معنى البيروقراطية

البيروقراطية منظمة تراتبية تتخذ شكلا هرميا في ترتيب السلطات فيها.وقد شاع استعمال هدا المفهوم بعد ان استخدمه ماكس فيبر الذي اعتبر البيروقراطية هي النمط الأكثركفاءة بين أنماط المنظمات البشريكة كبيرة الحجم. وكلما تزايد حجم المنظمات والمؤسسات على راي فيبر، تزايدت فيها النزعة البيروقراطية

البيروقراطية اللغة :

يتكون لفظ البيروقراطية bureavcray  من شقين ( bureau ) ويرجع أصلها إلى ( burus ) يقصد به اللون الداكن الذي يعبر عن هيبة الموظف الحكومي كما تعبر كذلك عن التستر على السلوك السيء، والذي تطور فيما بعد إلى ( labure ) في اللغة الفرنسية والمعبرة عن نوع من الأقمشة التي تستخدم كغطاء للمناضد والمكاتب التي يجتمع حولها عادة رجال الحكومة في فرنسا خلال القرن 18.

 وستخدم لفظ ( bureau ) للدلالة على المكتب الذي يجلس خلفه الموظف الحكومي إلا أن اللفظ اتسع مدلوله ليشير إلى غرفة المكتب بأكملها أما الشق الثاني : ( cracy ) بالانجليزية ( cratie ) باللغة الفرنسية فهو مشتق من اللفظ القديم ( kratia ) أي أن تكون قويا to be stong وهكذا تصبح كلمة بيروقراطية تعني ممارسة السلطة أو الحكم أو القوة عن طريق المكاتب.(1)

أما من الناحية التاريخية حول أصل الكلمة فهناك اختلاف للآراء والاتجاهات فاتجاه يرى أن البيروقراطية ليست مفهوما حديثا بل وجدت حين وجدت التنظيمات وبداً التفاعل بين البشر.

فالبيروقراطية كمفهوم وكظاهرة اجتماعية ليست حديثة ولكن دراستها بالطريقة العلمية هو الجديد. وكان أول من اهتم بفحص مضمون هذا المصطلح وتبيان خصائصه وعناصره العالم الاجتماعي الاقتصادي الألماني ↫ ماكس فيبير . 1864 – 1920 الذي أسس نظرية حول البيروقراطية من أجل مسألة التحولات الاجتماعية السياسية وصناعية التي شهدتها أوروبا حيث أكد ماكس فييبر أن المجتمع الصناعي في حاجة ماسة إلى إدارة حديثة قائمة على العلم والمعرفة في إدارة الأعمال بدلا من الإدارة البيروقراطية التقليدية والتي كانت موجودة في العهد الإقطاعي المبنية على التقليد والأساليب البدائية.

(vincent de gournay)
فانسان دي جورناي

 أما الاتجاه الثاني: فقد قيل أن مصطلح بيروقراطية ورد لأول مرة عام 1745 في كتابات عالم الاقتصاد الفيزيوقراط ووزير التجارة الفرنسية فانسان دي جورناي (vincent de gournay) الذي تنسب له أيضا عبارة ( دعه يعمل دعه يمر ) وهو أول من نظر إلى المكاتب العامة باعتبارها الإدارة العامة في الحكومة وتحدث عنها باسم البيروقراطية ( bureucrate ) أي فئة العاملين في مكاتب الأجهزة الإدارية.(2)

وترجع بعض الاتجاهات أن الاهتمام بمصطلح البيروقراطية يرجع إلى سنوات عديدة حيث تمثل موضوعا كلاسيكيا في تراث علم الاجتماع ومن الذين تحدثوا عنها

– فيرجسون FERGUSEN وموسكا الذي يعتبر أول من ناقش فكرة الدولة البيروقراطية باعتبارها سمة مميزة لتطور النظام السياسي و غيرهم من علماء الساسة والاجتماع الذين قاموا بتحليل البيروقراطية في علاقتها بالديمقراطية على المستوى المجتمعي وبالحرية على المستوى الفردي وعليه فقد شكل مصطلح البيرقراطية جانبا هاما في دراساتهم.

  •  ويمكن تتبع أصولها منذ كتابات
  • جون بودان Jean boden
  • توماس هوبز Thomas hobes
  • وجون لوك Jean locke
  • هيغل Hegel وأليكس توكفيل Alex Tovil وغيرهم من علماء الاجتماع (3)

أما من وجهة الاتجاه المتداول في الأوساط الشعبية فإن مفهوم البيروقراطية إنها في اللغة الشعبية تستعمل كنوع من الشتم السياسي ويصفها معارضو دولة الرفاهية بأنها الدور الذي يقوم به الأشرار والفاسدون.

  • وأحيانا يؤخذ لهذا المعنى في كتابات أكاديمية عديدة(4) فيشار إلى البيروقراطية بأنها :
  • – النموذج الإداري الذي يتبع الإجراءات المطولة
  • – الإدارة بالروتين العقيم
  • – ممارسات الموظفين المرضى الذين يفضون بعقدهم على الملتقين .
  • – أو هي الإدارة بالقواعد الجامدة والإجراءات التي عفي عنها الزمن . (5)

التعريف الاصطلاحي للبيروقراطية :

هناك عدة تعاريف للبيروقراطية منها :
– هي الجهاز الحكومي الذي يتكون من مصالح وإدارات تتركز فيها السلطة ويدير شؤونها عدد من الموظفين تحكمهم إجراءات رئيسية جامدة
– هي مجموعة من الأنساق الرسمية للسيطرة التي تمارسها المنظمات كبيرة الحجم والتي تعتمد على الرسمية والموضوعية والرشد في الأنظمتها الإدارية

– هي نظرة هندسية رشيدة تستهدف الوصول إلى أفضل طريقة لأداء كل خطوة من خطوات العمل داخل المنظمة، ثم الربط المنطقي بين أجزاء المنظمة بسلسلة من العلاقات الرسمية المخططة والتي تحدد سلوك وتصرفات العاملين كما يجب أن تكون.

  1.  وقد عرض معجم وستر عدة تعريفات لكلمة بيروقراطية وهي :
  2. . الإدارة الحكومية عن طريق المصالح والإدارات التي يشغلها مجموعة من الموظفين الرسميين .
  3. . مجموعات من الموظفين الرسميين .
  4. . الاجراءات الحكومية الرسمية أو الروتين غير المرن .
  5. . مركز السلطة في المكاتب الإدارية

ونظرا إلى البيروقراطية على أنها استراتيجية تنظيمية تخضع فيها الأفراد المجموعة من القواعد والإجراءات المكتوبة دون تحيز لأحد . تعتمد على التخصص وتقسيم العمل. وتسلسل السلطات وسلسلة من الأوامر، تحدد سلطة مسؤولية كل فرد، والكفاءة الوظيفية وذلك من أجل تحقيق الانجاز الإداري لدى الموظفين.(6)
ومنذ عام 1798 عرفها قاموس الأكاديمية الفرنسية بأنها ” القوة والنفوذ الذين يمارسهما رؤساء الحكومات وموظفو الهيئات الحكومية” .

وعرفها القاموس الألماني البيروقراطية عام 1813 بأنها ” السلطة والقوة التي تمنح للأقسام الحكومية وفروعها وتمارسها على المواطنين “(7)

تعريف البيروقراطية في ↫معجم مصطلحات علم الاجتماع. 

ظهر مصطلح البيروقراطية Bureaucratie في منتصف القرن الثامن عشر مع فينسان دي غورني، وهو من أوائل الاقتصاديين الليبراليين الفرنسيين. كذلك، بدأ يظهر الحذر من نفوذ البيروقراطيين ( وهو يظهر في عصرنا هذا على شكل الخوف من التكنوقراطية ) منذ زمن قديم جداً. ألم يذكر أليكسي في النظام القديم، والثورة خطر الاستبداد الشديد والمسيط، لدرجة أن « كارل ماركس » نفسه لم يتردد في انتقاد الفرضية الهيغلية التي تؤكد أنه بإمكان هذا النوع من المؤسسات التوفيق بين مصالح المجتمع المدني الخاصة ومصالح الدولة العامة. ويضيف كاتب الأيديولوجية الألمانية، أن هذه الوساطة تسبب مشكلةً لكونها تتجاهل علاقات السيطرة. ومن هنا جاء شجبه لهذا الجسد الطفيلي البشع الذي يتمثل في السيطرة ما هو خفي وعاجز، والذي لا يمكن لوجوده إلا أن يكون عابراً.

وهناك، على مستوى أخر، منظور افيب، الذي هو الشرعية. وتشكل البيروقراطية كما تم تحليلها في الاقتصاد والمجتمع، أشد تجل نموذجي لعملية الترشيد التي باتت ضرورية في الغرب بغض النظر عن المجال.

  •  وهي تتصف بالسمات التالية :
  •  ـ التنظيم الدائم لتعاوني قائم على القواعد الملزمة والواضحة واللافردية.
  • –  تقسيم النشاط إلى مجالات كفاءة محددة، مما يسمح بإقامة صلات تبعية .. مركزية المهمات وتدريجية الوظائف المشغولة، فكل فرد يقوم بعمل خاص وفقاً لتكوينه ومؤهلاته .
  • – الفصل الكامل بين الحياة الخاصة والحياة المهنية.
  • ـ التدوين الكتابي لكل الأحكام الإدارية .

يتعلق الأمر هنا ـ حسب ماكس فيبرا بأشد الحلول “موضوعية”  وأكثرها تأقلماً مع المجتمعات الحديثة. ورغم ذلك توجد فوارق شاسعة بين الواقع والنموذج الموصوف. وعندما يدرس “روبيرتو ميشال”، بنية الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات، في كتاب نشر في العام 1911، يتوقع حدوث أخطاء من الصعب السيطرة عليها، وهي تتعلق بآليات تفويض السلطة: نحل الطبقة المهنية مكان المناضلين في القاعدة، كذلك نلاحظ أن أعضاء الإدارة الذين أصبحوا يُنتخبون باختيار زملائهم لديهم “جنوح إلى التبرجز”. يتوافق هذا الانسياب مع قانون القلز للاوليغارشية، (وهو شكل مسبق لحياة الوحدات الاجتماعية المشتركة والكبيرة) .


كذلك، وفي الفترة الزمنية نفسها تقريباً، أخذ كتاب آخرون  مثل “اغانانو موسكا“، “وفلفبالبيريدو باريتوا” على عاتقهم اللوم بالثقل أو بالروتين أو بعدم التاقلم، ثم سعى روبير مرتون، و « “ألفان غولدنر وفيليب سيلزنيك”، لشرح عدم الفعالية النسبية هذه وفي الوقت نفسه لتفسير هذا العجز عن معالجة الحالات الخاصة، فسلطوا الأضواء في الخمسينيات على وجود خلل في التنفيذ. فإلى جانب النتائج المتوقعة
والمأمولة، قد تنجم في بعض الأحيان آثار سلبية عن الإجراءات التي تُنفذ من أجل تأمين انتظام تصرفات المنفذين كما لتقديم الخدمات التي من حق الزبائن أن يحصلوا عليها.من هذا المنظور، نجد أن الصعوبات التي تعترضنا، ولا سيما منها القساوة في السلوكيات واستحالة تقديم أداء فرداني، تدفع السلطة الإدارية إلى تعزيز امتيازاتها، فتصبح بذلك إجراءات الإشراف أكثر شدة. ويتابع ميشيل كروزبه، هذا النقاش فيما بعد في كتابه الظاهرة البيروقراطية، ( ۱۹۹۳ )، عندما يتحدث فيه عن الحلقة المفرغة التي هي تجسيد اللمعاناة الفرنسية ورمز للشلل و(لمقاومة التغير ) .(8)

المراجع :

1 – بومدين طاشمة ، دراسات في التنمية السياسية في بلدان الجنوب قضايا واشكاليات ، الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية ، 2016 ص ص . 97 – 98.

2 – بومدين طامشة ، بيروقراطية والتنمية السياسية في الجزائر ، ط 1 ، الجزائر : مكتبة الوفاء القانونية ، 2015 ، ص 30 .

3 – ليلى حسيني ، ” يروقراطية الادارة ومشكلة بقاء الحكم الراشد في الجزائر ” ، مذكرة ماجستير في العلوم السياسية جامعة أبو بكر بلقايد ، تلمسان 2013 – 2014 ، ص 20.

4 – بومنين طامشة ، ” التوسع البيرو قراطي الحلقة المنسية في عملية التنمية في الوطن العربي ” ، مجلة دفاتر السياسية والقانون ، العدد 07 ، جوان 2012 ، ص 4 .

5 – عياد حميدة ، ” البيروقراطية وعملية التنمية في المجتمعات التامية ” ، دراسة حالة الجزائر ، مذكرة ماستر في العلوم السياسية بجامعة عبد الحميد ابن باديس ، مستغانم ، 2013 ، ص 13 ،

6 – حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، الإدارة المجتمع ، دراسة في علم اجتماع الادارة ، الإسكندرية : مؤسسة شباب الجامعة ، 2010 ، ص 23 .

7 –  حسين عبد الحميد أحمد رشوان ، السلطة البيروقراطية ، دراسة في علم اجتماع الادارة الاسكندرية : دار الكتب والوثائق القومية ، ، 2013 ، ص 89 . أعياد حميدة ، مرجع سابق ، ص 14 .

8 – معجم مصطلحات علم الاجتماع

 

رابط المصدر:

https://www.b-sociology.com/2020/02/blog-post_8.html

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M