لماذا يترك المراهقون منازلهم؟

من الأهمية بمكان ان يمنح المراهقون قدراً من الثقة بالنفس للتعبير عن شخصياتهم واثباته ذواتهم، والابتعاد عن معاملتهم كالأطفال الصغار لكونهم أصبحوا أكبر وأكثر نضجاً وأكثر حاجةً لتقدير الآخرين واحترامهم لرغباتهم وأفكارهم، ومعاملتهم كصغار من أكثر الأشياء التي تثير غضبهم وتدفعهم باتجاه مغادرة المنزل…

تعد فترة المراهقة بالنسبة للإنسان من أكثر الفترات العمرية خطراً وحرجاً عليه، فهو يختلف عن كل البشر في الفترات العمرية الأخرى، في هذه الفترة يجتمع العناد والرغبة في الظهور واشغال الناس بسلوكياته التي يراها صحيحة بالمطلق.

وهو بذلك يرفض الانقياد للآخرين وحتى والديه ومن هذه النقطة تحديداً تبدأ مشكلته مع والديه وقد ينجح الاهل في احتواءه وكسبه وقد لا ينجحون بذلك مما يؤدي الكثير من المشكلات والتناحر وبالتالي يرغب في مغادرة المنزل، فماهي دوافع ترك المنزل بالنسبة للمراهق؟، وكيف نتعامل مع هذه المشكلة؟

من الصعب على أحد أن ينسى فترة المراهقة وما مر معه فيها من صعوبات وأفكار، حتى أن هذه الأفكار كانت تصل في بعض الأحيان إلى حد الغرابة وذلك ينتج من العدسة المشوهة التي يرى بها المراهق الحياة فهي بالتأكيد لا تعطيه صورة غير واقعية وبالتالي يتعامل وفق الصورة التي تكونت لديه فيبتعد عن جادة المنطق والعقل ويتجه صوب العاطفة اللاعقلانية التي تقحمه في المشكلات السلوكية والنفسية من دون ان يعي عواقب ما يقوم به لكون مشحون او مخدر عاطفياً.

من الواقع:

تشتكي لي احدى قريباتي من ردود الفعل المبالغ فيها لابنها المراهق الذي يرفض الانصياع لأية أوامر حتى وان كانت بأسلوب الطلب اللطيف وغير المستفز، وحين يحاولون ارغامه على القيام ببعض الواجبات او الانتهاء عن بعض السلوكيات التي يرونها غير مناسبة يحاول مقايضتهم تارة وتهديدهم تارة أخرى بالخروج من المنزل والعيش مع أصدقاء الذين يشاركهم ذات المشكلة، مما يحدوا بوالديه الى تركه يتصرف كما يريد لئلا يخرج من المنزل وحينها يكون ابناً باراً للشارع وماادارك ماذا وكيف يربي الشارع.

لماذا يرغب المراهقون في مغادرة منازل والديهم؟

يرغب المراهق للخروج من منزل والديه لأسباب عديدة أهمها ما يلي:

اول ما يدفع المراهقين الى اختيار ترك المنزل هو رغبتهم في التخلص من القيود والأنظمة التي يفرضها الوالدين على أبنائهم والتي رفضها أبنائهم المراهقين بفعل الفورة في الروح والشعور بالغضب السريع حيال هذه القيود، وبالتالي يجدون في ترك منزل الأهل طريقة مثالية للتعبير عن غضبهم ورفضهم لهذا الواقع.

السبب الثاني هو محاولة المراهقين إثبات ذواتهم وأنهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم، قد تنبع رغبتهم في ترك منزل الأهل من رغبة أو حاجة أخرى وهي واتخاذ المواقف القرار بصورة فردية، ولهذا تجدهم كثيري الحساسية تجاه كل شيء، ويعتبر تركهم لمنزل ذويهم من المواقف الكبرى التي كثيراً ما يلوحون ويهددون بها كي يكتسبون احترام أهلهم لهم وعدم التدخل في قرارتهم كما يعتقدون.

والسبب الثالث هو ارتفاع سقف احلامهم وطموحاتهم التي تفرضها عليهم مرحلة المراهقة، اذ يصل الى التخيل غير الواقعي الى اعلى مستوياته خلال فترة المراهقة وليس من السهل التنبؤ بما قد تلهم هذه الأحلام والطموحات من أفكار غريبة عند المراهقين ومنها موضوع تركهم منازلهم والاستقلال عن ذويهم.

كيف نتعامل مع هذه المشكلة؟

لتفادي اضرار هذه المشكلة الكبيرة يجب علينا كآباء ومربين القيام بالتالي:

أولاً يجب ان نخلق علاقة طيبة مع الأبناء والحرص على جعل جو المنزل مليء بالمحبة والالفة والاحترام والتقبل المتبادل بدلاً من فرض منطق القوة والطاعة التي تدفع المراهق للخروج عن والتمرد.

ومن الأهمية بمكان ان يمنح المراهقون قدراً من الثقة بالنفس للتعبير عن شخصياتهم واثباته ذواتهم، والابتعاد عن معاملتهم كالأطفال الصغار لكونهم أصبحوا أكبر وأكثر نضجاً وأكثر حاجةً لتقدير الآخرين واحترامهم لرغباتهم وأفكارهم، ومعاملتهم كصغار من أكثر الأشياء التي تثير غضبهم وتدفعهم باتجاه مغادرة المنزل.

واخيراً يجب توعية المراهقين بمخاطر تركهم لمنزل الابوين لكونهم لازالوا غير قادرين على إدارة حياتهم بصورة كاملة فالحيلة صعبة ومعقدة والمراهقين لم يصلوا الى مرحلة النضج الكافية بعد، وهذا الذي يجب على المراهقين أن يفهموه، ولكن لا يجب إخافتهم إلى الحد الذي يضعف ثقتهم بأنفسهم ويثنيهم عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

 

المصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M