يُعد تجمُّع بريكس واحدًا من أبرز التكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم، حيث يضم مجموعة من الدول ذات التأثير الكبير. تمثل هذه المجموعة كتلة كبيرة من سكان العالم، ويتوقع لها أن تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل النظام العالمي. في هذا السياق، تبرز مراكز الفكر كعوامل رئيسية في تعزيز فعالية هذه المجموعة وتوسيع دورها بشكل كبير. فهي توفر الأبحاث والدراسات التي تسهم في تطوير استراتيجيات وآليات تعاون مشتركة، فضلًا عن تحليل القضايا المتشابكة التي تواجه الدول الأعضاء. ومن خلال تقديم رؤى مبتكرة ومعلومات دقيقة، تساعد مراكز الفكر في توجيه السياسات وتسهيل الحوار بين الدول، مما يعزز من قدرة بريكس على مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهدافها التنموية.
في هذا المقال، يتم استعراض ماهية مجموعة البريكس وتطورها وأنشطتها المتنوعة ودور مراكز الفكر في مجموعة بريكس وأهميتها في تعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الأعضاء. يأتي هذا المقال في ظل انعقاد قمة البريكس برئاسة روسية في قازان بروسيا الاتحادية في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر بمشاركة 32 دولة من بينها 24 دولة ستكون ممثلة على مستوى القادة وفي ظل حديث عن انعقاد القمة الأولى لمراكز الفكر في اليوم الثاني بحضور ومشاركة ما يقارب 13 مؤسسة ومركزًا للفكر. وتأتي أهمية القمة الحالية بالنسبة للقاهرة إذ أنها المرة الأولى التي تشارك فيها مصر عضوًا كاملًا بعد انضمامها رسميًا للمجموعة.
التطور من بريك إلى بريكس ثم بريكس بلس
يشير اختصار “بريكس” (BRICS) إلى المجموعة التي أسستها حكومات البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في عام 2009. وتضم المجموعة 3.27 مليار شخص، أو 41.13% من سكان العالم. ونظرًا لأن الصين والهند هما أكثر دول العالم اكتظاظًا بالسكان، فإنهما تمتلكان أكبر حصة سكانية (87%) في المجموعة. وتشير المعلومات إلى أنه قد تم صياغة اختصار “بريك” (BRIC)، الذي لم يتضمن في البداية جنوب إفريقيا، لأول مرة في عام 2001 من قبل “جيم أونيل”، رئيس قسم البحوث الاقتصادية العالمية في “جولدمان ساكس” آنذاك، والذي توقع صعود القوة الاقتصادية للبرازيل وروسيا والهند والصين في العقد القادم. في عام 2006، وبناءً على مبادرة من روسيا، بدأ وزراء خارجية مجموعة البريك في عقد اجتماعات سنوية غير رسمية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي يونيو 2009، نظمت روسيا أول قمة لمجموعة البريك في يكاترينبورج، عندما ظهرت المجموعة رسميًا.
وانتهت القمة بدعوة إلى زيادة دور الاقتصادات الناشئة والدول النامية في المؤسسات المالية العالمية. وفي قمتهم الثانية في أبريل 2010، ضم زعماء مجموعة البريكس جنوب إفريقيا إلى المجموعة، التي غيرت اسمها إلى مجموعة البريكس لتعكس هذه الحقيقة. وفي قمتها السادسة، تم التوقيع على اتفاقية إنشاء بنك التنمية الجديد، بهدف حشد الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في مجموعة البريكس وغيرها من الاقتصادات الناشئة والدول النامية، واستكمال المؤسسات المالية الدولية القائمة. وفي نوفمبر 2019، تم التوصل إلى اتفاق بشأن تكوين تحالف سيدات الأعمال في “بريكس”، لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد وزيادة دورها في ريادة الأعمال.
وبعد 13 عامًا من عدم التوسع، رحبت مجموعة البريكس في قمتها الخامسة عشرة التي عُقدت في جوهانسبرج في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس 2023 بأربعة أعضاء جدد في صفوفها – مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة – وأصبحت تُسمى بشكل غير رسمي مجموعة “البريكس بلس”. بدأت عضوية الدول الأربع في يناير 2024. وعلى الرغم من تلقيها دعوة للانضمام، إلا أن المملكة العربية السعودية لم تفعل ذلك رسميًا بعد. كما انسحب الرئيس الأرجنتيني الجديد “خافيير ميلي” من انضمام بلاده المخطط له إلى المجموعة وذلك وفقًا لدراسة نُشرت عبر خدمة البحوث البرلمانية الأوروبية EPRS تحت عنوان “توسع مجموعة البريكس: هل هو سعي إلى مزيد من النفوذ العالمي؟”.
نظام العمل وقمم سابقة
يجتمع رؤساء دول وحكومات مجموعة البريكس سنويًا، حيث تتولى كل دولة عضو الرئاسة لمدة عام على أساس التناوب حسب ترتيب الاختصار. وتتخذ المجموعة قراراتها بالإجماع ولا يوجد لديها أمانة عامة أو مكتب دائم. ويحدد الرئيس الأولويات وجدول الأعمال للعام، بالإضافة إلى استضافة القمة وجميع الاجتماعات ذات الصلة. يضع الرئيس أولوياته السنوية بالتشاور الوثيق مع أعضاء مجموعة البريكس الآخرين، بناءً على جدول أعمال الرئيس بالإضافة إلى القرارات المتفق عليها مسبقًا لصالح استمرارية تعاون مجموعة البريكس.
عُقدت أول قمة “بريك” واسعة النطاق بمبادرة من الجانب الروسي في 16 يونيو 2009 كما أُشير سابقًا، وحضر القمة الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، والرئيس البرازيلي، لويس لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جينتاو، وبعد الاجتماع، تم تبني بيان مشترك للقادة. وتوالت القمم بعد ذلك، ويوضح الجدول (1) حصرًا بالقمم المختلفة وأهم المعلومات عنها.
جدول (1) حصر بقمم بريكس منذ 2009 وحتى 2024.
رقم القمة | مكان الانعقاد | تاريخ الانعقاد | العنوان الرئيسي/ الهدف |
1 | يكاترينبورج، روسيا | يونيو 2009 | التعاون من أجل الأمن والتنمية |
2 | برازيليا، البرازيل | أبريل 2010 | تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة |
3 | سانيا، الصين | أبريل 2011 | رؤية واسعة، وازدهار مشترك |
4 | نيودلهي، الهند | مارس 2012 | شراكة البريكس من أجل الاستقرار والأمن والازدهار العالمي |
5 | ديربان، جنوب أفريقيا | مارس 2013 | البريكس وأفريقيا: الشراكة من أجل التنمية والتكامل والتصنيع |
6 | فورتاليزا، البرازيل | يوليو 2014 | النمو الشامل: حلول مستدامة |
7 | أوفا، روسيا | يوليو 2015 | شراكة البريكس – عامل قوي للتنمية العالمية |
8 | جوا، الهند | أكتوبر 2016 | بناء حلول متجاوبة وشاملة وجماعية |
9 | شيامن، الصين | سبتمبر 2017 | البريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقًا |
10 | جوهانسبرج، جنوب إفريقيا | يوليو 2018 | البريكس في إفريقيا: التعاون من أجل النمو الشامل والازدهار المشترك في الثورة الصناعية الرابعة |
11 | برازيليا، البرازيل | نوفمبر 2019 | البريكس: النمو الاقتصادي من أجل مستقبل مبتكر |
12 | افتراضيًا | نوفمبر 2020 | شراكة البريكس من أجل الاستقرار العالمي والأمن المشترك والنمو المبتكر |
13 | افتراضيًا | سبتمبر 2021 | البريكس: التعاون بين دول البريكس من أجل الاستمرارية والتوحيد والإجماع |
14 | افتراضيًا | يونيو 2022 | تعزيز شراكة البريكس عالية الجودة، وبدء عصر جديد للتنمية العالمية |
15 | جوهانسبرج، جنوب أفريقيا | أغسطس 2023 | البريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع المتبادل والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة |
16 | قازان، روسيا | أكتوبر 2024 | تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين بشكل عادل |
أرقام بريكس
وفقاً للموقع الإلكتروني للكرملين وفي خطاب بوتين في الجلسة العامة لمنتدى أعمال البريكس في 18 أكتوبر 2024، أشار الرئيس الروسي في كلمته إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة يتجاوز 60 تريليون دولار أمريكي، وتتجاوز حصتها الإجمالية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي حصة مجموعة السبع. وأشار أيضًا إلى أنه في عام 1992، شكلت مجموعة السبع 45.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وشكلت دول مجموعة البريكس 16.7%. وفي عام 2023، شكلت المجموعة 37.4% بينما شكلت مجموعة السبع 29.3%، والفجوة تتزايد وتستمر في النمو. في العقد الماضي، كانت دول البريكس مسؤولة عن أكثر من 40% من الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وبحلول نهاية عام 2024، من المتوقع أن تسجل دول البريكس نموًا بنسبة 4% في المتوسط.
وهذا يتجاوز معدلات النمو في مجموعة الدول السبع، التي تبلغ 1.7% فقط، والمتوسط العالمي المتوقع بنسبة 3.2%. تمثل دول البريكس ما يقرب من ربع صادرات السلع العالمية، حيث تهيمن شركات دول البريكس على العديد من الأسواق الرئيسية، بما في ذلك موارد الطاقة والمعادن والغذاء – الأسواق الأساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة.
نشاط متنوع للمجموعة
يمتد هيكل تعاون مجموعة البريكس عبر الأعمال التجارية والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والبرلمانات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والرياضة. وقد أضفت مجموعة البريكس طابعًا رسميًا على التعاون من خلال إنشاء “مجلس أعمال مجموعة البريكس” (BBC) و”مجلس مراكز الفكر لمجموعة البريكس” و”تحالف سيدات الأعمال لمجموعة البريكس”. ويجتمع “منتدى أعمال مجموعة البريكس” (BBF) عشية القمم، ويجمع بين القادة والرؤساء التنفيذيين، ويهدف إلى توسيع وتنويع التجارة والاستثمارات المتبادلة، بما في ذلك تحديد فرص الأعمال الجديدة.
يجمع “مجلس أعمال مجموعة البريكس” بين جمعيات الأعمال الكبيرة من كل دولة من دول مجموعة البريكس بهدف تقديم توصيات بشأن قضايا التجارة والاستثمار المتعلقة ببيئة الأعمال. يعمل “تحالف سيدات الأعمال لمجموعة البريكس” على سد التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم مع إدماج اقتصادي أكبر للنساء في الاقتصاد. يجمع “المنتدى الأكاديمي لمجموعة البريكس” (BAF)، الذي يعقد قبل القمم، الأكاديميين من مختلف أنحاء مجموعة البريكس. ويتولى “مجلس مراكز الفكر في مجموعة البريكس” (BTTC) مسؤولية تبادل المعلومات ونشرها؛ والبحوث، وتحليل السياسات، والدراسات المستقبلية؛ وبناء القدرات. ويقدم المجلس توصياته إلى زعماء مجموعة البريكس.
المنتدى الأكاديمي لمجموعة البريكس
انعقد المنتدى الأكاديمي لمجموعة البريكس 2024 في موسكو في الفترة من 22 إلى 24 مايو تحت شعار “البريكس: شخصيات جديدة على رقعة الشطرنج العالمية” وفقًا للموقع الإلكتروني للمنتدى. ويعد المنتدى مكانًا رئيسيًا لتشجيع التفاعل بين أعضاء مجتمع الخبراء والعلماء كما أنه يهدف لتعزيز نمو التبادلات الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، يعزز التواصل بشكل أفضل بين الحكومات ومجتمع الخبراء في دول البريكس، مما يسهل بدوره تطوير التوصيات المهنية للقادة الوطنيين لدول البريكس.
وقد استضاف منتدى البريكس الأكاديمي لهذا العام ما يقرب من 300 ممثل لمجتمع الخبراء من دول البريكس، بما في ذلك الأعضاء الخمسة الأصليون بالإضافة إلى الأعضاء الجدد، الإمارات العربية المتحدة وإيران ومصر وإثيوبيا. كما حضر المنتدى خبراء من بلدان عدة، مثل الجزائر وبيلاروسيا والأردن وكندا وكينيا والمغرب ونيجيريا والولايات المتحدة وأوزبكستان وأوغندا وسويسرا. كما شارك في الحدث ممثلو البعثات الدبلوماسية لدول البريكس في موسكو. وتجدر الإشارة إلى أن مركز خبراء البريكس في روسيا بجامعة إتش إس إيه (HSE) قد قام بتنظيم المنتدى، بينما كانت مؤسسة روسكونجرس (Roscongress) مسؤولة عن الإدارة اليومية للفعالية.
أهمية المنتدى الأكاديمي للمجموعة
أقيم المنتدى الأكاديمي الأول في عام 2008، قبل وقت طويل من قمة البريكس الافتتاحية، التي عُقدت في عام 2009. ومنذ إنشاء المنتدى، لعب مجتمع الخبراء في جميع دول البريكس دور المبتكر الرئيسي في تطوير وإعادة تشكيل أجندة المجموعة الشاملة، وركز انتباه الحكومات الوطنية على المبادرات الجديدة واقترح نهجًا فعالًا لمعالجة التحديات التي تواجهها دول البريكس معًا. وقد ساعدت الموافقة على العديد من المقترحات المصاغة سابقًا في التوسع السريع لمجموعة البريكس كمنصة للحوكمة العالمية. إن الغرض من منتدى البريكس الأكاديمي هو أن يكون بمثابة مكان للشراكات، وتوليد أفكار مبتكرة، فضلًا عن تحديد وتخطيط مسار نمو البريكس وكيف سيبدو مستقبل المجموعة. ويشير الخبراء إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن العديد من مبادرات بريكس الناجحة، وخاصة بنك التنمية الجديد، تم تقديمها علنًا لأول مرة وطُرحت على وجه التحديد في المنتدى الأكاديمي.
مجلس مراكز الفكر لدول بريكس
مجلس خبراء بريكس أو مجلس الفكر التابع لمجموعة البريكس هو حوار عالمي للتواصل بين المنسقين الوطنيين، تأسس في عام 2013 في قمة البريكس بجنوب أفريقيا. وتتمثل مهمته الأساسية في إنشاء منصات الخبراء للترويج لأجندة البريكس وصياغة التوصيات لتعزيز آليات التفاعل بين بلدان المجموعة. وتشير معلومات مركز فكر بريكس بجنوب أفريقيا (SABTT) أنه تم اقتراح إنشاء “مجلس مراكز الفكر في مجموعة البريكس (BTTC)” في اجتماع لمراكز الفكر الخمس في دول البريكس في مارس 2013، وأيده زعماء البريكس في قمة إيثيكويني (ديربان، جنوب أفريقيا) في وقت لاحق. وتجدر الإشارة إلى أن “مجلس مراكز الفكر في مجموعة البريكس” يضم معهد البحوث الاقتصادية التطبيقية (IPEA) (البرازيل)، واللجنة الوطنية لبحوث مجموعة البريكس (NRC/BRICS) (روسيا)، ومؤسسة أوبزرفر للبحوث (ORF) (الهند)، والمجلس الصيني للتعاون بين مراكز الفكر في مجموعة البريكس (CCBTC) (الصين)، والمعهد الوطني للعلوم الإنسانية والاجتماعية (NIHSS) (جنوب أفريقيا). والغرض الرئيسي من إنشاء المجلس هو -وفقًا لما ورد في إعلان مجلس مراكز الفكر بشأن الآلية القانونية لإنشاء مجلس مراكز الفكر في مجموعة البريكس– تشكيل منصة لتبادل الأفكار بين الباحثين والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر، وعقد منتدى البريكس الأكاديمي، وتقديم توصيات وتوجيهات سياسية إلى زعماء البريكس للنظر فيها.
الاجتماع الأول لمجلس الفكر لدول البريكس
تشير معلومات بريكس بروسيا الاتحادية إلى أنه في السابع من مارس، انعقد الاجتماع الافتتاحي لمجلس خبراء البريكس في روسيا. وناقش ممثلو مراكز الخبراء في البريكس خطة العمل والمجالات ذات الأولوية لمسار خبراء البريكس في عام 2024. ومن بينها التعددية والحوكمة العالمية؛ والتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية؛ والبنية التحتية للمعلومات الحرجة والأمن السيبراني؛ وقضايا انتقال الطاقة وحماية البيئة؛ والتجارة الدولية والأعمال والتجارة الإلكترونية؛ والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة؛ والنظام النقدي والمالي الدولي؛ والتعليم والعلوم؛ والرعاية الصحية، وغير ذلك. ويتمثل الهدف الأساسي لمجتمع خبراء البريكس هذا العام، في صياغة مقترحات جديدة وتوصيات عملية لتعزيز التعاون بين دول المجموعة في هذه المجالات، والتي تُقدم إلى القادة قبل قمة البريكس في قازان في أكتوبر. ولتحقيق هذا الهدف، تُعقد عدد من الأحداث والمشاورات المتخصصة تحت رئاسة البريكس الروسية لعام 2024. ويعمل مجلس خبراء البريكس بروسيا في جامعة HSE كمُنسق وطني لمجلس خبراء البريكس.
وتشير المعلومات إلى أنه خلال قمة بريكس الحالية ستُعقد على هامشها القمة الأولى لمراكز الفكر يوم 23 أكتوبر 2024 وستشارك فيها العديد من مراكز الفكر وستتضمن القمة جلستين رئيسيتين تنطوي الأولى على مناقشة دور مراكز الفكر والإعلام في تنمية السياسات الاقتصادية والثقافية والجيوسياسية لدول المجموعة، بينما تركز الجلسة الثانية على دور مراكز الفكر في تعزيز القوة الناعمة لدول المجموعة.
مكاسب مصرية أكاديمية
شاركت مصر بوفد برئاسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في اجتماع قادة أكاديميات العلوم للدول الأعضاء بمجموعة “بريكس” في العاصمة الروسية موسكو على مدار يومي 29 و30 مايو 2024، تحت شعار الشراكة الأكاديمية من أجل السلام والتنمية المتبادلة والازدهار في الأكاديمية الروسية للعلوم، بالتعاون مع مركز البحث الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع يعقد بشكل دوري منذ عام 2018 من أجل بناء وتعزيز التعاون العلمي بين دول المجموعة، إلا أن أهم ما يميز الاجتماع هذا العام وفقًا لتصريحات رسمية هو مشاركة الدول التي انضمت حديثًا إلى المجموعة. وقد شاركت مصر أيضًا، عبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في فعاليات الاجتماع الحادي عشر لوزراء التعليم العالي في الدول أعضاء تجمع البريكس، الذي انعقد خلال الفترة من 10 إلى 11 يونيو 2024. وفقًا للموقع الإلكتروني لرئاسة مجلس الوزراء فإن مصر تسعى من خلال الانضمام إلى هذا التجمع الاستفادة من أفضل الممارسات في دول المجموعة في مجالات متعددة مثل: (تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتنمية الطفولة المبكرة). كما تخطو مصر خطوات ثابتة نحو تأسيس “شبكة جامعات دول البريكس”، بحيث تكون منصة معرفية، كما تخطو نحو الاعتراف المتبادل بالمؤهلات العلمية بين دول البريكس مما سيكون له أثر بالغ في تعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي.
الخاتمة
تلعب دول البريكس بالفعل دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، ومن المؤكد إن صمدت دولها في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية فإن نفوذها سيزداد في المستقبل. ويتضح أن مراكز الفكر تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجموعة من خلال تقديم أبحاث معمقة وتحليلات استراتيجية، ومما لا شك فيه أن هذا الدور سوف يتنامى خاصة مع استقبال وافدين جدد للمجموعة وازدياد الرغبة الدولية في الانضمام إليها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المراكز تساهم بشكل فعال في صياغة السياسات وتوجيه النقاشات حول القضايا العالمية المهمة. إن تأثير مراكز الفكر يمتد إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الدول الأعضاء، مما يسهم في بناء شراكات قوية على ركائز مستدامة. ومع التحديات المتزايدة التي تواجه العالم اليوم، يصبح من الضروري الاستفادة من خبرات هذه المراكز لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، مما يضمن تحقيق الأهداف المشتركة لمجموعة بريكس في المستقبل. في النهاية، يمكن القول أن الدول التي ستساهم بخبراء ومفكرين على أعلى مستوى ستكون الفرصة سانحة لها في مشاركة مقترحاتها وستكون لها الفاعلية والريادة في عرضها على المنتدى.