مع تطور الحرب الدائرة على الأراضى السورية لم يكن أمام البشر سوى الهروب من وطن لم يعد آمنا لهم. بداية كان اللجوء إلى دول الجوار فاستقبلت تركيا 1.9 مليون ولبنان 1.2 مليون، والأردن 1.4 مليون ومصر 133 ألفا.
ومع زيادة وتيرة الخوف وتصاعد الاقتتال ومع تشبع دول الجوار باللاجئين وسوء الأوضاع الاقتصادية في أغلبها بالأساس توجهت أنظار السوريين غير الآمنين الى أوروبا، ومن ثم تحرك سماسرة الهجرة ومتخصصو نقل المهاجرين عبر المتوسط في نقل عشرات الآلاف من السوريين الى أوروبا في رحلات شاقة ومميتة في كثير من الأحيان وعبر قوارب الموت.
وتشهد أوروبا الآن حالة تأهب قصوى على المستويين الرسمي والشعبى. شعبيا، أثارت صورة الطفل إيلان الغارق على شواطئ تركيا أثناء رحلة هروبه وعائلته نحو مستقبل أفضل في أوروبا مشاعر الأوروبيين وحركت دعوات وضغوطا على الحكومات الأوروبية للقيام بواجبهم الإنسانى والقانونى لمساعدة هؤلاء اللاجئين. ورسميا، وجدت الحكومات الأوروبية نفسها فجأة امام أزمة توافد مئات الآلاف بصورة متسارعة وقوية لا يمكن ايقافها بكل ما تحمله من تهديدات اقتصادية وثقافية وأمنية لها.
ثلاث محطات