مفاوضات إنهاء الحرب ورئيس يقود العالم إلى حافة الهاوية

 داليا يسري

 

ينزلق العالم أجمع إلى بؤرة رمادية اللون بينما يظل من غير المعروف إلى أي مصير ستؤول نهاية الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة على أشدها منذ فبراير من العام الجاري، وسط عجز من كل الأطراف الدولية الفاعلة عن إيجاد صيغة تُقنع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وعلى الرغم من أن الانخراط في مفاوضات جادة يظل من مصلحة كافة الأطراف، بما في ذلك روسيا، وأوكرانيا، والغرب، ومن ثم بقية الدول غير المتورطة مباشرة في النزاع العسكري ولكنها تأثرت بسببه من الناحية الاقتصادية؛ إلا أنه يظل من الصعب أن يتنازل الطرفان عن أي من مطالبهما.

وما يزيد من الحرب تعقيدًا هو وجود شخص يبدو أنه لم ينس أنه كان في الماضي غير البعيد ممثلًا على سدة الحكم في بلدٍ تعاصر أول حرب برية يعرفها العالم في القرن الواحد والعشرين. بشكل يستوجب معه مناقشة أسباب تعثر المفاوضات المحتملة، وعلاقة هذا الفشل بتأثيرات وجود الرئيس الأوكراني، “فلوديمير زيلينسكي”، في منصب الرئيس الأوكراني.

مفاوضات مُتعثرة

مرت عملية المفاوضات بين الطرفين بمراحل متعددة منذ بدء الحرب، لكن يبدو أن التعثر كان حليف هذه العملية منذ ساعاتها الأولى؛ إذ إن الجلسة الأولى بين الطرفين، والتي انعقدت بتاريخ 28 فبراير في بيلاروسيا، لم تسفر عن شيء سوى المزيد من الخلافات. حتى عندما تكررت الجلسات المعدودات بين الجانبين في وقتٍ لاحق، لم تكن ثمة أي علامات مضيئة في الطريق الدبلوماسي بين الأطراف المتحاربة سوى الاتفاقات التي توصل إليها كليهما بخصوص الممرات الآمنة.

ولقد حافظت روسيا على موقفها الثابت من قبول إنهاء الحرب بالطريق التفاوضي منذ الأيام الأولى للحرب؛ ففي 4 مارس، أكد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني، “أولاف شولتس”، إن الحوار من أجل إحلال السلام في أوكرانيا غير ممكن إلا في حالة قبول الشروط الروسية. وتتمثل الشروط الروسية لوقف الحرب، وفقًا لما أعلنه المتحدث الرسمي للكرملين، “ديميتري بيسكوف”، 8 مارس، في “تعديل الدستور الأوكراني، والتعهد بالحفاظ على الحياد وعدم الانضمام لأي تكتلات، ووقف العمليات العسكرية الأوكرانية بالإضافة إلى نزع سلاح أوكرانيا، والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم أرض روسية، جنبًا إلى جنب مع الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك”.

واستمر الوضع على حاله، وحافظت روسيا على تمسكها بموقفها إزاء المفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب. وصولاً إلى تصريح “بيسكوف”، بتاريخ 5 سبتمبر، الذي أعلن من خلاله أن روسيا مستعدة للتفاوض مع الرئيس الأوكراني على كيفية تلبية شروط موسكو لإنهاء الحرب.

ومن ناحية أخرى، مثلت المبادرة الإيطالية التي اقترحها رئيس الوزراء، “ماريو دراجي”، 18 مايو، بالتشاور مع واشنطن وبعض الحلفاء الأوروبيين والأمم المتحدة نقطة أمل. غير أنها تعثرت ولم تنجح لأسباب عدة؛ يأتي على رأسها رغبة الغرب في أن تعترف موسكو بكل المناطق المتنازع عليها مع أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم كمناطق ذاتية الحكم. وهو الشيء الذي عكس عدم إدراك غربي للطريقة التي ينظر بها الكرملين لأوكرانيا من حيث الأهمية بوجه عام، و”للدونباس” في المقام التالي، ولشبه جزيرة القرم، أخيرًا وبوجه خاص.

ومن الجدير بالذكر أن غياب “أنجيلا ميركل” عن الساحة السياسية الأوروبية في ظل مشهد بالغ التعقيد ترتب عليه غياب دور ألماني في التوسط بين كافة الأطراف وخلق عملية سلام جادة لحرب أزمت العالم أجمع. وتسببت التحركات الألمانية، والتصريحات الدبلوماسية التي رافقتها في تفاقم الأوضاع في الجانبين؛ مثال واضح على ذلك يتمثل في التعهدات التي قدمها المستشار الألماني، “أولاف شولتس”، باستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا بغض النظر عن تأزم الأوضاع الداخلية في بلاده بفعل انعكاسات الحرب.

ومن ضمنها أيضًا، تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية، “أنالينا بيربوك”، التي صرحت، 29 أغسطس، “رغم كل المعاناة، يجب أن نتذكر أن الأفكار الجنونية للرئيس الروسي لاحتلال أوكرانيا لن تتحقق في أقصر وقت ممكن”. وأضافت مؤكدة أن بلادها ستفعل كل ما في وسعها حتى لا يصبح النصر حقيقة واقعية.  وبخصوص المفاوضات، قالت وزيرة الخارجية الألمانية في السياق نفسه، “يمكن تحقيق هدنة بين أوكرانيا وروسيا عندما يتوقف بوتين أخيرًا عن قصف الأبرياء ويسحب دباباته”. وتابعت، “يمكن لبوتين أن يأمر بذلك في أي لحظة، لقد هاجم أوكرانيا. لذلك، يمكنه التوقف عند أي لحظة، ووضع حد للمعاناة”.

وهي التصريحات التي تعكس أحاديث تنم عن توقعات خيالية ولا تلامس الواقع بأي شكل، والأغرب أنها عن وزيرة خارجية لدولة بحجم ألمانيا. وهي تعكس كذلك، في الوقت نفسه، تجاهل واضح للدعوة التي وجهها ممثلو الجناح اليساري للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني للسلطة، 26 أغسطس، والذي يعد المستشار الألماني هو نفسه رئيسه الحالي، إلى إنهاء توريد الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا والدعوة إلى محادثات سلام مع روسيا.

وهي الدعوة التي وقع عليها عدة أعضاء من “البوندستاج”، والبرلمان الأوروبي، والولايات الفيدرالية، بالإضافة إلى عدد من كبار الساسة الألمان. وورد في مضمون الرسالة ضرورة وقف الحرب لأن استمرارها لن يؤدي إلا إلى المزيد من الضحايا والدمار. علاوة على ذلك، أقر الموقعون بأن “أفضل العلاقات مع روسيا لن تكون ممكنة إلا بعد رحيل بوتين عن السلطة. ولكن بحلول ذلك الوقت، يجب إيجاد طريقة مؤقتة للتعامل مع حكومة روسية تعترف بواقع قد لا يحبه المرء، والذي سيكون كفيل بمنع المزيد من الحروب التصعيدية”.

كيف يرى “زيلينسكي” المفاوضات؟

قبل الحرب بفترة وجيزة، لم يكن الرئيس الأوكراني، “زيلينسكي”، شخصًا شهيرًا على مستوى عالمي. ولكن فيما بعد ذلك، تغير كل شيء ما بين ليلة وضحاها، وصار الرجل الذي كان بالأمس القريب فقط يمتهن وظيفة التمثيل حديث ألسنة وكالات الأنباء والأخبار العالمية والمحلية في كل الدول تقريبًا. والسبب، ليس لكفاءة فذة أظهرها أو حتى براعة وبطولة خرافية قام بإنجازها، بل يعود في الأساس إلى حقيقة أن العالم أجمع صار يعاني، بشكل أو بآخر، من تبعات الحرب على بلاده. بشكل يستدعي إعادة النظر في مواقف عدة بحثًا عن إجابة حول السؤال الملح؛ إلى أي حد سيستمر العالم في دفع ثمن أخطاء كارثية نجمت عن قلة خبرة الرئيس الأوكراني وحداثته في عالم السياسة؟

وبالعودة إلى أيام الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، تحديدًا في أواخر فبراير من العام الجاري. عندما كان العالم يحبس أنفاسه تحسبًا لهجوم عسكري روسي محتمل على أوكرانيا، خرج الرئيس الأوكراني، الأحد 20 فبراير، ليدلي بتصريحات كارثية في مؤتمر ميونيخ للأمن، ويقول إنه إذا لم تقدم الدول المشاركة في مذكرة بودابست ضمانات أمنية لأوكرانيا، فسوف تعترف أوكرانيا بعدم صلاحية الوثيقة إلى جانب جميع البنود التي تم التوقيع عليها عام 1994، مشددًا على حق بلاده في امتلاك أسلحة نووية خاصة في ظل التهديدات التي تأتيها من جارتها روسيا على مدى السنوات الماضية. تلا ذلك، بدء الحرب الروسية على أوكرانيا بتاريخ 24 فبراير، أي عقب 4 أيام من إدلائه بتصريحاته.

وحاليًا، أي في فترة ما بعد اندلاع الحرب، حافظ “زيلينسكي” على نفس وتيرته من التصريحات التصعيدية المتعلقة بقبول أوكرانيا للمفاوضات على أساس الشروط الروسية. ففي 4 مايو، قال “زيلينسكي”، إن أوكرانيا لن توافق على نزاع مجمد مع الاتحاد الروسي. مشددًا أن بلاده لن يكون لديها مرة أخرى اتفاقيات مثل مينسك الأولى والثانية. وفي 18 أغسطس، قال إن المفاوضات مع روسيا ستكون ممكنة فقد عندما تغادر القوات الروسية الأراضي الأوكرانية بشكل غير قانوني. وبتاريخ 29 أغسطس، قال، “إنهم لا يريدون المفاوضات، حسب فهمهم، إن هذا انذار نهائي يجب أن ندرك فيه إن دونباس وشبه جزيرة القرم أراضٍ روسية. ولقد قالوا مؤخرًا إن أوكرانيا يجب أن تعترف أيضًا بالجنوب كأراضٍ روسية بعد إجراء الاستفتاء”. مضيفًا، أن الروس سيضطرون للجلوس مع أوكرانيا على طاولة المفاوضات فقط بمجرد رؤيتهم أنه يوجد هناك قوة في العالم تدعم أوكرانيا.

إذاً، نعود مرة أخرى إلى محاولة للرد على السؤال المذكور أعلاه نفسه. ونتوقف هنا لنلاحظ، عدة نقاط؛
أولها: أنه ليس ثمة شك في أن بوتين كان يلاحق حلمه باستعادة أوكرانيا منذ الأيام الأولى لتوليه الحجم، لكنه لم يكن سيقدر على تحويل أحلامه إلى حقيقة بدون فرصة سانحة لذلك. ثانيًا: الجيش الروسي مصنف الثاني من حيث أقوى الجيوش حول العالم. علاوة على ذلك، فإن الفوارق الاقتصادية بين البلدين كفيلة بوضع أوكرانيا على هامش الاتحاد الروسي في حالة ما تمت مقارنتهم ببعضهما البعض كدولتين، ولطالما كان الوضع كذلك حتى في فترة ما قبل الحرب. 

ثالثًا: هناك مقولة منسوبة لممثل أمريكي شهير، تقول “إن الدبلوماسية هي أن تُلاعب الكلب بلطف حتى تجد حجرًا تضربه به”. وبمراجعة المواقف المتكررة في الحالة بين يدينا، نجد أننا نقف أمام رئيس لا يتوانى عن لعب دور محوري في تدهور أحوال بلاده وتدميرها نهائيًا، من خلال وضعها في مواجهات محتدمة مع خصم لم يكن يومًا في مقدورها مواجهته والاحتكاك به بشكل مباشر.

وعلى الرغم من الأطماع الروسية، كان من الممكن حتى اللحظات الأخيرة قبل الحرب أن يمنع هذا الرجل الكارثة التي حلت بالدمار والخراب على بلاده في المقام الأول، ومن ورائها أوروبا ثم العالم أجمع في المقام الثاني. وكان في مقدوره على الأقل، أن ينتهج سياسة حيادية تشبه سياسة كازاخستان تجاه الأقطاب الدولية المتعددة، بل والأكثر من ذلك، كان في مقدوره أيضًا ألا يخرج على العلن ويرسل التهديدات الجزافية بامتلاك أسلحة نووية بينما تقف عاصمته على مسافة كيلوات من حدود واحدة من القوى النووية الكبرى في العالم.

وفي الوقت الذي نرى فيه قيادات سياسية عالمية، ومراكز أبحاث، وجهات شتى، تخرج لتكرر نداءاتها بضرورة إيقاف الحرب بالطريقة الدبلوماسية. مثل المستشار الألماني السابق، “جيرهارد شرودر”، الذي صرح، 3 أغسطس، معلقًا على المفاوضات، قائلاً، “فكرة أن يستولي الرئيس الأوكراني زيلينسكي على شبه جزيرة القرم عسكريًا هي فكرة سخيفة”. مشيرًا إلى أنه وباستثناء أقلية التتار، فإن هذه المنطقة، هي بالفعل روسية.

وكذلك قالت وزيرة الخارجية السلوفيانية، “تانيا فايون”، 29 يوليو، إن المفاوضات وليس انتصار أوكرانيا، سيكون هو أفضل سيناريو لإنهاء الحرب. وأكدت أنها لا تدعم السيناريو الذي يقول إن أوكرانيا يجب أن تفوز. بينما رأى، “صمويل شاراب”، أستاذ العلوم السياسية الأمريكي، في مقال نشرته له صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ 28 يوليو، إن الوقت قد حان للولايات المتحدة وروسيا لفتح قنوات الاتصال بينهما. وأشار إلى اعتقاده بأنه إذا استمرت روسيا في التوغل بشكل أعمق في أوكرانيا، فمن المرجح أن يزودها الشركاء الغربيون بالمزيد من الأسلحة ذات الجودة الأفضل. وإذا ترتب على تواجد هذه الأسلحة إلغاء المكاسب الروسية، فربما تجد موسكو أنه صار من الضروري مضاعفة جهودها. وإذا بدأت في الخسارة بشكل حقيقي، فقد تفكر جديًا في شن هجمات مباشرة ضد الناتو. وأكد أنه لا توجد حاليا نتيجة مقبولة للطرفين، لكن المفاوضات يمكنها المساعدة في تحديد المقايضة اللازمة للعثور عليها.

نجد أن الرئيس الأوكراني لا يزال متمسكًا بحلول خرافية لمشكلات لعب هو بنفسه دورًا رئيسًا في حدوثها، مع دولة بذلت الدم والمال والعرق لضم هذه الأراضي. وبينما يخسر المزيد من الأراضي في الجنوب الأوكراني، وبينما تقوم روسيا بترتيب الأمور لعقد استفتاءات جديدة لانضمام هذه المدن رسميًا لها، نجد أنه لا يزال يرسل مطالبه يمينًا ويسارًا ويؤكد أنه لن يتنازل عن استعادة كل الأراضي المحتلة وعلى رأسها القرم!

وبغض النظر عن حقيقة ضم روسيا عنوة لإجمالي هذه الأراضي، تبقى هناك دائمًا مقتضيات ما يمكن أن نطلق عليه “الواقع الجيوسياسي”، وهو في الحقيقة أمر واقع فرضته روسيا بالفعل ولم يعد في الإمكان إنكاره. ويبدو أن الخبرة السياسية الضئيلة للرئيس الأوكراني ما زالت تعبث في رؤيته للأمور وتعمل على تشويشها بدرجة تُخيل له أنه قد يستمر في الحصول على الدعم الأوروبي لفترة طويلة من الزمن. وهذه حقيقة غير مؤكدة، نظرًا إلى الصعوبات التي يواجهها الغرب بدون إمدادات الغاز الروسي ونحن نقف على أبواب شتاء قاسٍ سيعصف بأوروبا وأوكرانيا أيضًا.

وإذ نعرف مسبقًا، أن النجاح ليس وليد الصدفة، والسياسة إجمالًا تقوم على معرفة قواعد اللعب مع الكبار، بما في ذلك تحديد الطريقة والأسلوب والتوقيت المناسب لمواجهتهم، والأهم هو معرفة التوقيت المناسب للانسحاب منعًا لوقوع المزيد من الخسائر. نرى أن الرئيس الأوكراني لا يزال يحافظ على مساره بالتحليق بعيدًا خارج مسارات أي سرب سياسي رزين. ويتمسك بموقفه، ويحافظ على سلوكيات تشير إلى عدم خروجه بعد من إطار شخصية الممثل السينمائي الذي ورغم وقوع بلاده تحت القصف واحتلال مساحات شاسعة من أراضيها، إلا أنه لا يزال يمتلك ما يكفي من الوقت ليعقد هو وزوجته ومسؤولين من مكتبه جلسة تصوير لصالح مجلة “فوج” للأزياء في شهر يوليو الماضي!وختامًا، نعيد إلى الأذهان؛ على سبيل المثال لا الحصر، تصريح “زيلينسكي” بتاريخ 8 يوليو، الذي قال من خلاله إنه إذا جاءت أسلحة قوية من شركائنا في الوقت المناسب وإذا كان الحظ إلى جانبنا، سنكون قادرين على فعل الكثير قبل نهاية هذا العام، وهو تصريح يبعث على المزيد من اليأس في نفوس ضجرت الحرب وتبعاتها المؤلمة على الجميع. ويصدر عن رئيس لا يمتلك زمام الأمور ويظن أن النصر ربما يأتي بضربة حظ! أو ربما أنه يعتقد أن المضي قدمًا في ذات الطريق الذي سارت فيه بلاده من البداية، فخسرت “القرم” في 2014، ثم استمر هو على نفس المنوال وخسر “الدونباس” في 2022، سوف يحمل له مفاجآت سارة فيما تبقى من العام وما يليه. مُتجاهلاً حقائق فيزيائية يأتي على رأسها المبدأ القائل إن القوة لا تواجه إلا بقوة مماثلة لها، وما دون ذلك يظل محض ترهات، لو استمرت على نفس الوتيرة، فمن المؤكد أنها ستقود العالم الواقف على حواف صراع نووي إلى الهاوية.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/72746/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M