دور برامج التواصل الاجتماعي في تغییر ثقافة المجتمعات والعراق أنموذجا على المنهج البنائي

اعداد :  علي الحكيم   –  اشراف : د.  محمد الغريفي الموسوي – جامعة المصطفى ( ص) العالمية – كلية العلوم والمعارف – قسم العلاقات الدولية – العراق 

المقدمة:

إن وسائل التواصل الاجتماعي جاءت فكرتها الأولى في السياق الاجتماعي الترفيهي التعارفي الثقافي، ومع اتساع استخدام تلك الشبكات والوعي أصبح لها أدوارا جديدة في البحث ونشر المعلومات.

لتطورات المتسارعة في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، هذا المجال الذي يشهد منذ بداية الألفية الثالثة ثورة حقيقية ألقت، ولا تزال تلقي، بتأثيراتها الجذرية والعميقة على مختلف جوانب الحياة البشرية، الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، ويعدُّها كثيرون مفتاح الولوج إلى المستقبل، وامتلاك ناصية القوة والتطور والحداثة في عالم متغير.

وهو ما فتح المجال أمام ثورة الاتصالات اللاسلكية، التي عُزِّزت باختراع التلفزيون عام 1924. ووُصِفت الأقمار الاصطناعية بأنها إحدى المعجزات البشرية في مجال الاتصالات، التي تمت في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث لعبت هذه الأقمار دوراً مهماً في تطوير الاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى دورها الأمني كأدوات للتجسس، وتحديد الأهداف العسكرية، وتوجيه الأسلحة في الحروب.

ولعل أهم ما يميز هذه الثورة، التي يشهدها العالم اليوم في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، هو السرعة الكبيرة في التحولات التي تشهدها.

من خلال شبكات اتصال متنقلة عريضة النطاق وفائقة السرعة. تلاشي فكرة السيادة الوطنية والجانب الثاني ذو سمة اجتماعية – سياسية، ويرتبط بما أفضَت إليه ثورة الاتصالات من تلاشي فكرة السيادة الوطنية بشكلها التقليدي المتعارَف عليه منذ قيام الدولة القومية الحديثة في القرن السابع عشر بعد مؤتمر وستفاليا 1648، وكسر كل الحدود والحواجز بين الداخل والخارج، وما أفرزته من تأثيرات في قيم الهوية الوطنية للمواطنين في المجتمعات المختلفة، وخلق «المواطن العالمي» الذي لم يعد يتأثر في تشكيل توجهاته وأفكاره ومبادئه ببيئته وثقافته المحليتين فقط، وإنما بأفكار وقيم خارجية تُبَثُّ على مدار الساعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت أيضاً. وتركت هذه الثورة الاتصالية تأثيرها على أنماط العلاقات الاجتماعية بين البشر وأخلاقياتهم وسلوكياتهم وتعاملاتهم، مثلما فرضت على الحكومات تحديات جديدة للتكيُّف معها ومجاراتها.

أما الجانب الاخر فهو ذو سمة أمنية-عسكرية، فهذه الثورة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفرت منصَّة خطيرة للجماعات الإرهابية والمتطرفة للنمو ونشر أفكارها الظلامية داخل المجتمعات، كما وفَّرت للقوى المتنافسة والمتصارعة مجالات جديدة لإلحاق الضرر بمنافسيها، سواء من خلال الحروب السيبرانية التي شهدت تنامياً كبيراً في خطورتها، أو من خلال محاولات اختراق الدول المنافسة من الداخل، وتهديد أمنها واستقرارها عبر تحفيز الاضطرابات الاجتماعية فيها، أو تشكيل الخلايا النائمة المرتبطة بها، أو حتى من خلال توظيف وسائل الاتصال الحديثة في التجسس ومعرفة أدق التفاصيل عن الخصوم.

مشكلة:

قلة التواصل وجهاً لوجه يُساهم استخدام وسائل الاتصال الحديثة في إضعاف قدرات الشخص على التحدُّث والاستماع للآخرين وجهاً لوجه، حيث يُصبح مُعتاداً على الرد باستخدام لوحة المفاتيح في الهاتف، أو على الحاسوب، ممّا يجعل الرد بالكلمات عمليّة صعبة وغير مُحبّذة له في كثر من الأحيان.

زيادة الكسل يؤدي الاستخدام المُفرط لوسائل الاتصال إلى زيادة الكسل والخمول، فقبل وجود وسائل الاتصال كان لابد من الخروج من المنزل، وأحياناً المشي للتواصل مع الأصدقاء وغيرهم، أمّا الآن فكل ما على الشخص أن يقوم به هو إرسال رسالة نصيّة، أو صوتيّة للشخص المعني، وهذا بدوره يؤدي الى تقليل الحركة لدى الأشخاص، وبالرغم من سهولة استخدام وسائل الاتصال والراحة التي تجلبها للمستخدم، إلا أنّه لا يجب الاعتماد عليها كثيراً لما تُسبّبه من كسل، وإضاعة للوقت.

خلق نمط حياة غير صحّي انتشرت في الآونة الأخيرة طرق مختلفة لاستخدام وسائل الاتصال، كما انتشرت أنواع مختلفة من الهواتف والحواسيب، وأصبح بإمكان عدد أكبر من الأشخاص استخدام وسائل الاتصال في نفس الوقت وفي نفس المكان، ولكن استخدام وسائل الاتصال لفترات طويلة مع التحديق في الشاشات، خصوصاً في الليل، قد يضُرّ بالنظر، كما يتسبّب بالإخلال بنظام النوم المُعتاد للفرد، ويعود هذا للأشعة المُنبعثة من الأجهزة والتي ثبت أنّ لها علاقة بالشعور بالأرق.

كثرة المعلومات والتفاصيل أصبحت كميّة الصور، والفيديوهات، والأخبار التي تتمّ مُشاركتها، ونشرها باستخدام وسائل الاتصال مزعجةً نتيجةً للعدد الكبير من مُستخدمي هذه الوسائل، وكثرة الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يُسبّب انتشار الكثير من الأخبار المُضخّمة، أو التي تحتوي على الكثير من التفاصيل غير المُهمّة.

عدم مُراعاة مشاعر الآخرين تُؤدّي الزيادة في استخدام شبكات الاتصال إلى إضعاف القدرة على فهم الطرف المُقابل والشعور به، حيث إنّ التواصل عن طريق الكتابة او الصوت، لا يسهم في إيصال المعنى المراد تماماً، ولا يُظهر المشاعر الحقيقيّة على النحو الصحيح.

انتهاك الخصوصية والتهديدات الأمنية يتطلّب استخدام وسائل الاتصال مُشاركة بعض المعلومات الشخصيّة، وفي بعض الأحيان قد يتم نشر هذه المعلومات في صفحات غير موثوقة، ولذلك يجب على المُستخدم الحذر عند نشر بياناته ومعلوماته الخاصّة كي لا يكون عُرضةً للاستغلال.

أسئلة البحث:

ان مشكلة البحث تتخلص فيما هو تاثير الثورة الاتصالات على نمط العلاقات الاجتماعية بين الشعوب وأخلاقياتهم وسلوكياتهم وتعاملاتهم، ما بينهم وما بين الشعوب الآخر.

سؤال الرئیسی

ما هو دور برامج التواصل الاجتماعي في تغییر ثقافه المجتمعات فی الشرق الاوسط والعراق انمودجا؟

الاسئله الفرعیه

  1. ما هو برامج التواصل الاجتماعي؟
  2. ما هو سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي في تغییر ثقافه المجتمعات فی الشرق الأوسط؟
  3. ما هو ایجابیات التواصل الاجتماعي في تغییر ثقافه المجتمعات فی الشرق الأوسط؟
  4. ما هو ایجابیات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي في تغییر ثقافه المجتمعات فی العراق؟

أهداف البحث:

علينا ان نتقبل هذه الثورة في القرن الحادي والعشرون ونستخدمها كوسيلة نافعه للمجتمعاتنا وليس نقف ضدها او متفرجين ما يحدث في داخل دولنا.

    • تحقيق التواصل العالميّ عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
    • معرفة كل ما هو جديد من الأخبار المحليّة والعالميّة.
  • معرفة مؤسسات هدفها تقديّم الموارد التي يحتاج إليها الشخص في حياته.

أهمية البحث:

ان برامج التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرات غير مسبوقة، في تاريخ الحياة الإنسانية وكانت هذه التغيرات في غاية التنوع ووصلت الى ما نشهده اليوم وهو دخولها في أدق تفاصيل حياة الدول والشعوب والجماعات، وصولا الى الأسر والأفراد وما كان نقلة تقنية جبارة، وأصبح اليوم تحولا في نمط الحياة العامة والخاصة.

وكما من اسمها مبين (دور برامج التواصل الاجتماعي) شملت كافة الدول في أنحاء العالم ودخلت في جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والأمنية.

وعليه أن كافة الدول العالم تتخذ إجراءات مناسبة لحماية مواطنيهم ودولهم من غز من نوع الجديد الذي لم يستخدم فيها السلاح والقنابل، بل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

فرضية البحث:

هنا نعتقد أن تطور في المجال الاتصالات جاء بسبب تقدم العلم وراحت البشر وهذا الاعتقاد صحيح نسبيا، ولكن استغل ذلك من بعض من الدول الكبرى لتغيير في أفكار الشعوب واستغلالهم حسب ما يرسمون لهم.

منهج البحث:

  1. كذاك اعتمد البحث على المنهجي التحليلي لمعرفة إمكانية تحقيق ذألك المعلومات في بعض من المجتمعات تكون بشكل مساوي.
  2. يدور موضوع البحث حول النظرية البنائية والتي تعد أحد أهم النظريات التي أضافت ثقلاً للحقل النظري والمعرفي للعلاقات الدولية، فالنظرية البنائية تدرس العلاقات الدولية من جانبٍ مختلفٍ تماماً عن باقي النظريات من خلال تركيزها على الجوانب الاجتماعية للعلاقات الدولية، ومن خلال النظر الى العلاقات الدولية على أنها بناءات اجتماعية، للأفكار والثقافات والقواعد والمعايير وللغة دور كبير في تكوينها.

حدود الدراســة:

1-الحدود الزمانيــة: تم إجراء هذه الدراســة في الفترة ما بين تشرين الثاني من كانون الأول من عام2021م.

2 -الحدود المكانيــة: تقتصر هذه الدراســة على باحثين في مجال المجتمعات واخذ عينات من تلك الدارسات حسب دولهم.

محددات الدراســة:

تتحدد هذه الدراسة بنتائج إجابات المختصين الذي درسوا الموضوع من جانب اجتماعي وأخلاقي وسياسي.

الدراسات السابقة:

وفقا لاطلاع الباحث حول البحوث المقدمة لدراسة موضوع الثورة الاتصالات لاحظ الباحث ندرة البحوث حول هذا الموضوع، وهذه بعض الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت الموضوع بشكل خاص (كجزئية):

  • درجة استخدام المرشدين التربويين لشبكات التواصل الاجتماعي وعلاقته بالرضا المهني لديهم.

من أعداد: لبنى خليل عمر عامر.

  • آثار شبكات التواصل الاجتماعي على طلبة جامعة اليرموك وعلاقتها بالرقابة الذاتية من وجهة نظرهم أنفسهم

من أعداد: فاطمة صالح علي الخطيب

  • استخدامات القائم بالاتصال في الصحافة الفلسطينية لشبكات التواصل الاجتماعي والإشاعات المتحققة

من أعداد: فلاح سلامة حسن الصفدي

  • توظيف طلاب المرحلة الثانوية لشبكات التواصل الاجتماعي في الواجبات المدرسية وعلاقته في تحصيلهم الدراسي في محافظة القريات

من أعداد: بدر عبد الله الكريع

  • تصورات طلبة الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة اليرموك حول أثر استخدام موقع التواصل الاجتماعي على القيم الاجتماعية

من أعداد: فاطمة عبد الرزاق الربابعة

  • أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية “الفيس بوك وتويتر نموذجا” / حنــان بنت شعشوع الشهـــري

الفصل الأول: تعريف بالنظرية البنائية في العلاقات الدولية:

البنائية طريقة لدراسة العلاقات الاجتماعية، يشير إلى هذا أحد أهم روادها. [1]وبينما تتقاطع مع بعض النظريات والمداخل الأخرى إلا أنها تكون نظاماً أو مدخلاً مستقلاً يتألف من مجموعة من المفاهيم والافتراضات التي تساعد الباحث على دراسة العلاقات بين مجموعة الفاعلين في نظام أو بناء معين. لكنها لا تكون نظرية بعينها بالمفهوم الوضعي للنظرية، أي إنَّها لا تقدم تفسيرات عامة لسلوك الأفراد، أو لماذا يختلف مجتمع عن مجتمع آخر. ولا تقدم شرحاً أو تنبؤاً للتغيير في العالم أو النظام الدولي. ما تقدمه البنائية هو أن تجعل من الممكن أن يقوم الباحث بوضع أسس نظرية تتعلق بأشياء أو ظواهر تبدو مختلفة ومنفصلة ولا علاقة بينها، لأن المفاهيم المستخدمة عن هذه الظواهر عادة منفصلة وبعيدة وغير متكاملة. وتعد البنائية حديثة في العلوم الاجتماعية بشكل عام والعلاقات الدولية بشكل خاص.[2] إذ دخلت البنائية العلاقات الدولية مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وسرعان ما أخذت حيزاً كبيراً في أدبيات هذا العلم لتكون المنافس القوي للنظريات التقليدية (الوضعية) مثل الواقعية والليبرالية. هدف هذا البحث إلى دراسة إسهام البنائية كمدخل لدراسة تا ثير العلاقات الدولية في داخل المجتمعات.

لأتباع البنائية، السياسة الدولية لا يمكن تحليلها وفهمها بالتركيز فقط على بنية النظام الدولي كما يعتقد الواقعيون الجدد الذين يرون أن بنية النظام الدولي (توزيع القوة في النظام الدولي) بشكل آلي وأوتوماتيكي يؤثر في سلوك الدول، بل يرفض البنائيون هذا التعميم في أثر النظام الدولي في سلوك الدول، وبالمقابل يرى البنائيون أن الدول تتصرف بهذا الشكل نتيجة العلاقات الاجتماعية وتفاعلها مع بنية النظام الدولي التي تشكل إطاراً اجتماعياً من القواعد والقيم التي تتصرف الدول من خلالها. من ذلك نستنتج أن البنائيين يصرون على أن السياسة الدولية ليست بالضرورة محكومة بالقوة والمصلحة فقط، فهناك مبادئ وقيم ومفاهيم مثل السيادة وعدم التدخل التي أصبحت جزءاً من الإطار الاجتماعي لسلوك الدول والتي تُؤلِّفُ ضابطاً لهذه الوحدات وإن كانت تخترق -بعض الأحيان فمخالفة القاعدة لا يعني عدم وجودها[3] .

فعلى سبيل المثال مفهوم توازن القوى Power of Balance لا يصبح قانوناً كما يعتقده الواقعيون، بل هو مفهوم أو قاعدة تقبله الدول على مر الزمن نتيجة استخدامه المتكرر من قبل الدول والوحدات الأخرى، وتتصرف بناء على هذه القاعدة أو العرف؛ مما يجعله يبدو كالقانون الملزم في العلاقات الدولية تأخذه الدول على أنه نافذ في كل زمان ومكان.[4]

إن مفهوم القوة كما يراه البنائيون ليس كما يراه الوضعيون أو بشكل خاص أتباع النظرية الواقعية. إذ يعد الواقعيون القوة جوهر العلاقات الدولية وخاصة القوة العسكرية التي تعد بنظرهم هدفا ووسيلة في تحقيق المصالح الوطنية. إن هذه النظرة المادية لمفهوم القوة جعلت الواقعيين يركزون على عوامل تسهم في مقدرة الدول مثل (الأرض، والسكان، والاقتصاد، فضلاً عن – طبعاً – عن القوة العسكرية). ومع أنه لا يوجد تعريف موحد لمفهوم القوة حتى بين الواقعيين أنفسهم، إلا أن أكثر التعاريف تداولاً هو تعريف روبرت دوول [5]Dahl Robert الذي يقول: إن القوة هي قدرة الفاعل (أ) على أن يجبر فاعل (ب) على أن يفعل شيئاً أو يمتنع عن فعل شيء ما كان ليفعله (ب) لولا قدرة (أ). أما بالنسبة إلى البنائيين فمفهوم القوة هو بناء اجتماعي بحد ذاته يتحدد معناه وأثره من خلال التفاعل بين الوحدات الفاعلة في النظام الدولي والبناء الذي يحتوي هذا التفاعل. أما ما يتعلق بالدولة فهي بالنسبة إلى البنائيين بناء اجتماعي ووحدة سياسية تُؤلِّفُ الفاعل الأساس، ولكن ليس الوحيد في العلاقات الدولية.[6]

المصلحة الوطنية في النظرية البنائية:

مفهوم آخر في العلاقات الدولية يعد من أهم المفاهيم ومن أكثرها غموضاً هو مفهوم المصلحة الوطنية. إن مفهوم المصلحة الوطنية يعد من المفاهيم المركزية للواقعية إِذْ ينظر إليه على أنه شيء تملكه الدول ويبنى على مر الزمن ويرتكز على بعض الأسس أهمها موقع الدولة الجغرافي، والموارد التي تحتويها الدولة، وعدد السكان، والأهداف الاستراتيجية للدولة، وعوامل أخرى. أما التيارات النقدية في العلاقات الدولية فتثير العديد من الأسئلة عن مفهوم المصلحة الوطنية ولا تعده شيئا معطى أو محدداً مسبقاً، بل تشير إلى مجموعة من النقاط والتساؤلات مثل مصلحة من؟ لأن أتباع النظريات النقدية لا يعتقدون بأن الدولة وحدة متكاملة وتتصرف بصوت واحد (Actor Unitary، (بل هناك العديد من الطبقات والجماعات ومراكز القوى الكثيرة التي تسهم في تعريف المصلحة الوطنية. أما بالنسبة إلى البنائية فالمصلحة الوطنية ليست شيئاً محدداً بشكل موضوعي، بل هي مشروع دائم التكوين ويختلف مع اختلاف الزمن والعلاقات الاجتماعية للفاعل. والبنائيون مهتمون اهتماماً كبيراً بالعلاقة بين المصلحة (Interest والهوية (Identity، وكيف تحدد الأفكار المصلحة، أو بالعكس، وبشكل مبسط فإن أتباع البنائية يعتقدون أن الهوية والأفكار والمصلحة مفاهيم لا يمكن الحديث عن إحداها دون الأخرى.

أهمية الهوية في النظرية البنائية:

يعد مفهوم الهوية[7] Identity من المفاهيم المهمة لأتباع النظرية البنائية ليس فقط لأنها تساعد على تحديد المصلحة للفاعل لكنها مهمة أيضاً لصناعة السياسة العامة للدولة. إذ يفترض البنائيون أن الهوية تمنح أو تحدد للفاعل دوراً في العلاقات الدولية؛ وبذلك سيتصرف الفاعل دوماً بما يراه ملائماً لهذا الدور، فعلى سبيل المثال أظهرت مجموعة من الدراسات أن الاعتقاد السائد بين الألمان بعد الحرب العالمية الثانية بأوروبية ألمانيا وبأهمية التكامل الأوروبي أدى إلى سياسات مختلفة عما سبق. كذلك اعتقاد البريطانيين وتحديد هويتهم بالعلاقات الأطلسية حدد دور بريطانيا في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية. فضلاً عن ذلك يركز أتباع البنائية على العوامل والطرائق التي تحدد الهوية للفاعل وكيف تتغير هذه الهوية؟ فهم قريبون بذلك -إلى حد ما- من أتباع ما بعد الحداثة؛ وذلك بتوصيف ما يسمى بالآخر (Othering وتوظيفها لهذا المنهج بتحليل الهوية وتوصيفها. وهذا الأسلوب يعتمد على أن لكل هوية نقيضاً أو معياراً مخالفاً له أو مغايراً. فعدم وجود الآخر يلغي وجود الأنا والهوية. ولكن يتميز البنائيون عن أتباع ما بعد الحداثة بأنهم لا ينطلقون من أسس لغوية أو فلسفية، بل من علم النفس الاجتماعي[8]. فالدراسات العديدة لمجموعات أو جماعات إنسانية أظهرت أن هذه الجماعات تفرق بين من ينتمي إلى المجموعة ومن هو خارج هذه المجموعة  and Insiders Outsiders ويكتسبون هويتهم من هذا التفريق، وهناك أمثلة عديدة تعطى على ذلك مثل الهوية الأوروبية ضد الهوية التركية، أو الهوية البريطانية ضد الهوية الأوروبية أو الهوية الأمريكية في مواجهة جماعات وأمم أخرى. والهوية بالنسبة إلى البنائيين لا تتغير بشكل سهل إلا إذا كان هناك تغير كبير جعل الوحدات الفاعلة تنخرط بعلاقات اجتماعية جديدة تسهم في تحديد هوية جديدة مثل الحرب العالمية الثانية بالنسبة إلى أوروبا.

الفرق بين النظرية البنائية و النظرية السلوكية[9] :

  1. الفرق جوهري حيث إن النظرية التقليدية تعتبر التعلم هو نقل المعلومات إلى المتعلم فحسب بينما النظرية البنائية تعتبر أن التعلم عند هذه النقطة لم يبدأ بعد وإنما يبدأ بعدها فالتعلم هو ما يحدث بعد وصول المعلومات إلى المتعلم الذي يقوم بصناعة المعنى الشخصي الذاتي الناتج عن المعرفة
  2. النظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم. بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية الداخلية للمتعلم
  3. دور المعلم في السلوكية هو تهيئة بيئة التعلم لتشجيع الطلاب لتعلم السلوك المرغوب، بينما في البنائية تهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته بنفسه.
  4. إجراءات التقويم تختلف من نظرية إلى أخرى. بعض نظريات التدريس تركز على الاختبارات معيارية المرجع، والبعض الآخر يركز على الاختبارات محكية المرجع، أو تستخدم التجارب أو الأسئلة المفتوحة النهائية.

الفصل الثاني:

قادة الرأي والفكر ودورهم في التأثير والتغيير من خلال وسائل العالم الجديدة ومن ضمنهم البنائيون:

إن ظاهرة قيادة الرأي قدمية حديثة[10]، كان لها وجودها بني المجتمعات منذ القدم، ولكن الجديد فيها هو التقنني العلمي المعاصر لهذه الظاهرة ودراسة مختلف أبعادها وجوانبها، وكل الدراسات الاجتماعية والنفسية تتفق على أن عملية إقناع الإنسان بوجاهة رأي ما أو وضاعته ليس بالأمر الهني، ذلك أن هذا الإنسان مركب معقد من الأفكار والمشاعر والاتجاهات، سريع التغيير والتأثير بمحيطه ومبن يلتمس فيه القوة والعظمة، والإقناع مرتبط بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية ومن ذلك القادة وخاصة قادة الرأي، ويعرف (أفريت روجرز)[11] قادة الرأي بأنهم الأشخاص من ذوي النفوذ في مجال استحسان أو استهجان الأفكار ،كما ُيعرفون بأنهم الأشخاص ذوو التأثير الكبير على معلومات وآراء ومواقف  وسلوك أشخاص آخرين في مجتمع ما، ولهم دورهم في تشكيل الرأي العام في الجماعة التي ينتمون إليها، إذ يمكنهم أن يوصلوا لأعضاء الجماعة المعلومات التي تؤثر على الاتجاهات الأفراد وتشكيل الرأي العام للجماعة ، أما(بوجاردوسBogardos )فيعرف القائد بأنه الشخص الذي يمارس نفوذه على عدد من الناس، وهذا الأخير أي القائد يعرفه (لندمان) بأنه الشخص الذي يتقبل الناس أحكامه ومشاعره باعتباره أساس العقيدة والسلوك. وينصح الخبراء بضرورة البحث عن عدد قليل من الناس يتواجدون في كل مجتمع، ويصنعون قراراته الحاسمة، ألن هؤلاء هم من نسميهم بقادة الرأي الذين إذا مت إقناعهم فهم مفاتيح اتصالية لإقناع غيرهم من أتباعهم.

ولقد أطلق الخبراء والمفكرون العديد من الصفات فأسماهم (ليونبرجر (مفاتيح الاتصال، وقال عنهم (ويكلج) الزعماء الرسميون، ودعاهم (روجرز وسافيليون) زعماء تبني الأفكار، وقال عنهم(ليونبرجر)بأنهم أصحاب النفوذ المحليون، وسماهم (كوين)بأنهم حراس البوابات، أو رؤوس شموع الاحتراق، وسماهم(كوملان) مهندسو الأسلوب، ونعتهم (وأوزر) بأصحاب التأثير، كما سماهم (الزار سفيلد) رواد الفكر.

وجميع هذه الأسماء تشير إلى نفس الموضوع، وهو قيادة الرأي والفكر، ودورهم عظيم في التأثير على غيرهم ليتبنوا نفس الأفكار. ويف المقابل يلعب البعض الآخر دورا سلبيا وهم بهذا يحتلون مكان الزعامة في التأثير على آراء الآخرين ألنهم أولئك الأشخاص الذين يسعى إليهم غيرهم في طلب المعرفة والحصول على المعلومات، وإن وجود القائد أمر ضروري لكل تجمع ضمانا حلسن سيره ومتماسكه.[12]

ويتمتع قادة الرأي في مختلف المواقع بمنزلة اجتماعية أرفع من منزلة التابعين لهم، وعادة ما يأخذون زمام المبادرة في رفض أو قبول الأفكار الجديدة، وهم في العادة أكثر قابلية الابتكار الأفكار المستحدثة وتبنيها من تابعيهم، وقد أكدت الدراسات العالمية على التأثير الهام الذي مياسره هؤلاء القادة في المجتمع؛ ويف هذا يقول (جوزيف كالبر)[13]: أن الناس يتأثرون بقادة الرأي والفكر في مجتمعاتهم تأثرا عميقا بصورة تفوق تأثرهم بوسائل الاتصال الجماهيرية، فقادة الرأي يعتبرون عناصر نموذجية مميزة وسط الجماعات التابعة لهم، ونظرا ألنهم بمثابة وكلاء لنقل المعلومات إلى هذه الجماعات، فينجذب إليهم الناس للرأي أو البحث عن النصح والمشورة، ويمارسون تأثيرهم على الجماهير بشكل متكرر بما يسهم في تحقيق الاستقرار داخل الجماعة، كما لهم قدرات في التحكم في اتجاهات الآراء الجماعية نحو مختلف القضايا وكذا الإمساك بمفتاح الاتصال بني الجماعات التي ينتمون إليها وبني العالم الخارجي. كما أنهم أكثر كفاءة في نطاق تخصصاتهم من تابعني، كما أنهم أكثر تعرضا لروافد المعرفة المختلفة، ويقومون بنقل الرسائل التي تعرضوا لها واقتنعوا بها إلى جماهيرهم.[14]

عوامل التأثر بقادة الرأي الإسلامي كخصوصية: ينفرد قادة الرأي الإسلامي بمنزلة روحية خاصة في نفوس الجماهير وميثلون مكانة مقدسة في قلوبهم، فهي تنقاد لهم عن رضا وطواعية وتضعهم في منزلة أسمى من منزلة غيرهم وتعتبرهم رمزا واضحا ملا يؤمنون به، ويتميز أهل التقوى والصالح من القادة الديني بقوة المنطق والإقناع وسرعة البديهة، كما يتمتعون بالصفاء الذهني، والسمو الروحي، والبعد عن المآرب الشخصية والأغراض الدنيوية مما يكسبهم ثقة الناس ومحبتهم، وقد أسهم قادة الفكر الإسلامي في مختلف الأزمنة ويف جميع أرجاء العالم الإسلامي إسهاما فعالا في تشكيل آراء الجماهير المسلمة، خاصة بعد توسع رقعة الدولة الإسلامية، وظهور مسائل جديدة في حياة المسلمين تحتاج إلى آراء المختصين.

وإذا لم يكن قادة الفكر الإسلامي في المستوى الفكري والخلقي الملائم لحجم الدور المؤثر الذي يضطلعون به فإنهم سيدفعون عجلة الحياة لدى شعوبهم إلى الوراء، وقد يتمثلون معاول هدم وتدمير في المجتمعات الإسلامية وال ميلك علماء الاتصال وخبراء الرأي العام إلا أن يعترفوا بالقدرات التأثيرية الهائلة لقادة الفكر الإسلامي ويؤمنوا بدورهم.

ذهب علام الاجتماع سمنر إلى أن مفهوم النظام الاجتماعي يتألف من جانبين: الأول فكرة أو مبدأ مشترك بين أبناء المجتمع، والثاني هو البناء الذي هو المؤسسات التي تمنح الفكرة والمبدأ الطابع النظامي وتضعها في موضع التطبيق بشكل يحقق مصالح الإنسان.

ويؤكد سمنر أن النظم تبدلأ بأساليب السلوك التي تتحول إلى عادات جماعية وهذه الأخيرة ما تلبث أن تتحول إلى قيم ومعايير أخلاقية بسبب ارتباطها بالفلسفة الاجتماعية للمجتمع التي تجعل منها ضرورة للصالح العام.

النتائج السلبية حسب تحليل البنائية لمواقع التواصل الاجتماعي:

ينشأ المؤثر الأساسي عمومًا من الأسرة. وكما ذكر بوضوح، يعتنق الأطفال غالبًا القيم الأيديولوجية التي يؤمن بها آباؤهم. ويقول بعض المنظرين إن الأسرة هي القوة الأشد والأكثر تأثيرًا على مدار الحياة.[15]

يؤثر المدرسون وغيرهم من رموز السلطة التعليمية تأثيرًا كبيرًا على التوجه السياسي للطلاب. فمن سن الرابعة وحتى الثامنة عشرة، يقضي الأطفال ما يقرب من 25% من وقتهم منخرطين في العملية التعليمية. التعليم العالي يرفع بدرجة كبيرة تأثير الوعي السياسي الاجتماعي.

يؤثر الأقران أيضًا على التوجه السياسي. فيتميز الأصدقاء غالبًا، ولكن ليس بالضرورة، أنهم من جيل واحد، بحيث يطورون جميعًا مجموعة فريدة من المشكلات الاجتماعية، ويقول إيرك لي ديي إن “التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يكتسب الأشخاص من خلالها المعرفة والعادات والتوجهات القيمية التي تفيد في المستقبل”.” فالقدرة على الارتباط بهذا المستوى العام هو السبيل لتشكيل النمو الأيديولوجي.[16]

يسبب هشاشة العلاقة بين أفراد الأسرة: فأفراد الأسرة يجتمعون في مكان واحد، ولكن كل يعيش في عالم مختلف عن الآخر، فلم يعد الأفراد يجلسون ويتبادلون أطراف الحديث في الشؤون الأسرية الخاصة والعامة كما كانوا يفعلون ظهور وسائل قبل التواصل الحديثة، ناهيك عن تذمر الأم عن انشغال أبنائها بوسائل الاتصال الحديثة فلم يعودوا يجلسون معهما كما كان الحال عليه قبل تعودهم هذه الوسائل. فوسائل التواصل قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقات غالية، ولكنه قد يستثقل أن يخصص ساعة من نهاره الفراد أسرته يتواصلون خلالها معه، أو أن يفارق مقعده ليتنزه مع أصدقائه الحقيقين.

فتور العالقة الزوجية: ً فكم من بيت كان سعيدا ً مليئا بالدفء والحنان، فدمرته وسائل التواصل الحديثة فاستخدام الفيسبوك والتويتر والإنستغرام والانشغال بهذه المواقع يسبب غيرة بني الزوجين، بل يخلق نوعا من الشك والمشاكل بينهما وعدم الاهتمام بالبيت وإهمال شؤون المنزل والأسرة. فالزوج يجلس بجانب زوجته من دون أن يعيرها أي اهتمام. فكال الزوجين يتعامل مع وسائل التواصل الحديثة ويسهر بالساعات يتحدث ويتعامل مع عامله دون اكتراث بالآخر، فتكون النتيجة دخول الشك لدى كل طرف بالآخر، وهو ما كانا في غنى عنه، ً فتتفاقم المشاكل بينهما. وقد تؤدي الى الطالق أحيانا.

تغيير العادات والتقاليد: أن العادات والتقاليد تشكل الجسر الرابط بني الأجيال المختلفة في أي مجتمع مما يضمن استمراره، فنجد أن ما يتعلمه الأبناء من قيم وعادات وأخالق وغيرها بواسطة التنشئة الاجتماعية، قد تخالفه المعلومات التي تنقلها وسائل التواصل الحديثة، مما يؤدي الى زعزعة الأيمان بكل ما يتم تعليمه للأفراد عن طريق التنشئة الاجتماعية، مما يؤدي بدوره الى انتشار قيم دخيلة على مجتمعنا وأسرتنا تؤدي الى تفكه وانحلال قيمه الأساسية؛ فنجد أن سوء استخدام هذه الوسائل عمل على تقليص العادات والتقاليد ً فمثال المعايدة بالرسائل والبريد الإلكتروني ألغت الخصوصية الثقافية ً في تفقد المرضى واملسنني والجيران في الأعياد. وأيضا عملت على اختفاء فضيلة الأكل الجماعي بني أفراد الأسرة.

تأثير الوسائل الحديثة على شريحة الأطفال:[17] من خلال متابعتنا وملاحظاتنا أطفالنا جند أن هؤلاء الأطفال يتعلقون بشكل غريب وعجيب في هذه الوسائل إلى درجة يصل إلى ما يشبه الإدمان، وال نبالغ إذا قلنا إنه يصل إلى الإدمان الحقيقي، فنراهم يقضون معظم يومهم في الجلوس على هذه الأجهزة بالرغم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وممارسة الشعائر الدينية إلى غير ذلك من متطلبات الحياة، وينكب هؤلاء على أنفسهم إلى درجة الشعور بالاكتئاب واللامبالاة، لا ننكر أن الأطفال يستفيدون ويتعلمون الشيء الكثير بل ويصبح لديهم ثروة علمية وثقافية تفوق مستواهم العمري.

التعامل مع الإشاعات والأخبار المتداولة عبر صفحات مواقع التواصل ً الاجتماعي: نظرا للتطور المتسارع في الصناعة الإلكترونية التي شملت صفحات متخصصة للأخبار، وأخرى للمنتديات والدردشات فقد حوت هذه ً المواقع معلومات وأخبار شتى، بل قد أضحت صفحات الأنترنت مصدرا لنقل المعلومات، ويف كثير منها ينقل الخبر أو الحدث دون تثبت من صحته أو دراسة لعواقبه، أو تأكد من مصدره، فربما يكون الخبر إشاعة كاذبة مغرضة هدفها إحداث فتنة في بلد أو قرية أو حي ما، أو ابتزاز لشخص أو حزب ما، أو كسب للمال بغير حق بحجة السبق الصحفي، أو تشويه لقضية ما يسعى العدو لتصفيتها أو تخريبها.

انتهاك الخصوصية: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً سبباً في العديد من المشكلات التي يواجها المستخدم نتيجة انتهاك خصوصيته عبر تلك المواقع، سواء من خلال الوصول إلى المُحتوى الشخصي الخاص به عبر تلك الوسائل، أو من خلال معرفة الموقع الجغرافي الحالي له.

التأثير سلباً على صحة أفراد المجتمع: لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في التأثير سلباً على صحة مُستخدِميها، وخاصةً فيما يتعلّق بعدم حصولهم على قسطٍ كافٍ من النوم.[18]

صعوبة إيصال المشاعر: تحدّ وسائل التواصل الاجتماعي من القدرة على التواصل العاطفي بين أفراد المجتمع، حيث يقتصر الأمر خلالها بإرسال الرموز التعبيرية للتعبير عن الحزن أو السعادة، ولكن هذه الرموز التي يتمّ استخدامها لا تُفسّر بالضرورة حقيقة مشاعر صاحبها، ويُؤثّر هذا الأمر على العلاقات بين الأفراد.[19]

هذه الوسائل (التواصل الاجتماعية) سهلت الكثير من عمل العملاء والجواسيس، من حيث الاتصال بالمخابرات بشكل سريع ومباشر، ومن نقل للأحداث عبر البث المباشر والتصوير احلي.

تعمل مخابرات(الدول): الى إسقاط الشباب عبر هذه الوسائل، بوضع فتيات أو شبان بأسماء مستعارة الاستدراج أبناء شعبنا والإيقاع بهم، وعملت على مراسلة الطالب في الجامعات، والمدارس الثانوية، وشرائح المجتمع المختلفة وفتح عالقات معهم ومصادقتهم ودراسة ميل كل واحد منهم والعمل على استغلاله.

لقدرة على التأثير في الرأي العام:[20] إذ تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأفكار والآراء المتعلقة بقضية معينة لعدد كبير من الأشخاص في مناطق مختلفة من العالم، وتتيح بذلك المجال لبلورة رأي عام دولي مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة، غير أنها في المقابل قد تقع في فخ التضليل الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام.

باتت وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الفاعلين الدوليين:[21] فلم يعد تأثيرها يقتصر على النظام الداخلي في دولة ما، وإنما يمتد إلى مجال العلاقات الدولية، وباتت تلعب دوراً في التفاعلات السياسية الدولية. ولهذا يمكن اعتبارها أحد الفاعلين من غير الدول التي تمتلك القدرة على التأثير في تطورات الأحداث الإقليمية والعالمية.

تضليل الرأي العام: مع أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم بدور رئيسي في صناعة الرأي العام وتشكيله، إلا أنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى منصات للتضليل الإعلامي، وتوجيه الرأي العام في بعض الدول بشكل معين يخدم مصالح دول أو جماعات بعينها، بعيداً عن الحقيقة.

التضليل الإعلامي لا يتوقف عند هذا الحد، بل يكون أيضا من خلال حسابات وهمية خارجية، لكنها تتبنى مواقف بعينها للتأثير في الرأي العام داخل دولة محددة.

توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التطرف: والترويج لخطاب الكراهية فغالباً ما تلجأ الجماعات الإرهابية إلى منصات ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها المتطرفة، لأنها تجد فيها وسيلة رخيصة نسبياً وملائمة وآمنة لإيصال رسائلها، فضلاً عمّا تتيحه من وسائط متعددة مثل الصور والفيديوهات والمقاطع المسجلة. ولعل ما يساعد التنظيمات المتطرفة والإرهابية أيضاً في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي.

نشر الشائعات الهدامة:[22] تمثل واحدة من المخاطر الناجمة عن سوء توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تمثل المصدر الرئيسي للعديد من الشائعات، خاصة مع تنامي ظاهرة الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، فضلاً عما تتميز به وسائل التواصل الاجتماعي من سهولة وسرعة في نشر وتداول المعلومات والأخبار عليه، وذلك لعدم وجود رقيب أو قواعد وأسس للنشر على تلك المواقع

لتحريض على الفوضى وإثارة الاضطرابات[23] :مع التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبحت ضمن أهم الأدوات التي يتم توظيفها في التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العديد من الدول العربية. وتشير إحدى الدراسات الغربية إلى أنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لما كان ما يعرف بـ ” أحداث الربيع العربي” التي شهدتها بعض الدول منذ نهاية العام.

النتائج الايجابية حسب تحليل البنائية لمواقع التواصل الاجتماعي:

تبادل الخبرات: حيث يمكن أن تستخدم هذه المواقع في مشاركة الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات.

نشر الإعلانات: أصبح استخدام مواقع السوشيال ميديا للإعلان عن السلع والخدمات شيء أساسي، لأن الترويج أصبح أسهل وأسرع من خلالها مقارنة بالإعلان عبر الصحف أو الوسائل الأخرى.

حملات التوعية: يمكن الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي في نشر الحملات التوعوية الخاصة بتوعية أفراد المجتمع بالمشكلات والقضايا المختلفة في كل المجالات والقضايا المجتمعية.

خلق فرص عمل: أصبحت هذه المنصات وسيلة ممتازة لتسويق السلع والخدمات، مما يساعد على تحقيق الربح وترويج المنتجات للأفراد والشركات. لذا تعتبر علاج لمشكلة البطالة التي تعاني منها المجتمعات، كما تتجه الشركات للبحث عن موظفين عبر هذه المواقع.

توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية[24]من فوائد مواقع التواصل الاجتماعي أنها أداةً مفيدةً وفعّالةً في تشكيل أصدقاء جُدد، وتسهيل التواصل مع الأصدقاء الذين انقطع الاتصال بهم، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصياً، ممّا يوفر عناء الوصول إليهم.

تقليل الحواجز: التي تعيق الاتصال يُمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقةٍ سهلة، وذلك من أيّ مكان، وفي أيّ وقت، كما تساعد خاصية مشاركة الرأي المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي على فتح الأبواب لتبادل الآراء وتوسيع فرص المشاركة في التعبير عن الرأي.

 وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال: تُعد مواقع التواصل الاجتماعي بما تؤمنه من تفاعل واسع بين المجموعات وسيلة لتشكيل رأي عام مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة.

متابعة أخبار العالم: أدّى تطور شبكات التواصل الاجتماعي إلى عدم انتظار الشخص أخبار على شاشة التلفاز، أو انتظار وصول الجريدة، بحيث يمكن معرفة آخر الأخبار والمعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

الإرشادات لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أفضل

من المناسب أن نستوعب أن منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، وأن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثر، حتى في سوق العمل. وفيما يلي بعض الإرشادات للتعامل الفعال مع هذه المنصات:

  • لا تبالغ في مقارنة نفسك بأحد، ولا تنفصل عن الواقع وتكتفي بالواقع الافتراضي، بل كن متيقظا أن أي مقارنة صحية يجب أن تكون إيجابية، أي أنها تدفعك للأمام، وألا تدفع نفسيتك للاكتئاب الإحباط.
  • لدفع مسارك المهني بشكل إيجابي، يجب الظهور في منصات التواصل جميعها بشكل لا يخل بالآداب العامة، أو الدخول في مهارات قد تعطي فكرة سلبية عنك وعن مستوى تفكيرك، والتي قد لا تكون صورة حقيقية عنك، ولكن مشاركاتك قد يعطي هذا التصور.
  • يعتبر المحتوى المقدم من أقوى وسائل التأثير الشخصية والإعلامية، سواء كان مكتوبا أم مرئيا أم صوتيا. حيث سينجذب إليك المهتمين ويفتح فرصا مهمة، فضلا عن إثراء معلوماتك شخصيا عند تطوير هذا المحتوى وجمعه.
  • تحديث صفحتك على منصات التواصل الاجتماعي المهنية مثل com ومثيلاتها بشكل احترافي وجذاب، وخال من الأخطاء، ويجب أن تكون مشاركاتك متزنة في هذه المنصات.[25]
  • اجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتك للوصول لأشخاص مؤثرين، وتواصل معهم للحصول على الدعم لأفكارك ومشاريعك الحياتية والمهنية، واحرص على بناء شبكة علاقات شخصية ومهنية بما يخدم أهدافك الشخصية والمهنية، واختر الطرق الأنسب لذلك (راجع مقالة شبكة العلاقات ودورها في بناء المسار المهني)
  • لا تكتف بالتواصل مع أصدقائك وعائلتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل اهتم بقضاء أوقات معهم واحرص على التواصل المباشر.، فللتواصل المباشر جوانب إيجابية لا يمكن الوصول إليها بالتواصل بشكل إلكتروني.

الفصل الثالث:

–         تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العمليات السياسية في داخل مجتمعات:

لقد ساهمت الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) بخصائصها وتقنياتها التكنولوجية وخدماتها أن جزء من كل الاتصالية في تحويل العالم كله إلى قرية صغيرة, يشعر كل مستخدم للشبكة ُه افتراضيا شيء, عبر مشاركته في مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت لمستخدميها عالما كاملا يعبر فيه عن كل ما يجول بخاطره, وبحرية مطلقة, تلك المشاركات عبر مواقع التواصل ساهمت في كسر حواجز الرقابة الحكومية, بل يمكننا القول إ ن هذا التطور المعقد انعكس بشكل مفاجئ على القائمين أو الفاعلين في الحياة السياسية بحيث انقلبت الرقابة عليهم, وأصبحت الحكومات في رقابة ذاتية لتحركاتها وتصرفاتها, مما أعاد المفهوم الحقيقي للسلطة أن أصل الحكم مستمد من الشعب وللشعب.

لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا هامًا خلال الربيع العربي حيثُ سهلت التواصل والتفاعل بين المشاركين في الاحتجاجات السياسية السلميّة. استخدمَ المتظاهرون مواقعَ التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرات سواء مؤيدة أو معارضة للحكومة كما قاموا بنشر المعلومات حولَ أنشطتهم ورفع وعي المُتلقي بما يحصلُ في بعض المناطق. بشكلٍ عام لعبت مواقع التواصل دورًا رئيسيًا في المناقشات السياسية التي تسببت في اندلاع شرارة في بعض من الدول الإسلامية.

فقًا لبعض الخبراء فإنّ دور وسائل التواصل الاجتماعي في العمليات السياسية في بلدان المغرب العربي والشرق الأوسط قد تضاءل. في هذا السياق؛ تُجادل ايكاترينا ستيبانوفا في دراستها بشأن دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الربيع العربي حيث ترى أن الشبكات الاجتماعية قد ساهمت إلى حد كبير في التعبئة السياسية والاجتماعية، ولكنها لم تلعب دورًا حاسمًا في وصول الشعب لما كان يطمحُ له.

إمكانية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي سلبياً على أمن المجتمعات إلى الحد الذي قد يصل إلى انتشار العنف الداخلي، من خلال تهديد الانسجام الاجتماعي والثقافي، حيث يمكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر ثقافات وتوجهات وأفكار لا تنسجم مع قيم المجتمع، وربما تعارضها كلية، خصوصاً بالنسبة لفئات الشباب وصغار السن الذين قد لا يملكون حصانة كافية ضد التأثر بهذه الأفكار. [26]

جمهورية العراق:

مواقع شبكات الاجتماعية هي صفحات الويب التي يمكن ان تسهل التفاعل النشط بين الأعضاء المشتركين في هذه الشبكة الموجودة بالفعل على الأنترنت وتهدف الى توفير مختلف وسائل الاهتمام، والتي من شائنها أن تساعد على التفاعل بين الأعضاء بعضهم ببعض.

اثرت وسائل التواصل الاجتماعي في جوانب الحياة الشخصية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية، والسياسية والاقتصادية وللثقافية للأسرة وفي الجانب الأسري بالذات قضت على كثير من القيم والمبادئ والتقاليد وأحدثت تغييرات ساهمت في زعزعة علاقات الفرد بأسرته وعلاقات الاسر بالجمتع.

مركز الإعلام الرقمي العراقي، الذي يُعتبر جهة مستقلة ذات مصداقية في العراق، وتنشر كل ما يتعلق بتفاصيل التكنولوجيا في العراق، كانت قد أعلنت أن 25 مليون عراقي يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، من أصل 40 مليون عراقي، وهي من أعلى النسب في العالم.

الأرقام التفصيلية التي كانت المؤسسات العالمية قد ذكرتها، أشارت إلى وجود 20 ميلون حساب عراقي على فيسبوك، و13 مليون حساب على إنستغرام، ومثلهم تقريباً على موقع سناب شات، بينما ثمة 1.3 مليون حساب عراقي فقط على تويتر. العراق.[27]

” تعرف على انها ماهية الادوار والوظائف المتعددة التي تقوم بها وسائل الاتصال في خدمة النظام السياسي لدرجة تجعل من الصعب على النظم السياسية ان تتعايش دون الاعتماد على وسائل الاتصال.[28]

ويقف المتلقي على الجانب الاخر متعرضا لرسائل عديدة تساهم بشكل كبير في إمداده بالمعلومات والمعارف السياسية وبناء فكره السياسي ووصولا الى تشكيل آرائه ومعتقداته واتجاهاته ومن ثم سلوكه السياسي.

فوسائل الاتصال تقف بين الجمهور والنشطة السياسية والمصادر الأخرى المتعلقة بالأيديولوجية الطبقية وقد أمكنها بفضل هذ الحالة الوسطية ان تعلق على التطور السياسي وتفسره حيث أصبح الاتصال ضرورة في المجتمع ولا يستطيع الفرد ان يثبت وجوده بدونها.

أصبح لتكنولوجيا الأعلام والمعلومات دور كبير في أحداث التغييرات الفكرية والأيديولوجية عبر تناقل وتصدير المعلومات، المتمثلة بالأخبار والأفكار والثقافات المختفلة، الإيجابية منها والسلبية. حيث ان التطور السريع في تكنولوجيا الاعلام والمعلومات أصبح يهدد سلطة ومسؤولية الدولة وهذا ماكده مؤتمر لندن في العام 1995حول الأنترنت ناقش فيه المجتمعون قضايا ما بعد ثورة المعلومات، وما يسمى بطريق المعلومات السريع، ودور الأنترنت في الانفتاح المعلوماتي الرهيب حول العالم.

ساعدت التقنيات التكنولوجية الحديثة والمتنوعة في تحقيق رغبات الشعوب في هذا التواصل والأعداد للثورات والانتفاضات الشعبية، مختصرة بذلك الفترات الزمنية التي كانت تستغرق في الإعداد والتحضير لاي ثورات سابقة قبل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي كانت تتطلب وقتاً وإمكانات بشرية ومادية للاجتماعات واعداد المنشورات وتجهيز المشاركين في الثورة، الذي كان يتلزم فترات زمنيه طويلة في ظل ملاحقات امنية وقضائية متنوعة من قبل النظم الحاكمة.

برز دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل مفاهيم الناس وتصوراتهم بالنسبة للحقيقة بالاضافة الى تزويد الشعب بالخبرات السياسية التي من خلالها يتشكل الرأي في المجتمع، كما أنها تلعب دورا هاما في خلق التماسك بين جميع افراد الشعب في المواقف السياسية الهامة.[29]

هناك حاجة ملحة لوسائل الاعلام التقليدية أن تراجع أدائها المهني في ضوء المعدل المتسارع الانسحاب الجمهور منها واتجاهه نحو الشبكات الاجتماعية والوسائل الحديثة مما يفرض عليها العمل معاً والبحث عن طرق خاصة لتطوير أدائها والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بدالً من الدخول معها في منافسة غير عادلة أو متكافئة وضرورة القيام برصد وتوصيف وتحليل ما ينشر على الوسائل التكنولوجية الحديثة وخاصة الشبكات وإخضاعه للدراسات المتعمقة بهدف الكشف عن اتجاهات الرأي العام في عديد من القضايا التي لا يكفي رصد الرأي العام حيالها من خلال الوسائل التقليدية من ناحية أخرى ركز الباحث على ان الشبكات الاجتماعية فرصة ملائمة لمساعدة الدول العربية في مساعيها نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال التوجه برسائلها عبر هذه الوسائل واستقطاب الشباب بوسائل واقعية وملائمة تحاكى حياتهم اليومية بلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد والتركيب، والبد للمؤسسات العالمية الأكاديمية ان تقوم بإخضاع الشبكات الاجتماعية لمزيد من الدراسات المتعمقة التحليلية والميدانية للاستفادة بها في رصد تيارات واتجاهات الرأي العام عن القضايا الحيوية المختلفة وأن تتواكب مناهج الأعلام مع كل المستحدثات في هذا الإطار.[30]

أصبح الإعلام الاجتماعي قوة ضغط عالمية في القرن الحادي والعشرين وصار مصدر قلق لكثير من الحكومات كما هو الحال بالنسبة للويكيلكس، الفايسبوك والتويتر الذي تسبب في انتشار الخوف وسط دول كثيرة. ففي بداية الأمر استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي للدردشة والثرثرة ولتفريغ الشحن العاطفية، ولكن يبدو أن موجة من النضج سرت في شرايين تلك الشبكات الاجتماعية حيث أصبح الشباب يتبادلون وجهات النظر الثقافية والأدبية والسياسية منها، وأستقر الأمر مؤخراً على أن أصبحت تلك المواقع الاجتماعية، لكثير من الشباب خاصة شباب المنطقة العربية، كفضاء حر مخصص لتبادل أراءهم من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

تبين من خلال الدراسة مكانة وأهمية الأعلام الجديد أو البديل مقارنة بالإعلام القديم، والدور المتميز الذي تلعبه المواقع الاجتماعية كوسيلة إعلامية متطورة، قياساً بما تقوم به المواقع الإلكترونية من دور إعلامي بارز على حساب الصحف الورقية.

قرار مجلس الأمن رقم 2178 الذي يدعو الدول لتعزيز إجراءاتها “لمنع الإرهابيين من استغلال التكنولوجيا للتحريض على دعم أعمال إرهابية وفي الوقت نفسه احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية”، قامت بعض الحكومات بإنشاء مراكز تهدف لمحاربة انتشار التطرف على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ضن تلك الدول العراق.

لماذا تتناثر المجتمعات النامية بسرعه عما ينشرها الاعلام الأجنبي:

مواقـع التواصـل الاجتماعي علـى نمـوذجين تفسيريين، الأول ويتمثل في الحتمية التكنولوجية وينطلق من قناعة بأن قوة التكنولوجيا هي وحدها المالكة لقوة وعامـ لتجـاوز ل التغيير في الواقـع الاجتماعي والمؤيـدون للتكنولوجيـا يـرون بأنهـا رمـز لتقـدم البشرية إخفاقها في مجال الاتصال الـديمقراطي والشـامل الـذي تتقاسـمه البشـرية. والمتشـائمون مـن التكنولوجيـا يـرون بأنهــا وســيلة للهيمنــة علــى الشــعوب الفقيرة وأداة تفككت عالقــات الفـرد الاجتماعية.[31]

وامتازت الاحتجاجات المصرية بلامركزيتها، فبات ما يعرف بالزعيم الإلكتروني (ناشطا او مجموعة من نشطاء)، يديرون مراحل الاحتجاجات بفعالية ضخمت النشاط والتنظيم عبر الأنترنت.

وقد كشف الحراك المصري عن أن ظاهرة المواطن الصحفي تفوقت في الأخبار على وسائل الإعلامية التقليدية، بما تمتلكه من سرعة في نشر الأخبار وتحليلها وقدرة التأثير وعدم الانسياق لحساب المصالح الإعلامية.

وهناك نموذج أخر يرى ان البنى الاجتماعية هي التي تتحكم في محتويات التقنية الحديثة وأشكالها أي أن القوى الاجتماعية المالكة لوسائل الأعلام هي التي تحدد محتواها.[32]

  • المرونة وانهيار فكرة الجماعة بمعنها التقليدي بالمجتمع الافتراضي.
  • “تتسم المجتمعات الافتراضية بدرجه عالية من اللامركزية وتنتهي بالتدريج إلى تفكيك مفهوم الهوية التقليدية.
  • “لم تعد تلعب حدود الجغرافياً دوراً في تشكيل التجمعات الافتراضية وهي مجتمعات لا تنام حيث يستطيع الفرد أن يجد من يتواصل معه على مدار الساعة.
  • “في المجتمعات الافتراضية وسائل وتنظيم وحكمه وقواعد لضمان الخصوصية والسرية.[33]
  • “بالإضافة أن هذه المواقع هي مواقع مجانية في الغالب وسهلة الاستخدام وتوفر طرق شتى للترفيه، والتواصل، وتبادل الملفات والأفكار.
  • “لا تقوم المجتمعات الافتراضية على الإلزام أو الجبر، بل تقوم في مجملها على الاختيار.
  • أنها فضاءات رحبه ومفتوحه للتمرد على الأنظمة السياسية.
  • “أن من يرتادونها في كثير من الأحيان يحملون أسماء مستعارة ووجوه غير وجوههم الحقيقية.

صياغة استراتيجية تساعد الشباب، لاستخدام الأفضل من تكنلوجيا وتقوم هذه الاستراتيجية على عدة محاور، هي:

– البناء القيمي والأخلاقي للشباب: وذلك حتى يمكن غربلة هذا الطوفان القيمي، والثقافي المتدفق من العالم الخارجي.

– التفوّق العلمي والتكنولوجي: بحيث يكتسب شبابنا القيم الجديدة، وهي القيم العلمية، التي تجعلهم يجارون العالم المتقدم، وإلا بقينا في المستوى نفسه من التقدم.

– قبول التعددية والانطلاق نحو العالمية: وذلك عن طريق الحفاظ على هويتنا وقيمنا الأصلية، وفي الوقت نفسه يكون شبابنا قادراً على التعامل الإيجابي مع التعددية الفكرية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية.

– تشجيع الطلبة على المشاركة في إنشاء العديد من جمعيات المجتمع المدني.

– ضرورة حث الطلبة على الالتزام بقوانين المجتمع ومعاييره، وعدم مخالفتها وذلك كالالتزام بقواعد المرور.

– تشجيع الشباب على تحمل المسؤولية والاستقلالية في إطار التوجّه العالمي نحو الاهتمام بنشر ثقافة ريادة الأعمال، وإنشاء المشروعات المعتمدة على منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية بين فئات الشباب العربي.[34]

ومن أهم أدوات الراي والتعبير عبر الأنترنت:

التجمعات الافتراضية: وهي عبارة عن مواقع على شبكة الإنترنت تُمثل نُقطة التقاء لمجموعة من الأشخاص يتواصلون معاً من خلالها باستخدام نظم القوائم البريدية أو التراسل الفوري والمُحادثة والحوارات المطولة، والذين يجمعهم اهتمام مُشترك إزاء قضية ما.

المنتديات: [35]هي عبارة عن برمجيات يتم تركيبها على مواقع الإنترنت، لتسمح بتلقي مُساهمات وأفكار وآراء من قبل أي شخص يُسجل نفسه في المنتدى، وعرضها على المُشاركين الآخرين في اللحظة نفسها، ثم إتاحة الفرصة لكل المُشتركين الآخرين لقراءة المُساهمة فوراً والرد عليها في اللحظة ذاتها، سواء بالاتفاق، أو الاختلاف، أو بالدفاع، أو الهجوم. ومن هنا ينشأ الحوار الديمقراطي بشفافية وبلا قيود.

التعبير عن الرأي عبر نظام التصويت التليفوني: حيث يتم الاتصال التليفوني للمُشاركة بالرأى والتعبير وأيضاً عبر الهاتف للمُشاركة في أحد البرامج أو التعبير عن مُشكلة ما أو موقف مُعين والتي تُعد جزء من عملية قياس الرأي العام.

استطلاعات الرأي الإلكترونية: حيث أصبحت مادة دسمة في الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت والتي تهدف إما إلى استطلاع رأي زوار الموقع تجاه موقف معين أو محاولة بناء رأي تجاه قضية ما، وأصبح هناك استمارات رأي الكترونية إلى جانب استطلاعات رأي سريعة حول الأحداث الجارية، وتتميز تلك الاستطلاعات بسهولة تسجيل المُستطلع رأية وإلى درجة الأمان التقنية في الاستطلاع وتفادي عملية الأخطاء في عملية الإحصاء حيث يتم الإحصاء الكترونياً.

آلية التصويت والإنتخابات: حيث يُستخدم الإنترنت في عملية التصويت في الإنتخابات بالإضافة إلى الأدوات الأخرى مثل الهاتف المحمول والهاتف الثابت والبرامج الإلكترونية التي تُساعد على إعداد الجداول الإنتخابية وقواعد بيانات الناخبين وتنقيتها وفرز الأصوات وإعلان النتائج وتتميز برامج التصويت الإلكترونية بالشفافية والحيادية.

البريد الإلكتروني والمجموعات البريدية: حيث يُستخدم لنقل الأفكار والآراء بين الأشخاص والتواصل السياسي بين المُرشحين والناخبين أو ما بين القادة السياسيين والجماهير حيث يتم إنشاء مواقع خاصة برؤساء الدول والزعماء وبها البريد الإلكتروني الخاص بهم أو رؤساء الأحزاب السياسية أو قاده الرأي العام. ويتم تجميع عدد من البريد الإلكتروني في مجموعات يتم التراسل فيما بينهم وإعلام أعضائها بالمواد الإعلامية بشكل فوري وسريع والدعوة للإنضمام إليها من قبل أي مُستخدم للإنترنت حيث تكون العضوية بها مفتوحة.

مواقع الإنترنت الخاصة: حيث أدى سهولة إنشاء موقع على شبكة الإنترنت إلى اتجاه الأفراد، أو المنظمات، أو الأحزاب السياسية، أو منظمات المجتمع المدني إلى إنشاء مواقع خاصة تعرض لقضايا مُعينة حيث رُخص التكلفة وتعدُد الوسائط الإعلامية حيث إمكانية إنشاء إذاعه عبر الإنترنت أو بث مواد إعلامية بما يقترب من وسيلة إعلام خاصة لكافة التيارات السياسية والدينية.

المدونات: وهي صفحات مجانية توفرها مواقع على الإنترنت للمُستخدمين حيث تتنوع وفق غرض القائم بالإتصال حيث يكون هناك مدونات شخصية ومدونات ذات طابع اجتماعي وسياسي أو تخدم على مصالح حزبية، وتحتوي على مجموعة من المقالات القصيرة التي يتم تحديثها بإستمرار كما في الصحيفة اليومية التقليدية، وآلية للنشر الإلكتروني على الإنترنت بأسلوب سهل، وأيضاً وسيلة نشر عامة أدت إلى زيادة دور الإنترنت بإعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى.

مواقع التوقيعات الإلكترونية: والتي تُتيح فرصة التسجيل بعدد كبير كمعارض أو مطالب بتغيير سياسة مُعينة حيث يعتمد شرعية تلك التوقيعات بكم التوقيعات التي تجمعها عبر التسجيل من خلال مواقعها. وتكون تلك التوقيعات نوعاً من المُعارضة السلمية. والتعبير عن آراء مُختلفة.

رسائل SMS والموبايل: حيث يتم استخدام رسائل الموبيل في حشد التعبئة السياسية والاطلاع على أخبار الانتخابات وخاصة مع اندماج خدمات الإنترنت والتحويلات المالية والخدمات التليفزيونية والإذاعية من خلال الهاتف المحمول وكذلك إمكانية التصويت في الانتخابات من خلاله.

مواقع الشبكات الاجتماعية: وهي تلك المواقع التي تُتيح فرصة التعارف والاتصال بين عدد كبير من الأفراد على مستوى العالم كما يتم انشاء مجموعات يُمكن أن تجتذب إليها المزيد من الأفراد وتتميز تلك المواقع بسرعه تناقل المعلومات والصور، وخاصة مقاطع الفيديو وذلك مثل موقع الفيس بوك وموقع تويتر.

الإستفتاء عبر الإيميل: ويتضمن ارسال استمارة الإستفتاء عبر الإيميل ويقوم المبحوث بإعادة ارسالها عقب الإجابة عليها وهذا النوع يحتوي على أسئلة بسيطة وقليلة مع إضافة بعض الأسئلة المفتوحة وتصلُح هذه الطريقة بالنسبة للإستفتاء الصغير على عينة كبيرة وتكون الإستجابة عالية في حالة إستخدم عدد محدود من الأسئلة.

الإستفتاء عبر مواقع الإنترنت: هذا النوع من أبحاث السوق يتطلب إنشاء مواقع خاصة فالأبحاث التسويقية تُعتبر وسيلة سهلة الوصول إليها وتتسم بالتفاعلية والإنتشار.

هناك ثلاثة وسائل لإعلام المبحوثين بوجود استبانة وارسال دعوة للإجابة على الاستبيان عبر الإيميل، والتسجيل في القوائم، ووضع دعوة لدخول الموقع للإجابة على الإستبيان.

الوسيلتين لهما نفس السمات من حيث التعريف بالإستبيان وتوزيعها على المبحوثين ثم تحليل النتائج. [36]

استطلاعات الرأي الإلكتروني: وهي عبارة عن استمارة قد تكون صغيرة أو بسيطة تهدف إلى استطلاع رأي زائري الموقع حول أحد القضايا الهامة حيث يتم اظهار النتائج وعدد المصوتين ونسب المُشاركة. [37]

التعليقات الإلكترونية: وهي عبارة عن قيام المُستخدم بكتابة تعلقيق على خبر أو حدث مُعين للتعبير عن رأية أو موقفة من قضية ما وهناك عدد من المواقع تُتيح تلك الخدمة.

النتيجة:

العالم الافتراضيّ منطلقاً للثورات ومركزاً للجبهات والجبهات المضادة، ليكون سلاحاً فعّالاً موجّهاً ضدّ أيّ مشروع لا يعجب روّاد وسائل التواصل، فصاروا يتقاذفون التّهم، يطلقون الإشاعات، ينشرون الأخبار والصور، ويقيمون حرب “الهاشتاغ” ضدّ هذا أو ذاك.

من هنا أصبح العالم الافتراضيّ ساحة حرب حقيقية، قادَتُها ناشطون، لهم عدد كبير من المتابعين، الذين يشكّلون الجنود في هذه الحرب. أمّا أسلحتها المستخدمة فـ”هاشتاغ” من هنا، و”بوست” من هناك، و”تغريدة” من مكان آخر، لكلّ منها فعاليته ودقّته في الإصابة، لتشتعل بعدها حرب التعليقات، وتنتقل المعركة إلى الإعلام المرئيّ والمسموع والمكتوب، الذي بات يعتمد على صفحات التواصل المختلفة ويتابع نشاطها ساعة بساعة، ليستفيد منها إمّا في تقييم الأحداث وتفاعل الناس معها، أو في تجييش الجمهور وإشعال الفتن. كما إنّ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية حول العالم باتت تعتمد عليها في خططها وتحقيقاتها وعمليّاتها الأمنيّة.

يُعتبر ظهور ثورة المعلومات أحد أهم الأحداث التاريخية في الحياة الإنسانية، فقد أدّت ثورة المعلومات إلى ظهور نظام لإنتاج الثروة قائم بشكل أساسي على العقل، وليس على الآلات والعضلات كما في السابق، فالمعرفة هي مفتاح نمو الاقتصاد وتطوره في القرن الواحد والعشرين، وقد أدّت ثورة المعلومات والعالم الرقمي والمعرفة إلى ظهور ما يُعرف بمجتمع المعلومات الذي تمثّل بإنتاج المعلومات ومعالجة البيانات التي ساهمت في وجود نشاط إنساني منظم. كما استطاعت الثورة المعلوماتية وما تضمّنته من تكنولوجيا حديثة للاتصالات من تخطي كل من الزمان والمكان، حيث تم نقل الصور حيث أصبح بالإمكان التواصل مع أي شخص في أي وقت وفي أي مكان حول العالم بشكل فوري، ومن أهمها صفاتها كمايلي:

سيطرة المعلومات على مختلف جوانب ومجالات الحياة. ارتكاز اقتصاد الدول وأمنها القومي على صناعة المعلومات.

استحواذ المعلومات على النسبة العالية من تكلفة الإنتاج مثل تسويق السلع والخدمات.

استغلال الفكر الإنساني عن طريق إجراء التحليلات الفكرية والدراسات والبحوث العلمية، بالإضافة إلى التطوير المستمر للآليات بهدف مواكبة أساليب ومتطلبات الحياة المختلفة.

زيادة الاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الاتصالات، والإلكترونيات، والحاسب الآلي، وتحقيق العمل في الوقت الحقيقي ودرجة عالية من التواصل عن طريق دمج هذه المجالات مع بعضها بشكل منظم.

سهولة التعامل مع الحاسبات الآلية واستخدامها في مختلف مجالات الحياة العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية. الزيادة الكبيرة في تدفق وإنتاج المعلومات.

التعامل الأعمى أو العشوائي مع وسائل التواصل الحديثة يؤدي لإشغال المجتمعات باللهو والترفيه، ويعرض قيم الأمة وهويتها للخطر، ويرمي بشباب الأمة في شباك

  • انتشار الشائعات عبر هذه الوسائل، حيث أصبح جزء كبير من الأخبار المنشورة عبر هذه المنصات كاذبة وغير حقيقية.
  • تأثر الخصوصية، حيث تسبب التواصل عبر هذه المواقع سببًا في تدخل البعض في حياة الآخرين والبحث عن عيوبهم واقتحام حياتهم الخاصة.
  •  انتشار ظاهرة التنمر على الآخرين، مما تسبب في إصابة الكثيرين بالمشكلات النفسية التي قد تصل للاكتئاب والانتحار.

المصادر:

  1. محمد علي صالح، عندما تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات تضليل إعلامي، صحيفة الشرق الأوسط(لندن)، رقم العدد (14188)، 2 أكتوبر 2017.
  2. Philip Seib and Dana M. Janbek, Global Terrorism and New Media: The Post-Al Qaeda Generation, (New York: Routledge, 2011) ، 44
  3. Philip Seib and Dana M. Janbek, Global Terrorism and New Media: The Post-Al Qaeda Generation, (New York: Routledge, 2011), p. 44
  4. – Anthony Downey, op. cit
  5. وسائل التواصل الاجتماعي: تأثيرات متنامية وأدوار شائكة في العالم العربي د. أشرف العيسوي
  6. : وسائل التواصل الاجتماعي. بين الإيجابيات والسلبيات موقع سبا مخاطر واقعية:
  7. كيف يهدد “التواصل الاجتماعي” الأمن الوطني؟ د. أمل صقر
  8. (Bohler,2011, p.5).
  9. . (Howard,2011)
  10. . (خير الله سبهان عبد الله الجبوري/دور مواقع التواصل الاجتماعية في ثورة 25 يناير 2011 المصرية).
  11. دور مواقع التواصل الاجتماعي في الثورة المصرية بي بي سي العربية 25 يناير/ كانون الثاني 2012
  12. محمود شريف بسيوني، الجمهورية الثانية في مصر، ط1 ,دار الشروق، القاهرة, 2012 ,ص 109.
  13. دور مواقع التواصل الاجتماعي في ثورة 52 يناير 5122 المصرية م.م: خير الله سبهان عبد الله الجبوري.
  14. عمر محمد، وسائل الاتصال وصنع القرار السياسي – دراسة حالة مصر بعد 2011 ,رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم السياسية، جامعة النهرين, 2014 ,ص108.
  15. (الراوي، 2012).
  16. د. خالد صلاح حنفي، أستاذ مساعد في أصول التربية – كلية التربية – جامعة الإسكندرية
  17. حسـن مظفـر الـرزو،”الفضاء المعلوماتي”، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت 2007، ص ص 213-323.
  18. عادل عبد الصادق “الاحتجاج الالكتروني والفاعلون الجدد في الحياة السياسية ” ملف الأهرام الاستراتيجي، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام   العدد 162، يونيو 2008.
  19. الإعلام الجديد وبروز الفاعليين الجدد في المجال العام: حالة استخدام الحملات الإلكترونية، ورقة مقدمة لـ مؤتمر الأعلام والتعبئة والمحكومية في مصر، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام. 5-6\يوليو 2009،
  20. ،”الفضاء الالكتروني وحوار الحضارات وصنع السلام ” جريدة الأهرام، 7-5-2009
  21. عبــد الجليــل وموســى آدم )4111) كيــف ســاهمت وســائل التواصــل الاجتماعي فــي إضــعاف
  22. العادات والتقاليد وتقليص العالقات الاجتماعية مؤتمر الدوحة التاسـع لحـوار الأديان 42-48 أكتوبر الدوحة قطر.
  23. العبـدو نهـى عـاطف )4110) وأطفالنـا والقنـوات الفضائية الأكاديمية الدوليـة لعلـوم العالم

القاهرة النصرة.

  1. 01العياضي نصر الدين و)2009و “الرهانات الأبستمولوجيا والفلسفية للمنهج الكيفي/ نحو أفاق
  2. جديــدة لبحــوث العالم والاتصال فــي المنطقــة العربيــة “وأبحــاث المــؤتمر الــدوليو “اإلعــالم الجديــد:
  3. تكنولوجيا جديدة… لعالم جديد “وجامعة البحرين ومن 7-2 ابريل 4112مو ص16-42.
  4. الكحكي وعزة مصطفى و)2009) و “استخدام الأنترنت وعالقته بالوحدة النفسية وبعض العوامل
  5. الشخصـية لـد عينـة مـن الجمهـور بدولـة قطـر “وأبحـاث المـؤتمر الـدولي و “العالم الجديـد: تكنولوجيـا
  6. جديدة… لعالم جديد “وجامعة البحرين ومن 7-2 ابريل 4112مو من ص482 الى ص474.
  7. نجـــادات وعلـــي عقلـــه و)4114) واســــتخدام المتزوجـــات العاملات فـــي الجامعـــات الأردنية
  8. للفيسبوك والإشاعات المتحققة منهو “دراسة مسحية علـى عينـة مـن جامعـة اليرموك “

[1]  نيكولاس أونوف وبول نويرت، العلاقات الدولية في عالم مبني، لندن، شارب، 1998، 5

[2]  عامر عيد وآخرون، دور النظرية البنائية فى تفسير العلاقات الدولية تطورها مكوناتها خصائصها تطبيقاتها ص 34

[3]  مارتن غريفيث، العلاقات الدولية للقرن الحادي والعشرين، لندن، روتليدج، 2012، ص 67

[4] روبرت دال، السياسة: من يحصل على ماذا ومتى وكيف، ييل، نيو هافن، 1966، ص. 45

[5]  روبير دال (بالإنجليزية: Robert Alan Dahl)‏ (و. 1915 – 2014 م) هو عالم سياسة، وبروفيسور، وعالم اجتماع، من الولايات المتحدة، ولد في إنوود، وكان عضوًا في الأكاديمية الوطنية للعلوم، والجمعية الأمريكية للفلسفة، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية البريطانية، توفي في هامدن، عن عمر يناهز 99 عاماً

[6]  النظرية البنائية في العلاقات الدولية، الدكتور خالد المصري، قسم العلاقات الدولية، جامعة دمشق، ص14

[7]  مصدر سابق، الدكتور خالد المصري ص 326

[8]  لم النفس الاجتماعي هو فرع من فروع علم النفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، كالاستجابة للمثيرات الاجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة، وبمعنى آخر فإن علم النفس الاجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية للإنسان ككائن اجتماعي. يهتم هذا العلم بالخصائص النفسية للجماعات، وأنماط التفاعل الاجتماعي، والتأثيرات التبادلية بين الأفراد، مثل العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة، والتفاعل بين المعلمين والمُتعلمين.

[9]  نظريات التعلم: النظرية البنائية، رشيد التلواتي 2014/06/12 بيداغوجيا.

[10] حمي الدين عبد احلليم، الرأي العام يف اإلسالم، ط2، دار الفكر العريب، مرص، 199

[11]  إيفرت روجرز (بالإنجليزية: Everett Rogers)‏ هو عالم اجتماع أمريكي، ولد في 6 مارس 1931 في كارول في الولايات المتحدة، وتوفي في 21 أكتوبر 2004 في ألباكركي في الولايات المتحدة.

[12]  عباس مصطفى صادق،) العالم الجديد: المفاهيم والوسائل والتطبيقات (، عمان، دار الرشوق، 2008م

[13]  نظرية المقاومة لكلابر: يؤكد جوزيف ت. كلابر في كتابه، الاتصال الجماهيري، الجمهور ليس أهدافًا سلبية لأي اتصال. بدلاً من ذلك، يختار الجمهور بشكل انتقائي المحتوى الذي يتماشى مع القناعات السابقة.

[14] ) محمود يوسف، الاتصال المبارش، كلية العالم، جامعة القاهرة، 2006.

[15]  الراديكالية في الحرم الجامعي في ثلاثينيات القرن العشرين (كوهين) أرشفة 23 مايو 2017

[16] السلوك السياسي: صورة لقرارات التصويت لطلبة سانتا كلارا “نسخة مؤرشفة”. مؤرشفة من الأصلي في 7 فبراير 2007.

[17]  مجلة البيان، وسائل الاتصال الحديثة وتأثيرها على الأسرة، تاريخ النشر:09/09/2018

[18] ليز مورو (10-4-2020)، “إيجابيات وسلبيات الشبكات الاجتماعية”، www.lifewire.com،

[19] مارلين برايس ميتشل، “عيوب الاجتماعية، الشبكات: رؤى مفاجئة من المراهقين

[20]  إبراهيم العبيدي ، سلبيات وإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، موقع موضوع،٢٥ فبراير 2020

[21]  ســـنان صلاح رشيد الصالحي ، دور مواقع التواصل الاجتماعي في السياسة الدولية، مجلة اتجاهات سياسية – العدد الأول ديسمبر 2017،

[22] فاطمة الزهراء محمد عبد الوهاب، التعرض لشبكات التواصل الاجتماعى وانعكاسها على نشر الشائعات لدى الشباب الجامعى، ( دراسة ميدانية )، كلية الآداب قسم الاعلام ، جامعة جنوب الوادى بقنـا، على الرابط التالي: https://bit.ly/2WIqBnm

[23]  أحمد عبد الحميد حسين،(محرروآخرون)، يوميات الثورة المصرية مركز الجزيرة للدراسات،الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، الطبعةالأولى، 2011 ،ص 4

[24]  تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب ،https://labayh.net/

[25]     تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب ،https://labayh.net/

[26]  2 -إسماعيل د.محمود حسن: مبادىء علم االتصال ونظريات التأثير، ص30 ،الدار العالمية، 2003م.

[27]  وسائل التواصل الاجتماعي “تحت الحصار”l 19أغسطس 2021 – 10:21 بتوقيت أبو ظبي

[28]  تعرف على أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً في بلدك. نوفمبر 2015بقلم محمد الدليمي

[29]  رأفت مهند عبد الرزاق ،دور مواقع التواصل الاجتماعي بتشكيل الوعي السياسي ، ص50

[30]أشرف جلال حسن محمد،) ابريل-2212) في دراسته حول دور الشبكات الاجتماعية في تكوين الرأي العام في المجتمع العربي نحو الثورات العربية دراسة ميدانية مقارنة على الجمهور العربي في) مصر- تونس- ليبيا- سوريا- اليمن.

[31]   العياضي 2009 ص18.)

[32]  العياضي 2009 ص 19.)

[33]  أثــر مــواقع التواصــل الاجتماعي، على الاحتجاجات العـربية 2010 – 2014 م: مدخـــل نظــري، أيمن شافي سمير الشرفات، ص 25

[34]  د. خالد صلاح حنفي، أستاذ مساعد في أصول التربية – كلية التربية – جامعة الإسكندرية، الثورة العلمية والتكنولوجية وقيم الشباب العربي.

[35]  د.عادل عبدالصادق لفضاء الالكتروني والديموقراطية: بين التحولات والتحديات ، ص 55

[36] عادل عبد الصادق، سلسلة قضايا استراتيجية، مجلة متخصصة في دراسات الإعلام الجديد، العدد الأول، 2010، ص20

[37]  عادل عبد الصادق، مرجع سابق، ص 23

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=79748

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M