القوى الإقليمية والدولية تراقب.. سوريا ما بعد الاسد

هذا السقوط المدوّي أتى في أعقاب حدثين زلزاليّين آخرين ساهما في انهيار المعسكر الموالي لإيران في المنطقة من خلال ضربتين قاصمتين تلقّاهما أبرز حليفين إقليميين لطهران هما حزب الله اللبناني الذي قضت إسرائيل على معظم قادته، وحركة حماس الفلسطينية التي اغتيل رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية. والهجوم الصاعق…

سقط بشار الأسد خلال 11 يوما فقط. فبعد أن اعتقد كثيرون أنّ الثورة التي اندلعت ضدّ نظامه قبل حوالى 14 عاما انطفأت جذوتها، تسارعت فجأة وتيرة الأحداث في سوريا، معيدة خلط الأوراق في الشرق الأوسط.

والواقع أن هذا السقوط المدوّي أتى في أعقاب حدثين زلزاليّين آخرين ساهما في انهيار المعسكر الموالي لإيران في المنطقة من خلال ضربتين قاصمتين تلقّاهما أبرز حليفين إقليميين لطهران هما حزب الله اللبناني الذي قضت إسرائيل على معظم قادته، وحركة حماس الفلسطينية التي اغتيل رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية.

والهجوم الصاعق الذي فاجأ الجميع بسرعة تقدّمه، شنّته فصائل مسلّحة معارضة للأسد تقودها هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي الذي فك ارتباطه بتنظيم القاعدة.

وقبل أن ينطلق هذا الهجوم لم يكن أي من السوريين أو من سواهم، سواء أكانوا في دول صديقة لنظام الأسد أو معادية له، أو أكانوا خبراء أو محلّلين أو صحافيين، يعتقد أنّ بوصلة الأحداث ستتّجه فجأة صوب دمشق، فيما كانت الأنظار مشدودة منذ أكثر من عام إلى الحرب المستعرة في قطاع غزة والتي ما لبثت أن تمدّدت إلى لبنان.

والسبب في ذلك أنّ بشار الأسد بدا وكأنّه ثابت في موقعه لا يتزحزح، بعد أن قضت القوة الضاربة لحلفائه الرئيسيين، إيران وروسيا وحزب الله، على كلّ من هدّد حكمه، وتسارعت وتيرة عودته إلى الحضن العربي.

لكنّ أياما قليلة كانت كفيلة بتغيير الصورة بأكملها، وبعد فرار الرئيس، انفجر السوريون فرحا وراحوا يحطّمون تماثيله وتماثيل والده الرئيس السابق حافظ الأسد ويدوسون عليها ويسحلونها.

ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، انجرّت إيران ومعها “محور المقاومة” التابع لها إلى نزاع سرعان ما كشف نقاط وهنها.

فحرب الإسناد التي أعلنها حزب الله ضد إسرائيل دعما لحماس أنهكت التنظيم وأهلكت معظم قادته، وفي مقدّمهم أمينه العام حسن نصر الله.

ومن المرجّح كذلك أن يكون سقوط الأسد قطع إلى غير رجعة شريان الحياة الذي كان الحزب يعتمد عليه لتلقّي إمداداته من السلاح والمال من الجمهورية الإسلامية عبر سوريا والذي تلقى ضربات إسرائيلية شديدة، إذ إنّ حكّام الشام المقبلين لن ينسوا للحزب الشيعي دوره في سحق ثورتهم.

أما بقية أطراف “محور المقاومة”، أي الحوثيون في اليمن والفصائل الشيعية الموالية لطهران في العراق، فحافظت من جهتها على قدرتها على مضايقة حلفاء الولايات المتحدة والقوى السنية الإقليمية الوازنة، لكن من دون أن تتمكّن من إحداث أيّ تغيير في الوضع الراهن.

ويرى أندرياس كريغ الأستاذ في جامعة “كينغز كوليدج” في لندن أنّ “محور المقاومة يفقد طابعه العابر للحدود الوطنية وعمقه الإقليمي الاستراتيجي”.

أما بالنسبة لروسيا الغارقة في حرب ضدّ أوكرانيا، فخسارتها قد تكون جسيمة في سوريا حيث لديها في مدينة طرطوس المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط أكبر قاعدة بحرية في الشرق الأوسط.

ويقول كريغ “من الصعب أن نتصور أنّ النظام الاجتماعي والسياسي الجديد في دمشق سيسمح للروس بالبقاء بعد كل ما فعلوه من أجل نظام الأسد”.

بالمقابل يقول الأستاذ الجامعي إنّ تركيا، راعية الفصائل المسلحة المعارضة التي شنّت الهجوم ضد الأسد، هي “الرابح الأكبر” من سقوط الرئيس السوري، لكنّ “نفوذها على هذه (الفصائل) لا يعني أنّها تملك السيطرة عليها”.

وعلى هذا الصعيد يعتبر آرون لوند، الخبير في مركز أبحاث “سنتشري إنترناشونال” أنّ الشرق الأوسط يبدو اليوم أمام “حرب في كل مكان”، مع قُرب “عودة دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض.

ويوضح الخبير لفرانس برس أنّ ما يزيد من تعقيدات الوضع في سوريا “بالإضافة إلى سقوط نظام الأسد هي الأسئلة المتعلقة بمن سيحلّ محلّه والمدّة التي سيستغرقها وضع الأمور في نصابها. من هنا سنشهد منافسة إقليمية من شتى الأنواع”.

ولطالما كان نفوذ الفصائل المناهضة للأسد في سوريا يقاس بمقدار أموال النفط التي توزّع على هذه الفصائل.

وظل الأمر على هذا الحال منذ 2011 إلى أن وجدت دول الخليج، وفي مقدّمها الإمارات العربية المتحدة، نفسها مضطرة لإعادة وصل ما انقطع مع الأسد، حليف إيران.

واليوم تجد هذه الدول نفسها أمام واقع أسوأ، بحسب ما يقول لوند، مشيرا إلى أنّ “أولئك الذين كانوا مذعورين من جماعة الإخوان المسلمين، يشاهدون في دمشق اليوم جماعة إخوان مسلمين أقوى بألف مرة وأكثر تشدّدا وعدائية تجاههم”.

أما إسرائيل، فهي تنتظر قبل أي شيء، على غرار بقية جيرانها، الورقة الرئيسية التي ستحل في واشنطن في 20 كانون الثاني/يناير، عندما يعود الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة.

ومن الرباط إلى الرياض، ومن الخرطوم إلى طهران، يأمل الجميع، من قادة ومعارضة، في كسب تأييد الملياردير الجمهوري المعروف باتباعه دبلوماسية الصفقات.

وعشية فرار الأسد من دمشق قال ترامب إنّ “الفوضى” في سوريا “ليست معركة واشنطن”.

لكنّ الرئيس المقبل سيجد أمامه شرق أوسط مختلفا.

ويقول كريغ “إنها نهاية أسطورة استقرار الأنظمة الاستبدادية”.

ويرى الباحث أنّ ما يجري في سوريا هو بمثابة “تحذير لأمثال حفتر والسيسي وسعيّد في العالم”، في إشارة إلى المشير الليبي خليفة حفتر والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي قيس سعيّد.

وليبيا ومصر وتونس هي ثلاث دول عربية أطاحت ثورات شعبية في 2011 بحكامها المستبدين الذي ظلوا في السلطة عقودا من الزمن.

الرابح الأكبر وتحديات الثقل الإقليمي لتركيا

يرى خبراء أنّ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، عدوّ أنقرة، يعزّز الثقل الإقليمي لتركيا التي باتت تتمتّع بنفوذ متزايد في جارتها الجنوبية، لكنّه بالمقابل يطرح عليها تحدّيات عديدة ليس أقلّها نجاح العملية الانتقالية.

ويقول بول سالم، نائب رئيس “معهد الشرق الأوسط” ومركزه واشنطن، إنّ “تركيا، باعتبارها الداعم الرئيسي للمعارضين، هي الرابح الأكبر في المنطقة” من سقوط الأسد.

لكنّه يشير إلى أنّه في الوقت الذي تغرق فيه سوريا في المجهول، فإنّ “هذا النجاح يحتم (على أنقرة) مسؤولية المشاركة في عملية انتقالية ناجحة”.

وقالت تركيا الأحد على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان إنّها مستعدّة لمساعدة سوريا على “ضمان أمنها” و”بلسمة جراحها”.

وإذ دعا الوزير إلى “انتقال سلس” للسلطة في دمشق، أعرب عن أمله في عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعدما سقط الأسد.

ويعيش ثلاثة ملايين لاجئ سوري على الأراضي التركية، وهو عدد ضخم غذّى في صفوف الأتراك مشاعر العداء للسوريين.

أما غونول تول، مديرة برنامج تركيا في “معهد الشرق الأوسط”، فتقول من جهتها إنّ “احتمال عودة اللاجئين السوريين سيعزز التأييد” للرئيس رجب طيب إردوغان في الرأي العام التركي.

وترى الخبيرة التركية أنّه على صعيد السياسة الخارجية، فإنّ سقوط الأسد سيعيد خلط الأوراق بين أنقرة وموسكو التي كانت حليفة أساسية لدمشق إلى جانب طهران.

وتوضح تول أنّ “تركيا ستتمتّع بتوازن أفضل للقوى في علاقاتها مع روسيا”، مشيرة إلى أنّ الحرب في سوريا جعلت أنقرة “ضعيفة” أمام موسكو، إذ كانت تخشى حتى الآمس القريب أن يؤدّي القصف الجوي الروسي على شمال غرب سوريا إلى تدفّق أعداد إضافية من اللاجئين السوريين إلى حدودها.

بدوره، يقول سونر كاغابتاي الخبير في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، إنّه بعد سقوط الأسد فإنّ “نفوذ تركيا في دمشق سيزداد على حساب إيران وروسيا”.

لكنه يعتبر أن التحدّي أمام تركيا اليوم يكمن في مساعدة هيئة تحرير الشام التي قادت الفصائل المعارضة في الهجوم الذي أطاح بالأسد، على “كسب اعتراف دولي” و”التخلّص من روسيا وإيران”.

ويحذّر الخبير من أنّ “الأمر لن ينجح إذا ما تصرّفت تركيا كما لو أنها الحاكم الجديد لسوريا”.

من جهتها، تعتبر سينيم أدار، الخبيرة في “مركز الدراسات التركية التطبيقية” في برلين، أنّه “من السابق لأوانه” القول ما إذا كانت تركيا هي “الرابحة” من التطورات في جارتها الجنوبية.

وتوضح في منشور على منصة إكس أنّ “الكثير سيتوقف على الدينامية بين الجهات الفاعلة المحلية، وبخاصة بين هيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديموقراطية”، الائتلاف المكوّن من فصائل معارضة يهيمن عليها الأكراد، “وعلى الدينامية بين هيئة تحرير الشام وأنقرة”.

ويمثّل اختلال التوازن في شمال سوريا أيضا فرصة لتركيا لكي تُبعد عن حدودها “وحدات حماية الشعب”، الفصيل الكردي المتحالف مع الغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن أنقرة تعتبره امتدادا لحزب العمال الكردستاني، عدوها اللدود.

وفي هذا السياق تمكّن مقاتلون موالون لتركيا شاركوا في هجوم الفصائل المعارضة على الأسد، من السيطرة الأسبوع الماضي على تلّ رفعت، المدينة الواقعة على تخوم “المنطقة الأمنية” التي تحتلّها تركيا في شمال سوريا، بعدما كانت تسيطر عليها القوات الكردية.

والأحد، أكّد وزير الخارجية التركي أنّ بلاده ستسهر على ضمان عدم بسط المقاتلين الأكراد نفوذهم في سوريا “من خلال استغلال الوضع”، في وقت أعلن التلفزيون التركي أنّ الفصائل الموالية لتركيا “تطهّر” منطقة منبج، الواقعة شمال شرق حلب، من وحدات حماية الشعب.

وأضاف الوزير التركي “نحن على تواصل مع أصدقائنا الأميركيين بهذا الشأن. إنّهم يعرفون مدى حساسيتنا تجاه مسألة وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني”.

وبمعزل عن الاعتبارات الأمنية، ترى غونول تول أن “إردوغان سيتمكن من استخدام (صورة) وحدات حماية الشعب الضعيفة لإعادة تلميع صورته في بلاده”.

عودة المهاجرين السوريين

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الاثنين إن تركيا ستعمل على عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى ديارهم طوعا وبأمان وعلى إعادة إعمار سوريا، بعد أن أطاحت قوات المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد بشكل مباغت.

وأضاف أن تركيا ستقف إلى جانب السوريين في هذه “المرحلة الجديدة”، لكن تنظيمات مثل الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا جماعة إرهابية يجب ألا تستفيد من الوضع.

وتستضيف تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، زهاء ثلاثة ملايين مهاجر ولاجئ سوري مما يجعلها أكبر مضيفة للسوريين الذين فروا من الحرب الأهلية. كما تسيطر على أراض في شمال سوريا بعد عدة عمليات نفذتها عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.

وارتفعت أسهم شركات البناء والأسمنت التركية يوم الاثنين مدعومة بتوقعات بأنها ستستفيد من إعادة الإعمار في سوريا.

طهران ومحورها.. احتواء المسار العدائي

بدوره قال مسؤول إيراني كبير لرويترز يوم الاثنين إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بحليف طهران بشار الأسد.

وأضاف المسؤول أن هذا يمثل محاولة “لمنع مسار عدائي” بين البلدين.

وأزال سقوط الرئيس بشار الأسد معقلا مارست منه إيران وروسيا نفوذا في أنحاء العالم العربي.

وقالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق على أساس “نهج حكيم وبعيد النظر” ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل كل فئات المجتمع السوري.

ولا شك أن إيران تشعر بالقلق من أن تؤثر طريقة تغيير السلطة في دمشق على نفوذها في سوريا، العمود الفقري لنفوذها في المنطقة.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين لرويترز إن الأمر لا يدعو للذعر وإن طهران ستتبع السبل الدبلوماسية للتواصل مع أشخاص وصفهم أحد المسؤولين بأنهم “داخل الجماعات الحاكمة الجديدة في سوريا الذين تقترب آراؤهم من (وجهات نظر) إيران”.

وقال مسؤول إيراني ثان “القلق الرئيسي بالنسبة لإيران هو ما إذا كان خليفة الأسد سيدفع سوريا للدوران بعيدا عن فلك طهران… هذا السيناريو تحرص إيران على تجنبه”.

وإذا أصبحت سوريا ما بعد الأسد دولة معادية فستحرم جماعة حزب الله اللبنانية من طريق الإمداد البري الوحيد لها وستمنع إيران من الوصول إلى البحر المتوسط و”خط المواجهة” مع إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين الكبار إن حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد.

وأضاف “هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية”.

قال المسؤول إن إيران أقامت اتصالات مع جماعتين في القيادة الجديدة وستقيم مستوى التفاعل في الأيام المقبلة بعد اجتماع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو جهاز أمني كبير.

وذكر مسؤولان إيرانيان أن طهران تخشى من أن يستغل ترامب سقوط الأسد في زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران “إما لإجبارها على تقديم تنازلات أو لزعزعة استقرارها”.

وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية “لم يتبق لإيران الآن سوى خيارين، التراجع ورسم خط دفاعي في العراق أو السعي إلى التوصل لاتفاق مع ترامب”.

وكشف سقوط الأسد عن تضاؤل النفوذ الاستراتيجي لإيران في المنطقة، والذي زاد سوءا بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية على حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.

وأنفق حكام إيران من رجال الدين مليارات الدولارات على دعم الأسد خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا عام 2011 ونشروا فيها الحرس الثوري لإبقاء حليفهم في السلطة والحفاظ على “محور المقاومة” الإيراني في مواجهة إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

وسقوط الأسد يكسر حلقة مهمة في سلسلة المقاومة الإيرانية بالمنطقة والتي كانت بمثابة طريق عبور مهم تزود طهران من خلاله حلفاءها، وخاصة حزب الله، بالأسلحة والتمويل.

هذا وقد تعرّضت السفارة الإيرانية في سوريا لتخريب ونهب بعد دخول فصائل المعارضة إلى دمشق الأحد وإعلانها سقوط الرئيس بشار الأسد حليف طهران، وفقا لمصوّر في وكالة فرانس برس.

وشاهد المصوّر مكاتب السفارة وقد تعرضت للتخريب، حيث انتشر الزجاج المتكسر في المبنى الواقع في منطقة المزة حيث سفارات أخرى ومكاتب الأمم المتحدة، بينما وقفت في محيطها شاحنات ممتلئة بمقتنيات مسروقة.

وفتحت خزائن الملفات والأدراج، بينما تناثرت الأوراق والملفات ومحتويات أخرى، بما في ذلك أعلام إيرانية وسورية، في أنحاء المكان.

وشاهد المراسل خزنة في وسط إحدى الغرف التي امتلأت بصور محطمة، من بينها لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني والمرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.

على الأرض كذلك، صورة ممزقة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في أيلول/سبتمبر، وصورة للقائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أميركية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020.

وخارج السفارة، كانت بعض الشاحنات متوقفة، بينما عمل بعض الأشخاص على تحميلها بمقتنيات سرقت من المبنى.

وكان التلفزيون الرسمي الإيراني أفاد في وقت سابق “هاجم مجهولون السفارة الإيرانية”، مرفقا تقرير بلقطات بثتها قنوات أجنبية مختلفة.

من جهتها، نقلت صحيفة “طهران تايمز” عن الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله إن “الدبلوماسيين الإيرانيين في السفارة في دمشق أخلوا المبنى قبل الهجوم”.

وقال بقائي في وقت لاحق إنّه تمّ اتخاذ “الإجراءات اللازمة” لضمان أمن الدبلوماسيين. وأشار في بيان إلى أنّ “السفير والموظفون في صحة ممتازة”.

ويعود آخر لقاء علني بين الأسد ومسؤول إيراني الى الأول من كانون الأول/ديسمبر عندما زار وزير الخارجية عباس عراقجي دمشق.

وفي اليوم التالي، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مكالمة هاتفية مع الأسد دعم بلاده له.

أما الأسد فقد زار إيران عشر مرات منذ أصبح رئيسا لسوريا في العام 2000.

وتعود زيارته الأخيرة إلى أيار/مايو 2024، بعد مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في تحطم مروحيته.

حزب الله وحماس مواقف متباينة

من جهته قال حسن فضل الله النائب عن جماعة حزب الله اللبنانية في مجلس النواب يوم الاثنين إن الجماعة تعتبر ما يجري في سوريا “تحولا كبيرا وخطيرا وجديدا” وذلك في أول رد فعل للجماعة المدعومة من إيران على الإطاحة بحليفها بشار الأسد.

ولعب حزب الله دورا رئيسيا في دعم الأسد خلال سنوات الحرب في سوريا قبل إعادة مقاتليه إلى لبنان خلال العام الماضي للقتال في حرب ضروس مع إسرائيل، مما أضعف خطوط الحكومة السورية.

وأدى سقوط نظام بشار الأسد إلى حرمان حزب الله من حليف مهم على طول الحدود الشرقية للبنان. وكانت سوريا تحت حكم الأسد بمثابة قناة حيوية لإيران لتزويد حزب الله الشيعي بالأسلحة.

وقال فضل الله في بيان إن “ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد، وكيف ولماذا حصل ما حصل، هذا يحتاج إلى تقييم ولا يجري التقييم على المنابر”.

وكانت إسرائيل قد وجهت ضربات قوية لحزب الله خلال قتال استمر لأكثر من عام تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ودخل اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ في 27 نوفمبر تشرين الثاني.

بدورها هنأت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين الشعب السوري على تحقيق تطلعاته في الحرية والعدالة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقالت في بيان “تبارك حركة المقاومة الإسلامية حماس للشعب السوري الشقيق نجاحه في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة، وندعو كل مكونات الشعب السوري إلى توحيد الصفوف، ومزيد من التلاحم الوطني”.

وأضافت “إننا في حركة حماس وشعبنا الفلسطيني نقف بقوة مع الشعب السوري العظيم، ونؤكد على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعلى احترام الشعب السوري وإرادته واستقلاله وخياراته السياسية”.

من جهته علق زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، على سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وقال إنه يترقب تشكيل حكومة ديمقراطية في سوريا تجمع كل الطوائف عبر حوار وطني شامل.

وقال مقتدى الصدر في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، تويتر سابقا، مساء الأحد: “بعد سقوط حكم دام أكثر من 50 عاماً على يد الشعب بكل طوائفه في سوريا الحبيبة، فإننا اليوم نترقب لحوار وطني شامل لتشكيل حكومة ديمقراطية تجمع كل طوائف الشعب بلا تشدد أو حكم العسكر أو إقصاء، لتعيش الجارة سوريا بأمن وأمان بعيدة عن كل إرهاب داعشي أو دكتاتورية بغيضة أو تدخل خارجي أمريكي أو إسرائيلي أو غيره”، حسب تعبيره.

وأضاف رجل الديني الشيعي العراقي: “نحن في العراق شعباً.. نأمل ونتطلع لعلاقات متوازنة بين الشعبين الشقيقين تحت عنوان الإسلام والعروبة والإنسانية، فمصيرنا واحد ولن نسمح للعدو بتفرقتنا بعنوان الطائفية أو الخلافات السياسية أو القومية، وحفظ الله الشعبين العراقي والسوري”.

وكان حساب الصدر على “إكس”، كتب في تدوينة سابقة قبل سقوط الأسد: “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفه إلا الدعاء، عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدّد والظلم والظلام والطائفية والتدخلات الخارجية”.

لجوء الأسد الى موسكو يهدد مستقبل القواعد الروسية

قال الكرملين إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد موجود في موسكو مع عائلته بعد أن منحتهم روسيا حق اللجوء لأسباب إنسانية، وإن اتفاقا أبرم لضمان سلامة قاعدتين عسكريتين روسيتين في سوريا.

واضاف الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين هو من قرر منح حق اللجوء في روسيا لبشار الأسد الذي أُطيح به من الحكم في سوريا بعد هجوم خاطف لجماعات المعارضة المسلحة.

وفقدت إيران وروسيا برحيل الأسد موطئ قدم ومنطقة نفوذ لهما في الشرق الأوسط. وكان حافظ الأسد، الرئيس السابق ووالد بشار الأسد، قد لجأ إلى الاتحاد السوفيتي في محاولة لتحقيق التكافؤ مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال الكرملين إن من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا التي تشهد “اضطرابات بالغة”.

وأوضح بيسكوف “نجري مع أنقرة ودول أخرى بالمنطقة حوارا يشمل الشأن السوري”.

وأضاف “تمر سوريا بفترة صعبة للغاية الآن بسبب عدم الاستقرار. ومن المهم للغاية بالطبع إبقاء المشاورات قائمة مع جميع الدول في المنطقة. ونحن عازمون على القيام بذلك”.

لم يتضح بعد كيف ستتعامل هيئة تحرير الشام، التي كانت في السابق جماعة على صلة بتنظيم القاعدة وقادت هجوم المعارضة المسلحة، مع قاعدتين عسكريتين لهما أهمية استراتيجية لروسيا في سوريا.

ولروسيا قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس.

ولدى سؤاله عن مستقبل القاعدتين، قال دميتري بيسكوف “من السابق لأوانه التحدث عن ذلك. هذا كله سيكون مطروحا للنقاش مع من سيتولون السلطة في سوريا”.

وقال “بالتأكيد نفعل كل شيء ضروري حاليا وكل ما بوسعنا للتواصل مع من يمكنهم التعامل مع الأمور الأمنية. وبالطبع يتخذ جيشنا كل الإجراءات الاحترازية الضرورية”.

وقاعدة طرطوس البحرية هي مركز الإصلاح والصيانة الروسي الوحيد في البحر المتوسط، واستخدمتها موسكو كموقع انطلاق لنقل متعاقدين عسكريين جوا من وإلى أفريقيا.

دعمت موسكو سوريا منذ بداية الحرب الباردة، واعترفت باستقلالها في 1944 حينما سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي.

وقال بيسكوف “نرى الوضع المتعلق بأوكرانيا ونشهد الكثير من التصريحات المتضاربة في هذا الصدد ونرى احتمالية لتصاعد الصراع في مناطق أخرى.. يمكن أن نقول الشرق الأوسط المشتعل”.

وذكر وكالات أنباء أن زعماء المعارضة السورية ضمنوا سلامة القاعدتين العسكريتين الروسيتين وبعثات موسكو الدبلوماسية داخل سوريا.

لكن بعض المدونين الروس الذي يغطون الحروب قالوا إن الوضع في محيط القاعدتين متوتر للغاية، ولم يذكر المصدر المدة التي سيستمر فيها هذا الضمان الأمني.

وتسعى روسيا جاهدة للحفاظ على نفوذها الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط حيث تملك قاعدتين عسكريتين تحظيان بأهمية استراتيجية في سوريا.

ومن المؤكد أن الاتفاق على تأمين قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية ومنشأة بحرية أخرى في طرطوس من شأنه أن يطمئن موسكو.

وذكر بيان وزارة الخارجية الروسية أن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا وضعتا في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لهما في الوقت الحالي.

وأضافت الوزارة “نتيجة لمفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح في أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر الاستقالة من الرئاسة ومغادرة البلاد معطيا أوامر بالانتقال السلمي للسلطة… روسيا لم تشارك في تلك المفاوضات”.

وذكرت أن موسكو قلقة للغاية من التطورات في سوريا.

وقال البيان “نحث جميع الأطراف المعنية على عدم استخدام العنف وحل كل القضايا المتعلقة بالحكم عبر الوسائل السياسية”.

وأضاف البيان “في هذا الصدد، روسيا الاتحادية على تواصل مع كل الجماعات في المعارضة السورية”.

مواقف دولية تراقب بحذر

وفي المواقف الدولية قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء والأطراف المعنية في سوريا للمساعدة على اغتنام الفرصة التي أتيحت بعد الإطاحة المذهلة بالرئيس السوري بشار الأسد على أيدي مقاتلي المعارضة.

وقال بايدن تعليقا على سلسلة الأحداث السريعة في سوريا التي فاجأت البعض في البيت الأبيض “أخيرا سقط نظام الأسد”.

وأجرى بايدن وكبار مساعديه للأمن القومي تقييما للوضع الجديد الذي قد ينشأ في الشرق الأوسط بعد أن أطاحت قوات المعارضة بالأسد خلال أيام.

وقال بايدن إن سوريا تمر بمرحلة من المخاطر وعدم اليقين، وإن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي لا تلعب فيها روسيا ولا إيران ولا جماعة حزب الله دورا مؤثرا في سوريا.

ومضى يقول “على مدى سنوات، كان الداعمون الرئيسيون للأسد هم إيران وحزب الله وروسيا. ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم – الثلاثة جميعهم – لأن الثلاثة أصبحوا أضعف بكثير اليوم مما كانوا عليه عندما توليت منصبي”.

وقال بايدن “بينما نلتفت جميعا إلى السؤال حول ما سيأتي بعد ذلك، ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا والأطراف المعنية في سوريا لمساعدتهم على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر”.

لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا نبه إلى أن الولايات المتحدة لا تخطط لتقديم خطة للمستقبل في سوريا مضيفا أن “المستقبل سيكتبه السوريون”.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل على ضمان سلامة مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل باستثناء القول إنه لن يكون هناك دور للقوات الأمريكية على الأرض في هذا الجهد.

وقال مسؤول أمريكي آخر لرويترز إن الولايات المتحدة ستبقي على الأرجح على قواتها التي يقدر عددها بنحو 900 جندي في شرق سوريا كإجراء وقائي ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال بايدن إن القوات الأمريكية نفذت يوم الأحد ضربات دقيقة داخل سوريا على معسكرات وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف “إنها لحظة تاريخية للشعب السوري الذي عانى طويلا من أجل بناء مستقبل أفضل لبلده. إنها أيضا لحظة من المخاطرة وعدم اليقين”.

بريطانيا تدرس رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام

قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن يوم الاثنين إن بلاده قد تدرس رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، التي تقود تحالف من المعارضة السورية ساعد في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستنظر في رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، قال مكفادن لشبكة سكاي نيوز “سننظر في الأمر. وأعتقد أن ذلك سيعتمد جزئيا على ما سيحدث من حيث طريقة تصرف الجماعة الآن”.

وهيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، منظمة محظورة في بريطانيا بمعنى أنها مصنفة جماعة إرهابية ومن غير القانوني دعمها أو الانضمام إليها.

وقال لإذاعة بي.بي.سي “أعتقد أنه يجب أن يكون قرارا سريعا نسبيا، وبالتالي يجب بحثه بسرعة كبيرة بالنظر إلى سرعة الوضع على الأرض”.

وذكر أن الحكومة لم تتخذ أي قرارات بشأن هيئة تحرير الشام في مطلع الأسبوع بعد استيلاء المعارضة بقيادة الجماعة على العاصمة السورية دمشق وفرار الأسد إلى روسيا.

ورحبت دول من بينها بريطانيا بنهاية حكم الأسد الاستبدادي، التي مثلت واحدة من أكبر نقاط التحول في الشرق الأوسط منذ أجيال.

الصين تدعو إلى حل سياسي

دعت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين إلى إيجاد “حل سياسي” في سوريا في أقرب وقت ممكن لاستعادة الاستقرار والنظام بعد سيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة السورية يوم الأحد وفرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا.

وقالت ماو نينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي اعتيادي إن الصين تتابع عن كثب التطورات في سوريا وتأمل أن تعمل جميع الأطراف المعنية بما يخدم المصالح الأساسية للشعب السوري.

وقالت ماو “يجب أن يكون مستقبل ومصير سوريا في يد الشعب السوري، ونأمل أن تجد جميع الأطراف المعنية حلا سياسيا لاستعادة الاستقرار والنظام في أقرب وقت ممكن”.

الأمم المتحدة ومستقبل سوريا

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأحد إن السوريين هم من يقرر مستقبل بلدهم، مضيفا أن مبعوثه الخاص جير بيدرسن “سيعمل معهم لتحقيق هذه الغاية”.

وأضاف في بيان “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان انتقال سياسي منظم إلى مؤسسات جديدة. وأكرر دعوتي إلى الهدوء وتجنب العنف في هذا الوقت الحساس، مع حماية حقوق جميع السوريين”.

ودعا فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الاثنين إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وقال إن هناك “فرصة هائلة” لعملية انتقال سياسي شاملة وإن المؤشرات الأولية مشجعة.

وقال تورك في مؤتمر صحفي في جنيف “يجب أن يضمن أي انتقال سياسي محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة، وضمان محاسبة المسؤولين”، داعيا إلى الحفاظ على الأدلة.

وأضاف “المساءلة ستكون عنصرا أساسيا من عملية الانتقال، لأننا لا نستطيع أن نتحمل العودة إلى تلك الفترات التي يسود فيها الإفلات من العقاب بالفعل”.

وأشار مكتب تورك إلى اختفاء أكثر من 100 ألف شخص خلال فترة الحرب وحدها في سوريا، واستخدام التعذيب والأسلحة الكيماوية.

وسوريا ليست عضوا حاليا في المحكمة الجنائية الدولية، لكن بإمكان أي حكومة جديدة الانضمام إلى المحكمة. وعرقلت روسيا محاولات سابقة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإحالة سوريا إلى المحكمة.

وقال تورك إن هناك “فرصة هائلة” لإجراء حوار سياسي يشمل الجميع بشأن الانتقال السياسي في العهد الجديد في سوريا.

وتابع قائلا “أتمنى في ظل المناخ السائد الآن… أن يكون هناك حوار يشمل الكل… هناك فرصة كبيرة لحدوث ذلك. وما رأيناه بشكل مبدئي هو تعاون حقيقي”.

وأشار تورك إلى التنسيق بين رئيس الوزراء في حكومة الأسد سابقا محمد الجلالي وزعيم المعارضة أبو محمد الجولاني.

ألمانيا توقف طلبات اللجوء للسوريين

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية يوم الاثنين إن أسلوب معاملة هيئة تحرير الشام للأقليات في سوريا سيحدد موقف الحكومة الألمانية منها.

وأضاف المتحدث “في الأشهر والسنوات الماضية، سعت هيئة تحرير الشام إلى النأي بنفسها عن أصولها الإسلامية المتشددة وعملت على بناء هياكل مدنية”.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية يوم الاثنين إن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا أوقف جميع طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين سوريين حتى إشعار آخر بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف المتحدث أنه لن يتم النظر في طلبات اللجوء إلى أن تتضح التطورات السياسية في سوريا التي خرجت لتوها من حرب أهلية استمرت 13 عاما.

ويعيش ما يربو على 800 ألف شخص من حاملي الجنسية السورية في ألمانيا، وجاء أغلبهم كلاجئين بعد قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل في عام 2015 السماح لأكثر من مليون طالب لجوء بدخول ألمانيا.

وشكل السوريون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا هذا العام، حيث تم تقديم 72420 طلب لجوء بحلول نهاية نوفمبر تشرين الثاني، وفقا لبيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ولم يتم البت في نحو 47270 طلب لجوء من السوريين.

ويأتي القرار قبل الانتخابات المبكرة المقررة في فبراير شباط. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إنفراتست يوم الجمعة أن الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة تتصدر استطلاعات الرأي، ويرى الألمان أن الهجرة هي ثاني أكبر مشكلة تواجه بلادهم.

ووصف ماركوس زودر زعيم المحافظين في بافاريا اليوم الاثنين قرار المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين تعليق طلبات اللجوء للسوريين بأنه “القرار الصحيح”.

وقال في مؤتمر صحفي “ليس هذا فحسب بل يتعين علينا أن نفكر في كيفية إعادة عدد أكبر من الناس إلى وطنهم السوري”.

 

المصدر

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M