إزدياد صعود التيار المحافظ بالولايات المتحدة الأمريكية : دراسة حالة خسارة بيرني ساندرز الانتخابات التمهيدية 2020

اعداد : أ. ياسر جمال الدين       –       أ. عبدالرحمن عاطف أبوزيد

 

تستمد الشعبوية أو التيار اليميني المحافظ، قوتها من المعارضة العامة للتعددية الثقافية وعمليات الهجرة الجماعية و “التدهور” الملحوظ في الهوية الوطنية والثقافة الوطنية. يعزو الناس “تراجع” الهوية الوطنية إلى وصول أعداد كبيرة من المهاجرين وظهور التعددية الثقافية. ساهمت أزمة اللاجئين والهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا وبلجيكا وألمانيا في تعزيز الأفكار القومية الشعبوية في الاتحاد الأوروبي؛ ومنها امتدت إلي الولايات المتحدة الأمريكية. [i]؛ ومن الملاحظ أن صعود التيار اليميني المحافظ في الولايات المتحدة قد أخذ بالصعود، خاصة منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية عام 2016.

ومن هنا نستعرض في السطور التالية العوامل التي أدت لصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثر ذلك في خسارة مرشح الحزب الديمقراطي بيرني ساندارز في الانتخابات الرئاسية التمهيدية في 2020، ثم العوامل الأخري التي ساهمت في خسارته أمام التيار اليميني المحافظ المتمثل في الحزب الجمهوري، وذلك علي النحو التالي:

أولًا- العوامل التي أدت لصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية:

  • الإرهاب:

تصاعد وتيرة الإرهاب كان بمثابة طوق النجاة لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وأمريكا، حيث وجدت فيها ملجأ ومتنفسًا لتقديم نفسها من جديد، ما زاد شعبيتها في الخمس سنوات الأخيرة، ما تجسد في صعود أسهمها في في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ضربات 11 سبتمبر 2001؛ حيث ارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين الأمريكيين إلى أعلى مستوياتها منذ تلك الهجمات، حيث أن تلك الجرائم تغذيها على ما يبدو الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وخارجها، وبالتالي تولد نوع من التيار المعادي للأجانب.[ii]؛ وخصوصا مع زيادة الترابط التكنولوجي حول العالم فقد ادى ذلك الى زيادة معرفة جمهور اليمنين بالاعمال الارهابية حول العالم كحادثة شارلي ابيدو او تفجير مسرح مانشستر.

  • زيادة أعداد جماعات الكراهية:

تصاعد التطرف البعيد المدى ازدادت الهجمات الإرهابية من قبل اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة. بين عامي 2007 و 2011 ، كان عدد هذه الهجمات خمسة أو أقل في السنة. ثم ارتفعت إلى 14 عام 2012 ؛ استمر على نفس المستوى بين عامي 2012 و 2016 ، بمتوسط ​​11 و 13 هجومًا ؛ ثم قفز إلى 31 في 2017.[iii] وفي دراسة قام بها المركز الاستراتيجي والدراسات الدولية «سي إس آي إس» الأميركي، تطرقت الدراسة إلى أن الهجمات الإرهابية المرتبطة باليمين المتطرف تصاعدت في الفترة بين 2016 و2017 في الولايات المتحدة. كما أشار التقرير إلى أن الهجمات المرتبطة باليمين المتطرف تفوق تلك المرتكبة من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وذلك منذ عام 2014.

وفي دراسة مسحية مقارنة أجراها مركز قانون الحاجة الجنوبي بالولايات المتحدة  Southern Poverty Law Center، وجد أن عدد جماعات الكراهية المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية ازدادت من حوالي 599 جماعة في عام 2000، إلي حوالي 940 جماعة في عام 2019. [iv]

ووفقًا لتقرير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب (NSCT) المنشور في أكتوبر 2018 ، أقر البيت الأبيض بزيادة الإرهاب المحلي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الحالات ذات الدوافع اليمينية وكذلك التطرف في حقوق الحيوان والتطرف البيئي وتطرف المواطن السيادي ، والتطرف بين الميليشيات.، مع الأخذ في الاعتبار أن الإرهاب المحلي لم يتم تضمينه في تقارير NSCT السابقة. [v]

ج- الأزمات الإقتصادية:

ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية  في 2008 بظلالها على القارة الأوروبية فتسببت بعرقلة محاولات النمو التي قامت بها الحكومات اليسارية القائمة، خلال العقد الأخير من القرن الماضي. وهو النمو، الذي واكبه ارتفاع ملحوظ في معدلات البطالة، وتفاقم المشاكل الاقتصادية وانتشار الفقر والحاجة بين الطبقات القاعدية للمجتمع، إذ عاشت ألمانيا بالذات إشكاليات مرحلة ما بعد الوحدة الوطنية بكل ما حمله الشطر الشرقي للبلد من مشاكل اقتصادية واجتماعية مزمنة. وهو ما قدم لخطابات اليمين المتطرف فرصة من وزن خاص لزركشة برنامج معارض “وطني متطرف”، يطرد الأجانب من البلد ويعطي لأبناء الوطن العاطلين عن العمل فرصة مهمة وحاسمة. [vi]

صعود اليمين المتطرف هو أحد مظاهر الأزمة الأقتصادية، حيث يتضح انه مع زيادة معدلات الفقر تزداد فرص الأحزاب اليمينية وخاصة المتطرفة، ويعيد التذكير بماشهده العالم في الأزمة الأقتصادية العالمية عامي 1929 و 1930، والتي قادت إلي ظهور ألمانيا النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا والقومية في اليابان، ونري تمددًا وانتشارًا كبيرًا لليمين المتطرف في العديد من بلدان العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.[vii]

د- زيادة حدة الخطاب الشعبوي:

لا يتوقف المحللون السياسيون عند ربط ظاهرة اليمين المتطرف بالرئيس ترمب فحسب، وإنما يعودون بأدراجها إلى ما قبل فترته، إبان صعود أوباما للحكم في الولايات المتحدة. ففي دراسة قام بها معهد دراسات السياسات الخارجية الهولندي، أشار كلينت واتس إلى أن اليمين المتطرف تزايد في أعقاب فوز باراك أوباما، كأول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة، حيث تصاعدت نظرية المؤامرة والتشكيك في جنسيته والدين الذي ينتمي إليه، مما زاد من ظهور الجماعات اليمينية المتطرفة. ورغم أن هذه الأحداث ليست بالجديدة، فإن السلطات الأميركية استمرت في مواجهتها الإرهاب بالتحديد من خلال توجيه الضربات للجماعات «الجهادية»، مثل «القاعدة» و«داعش» فيما بعد، فيما لم تتم معالجة تصاعد الإرهاب المرتبط باليمين المتطرف. [viii]

ه- زيادة التطور التكنولوجي:

تلعب منصات وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت دورًا متزايد الأهمية في عمليات التطرف للمتطرفين في الولايات المتحدة. و في عام 2016 وحده ، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في عمليات التطرف لما يقرب من 90٪ من المتطرفين مثل عصابات PIRUS التي كانت نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي. من عام 2005 إلى عام 2016 ، لعبت وسائل الإعلام الاجتماعية دورًا في عمليات التطرف والتعبئة لـ 68.12 ٪ من الجهات الوحيدة في بيانات PIRUS. في عام 2016 وحده ، تم أخذ وسائل التواصل الاجتماعي في الاعتبار في عمليات التطرف والتعبئة لـ 88.23 ٪ من الجهات الوحيدة في بيانات PIRUS. على سبيل المقارنة ، من عام 2005 إلى عام 2016 ، أخذ الإعلام الاجتماعي في الاعتبار في تطرف 50.15 ٪ من الأفراد الذين كانوا أعضاء في الجماعات المتطرفة أو المجموعات المتطرفة.[ix]

ثانيًا- أسباب خسارة مرشح الحزب الديمقراطي “بيرني ساندرز” أمام التيار اليميني المحافظ:

يتضح أن نتيجة لصعود التيار اليميني المحافظ المتمثل في الحزب الجمهوري بشكل عام كان سبب رئيسي لتراجع التيار الليبرالي المتمثل في الحزب الديمقراطي، وشهدنا ذلك في انتخابات 2016 .

وينبغي توضيح العوامل والأسباب الأخري التي أدت إلي خسارة مرشح الحزب الديمقراطي  عيلاري كلينتون أمام مرشح الحزب الجمهوري ترامب وكذلك تراجع ممثلي التيار الليبرالي داخل الحزب الديمقراطي في انتخابات 2016 و2020 التمهيدية  للفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة متمثلا في خسارة السناتور المعروف بيرني ساندرز أمام بايدن، رغم التاييد الكامل التى تحظي بها افكاره على صعيد المحللين السياسين والشباب.

وذلك علي النحو التالي:

  • غلبة الفكر الاشتراكي علي بيرني ساندارز:

تكمن مشكلة بإحدي نظريات الحزب الديمقراطي،  أنها تفترض النتيجة التي يهدف إليها الحزب بشكل مطلق. حيث إن الهدف من السياسة الاشتراكية هو إعادة تنشيط الطبقة العاملة كقوة سياسية، لكن الموجة الشاملة في الانتخابات الوطنية الأولية أو العامة يصعب القيام بها، فالبلاغة الاشتراكية ومنصات السياسة ليست كافية لتغيير المنطق العميق الذي يوجه الطريقة التي يفكر بها الناخبين، والتي تركز على قضايا الهوية مثل الحزبية والعرق والهجرة.[x] وبين عامي 2016 و 2020. أصبح الحزب أكثر ليبرالية. لم يغير السيد ساندرز بشكل كبير مواقفه بشأن القضايا ،إذا كانت تلك الأصوات التي تم الإدلاء بها لساندرز في عام 2016 انعكاسًا صادقًا للدعم العام له ولأفكاره، كان ينبغي أن يستمر الكثير من ذلك بعد أربع سنوات مع انتقال الحزب إلى اليسار، ولكن لم يغير ساندرز الكثير من أفكاره.[xi]، وذلك أدي إلي خسارة التأييد المؤسسي الأمريكي، بالأضافة إلي صعوبة  قبول شريحة كبيرة من الشعب الأمريكي لأي شخصية ذات ميول اشتراكية.

  • الفشل في اجتزاب غالبية طبقة العمال:

كانت إحدى السياسات الأكثر بروزًا لساندرزفي حملته الإنتخابية هي مجانية التعليم الجامعي الحكومي،. لكنها ليست أولوية قصوى لعائلات الطبقة العاملة، نظرًا لأن معظمهم لا يرسلون ابنائهم إلى الجامعات، فلم تلقي الرسالة التي نادي بها أي صدى. لكن سياسة بيرني  كانت أكثر فائدة للطبقات المتوسطة، التي تهيمن على ثلث الطلاب في الجامعات.وهو بذلك يكون قد خسرأصوات جزء كبير من الطبقة العاملة؛ علي الرغم من أن ساندرز في عام 2016 كان يحاول اجتزاب عمال المناطق الصناعية والريفية، وكثير منهم تأرجح في نهاية المطاف للتصويت لصالح ترامب. وبحلول عام 2020 ، كانت النداءات الموجهة إلى العمال في المناطق المتضررة اقتصاديًا في البلاد مفقودة من عناوين ساندرز. وبدلاً من ذلك ، دعا إلى صفقة خضراء جديدة وحظر وطني للأنشطة الصناعية المضرة للبيئة، والذي كان يمثل تهديدًا مباشرًا للقضاء على ملايين الوظائف في هذه المناطق المتضررة بشدة.[xii]

واليوم ، يهتم معظم العاملين بكونهم جزءًا من اقتصاد ديناميكي ، والحصول على وظائف جيدة ودعم أسرهم ، أكثر من اعتمادهم على معونات الدولة التي قد يعدها ساندرز أو غيرهم. يريدون أن يكون لهم صوت في تحديد حياتهم – في مكان عملهم ، في مدنهم ، في صناديق الاقتراع. إنهم لا يريدون أن يقرر سياسي مثل ساندرز القضاء على صناعة توظفهم ، حتى دون أن يطلب منهم ذلك. ويريدون أن يكونوا أحرارًا في التعبير عن المعتقدات الثقافية المختلفة ومناقشتها ، دون أن يستيقظ أمثال حلفاء ساندرز ويطلبون منهم مشاهدة كلماتهم.[xiii]

 ج- نقص تأييد المواطنين من أصل افريقي:

في انتخابات 2016، لم يتمكن بيرني ساندرز من اجتزاب ناخبي الجنوب حيث يمثل الناخبون السود مجموعة كبيرة من الناخبين الأساسيين، وكان ساندرز بحاجة لتحسين أدائه لكن لم يتمكن من ذلك أيضًا في انتخابات 2020، حيث كان من نسبة الأمريكيين الأفارقة الذين صوتوا لصالح بايدن أو ساندرز، حصل ساندرز علي نسبة 23% فقط، وكانت هي النسبة نفسها التي حصل عليها في عام 2016، وبالتالي دفع الناخبون السود بايدن إلي فوزه في ساوث كارولينا، الأمر الذي بدأه في رحلته لهزيمة ساندرز.[xiv]

د- الإبتعاد عن دائرة صنع القرار الرسمي:

فكما هو معروف كانت منافسة ساندرز في الانتخابات التمهيدية في 2016 هي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة في ولاية اوباما الأولى (2008-2012) وجو بايدن نائب اوباما خلال ولايتيه (2008-2016)  فإقتراب المرشحان المنافسان لساندرز من عملية صنع القرار ووجودهم داخل البيت الأبيض كان امرأ مشجعا لكثير من الأشخاص لترشيح منافسيه، وذلك على عكس ساندرز حيث يرى الكثيرون بان افكار ساندرز اكثر ماتكون مثالية وبعيدة عن الواقع ، بل وقد تهدم ثوابت المجتمع الامريكي فقد كانت حملته الإنتخابية بعنوان ثورة كلها عوامل لاتجعل المصوتين يلجؤون لساندرز ويفكرون بأنه سيكون مرشحًا مثاليًا عن الحزب الديمقراطي.

ه- الانقسام النسبي بين أعضاء الحزب الديمقراطي:

وفقًا لتحليل الاستطلاع الانتخابي للكونغرس التعاوني لعام 2016 ، فإن أقل من 80 بالمائة من الذين صوتوا لصالح ساندرز، وهي مستقلة ، في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية ، فعلت الشيء نفسه لكلينتون عندما واجهت ترامب بعد بضعة أشهر،  ما هو أكثر من ذلك ، صوت 12 في المائة من الذين ساندوا ساندرز بالفعل لصالح ترامب، والنسبة الباقية من الأصوات تراوحت مابين التصويت لمرشحين آخرين وعدم التصويت إطلاقًا.[xv]

وكان من شأن تفشي افكار مثل تصاعد اليمين المتطرف والشعبوية وتراجع تيار الصوابية السياسية بين عموم الامريكين أن تجعل أقطاب الحزب الديمقراطي ترفض دعم ساندرز وتلجا لأشخاص يخاطبون الطبقة الوسطي الأمريكية؛ كما أن الميراث الايدولوجي للشعب الأمريكي يرفض الأفكار اليسارية كان عاملا يجعل ساندرز ليس المرشح الأول داخل حزبه لمعرفتهم بان ساندرز لن يستطيع أن يجمع أغلبية أصوات المندوبين داخل المجمع الانتخابي .  فالوعود الرئيسية لحملة ساندرز ضمان رعاية صحية للجميع، إلغاء الديون الطبية والدراسية، دراسة مجانية في الجامعات والمدارس الحرفية، اتفاقية خضراء جديدة، وفرض ضريبة علي الثروة؛ وكانت تلك الشعارات تمس بثوايبت ورواسخ داخل المجتمع الامريكي الذي يقدس الملكية الفردية ويكره الافكار اليسارية.

و- التغطية الإعلامية لم تكن في صالح الحزب الديمقراطي:

تركز وسائل الإعلام المسيطر عليها بشكل كبير من أنصار التيار المحافظ ( الحزب الجمهوري) علي السباق الإنتخابي، من خلال التركيز علي فكرة القابلية للإنتخاب، وهي تعني صفات معينة يتمتع بها المرشح تؤهله ليتم انتخابه، وهي في واقع الأمر اعتبارات متغيرة، ولاتقوم علي الحسابات العقلانية، بل علي الإنطباع المتكون عن المرشح؛ وكما يري عالم النفس ألكسندر تودروف في دراسة نشرها عام 2003، أن مايعطيه المرشح من انطباعات ودلائل للناخب لإقناعه به، هو أمر نسبي يعتمد علي كل فرد وتفضيلاته، لكن وسائل الإعلام أهملت تغطية إطار أكثر علاقة بالسياسة مثل خطوة المرشحين للتغيير الهيكلي في بنية التأمين الصحي، والتي يدعمها الحزب الديمقراطي، مما جعل من أفكار السياسة اليسارية حاجز أمام النصر الإنتخابي.[xvi]

ز- إنخفاض إقبال الشباب خاصة بالنسبة للحزب الديمقراطي:

لم يكن رهان ساندرز علي فئة الشباب المصوتين داخل الحزب الديمقراطي في محله، فكما يبدو أن مجتمع تويتر وغيره من منصات التواصل الإجتماعي التي كانت ترحب بزراعيها لساندرز منعزلة عن الواقع، حيث كان ساندرز يخسر لصالح منافسيه اليمينيين، حيث جاءت استطلاعات الرأي والتوزيع الديموجرافي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أن الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا كانو يمثلون نسبة 39% من الناخبين الديمقراطيين الأساسيين في 2016، وفي 2020 كان 34% فقط. [xvii]

وختامًا،

يتضح مماسبق أن تصاعد التيار اليميني المتطرف في الولايات المتحدة قد تأثر بعدة عوامل تتراوح مابين تأثير الإرهاب وازدياد أعداد جماعات الكراهية والتدهور الإقتصادي والتطور التكنولوجي وزيادة حدة الخطاب الشعبوي، وكلها عوامل ساهمت في التأثير علي العملية الإنتخابية الأمريكية وترجيح كفة الكتلة اليمينية المحافظة المتمثلة في الحزب الجمهوري وذلك علي حساب التيار الليبرالي المتمثل في الحزب الديمقراطي، واتضح ذلك بشكل كبير في فوز الرئيس الأمريكي ترامب في انتخابات 2016، وتراجع شعبية مرشحين ديمقراطيين ك بيرني ساندارز.

كما أن تصاعد تيار اليمين المتطرف قد أدى بشكل ما إلى تناقص فرص وصول أصحاب التيارات اليسارية والليبرالية إلى السلطة وكذلك يوفر الدعم الشعبي لأصحاب هذه الاتجاهات باتخاذ قرارت ماكان أصحاب التيار الليبرالي ليجروا على اتخاذها كقرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس أو الانسحاب من الاتفاق لنووي مع إيران أو قرارات حكومات كالمجر بإغلاق حدودها مع دول أوربا لمنع تدفق اللاجئين فأصحاب التيار اليميني يروجون لشعارات تخاطب مواطن الطبقة المتوسطة الأبيض في اغلب الأحوال وتتعهد له بتوفير ظروف أفضل سياسية واجتماعية واقتصادية أفضل له وشعارات الشعبويين تناسب أصحاب هذه الطبقة وخصوصا مثلا مع نجاح الرئيس ترامب في خفض معدل البطالة الأمريكية إلى اقل من 3% كان عاملا دافعا لتشجيع أصحاب التيارات اليمنية في دول أخري كالبرازيل وايطاليا مثلا

أي انه فشل ساندرز لايعود فقط إلى فشل رهانات حملته بقدر ماهي مقترنة بعدم قدرة حزبه على التماهي مع التيار الصاعد حاليا في العالم وهو الشعبوية  ذلك التيار الذي يرفض العولمة وتجاوزات الرأسمالية فظهر كتيار مقاوم له خصوصا بعد فشل الحكومات الليبرالية في علاج تلك الأزمات بل أصبحت هي الأخرى تمثلا عبئا إضافيا حتى على نفسها وأصبحت فرص أصحاب التيارات الليبرالية واليسارية تقل في كل استحقاق انتخابي فوجدنا استفتاء خروج بريطانيا يتبعه انتخاب ترامب يتبعه صعود الأحزاب اليمنية في أوربا الغربية ثم وصول بولسارنو في البرازيل ليكون إثباتا إننا أمام فترة صعود للتيار الشعبوي اليمين المتطرف.

 

المراجع:

[i] Valeri Mode- adze,” THE REFUGEE CRISIS, BREXIT AND THE RISE OF POPULISM: MAJOR OBSTACLES TO THE EUROPEAN INTEGRATION PROCESS”, Journal of Liberty and International Affairs | Vol. 5, No. 1, 2019, p:90.

Published online at:  www.e-jlia.com

[ii]  https://www.nytimes.com/2016/09/18/us/politics/hate-crimes-american-muslims-rise.html

[iii] Seth. Jones, “The Rise of Far-Right Extremism in the United States”, Center for strategic and international studies, November 2018, p:2.

[iv] https://www.splcenter.org/hate-map

[v] Victoria Desimone, “From the Ground Up: Combatting the Rise of Right-Wing Terror”, Center for Strategic & International Studies, October 1, 2019.

Available at: https://www.csis.org/ground-combatting-rise-right-wing-terror

[vi] ريناس بنافي، ” صعود اليمين المتطرف: الأسباب والتداعيات”، 12 مايو 2017.

متاح علي الرابط التالي: https://democraticac.de/?p=46400

[vii] https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=10012019&id=f4c456e4-e554-484c-8eb1-501ff655f864

[viii] جريدة الشرق الأوسط، ” الولايات المتحدة وتأزم اليمين المتطرف”، 5 أغسطس 2019.

متاح علي الرابط التالي:

https://aawsat.com/home/article/1843921/الولايات-المتحدة-وتأزم-اليمين-المتطرف

[ix] National Consortium for the Study of Terrorism and Respond to Terrorism, “The Use of Media by United States Extremists”, p:1.

[x] https://www.vox.com/policy-and-politics/2020/4/10/21214970/bernie-sanders-2020-lost-class-socialism

[xi] https://www.brookings.edu/blog/fixgov/2020/03/20/why-bernie-sanders-vastly-underperformed-in-the-2020-primary

[xii] https://www.spiked-online.com/2020/04/09/why-the-sanders-revolution-failed

[xiii] المرجع السابق. [xiv] https://edition.cnn.com/2020/04/08/politics/analysis-bernie-sanders-loss/index.html

[xv] https://www.newsweek.com/bernie-sanders-trump-2016-election-654320

[xvi] https://bit.ly/2VLt8hk

[xvii] https://edition.cnn.com/2020/04/08/politics/analysis-bernie-sanders-loss/index.htm

رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M