إستراتيجيةُ الصين تجاه المنطقة العربية بعد 2003 العراق أنموذجاً

تقديم :

يسلط البحث الضوء على إستراتيجية الصين تجاه المنطقة العربية نظراً لما تمتلكهُ هذهِ المنطقة من أهمية جيوإستراتيجية واقتصادية بوصفها مصدراً رئيساً للنفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى التي تعتمد عليها الصين في نهضتها الاقتصادية، لذا تنتهج الصين سلوك تجاه المنطقة العربية يهدف إلى تعزيز وضمان ومواكبة نموها الاقتصادي المتصاعد عن طريق سياسة القوة الناعمة، انطلاقاً من الرابط التاريخي الذي يتجلى بطريق الحرير بصيغته القديمة والجديدة وذلك لربط الصين مع عدداً من الدول العربية، ان اختيار العراق كنموذج جاء ليوضح طبيعة السلوك الخارجي الصيني تجاهه عبر مختلف أبعاده التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية في ظل المنافسة بين الصين والقوى الكبرى الأخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لبسط هيمنتها على المنطقة العربية.

لقد حققت العلاقات العراقية- الصينية انجازات عديدة على الصعد كافة منذ تاريخ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1958، إلا ان تلك العلاقات دخلت مرحلة تاريخية جديدة منذ عام 2003 نتيجة للتغير الكبير الذي شهدتهُ المنطقة العربية إذ تسببت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق وإسقاط نظام (صدام حسين) إلى تحول التواجد الأمريكي إلى تواجد دائم؛ وبالمقابل فقد سعت الصين إلى ضمان تواجد لها في المنطقة العربية من خلال انتهاج جملة من الأدوات والوسائل والتي من بينها تأسيس علاقات تعاون استراتيجي شامل مع الدول العربية وإنشاء منتدى التعاون العربي- الصيني عام 2004، وقد ساهمت هذهِ الوسائل بتطور العلاقات العربية- الصينة لتشهد تعاوناً استراتيجياً ولا سيما مع توافر فرصة تاريخية ممكن ان تسمح للمنتدى ان يرتفع إلى مستوى منظمة رسمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، كما ان تأييد الطرفين العربي والصيني لمبدأ تعدد الأقطاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض قد ساهم أيضاً في تعزيز التقارب والتواصل بينهما.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M