دبلوماسية التسلح.. ما هي محددات جولة زيلينسكي الأوروبية؟

مروة محمد عبد الحليم

 

نجحت المساعي المكوكية التي قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى روما وبرلين وباريس ولندن، في تأمين ترسانة قوية من الأسلحة النوعية والمقاتلات الحربية في ظل تصاعد حدة القتال في باخموت والتحضير لمعركة الربيع، التي تؤكد أن الحرب في مرحلة محورية، حيث تحشد القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد قد يحدد شروط أي مفاوضات مستقبلية مع روسيا.

دبلوماسية التسلح التي يمارسها زيلينسكي، تعكس رغبة أوروبا في الإسراع الفوري بتدفق الأسلحة إلى أوكرانيا وزيادتها على المستوى الكمي والنوعي، وتعزيز دفاعات أوكرانيا الهجومية، لفرض خسائر عسكرية على موسكو في ساحة المعركة، ودفعها للتفكير في تسوية دبلوماسية. خاصة أن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى نقطة تحول مهمة، تستعد فيها كييف لشن هجومها المضاد الجديد بعد ستة أشهر من إبقاء قواتها في موقع دفاعي، بينما شنت روسيا هجومًا شتويًا ضخمًا فشل في الاستيلاء على المزيد من الأراضي.

وتدرك أوروبا أن زيادة حجم ووتيرة عمليات تسليم الأسلحة، سيعزز من قدرة القوات الأوكرانية على اختراق الخطوط الدفاعية الروسية في جنوب أوكرانيا. ومن شأن الصواريخ بعيدة المدى أن تسمح لأوكرانيا بضرب المواقع الروسية ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، مما يمهد الطريق لهجوم أوكراني ناجح يتزامن مع بدء الجيش الأمريكي تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات F-16، مما يرسل إشارة إلى روسيا بأن قدرة أوكرانيا على شن الحرب تسير في مسار تصاعدي.

المسار التصاعدي ودبلوماسية التسلح التي يقوم بها زيلينسكي، تأتي بالتوازي مع التحضير لسلسلة من الأحداث الدولية: قمة مجموعة السبع في الفترة من 19 إلى 21 مايو في اليابان، وقمة المجموعة السياسية الأوروبية في 1 يونيو في مولدوفا، وقمة المجلس الأوروبي في نهاية يونيو، تليها قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو، وذلك من أجل زيادة الدعم لأوكرانيا وتمكينها من تحقيق أهدافها، خاصة أن ثمة ترابطًا بين الجوانب العسكرية الميدانية من جهة والحراك السياسي الدبلوماسي من جهة أخرى، بمعنى أن ما يحصل ميدانيًا (أي مصير الهجوم الأوكراني المعاكس) ستكون له انعكاسات على الجوانب الأخرى.

شحنات أسلحة جديدة

رسم توقيت جولة زيلينسكي جهود أوكرانيا في ساحة المعركة وخارجها. وسمح للرئيس الأوكراني وحلفائه الأوروبيين تنسيق نهجهم على الجبهتين الاقتصادية والدبلوماسية للحرب. خاصة أن الدعم العسكري كان على رأس أولويات الحلفاء الأوروبيين الذين يتبعون خطى واشنطن، ويتجاوزون ترددهم السابق في تزويد كييف بالمعدات اللازمة لهجومها المضاد القادم في باخموت. والتأكيد على النهج الغربي القائم على تقوية أوكرانيا وإضعاف روسيا من خلال فرض المزيد من العقوبات.

في المملكة المتحدة، أكدت زيارة زيلينسكي أن بريطانيا تبرز كواحدة من القوى القليلة في أوروبا الغربية القادرة على حشد الموارد والإرادة السياسية لمساعدة أوكرانيا لتحقيق نصر صريح على روسيا، وهو أمر يحدده سوناك كهدف مشترك وصريح لحكومته. وأكد سوناك بأن “لا شيء مستبعد” فيما يخص تسليح أوكرانيا، وتعهدت الحكومة البريطانية بإمداد كييف بـ”مئات” الصواريخ الدفاعية أرض-جو في الأشهر المقبلة، والمسيرات الهجومية بعيدة المدى الذي يصل إلى 200 كيلومتر. وتضاف هذه المعدات إلى صواريخ كروز من طراز “ستورم شادو” التي تعهدت لندن بتسليمها لكييف، لتكون الأولى التي تطلبها أوكرانيا منذ أشهر لضرب أهداف بعيدة عن خط المواجهة.

وقد سبق أن أرسلت المملكة المتحدة في مارس الماضي دبابات “تشالنجر2” إلى كييف، وهي خطوة انطوت على هدفين رئيسين: الأول، توجيه رسالة إلى الروس بأن الحرب يمكن أن تتنقل إلى مرحلة جديدة يصبح فيها تركيز الدعم الغربي لأوكرانيا على الهجوم أكثر من الدفاع، وبالتالي يتوجب على موسكو الحذر من بناء توقعات وانتصارات كبيرة. والثاني، يكمن في تشجيع الاتحاد الأوروبي على زيادة دعم كييف وإحراج دوله ودفعها نحو تزويد أوكرانيا بالدبابات. وخصوصًا ألمانيا التي تنتشر دباباتها “ليوبارد 2” في القارة، وهي أكثر مواءمة للقتال على الجبهة الروسية لأسباب عدة من بينها حداثتها وجاهزيتها، واستهلاكها القليل للوقود مقارنة بنظيراتها الأمريكية والبريطانية.

وبالفعل، استدعت الخطوة البريطانية تصعيدًا في مطالبة أوكرانيا لألمانيا بإرسال دباباتها إلى الجبهة. ولكن المسؤولين في برلين اختاروا التروي في الخطوة بحجة ضرورة الاتفاق بين حلفاء كييف. وهو ما فُسر بأن الحكومة الألمانية تنتظر استعدادًا مشابهًا للخطوة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنها لا تود استفزاز فلاديمير بوتين، عبر إرسال أسلحة هجومية تجعل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في مواجهة مباشرة مع روسيا.

كانت ألمانيا مترددة أكثر من الدول الأخرى في تقديم المساعدة العسكرية. وانتظر شولتس عدة أشهر قبل أن يوافق على تسليم أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والمدفعية. ثم استغرق أشهرًا طويلة أخرى حتى قام بإضافة الدبابات القتالية إلى القائمة، وذلك فقط عندما أعلنت الولايات المتحدة أيضًا إرسال دبابات قتالية. وبالتالي، جاءت زيارة زيلينسكي الأولى إلى برلين منذ بداية الأزمة الأوكرانية وبعد يوم واحد من إعلان الحكومة الألمانية عن أضخم حزمة مساعدات عسكرية تقدمها منذ بدء الهجوم الروسي.

الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تبلغ قيمتها 2.95 مليار دولار، وتتضمن: 30 دبابة Leopard 1 A5، و20 مركبة مشاة ماردر القتالية، وأكثر من 100 مجموعة من شاحنات النقل والمدرعات والمركبات الطبية ومركبات دعم المشاة الأخرى. و18 مدفع هاوتزر ذاتية الدفع، و200 طائرة استطلاع بدون طيار، وأربعة أنظمة مضادة للطائرات من طراز IRIS-T SLM التي تعد ضرورية لمنع الصواريخ الروسية من السقوط على المدن والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، ومعدات دفاع جوي أخرى.

وفي فرنسا، أكد ماكرون أن روسيا خسرت من الناحية الجيوسياسية حربها في أوكرانيا وأصبحت فعليًا دولة تابعة للصين بعد أن فقدت وصولها إلى بحر البلطيق، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه دفع السويد وفنلندا للانضمام إلى الناتو، وكان هذا غير وارد منذ عامين فقط. لذا فهي بالفعل هزيمة جيوسياسية ويجب ألا تنتصر روسيا في هذه الحرب عسكريا. وتتفق أوكرانيا وفرنسا على الحاجة إلى زيادة الضغط الجماعي على روسيا من خلال مزيد من العقوبات لإضعاف قدرة روسيا على مواصلة حربها العدوانية غير القانونية.

ولعب ماكرون دورًا حاسمًا في إيجاد همزة وصل بين الصين وأوكرانيا، وهو ما شدد عليه خلال زيارته الأخيرة للصين الشهر الماضي، وتجلى ذلك في أمرين: الأول، الاتصال الهاتفي بين زيلينسكي والزعيم الصيني شي جينبينغ، والثاني، تعيين مبعوث صيني خاص للملف الأوكراني. أما عن الدعم العسكري الذي توفره فرنسا، لا تتحدث عنه باريس كثيرًا رغبة منها في رفض الدخول في مزايدات حول تحديد الجهة الأكثر سخاء. حيث أرسلت باريس 200 جندي متخصص إلى بولندا، بغرض تأهيل 4000 مقاتل أوكراني متخصص على الأراضي البولندية، و2000 مقاتل في القواعد الفرنسية.

ووفرت فرنسا للقوات الأوكرانية صواريخ “ميسترال” و”كروتال”، وأنها بصدد النظر في توفير منظومات دفاع جوي جديدة من طراز “مامبا” التي طورتها فرنسا بالتعاون مع إيطاليا. لكن فرنسا تعتبر أن تقديم طائرات قتالية فرنسية الصنع “ميراج” أو “رافال”، مسألة سابقة لأوانها، وأنه قبل ذلك يجب حل مسألة تدريب الطيارين الأوكرانيين وهي مسألة معقدة. كذلك لم تظهر أية إشارة إلى توفير دبابات ثقيلة من طراز “لو كلير” الفرنسية للقوات الأوكرانية بعكس ما عمدت إليه ألمانيا. وسبق لباريس أن أشارت إلى أن أمرًا كهذا لن يكون مفيدًا؛ لأنه يحتاج إلى قدرات لوجيستية كبيرة، ولأن الدبابة “لو كلير” ليست منتشرة في أوروبا على غرار الدبابة الألمانية “ليوبارد 1 أو 2”.

محددات جولة زيلينسكي الأوروبية

1- تحديات تواجه الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا: تشير بعض التقديرات، أن إعلان العواصم الأوروبية تعزيز قدرات كييف العسكرية لن يغير موازين الحرب، خاصة أن الدعم المستمر على نطاق واسع لكييف ينطوي على مخاطر استراتيجية أوسع، حيث تعمل الحرب على تآكل الاستعداد العسكري للغرب واستنزاف مخزوناته من الأسلحة، في ظل أن القاعدة الصناعية الدفاعية لا تستطيع مواكبة نفقات أوكرانيا من المعدات والذخيرة، ولا يمكن للناتو استبعاد حدوث أعمال عدائية مباشرة مع روسيا. كذلك فرضت الحرب تكاليف باهظة على الاقتصاد العالمي. وساهمت في تعطل سلاسل التوريد، وارتفاع التضخم ونقص الطاقة والغذاء. وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر قدرها 2.8 تريليون دولار من النمو المتوقع بحلول نهاية عام 2023.

2- تحول الموقف الأمريكي تجاه الوساطة الصينية: بعدما كانت واشنطن على مدى شهور، تعلن رفضها وثيقة السلام الصينية المكون من 12 نقطة، وقوبلت محاولات الصين للترويج للخطة بالتشكيك بسبب رفضها إدانة روسيا، حليفتها الاستراتيجية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه من الممكن أن يكون للصين دور مفيد للغاية تلعبه في محادثات السلام. وكان بلينكن قد أعرب في 24 فبراير عن تشكيكه في هذه المبادرة، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا. وقال بلينكن إنه بعد عام من غزو روسيا لأوكرانيا “لا ينبغي لأي عضو في هذا المجلس أن يدعو إلى السلام، بينما يدعم الحرب الروسية على أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة”. ويعود تغيير لهجة بلينكن حول دور الصين، في جانب منه إلى رغبة واشنطن في الرد على حلفائها الأوروبيين الذين ينظرون إلى الرئيس الصيني باعتباره الزعيم الوحيد الذي يمكنه التأثير على تفكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الحرب في أوكرانيا.

3- تعثر قبول كييف في الاتحاد الأوروبي والناتو: لا توجد تعهدات ملموسة حتى الآن من قبل القوى الغربية بشأن قبول عضوية أوكرانيا في الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وهو ما يأمله زيلينسكي. ففي يونيو 2022، تم منح أوكرانيا رسميًا حالة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارتها الخامسة لكييف في “يوم أوروبا” في 9 مايو، أن “أوكرانيا تنتمي إلى الأسرة الأوروبية”. وعلى الرغم من هذا لا يمكن للاتحاد الأوروبي تسريع عملية دخول كييف إلى الكتلة خوفًا من إفلاس الاتحاد. وبمجرد أن تصبح أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ستكون بروكسل ملزمة بتزويدها بمئات المليارات من اليوروهات للتمويل والمساعدة، وهو الأمر الذي يتطلب مراجعة مطولة ومؤلمة للقواعد. وأي تنازلات لكييف من بروكسل ستسبب سوء تفاهم مع الدول الأخرى التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ سنوات.

وعن عضويتها في حلف الناتو، فهناك إجماع بين أعضاء الحلف البالغ عددهم 31 عضوًا على أنه على الرغم من مطالبة كييف للانضمام للحلف، لن يصدر الناتو دعوة رسمية لأوكرانيا للانضمام خلال فعاليات الاجتماع المقرر عقده يومي 11 و12 يوليو المقبل. بينما تضغط دول أوروبا الشرقية على بقية الدول الأعضاء لاتخاذ خطوات ملموسة نحو دعوة أوكرانيا للانضمام، بما في ذلك الالتزام بجدول زمني لضم أوكرانيا للحلف، فإنه في الوقت نفسه تدعو الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية إلى اتخاذ خطوات أقل تأثير مثل اتخاذ إجراء بتشكيل هيئة تجمع الناتو وأوكرانيا، أو قرار لتوسيع الدعم الفني الذي يقدمه الناتو للجيش الأوكراني. وذلك على خلفية الصعوبات التي ينطوي عليها قبول انضمام بلد يخوض حربًا كبرى إلى الناتو، فإن الانفصال بين أعضاء الحلف يسلط الضوء على المخاطر التي قد تنطوي عليها مثل هذه الخطوات في لحظة محفوفة بالمخاطر في المواجهة بين الغرب وروسيا. وحسم الأمر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في أنه يتوقع عملية متعددة السنوات لمساعدة أوكرانيا في وضع الأساس لمحاولة الانضمام، وأنه لا يوجد نقاشًا هادفًا حول انضمام أوكرانيا ما لم تتمكن من البقاء كدولة مستقلة ذات سيادة في أوروبا.

4- شكوك حول نجاح الهجوم المضاد: على الرغم من تحول مسار الحرب بشكل دراماتيكي لصالح أوكرانيا، بعد أن فشلت روسيا في السيطرة على مدينة باخموت وكسب المزيد من الأراضي، من الصعب الشعور بتفاؤل بشأن مسار الهجوم المضاد. فمن المحتمل أن يمنح التفوق العددي للجيش الروسي القدرة على مواجهة المهارات والروح المعنوية العملياتية الأكبر لأوكرانيا، وقدرتها على الوصول إلى الدعم الغربي. وبالتالي، فإن النتيجة الأكثر ترجيحًا للنزاع لن تكون انتصار كامل لأوكرانيا بل مأزق دموي.

ومن غير المرجح أن تتغير حقيقة أن الهجوم سيصل إلى طريق مسدود. فمن الممكن أن ينجح الهجوم الأوكراني في هزيمة روسيا، واستعادة جميع الأراضي المحتلة بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ولكن هذا السيناريو غير وارد، حتى لو كثف الغرب مساعداته لأوكرانيا، فإنها ستفشل في إلحاق هزيمة بالقوات الروسية، في ظل تراجع القوى البشرية والعسكرية والاقتصاد المتدهور، في مقابل نشر المزيد من القوات الروسية وتوجه المجندون الجدد إلى ساحة القتال. وإذا أصبح موقف موسكو العسكري محفوفًا بالمخاطر، فمن المحتمل أن تزود الصين روسيا بالأسلحة، سواء بشكل مباشر أو من خلال دول ثالثة. خاصة أن الرئيس الصيني راهن على بوتين ولن يقف مكتوف الأيدي حال تعرض روسيا لخسائر فادحة.

5- الانتخابات الأمريكية: إن تكالب أوكرانيا للحصول على الأسلحة والدعم السياسي من حلفائها، وهو مسعى شبه دائم منذ الغزو الروسي، مصحوبًا بسيناريو لن تكون فيه الولايات المتحدة الراعي الرئيس لأوكرانيا، وحالة عدم اليقين في أوروبا من الانتخابات الأمريكية المقبلة. وبالتالي تريد أوروبا إظهار استمرار دعمها لأوكرانيا حتى في حال تغيير سياسة الولايات المتحدة، والتأكيد على أن هذه الحرب وجودية بالنسبة للأوروبيين وكذلك لأوكرانيا.

وأثار رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مؤخرا التعبير عن آماله في انتصار أوكرانيا، تناقضًا واضحًا مع دعم الرئيس بايدن الكامل، وتسبب في موجة من التوتر في جميع أنحاء القارة. فإذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض من المرجح أن يصبح موقفه أكثر إيجابية تجاه روسيا والذي يتردد صداه لدى قطاع كبير من قاعدة الحزب الجمهوري وبعض أعضاء الحزب في الكونجرس، قوة دافعة في السياسة الأمريكية. وقد أكد ذلك خلال استضافته من قبل قناة سي إن إن الأمريكية حيث قال ترامب إنه يمكن أن ينهي الحرب في غضون 24 ساعة لكنه لم يذكر كيف.

ورفض الكشف ما إذا كان يريد أن تنتصر أوكرانيا واشتكى من تكلفة المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، قائلًا: “ليست لدينا ذخيرة لأنفسنا ونتبرع بالكثير منها” متهمًا الدول الأوروبية بعدم المساهمة بالقدر الكافي. في حين وافق الكونجرس على مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا ويتم تقديمها وفق برنامج زمني طويل، لكن كرئيس يمكن لترامب استخدام سلطته التنفيذية لإبطاء أو حتى إيقاف هذا الدعم. وقد فعل ذلك سابقًا وأوقف بعض المساعدات العسكرية التي وافق عليها الكونجرس. وبالتالي، من الممكن أو حتى من المحتمل أنه إذا تم انتخاب ترامب، فإن دعم الولايات المتحدة للمجهود الحربي قد يتوقف تمامًا.

ختامًا، تعد زيارة زيلينسكي إلى روما وبرلين وباريس ولندن جزءًا من التموضع المستمر للحلفاء الرئيسين في الحرب. بالنسبة للرئيس الأوكراني، كان من الأهمية التأكيد على أن الغرب ما زال موحدًا وراء جهوده لهزيمة روسيا. وإنه قدم لنظرائه الأوروبيين خطة ذات مصداقية ومتطلبات واقعية للدعم. ومع ذلك، من الواضح أن كييف وشركائها في أوروبا وخارجها يدركون أنه ستأتي في نهاية المطاف نقطة سيتعين عليهم فيها التفاوض على إنهاء الحرب مع روسيا. وإن القوة الواضحة للوحدة الغربية والالتزام الذي ظهر خلال الأيام القليلة الماضية، هو رسالة دعم لأوكرانيا بقدر ما هي رسالة ردع لروسيا وتحذير للصين.

 

.

رابط المصدر:

https://marsad.ecss.com.eg/77305/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M