بتاريخ 25 أغسطس 2024، وجه سلاح الجو الإسرائيلي ضربة وصفتها المصادر الرسمية الإسرائيلية بالاستباقية، وقد تمت بـ100 طائرة مقاتلة لمهاجمة 40 موقعًا لتدمير مئات منصات الصواريخ التي كانت تستعد لمهاجمة إسرائيل. والهدف كان محددًا وهو إجهاض هجمة بآلاف الصواريخ من خلال هجمة دقيقة بناءً على مجهود استخباراتي إسرائيلي-أمريكي مشترك.
وعلى الرغم من ذلك، لم تردع هذه الضربة حزب الله من تنفيذ هجومه بـ320 صاروخًا و20 مسيرة بعد نصف ساعة فقط من الهجمة الإسرائيلية حسب الإعلان الرسمي. ومن ثم جاءت التصريحات الرسمية من الأمين العام لحزب الله عن أن ما تم استخدامه هو فقط صواريخ غير دقيقة ذات أثر تدميري محدود، ولم يستخدم صواريخ دقيقة، مما يطرح تساؤلًا هامًا عن ما هي قدرات حزب الله العسكرية الذي استطاع على مدار عقود من تأسيس ترسانة عسكرية مبنية على دراسة مكثفة للمنظومات التسليحية للجيش الإسرائيلي في الجو والبر والبحر، تتضمن منظومات قادرة على تنفيذ ضرر كبير في العمق الإسرائيلي. ومن الممكن تناول قدرات حزب الله في عدة نقاط:
1-الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في التعامل مع حزب الله
2-شبكة الأنفاق ومدن الصواريخ والمنصات الصاروخية تحت سطح الأرض.
3- الترسانة العسكرية لحزب الله.
4-شبكة الدعم اللوجستي وقواعد الاشتباك .
1-الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية ٢٠٠٦ – 2024
الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تعتمد بشكل رئيسي على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي لتحديد المخاطر وتمهيد مسرح العمليات قبل وصول القوات البرية لمحاولة تقليل الخسائر البشرية. وفي العديد من الدراسات التحليلية بعد العمليات العسكرية عام 2006 والتوغل الإسرائيلي، تم بمصاحبة هجمات جوية مكثفة وذات تأثير تدميري شديد تم بواسطة قنابل ثقيلة بأوزان مختلفة: الفي و4 الاف رطل التي تحملها الطائرات المقاتلة لمهاجمة غرف القيادة والسيطرة ومواقع تخزين الأسلحة، ولكن الأهم كان لمهاجمة المنصات الصاروخية وبالأخص المنصات ذات التأثير التدميري الكبير. ولكن على مستوى العمليات البرية، لم يتأثر حزب الله بالضربات الجوية بشكل كبير بسبب الاعتماد على الاشتباك آنذاك بواسطة تشكيلات قتالية صغيرة الحجم متفرقة تتحرك برشاقة مع قدرة عالية على المناورة باستخدام التضاريس الجبلية ليس فقط للاقتراب من القوات الإسرائيلية وعمل الكمائن الدفاعية أو حتى مهاجمتها بشكل مباشر، ولكن الأخطر كان بالقيام بغارات على الداخل الإسرائيلي حتى لو كانت عمليات محدودة.
يتدرب الجيش الإسرائيلي بشكل منتظم على القيام بالعمليات البرية الدفاعية ضد قوات نظامية معادية مزودة بالمدرعات والطائرات، وغالبًا ما تتم في صحراء النقب. بجانب التدرب على الحروب غير النظامية في ميدان مخصص يعرف باسم “غزة الصغيرة” في مستوطنة “تساليم”، ولكن دائمًا يواجه الجيش الإسرائيلي الكثير من العقبات في تنفيذ ما يعرف بـ”معركة الأسلحة المشتركة”، وهو مفهوم يطلق على إمكانية دمج الوحدات القتالية المختلفة في البر والبحر والجو مع الوحدات الاستطلاعية والاستخباراتية في سيناريو هجومي مشترك. وهو ما ظهر جليًا في حرب لبنان-2006، حيث، على رغم التنسيق بين المروحيات القتالية والوحدات البرية المتقدمة، لم يحصل الجنود على الدعم المعلوماتي والاستخباراتي الكافي بشكل سريع لتحييد مزيد من المخاطر والاكتفاء فقط بالهجمات الجوية ضد الأهداف المعروفة مسبقًا وليست التهديدات التي تطرأ حديثًا. ولذلك في عام 2020 حاول الإسرائيليون تحسين الأداء القتالي الهجومي من خلال ابتكار برنامج إلكتروني خاص بالقيادة والسيطرة معزز بالذكاء الاصطناعي يعرف باسم “النصر الحاسم”، حيث يتم تغذيته بالمعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية ويعمل البرنامج على تقديم الحلول العملياتية للوحدات القتالية. وقد استخدمته القوات الخاصة النخبوية من وحدة 888 “الأشباح” في محاولة لصد “حماس” يوم السابع من أكتوبر، غير أن قائد هذه الوحدة قتل أثناء الاشتباكات نتيجة لمحاصرتهم.
المشكلة الثانية للقوات البرية الإسرائيلية كانت تتمثل في ضعف مستوى الفرد المقاتل، وقد ظهر ذلك في العديد من الدراسات الداخلية التي خلصت إلى استنتاج هام يتمثل في أن جودة التدريب ومستوى الأفراد تناقص بشكل كبير في الأجيال الجديدة منذ حرب لبنان الأولى عام 1982، بالمقارنة مع الأجيال الأولى، وبالأخص أفراد المليشيات اليهودية عام 1948، والذين امتلكوا خبرات قتالية كبيرة من الحرب العالمية الثانية وكانوا نواة تكوين الجيش الإسرائيلي في 67 و 73 وحتى 82. وعلى النقيض، فإن الأجيال الجديدة من الجنود والضباط لم يكونوا على المستوى المرغوب أثناء العمليات القتالية، وقد ظهر ذلك بشكل واضح أيضًا أثناء أحداث السابع من أكتوبر 2023، فعند انهيار أنظمة القيادة الإلكترونية، كان من الصعب على قادة العمليات الارتجال للتعامل مع المستجدات، مما يدل على محدودية القدرة على ابتكار الحلول التكتيكية. بجانب ذلك، كان هناك عدم ثقة القيادة بهم حتى في تخطيط العمليات المستقبلية، مما جعلهم يستعينون باللواء “موشي تامير/شيكو” المتقاعد منذ عام 2010 ليقوم بوضع خطة اجتياح غزة وأيضًا العمليات المستقبلية على الجبهة الشمالية في الجنوب اللبناني.
2–شبكة الأنفاق ومدن الصواريخ والمنصات الصاروخية تحت سطح الأرض
أحد الدروس المستفادة لحزب الله من حرب لبنان-2006 كانت هي ضرورة تفادي الضربات الجوية الدقيقة وبالأخص ضد المدفعية الصاروخية ثقيلة العيار وبعيدة المدى ومفارز الجنود والقوات الخاصة التي تحاول التسلل لتطويق القوات الإسرائيلية أو حتى الانسحاب. ووجد حزب الله أن أفضل الطرق كان امتلاك شبكة أنفاق ممتدة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية بطول 25 كم وقد تم بناؤها بمساعدة مستشارين كوريين شماليين من خلال شركة “الشركة الكورية للتعدين وتطوير التعاون التجاري-KOMID” وبدعم إيراني واستغلال للخبرة الكورية في هذا المجال منذ عام 1950. والاعتماد على الأنفاق يمنح ميزة قوية للقوات بالمناورة في مسرح العمليات بجانب الاحتفاظ بالمؤن والذخيرة بعيدًا عن ضربات الطيران المعادية.
نموذج حزب الله هو مماثل للنموذج الكوري الشمالي: حيث تم إنشاء مئات الأنفاق التي تستطيع احتواء آلاف المقاتلين مع تجهيزاتهم القتالية. حيث وصل عدد مقاتلي حزب الله إلى 65 ألف مقاتل، وتدعم الأنفاق سهولة التحرك بشكل سريع تحت سطح الأرض. ويعتمد حزب الله على نوعين من الأنفاق: الأنفاق الهجومية وأنفاق البنية التحتية. تفاجأ الإسرائيليون في عملية “درع الشمال-2018” بوجود 6 أنفاق هجومية على الأقل محفورة في المناطق الجبلية في الجليل، وهي بيئة صخرية قاسية استبعد المخططون الإسرائيليون إمكانية الحفر بها، ولكن بمساعدة الكوريين الشماليين تمت عملية الحفر والإنشاء. والسبب يرجع لقدرة الكوريين في الحفر في بيئة صخرية أكثر قسوة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية. أما بالنسبة لأنفاق البنية التحتية، فقد تم إنشاؤها بعيدًا عن الحدود الجنوبية لتمتد من داخل وبالقرب من القرى المحلية في الجنوب على شكل خطوط دفاعية تتكون من مرحلتين. ويعتقد العديد من الخبراء أن شبكة الأنفاق هي أكبر من شبكة حماس للأنفاق.
نشر حزب الله مؤخرًا مشاهد دعائية من داخل الأنفاق التي كانت كبيرة بما يكفي لتتحرك داخلها عربات النقل الثقيل بسرعة، بجانب عربات نقل الجنود والدراجات النارية، ولكن الأهم كان هو إمكانية فتح جزء من سقف الأنفاق بشكل هيدروليكي لتستطيع قاذفات الصواريخ الإطلاق من تحت سطح الأرض، وهي تعمل بشكل مماثل للأنفاق الإيرانية الخاصة بمدن الصواريخ الباليستية، وهو ما يصعِّب عملية تتبع المنصات بالاستخبارات والاستطلاع، ومن ثم يقلِّل فرص استهدافها. بجانب أن تصميم الأنفاق الخاصة بفتحات الصواريخ الهيدروليكية تم بناؤها من خلال مصاطب أسمنتية منفصلة معدة مسبقًا، ويتم تركيبها بجانب بعضها البعض لتفادي الانهيار الكامل للنفق في حالة تم إصابة أحد المصاطب بواسطة القنابل الخارقة للتحصينات.
3- الترسانة العسكرية لحزب الله
يعتمد حزب الله على توليفة قتالية متعددة الطرازات المخصصة لمهاجمة كافة الأهداف بواسطة صواريخ أرض/أرض ذات الأحجام والأوزان المختلفة سواء كانت موجهة أو غير موجهة بمدى قريب أو بعيد بجانب مسيرات هجومية وانتحارية وأيضًا استطلاعية ولكن الخطوة الأبرز كانت هي امتلاك منظومات دفاعية جديدة للدفاع الجوي والساحلي وتم نشر هذه المنظومات بعيدًا عن الحدود الجنوبية لتفادي تدميرها بشكل مباشر من الطيران الإسرائيلي.
حسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله لديه القدرة على إطلاق 3 آلاف صاروخ يوميًا في حالة الحرب لمدة 10 أيام متواصلة. وفي حالة سيناريو طويل الأمد “شهرين”، يستطيع حزب الله إطلاق 1000 صاروخ يوميًا. وسيستخدم حزب الله المسيرات ومدافع الهاون ضد القوات البرية الإسرائيلية التي تتغلغل في جنوب لبنان. ولكن يعتمد المخططون على أن صواريخ حزب الله لن تحقق جميعها إصابات دقيقة، ولكن بعضها سينجح وبعضها سيتم إحباطه في ضربات استباقية وبعضها ستقع في مناطق غير مأهولة.
ترسانة حزب الله تشمل 3 فئات من الصواريخ:
- الأولى: بمدى يصل إلى (80 كم) ويقدر عددها 65 ألف صاروخ
- الثانية: بمدى يصل إلى (200 كم)ويقدر عددها 5 آلاف صاروخ
- الثالثة: بمدى يصل إلى (700 كم)ويقدر عددها 5 آلاف صاروخ
- بجانب 150 ألف قذيفة هاون و 2500 مسيرة مختلفة الأنواع ومئات من الصواريخ المتطورة المضادة للسفن والطائرات مع غواصات انتحارية وألغام بحري.
-صواريخ أرض/أرض
- صواريخ “فاتح” 450 كجم متفجرات : 250-300 كم .
- صواريخ الكاتيوشا 107-122 ملم : يتراوح المدى ما بين “4-40 ” كم .
- صواريخ “رعد” : 60-70 كم .
- صواريخ “فجر ” 107-240 ملم : 8 – 70 كم.
- صواريخ “خيبر” 302 ملم : 100 كم .
- صواريخ “زلزال” 600-900 كجم متفجرات : 120-210 كم.
- صواريخ”فلق” 240 ملم بمدى 10 كم .
صواريخ مضادة للدبابات :
- RPG-29 بمدى 400-500 متر .
- ماليوتكا بمدى 3 كم .
- AT-4 بمدى 2.5 كم .
- AT-5 بمدى 4 كم .
- AT-13 بمدى 1.5 كم.
- AT-14 بمدى 5 كم .
وسائط الدفاع الجوي :
- مدفعية مضادة للطائرات: ZSU-23
- صواريخ كتفية بمدى قصير “ستريلا” وSA-7 والنسخ الإيرانية منها.
- صواريخ قصيرة المدى “بانتسير” بمدى 20 كم
- صواريخ متوسطة المدى SA-8 بمدى 5 كم
- صواريخ متوسطة المدى SA-17 بمدى 50 كم
-صواريخ مضادة للسفن :
- صواريخ “سي-802 /نور” برأس حربي 165 كجم ومدى 120 كم .
- صواريخ “ياخونت” برأس حربي 250 كجم ومدى 200 كم .
منظومات جوية غير مأهولة “مسيرات”
- مسيرات “مهاجر-2” الاستطلاعية.
- مسيرات “أبابيل ” الانتحارية
- مسيرات مروحية من طراز DJI
منظومات جديدة ظهرت في عام 2024 “
- امتلاك صواريخ الدفاع الجوي متوسطة المدى الإيرانية من طراز صقر-358 والمسؤولة بشكل مباشر عن إسقاط المسيرات الإسرائيلية من طراز “هيرميس 450/900”.
- امتلاك صواريخ للدفاع الجوي متوسطة المدى من طراز “صياد-2” وهي النسخة الإيرانية من صواريخ بوك الروسية، ولكن تم استنساخها من صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية SM-1.
- منظومة طوفان المضادة للدبابات، وهي نسخة إيرانية مماثلة لصواريخ تاو الأمريكية.
- منظومة “الماس” المضادة للدبابات، وهي نسخة إيرانية مماثلة لصواريخ Spike الإسرائيلية.
- تطوير نسخة جديدة من مسيرات “أبابيل-2” الانتحارية لتكون قادرة على إطلاق صواريخ غير موجهة من طراز S-5 لزيادة الفاعلية القتالية بهجومين مرة واحدة.
4-شبكة الدعم اللوجستي ومسألة التصعيد التدريجي المنضبط
يتمركز حزب الله في لبنان عبر مواقع محددة في أربع مناطق تتضمن منظومات تسليحية مختلفة الأنواع، ويعتمد وجودها حسب طبيعة الأهداف التي ستواجهها وقربها أو ابتعادها عن الحدود السورية لتنعم بحماية إضافية من الدفاع الجوي السوري أو من الحدود الجنوبية وقربها من الحدود الإسرائيلية.
- مقرات القيادة لحزب الله في العاصمة (بيروت).
- الخط الدفاعي الثاني في الجنوب اللبناني (النبطية).
- الخط الدفاعي الأول الملاصق للحدود اللبنانية/الإسرائيلية.
- قاعدة الدعم اللوجستي في منطقة البقاع الملاصقة للحدود السورية.
استطاع حزب الله تأمين مخزونه الكبير من الصواريخ والعتاد عبر طريقتين:
- نقلت مراكز أبحاث إيرانية للمنظومات الصاروخية والطائرات بدون طيار إلى داخل الحدود اللبنانية، حيث عملت هذه المراكز على زيادة مدى ودقة الصواريخ من جهة، إلى جانب تصنيع وتركيب وصيانة الصواريخ من جهة أخرى.
- نُقلت شحنات عسكرية بشكل مباشر من إيران إلى حزب الله عبر الحدود السورية، وتحديدًا في منطقة “حوش السيد علي” القريبة من مطار “القصير” العسكري السوري، حيث تهبط المساعدات الإيرانية.
استدامة الدعم اللوجستي لحزب الله مكنته ليس فقط من امتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة، ولكن أيضًا قدرته على التحكم في مستوى التصعيد بشكل متناغم وتدريجي. فما هي أبرز ملامح هجمات حزب الله؟
نفذ حزب الله 2499 هجومًا منذ الثامن من أكتوبر 2023 حتى 12 أغسطس 2024، وتضمن ذلك 408 هجمات بالمسيرات و911 هجومًا بصواريخ مضادة للدبابات و1145 صاروخ أرض/أرض وإطلاق 35 صاروخًا مضادًا للطائرات. كانت الهجمات تتراوح ما بين 93% من مسافة 0-5 كم و3.1% من مسافة 5-10 كم و0.65% من مسافة 20-30 كم و0.05% من مسافة 30 كم من الحدود.
وهذا يجعل المنظور الإسرائيلي لخطة اجتياح جنوب لبنان يتركز في محاولة السيطرة على مسافة 10-11 كم داخل الحدود اللبنانية بجانب 5 كم داخل الحدود الإسرائيلية لأقرب موقع عسكري، مما يجعل المسافة الكلية تصل إلى 15-16 كم لتحييد نسبة 96% من صواريخ حزب الله. ويظل الاعتماد على المنظومات الصاروخية البعيدة التي يعتقد أنها ليست بالعدد الكافي لمعارك طويلة الأمد، وذلك في حالة تم إيقاف الدعم الإيراني المستمر، وهو ما كانت تحاول إسرائيل تنفيذه عبر الهجمات الجوية على القوافل العسكرية التي تنتقل عبر الحدود اللبنانية السورية، غير أنها لم تنجح بالشكل الكافي كما هو واضح.
ختامًا، بلا شك، من الممكن اعتبار حزب الله إحدى أقوى المليشيات الإيرانية، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو قربه الجغرافي من إسرائيل وامتلاكه العديد من المزايا الطوبوغرافية التي يمكن استغلالها في الحروب غير النظامية عبر قوات خفيفة ومتفرقة تناور بسهولة في مسرح العمليات ويصعب رصدها وتعقبها بشكل مستمر. وقد عملت إيران على تعزيز قدرات حزب الله بواسطة منظومات تسليحية ذات تأثير تدميري كبير وتقديم خدمات الدعم اللوجستي بشكل مستدام للحفاظ على موقعه الفعال على الساحة الإقليمية بتواجد نسخة أقوى بكثير مما كانت عليه منذ حرب 2006، وهو ما يتطلب جهودات غير مسبوقة من الإسرائيليين ليس فقط عبر سلاح الجو ولكن أيضًا القوات البرية التي ستُرغم على الاشتراك في معارك تطهير وتفكيك للقدرات العسكرية لحزب الله في الجنوب، وهي بالتأكيد مجازفة جديدة ستُسفر عن الكثير من الخسائر البشرية. مع الأخذ في الاعتبار فرضية اشتراك الإيرانيين في الهجمات الصاروخية والرد الأمريكي-الإسرائيلي لتتفاقم أزمة الشرق الأوسط.
المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/82278/