الملخص :
لقد مر ما يقارب ست سنوات منذ أن بدأت الدراسات الديموغرافية التاريخية في بوروندي. لقد حان الوقت للتقييم بغية قياس التقدم المحرز، ودراسة المشاكل والثغرات وكذلك آفاق البحث الذي لا يزال في بدايته المتعثرة.
أثارت الاستعانة بالمصادر منها الشفوية والمكتوبة “الكمية” أو” النوعية” ثلاث إشكاليات على التوالي حول الكثافة السكانية في الفترة ما قبل الاستعمار مباشرة في القرن التاسع عشر حول الاختلالات التي عرفتها الفترة الاستعمارية وتلك المتعلقة بالنمو الحالي.
يهدف البحث إلى دراسة جادة لظاهرة التمزق الديموغرافي بمختلف أشكاله، يليه تحديد العوامل والرسوم البيانية للنمو عبر ثلاث مراحل وثلاث حقب ديموغرافية أفصحت عن زيادة في عدد السكان خلال القرن التاسع عشر؛ وبداية مرحلة الركود جراء أزمة ديموغرافية من 1880 إلى 1910 والتي استمرت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ ناهيك عن النمو الذي عرفه منذ خمسينيات القرن الماضي حيث شمل التوسع جل التراب الوطني بوثيرة متسارعة ليصل اليوم إلى معدل سنوي نسبته 3 بالمائة.
يهدف هذا المقال إلى استخدام النتائج التي تم الحصول عليها لاستخلاص الفائدة من بعض الفرضيات وكذا مناقشة فعالية ونجاعة بعض مناهج البحث.