مروة الاسدي
يعد مرض السكري وباءا عالميا، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين به بـ 230 مليون نسمة، وهذا يعني إصابة شخص واحد من كل ستة أشخاص به. ويعرف الأطباء مرض السكري بأنه مرض ينتج عن ارتفاع في نسبة السكر في الدم، وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين، الذي تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول الى خلايا الجسم حيث يتحول الى طاقة تساعد الجسم على الحركة. وعندما يقل الأنسولين، الذي تفرزه غدة البنكرياس في الجسم فان السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول.
كان يعتقد لوقت قريب أن مرض السكري من النوع الثاني، الذي ينتج بسبب اختلال في عمل ووظيفة هرمون الإنسولين، هو مرض يصيب كبار السن فقط. لكن الدراسات الحديثة أثبتت إصابة الأطفال والشباب بهذا المرض أيضاً.
هنالك نوعان من مرض السكري، الأول ينتج بسبب نقص هرمون الإنسولين والثاني نتيجة خلل في وظيفته، وهو الأكثر انتشاراً في العالم، حتى بين الأطفال والشباب. فكيف يمكن التعرف عليه؟ وما هي طرق علاجه؟
قسمت منظمة الصحة الدولية مرض السكري إلى نوعين: النوع الأول: ينتج عن فقدان هرمون الإنسولين بسبب خلايا المناعة في الجسم التي تعمل على محاربة مراكز إنتاجه في الجسم. ويتطلب هذا النوع أخذ جرعات الإنسولين مدى الحياة، إذ لا يمكن للجسم إنتاجها.
النوع الثاني: هو الإصابة بمرض مزمن يسبب خللاً في عملية الأيض، وهو ما يؤدي إلى خلل في عمل الإنسولين أو قلة إنتاجه. عند الإصابة بهذا النوع من السكري لا يمكن للشخص المصاب نقل السكريات إلى خلايا الجسم بصورة طبيعية، ويتجمع الإنسولين في الدم ويؤثر على وظائف الجسم والأعضاء والأعصاب والأوعية الدموية، يسبب النوع الثاني من السكري أمراضاً مزمنة وخطرة، مثل انهيار الأعصاب وفقدان البصر وأمراض القلب وبتر الأعضاء والإصابة بالذبحة القلبية.
ونصح الخبراء المختصين بأمراض السكري باتباع خطة “الخطوات الأربع” لتخفيض نسبة السكريات في الدم. وتشمل الخطة التوقف عن ممارسة العمليات الروتينية غير الصحية والبدء بممارسة الرياضة والتوقف عن تناول المواد الغنية بالسكريات، وتناول أطعمة مليئة بالفيتامينات والمواد الغذائية المهمة، والخطوة الثانية هي فشل الشخص في الحفاظ على نسبة السكر في دمه ضمن المعدل. ويتطلب عليه عندئذ أخذ أدوية خاصة لوقف السكري.
الخطوة الثالثة يتبعها المريض عند فشل العلاج بالأدوية، ويعطى له عندئذ جهاز حقن خاص للإنسولين، أما في الخطوة الرابعة فتعطى للمريض أدوية خاصة وحقن خاصة ضد السكري، وذكر الأطباء أنه “في الأساس لا يمكن للعلاج بالأدوية إعطاء نظام صحي للشخص المصاب”.
خفض أسعار الأنسولين
يعاني الكثير من مرضى السكري من أجل الحصول على الأنسولين بسبب سعره، على الرغم من وفرة الكميات المعروضة، دعت منظمة الصحة العالمية في الذكرى المئة لاكتشاف الأنسولين إلى بيع العلاج الذي تنتجه بشكل أساسي ثلاث شركات دوائية بأسعار معقولة في مواجهة العبء المتزايد لمرض السكري في العالم.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية في هذه الذكرى ميثاقاً عالمياً ضد داء السكري يهدف إلى الحد من مخاطر الإصابة به وتمكين جميع الأشخاص الذين يعانونه من الحصول على العلاج والرعاية بأسعار معقولة.
ولاحظ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان أن “ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة في شأن السكري أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى”، وأشار إلى أن “عدد المصابين بالسكري زاد أربعة أضعاف خلال الأعوام الأربعين الأخيرة”، مشيرا إلى أنه “المرض الرئيسي الوحيد غير المعدي الذي يتزايد فيه خطر الوفاة المبكرة بدلا من انخفاضه”، ورأى غيبرييسوس أن من الأهمية بمكان معالجة هذه الأزمة في خضم جائحة كوفيد-19 لأن نسبة عالية من المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب أعراض حادة لفيروس كورونا هم ممن يعانون السكري.
وارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالمرض بنسبة 70 في المئة منذ العام 2000 ووصل إلى نحو مليون ونصف مليون سنوياً. ويعاني أكثر من 420 مليون شخص داء السكري، يعيش معظمهم في الدول النامية. وتشكّل زيادة الوزن والسمنة عاملين يساهمان في الزيادة الحادة المسجلة في العقود الأخيرة.
ويعتبر السكري من الأمراض المزمنة ويحدث عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين، وهو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، أو عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين الذي ينتجه بشكل صحيح.
وعلى الرغم من اكتشاف الأنسولين قبل مئة عام، يعاني الكثير من مرضى السكري من أجل الحصول على الأنسولين بسبب سعره، على الرغم من وفرة الكميات المعروضة. وتهيمن ثلاث شركات مصنعة بمفردها تقريباً على السوق العالمية هي “إيلاي ليلي” و”نوفو نورديسك” و”سانوفي”، وهي تالياً تحدد الأسعار التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية باهظة بالنسبة للعديد من الأفراد والبلدان.
من هذا المنطلق، أطلقت منظمة الصحة العالمية العام برنامجًا للتأهيل المسبق لمنتجات شركات أخرى، وأوضحت المنظمة أنها تُجري مناقشات مع مصنعي الأنسولين حول سبل تلبية الطلب المتزايد “بأسعار تستطيع الدول تحملها”.
ورأى المدير العام للمنظمة أن “مواجهة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأنسولين صعوبات مالية في شرائه يشكّل إخفاقاً للمجتمع والمجتمع الدولي”، ويشكل سعر الأنسولين حاجزاً أمام العلاج في معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولكن أيضاً في البلدان الغنية، وخصوصاً تلك التي تكون أنظمة الحماية الاجتماعية فيها ضعيفة.
ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، حيث التغطية الصحية العامة محدودة جداً، أنشأ مرضى السكري سوقاً سوداء مجانية للأنسولين ويلتقون في مواقف السيارات لتبادل الأدوية التي تكون أسعارها باهظة في الصيدليات، وفي شمال البلاد، يذهب مرضى آخرون إلى حد الحصول على الإمدادات من الصيدليات الكندية، إذ تحدد كندا سقفاً لأسعار الأنسولين.
ومع ذلك، فإن الأنسولين مدرَج في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية منذ نشرها العام 1977، ولاحظت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أن “نصف الأشخاص فقط الذين يحتاجون إلى هذا الدواء الأساسي على الصعيد العالمي يمكنهم الوصول إليه اليوم بسبب متطلبات التخزين الصعبة وبروتوكولات العلاج المعقدة والأسعار المرتفعة”، وأضافت أن “إيلاي ليلي” و”نوفو نورديسك” و”سانوفي” تسيطر على السوق العالمية “وغالباً ما ترفع أسعارها واحدة تلو الأخرى، وهذا الوضع مخيب للآمال”.
قد يؤدي للإصابة بالسرطان
قالت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية يوم الخميس إنها أوصت خمس من شركات تصنيع الأدوية بسحب دواء ميتفورمين الذي يستخدم لعلاج مرض السكري وذلك بعد أن اكتشفت الإدارة وجود مستويات عالية من شائبة يمكن أن تسبب السرطان في بعض إصدارات هذا الدواء، وقالت الإدارة إن هذه العقاقير احتوت على الشائبة المسرطنة المحتملة ”إن- نيتروسوديميثلامين“ حيث تجاوزت الحدود المقبولة في التركيبات الممتدة المفعول فقط منها.
وكان التلوث بهذه الشائبة ”إن- نيتروسوديميثلامين“ مسؤولا عن سحب دواء علاج حموضة المعدة ”زانتاك“ الذي تبيعه شركة سانوفي وبعض النسخ المكافئة من هذا العلاج العام الماضي، وحددت إدارة الأغذية والعقاقير، التي قالت إنها ستنشر إشعارات السحب للشركات على موقعها الإلكتروني، بالإسم شركة أبوتكس الكندية كواحدة من الشركات التي تحتوي أقراص ميتفورمين التي تنتجها على مستويات عالية من شائبة ”إن- نيتروسوديميثلامين“. ولم تكشف بعد عن أسماء الشركات الأربع الأخرى.
ومع ذلك، قالت الإدارة إنه يجب على المرضى الاستمرار في تناول أقراص ميتفورمين حتى بعد السحب، حتى يمكنهم التشاور مع أخصائيي الرعاية الصحية الخاصين بهم بحيث يمكنهم وصف بديل، كانت إدارة الأغذية والعقاقير قد بدأت، في ديسمبر كانون الأول، في التحقق من عقار ميتفورمين الذي يستخدم كعلاج أساسي لمرضى السكري من النوع الثاني.
الأطعمة المصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري
تشير دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الأطعمة المصنعة أكثر عرضة للإصابة بالسكري مقارنة بمن تحتوي وجباتهم الغذائية على المزيد من الأطعمة في صورتها الطبيعية، وغالبا ما تحتوي الأطعمة المصنعة على نسبة كبيرة من السكر والدهون والسعرات الحرارية الخالية من أي قيمة غذائية. ومنذ فترة طويلة يرتبط استهلاك الكثير من هذه الأطعمة بزيادة خطر مجموعة واسعة من المشكلات الصحية بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة وبعض أنواع السرطان.
وتقدم الدراسة الحالية أدلة جديدة تربط هذه الأطعمة بمرض السكري من النوع الثاني وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض ويرتبط عادة بالوزن الزائد، وبين الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة وتناولوا الكميات الأكبر من المأكولات المصنعة أصيب 166 من كل 100 ألف بالسكري مقارنة مع 116 من كل 100 ألف تناولوا أقل كميات من هذه النوعية من الأطعمة.
وقال الباحثان الرئيسيان في الدراسة برنار سرو وماتيلد توفييه من جامعة باريس 13 في فرنسا ”ننصح الناس بالحد من استهلاك الأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة غير المصنعة أو الأغذية المعالجة بصورة بسيطة بالإضافة طبعا إلى اتباع نظام غذائي صحي منخفض الملح والسكر والدهون والسعرات الحرارية، والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الأمثل واتباع نمط حياة صحي“، وذكر سرو وتوفييه عبر البريد الإلكتروني أن الأشخاص الذين يتطلعون إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري يجب أن يحدوا من تناولهم للحوم الحمراء والمصنعة والمشروبات الغازية والمشروبات السكرية الأخرى. ونصحا أيضا بتناول الكثير من اللبن والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالسكري.
سمنة الذكور عند سن البلوغ والإصابة بالسكري في الكبر
أشارت دراسة سويدية إلى أن اكتساب الصبية لكثير من الوزن عند سن البلوغ قد يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري بعد عقود، ودرس باحثون قياسات مؤشر كتلة الجسم لعدد 36176 رجلا عندما كانوا في سن الثامنة وعندما بلغوا 20 عاما، ثم تتبعوا السجلات الصحية لهؤلاء الرجال من سن الثلاثين ولمدة تقرب من ثلاثة عقود. وخلال هذه الفترة أصيب 1777 رجلا بالسكري، والرجال الذين كانوا يعانون من زيادة الوزن في الطفولة وليس في سن البلوغ لم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري عند الكبر مقارنة بأقرانهم الذين كانوا يتمتعون بوزن صحي خلال الطفولة، لكن الرجال الذين عانوا من زيادة الوزن في سن البلوغ كانوا أكثر عرضة بنحو أربع مرات للإصابة بالسكري قبل سن 55 عاما وأكثر عرضة بمقدار مرتين للإصابة بالمرض بعد هذا السن مقارنة بالرجال الذين تمتعوا بوزن صحي وهم أطفال، وعالميا، يعاني واحد من كل خمسة أطفال ومراهقين من زيادة الوزن أو البدانة وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويُعتبر الأطفال والمراهقون بدناء عندما يكون مؤشر كتلة الجسم، وهو نسبة الوزن إلى الطول، أعلى من 95 في المئة من الشباب الآخرين من نفس العمر والجنس. ويتم اعتبارهم زائدي الوزن حينما يتراوح مؤشر كتلة الجسم في النطاق المئوي من 85 إلى 95، وفي الدراسة الحالية، ركز الباحثون على خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وهو النمط الأكثر شيوعا للمرض، والذي يرتبط بالسمنة والشيخوخة ويحدث عندما لا يستطيع الجسم استخدام أو إفراز كمية كافية من هرمون الانسولين لتحويل سكر الدم إلى طاقة. و يمكن أن يؤدي هذا النمط من المرض إلى مضاعفات مثل العمى والفشل الكلوي وتلف الأعصاب وبتر الأطراف.
وذكر فريق البحث في دورية (جورنال أوف كلينيكال إندوكرينولوجي أند ميتابوليزم)، المتخصصة في مجال الغدد الصماء والأيض، أن 6.2 في المئة من المشاركين كانوا يعانون من زيادة الوزن في سن الثامنة و7.4 في المئة كانوا يعانون منه عند بلغوهم سن العشرين.
ووجدت الدراسة أن حوالي 58 بالمئة من الذين عانوا من زيادة الوزن أثناء الطفولة تمتعوا بوزن طبيعي عند بلوغهم سن الرشد، وفي الوقت نفسه، تمتع نحو 64 في المئة من الرجال الذين عانوا من زيادة الوزن عند البلوغ بوزن طبيعي وهم في سن الثامنة، ولم تصمم الدراسة لإثبات ما إذا كان مؤشر كتلة الجسم أثناء الطفولة أو المراهقة يؤثر بشكل مباشر على الإصابة بالسكري في الكبر، وقالت الدكتورة جيني كينبلبل من جامعة جوتنبرج التي قادت فريق البحث ”نحن لا نعرف ما هي الآليات الكامنة وراء هذا الارتباط“.
وتشير دراسة سابقة إلى أن زيادة مؤشر كتلة الجسم خلال فترة البلوغ قد يكون مرتبطا بتطوير ما يعرف باسم الأنسجة الدهنية الحشوية أو الدهون الزائدة عند الخصر، وهذا بدوره يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري.
إنقاص الوزن “يعطل” أعراض النوع الثاني لمرض السكري
خلصت دراسة حديثة تخلص إلى أن استهلاك نحو 850 سعرا حراريا في اليوم مدة ثلاثة أشهر، مع عدم استعادة الوزن المفقود، يمكن أن يوقف أعراض النوع الثاني من مرض السكري مدة عامين، وحقق البرنامج الجديد نجاحا مع أكثر من ثلث المرضى المشاركين في الدراسة، وتشير الدراسة، المبنية على دراسات سابقة، إلى أن إنقاص الوزن حل رئيسي ويسمح للمريض بألا يعتمد على العقاقير لمدد أطول مما كان يعتقد.
ويقول الخبراء إن ما خلص إليه الباحثون يتحدى الرأي السائد بأن النوع الثاني للسكري مرض يدوم مدى الحياة وتتفاقم حدته، ويتسبب المرض في معدلات خارجة عن السيطرة من السكر، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل بتر الأطراف ومتاعب في الإبصار وأمراض القلب، وشملت الدراسة 149 شخصا في بريطانيا، وُضعوا على نظام غذائي تتراوح مدته بين 12 و30 أسبوعا تناولوا خلاله مشروبات وأغذية سائلة تساعد على إنقاص الوزن، وتلى ذلك إعادتهم تدريجيا لتناول الأطعمة.
وبعد عام، توقفت أعراض المرض تماما لدى 69 شخصا (46 في المئة)، مقارنة بـ 4 في المئة ممن كانوا يعالجون بعقاقير عادية، وبعد عامين، بقي 53 من بينهم (36 في المئة) دون حاجة إلى أدوية ودون ظهور أي أعراض للمرض.
وشجع الأطباء المرضى المشاركين في الدراسة على الحفاظ على نظام حياة صحي، وذلك عبر مقابلات شهرية، وكان لديهم خيار الحصول على خطة “إنقاذ” تشمل استخدام السوائل مرة أخرى، في حال زيادة الوزن.
وقال روي تيلور، الأستاذ في جامعة نيوكاسل إن “النتائج تمثل تطورا هاما وتسدل الستار على أن النوع الثاني من السكري مرض لا يمكن إيقاف تطوره”، وقال الباحثون إن معظم المجموعة التي اتبعت حمية وتوقفت أعراض مرضهم فقدوا عشرة كيلوغرامات أو أكثر ولم يستردوا الوزن المفقود طوال الدراسة، ولكن نيكولا غيس، من جامعة كينغز كوليدج لندن، قالت إن إنقاص الوزن لا يمثل القصة كاملة.
وقالت “عاد النوع الثاني من السكري لأقلية من المرضى (16 في المئة) من الذين فقدوا 15 كيلو غراما أو أكثر ولم يستعيدوهم لمدة عامين”، وأضافت “هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لمعرفة السبب”، وقالت “من المحتمل أن هؤلاء الأشخاص كانوا مصابين بالنوع الثاني من السكري قبل نقص الوزن بفترة طويلة أو ربما أسهم في الأمر عوامل تتعلق بنوع الغذاء أو عوامل وراثية”.
المكسرات تقلل فرص إصابة مرضى السكري بمشاكل القلب
أشارت دراسة أمريكية إلى أن مرضى السكري الذين يتناولون المكسرات بانتظام ربما يكونون أقل عرضة للإصابة بمشاكل القلب مقارنة بنظرائهم ممن لا يأكلونها كثيرا أو لا يأكلونها على الإطلاق، وتوصلت الدراسة إلى أن مرضى السكري الذين يأكلون 28 جراما من المكسرات خمس مرات أسبوعيا على الأقل يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض القلب بنسبة 17 في المئة مقارنة بمن يأكلون المكسرات مرة واحدة في الأسبوع.
لكن تناول المكسرات ولو مرة واحدة في الأسبوع يظل مفيدا للقلب بشكل عام. وبالنسبة لمرضى السكري، يعد تناول المكسرات مرة واحدة أخرى أسبوعيا مرتبطا بالحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة ثلاثة في المئة والحد من خطر الوفاة بسبب مشاكل القلب بنسبة ستة في المئة، وقال جانج ليو وهو باحث في مجال التغذية بكلية تي.إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في بوسطن وكبير الباحثين في الدراسة ”توفر هذه البيانات أدلة جديدة تدعم التوصية بجعل المكسرات جزءا من أنماط الغذاء الصحية من أجل الوقاية من مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات المبكرة بين المصابين بالسكري“.
وأضاف ليو أن تناول المكسرات ربما يساعد على زيادة القدرة على التحكم في نسبة السكر في الدم لأسباب من بينها كونها غنية بمغذيات مثل الأحماض الدهنية غير المشبعة والألياف وفيتامين (هـ) وحمض الفوليك ومعادن كالكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم.
ولإجراء الدراسة، استخدم الباحثون الاستطلاعات الذاتية عن النظام الغذائي بمشاركة 16217 رجلا وامرأة قبل وبعد تشخيص إصابتهم بالسكري. وسأل الباحثون المشاركين عن تناولهم للفول السوداني والجوز على مدى سنوات. وجميع المشاركين مصابون بالسكري من النوع الثاني وهو النوع الأكثر شيوعا والمرتبط بكبر السن والسمنة.
وقال إيميلو روس وهو طبيب في مستشفى برشلونة ولم يشارك في الدراسة التي نشرتها دورية (سيركوليشن ريسيرش) ”الكمية المثالية هي ما يتراوح بين 28 و42 جراما من المكسرات في اليوم. من الأفضل التوصية بحفنة من المكسرات منزوعة القشرة“.
أسبوع العمل الطويل ربما يزيد من خطر إصابة النساء بالسكري
خلصت دراسة كندية إلى أن النساء اللاتي يعملن لما لا يقل عن 45 ساعة أسبوعيا ربما يكن أكثر عرضة للإصابة بالسكري، وبلغ عدد المشاركين في الدراسة التي جرت على مدى 12 عاما 7065 شخصا لا تقل أعمارهم عن 35 عاما في مدينة أونتاريو الكندية. ولم يكن أي من المشاركين مصابا بالسكري عند بداية الدراسة أو خلال أول عامين من المتابعة، وأصيب نحو ثمانية بالمئة من النساء و12 بالمئة من الرجال بالسكري مع انتهاء فترة البحث، ولم تؤثر ساعات العمل على مخاطر إصابة الرجال بالسكري فيما يبدو لكن النساء اللاتي عملن لما لا يقل عن 45 ساعة في الأسبوع كن أكثر عرضة بنسبة 63 بالمئة للإصابة بالسكري مقارنة بمن كن يعملن لما يتراوح بين 35 و40 ساعة أسبوعيا.
وقالت ماهي جيلبرت-ويميه كبيرة الباحثين في الدراسة وهي باحثة في معهد العمل والصحة بمدينة تورونتو ”لم تسمح لنا دراستنا بتفسير هذا التباين بين الجنسين“، وكتب الباحثون في دورية (بي.إم.جيه أوبن) لأبحاث السكري قائلين إن العمل لعدد أكبر من الساعات وبالإضافة إلى الأعباء المنزلية قد يجعل النساء أكثر عرضة للتوتر المزمن والالتهابات والتغييرات الهرمونية مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الإصابة بالسكري عام 2014 بلغ واحدا تقريبا من بين كل عشرة بالغين وأن المرض سيصبح سابع أكبر سبب للوفاة بحلول عام 2030، ومعظم المرضى مصابون بالنوع الثاني من السكري وهو النوع المرتبط بالبدانة وكبر السن وتحدث الإصابة به عندما يعجز الجسم عن إفراز ما يكفي من هرمون الإنسولين لتحويل السكر في الدم إلى طاقة أو لا يقدر على الاستفادة منه كما ينبغي. ويمكن للسكري أن يؤدي إلى تلف الأعصاب والبتر والعمى ومرض القلب والجلطات إذا لم يتم التحكم فيه.
وقال دانيال لاكلاند الباحث في جامعة ساوث كارولاينا الطبية بمدينة تشارلستون ولم يشارك في الدراسة إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة العلاقة بين ساعات العمل أو ضغوط العمل واحتمال الإصابة بالسكري لكن يمكن القيام ببعض التغييرات للحد من هذه المخاطر، وأضاف عبر البريد الإلكتروني ”يمكن التفكير في العمل لدورات أقصر والحرص على أخذ أكثر من استراحة لممارسة التمارين الرياضية أو القيام بأنشطة كثيرة خارج إطار العمل. وربما يكون من المفيد اتخاذ قرارات أخرى تتعلق بأسلوب الحياة مثل تناول الغذاء الصحي أو الامتناع عن التدخين“.
الأمن الغذائي مرتبط باحتمالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري
تشير دراسة حديثة إلى أن الكنديين الذين لا يمكنهم تحمل تكلفة الأكل بانتظام أو تناول الأطعمة الصحية تزيد لديهم احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري بما يزيد عن مثلي المتوسط العام، ويحث فريق الدراسة التي نشرت في موقع (بلس وان) الإلكتروني صانعي السياسات على التفكير في التدخل في هذا المجال مبكرا من خلال تقليل انعدام الأمن الغذائي لتقليل عبء مرض السكري على الأفراد ونظام الصحة الوطني.
وانعدام الأمن الغذائي تعريفه عدم وجود القدرة على الوصول إلى طعام كاف بسبب محدودية الموارد المالية. وكتب الباحثون في الدراسة أن الميزانية المحدودة قد تؤدي إلى الاعتماد على أطعمة أرخص ثمنا وأعلى في سعراتها الحرارية مما قد يساهم في زيادة الوزن ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة.
وقال كريستوفر تيت كبير الباحثين في الدراسة لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني ”غياب الأمن الغذائي أصبح بشكل متزايد مشكلة خطيرة اجتماعية وصحية في كندا لكن ليس هناك الكثير من الأدلة التي تربط بينه وبين الإصابة بأمراض مزمنة فيما بعد مثل النوع الثاني من السكري“، وقام تيت وزملاؤه بتحليل بيانات مسح صحي وطني أجري في عام 2004. وكان المشاركون في المسح عينة تمثل 98 بالمئة من سكان كندا وركز تحليل البيانات على 4739 رجلا وامرأة أعمارهم تزيد عن 18 عاما بما شمل 277 صنفوا بصفتهم يعانون من غياب الأمن الغذائي.
وضاهى فريق البحث تلك البيانات مع قاعدة بيانات وطنية لمن أصيبوا بالسكري حتى عام 2016 وهو ما يمثل نحو 12 عاما من المتابعة، وبنهاية فترة المتابعة تبين إصابة 577 مشاركا في المسح بالنوع الثاني من السكري. وزادت احتمالات إصابة من كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمعدل 2.4 مرة. وعندما أخذ الباحثون البدانة في الاعتبار ظل خطر الإصابة بالسكري أكثر بالمثلين لدى من ينعدم لديهم الأمن الغذائي، وقال تيت إن ما خلصت إليه الدراسة يوضح أهمية استيعاب الأعباء الصحية المصاحبة لانعدام الأمن الغذائي الذي يشهد تزايدا في كندا على مدى العقد الماضي.
.
رابط المصدر: