دور مواقع التواصل الاجتماعى فى تشكيل الصورة الذهنية للقادة والمؤسسات السياسية: دراسة مسحية على الشباب المصرى

تمثلت المشكلة البحثية لهذه الدراسة فى رصد وقياس دور مواقع التواصل الاجتماعى فى تشكيل الصورة الذهنية للقادة السياسيين والمؤسسات السياسية لدى الشباب المصري بإختلاف خصائصه الديموغرافية (النوع، المستوى التعليمى، المستوى الاقتصادى الاجتماعى)، إذ يتوقع مع تزايد استخدام القادة السياسيين والمؤسسات السياسية المصرية لمواقع التواصل الاجتماعى، فإنه يتزايد تأثير التعرض لتلك المواقع على الصورة الذهنية التى تتكون لدى الشباب المصرى بخصوص هؤلاء القادة والمؤسسات السياسية. وخلصت الدراسة إلى أن الكثير من تلك الصفحات مازالت مجرد واجهات شكلية؛ كي تدلل على مواكبتهم لمستحدثات العصر التكنولوجية وليست وسائل للتواصل مع جماهيرهم, حيث يتمثل أغلب مضمون الصفحات فى نشر أنشطة السياسي أو المؤسسة السياسية أو إعادة لبث ندوات وحوارات لهم أو مقالات قاموا بكتابتها بالصحف والمجلات. وأنه مازال هناك قصور فى فهم طبيعة مواقع التواصل الاجتماعى لدى السياسيين والمؤسسات السياسية وعدم استغلال حقيقى لها.

ولاختبار تلك المشكلة البحثية أجريت دراستين هما:

  • دراسة تحليلية وأجريت على عينة من صفحات السياسيين والمؤسسات السياسية المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعى اختيرت بناء على دراسة استطلاعية, واستخدمت استمارة تحليل مضمون كأداة لتحليل تلك الصفحات، كما استخدم التحليل الكيفى لتحليل النتائج المستخرجة من الدراسة.
  • دراسة ميدانية على عينة متاحةAvailable Sample من الشباب المصرى الذى يستخدم صفحات السياسيين والمؤسسات السياسية المصرية عبر مواقع التواصل الاجتماعى وبلغ حجم العينة 400 مفردة واستخدم الاستبيان كأداة لجمع البيانات من الشباب عينة الدراسة.

وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج ويمكن استعراض أهمها فيما يلى:

  • برزت قضايا حقوق الإنسان التى تناولها السياسيين فى تغريداتهم ومنشوراتهم الإلكترونية بمواقع التواصل الاجتماعى إذ احتلت قضية الحريات وذلك بنسبة 21,8% ؛ حيث ركز كلُ من عمرو موسي ومحمد البرادعى على قضية الحرية كجزء جوهرى ومتأصل من الحقوق والمبادئ التى قامت عليها ثورة 25 يناير وفى الوقت الذى يشير فيه عمرو موسى إلى الحرية باعتبارها منجازات الثورة المصرية، يرى محمد البرادعى أن الحرية وقضاياها تشهد خطراً فعلياً فى السنوات اللاحقة للثورة حيث يرصد انتهاكات حقوق الإنسان المتعددة التى تمارسها السلطات تجاه كل من يعبر عن رأيه وحريته فى التعبير.
  • من حيث السمات السلبية التى ظهر بها السياسيون عبر صفحاتهم الإلكترونية: كانت سمة مسئ لمؤسسات الدولة فى المرتبة الأولى ضمن السمات السلبية التى ظهر بها السياسيون محل الدراسة وذلك بنسبة 25,9% وكانت أغلب التكرارات من نصيب السياسي محمد البرادعى حيث تبنى إتجاهاً معادياً لمؤسسات الدولة بعد وقوع أحداث فض اعتصام رابعة واعتراضه عليه وتخليه عن منصبه السياسى وقتها وسفره خارج مصر, حيث اهتم بإبراز الانتهاكات العديدة التى حدثت لحقوق الإنسان المصرى وإبراز حالات الخطف والاختفاء القسرى لبعض النشطاء السياسيين من الشباب إلى جانب الاعتقالات التى تعرض لها الشباب وتوضح مدى مخالفة ذلك للقوانين المصرية والدولية على السواء.
  • من حيث أبرز الموضوعات المثارة بصفحات المؤسسات السياسية الإلكترونية” كان تقديم خدمات حكومية إلكترونية للجمهور العام فى المرتبة الأولى بنسبة 63,7% وتركزت جميعها فى صفحة بوابة الحكومة الإلكترونية المصرية على صفحتها الإلكترونية بالفيس بوك؛ ويعكس ذلك اهتمام الصفحة بخدمة الصالح العام وتوفير كافة الخدمات التى يحتاجها المواطن المصرى بحياته اليومية مثل خدمات المرور والأغذية التمونية واستخراج الأوراق الرسمية كالبطاقة الشخصية وجوازات السفر وتوضيح دقيق لكيفية الاستفادة من تلك الخدمات.
  • أما بالنسبة للدراسة الميدانية فقد جاء استخدام الشباب عينة الدراسة لمواقع التواصل الاجتماعى (استخداماً متوسطاً) كمصدرٍ رئيسي للمعلومات عن السياسيين والمؤسسات اسياسية وذلك بنسبة 48,3% فى حين يستخدمونها (استخدام كبير) بنسبة 40,4%.
  • وكان من أهم دوافع متابعة صفحات السياسيين والمؤسسات السياسية التعرف على ى وجهات النظر المختلفة إذ جاءت بنسبة 45,4% تلتها تقديم تغطية شاملة لجميع الأحداث بنسبة 31,8% ثم تكوين رؤية عامة عما يحدث فى مصر بنسبة 30,7%.
  • وقد حرص الغالبية من الشباب محل الدراسة على الحصول على المعلومات عن القادة والمؤسسات السياسية من صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى اذ كانت نسبتهم 73,5% وهو ما يدلل على الاهتمام من الشباب بالسعى للحصول على المعلومات الممكنة عن السياسيين والمؤسسات السياسية من وسائل الاتصال غير التقليدية بعيداً عن المعلومات الرسمية التى تقدم بوسائل الإعلام التقليدية, على حين كانت النسبة الضئيلة من الشباب لا تحرص على الحصول على المعلومات عن القادة والمؤسسات السياسية عبر صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M