كيف يمكننا دعم المقاومة ؟

بعض الشعوب المتعاطفة مع مقاومة الاحتلال الصهيوني ، وبالخصوص في فلسطين ولبنان ، يصعب عليها التواصل مع قوى المقاومة بشكل مباشر وسلس وآمن ، والشعب العراقي ربما من أبرز هذه الشعوب ، ويمكن استعراض بعض وسائل الدعم المناسبة والتي قد تكون غائبة عن الكثيرين ، هذه الوسائل يمكن أن تكون مباشرة ( أي يُقدَّم الدعم مباشرة الى المقاومة ) وبعضها غير مباشر ، وبعضها ممكنة للكثيرين – وربما للجميع – وبعضها غير ممكن للغالبية ، وبعضٌ منها تكون فردية متواضعة والبعض الآخر تكون مؤسساتية كبيرة ومؤثرة :
1) الدعم المسلح : وهو الذي تُركّز عليه غالبية المتعاطفين مع المقاومة ، كتقديم السلاح والذخيرة الى المقاومة أو التطوع في صفوفها ، وهذا الدعم يعتبر الوحيد من الوسائل المباشرة ، وفي الوقت نفسه يعتبر من الوسائل غير الممكنة للكثيرين وربما للغالبية ، إضافة الى أنه من الوسائل التي يمكن اعتبارها فردية في بعض الأحيان إن كان الدعم صعودياً ، من الأفراد الى المؤسسات ، أما إذا نزولياً بحيث تتبناه بعض المؤسسات فسيكون مؤسساتياً .
ومن إيجابيات هذه الوسيلة أنها تكون فعّالة وسريعة الإنجاز ومؤثرة ، أما سلبياتها أنها تسبب مشاكل سياسية وأمنية للبلد الذي يتم فيه تقديم هذا الدعم ، وإذا كانت المؤسسات الوسيطة لتقديم هذا الدعم غير معروفة أو معروفة بعدم وثوقيتها فإن الدعم بهذا الأسلوب سيكون ضعيفاً .
2) الدعم المالي : وهو من الوسائل غير المباشرة ، ويكون القادرون على تقديمه أكثر من الأسلوب الأول ، ولا يؤثر سلباً بشكل كبير على الوضع السياسي أو الأمني ، ولكنه يشترك مع الأسلوب الأول في موضوع حلقة الوصل بين المتبرع والمقاومة ، فإن كانت هذه الحلقة غير موثوق بها أو غير معروفة سيكون الدعم ضعيفاً ، وكذلك يمكن اعتباره جهداً فردياً بدرجة كبيرة ، وهو أقل تأثيراً وأبطأ من الأول .
3) الدعم الإعلامي : وهو من الوسائل غير المباشرة ، ويكون محدوداً إن كان الدعم مؤسساتياً ، باعتبار المؤسسات الإعلامية الداعمة للمقاومة والإعلاميين قليلون وإمكانياتهم ليست كبيرة إذا ما قورنت بالمؤسسات المعارضة للمقاومة ، أما إذا اعتبرنا هذا الدعم يكون عبر مواقع التواصل فيمكن أن يكون مؤثراً إذا ما جنّد المؤيدون للمقاومة أنفسهم لذلك ، ولكن يبقى تأثيره ضعيفاً لأن العمل فردي وغير متخصص وغير مدروس ، ومع هذا فإنه لا يؤثر سلباً بشكل كبير على الوضع السياسي أو الأمني .
4) الدعم السياسي : ويتضمن وقوف الحكومة الى جانب المقاومة سياسياً محلياً ودولياً وتقديم المساعدة الإنسانية الى المتضررين نتيجة المواجهة بين المقاومة والمحتل ، وحتى تقديم الدعم العسكري إن تطلب الأمر . وللوصول الى هذا المستوى لا بد من دعم الجماهير لهذه الجهود ، والأهم من ذلك العمل على توفير أجواء سياسية مناسبة لتشكيل مثل هذه الحكومة الداعمة ، وهذا يعني الاهتمام بالعملية السياسية اهتماماً جدياً وفعلياً حتى لا تنتج عنها حكومة معارضة للمقاومة ، ويجعل العراق – لا سمح الله – من الدول الخضراء بنظر نتنياهو .
وهذا الأسلوب ربما من أنجح أساليب الدعم إلا أنه يتطلب جهداً سياسياً كبيراً ومدروساً وثقافة سياسية واسعة لدى المجتمع بما يخدم جهود المقاومة ، وثماره تكون بعيدة المدى وليست آنية .
5) الدعم الفكري : قد يكون هذا الدعم من أبطأ أنواع الدعم إلا أنه ناجح بدرجة كبيرة ، باعتبار أن كثيراً من مقومات نجاحه متوفرة ، فالضخ الفكري من خلال الفقهاء والعلماء ومنابع الفكر والشعائر الدينية – وعلى رأسها الحسينية – وغيرها تُعتبَر من مقومات الإعداد للدعم الفكري ، وتتبين أهمية هذا الأسلوب من تأثيرات الغزو الفكري على الفرد المسلم الذي وصل به الحال الى رؤية المجازر والتدمير التي يقوم بها المحتل ولا يأبه بها أو يتأثر ، فكيف له أن يدعم المقاومة ويساندها ، فلو كان هناك معادل نوعي فكري لتمكنّا من تقليل تأثير هذا الغزو وبالتالي رفع مستوى الدعم بكل أشكاله .
وهذا الدعم قد لا يكون متاحاً إلا للنخب والمؤسسات الدينية والعلمية والأكاديمية .
6) الدعم الغيبي : باعتبار أن كل أشكال الدعم الظاهري المتقدمة وغيرها يتطلب دعماً غيبياً لتسديده وتوجيهه وتصويبه ، فالتوفيق من الله فهو ولي التوفيق ، ومثل هذا الدعم ممكن للجميع ، فالدعاء والصدقة والصلاة ومجالس الذكر وزيارات المعصومين عليهم السلام كلها ممكنة ، ويمكن أن تكون فردية وإن كانت جماعية فتكون أفضل ، ونتائج هذا الدعم مضمونة إن شاء الله ، وليس بالضرورة أن تكون النتائج كما يريدها الداعم ، ولكنها بالتأكيد تكون في مصلحة المقاومة ومن يقف وراءها من الداعمين والمساندين بل ولكل الأمة الإسلامية .

هناك بالتأكيد وسائل دعم أخرى ولكن لا يمكن حصرها بمقال واحد ، نسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين ويخذل الكفر والمنافقين .

بهاء النجار
9/10/2024
https://t.me/Bahaa_AlNajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M