نالت الثقة من البرلمان برئاسة نوري المالكي 2006-2010  ثلاث نساء، أما الكابينة التالية لنوري المالكي 2010-2014 ضمت وزيرتين.

الحكومة التي تشكلت بعد ظهور داعش برئاسة حيدر العبادي 2014-2018 شهدت مشاركة امرأتين إحداهما تسلمت منصب وزيرة دولة وتم إلغاؤه فيما بعد، الى أن أعطيت حقيبة وزارية لمرشحة أخرى في عام 2016.

الكابينة الوزارية التي أعلنها عادل عبد المهدي في عام 2018 والذي أجبر على الاستقالة تحت ضغط المتظاهرين في 2019 لم تضم أية وزيرة في البداية ، ولكن في الأيام الأخيرة من عمر الحكومة نالت امرأة ثقة البرلمان لتولي وزارة التربية.

أما الكابينة الحالية الغير مكتملة برئاسة مصطفى الكاظمي  2019-2021 فضمت وزيرة واحدة. (11)

ان مساهمة المرأة العراقية في العملية السياسية هي احد اهم الآليات للقضاء على الفساد والمفسدين والادلاء بصوتها يساهم كذلك في وصول الشخص المناسب  في المكان المناسب والعكس صحيح .

وأن تهميش دور المرآه في المجتمع والحياة السياسية يؤشر مدى القصور في الرؤية العلمية للمرآه ودورها في المجتمع، ومدى الجهل والتخلف الذي يعانيه المجتمع، ومن خلال قراءه وتقويم الانتخابات التي شهدها العراق بعد عام 2003 نجد ان النظام الانتخابي في العراق على الرغم من تضمينه نسبة حضور للمرأة حسب نظام الكوتا إلا انها نسبة لم تنسجم مع دور المرأة السياسي والاجتماعي والثقافي في البلد (12)

ولازال اﻟﻤﺠتمع العراقي يعاني الأمرين من هشاشة الوضع الامني نتيجة ضعف الاستقرار السياسي، والذي اثّر بدوره على الاستقرار الاجتماعي، وقد اثر ذلك على أداء المرأة لمهام الدور السياسي المنوط ﺑﻬا، إذ أن الجانب الأمني ” الذي يحدّ من حركة من يريد العمل والتواصل والمتابعة وخصوصاً من لديه ظهور إعلامي “.(13)

إن المشاركة السياسية للمرأة دليل على وعي المجتمع لذاته وحضارته فالمشاركة هي ظاهرة حضارية كما هي ظاهرة سياسية وحينما يصل المجتمع إلى مرحلة معينة من الرقي والتقدم فان مسالة المشاركة السياسية للمرأة تصير من قضاياه الأساسية.(14)

كما أن درجة الوعي في المجتمعات العربية لم تسمح حتى ألان بتمثيل المرأة في البرلمان من خلال معارك انتخابية تخوضها على قاعدة برنامج واضح (15)

كما ان التدهور الاقتصادي اثر على المجتمع و الاسرة حيث اثر ذلك على جانب التعليم لان الاسرة لا تستطيع تحمل تكاليفه فأدى الى ارتفاع نسبة الأميه وان ارتفاع نسبة الأميه يؤثر على المجتمع ونجد ان الاعداد الكبيرة من الامية هي من النساء فهذا يؤثر على وعي المرأة ويؤدي الى عدم مشاركتها في الحياة السياسية لان التعليم يؤثر الى وعيها فيزيد الوعي السياسي لها.

وان النهوض بالمرأة العراقية لا يمكن ان يتم الا في اطار مشروع تنموي وطني متكامل يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية مما يؤدي الى التوظيف الامثل للموارد البشرية (16)

ان أهم أسباب ضعف مشاركة وأداء النساء في العملية السياسية يتضمن عدة آمور منها :

قلة وجود العناصر النسوية الفاعلة ومحدودية الخبرة السياسية لعدد كبير من النساء المشاركات في العملية  السياسية وهيمنة القيادات الحزبية والكتل السياسية على النساء بشكل خاص التشكيك الدائم بقدرات النساء ,عدم توفير مستلزمات تطوير  وتأهيل العناصر النسوية ودعمها, تعمد أغلب قيادات الأحزاب والكتل السياسية   إقصاء النساء عن اتخاذ القرارات المهمة داخل الأحزاب  والكتل, نمطية وسائل الإعلام تجاه المرأة وحصر دورها بشكل غالب على قضايا المرأة والأسرة والطفل,  حملات التسقيط والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي  تردي الأوضاع الأمنية بين فترة وأخرى,  العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع ألذكوري الذي اعتاد على وجود الرجال في مواقع صنع القرار,  عدم ثقة المجتمع بقدرة النساء في العمل السياسي وجود المنافسة النسائية السلبية  وعدم ثقة بعض النساء بأنفسهن, عدم امتلاك اغلب النساء الأموال والنفوذ  لتشكيل الأحزاب أو تمويل حملاتهن الانتخابية, تأثير الخطاب الديني المتطرف على جانب كبير من المجتمع الذي يرفض تصدي النساء في العمل السياسي (17)

  1. ناىض حسن جابر، حول شرعية النظام السياسي في العراق الحديث ) 1921- 2003, مجلة روافد، بغداد، العدد الأول، كانون الثاني، 2008 ، ص 3
  2. ليلى الخفاجي، انتقاد وتهميش المرأة العراقية في المؤتمرات الدولية
  3. لقاء موسى الساعدي, قراءة سياسية في دور المرأة بعد عام 2003
  4. ا.م.د .ازهار محمد عيلان ,المشاركة السیاسیة للمرأة العراقیة في انتخابات عام۲۰۱٤الواقع والتحدیات.
  5. م.م . تغريد رامز هاشم العذاري , أ.د . سعدون شلال ظاهر, المشاركة السياسية للمراه في الانتخابات البرلمانية العراقية بعد عام 2003 م كلية التربية للبنات / جامعة الكوفة
  6. م. بدرية صالح عبذالله, مركز الدراساث الإستراتيجية والدولية, جامعة بغداد ,الدور السياسي للمرأة في العراق بعذ عام 2003
  7. سمير عبد الرحمن هائل الشميري، المرأة والانتخابات البرلمانية اليمنية، مجلة – المستقبل العربي، بيروت، العدد 321 تشرين الثاني / 2005 ، ص 94
  8. لقاء ياسين حسن, المشاركة السياسية للمرأة العراقية بعد عام “2003”, المركز الديمقراطي العربي
  9. منار الزبيدي, العراقيات في العملية السياسية “أرقام” دون جدوى ضعف في الأداء والمشاركة , معهد جوته, “رؤية”

الاستنتاجات :

  1. اصبح دور المرأة العراقية اكثر فاعلية خاصة بعد اقرار الدستور لنظام الكوتا ودخولها في البرلمان ومشاركتها سياسيا .
  2. دعم النساء من اجل التحرر والقضاء على الظلم من خلال تكوين منظمات ومؤسسات تنادي بحقوق المرأة .
  3. بناء الشخصية والعمل الجاد عليها ايجابيا وهذا يعمق الشعور بالمسؤولية وبالتالي يزيد شعورها بالثقة ويخلصها من الضعف والدونية التي ينظر اليها المجتمع كونها كائن ضعيف .
  4. ان عمل المرأة في هذا المجال يعطي المرأة المشاركة في صنع القرار السياسي وابداء الراي حيث يجعل المرأة تعيش في تفهم حقيقي لمطالب المجتمع .
  5. ان زيادة الوعي النسوي وعملها في المجال السياسي يحفظ لها حقوقها في القضايا المصيرية ومشاركتها في النشاطات السياسية يزيدها افاق فكرية سياسية واضحة .
  6. الاطلاع على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة, والاهتمام بنشر الديموقراطية وثقافة عدم التمييز والحق في الاختلاف وقبول الاخر والتعددية  ومفاهيم التنوع الاجتماعي .

الخاتمة:

ان الطبيعة الموجودة في المجتمعات العربية الخاصة بالمرآه ومشاركتها في العملية السياسية لا تقتصر على معارضة الرجل فقط وانما نجد ان هناك من يعارض دخولها من انساء في هذا المجال وانها تثق بأداء الرجل سياسيا وفي اتخاذ وصنع القرار اكثر من نضيرتها المرأة علما ان اشتراك المرأة في هذا المجال من اهم شروط الديمقراطية والتي تعتبر من اهم مرتكزاتها  العدالة والمساواة في اعطاء الفرص للجميع ولأفرق بين الجنسين .

المصادر :

  1. اشلي كروسمان , النظرية النسوية في علم الاجتماع
  2. بن قصير موسى جندلي عبد الناصر, زلاقي حبيبة , الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية, النظرية النسوية في العلاقات الدولية, جامعة باتنة دائرة العلوم السياسية, قسم العلاقات الدولية .
  3. نفس المصدر السابق .
  4. الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية و الاستراتيجية .
  5. السيد حنفي عوض، الحركات النسائية العمالية، وتحديات سوق العمل، ص 72.
  6. أحمد الهدهد, النظرية النسوية في العلاقات الدولية, الحوار المتمدن- العدد: 6161 – 2019 / 3 / 2
  7. فاتن أحمد، عرض تحليلي للاتجاهات الحديثة في دراسة المرأة، في: علياء شكري وآخرون، علم اجتماع المرأة، مكتب زهراء الشرق، القاهرة، ص 5.
  8. د. بحري دلال, قسم العلوم السياسية ,جامعة الحاج خضر, باتنة, النظرية النسوية في التنمية, ص71

9.ناىض حسن جابر، حول شرعية النظام السياسي في العراق الحديث ) 1921- 2003, مجلة روافد، بغداد، العدد الأول، كانون الثاني، 2008 ، ص 3.

10.ليلى الخفاجي، انتقاد وتهميش المرأة العراقية في المؤتمرات الدولية.

11.منار الزبيدي, العراقيات في العملية السياسية “أرقام” دون جدوى ضعف في الأداء والمشاركة , معهد جوته, “رؤية”

12.ا.م.د .ازهار محمد عيلان ,المشاركة السیاسیة للمرأة العراقية في انتخابات عام۲۰۱٤الواقع والتحديات.

13.م.م . تغريد رامز هاشم العذارى , أ. د . سعدون شلال ظاهر, المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات البرلمانية العراقية بعد عام 2003 م كلية التربية للبنات / جامعة الكوفة.

  1. م. بدرية صالح عبد الله, مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية, جامعة بغداد ,الدور السياسي للمرأة في العراق بعد عام 2003 .

15.سمير عبد الرحمن هائل الشميري، المرأة والانتخابات البرلمانية اليمنية، مجلة – المستقبل العربي، بيروت، العدد  321 تشرين الثاني / 2005 ، ص 94

16.لقاء ياسين حسن, المشاركة السياسية للمرأة العراقية بعد عام “2003”, المركز الديمقراطي العربي

.
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M