خفايا كورونا: تعرف على أهم اسرار الوباء الغامض؟

دلال العكيلي

كم هو عدد المصابين بالفيروس كورونا؟ هل أن الفيروس يتأثر بالأحوال الجوية؟ كم من الوقت يمكن أن يبقى الفيروس في الجسم؟ لماذا يصعب تحديد عدد المتعافين؟، لماذا يعتبر تتبع الحالات التي تعافت مهماً؟، هل فعلاَ الأطفال اقل عرضة للإصابة؟ لماذا يكون المرض طفيفا لدى البعض وشديدا لدى أخرين؟، هل للسمنة علاقة بارتفاع وفيات كورونا؟، هل الأفارقة هم أكثر عُرضة للوفاة بكورونا؟، هل يسبب الفيروس فقد حاستي الشم والتذوق؟، هل يبقى الفيروس في الهواء؟، متى يمكننا العودة الى الحياة الطبيعية؟

هذه الأسئلة وغيرها تبحث عن إجابات لكشف طلاسم وخفايا جائحة كورونا الغامضة، في الوقت الذي لا تزال الدراسات المكثّفة الهادفة إلى استكشاف فيروس “كورونا” الغامض تسعى إلى التأكد من خصائص الفيروس وخفاياه إذ كشفت نتائج أوليّة لدراسة ستصدر عن المعهد الوطنيّ للصحة في الولايات المتحدة، أنّ الفيروس التاجي يمكن أن ينتقل عن طريق الهواء بواسطة رذاذ اللعاب المتطاير أثناء الحديث، ورغم ذلك ما زلنا نجهل جوانب واسعة منه بعد ثلاثة أشهر على ظهوره للمرة الأولى في الصين.

ثمة تباين شاسع في خطورة أعراض المرض بين المصابين به، فلماذا لا يتسبب فيروس كورونا المستجد سوى بأعراض طفيفة أو حتى يظهر بلا أعراض لدى 80% من المصابين به بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، في حين يثير لدى بعض المرضى التهابا رئويا يودي بهم في غضون أيام؟ يقول ليو بون من كلية الطب في هونغ كونغ بهذا الصدد “تظهر الأبحاث الجارية منذ شباط/فبراير 2020 أن الأعراض السريرية لهذا المرض يمكن أن تكون متباينة جدا”.

وعند ذروة انتشار الوباء في الصين، قام الباحث مع فريق من جامعة نانشانغ بوسط الصين بمقارنة بين مرضى إصاباتهم طفيفة ومرضى يعانون من أعراض حادة، ونشرت النتائج في مجلة “ذي لانست” الطبية البريطانية، كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يظهرون أعراضا بالغة هم “أكبر سنا بكثير” من ذوي الإصابة الطفيفة، وأن تركيز الفيروس في العينات المستخرجة من مسح الحلق والأنف “أعلى بحوالى ستين مرة” منها في عينات الفئة الأخرى من المرضى.

فهل أن ذلك ناجم عن استجابة مناعيّة أضعف بسبب العمر، أو نتيجة تعرض أوّليّ لكمية أعلى من الفيروسات؟ أظهرت دراسات جرت على فيروس مختلف هو فيروس الحصبة أن خطورة المرض على ارتباط بجرعة التعرض الأوّلي للفيروس فهل ينطبق ذلك على فيروس كورونا المستجدّ أيضا؟

هل يبقى الفيروس في الهواء؟

من المعروف أن فيروس كورونا المستجدّ ينتقل بالملامسة الجسدية وعن طريق الجهاز التنفسي ويمكن التقاطه على سبيل المثال من خلال قطيرات اللعاب التي يقذفها شخص مريض حوله عندما يسعل، لكن هل يبقى الفيروس معلّقا في الهواء على غرار الإنفلونزا الموسمية التي يمكن أن تنتقل على شكل “رذاذ” محمول في الهواء؟ هذه المسألة لم تحسم بعد، وقال خبير علم المناعة ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول فيروس كورونا المستجد أنتوني فاوتشي “لا يمكن أن نستبعد كليا فكرة أن يكون الفيروس قادرا على اجتياز مسافة معينة في الجو”.

وأثبتت دراسة أميركية نشرت نتائجها في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” أن فيروس كورونا المستجدّ يمكن أن يبقى حيا في المختبر لثلاث ساعات على شكل جزيئات معلقة في الهواء، لكن لا يعرف إن كان ذلك يلعب دورا في انتقال المرض وعلقت رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت أنطوان في باريس كارين لاكومب “هل الفيروس موجود في محيطنا؟ هل يبقى في الجو أو على السطوح لمدة طويلة؟ هذا ما لا نعرفه نعرف أنه يمكننا العثور على أثر للفيروس، لكن لا نعرف إن كان هذا الفيروس ينقل العدوى”.

كم هو عدد المصابين بالفيروس؟

هذا السؤال ينطبق على جميع سكان الأرض البالغ عددهم سبعة مليارات، فكم منهم أصيب بالفيروس؟ باستثناء بعض الدول القليلة التي تبنت على وجه السرعة سياسة الكشف المبكر من خلال حملات فحوص مكثفة واسعة النطاق مثل كوريا الجنوبية وألمانيا حيث يمكن فحص نصف مليون شخص في الأسبوع، يبقى عدد المصابين المعروف تقريبيا إلى حد بعيد، وعلى سبيل المثال، قدرت الحكومة البريطانية في 17 آذار/مارس عدد الإصابات بـ55 ألفا، في حين أن أقل من ألفي شخص ثبُتت إصابتهم من خلال اختبارات الكشف.

من الأساسي التوصل إلى معرفة مدى انتشار الوباء بدقة من أجل عزل حاملي الفيروس وتأمين علاج جيد لهم، وفي مرحلة ثانية، من المهم رصد الذين أصيبوا بالفيروس ويمكن الافتراض بأنهم اكتسبوا مناعة ضدّه، وهذا لن يكون ممكنا إلا مع جيل جديد من الفحوص هي الفحوص المصليّة التي ترصد البصمة المناعية التي تركها الفيروس في الدم.

هل أن الفيروس يتأثر بالأحوال الجوية؟

هل يتلاشى وباء كوفيد-19 مع تحسن الطقس في النصف الشمالي من الأرض ويختفي مع عودة الحر؟ يقول الخبراء إن هذا محتمل، لكنه غير مؤكد، فالفيروسات التنفسية من نوع الإنفلونزا الموسمية تكون أكثر استقرارا في الطقس البارد والجاف، ما يعزز امكانية انتقالها، وأظهرت دراسة أجراها أساتذة جامعيون في هونغ كونغ أن فيروس سارس الذي اجتاح آسيا في 2002-2003 متسببا بوفاة 774 شخصا، وهو من سلالة الفيروس المتفشي حاليا، يقاوم بشكل أقوى في درجات حرارة متدنية ونسب رطوبة ضعيفة.

ومن المنطقي بنظر بعض الخبراء الافتراض بأن الفيروسين لهما الاستجابة ذاتها للظروف الجوية، لكن دراسة جرت مؤخرا في كلية هارفرد للطب في بوسطن خلصت إلى أن “تبدل الأحوال الجوية (ارتفاع الحرارة والرطوبة مع حلول الربيع والصيف) لن يؤدي وحده بالضرورة إلى انحسار الإصابات بكوفيد-19 بدون اتخاذ تدابير صحية شديدة”.

هل فعلاَ الأطفال اقل عرضة للإصابة؟

يبقى الأطفال أقل عرضة بكثير من البالغين للإصابة بوباء كوفيد-19. وإذا ما ظهرت عليهم أعراض، فتكون بصورة عامة طفيفة كالأعراض التي ذكرها فريق صيني في آذار/مارس في مجلة “نايتشر”، ومن أصل الأطفال العشرة المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين تناولتهم الدراسة، لم يظهر أي منهم أعراضاً خطيرة، بل اقتصرت الأعراض على ألم في الحلق وسعال وحمى خفيفة ويظهر ذلك بجلاء أكبر لدى الأطفال الذين يقيمون مع أشخاص مصابين، إذ أنهم أقل عرضة بمرتين أو ثلاث مرات للعدوى من البالغين لا أحد يعرف سبب ذلك، لكن الأمر نفسه لوحظ عند انتشار فيروس سارس في 2002-2003، وقالت كارين لاكومب ملخصة الوضع “ثمة أمور كثيرة لا نعرفها، وعلينا بالتالي أن نتحلى بالكثير من التواضع”.

هل يسبب الفيروس فقد حاستي الشم والتذوق؟

أظهرت دراسة لبيانات مجمعة من تطبيق رصد أعراض مرض كوفيد-19 الذي ينتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد أن فقد القدرة على الشم والتذوق من أفضل طرق تحديد ما إذا كان شخص ما مصابا بالفيروس أم لا، وطور علماء في بريطانيا والولايات المتحدة التطبيق للمساعدة في رصد تفشي الجائحة، وأظهرت البيانات التي حللها الباحثون أن 60 بالمئة من المرضى الذين أكدت التحاليل إصابتهم بكوفيد-19 سجلوا فقد حاستي الشم والتذوق، بالمقارنة مع 18 بالمئة من بين الذين جاءت تحاليلهم سالبة.

وقال الباحثون في جامعة كينجز في لندن إن هذه النتائج، التي نشرت على الإنترنت ولكن لم تحظ بمراجعة خبراء آخرين، تعد أكثر قوة في توقع نتيجة إيجابية لفحص كوفيد-19 من القياس الذاتي لدرجات الحرارة، ويقول الباحثون إن هذا التطبيق يمكن أن يبطئ التفشي ويحدد بسرعة أكبر الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وقال العلماء إنه إذا شارك عدد كاف من الناس الأعراض يمكن للتطبيق كذلك أن يقدم للنظام الصحي معلومات قيمة للغاية.

وقال أندرو تشان الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفرد في الولايات المتحدة والذي شارك في الدراسة “هذه الدراسة المستندة إلى بيانات التطبيق تعد سبيلا لمعرفة بؤر تركز كوفيد-19، والأعراض الجديدة التي يتعين البحث عنها، ويمكن أن يستخدم كأداة تخطيط لاستهداف الحجر الصحي وإرسال أجهزة التنفس الصناعي وتقديم بيانات آنية للتخطيط لحالات تفشي في المستقبل”، ومن بين 1.5 مليون مستخدم للتطبيق من 24 مارس آذار إلى 29 مارس آذار سجل 26 بالمئة عرضا أو أكثر للمرض على التطبيق، ومنهم 1702 حالة أجري لها تحليل الفيروس فجاءت نتائج 579 إيجابية ونتائج 1123 سلبية.

هل للسمنة علاقة بارتفاع وفيات كورونا؟

أصبح فيروس كورونا أكثر فتكا في مدينة نيو أورليانز الأمريكية عن بقية أنحاء الولايات المتحدة حيث كان معدل وفيات بالنسبة لعدد السكان أعلى من نيويورك، ووفقا للأطباء ومسؤولي الصحة العامة والبيانات المتاحة فإن ارتفاع معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها قد يكون جزءا من المشكلة، وقالت ربيكا جي، التي شغلت منصب وكيل وزارة الصحة في لويزيانا حتى يناير كانون الثاني وترأس حاليا قسم خدمات الرعاية الصحية بجامعة ولاية لويزيانا “صحتنا أكثر اعتلالا فحسب، كان لدينا مشكلات هائلة في الرعاية الصحية قبل هذه الجائحة… وتفاقمت الآن”.

وإضافة إلى نيويورك وسياتل أصبحت نيو أورليانز من بين البؤر الأولى لفيروس كورونا في الولايات المتحدة مما يعني أنها أصبحت حالة لدراسة كيفية مكافحة وعلاج المرض ومعدل الوفاة أحد عوامل القلق الرئيسية التي طرحها الأطباء العاملون في مدينة لويزيانا حيث يبلغ سبعة أمثال المعدل المسجل في نيويورك وعشرة أمثال سياتل استنادا إلى البيانات المعلنة، ويعاني سكان نيو أورليانز من السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم بمعدلات أعلى من المتوسط المسجل على مستوى البلد ويقول الأطباء ومسؤولو الصحة العامة إن هذه الأمراض قد تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

وذكرت إدارة الصحة في لويزيانا أن نحو 97 بالمئة ممن توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس هناك كانوا يعانون من مرض سابق بالفعل حيث كان 40 بالمئة من المتوفين يعانون من مرض السكري و25 بالمئة من السمنة و23 بالمئة كانوا مصابين بمرض مزمن في الكلى و21 بالمئة من متاعب في القلب، وسجلت نيو أورليانز 270 وفاة بالفيروس حتى الآن، وقد تكون مؤشرا على حصيلة الوفيات المحتملة بالفيروس في أنحاء أخرى بالجنوب والغرب الأوسط التي تشهد زيادة معدلات الإصابة بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.

وقال مسؤولون في الصحة إن هناك مجموعة من العوامل قد تساهم في ارتفاع معدلات الوفاة بكورونا في نيو أورليانز تشمل مدى توفر الرعاية الصحية وجودة المستشفيات وانتشار أمراض أخرى ومنها أمراض الرئة، لكنهم أشاروا أيضا إلى أن من الجلي أن الأمراض المرتبطة بالسمنة تلعب دورا في معدل الوفيات وقد يكون ذلك جرس إنذار للولايات المتحدة بأسرها حيث تشيع فيها السمنة المزمنة أكثر من غيرها من البلدان المتقدمة.

هل الأفارقة هم أكثر عُرضة للوفاة بكورونا؟

قال خبراء إن بيانات أولية من ولايات أمريكية تُظهر أن الأمريكيين المنحدرين من أصل أفريقي أكثر عُرضة للوفاة بمرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يسلط الضوء على وجود تفاوت منذ زمن في الحالة الصحية وعدم مساواة في الحصول على الرعاية الطبية، ففي ولاية إيلينوي، التي يشكل السود نحو 30 في المئة من سكانها، تفيد إحصاءات مقدمة من جهاز الصحة العامة بها أن السود يمثلون نحو 40 في المئة من إجمالي حالات الوفاة بسبب مرض كوفيد-19.

وفي ولاية ميشيجان مثّل السود نحو 40 في المئة من الوفيات المسجلة، حسبما أفادت بيانات نشرتها الولاية التي تقدر نسبة الأمريكيين من أصل أفريقي بنحو 14 في المئة فقط من سكانها، ولم تصدر كثير من الولايات الأمريكية، بما فيها نيويورك الأكثر تضررا من تفشي فيروس كورونا المستجد، بيانات خاصة بالسكان تبين حصيلة الوفيات في المجموعات العرقية المختلفة، كما لم تنشر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها علنا بيانات عن العرق والأجناس التي ينتمي لها المرضى الذين تُجرى لهم فحوص كشف الإصابة بمرض كوفيد-19، وهو مرض تنفسي يكون قاتلا في بعض الأحيان، يسببه فيروس كورونا المستجد.

وقال جيفري ليفي أستاذ الصحة العامة في جامعة جورج واشنطن “نظرا لأننا لا نجري فحوصا على نطاق واسع، فإننا لا نعرف بالفعل عدد المصابين في الولايات المتحدة لدينا فقط بيانات دقيقة عمن يعالجون في المستشفيات بالفعل”، وحثت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين، بينهم السناتور إليزابيث وارن والسيناتور كمالا هاريس، وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس أزار في رسالة أواخر الشهر الماضي على التأكد من جمع مثل هذه البيانات ونشرها.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المصابين بأمراض مزمنة، مثل الربو واضطرابات الرئة المزمنة الأخرى وداء السكري وأمراض القلب، يمرضون بشكل خطير أكثر من غيرهم فيما يبدو

وأوضحت سمر جونسون ماكجي، عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة نيو هافن، أن ذلك يجعل الفيروس يمثل خطورة بشكل خاص على الأمريكيين الأفارقة، الذين يعانون أكثر من تلك الأمراض بسبب عوامل بيئية واقتصادية، وقالت ماكجي إنها لم تُفاجأ بأن معاناة سكان الولايات المتحدة السود أشد بسبب الجائحة، وأضافت أن العنصرية أدت لنقص الاستثمار في مجتمعات الأمريكيين الأفارقة وسوء الرعاية الصحية للسكان بشكل عام.

وأردفت أن “الوباء يُضّخم التفاوت في الرعاية الصحية التي تواجهها العديد من مجتمعات الملونين” ووفقا لإحصائيات رويترز، اقترب عدد حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة من 350 ألف حالة وأكثر من عشرة آلاف وفاة ولدى الولايات المتحدة حتى الآن أكثر عدد لحالات الإصابة المعروفة بالمرض في العالم بما يعادل نحو مثلي العدد في إسبانيا وإيطاليا، لكن عدد الوفيات بها أقل من الدولتين الأوروبيتين الأكثر تضررا.

لماذا يصعب تحديد عدد المتعافين؟

سؤال يبحث الكثير منا عن إجابته: كم عدد الأشخاص بالضبط الذين يتعافون من فيروس كورونا المستجد Covid-19؟ يعاني معظم المصابين بوباء فيروس كورونا من أعراض خفيفة، ويمكنهم التعافي في المنزل دون الحاجة لرعاية طبية، بينما تتلقى الحالات الشديدة غالباً رعاية داعمة في المستشفى، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وعلى الرغم من وجود بيانات إقليمية، ووطنية، وعالمية حول عدد الحالات والوفيات المؤكدة، إلا أنه لم يتم الإبلاغ بشكل كامل عن حالات التعافي.

تتبع جامعة “جونز هوبكنز” حالات التعافي منذ أن نشرت بياناتها عن حالات الإصابة بفيروس “كوفيد-19” لأول مرة على لوحة المعلومات الرقمية عبر الإنترنت، في شهر يناير/ كانون الثاني، بحسب ما ذكره المتحدث باسم الجامعة، دوجلاس دونوفان، في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، عبر بريد إلكتروني، وقال دونوفان في رسالته إن رصد عمليات التعافي بدأ عندما تمركز التفشي في الصين، التي كانت تصدر تقارير رسمية عن هذه الحالات.

مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، أدرك الباحثون أن هناك طرق قليلة للإبلاغ عن حالات التعافي، لذلك قرروا أن تعتمد التقارير على تقديرات كل دولة فقط، وقال دونوفان إن “عدد الحالات التي تعافت خارج الصين هي تقديرات على مستوى الدولة، تستند إلى تقارير وسائل الإعلام المحلية، وقد تكون أقل بكثير من العدد الحقيقي”، وبالنسبة للحالات الأمريكية، فإن “لوحة المعلومات لا تبلغ عن تقديرات لعمليات التعافي للولايات والمقاطعات في الولايات المتحدة وقد يتغير ذلك مع زيادة التقارير الموحدة عن عمليات التعافي بين الحكومات المحلية وحكومات الولايات”، حتى يوم السبت، تعافى أكثر من 223 ألف شخص في جميع أنحاء العالم من فيروس “كوفيد 19″، وفقاً للبيانات من جامعة “جونز هوبكنز” ومن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى لأن البيانات تغطي فقط الحالات المؤكدة.

لماذا يعتبر تتبع الحالات التي تعافت مهماً؟

قال الدكتور بالا هوتا، أستاذ الأمراض المعدية والمسؤول الطبي المساعد في المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو، إن معرفة عدد الحالات المتعافية يمكن أن يساعد في توفير قياس دقيق لإجمالي عدد المصابين، وأضاف هوتا أن معرفة العدد الحقيقي للأشخاص المصابين بين السكان سيكون مفيداً جداً للحصول على نماذج أفضل عن وقت ذروة المرض وانخفاضه، وأيضاً متى يمكننا البدء في إعادة الأشخاص إلى العمل.

ويمكن أن تشير بيانات التعافي أيضاً إلى مدى سهولة بناء مناعة ضد الفيروس، وقال هوتا: “سيستبعد الأشخاص المصابين سابقاً كأفراد معرضين للإصابة، مما سيؤثر على التنبؤ بعدد الحالات التي ستحدث في المستقبل القريب”، وقال هوتا إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الأشخاص الذين يتعافون من “كوفيد 19” يمكن أن يصابوا بالفيروس مجدداً، على الرغم من عدم وجود الكثير من البيانات بشكل عام، وأضاف هوتا أن تحديد أولئك الذين يتعافون يمكن أن يساعد في تحديد أولئك الذين لديهم مناعة، على المدى القصير على الأقل.

كم من الوقت يمكن أن يبقى الفيروس في الجسم؟

تراوحت التقديرات بشأن المدة التي قد يستغرقها فيروس كورونا الجديد في الجسم، تفيد أحد التقارير المنشورة في المجلة الطبية “JAMA”، في فبراير/ شباط، بتعافي 4 من المهنيين الطبيين بمدينة ووهان الصينية، الذين تأكدت إصابتهم بـ”كوفيد 19″، تم نقل أحدهم إلى المستشفى وتم عزل الثلاثة الآخرين، ولكن تم علاجهم جميعاً في مستشفى “Zhongnan” بجامعة “ووهان”، في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، وجد التقرير أنه لا يزال من الممكن الكشف عن آثار الفيروس في جميع المرضى الأربعة حتى 13 يوماً بعد انتهاء أعراضهم، واستيفائهم لمعايير الخروج من المستشفى أو إيقاف الحجر الصحي.

وكتب الباحثون في التقرير: “يجب أن تتابع دراسات أخرى المرضى غير المتخصصين في الرعاية الصحية والذين يعانون من عدوى أكثر شدة بعد الخروج من المستشفى أو إيقاف الحجر الصحي”، وجدت دراسة منفصلة، نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية في مارس/ آذار، أن الفيروس قد يتم اكتشافه لمدة تصل إلى 37 يوماً في المرضى الذين يتعافون من “كوفيد 19”.

تضمنت هذه الدراسة بيانات عن 191 مريضاً مصاباً بـ”كوفيد 19″ في ووهان، الذين خرجوا من المستشفى أو توفوا بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني، وأظهرت البيانات أن المدة المتوسطة التي يمكن اكتشاف الفيروس فيها هي 20 يوماً من بداية مرضهم ووجد الباحثون أن أقصر مدة لاكتشاف للفيروس بين الناجين كانت ثمانية أيام وأطولها 37 يوماً، ومن بين المتوفين، وجد الباحثون أن الفيروس يمكن اكتشافه عند الموت.

بشكل عام، حذر هوتا من المركز الطبي بجامعة راش، الذي لم يشارك في أي من الدراستين، من التفكير في أن الشخص الذي ثبتت إصاباته بالفيروس معد أيضًا، تقول مراكز السيطرة على الأمراض أن فيروس كورونا المستجد ينتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال الوثيق بين الأشخاص من خلال قطرات الجهاز التنفسي، مثل القطرات التي تأتي من السعال أو العطس، وتحذر مراكز السيطرة على الأمراض من بعض الأشخاص، الذين ليس لديهم أعراض، إذ يمكن أن يكونوا قادرين أيضاً على نشر الفيروس.

 

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/variety/22862

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M