سُبُل الممهدين_ السبيل السادس والعشرون_

بهاء النجار

هناك محفزات فكرية يمكن أن تساعد في التمهيد لدولة العدل الإلهي ، مثل معرفة حجم الظلم الذي يحكم العالم ، فمن لا يعرف هذا الحجم من الظلم قد لا يتشوق الى إقامة دولة إلهية عادلة ، أما الكارثة العظمى التي تقطع طريق التفكير بضرورة إقامة العدالة المهدوية فضلاً عن التمهيد لها أن يعتبر الناس – وبالأخص المؤمنون – أن هناك عدالة تسود العالم ، بل وصل الأمر الى أن بعض المنحرفين يقولون لا حاجة لظهور الإمام المهدي عليه السلام وإقامة دولته الموعودة لأن العدل المتحقق في عموم العالم !
هذا المستوى المتدني من الثقافة الفكرية تجاه الظلم الذي يعمُّ العالم يثير الحماس لدى الممهدين المتلهفين لرؤية الطلعة البهية لصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ليرفعوا هذا المستوى ، لأن الشعور المبني على تلك النظرة الخاطئة للظلم العالمي سيؤدي الى التكاسل والابتعاد عن الرغبة لإقامة دولة عادلة وفق أطر سماوية – ولو بالدعاء – فضلاً عن الإعداد والتمهيد لها .
فلا بد أن يبين الممهدون للآخرين حجم هذا الظلم الذي كانت إحدى ثماره قتل عشرات الآلاف من اليابانيين بضغطة زر في جريمة هيروشيما ونكازاكي ، وأحد أشكال هذا الظلم تأييد الشعب الألماني لهتلر الذي راح بسبب رعونته خمسون مليون إنسان حول العالم ، ومن مصاديق هذا الظلم العالمي ما يفرضه مجلس الأمن من عقوبات أممية – أو الولايات المتحدة من عقوبات أحادية – على شعوب وتجويع الملايين من أبنائها نتيجة لخلاف سياسي بين الحكومات ، وخلق أزمات اقتصادية في دول كي تقترض من البنك الدولي المملوك من نفس القوى العالمية التي تحكم العالم .
ويتجلى الظلم الذي يسود العالم في مجلس الأمن الذي يحتكر قراراته خمس دول دائمة العضوية تستغل هذه الميزة الظالمة لتوسيع نفوذها وسيطرتها على العالم ، رغم أن هذه الدول تدّعي نشر الديمقراطية في العالم وتبديل الأنظمة الدكتاتورية بأخرى ديمقراطية ، فلماذا لا يطبقوا الديمقراطية في مجلس الأمن الذي يحكم العالم ؟!
هذا غيض من فيض الظلم الذي يسود العالم ، فعلى من يرغب بالتمهيد أن يوسع مدارك ثقافته الفكرية ليطّلع على حجم هذا الظلم ويعرّف المؤمنين به كي يكونوا مساندين للدولة الإلهية الموعودة أو على الأقل غير معارضين ومعرقلين ، عسى أن يرزقنا الله تعالى بعناصر ممهدة جديدة تسهّل الظهور المبارك .

 

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M