الحسين والصلاة … وجهان لعملة واحدة

بهاء النجار

ربما من غير اللائق أدبياً وأخلاقياً أن نستخدم هكذا عنوان ، ولكن تقريب المقصود يبرر المسرود ، فهذه الحقيقة يتفق عليها الجميع ولا يختلف اثنان حول صحتها ، ووفق هذه الحقيقة نريد أن نستخلص مجموعة من الفوائد الشرعية والأخلاقية :-

* (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) : لذلك فالحسين عليه السلام ينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ، فقد قالها سيد الشهداء عليه السلام : ( خرجت لطلب الإصلاح ….) ، وكذلك كل ما يرتبط به من شعائر ومواكب ومجالس وزوّار يجب أن ينهوا عن الفحشاء والمنكر والبغي ليس فقط في أيام محرم بل طوال حياتهم ، ومن لم ينهِ عن ذلك فقد تأخر عن ركب الحسين عليه السلام ، ومن يلتزم بالفحشاء والمنكر والبغي فهذا خارج عن خط الحسين عليه السلام ، أما من يحارب النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي فهذا يعادي الحسين عليه السلام .

* ( فويلٌ للمصلين الذين عن صلاتهم ساهون ) : فمن سهى والتهى عن الصلاة كان من الملعونين ، ومن كان من الملعونين لم يكن مع الحسين عليه السلام ولم يكن من أنصار الحسين عليه السلام .

* ( الذين يقيمون الصلاة … ) : والحسين عليه السلام أقام الصلاة كما نقرأ في الزيارة ، ليس كل من صلى فقد أقام الصلاة ، فكيف بمن لا يصلي ؟! فإقامة الصلاة تعني تجسيد معاني الصلاة في حياتنا اليومية فرداً ومجتمعاً ، فرداً من خلال المحافظة على الروح الدينية لدى كل فرد وانعكاسها على علاقاته الاجتماعية والمحافظة على الواجبات وترك المحرمات ، فكلما كان الشخص ملتزماً بالواجبات الشرعية ومبتعداً عن المحرمات كان أقرب للحسين عليه السلام .
أما مجتمعاً فمن خلال إقامة العبادات الاجتماعية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة أحكام الله بما يتيسر وصلاة الجمعة والجماعة وغير ذلك من الأمور ، وكلما كان المجتمع مطبقاً لهذه الواجبات الاجتماعية كان أقرب للحسين عليه السلام .

* ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلم تزده إلا بعداً من الله ) : وكذلك من لم تنهه الشعائر والمجالس الحسينية والزيارات المخصوصة والمطلقة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وباقي أئمة أهل البيت عليهم السلام عن الفحشاء والمنكر فلم تزده إلا بعداً من الله .

* ( لن تنال شفاعتنا مستخفاً بصلاته ) : فمن يفكر أن الأعمال المرتبطة بالإمام الحسين عليه السلام تقربه للإمام على حساب الصلاة فهذا الحديث يفنّد هذه الفكرة ويجعل الصلاة خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه ، فأي تأخير في الصلاة أو تهاون فضلاً عن تركها فسوف يبعد ذلك عن نيل الشفاعة المرجوة ، فشفاعة أهل البيت عليهم السلام مشروطة ومن شروطها الصلاة ، فالشفاعة وفق هذا الحديث لن تنال المستخف والمتهاون في الصلاة فضلاً عن تركها ، ولا تشمله في الأوقات العادية على طول السنة فكيف بأيام محرم وصفر ؟!

* ( شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوماً ) : فإذا كانت الصلاة لا تقبل من شارب الخمر فكيف تقبل من زائر الحسين عليه السلام أو ممن يريد أن يتقرب الى الحسين عليه السلام من دون الإقلاع عن الخمر ؟! والصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها ؟!

* ( الدعاء مستجاب دُبُر كل صلاة ) : والدعاء مستجاب دُبُر كل مجلس حسيني وكل عزاء حسيني وكل زيارة للحسين عليه السلام

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M