مقترح بايدن لتسوية الصراع في غزة: هل هو قابلٌ للنجاح؟

  • تعتقد إدارة الرئيس جو بايدن أن تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة، وخاصة القضاء على “حماس”، يعتمد على المسار السياسي والدبلوماسي بعد استنفاد العمليات العسكرية قدرتها على تحقيق أهدافها. ولذا، عرَض بايدن ما سمَّاه مقترحاً إسرائيلياً لوقف الحرب، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإعادة إعمار القطاع.
  • تباينت المواقف الإسرائيلية من المقترح الذي عرضه بايدن، بين مؤيد ومعارض، في حين لا يطرح نتنياهو موقفاً واضحاً من المقترح الأمريكي، ويبدو أن نتنياهو يتحيَّن الفرصة حتى يصل رد حركة حماس على المقترح، ليُبقي خياراته السياسية الداخلية مفتوحة.
  • يتعلق المضيّ قُدُماً بمقترح بايدن بموقف حركة حماس منه، فإذا وافَقَتْ على المقترح فإن ذلك سيدفع نتنياهو للمصادقة عليه والتباحث في تفاصيله مع “حماس” عبر الوسطاء. وهذا سيعني بالنسبة له خروج أحزاب اليمين المتطرف من الحكومة، وتمهيد الطريق لانتخابات جديدة بعد عدة شهور.
  • في حال عدم قبول “حماس” لمقترح بايدن، فإن ذلك سيعزز شرعية نتنياهو ويحافظ على حكومته، حتى بثمن خروج غانتس من الحكومة، إذ سيُسوِّق نتنياهو أن حركة حماس هي السبب في فشل الصفقة، ويُسوِّغ من ثمَّ توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.

 

عرَض الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية مايو الماضي ما سمَّاه مقترحاً إسرائيلياً لوقف الحرب في قطاع غزة، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وإعادة إعمار قطاع غزة. صدم بيان الرئيس الأمريكي أعضاء الحكومة من اليمين المتطرف، الذين هدّدوا بتفكيك الحكومة في حال وافق نتنياهو على المقترح الأمريكي. وفي المقابل، أعلن رئيس المعارضة يائير لبيد عن استعداده لمنح نتنياهو شبكة أمان سياسية في حالة صُودِقَ على المقترح، وخروج ممثلي اليمين المتطرف [من الحكومة]. وأعلنت حركة حماس عن تعاملها الإيجابي مع المقترح الذي عرضه بايدن، كما عبَّرت خمس دول عربية في بيان مشترك عن دعمها للمقترح، فضلاً عن الدول الأوروبية المركزية.

 

تحلل الورقة تداعيات المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار على المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي، ومواقف الأطراف الرئيسة منه، وفُرص نجاح هذا المقترح.

 

البيان الأمريكي للمقترح الإسرائيلي

ينطلق المقترح من ثلاث مراحل، تشمل الأولى وقفاً لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتم فيها تحرير المحتجزين الإسرائيليين من النساء، وكبار السن، وحالات إنسانية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع، وعودة السكان الفلسطينيين النازحين إلى الشمال، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية (600 شاحنة يومياً)، في هذه المرحلة سوف تبدأ المباحثات لوقف الحرب، وفي خلال المباحثات لا تُنفَّذ عمليات عسكرية. في المرحلة الثانية، يُطلَق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بما في ذلك الجنود، والرجال في سن الاحتياط، وتنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ويُحرَّر مئات الأسرى الفلسطينيين. وفي المرحلة الثالثة تبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وتُسلَّم رفات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

 

ويمكن الإشارة إلى مجموعة من العوامل التي دفعت الإدارة الأمريكية لتقديم “المقترح الإسرائيلي”، بتدخل مباشر من طرف الرئيس بايدن:

 

أولاً، استنفاد العمليات العسكرية في قطاع غزة. تعتقد الإدارة الأمريكية أن العمليات العسكرية في القطاع استنفدت قدرتها على تحقيق أهداف الحرب التي تشترك الولايات المتحدة مع إسرائيل في تحقيقها، وخاصة القضاء على حركة حماس وتحرير المحتجزين، فالعلميات العسكرية وصلت إلى طريق مسدود بعد ثمانية أشهر من الحرب، وخاصة بعد بدء العملية العسكرية في رفح، والتي لم تدفع بتحقيق أهداف الحرب كما وعد نتنياهو بذلك مراراً.

 

ثانياً، الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرارات سياسية صعبة فيما يتعلق بالحرب، وفي مقدمتها قبوله بالمقترح المطروح، وتصعيد الخلافات الداخلية في الحكومة بشأن المقترح، من أجل الدفع بخروج اليمين المتطرف من الحكومة، الأمر الذي يُسهِّل مشروع الاتفاق على تصور سياسي لمستقبل قطاع غزة.

 

ثالثاً، تهدف الإدارة الأمريكية الضغط على نتنياهو لبلورة خطة استراتيجية لليوم التالي للحرب، لاسيّما بعد دعوة الكونغرس الأمريكي لنتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس، فالإدارة الأمريكية تعتقد أن تحقيق أهداف الحرب، وخاصة القضاء على حركة حماس يعتمد على المسار السياسي والدبلوماسي بعد استنفاد العمليات العسكرية في تحقيق هذا الهدف. فالإدارة الأمريكية تطمح أن يزور نتنياهو واشنطن وفي جعبته تصورٌ استراتيجيٌّ للمرحلة المقبلة.

 

رابعاً، إنقاذ مسار التطبيع مع السعودية، وربما محاولة تحقيقه قبل الانتخابات الأمريكية، فاستمرار الحرب على غزة يُشكل العائق الأساسي أمام هذا المسار، ويحتاج بايدن إلى اتفاق تطبيع بين البلدين من أجل تقديمه كإنجاز دبلوماسي في الانتخابات الأمريكية.

 

خامساً، الوضع الدولي الضاغط، فالتطورات الدولية الأخيرة وضعت الإدارة الأمريكية في واقع دولي صعب فرض عليها تقديم مقترح لإنهاء الحرب، فالنقد الدولي الشديد على إسرائيل، وقرارات محكمة العدل الدولية، وقرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بطلب إصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو وغالانت، والاعترافات بالدولة الفلسطينية؛ كلها عوامل دعت الإدارة الأمريكية لاتخاذ خطوة حاسمة في هذا الشأن، وعلى الأقل محاولة تقليل الضغط الدولي على إسرائيل، وإلقاء الكرة بملعب حماس للموافقة على المقترح.

 

سادساً، الوضع الأمريكي الداخلي عشية الانتخابات، إذ يطمح بايدن إلى إنهاء الحرب قبل الانتخابات الأمريكية مع وجود تصور سياسي لليوم التالي يستجيب للمصالح الأمريكية، ويعتقد أن هذا الأمر سيُخفف الضغط الداخلي عليه ويُطفئ نار الاحتجاجات في الولايات المتحدة من جهة، ويساعده في حملته الانتخابية من جهة أخرى.

 

التطورات الدولية الأخيرة وضعت الإدارة الأمريكية في واقع صعب فرض عليها تقديم مقترح لإنهاء الحرب في غزة (AFP)

 

المواقف الإسرائيلية من المقترح

تباينت المواقف الإسرائيلية من المقترح الذي عرضه بايدن، حيث أعلن زعماء اليمين المتطرف في الحكومة، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرش، عن معارضتهم للمقترح، وهدّدا بالخروج من الحكومة في حالة صادقت عليه. أما حزب يهدوت هتوراة وحركة شاس، القائمتان المتدينتان من الحريديم، فقد أعلنتا عن تأييدهما للمقترح، وأنهما ستصوتان في الحكومة والمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) على المقترح. أما في حزب الليكود الحاكم، فقد تباينت مواقف الوزراء، بين مؤيد ومعارض، فيظهر أن وزير الخارجية يسرائيل كاتس ووزيرة المواصلات، ميري ريغف، يؤيدون الاتفاق وهم أيضاً أعضاء في الكابينيت. أما غانتس فقد دعم المقترح وطالب بالتقدم به، والذي عَدَّهُ مقترحاً بُلوِرَ في مجلس الحرب، وحصلت الموافقة عليه بالإجماع. كما يدعم الجيش المقترح، وهنالك من يشير أن الجيش أدى دوراً مركزياً في بلورته من طريق مسؤول الجيش عن ملف المحتجزين، الجنرال احتياط نيتسان ألون. أما رئيس المعارضة يائير لبيد، فعبّر عن تأييده للمقترح، واستعداده لمنح الحكومة غطاءً سياسياً إذا ترك بن غفير وسموطرش الحكومة.

 

أما موقف نتنياهو، فإنه أصدر تصريحات وبيانات متباينة حول المقترح. فعلى الرغم من عرضه بوصفهِ مقترحاً إسرائيلياً، أصدر مكتب رئيس الحكومة في اليوم التالي بياناً حول المقترح، ويُشير أن إسرائيل لن تُنهي الحرب إلا بعد تحقيق أهدافها، أي القضاء على حركة حماس، واستعادة جميع المحتجزين. ويبدو أن الثغرة التي تراها إسرائيل في المقترح هو الانتقال من مرحلة لأخرى، حيث أشار بيان مكتب رئيس الحكومة إلى أن المقترح الدقيق يشترط للانتقال من مرحلة لأخرى، تحقيق أهداف الحرب.

 

لا يطرح نتنياهو موقفاً واضحاً من المقترح الأمريكي، ففي جلسة الخارجية والأمن التي شارك فيها نتنياهو في 3 يونيو الجاري، أشار إلى أن إسرائيل لن توقف الحرب في قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها العسكرية المتمثلة في القضاء على حركة حماس، وأن الصفقة ستؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً من أجل إرجاع المحتجزين، وبعدها ستستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة. وذكر نتنياهو أن بايدن لم يعرض المقترح الكامل، وأهمها أنه في خلال المرحلة الأولى من التهدئة ستُسلِّم إسرائيل شروطها للمرحلة الثانية. وطبقاً لما ذكره نتنياهو، فإنه بعد 16 يوماً من بدء التهدئة، ستبدأ مباحثات لمدة 28 يوماً حول شروط إسرائيل لاستمرار الاتفاق للمراحل التالية.

 

لم يطرح نتنياهو تفاصيل المقترح على أعضاء الحكومة، وهدّد بن غفير أن قائمته لن تصوت على مشاريع القوانين في الكنيست، في حالة استمر نتنياهو بالتكتم على التفاصيل. ويبدو أن نتنياهو يرفض الكشف عن التفاصيل في المقترح حتى يصل رد حركة حماس عليه، ليبقي خياراته السياسية الداخلية مفتوحة.

 

على المستوى الشعبي، أشار الاستطلاع الذي أجرته القناة 11 الرسمية، في أعقاب بيان بايدن، إلى أن  40% من الإسرائيليين يُؤيدون مقترح الصفقة الذي عرضه بايدن، في حين يُعارضه 27%. ويُظهِر الاستطلاع أيضاً أن 40% من الإسرائيليين يعتقدون أن المقترح سوف ينهي الحرب في قطاع غزة، في حين يعتقد 34% من المُستَطلَعين أن إسرائيل سوف تستأنف العمليات العسكرية بعد الاتفاق. وفيما يأتي بعض التفاصيل الغائبة في المقترح، والتي تثير السجال في المشهد الإسرائيلي، وأهمها الآتي:

 

  1. وقف الحرب “المستدام”، فليس هنالك وضوح حول مسألة استمرار العمليات العسكرية ووقف الحرب.
  2. الشروط الإسرائيلية التنفيذية لتحقيق أهداف الحرب عبر المقترح، أي كيف سيتم القضاء على حركة حماس ضمن إطار المقترح. هنالك من يعتقد أن إسرائيل قد تقترح إجلاء قيادات حماس السياسية والعسكرية من قطاع غزة، الأمر الذي يحقق هدف الحرب، أو نزع سلاح حركة حماس، ولكن إمكانية قبول الحركة بذلك شبه ضئيل.
  3. عدد الأسرى الفلسطينيين الذي سيُفرَج عنهم في إطار المقترح، ومدى تأثير إسرائيل على تحديد هُويات المطلق سراحهم.
  4. الجهة التي من المفروض أن تتولى زمام الأمور السياسية والمدنية والأمنية في القطاع، بعد خروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وخاصة أن المرحلة الثالثة تركز على إعادة إعمار القطاع.

 

موقف “حماس” من المقترح

أبدت حركة حماس موقفاً إيجابياً من المقترح الذي عرضه بايدن، لكن لا يعني الموقف الإيجابي قبولاً بالمقترح، فحركة حماس مثابرة في تمسكها بوقف الحرب، وليس “العلميات العسكرية” فقط، في أي اتفاق للتهدئة والصفقة. وهنا يكمن الاختلاف الجوهري بين إسرائيل وحماس، فالأخيرة تريد تعهداً بوقف الحرب وضمانات من الأطراف بذلك، قبل بدء المباحثات على المقترح، في حين أن إسرائيل لا تريد التعهد بوقف الحرب قبل الاتفاق، وتترك ذلك للمباحثات ومدى نجاحها بين الأطراف، وتحقيق أهداف الحرب. بناء على ذلك، رفضت حركة حماس المقترح الإسرائيلي بالصيغة التي وصلت لها، والذي عَدَّتهُ مختلفاً عن المقترح الذي عرضه بايدن، وأعلنت حماس أن المقترح لا يشمل تعهداً بوقف الحرب. وأصبح واضحاً أن حركة حماس تضع شروطاً أهمها: وقف الحرب نهائياً بضمانات دولية، وخاصة من الوسطاء والولايات المتحدة الأمريكية؛ وبقاء حركة حماس ضمن أي تصور سياسي لقطاع غزة بعد الحرب؛ ورفض خروج قادتها من قطاع غزة؛ ورفض نزع سلاحها في القطاع.

 

وبهذا، فإن موقف حماس يُمثل العائق المركزي أمام نجاح المقترح الأمريكي، لذلك تسعى الولايات المتحدة للضغط على الحركة من أجل قبول المقترح ودخول مباحثات في خلال المرحلة الأولى على شروط وقف إطلاق النار، وليس التعهد المُسبق بذلك. علاوةً على ذلك، فإن حركة حماس ترفض دخول أي جهة سياسية للحكم في القطاع دون موافقتها، ولا حتى لإدارة الشؤون المدنية، وهو أمر سيُفشِل المفاوضات حتى لو قبلت حماس المقترح على أساس التفاوض على وقف إطلاق النار لاحقاً.

 

يواجه نتنياهو معضلة في التعامل مع مقترح بايدن، إذ إن خياراته كلها متعلقة بموافقة “حماس” على المقترح (AFP)

 

خيارات نتنياهو في التعامل مع معضلة المقترح الجديد

يواجه نتنياهو معضلة في التعامل مع مقترح بايدن، وأمامه ثلاث خيارات كلها صعبة بالنسبة له. مع التأكيد أن هذه الخيارات متعلقة كلها بموافقة حركة حماس على المقترح الذي عرضه بايدن.

 

الخيار الأول، قبول المقترح الذي عرضه الرئيس الأمريكي، وهذا سيكون ثمنه السياسي خروج قوائم اليمين المتطرف من الحكومة. وسيحظى نتنياهو بغطاء سياسي برلماني من قوائم في المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها حزب لبيد، وبعد خروج غانتس من الحكومة ستتقلص حكومة نتنياهو إلى 50 عضواً، ويكمن التهديد لنتنياهو في هذا السيناريو، في النقاط الآتية:

 

  1. انتهاء الغطاء السياسي الخارجي مع انتهاء مراحل الصفقة، والمطالبة بانتخابات جديدة.
  2. خروج حزب المعسكر الرسمي برئاسة غانتس من الحكومة بعد تنفيذ بنود الصفقة أو حتى قبلها، حيث يؤيد غانتس إجراء انتخابات مبكرة للكنيست بأسرع وقت.
  3. خسارة نتنياهو لقواعد اليمين الإسرائيلي المعارضة للصفقة، والتي قد تعاقبه في حالة إجراء انتخابات مبكرة، خصوصاً بعد صعود شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة.
  4. عدم تحقيقه وعوده المتمثلة في القضاء على حركة حماس عسكرياً وسياسياً، فليس هناك وضوح حول تحقيق هذا الهدف من طريق المقترح المطروح.

 

الخيار الثاني، رفض المقترح الأمريكي على الرغم من أنه قُدِّم باعتباره مقترحاً إسرائيلياً، وذلك للحفاظ على حكومته اليمينية الأصلية (64 مقعداً). مما استدعى غانتس لتنفيذ وعده بالخروج من الحكومة، وبعد خروجه سيتحوَّل الاحتجاج إلى “ثورة” اجتماعية كبيرة في إسرائيل، لاسيّما أن الرفض الإسرائيلي سيؤكد أن ما يحدد مواقف نتنياهو هو بقاؤه السياسي واستقرار حكومته فقط، وهو ما أشار إليه بايدن لأول مرة بطريقة صريحة.

 

الخيار الثالث، حلّ الكنيست والذهاب إلى انتخابات مُبكرة، وبقاء نتنياهو رئيساً لحكومة انتقالية لمدة 3 أشهر. فقد يبادر نتنياهو إلى خيار حلّ الكنيست بإرادته، والإعلان عن موعد لانتخابات الكنيست، لاسيّما أن شعبية نتنياهو تحسَّنت في الفترة الأخيرة. ويحمل هذا الخيار مصالح متعددة لنتنياهو، تتمثل في الآتي:

 

  1. تحرير نتنياهو من تشريع قانون التجنيد للمتدينين، فلن تفرض المحكمة العليا على حكومة انتقالية تشريع قانون بهذه الأهمية، وهو ما يعطي الحكومة مسوغاً لتأجيل تشريعه بعد تشكيل الحكومة المقبلة.
  2. تحريرهُ من الموافقة على الصفقة أو رفضها، وسحب البساط من تحت اليمين والمعارضة. وبوسعه استمرار الحرب بإيقاع منخفض في ظل الحكومة الانتقالية على أمل الحصول على شرعية سياسية جديدة.
  3. صدّ الضغط عليه لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، فحكومة انتقالية لن تُعين لجنة كهذه، كما أن حلّ الكنيست يوحي بأن نتنياهو يعترف بأن الحكومة الحالية لا تستطيع إدارة الحرب، وأن هنالك حاجة مُلحة لحكومة جديدة مع شرعية انتخابية متجددة لإدارة الحرب، واتخاذ القرار بشأن لجنة التحقيق الرسمية.

 

استنتاجات

يتعلق المضيّ قدماً بالمقترح الإسرائيلي الذي عرضه بايدن بموقف حركة حماس منه، فإذا وافَقَتْ على المقترح فإن ذلك سيدفع نتنياهو للمصادقة عليه والتباحث في تفاصيله مع “حماس” عبر الوسطاء. هذا سيعني بالنسبة له خروج أحزاب اليمين المتطرف من الحكومة، والذي من شأنه أن يُمهِّد الطريق لانتخابات جديدة بعد عدة شهور.

 

وتتوقع الورقة فشل المقترح الإسرائيلي، والذي ظهر مختلفاً عن البيان الذي قدَّمه بايدن كما تشير تصريحات نتنياهو من جهة، وتصريحات حركة حماس من جهة ثانية. لذلك، فإن حركة حماس لم تقبل بالمقترح دون التعهد بوقف شامل ونهائي للحرب، وهذا يعني فشل المقترح والصفقة مُجدداً.

 

وفي حال عدم قبول حماس للمقترح، فإن ذلك سيعزز شرعية نتنياهو ويحافظ على حكومته، حتى بثمن خروج غانتس من الحكومة، إذ سيُسوِّق نتنياهو أن حركة حماس هي السبب في فشل الصفقة، ويُسوِّغ من ثمَّ توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وخاصة أنه سمح للجيش بزيادة قوة الاحتياط التي يستطيع استدعاءها من 300 ألف إلى 350 ألفاً.

 

المصدر : https://epc.ae/ar/details/scenario/muqtarah-biden-litaswiat-alsirae-fi-gaza-hal-hu-qabl-lilnajah

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M