في الآونة الأخيرة، شهدنا العديد من الحوادث التي تعرضت فيها الهواتف المحمولة الذكية للانفجار بين أيدي المستخدمين، مما جعل الكثيرين يتساءلون: هل يمكن أن تكون أجهزتنا الشخصية، التي نستخدمها يوميًا، خطرًا يهدد حياتنا؟ هذا ما سنعرف في هذا التقرير المعلوماتي…
في الآونة الأخيرة، شهدنا العديد من الحوادث التي تعرضت فيها الهواتف المحمولة الذكية للانفجار بين أيدي المستخدمين، مما جعل الكثيرين يتساءلون: هل يمكن أن تكون أجهزتنا الشخصية، التي نستخدمها يوميًا، خطرًا يهدد حياتنا؟
البطارية
يقول مهندس الاتصالات أدريان ديماريز إن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحترق في الهاتف الذكي هو البطارية، وهذه بالفعل مشكلة تتعلق ببطاريات الليثيوم أيون” التي تزود بها الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، أو حتى السيارات والدراجات الهوائية والدراجات البخارية الكهربائية، ويمكنها أن تتحول بالتالي إلى “قنابل صغيرة”، بسبب خطر احتراق مكوناتها.
ومع أن مثل هذه الأمور تحدث بانتظام، فإنها تظل نادرة نسبيا مقارنة بعدد الأجهزة المتداولة، كما يقول سيلفان شيفالييه المتخصص في الاتصالات، علما أن قوة انفجار هذه المكونات محدودة، وأنه “مع حجم بطارية الهاتف الذكي لا نشهد نفس النوع من الانفجار الذي تم تداوله على مقاطع الفيديو الخاصة بحزب الله، بل إنه عملية شبه مستحيلة”، حسب ديماريز.
ويوضح أدريان ديماريز قائلا “لست على علم بأي طريقة لتفجير بطارية عن بعد على أجهزة قياسية غير معدلة مثل الهاتف الذكي”، مشيرا إلى تجربة أجراها أحد مختبرات الشركة الصينية العملاقة تينسنت عام 2020، وادعى الباحثون أنهم قادرون على التسبب في احتراق الهاتف الذكي عن طريق اختراق أجهزة الشحن.
وحتى في الحالة القصوى عندما يتمكن الاختراق من تسخين بطارية الهاتف أو الكمبيوتر، فستكون العملية تدريجية وبدون تأثير يؤدي إلى تفجير، يقول سيلفان شوفالييه إن القراصنة الذين يتمتعون بمهارات بهذا الحجم “من المحتمل أن تكون لديهم ما هو أهم من محاولة تسخين جهاز آيفون”.
أما إذا كانت عبوة ناسفة قد تم إدخالها في أجهزة النداء الآلي التي انفجرت، فإن سلامة خطوط الإنتاج في هذه الحالة هي التي تثير المخاوف، ويذكر سيلفان شوفالييه في هذا الصدد أن مراقبة التصنيع “تعتمد على كل شركة” ولكنها تظل حاسمة فيما يتعلق “بصورة العلامة التجارية” التي ترغب في ضمانها. بحسب موقع “الجزيرة نت”.
ارتفاع درجة الحرارة
كلما ارتفعت درجة حرارة الطقس، زادت حرارة الأجهزة الإلكترونية، خاصة الهواتف المحمولة، إذ يشكو معظم المستخدمين من ارتفاع حرارة هواتفهم في الصيف، ما يرتبط بمخاوف وأسئلة عن ماذا يحدث للهاتف عندما يسخن؟
حذر موقع «PC mag» المتخصص في التكنولوجيا، من أن سخونة الهاتف الشديدة، قد تؤدي إلى انفجاره، إذ أن هناك بعض العلامات التي تشير إلى احتمالية انفجار الهاتف، بسبب تحلل مكونات البطارية الداخلية، ويسخن معها ظهر الهاتف بشكل كبير، ثم تنتفخ البطارية، وتخرج رائحة كريهة من الهاتف.
وبطاريات الهواتف، تعتبر السبب الرئيسي في سخونته، خاصة أنها مصنوعة من مادة «الليثيوم»، وعند ارتفاع درجة حرارة الطقس تتعطل المكونات الداخلية للبطارية، وهناك أسبابا أخرى لارتفاع درجة حرارة الهاتف مثل تشغيل تحميل التطبيقات الضارة، واستخدام الهاتف عند الشحن، أو تركه ساعات طويلة على الشاحن بعد امتلاء البطارية. نقلا عن صحيفة “الوطن”.
الشحن السريع
إذا كانت البطارية تشحن بسرعة كبيرة، وينتج عن ذلك توليد الحرارة، يتجمع الليثيوم حول الأنود، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث ماس كهربائى.
تقول غراي: “عادة ما يكون لديك نظام لشحن البطارية يتحكم في معدل الشحن”.
وتضيف: “تتحسن جودة البطاريات باستمرار، لذا لا تكون مضطرا لشحنها بسرعة – وإذا فعلت ذلك فستتكون طبقات الليثيوم”.
تشير غراي إلى أن هذا هو السبب الذي قد يجعل شحن البطارية تجربة بطيئة بشكل محبط.
وتشمل العيوب الأخرى التي يمكن أن تتسبب في حدوث ماس كهربائى، التلوث الناجم عن الشظايا الصغيرة للمعدن أثناء عملية الإنتاج أو الثقوب الدقيقة في إغلاق البطارية، والتي قد لا تصبح واضحة حتى يتم شحن البطارية عدة مرات حيث تتمدد وتنكمش المواد.
تقول غراي: “أصبح التصنيع موحدا بشكل أكبر عما كان عليه قبل 10 أو 15 عاما”.
ومع ذلك، قد يكون هناك مشكلة في الجمع بين خلايا البطارية لتوليد المزيد من الطاقة، وهذا أمر شائع على نحو متزايد. فالبطاريات التي تحتوي على 12 خلية، على سبيل المثال، تكون مناسبة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
تقول غراي: “كلما وضعت عددا أكبر من الخلايا سويا كلما زاد احتمال تعطل بعضها”.
وتضيف: “لا تزال هناك عيوب تظهر، لكن الأمر يتحسن. إنه تحد، إذ يجري إنتاج عدد كبير دون الحاجة إلى ظهور خطأ واحد”. بحسب موقع “BBC”.
علامة “سي إي”
وعلى الرغم من احتياطات السلامة والأمان المتبعة، فإن البطاريات المحمولة تنطوي على خطر الانفجار والحريق، ولذلك يتعين على المستخدم مراعاة علامة “سي إي” (CE) أثناء الشراء، والتي تعني أن المعايير المستخدمة في صناعة البطارية متوافقة مع معايير الاتحاد الأوروبي.
وإذا رغب المستخدم في استعمال البطارية في الهواء الطلق، فمن الأفضل أيضا مراعاة فئة الحماية “آي بي 67” (IP67) التي تشير إلى أن هذه البطارية مقاومة للغبار والأتربة ورذاذ الماء، بالإضافة إلى تحمل خطورة الغمر المؤقت في الماء حتى عمق متر واحد لمدة 30 دقيقة.
نشوب حريق
ولا تقتصر أضرار البطاريات المحمولة على الهواتف فحسب، بل إنها قد تتسبب في حدوث أخطار مثل نشوب حريق أو انفجار، وقد تشتمل البطاريات التي يتم شراؤها عبر الإنترنت على علامات “سي إي” مزيفة أو مضللة، ولذلك فإن من الضروري التحقق من هذه المنتجات قبل شرائها.
وينبغي توخي الحرص والحذر مع المنتجات المجهولة الهوية، وأوصى الخبراء الألمان بأنه من الأفضل تجنب شراء بطاريات لا تكون الشركة المنتجة لها غير معروفة، مع ضرورة التشكك في المنتجات الرخيصة للغاية التي تعد بتوفير معدلات أداء عالية.
ويتوجب على المستخدم أيضا التحقق من قدرة خرج البطارية المحمولة (القدرة الكهربائية الخارجة) مع الجهد الكهربائي للهاتف المحمول المراد شحنه، وإلا فقد يتسبب ذلك في حدوث تلف. وغالبا ما تشتمل هذه البطارية على عدة منافذ بقدرات أمبير مختلفة، وتوفر بعض الطرازات ما يعرف بوضع الشحن الذكي الذي يقوم بمواءمة الجهد تلقائيا بحسب الهاتف المحمول المراد شحنه.
ويتعين على المستخدم تجنب ترك الأجهزة التي لا يرغب في استعمالها فارغة الشحنة لفترة طويلة، بل ينبغي إعادة شحنها جزئيا من وقت إلى آخر، وهو ما يساعد على إطالة العمر الافتراضي لها.
نصائح لحماية الهاتف والأجهزة من درجات الحرارة المرتفعة
وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات لحماية الهاتف الذكي والحاسوب اللوحي من السخونة المفرطة:
ـ تجنب أشعة الشمس المباشرة
أبقِ هاتفك مظللا، خاصة أثناء ذروة الحرارة في النهار. ينبغي مراعاة عدم تعرض الهاتف الذكي لأشعة الشمس المباشرة لمدة طويلة أثناء الوجود في المقهى أو على الشاطئ. وإذا كان الجو حارا بالنسبة للمستخدم، فإنه يكون كذلك بالنسبة للجهاز المحمول.
ـ اختر غطاء مناسبا
تأتي معظم الأجهزة المحمولة مزودة بغطاء أسود، وهو ما يساعد على تراكم الحرارة بشكل إضافي، ولذلك يتعين على المستخدم وضع الهاتف الذكي في جيبه عند الوجود في الأماكن المكشوفة تحت أشعة الشمس المباشرة، أو اختيار الأغطية التي توفر العزل الحراري.
كما أن وضع الهاتف الذكي في حافظة واقية قد يؤدي إلى تراكم الحرارة، ولذلك فإنه من الأفضل إخراج الهاتف من الحافظة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ـ تجنب ترك هاتفك في السيارة
يتعين على المستخدم بشكل عام تجنب التقلبات الشديدة في درجات الحرارة، ولا ينبغي بأي حال من الأحول ترك الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي في السيارة، التي صُفت تحت أشعة الشمس المباشرة، نظرا لأن الهواء بداخل السيارة يسخن بشدة.
ـ اقتصد في الاستخدام
تشغيل الألعاب أو التقاط الصور الفوتوغرافية أو تسجيل مقاطع الفيديو يشكل عبئا كبيرا على معالج الأجهزة المحمولة، ولذلك من الأفضل أن تكون هناك فترات استراحة في تلك الأثناء، ويمكنك وضع الهاتف على وضع الطيران عندما لا تستخدم هاتفك بشكل نشط.
ـ راقب حرارة هاتفك وأجهزتك
في حالة تعرض الهاتف الذكي للسخونة المفرطة، فمن الأفضل أن يتم إيقافه على الفور، لكي يتم تبريده ببطء، حتى لا تحدث به أضرار، ويمكنك استخدام التطبيقات أو التحقق من الإعدادات بانتظام لمراقبة درجة حرارة هاتفك وخذ فترات راحة إذا كانت هناك ارتفاع في درجة حرارة الجهاز.
ـ انتبه لشحن البطارية
لا ينبغي شحن بطارية الهاتف الذكي عندما تكون درجة الحرارة المحيطة أعلى من 40 درجة مئوية، ويمكنك وضع الهاتف على وضع توفير البطارية للحفاظ على الطاقة وتقليل إنتاج الحرارة.
وإذا تعرض الهاتف الذكي للسخونة المفرطة، فلا يجوز تبريده من خلال وضعه في الثلاجة، نظرا لأنه يتعرض لأضرار جسيمة بسبب الماء المتكثف بداخله. بحسب “الجزيرة نت”.