تقديم :
هذا الكتاب موجه لطلاب الجامعات وإلى المهتمين بمجال مهم في تنمية الموارد البشرية وتطويرها بالنسبة للمنظمات، والذي يعرف بهندسة عمليات التكوين والتدريب وهي عمليات مبنية على تنظيم دقيق يتم من خلاله نقل الخبرات والمعارف لزيادة مهارات ومعلومات المستهدفين من التكوين أو تغير سلوكياتهم وقناعاتهم للوصول إلى الأهداف الرئيسية للتدريب التي يتوقف تحقيقها على درجة كفاءة هؤلاء المتدربين ومجهوداتهم المبذولة، حيث يفرض المحيط الخارجي كفاءات ومؤهلات جديدة متغيرة باستمرار ولتحصيلها يجب أن تتحرى المنظمات الدقة والتخطيط والتنظيم وبذل الجهد من المتدربين.
لذلك يأتي هذا الكتاب لغرض تحقيق التفصيل في مراحل إجراء عمليات التدريب وهندستها لدى المنظمات من التحليل والتخطيط إلى التقييم والمتابعة، ويتجسد ذلك بإتباع الأساليب العلمية الموضوعية ضمن مفهوم هندسة التكوين، منها إتباع مبادئ التعلم في التدريب في تطبيق البرامج التدريبية، والتخطيط له وتحديد الاحتياجات التدريبية بتحليل المنظمة والعمل والعامل، ووضع الأهداف التدريبية تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية، اختيار أساليب التدريب المناسبة والوسائل الإيضاحية، ثم اختيار المدرب الكفء واختيار الأفراد المعنيين بالتدريب مع بذل الجهد والتكوين ذاتيا ،تقييم ومتابعة التدريب قبل وأثناء وبعد عملية التدريب ولكل مرحلة تقييم عناصر محددة يتم التركيز عليها وهي مراحل مترابطة ومتكاملة .
وأصبح مفهوم هندسة التكوين والتدريب مرتبطا بالتكنولوجيا مما يساعد في بناء منصات تعليمية ومحتوى متطور وأساليب متعددة في عملية التنفيذ ما يدفع إلى التوجه نحو التعليم أو التكوين الالكتروني واستخدام التكنولوجيات المتقدمة والجهد الذاتي للمتكون مع توفر المرونة في تنفيذ عملية التكوين خصوصا وأن موضوع هندسة التكوين في المنظمات الناجحة يتطلب إتباع معايير تسمح بتصنيفها بما يساهم في الحفاظ على المورد البشري ورفع كفاءته واستمرار صيرورة العمل بالنسبة للمنظمة بما يتلاءم مع التحديات الداخلية والخارجية لها.
وتأتي أهمية هذا الكتاب في تعرف الطلبة على المبادئ الأساسية لهندسة عملية التكوين والعناصر المكونة لها وإجراءات وخطوات تنفيذها، مما يساعدهم على بناء خلفية نظرية حول التدريب المهني وهندسته ومنها توجيه النظر إلى البحث الميداني في الموضوع من خلال البحوث والرسائل العلمية، أيضا يمكن البناء على المحتوى النظري في التطبيق العملي عند ولوج عالم الشغل كمختصين في مجال التكوين وإدارة الموارد البشرية.
وتكمن أيضا أهميته في إمكانية ملامسة واقع هندسة العملية التكوينية والتدريبية لدى المنظمات من خلال المقارنة بين مبادئ وإجراءات تنفيذ العملية التدريبية والتنفيذ الفعلي لها في المنظمات، ما يساعد في وضع تقييم ذاتي من خلال متابعة العملية بعد انتهائها، كما أن لهندسة التكوين والتدريب رؤية إستراتيجية مستقبلية للمنظمة في تطوير وجودة مواردها البشرية.