عودة «الشريك الطبيعي»: دلالات توسُّع الدور البرازيلي في أفريقيا وآفاقه

  • تكشف التفاعلات المتسارعة منذ عودة الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا للحكم مطلع عام 2023، عن تبلور رؤية برازيلية تضع في أولوياتها تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية كمدخل لتعظيم العوائد الاقتصادية، وتأكيد وضع البرازيل القيادي في إطار الجنوب العالمي Global South.
  • قوبلت عودة زخم الدور البرازيلي في أفريقيا بترحيب كبير من جانب عدد من الدول الأفريقية، التي ترى في التعاون بين دول الجنوب العالمي فرصة للتحرر النسبي من ضغوط التنافس الدولي المتنامي على القارة السمراء.
  • من المهم إدراك ما تواجهه السياسة البرازيلية من تحديات في أفريقيا تتعلق بمحدودية القدرة على تحمُّل تكاليف الانخراط الموسع في المجال التنموي، إضافة للتحديات الناتجة عن تقلُّبات السياسة الداخلية البرازيلية، وتداعياتها على استمرارية سياسة الانفتاح على القارة الأفريقية.

 

شهدت الولايتان الرئاسيتان الأولى والثانية للرئيس البرازيلي لولا داسيلفا طفرة في علاقة البرازيل بالدول الأفريقية، حيث قام الرئيس لولا بـ28 زيارة للدول الأفريقية بين عاميّ 2003 و 2010، كما تم التوسّع في المنح التنموية البرازيلية لأفريقيا توسعاً غير مسبوق، واستحدثت أُطر جديدة للعلاقات؛ مثل “حوار البرازيل-أفريقيا بشأن الزراعة والأمن الغذائي” الذي عُقد في برازيليا عام 2010.

 

ومع عودة لولا داسيلفا للرئاسة مطلع عام 2023 بدأت البرازيل في استعادة زخم علاقتها بالدول الأفريقية، حيث صاغ الرئيس لولا رؤيته الجديدة بشأن أفريقيا على نحو ما أعلنه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023، والذي أكد فيه أن “البرازيل ترى في “عودتها” لأفريقيا مساهمة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى من قبيل جائحة كورونا والتغيّر المناخي وأزمة الطاقة، والتي تضررت منها أفريقيا، بوصف ذلك أحد أعراض غياب المساواة في المجتمع الدولي”. وتتأسس هذه الرؤية على رؤية داسيلفا للبرازيل باعتبارها “شريكاً طبيعياً Natural Partner” لأفريقيا بحكم الروابط الوثيقة بينهما.

 

ويُعوِّل الرئيس داسيلفا على سياسته النشطة تجاه أفريقيا على وضع البرازيل في مكانة رائدة في قيادة “الجنوب العالمي”، بما يتجاوز مجرد كونها لاعباً رئيساً في تفاعلات أمريكا اللاتينية، من طريق توظيف مجموعة من الأدوات المتنوعة التي تقع تحت فئة “دبلوماسية التضامن”.

 

السياق ودلالات التوقيت

تُشكِّل سياسة داسيلفا في العودة للانفتاح على أفريقيا جزءاً من سياسة خارجية تنبع من التنافس المحتدم بين التيارات اليسارية وبين التيارات اليمينية في أمريكا اللاتينية، وهو التنافس الذي دخل في موجة تصاعد جديدة في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بظهور الموجة المحافظة Ola Conservadora التي أدت لوصول عدد من الرؤساء من ذوي التوجهات المحافظة المتشددة في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وكوستاريكا وأوروجواي وباراجواي وبيرو. وقد دفعت هذه الموجة العديد من دول أمريكا الجنوبية لمسايرة السياسات الأمريكية في ولاية الرئيس ترامب في إطار تركيز العلاقات الخارجية على نصف الكرة الغربي، والابتعاد عن التموضع في دائرة الجنوب العالمي الأكثر اتساعاً.

 

وفور عودة داسيلفا للحكم عام 2023 سعى لاستعادة نشاط بلاده في دائرة دول الجنوب العالمي، عبر سلسلة من الإجراءات كان من بينها الانخراط القوي في محاولات تعزيز بنية وأدوار تجمع بريكس الذي يجمع البرازيل بكل من الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، مع توسيع التجمع لضم دول جديدة، والعمل على إقرار مستويات متقدمة من التنسيق بين دول التجمع في مختلف المجالات، بما في ذلك النشاط في القارة الأفريقية وفق إعلان جوهانسبرغ الذي خرج عن قمة التجمع التي استضافتها جنوب أفريقيا عام 2023.

 

ويحمل التقارب المتنامي بين البرازيل وأفريقيا منذ عودة داسيلفا للرئاسة دلالات عدة من حيث التوقيت، تتمثل في الآتي:

 

  • يأتي التقارب المتسارع بعد أقل من عام على قمة جوهانسبرغ لتجمع “بريكس” التي شهدت توسيع عضوية التجمع بضم دولتين أفريقيتين هما مصر وإثيوبيا، إلى جانب الإمارات والسعودية وإيران والأرجنتين، وهو الإجراء الذي حظي بدعم برازيلي.

 

  • تحمل العلاقة الإيجابية مع أفريقيا أهمية خاصة في خلال العام الجاري 2024، لأنه عام رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين G20، والذي تبنَّت فيه البرازيل جدول أعمال يقوم على مكافحة الجوع، والإصلاح المؤسسي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للحد من أعباء الديون على الدول الفقيرة.

 

  • دخول هذه التفاعلات في إطار التحضيرات المبكرة لاستضافة مدينة بيليم Belém البرازيلية لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP30 عام 2025، والذي تعوِّل البرازيل على نجاحه في تعزيز مكانتها العالمية بوصفها لاعباً رئيساً في قضايا مكافحة التغير المناخي.

 

التقارب المتسارع في العلاقات البرازيلية-الأفريقية جاء بعد أقل من عام على قمة جوهانسبرغ لتجمع “بريكس” (AFP)

 

التفاعلات السياسية والتعاون العسكري

على الرغم من انقطاع الزيارات الرئاسية البرازيلية في خلال سنوات رئاسة الرئيس جايير بولوسنارو (2019-2022)، إلا أن عودة الرئيس لولا داسيلفا للرئاسة عام 2023 أعادت الزخم للزيارات الرئاسية البرازيلية لأفريقيا، حين قام في فبراير 2024 بجولة أفريقية شملت مصر وإثيوبيا، وتضمنت مشاركة الرئيس البرازيلي في أعمال قمة الاتحاد الأفريقي، التي شهدت عقد مباحثات ثنائية مع رؤساء نيجيريا وليبيا وكينيا وجنوب أفريقيا والكونغو.

 

وعلى مستوى الأطر والهياكل المتعددة الأطراف، ساهمت البرازيل في إطلاق منطقة السلام والتعاون في جنوب الأطلنطي (ZOPACAS)، التي تأسست عام 1986 بعضوية 24 دولة من أمريكا الجنوبية، وعضوية عدد من الدول الأفريقية أبرزها أنجولا وناميبيا وجنوب أفريقيا. وقد ساهمت جهود البرازيل في بناء منطقة آمنة في جنوب الأطلنطي في بلورة الوثيقة الاستراتيجية للأمازون الزرقاء Amazonia Azulبوصفها منطقة للسلام والتعاون، والتي تضم 4,4 مليون كيلومتر مربع من المياه الإقليمية للبرازيل، و3,6 مليون كيلومتر مربع من المنطقة البحرية الخالصة، بالإضافة لمليون كيلومتر مربع في الجرف القاري غير الخاضع لسيادة أي دولة.

 

كما طورت البرازيل التعاون في جنوب الأطلنطي على المستوى العسكري، عبر إطلاق مناورات بحرية مشتركة بين القوات البرازيلية والأفريقية، تحمل اسم GUINEX، تُعقَد سنوياً في خليج غينيا، والتي شملت نسختها الأخيرة في يونيو 2024 غانا وبنين ونيجيريا وساحل العاج وغينيا بيساو والسنغال والرأس الأخضر.

 

التبادل التجاري والشراكة الاقتصادية والتنموية

على الرغم من تذبذب التبادل التجاري بين الجانبين، إلا أن أفريقيا تحولت في عام 2022 إلى الشريك التجاري الرابع للبرازيل عالمياً، بتبادل بلغت قيمته 20 مليار دولار، وإن كان نصيب أفريقيا من الصادرات البرازيلية قد انخفض من نحو 6% عام 2009 إلى نحو 4% في عام 2022، وهو الوضع الذي تسعى البرازيل لتحسينه. ففي عام 2022 بلغ حجم واردات البرازيل من أفريقيا نحو 8,2 مليار دولار من أصل 270 مليار دولار، تشكل الحجم الإجمالي لواردات البرازيل من دول العالم. وقد جاءت نيجيريا والمغرب في مقدمة القائمة بواردات بلغت قيمتها نحو ملياري دولار لكل منهما، تلتهما الجزائر وأنجولا ومصر بنحو مليار دولار لكل منها. وقد شكلت الواردات البترولية والأسمدة القسم الأكبر من واردات البرازيل من أفريقيا.

 

من جهة أخرى، بلغ حجم صادرات البرازيل إلى أفريقيا 13,3 مليار دولار من أصل 340 مليار دولار تشكل الحجم الإجمالي لصادرات البرازيل عالمياً. وقد جاءت مصر في المرتبة الأولى بصادرات بلغت نحو 3 مليارات دولار، ثم الجزائر وجنوب أفريقيا بقيمة ملياري دولار لكل منهما، ثم المغرب بقيمة مليار دولار. وتشكل الحاصلات الزراعية مثل الذرة والسكر والقمح، صادرات البرازيل الأساسية لدول شمال أفريقيا، بينما تعد المواد البترولية المكررة الصادرات الأساسية للبرازيل إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء.

 

الانفتاح البرازيلي على أفريقيا لا يشكل أداة لتعزيز العلاقات البينية فحسب، وإنما يعد عنصراً أساسياً في بناء الصورة العالمية للبرازيل باعتبارها دولة رائدة في الجنوب العالمي.

 

تنموياً، تسعى البرازيل للتوسع في مشروعاتها الزراعية في أفريقيا، بالاستفادة من نموذج مشروع بروسافانا للتنمية الزراعية المنفذ في موزمبيق بغرض التوسّع في زراعة عدد من المحصولات الزراعية المدارية، على رأسها الصويا في مزارع كبيرة عالية الإنتاجية، مع تحويل المنطقة المستهدفة إلى مركز لجذب الاستثمارات الزراعية تتجاوز الملياري دولار. كما يعد المشروع نموذجاً للتكامل الثلاثي بين البرازيل واليابان والدول الأفريقية، في ظل الدور الياباني في مجالي الدعم التقني والمالي. ويعد مشروع بروسافانا جزءاً من ممر ناكالا للتنمية الذي يربط بين ميناء ناكالا الموزمبيقي على المحيط الهندي ومناجم الفحم في مواتيزيMoatize  غرب البلاد بخط للسكك الحديدية تمتلكه شركة فالي Vale البرازيلية، وهو الممر الذي يعبر إقليم دولتيّ موزمبيق ومالاوي.

 

وتركز البرازيل أيضاً على مشروعات الطاقة في أفريقيا، سواء تلك المتعلقة بالطاقة الكهرومائية عبر تمويل وتنفيذ مشروعات السدود في تنزانيا، أو مشروعات توليد الوقود الحيوي في مالاوي وموزمبيق، فضلاً عن التعاون في مجال الوقود الحفري مع كل من السودان وأنجولا.

 

وتستخدم البرازيل مؤسساتها الاقتصادية في تعزيز حضورها في أفريقيا. فعلى سبيل المثال، يؤدي البنك الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (BNDES) دوراً مهماً في الإقليم عبر شراكته مع بنك التنمية في الجنوب الأفريقي (DBSA)، باعتبار الأخير الذراع المصرفي للجماعة الاقتصادية لتنمية الجنوب الأفريقي (سادك). وقد فتحت الشراكة بين الجانبين الباب لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون على رأسها التمويل المناخي للمشروعات منخفضة الانبعاثات الكربونية.

 

آفاق الدور البرازيلي في أفريقيا

يمكن قراءة مستقبل الدور البرازيلي في أفريقيا في ضوء توجهات الرئيس لولا داسيلفا وفق عدد من المؤشرات، أهمها الآتي:

 

  • هناك اتجاه عام متصاعد للعلاقات البرازيلية بأفريقيا منذ عودة داسيلفا للرئاسة مطلع عام 2023. ومن المنتظر أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل المنظور، نظراً لأن الانفتاح على أفريقيا لا يشكل أداة لتعزيز العلاقات البينية فحسب، وإنما يعد عنصراً أساسياً في بناء الصورة العالمية للبرازيل باعتبارها دولة رائدة في الجنوب العالمي. ومع الزخم الكبير الذي حققته سياسات داسيلفا في عام ونصف قضاها من ولايته الجديدة، يُتوقَّع أن تمتد سياسة الانفتاح على أفريقيا في حال استمراره في ولاية رابعة، أو في حال خلافته من أحد مرشحي اليسار البرازيلي.

 

  • تجلى العديد من المؤشرات الدالة على رغبة برازيلية في بناء شراكات عميقة وموسعة في أفريقيا، وهو ما يحمل أفقاً واعداً للاستمرار والتنامي في المستقبل القريب عبر مسارين متوازيين، أولهما: الانفتاح على الأقطاب القارية الرئيسة مثل مصر وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، بما لهذه الدول من ثقل قاري كبير، خاصة في القضايا التي تشكل شواغل أفريقية عامة مثل تسوية الصراعات، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز العمل المناخي. ويتعلق المسار الثاني بتكثيف التفاعلات مع دول غرب القارة الأفريقية للاستفادة من رابطة الجوار الجغرافي، عبر إبراز أهمية دائرة “جنوب الأطلنطي”، وهو ما يمكن الاستفادة فيه من الأدوات الثقافية تأسيساً على رابط اللغة البرتغالية التي تجمع البرازيل بأنجولا وغينيا بيساو والرأس الأخضر وساوتومي وبرنسيب.

 

  • سوف تحرص السياسة الخارجية البرازيلية على دفع القضايا الأفريقية نحو موقع متقدم على جدول أعمال العديد من الترتيبات ذات الطابع العالمي، وأولها مجموعة العشرين التي ترأسها البرازيل دورياً في خلال العام الجاري. وتستفيد البرازيل، في هذا السياق، من تجربتها في التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر، باعتبارها واحدة من التجارب الناجحة للدول النامية، والتي أهلتها في عام 2024 لتصبح ثامن أكبر اقتصاد عالمياً بناتج محلي يقدر بنحو 2,3 تريليون دولار، وهو ما جعلها تسبق دولاً مثل إيطاليا وكندا وروسيا.

 

  • من المنتظر أن تتجه البرازيل لتنويع مجالات الشراكة مع الدول الأفريقية في ظل العوائد الكبيرة المترتبة على هذا التوجه، في ظل الفرص الكبيرة الذي تقدمها أفريقيا للبرازيل. فإلى جانب الشراكات التنموية التي تعد قاطرة التعاون البرازيلي الأفريقي، ينتظر أن يعود الزخم للتعاون الأمني والعسكري الذي شهد تطورات مهمة تمثلت في توقيع اتفاقيات للتعاون الدفاعي في ولايتي داسيلفا الأولى والثانية، وهو ما شمل جنوب أفريقيا وغينيا بيساو وموزمبيق والسنغال وأنجولا وغينيا الاستوائية. فضلاً عن عقد مناورات بحرية مشتركة مع دول غرب القارة المطلة على الأطلنطي مثل بنين والرأس الخضر ونيجيريا وأنجولا وموريتانيا وناميبيا والسنغال.

 

الانفتاح الإيجابي على البرازيل يشكل فرصة للدول الأفريقية لتتخفف نسبياً من ضغوط تنافس القوى العظمى في القارة (AFP)

 

حدود استجابة القارة للدور البرازيلي في ظل التنافس العالمي المتنامي

يمكن استشراف ملامح الاستجابة الأفريقية لعودة الدور البرازيلي للتنامي في القارة الأفريقية، وفق عدد من المؤشرات، التي تتضمن الآتي:

 

  • استجاب العديدُ من الدول الأفريقية لتجدد النشاط البرازيلي في القارة بالفعل بصورة إيجابية، وهو ما يحمل فرصاً واعدة للاستمرار في المستقبل القريب، خاصة في ظل الرصيد الإيجابي الذي راكمته سياسات الرئيس داسيلفا في ولايتيه الأولى والثانية بالانفتاح على القارة الأفريقية.

 

  • يشكل الانفتاح الإيجابي على البرازيل فرصة للدول الأفريقية في التخفف النسبي من تكلفة الاعتماد على القوى الدولية الكبرى كالولايات المتحدة والصين وروسيا، خاصة في ظل تنامي التنافس بينها على المصالح المختلفة في القارة الأفريقية.

 

  • من غير المتوقع إحراز تقدم نوعي في حجم التعاون البرازيلي الأفريقي ونوعه على المدى القصير، نتيجة المحدودية النسبية للقدرات البرازيلية التي يمكن توجيهها لدعم التحركات على الساحة الأفريقية، مع إمكانية أن تؤسس عودة البرازيل للنشاط في أفريقيا لتعاون استراتيجي وثيق ومستدام.

 

  • على الرغم من غياب منطق المشروطيات السياسية عن أداء البرازيل في أفريقيا، إلا أنه يظل من المهم الاعتراف بوجود هواجس أفريقية من المرجعية اليسارية التي تنطلق منها تحركات داسيلفا في القارة الأفريقية، والتي يمكن أن تراها بعض الحكومات الأفريقية مصدراً للخطر في ظل إمكانية انتقالها بأثر العدوى للدول الأفريقية، ما قد يُشكِّل ضغوطاً سياسية إضافية.

 

المصدر : https://epc.ae/ar/details/featured/awdat-alsharik-altabiei-dalalat-twssue-aldawr-albarazili-fi-afriqya-wafaquh

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M