ملخص:
إن ظاهرة الحرب هي إحدى أبرز الصور التي حكمت العلاقات البشرية منذ النشأة، والتي غالبا ما تصل اضرارها الجانبية إلى المدنيين، وذلك بالنظر لما يطالهم من انعكاسات للأعمال العدائية. وعلى الرغم من مساهمة العرف الدولي والشرائع الدينية في الحد من آثار الحروب على المدنيين، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز الحاجة الملحة إلى إبرام الاتفاقيات الدولية، في مسعى حثيث لتنظيم العمليات العدائية، وفق ضوابط توافق ما بين العمليات العسكرية والمتطلبات الإنسانية، وهو ما سعت قواعد القانون الدولي الإنساني لتكريسه.
ويسلط هذا المقال الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه التدابير الوقائية في حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، وهي التدابير المستندة إلى الأطر القانونية والأخلاقية الدولية، والهادفة إلى تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين وضمان سلامتهم في ظل الظروف العنيفة والمعقدة للنزاع، وذلك بما يضمن التخفيف من معاناة المدنيين، وتعزيز احترام القانون الدولي والشرعية الدولية.