كيف يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في مكافحة السرطان؟

إحدى الاستخدامات الأكثر وضوحًا للذكاء الاصطناعي في مكافحة السرطان هي في مجال التشخيص. تقليديًا، يعتمد تشخيص السرطان على فحص الأنسجة والخلايا من خلال المجهر، وغالبًا ما يتطلب هذا الأمر خبرة متخصصة. الذكاء الاصطناعي، عبر تطبيقات التعلم العميق، قادر الآن على تحليل الصور الطبية بدقة عالية…

في العصر الحديث، تتشابك التكنولوجيا بشكل متزايد مع مجالات عدة من حياتنا اليومية، لتجلب معها إمكانيات جديدة وتغييرات جذرية، من بين أعظم الابتكارات التي شهدناها في السنوات الأخيرة هو الذكاء الاصطناعي. ويعد الذكاء الاصطناعي من أكثر التقنيات تحولًا في التاريخ، حيث يتمتع بإمكانيات ضخمة لتغيير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع العالم. في الوقت نفسه، يعرف السرطان كواحد من أشد الأمراض التي تواجه البشرية، حيث يعد سببًا رئيسيًا للوفاة حول العالم، متسبباً في معاناة جسدية ونفسية كبيرة للمرضى وأسرهم.

الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات الحوسبة يشمل تطوير الأنظمة البرمجية التي يمكنها محاكاة الذكاء البشري، والعمل بأساليب تجعلها قادرة على التعلم من البيانات، واتخاذ قرارات ذكية بناءً على تلك البيانات. يتضمن الذكاء الاصطناعي التعلم الآلي وهو واحد من الفروع الأساسية الذي يمكن للأنظمة من خلاله أن تتعلم من البيانات بشكل تلقائي دون تدخل برمجة تقليدية. مما يمكنها من تحسين أدائها مع مرور الوقت.

من الناحية الأخرى، يعد السرطان مجموعة من الأمراض التي تشمل نموًا غير طبيعي للخلايا مع القدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث والعلاج الطبي، يظل السرطان تحديًا كبيرًا بسبب تنوعه الجيني والبيولوجي، مما يجعل اكتشافه وتشخيصه وعلاجه عملية معقدة ومتعددة الأوجه. وتأتي هنا قوة الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة ومبتكرة.

إحدى الاستخدامات الأكثر وضوحًا للذكاء الاصطناعي في مكافحة السرطان هي في مجال التشخيص. تقليديًا، يعتمد تشخيص السرطان على فحص الأنسجة والخلايا من خلال المجهر، وغالبًا ما يتطلب هذا الأمر خبرة متخصصة. الذكاء الاصطناعي، عبر تطبيقات التعلم العميق، قادر الآن على تحليل الصور الطبية بدقة عالية. على سبيل المثال، يمكن للأنظمة المبنية على الذكاء الاصطناعي تحليل صور الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للكشف عن علامات مبكرة للسرطان بدقة تصل إلى أو حتى تتفوق على الأطباء الخبراء.

يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية اكتشاف وتطوير الأدوية. من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات البيولوجية والطبية، يمكن للأنظمة الذكية تحديد المركبات الكيميائية التي قد تكون فعالة ضد أنواع معينة من السرطان، مما يختزل الوقت والتكلفة المرتبطة بتطوير الأدوية الجديدة.

كما يشكل الطب الشخصي أو الطب الدقيق أحد المجالات التي يظهر فيها الذكاء الاصطناعي تأثيرًا هائلًا في علاج السرطان. يعتمد الطب الشخصي على فكرة أن كل مريض فريد من نوعه من ناحية التركيب الجيني والاستجابة للعلاج. يمكن لنظم الذكاء الاصطناعي تحليل المعلومات الجينية والسريرية للمريض لتحديد العلاج الأكثر فعالية والأقل ضررًا للجسم، مما يزيد من احتمالية نجاح العلاج وتقليل الآثار الجانبية.

وإلى جانب هذه التطبيقات، توجد أيضًا مجالات أخرى للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مكافحة السرطان، مثل إدارة البيانات الصحية بشكل أفضل، وتحسين رعاية المرضى من خلال روبوتات المحادثة (Chatbots) التي تقدم الدعم العاطفي والمعلوماتي، والمساعدة في التخطيط الجراحي باستخدام الروبوتات الجراحية.

يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لتطوير أدوات وتقنيات يمكنها تغيير قواعد اللعبة في مجال مكافحة السرطان. من خلال تحسين التشخيص، وتطوير أدوية أكثر فعالية، وتقديم العلاجات الشخصية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بشكل كبير في تحويل هذا التحدي الصحي العالمي إلى مشكلة يمكن السيطرة عليها بشكل أفضل. ومع استمرار تطور التكنولوجيا وتحسن قدرة الأنظمة الذكية على التعلم من البيانات، يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا حيث يتقلص حجم المعاناة التي يسببها السرطان، ويزداد الأمل في علاجات ناجعة وفعالة لجميع المرضى.

يطور علاجا للسرطان في 30 يوما فقط

طور الذكاء الاصطناعي علاجا لشكل عدواني من السرطان في 30 يوما فقط وأظهر أنه يمكن أن يتنبأ بمعدل بقاء المريض على قيد الحياة باستخدام ملاحظات الأطباء.

وتم تنفيذ الاختراقات من خلال أنظمة منفصلة، لكنها توضح كيف أن استخدامات التكنولوجيا القوية تتجاوز إنتاج الصور والنصوص.

وقد عمل باحثون من جامعة تورنتو مع Insilico Medicine لتطوير علاج محتمل لسرطان الخلايا الكبدية (HCC) باستخدام منصة اكتشاف دواء بالذكاء الاصطناعي تسمى Pharma.

واكتشف الذكاء الاصطناعي مسارا علاجيا غير معروف سابقا وصمم “جزيئا جديدا ناجحا” يمكن أن يرتبط بهذا الهدف. والنظام، الذي يمكنه أيضا التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة، هو من اختراع علماء من جامعة كولومبيا البريطانية.

وأصبح الذكاء الاصطناعي سلاحا جديدا ضد الأمراض الفتاكة، حيث أن التكنولوجيا قادرة على تحليل كميات هائلة من البيانات، وكشف الأنماط والعلاقات، والتنبؤ بآثار العلاجات.

وقال اليكس زافورونكوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Insilico Medicine في بيان: “بينما كان العالم مفتونا بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في الفن واللغة، تمكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بنا من تصميم مثبطات قوية لهدف بهيكل مشتق من AlphaFold”.

واستخدم الفريق AlphaFold، قاعدة بيانات بنية بروتينية مدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI)، لتصميم وتوليف دواء محتمل لعلاج سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان الكبد الأولي.

وتم إنجاز هذا العمل الفذ في 30 يوما فقط من اختيار الهدف وبعد تصنيع سبعة مركبات فقط.

وفي جولة ثانية من التوليد المركب المدعوم بالذكاء الاصطناعي، اكتشف الباحثون جزيئا أكثر فاعلية – على الرغم من أن أي دواء محتمل سيظل بحاجة إلى الخضوع لتجارب إكلينيكية.

وقال فينغ رين، كبير المسؤولين العلميين والرئيس التنفيذي المشارك لشركة Insilico Medicine: “شق AlphaFold أرضية علمية جديدة في التنبؤ بهيكل جميع البروتينات في جسم الإنسان. في Insilico Medicine، رأينا ذلك كفرصة لا تصدق لأخذ هذه الهياكل وتطبيقها على منصة الذكاء الاصطناعي الشاملة الخاصة بنا من أجل إنشاء علاجات جديدة لمعالجة الأمراض ذات الاحتياجات العالية غير الملباة. وهذه الورقة هي خطوة أولى مهمة في هذا الاتجاه”.

ويستخدم النظام المستخدم للتنبؤ بمتوسط العمر المتوقع معالجة اللغة الطبيعية (NLP) – فرع من الذكاء الاصطناعي يفهم لغة الإنسان المعقدة – لتحليل ملاحظات أخصائي الأورام بعد زيارة الاستشارة الأولية للمريض.

وحدد النموذج الخصائص الفريدة لكل مريض، وتوقع بقاء ستة أشهر و36 شهرا و60 شهرا بدقة تزيد عن 80%.

وتحتوي الوثائق على العديد من التفاصيل مثل عمر المريض، ونوع السرطان، والظروف الصحية الأساسية، وتعاطي العقاقير في الماضي، وتاريخ العائلة.

ويجمع الذكاء الاصطناعي كل هذا لرسم صورة كاملة لنتائج المرضى.

تقليديا، تم حساب معدلات البقاء على قيد الحياة من السرطان بأثر رجعي وتصنيفها فقط من خلال عدد قليل من العوامل العامة، مثل موقع السرطان ونوع الأنسجة.

ومع ذلك، فإن النموذج قادر على التقاط أدلة فريدة في وثيقة الاستشارة الأولية للمريض لتقديم تقييم أكثر دقة. بحسب موقع “RT”.

تشخيص السرطان

فرصة الشفاء من سرطان الجلد الأسود، المعروف باسم الورم الميلانيني الخبيث جيدة، في حال تم اكتشافه مبكراً. بحث طبي واعد يدمج بين إمكانيات البشر وقدرات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الداء الخبيث.

قام فريق بحثي دولي في “جامعة فيينا الطبية” بدراسة إمكانية الاستفادة مما يعرف بـ”التعلم المعزز” كطريقة يمكن من خلالها إدخال معايير صنع القرار البشري في الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تحسين دقة عملية تشخيص سرطان الجلد الأسود. تم تحسين معدل التشخيص الصحيح لسرطان الجلد بنسبة اثني عشر بالمائة.

ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine العلمية المتخصصة، كما جاء في يومية Kurier النمساوية.

في التعلم المعزز يتم دمج المعايير البشرية في نظام الذكاء الاصطناعي على شكل “جداول المكافآت”. وهي أدوات تدمج النتائج الإيجابية والسلبية للتقييمات السريرية من وجهة نظر الطبيب والمريض في عملية صنع القرار.

نتيجة لذلك، لا يتم تصنيف نتائج تشخيص الذكاء الاصطناعي على أنها صحيحة أو خاطئة فحسب، بل يتم “مكافأتها” أو “معاقبتها” بعدد معين من النقاط الإيجابية أو السلبية.

“بهذه الطريقة يتعلم الذكاء الاصطناعي عواقب التشخيص الخاطئ عند تقييم التغييرات في الجلد، الحميدة منها والخبيثة”، كما يوضح المشرف على الدراسة، هارالد كيتلر، من قسم الأمراض الجلدية في “جامعة فيينا الطبية”.

وأظهرت الدراسة تحسنا كبيرا في دقة تشخيص سرطان الجلد: بالنسبة للورم الميلانيني من 61.4٪ إلى 79.5٪، أما بالنسبة لسرطان الخلايا القاعدية من 79.4٪ إلى 87.1٪. بشكل عام، ارتفع معدل التشخيص الصحيح بنسبة 12%. في الوقت نفسه، ارتفع معدل القرارات المثلى لعلاج المرض من 57.4٪ إلى 65.3٪.

“يُعزى تحسن تشخيص سرطان الجلد بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي إلى حقيقة أن التعلم المعزز يقلل من الاعتماد المفرط للذكاء الاصطناعي على تنبؤاته الخاصة ويجعل الاقتراحات أكثر تمايزاً، أي أكثر إنسانية. هذا، بدوره، يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أكثر دقة ومصممة بشكل فردي في السيناريوهات الطبية المعقدة”، يؤكد كيتلر.

يركز البحث بشكل أساسي على تشخيص سرطان الجلد، ولكن يمكن استخدام أفكار البحث الأساسية في مجالات أخرى للمساعدة في عملية صنع واتخاذ القرار الطبي. بحسب موقع “DW”.

الكشف عن سرطان العظام

يعمل علماء من جامعة ساراتوف الطبية الحكومية على تطوير برامج حاسوبية جديدة تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي، لاستخدامها في الكشف عن النقائل السرطانية في العظام.

وتبعا للخبراء في الجامعة فإن البرمجيات الجديدة ستساعد الأطباء على اكتشاف النقائل السرطانية أو ما يسمى بـ Metastasis لدى المصابين بسرطان العظام، ومراقبة تلك النقائل، وستساعدهم على إجراء التشخيص واختيار طرق العلاج بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

وأشار الخبراء إلى أن النقائل السرطانية تظهر في العظام عند الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، وتتسبب بمضاعفات خطيرة منها الآلام الشديدة وتلف العظام، لذا فمن المهم اكتشافها في المراحل المبكرة.

وتستخدم البرمجيات التي يطورها العلماء الروس خوارزميات التعلم الآلي المزودة بكميات كبيرة من البيانات التي تشمل الصور الشعاعية وصور الرنين المغناطيسي وغيرها، لذا فإن البرمجيات ستكون قادرة على معاينة وتحليل الصور الطبية بسرعة لمساعدة الأطباء على اتخاذ القرارات العلاجية الصحيحة.

ومن المتوقع أن يكتمل تطوير البرمجيات الجديدة ويتم إخضاعها للتجارب بحلول عام 2026، الأمر الذي سيفتح آفاقا جديدة في مجالات تشخيص وعلاج أمراض السرطان، ويحسن من نوعية حياة المرضى. بحسب موقع “ار تي”.

كيف تفوق الذكاء الاصطناعي على الأطباء؟

وجدت دراسة جديدة أنّ الذكاء الاصطناعي شخّص عددًا أكبر من حالات سرطانات الثدي، مقارنة مع الأطباء الذين يتمتعون بسنوات من الخبرة والتدريب.

واستطاع أيضًا تخفيف قراءات التصوير الشعاعي للثدي (Mammogram) للأطباء إلى النصف تقريبًا، وهذا لا يعني أن المستشفى الخاص بك سيسمح للكمبيوتر بتحديد ما إذا كنت مصابًا بالسرطان. ولا يزال هناك الكثير من الأبحاث التي يجب القيام بها.

ونشرت مجلة The Lancet Oncology الثلاثاء، دراسة تُظهر أنّ الذكاء الاصطناعي آمن للاستخدام في اكتشاف سرطان الثدي، ويمكن أن يجعل الأطباء أكثر فاعلية في اكتشاف السرطان ممّا هم عليه حاليًا.

وأظهرت دراسات أخرى أنّ الذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا في التنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، ويكشف البحث الجديد عن إمكانية الذكاء الاصطناعي بالكشف عن سرطان الثدي، مقارنة مع الأشخاص المدربين جيدًا.

ونظر الباحثون في فحوص أكثر من 80 ألف امرأة في السويد، خضعن لفحص الثدي بالأشعة السينية بين أبريل/ نيسان 2021 ويوليو/ تموز 2022، وتم تعيين نصف النساء في مجموعة قرأ فيها الذكاء الاصطناعي صور الثدي الشعاعية، قبل تحليلها من قبل أخصائي الأشعة.

وتمت قراءة صور الثدي الشعاعية للمجموعة الأخرى من قبل اثنين من أخصائي الأشعة، من دون استخدام الذكاء الاصطناعي. ويذكر أن جميع أخصائي الأشعة في الدراسة من ذوي الخبرة العالية. وكشفت المجموعة، التي تمت قراءة فحوصها من قبل أخصائي الأشعة مع الذكاء الاصطناعي، عن سرطانات أكثر بنسبة 20٪ مقارنة مع المجموعة الثانية التي لم تلجأ لأي مساعدة فنية إضافية.

وقالت الدكتورة كريستينا لانغ، الأستاذة المساعدة في تشخيص الأشعة من جامعة “لوند” في السويد: “إن أعظم إمكانات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي تهدف إلى تخفيف عبء القراءات الهائلة على أخصائي الأشعة”.

وتعاني كلّ من أوروبا والولايات المتحدة من نقص في أخصائي الأشعة، وفقًا لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية. وإذا أظهرت المزيد من الأبحاث أن هذه التكنولوجيا تعمل حقًا، فقد تساعد على تخفيف بعض مشاكل التوظيف، إضافة إلى جعل اختصاصي الأشعة أفضل في وظائفهم.

ورحّب العديد من أطباء الأشعة بهذه الأخبار، ولم يعتبروها تهديدًا لأمنهم الوظيفي.

وقال الخبراء إنّ التصوير الشعاعي للثدي ليس مثالياً. وتعتبر مهارة ذاتية للغاية.

وبشكل عام، يفشل فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية بتشخيص حوالي 20٪ من سرطانات الثدي، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، ويعد اكتشاف النمط المعقّد لسرطان الثدي أمرًا صعبًا للغاية، حتى مع سنوات من التدريب المتخصّص. وبشكل أساسي، يجب أن يكتشف أخصائي الأشعة وجود ورم أبيض في وسط خلفية بيضاء.

وقالت الدكتورة لورا هيكوك، أخصائية أشعة الثدي في مركز لانغون بيرلماتر للسرطان بجامعة نيويورك،غير المشاركة في الدراسة الجديدة، إنّ الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا على المساعدة في اكتشاف الأنماط يومًا ما، لكنّ وظيفة أخصائي الأشعة لا تنحصر فقط بالتعرّف على الأنماط.

وتابعت: “تعمل هذه الأدوات بشكل أفضل عندما يتم إقرانها بأخصائي الأشعة المدربين جيدًا، والذين يعود إليهم القرار الأخير بالنسبة لنتائج صور الثدي بالأشعة السينية.. فكّر في الأمر كأداة مثل سماعة طبيب القلب”.

ورغم أن الذكاء الاصطناعي لا يزال تقنية ناشئة، إلّا أنه أسر خيال العلماء، ويتم استخدامه في اكتشاف الأدوية وتطويرها. وساعد الأطباء على التواصل بشكل أفضل مع المرضى.

واجتاز الذكاء الاصطناعي أيضًا امتحان الممارسة الذي يستخدمه الأطباء للحصول على تراخيصهم، لذلك يتم استخدامه للمساعدة في كتابة أسئلة أفضل للاختبارات.

ويجري تطوير العديد من برامج الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء على اكتشاف السرطان.

وتم إنشاء برنامج واحد في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا للكشف عن المخاطر العالية للإصابة بسرطان الثدي مستقبلًا، بناءً على صور الثدي الشعاعية الحالية، وهو أمر لا يستطيع الأطباء القيام به حاليًا. بحسب موقع “سي إن إن”.

يختصر وقت العلاج

تنتظر بريطانيا نوعا جديدا من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تختصر الوقت الذي ينبغي على مرضى السرطان انتظاره قبل بدء العلاج الإشعاعي، بسعر التكلفة لجميع وحدات الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا.

وتساعد هذه التقنية الأطباء في تحديد المكان الذي ينبغي توجيه حزم الإشعاع العلاجية إليه، لقتل الخلايا السرطانية، مع الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الخلايا السليمة.

وقام الباحثون في مستشفى أدنبروك بتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مايكروسوفت. ويقولون إن تطوير هذه التقنية استغرق عقدا من الزمن.

بالنسبة لكل مريض، يقضي الأطباء عادة من 25 دقيقة إلى ساعتين في العمل على نحو 100 مقطع للفحص الإشعاعي، ويقومون بتحديد العظام والأعضاء المعنية بالعلاج بعناية. ويقول الباحثون إن برنامج الذكاء الاصطناعي يعمل أسرع بمقدار ضعفين ونصف.

عند علاج البروستاتا، على سبيل المثال، يرغب الأطباء في تجنب تلف المثانة أو المستقيم القريبين منها، ما قد يجعل المرضى يعانون من سلس البول مدى الحياة.

“يمكن أن يصبح ذلك سيئا للغاية لدرجة التأثير على حياة المريض” كما يقول الدكتور راج جينا في تصريح لقناة بي بي سي الثانية، ويعمل في مستشفى أدنبروك بكامبريدج، ويقود الفريق الطبي الذي يعمل على علاج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والرقبة والبروستاتا.

وقد تعاون الدكتور جينا مع مايكروسوفت لتغذية برنامج يسمى “إنر-آي” أو “InnerEye” ببيانات مرضى سابقين.

وقدم مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية مبلغا قدره 500 ألف جنيه إسترليني لمستشفى أدنبروك لتمويل فحوص وتقييم السلامة اللازمة.

ويجرى الآن منح البرنامج إلى الشركة المصنعة التي وافقت على السماح لمستشفيات الخدمات الصحية الوطنية الأخرى بالحصول على التكنولوجيا المستندة إلى الحوسبة السحابية بسعر التكلفة.

تستثمر الحكومة البريطانية في مشاريع الذكاء الاصطناعي عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية، لكن هذا هو أول برنامج جهاز تصوير طبي باستخدام الذكاء الاصطناعي، يُجرى تطويره بواسطة هيئة الخدمات الصحية نفسها.

ولا يزال الأطباء يتحققون من دقة الخطوط التي رسمها برنامج الذكاء الاصطناعي.

لكن الباحثين يقولون إنها دقيقة بنسبة 90 في المئة، حيث وافق الأطباء على عملها من دون أي تعديل لنحو ثلثي الوقت.

وقال الدكتور جينا: “لقد فضل زملاؤنا الاستشاريون البدء باستخدام الذكاء الاصطناعي على الاستعانة بزملائهم الاستشاريين”.

وأعربت الدكتورة كاثرين هوليداي، رئيسة الكلية الملكية لأخصائي الأشعة عن حماسها للتقنية الجديدة قائلة: “نحن متحمسون للغاية بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي في استبدال بعض العمليات والإجراءات، بما يشمل تشخيص وعلاج السرطان”.

وأضافت أن “الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التعجيل بعملية التشخيص، ومساعدة الأطباء على اكتشاف المرض في وقت مبكر، ومنح المرضى أفضل فرصة ممكنة للشفاء”.

وأوضحت هوليداي أن أخصائي الأشعة يحللون عمليات المسح الضوئي المعقدة، وبناء على تحليلهم يوجهون الأطباء نحو العلاج أو الجراحة، مؤكدة أهمية وجود أخصائي الأشعة وعدم الاستغناء عنهم.

“إن أخصائي الأشعة الذين يمتلكون بيانات وبصيرة ودقة الذكاء الاصطناعي، كانوا وسيظلون قوة هائلة في رعاية المرضى على نحو متزايد”.

وختمت حديثها بأن “الذكاء الاصطناعي يبشر بأمل كبير في المستقبل، وسيساعد بالتأكيد في توفير الوقت للقوى عاملة تحت الضغط، لكنه لا يمكن أن يحل محل المهنيين المدربين تدريبا عاليا وذوي المهارات”. بحسب موقع “بي بي سي عربي”.

لقاح سرطان شخصي باستخدام الذكاء الاصطناعي

كشف رئيس مركز “غاماليا” الروسي للميكروبيولوجيا أن لقاح السرطان الذي ابتكره المركز سيتم إعداده حسب كل حالة مرضية، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي العامل ببرمجيات روسية “عالية المستوى”.

وقال مدير المركز “غاماليا” ألكسندر غينتسبورغ: “لقد جهزنا مختبرا متكاملا، وخبراؤنا يصممون في الوقت الراهن برمجيات عالية للذكاء الاصطناعي تساعد في إعداد صيغة اللقاح”.

وأضاف: “البرنامج الذي ننتظره سيعمل على تحليل المعلومات حول الورم، ووضع خطة تركيب اللقاح اللازم وفق كل حالة مرضية”.

وأشار إلى أنه بفضل الذكاء الاصطناعي فإن إعداد اللقاح سيستغرق أسبوعا كحد أقصى من بداية تحليل الورم.

وأعلن غينتسبورغ أمس أنه من المقرر بدء التجارب السريرية للقاح المذكور على المرضى بحلول منتصف عام 2025.

وفي وقت سابق، أشار غينسبورغ إلى أن اللقاح اختبر على فئران مصابة بالورم الميلانيني، ولاحظ الباحثون بعد 15 يوما على تلقيحها فرقا كبيرا في حجم الورم بين الحيوانات الملقحة وتلك غير الملقحة، وكانت النتيجة أن الفئران غير الملقحة توفيت بين يومي 19 و22، في حين لا تزال الفئران الملقحة على قيد الحياة حتى الآن.

وأعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو مؤخرا أن النتائج الأولية للدراسات قبل السريرية للقاح قد يتم نشرها حتى نهاية العام. بحسب موقع“RT”.

اختراق مبتكر

أنشأ باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT CSAIL) برنامجين متقدمين للذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف سرطان البنكرياس في وقت مبكر.

وأراد الباحثون، إلى جانب الدكتور ليمور أبلباوم، من كلية الطب بجامعة هارفارد وأخصائي علاج الأورام بالإشعاع، تشخيص سرطان البنكرياس، والذي عادة ما يكون من الصعب اكتشافه في مراحله المبكرة.

وأنشأوا برنامجين حاسوبيين، يطلق عليهما “PRISM” الشبكة العصبية ونموذج الانحدار اللوجستي، للمساعدة في تحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية. وكان أداء هذه البرامج أفضل من الأساليب الحالية.

واستخدم الفريق قاعدة بيانات كبيرة تضم أكثر من خمسة ملايين مريض من مؤسسات رعاية صحية مختلفة في الولايات المتحدة.

ويستخدم النظام الجديد شبكات عصبية اصطناعية للعثور على أنماط معقدة في البيانات، ويعطي درجة خطورة لاحتمالية الإصابة بسرطان البنكرياس. ويستخدم الانحدار اللوجستي لإجراء تحليل أبسط، وإنشاء درجة احتمالية بناء على المعلومات نفسها، ما يوفر تقييما شاملا للطرق

المختلفة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس باستخدام بيانات السجل الصحي الإلكتروني نفسها.

وقال كاي جيا، طالب دكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا CSAIL وكبير معدي الورقة: “إن نموذج التعلم الآلي المتكامل مع نظام السجلات الصحية الإلكترونية يمكن أن يمكّن الأطباء من التنبيهات المبكرة للمرضى المعرضين لمخاطر عالية، ما يحتمل أن يتيح التدخلات قبل ظهور الأعراض بوقت طويل”.

وعند مقارنة البرامج الجديدة بطرق الفحص القياسية، تمكن نموذج PRISM من اكتشاف 35% من حالات سرطان البنكرياس، في حين تمكنت الطرق المعتادة من اكتشاف 10% فقط.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/variety/39901

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M