دهس وطعن.. أزمة أمنية جديدة تثيرها عملية “رعنانا” في تل أبيب

أكدت وسائل إعلام عبرية حدوث عملية دهس وطعن في بلدة “رعنانا” شمال تل أبيب وسقوط إصابات في ظهيرة اليوم 15 يناير، ووصفت الشرطة الإسرائيلية الحادث الذي جرى في البلدة بأنه غير عادي واعتبرته هجوم إرهابي مخطط له، وحاليًا تنتشر قوات الشرطة في مكان الحادث وتجري تحقيقات في ملابسات الحدث. 

وتتزامن تلك الحادثة مع التصعيد والاقتحامات الأمنية وعمليات القتلى التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية خاصة اليوم وأمس، والتي أسفرت حتى الآن عن اعتقال ما يزيد عن 5930 فلسطينيا وقتل 352 وإصابة أكثر من 4000، منذ هجوم 7 أكتوبر. 

تفاصيل العملية في رعنانا شمال تل أبيب

تم الإبلاغ عن حادثين ما بين الساعة 1:34 و 1:44 ظهر الاثنين  في بلدة رعنانا التي تقع في شمال تل أبيب حيث جرت حادثة وصفت بأنه غير عادية ومخططة مسبقًا من قبل أحد الحركات الإرهابية، ووفقًا لقناة 12 العربية، أن الهجوم تم في مواقع عديدة من البلدة، حيث قام أحد المشتبه بالاستيلاء على سيارة تقودها امرأة في أحد شوارع القصور في مدينة رعنانا. من ثم اقتحم السيارة وطعن المرأة وأصابها، ليبدأ على الفور استكمال هجومه، حيث اصطدم بعدة أشخاص وأصابهم.

ونتيجة قوة الاصطدام توقفت السيارة ولم يتمكن من الانطلاق، فترك المركبة واستولى على أخرى وواصل هجومه في شارع هاروشوت حيث صدم عدة أشخاص. ثم وصل إلى شارع وايزمان، وهناك أيضا دهس عددا من الأشخاص، ولاذ بالفرار من مكان الحادث، وتشير مصادر أخرى بأن الحادثتين قاما بها شخصين.

وعن عدد الإصابات والقتلى، يجدر الإشارة إلى ألا يوجد حتى الآن عدد محدد للإصابات، لكن ذكرت مصادر مختلفة أن قد تم طعن امرأة وإصابة ما بين 17 إلى 19 شخص أخر، منهم تقريبًا 4 إصابات في حالة خطيرة، و9 في حالة متوسطة، وما يقرب من ثلاث إصابات خفيفة، وذلك وفقًا لما نقلته نجمة داود الحمراء (هيئة الإسعاف الإسرائيلة) عبر موقع أكس، وأيضًا كلًا من صحيفة يديعوت أحرونوت والقناة 13 العربية.

ردة فعل أجهزة الأمن الإسرائيلية حول عملية رعنانا

بعدما التزمت الصمت في بادئ الأمر، أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن عملية الدهس في رعنانا أمنية وإرهابية، لافتة إلى اعتقال مشتبه به من الخليل في الضفة، وأن الشرطة تنفذ انتشارًا أمنيًا واسعًا حيث تم إغلاق عدد من الطرقات. وفي نفس الوقت دعا رئيس بلدية رافي سار رعنانا أهالي المدينة إلى اصطحاب أولادهم من المدارس في إشارة إلى حالة استنفار واسعة. وطلب رئيس بلدية رعنانا من السكان عدم الخروج إلى الشوارع بعد حادثتي الدهس والطعن. وأفيد أيضًا أن رئيس البلدية أمر قوات الأمن بإغلاق البوابات الكهربائية أمام حركة المرور من شرق كفار سابا المجاور. كذلك كشفت صحيفة معاريف العبرية أن الشرطة لم تؤكد حتى الآن دوافع هجوم رعنانا قرب تل أبيب.

وقال المتحدث باسم الشرطة إيلي ليفي في البداية أنه لم يتم بعد تحديد ما إذا كان هذا هجومًا إرهابيًا، لكنه أشار إلى أن الشكوك حوله تزداد قوة بمرور الوقت. وأضاف أنه تم استدعاء قوات كبيرة من المنطقة الوسطى ووحدات خاصة لفهم حجم الحادث” وأشار ليفي إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان ذلك تهديدًا واحدًا أم عدة تهديدات، لكنه أشار إلى أنه من المحتمل أن يكون مهاجمًا واحدًا.

وأصدرت الصحيفة المحلية لرعنانا تحذيرًا أمنيًا، تضمن مطالبة جميع السكان نظرا للأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة، تجنب الخروج من المنزل قدر الإمكان في هذا الوقت. وحفاظاً على سلامة السكان، تم إلغاء كافة الفعاليات والأنشطة التي كان من المقرر إقامتها اليوم في المدينة. وتم توجيه أهالي الأطفال والطلبة في الإطار التربوي بعدم اصطحاب أبنائهم في الوقت الحالي، كما تم تجميد وسائل النقل المنظمة في هذه المرحلة.

القبض على أحد منفذ عملية رعنانا في شمال تل أبيب 

أعلنت بعض الصحف العبرية أنه تم القبض على المشبه في تنفيذه لعملية رعنانا اليوم، وهو من سكان بني نعيم في الخليل، والذي نفذ العملية برفقة أحد زملائه، اللذان يقيمان في إسرائيل بشكل غير قانوني، وقد قامت مروحيات الشرطة الإسرائيلية بمطارد أحد أقارب المشتبه به في تنفيذ هجوم رعنانا وأجرت عمليات تمشيط وتفتيش واسعة أجرتها في منطقة رعنانا بعد عملية الطعن والدهس.

وكشفت الشرطة الإسرائيلية عن تحقيقات أولية بخصوص العملية، وخلصت إلى أن شخصًا طعن امرأة واستولى على مركبتها ثم دهس آخرين، واخر قام بعمليات دهس بسيارة أخرى. وقد أعلنت أيضًا الشرطة الإسرائيلية عن اسم المنفذ هو احمد محمد علي زيادات من بلدة بني نعيم شرق محافظة الخليل وعمره 24 عاما، وهو ممنوع بقرار من جهاز الأمن العام “الشاباك” من الدخول إلى إسرائيل، ويبدو أنه تمكن من التسلل بشكل غير قانوني.

وحتى الآن لا توجد أخبار مؤكدة حول منفذي العملية في شمال تل أبيب، وهناك تضارب واضح في الصحف العبرية حول صحة القبض على أحد المشتبه بهم أم لا، ولم تتبنى أي حركة أو جهة فلسطينية الهجوم حتى الآن.

إصابات واعتقالات.. هجمات إسرائيلية في الضفة الغربية 

يتزامن الحادث السابق، مع تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات عدّة ومداهمات ليل أمس الأحد واليوم الإثنين في الضفة الغربية المحتلّة، أسفرت عن إصابات واعتقال 55 فلسطينيًا على الأقل بينهم سيدة وطفلان، وأسرى سابقون. واليوم أصيب 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، غالبيتهم إثر اقتحام مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بينهم طفلان.

وداهم جيش الاحتلال الحرم القديم لجامعة النجاح الوطنية في نابلس، حيث اعتقل عددًا من الطلبة، في اقتحام هو الأول من نوعه منذ حصارها عام 1992. وأقدمت قوات الاحتلال على احتجاز عناصر أمن الجامعة والاعتداء بالضرب على اثنين منهم، قبل أن تقدم على مداهمة المقر الذي كان فيه 25 طالبًا من مختلف التنظيمات والفصائل الفلسطينية. وبذلك، ترتفع حصيلة المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 5930، منذ 7 أكتوبر 2023. وبحسب بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الحكومية ونادي الأسير الفلسطيني غير الحكومي، فقد شنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء الأحد وحتّى صباح الإثنين، حملة اعتقالات واسعة طالت 55 مواطنًا على الأقل في الضفة. كما لفت البيان إلى اقتحام عدد من منازل الأسرى.

هل تكون عملية رعنانا ردًا على حملات الاعتقالات الواسعة في الضفة الغربية؟

تُشير المعطيات السابقة إلى أن هناك رابطًا قويًا بين الاعتقالات الأخيرة وعمليات الاحتجاز التي تقوم بها قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وبين تنفيذ الهجوم في شمال تل أبيب، وعلى الرغم من أن حملة الاعتقالات في الضفة لم تأخذ زخمًا كبيرًا مثل حادث رعنانا إلى أن أعداد المصابين والأسرى كبير، على الرغم من اعتقال 55 فلسطينيًا على الأقل بينهم سيدة وطفلان، واليوم أصيب 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيليـ إلا أنه لا يوجد تسليط إعلامي على تلك الحوادث على الرغم من أهميتها.

وبالعودة إلى تفاصيل الحادث الواقع في شمال تل أبيب، يبدو أنه لم يكن مخطط كما أشارت إليه الشرطة العبرية، حيث هجم أحد المشتبه بهم على أحد السيارات التي يرجح أنه حدث بشكل عشوائي، وقام بطعن المرأة السائقة، وسرقة السيارة ودهس عدد من الإسرائيليين، وبعد أن اصطدمت أنتقل إلى سيارة أخرى (وفقًا للرواية الأولى)، أو قيام أخر بسرقة سيارة أخرى في نفس التوقيت ودهس عدد من المارة (وفقًا لرواية الثانية). ويمكن تحليل ذلك بانها ربما عملية غير مخطط لها بشكل محكم، وقد تمت بشكل عشوائي، وان المشتبه بهم قاموا بتلك العمليات ردًا على الاعتقالات الواسعة اليوم وأمس في الضفة.

وحتى الآن لم تتفاعل أي جهات رسمية مع الحادث، لكن من الجدير بالذكر أن تلك العملية قد أثارت خوف الداخل الإسرائيلي، وهو المرتعب من تكرار أي عملية مشابهة لأحداث السابع من أكتوبر، وربما ستمثل تلك الحادثة ضغطًا إضافيًا على حكومة الحرب الإسرائيلية وأجهزة الأمن الداخلي، خاصة وأن الرأي العام الإسرائيلي في الوقت الحالي لم يعد يشعر بأي أمان، ويرى أن المتسبب الأول والأخير في ذلك هي حكومة الحرب.

وبالنسبة إلى الضفة الغربية، فمن المرجح أنه بعد عمليات الهجوم الواسعة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية عليها أن تنفجر الأوضاع، وجراء أيضًا استمرار إسرائيل في حربها في غزة، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في دعم المستوطنين المتطرفين في الهجوم على الفلسطينيين في القرى والبلدات الفلسطينية، خاصة بعد أن أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي المحتلة، والذي ذكر أن هناك أكثر من 198 عائلة فلسطينية بمن فيهم 586 طفلا اضطروا للنزوح من الضفة الغربية بسبب عنف المستوطنين وممارسات السلطات الإسرائيلية، مما يشير إلى ارتفاع احتمالية انفجار الأوضاع.

المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/80543/

 

 

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M