دور الأمم المتحدة في حل الأزمة الكوبية إبّان الحرب الباردة

اعداد : بدر أبو نجم – المركز الديمقراطي العربي

 

مقدمة

إن الهدف الأسمى من إنشاء الأمم المتحدة هو تحقيق السلم والأمن الدوليين، من خلال خفض حدة التوتر العالمي، والعمل على زيادة التعاون والتشابكات الدولية في مسارات عديدة. وقد حققت الأمم  المتحدة منذ نشوئها،  نجاحاً نسبياً في بعض النزاعات الدولية، وأخفقت في تحقيق السلام أو الأمن الدوليين في قضايا أخرى لأسباب عدة، تتلخص في بنية النظام الحاكم للأمم المتحدة نفسها، وفي طبيعة النزاعات الدولية مختلفة الأبعاد.

بعد الحرب العالمية الثانية وما تلاها واتجاه النظام الدولي إلى ثنائية القطبية [1]“القطبية الثنائية”، ممثلاً بالاتحاد السوفيتي ذي الفكر الاشتراكي، والولايات المتحدة الأمريكية ذي التوجه الرأسمالي، أصبح القطبان دائميْ المواجهة السياسية والأيديولوجية؛ بأدوات مختلفة، وقد ظهرت فيما اصطُلح عليه بمسمى؛ “الحرب الباردة”،  والتي خلقت أحلافاً تابعة من الدول حول كل قطب، خلال الفترة الممتدة ما بين 1947-1991 تقريباً. جرت محاولات عديدة للتخفيف من حدة التوتر القائم بين قطبي العالم، ومن لف حولهما من هذه الدول، كانت الأمم المتحدة على رأس هذه المنظمات الدولية التي سعت في هذا الاتجاه.

يعد التوتر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية إبّان فترة الحرب الباردة حول أزمة كوبا وأزمة الصواريخ أحد أهم مظاهر التوتر الشديد في تلك الفترة.

أخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عاتقه مهمة حفظ الأمن والسلم الدوليين، بينما في فترة الحرب الباردة حيث كان الصراع الايديولوجي والتسابق على الاستحواذ على مناطق نفوذ القوى العظمى حول العالم قد وصل ذروته، ولا  يبدو أن مجلس الأمن والأمم المتحدة قد اضطلعوا  بدور هام ً في نزع فتيل الحرب الباردة خصوصاً في حالات مثل النزاع حول الصواريخ السوفيتيه في كوبا. على العكس نجد أن  القوتين العظميتين اخذتا على عاتقهما وعلى المستوى الثنائي التعامل مع الأزمة التي كادت أن تجر العالم إلى حرب عالمية نووية.

مما سبق؛ تحاول الدراسة الإجابة عن السؤال المركزي وهو:

  • لماذا لم يكن للأمم المتحدة دور بارز في حل أزمة الصواريخ السوفيتيه في كوبا عام 1962، علماً بأن الأزمة تعتبر من أخطر الازمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وكادت أن تجر العالم إلى كارثة نووية؟

تسعى هذه الدراسة إلى التحقق من فرضية أساسية مفادها: أن القوى العظمى ابّان الحرب الباردة ،همشت دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن نزولاً عند رغبة طرفا الازمة.

الفصل الأول :- 

المحور الأول: دور الأمم المتحدة في حل النزاعات الدولية ابّان الحرب الباردة:

ما لبثت الحرب العالمية الثانية أن تضع أوزارها ويتفق العالم على إنهاء عقود من الاقتتال، والمجازر التي أودت بحياة ملايين البشر في حربين عالميتين أحرقتا الأخضر واليابس في أغلب دول العالم، حتى أصبح العالم يتخوف من نشوء حربٍ عالمية ثالثة، وبعد بروز الاتحاد السوفييتي كقوة عالمية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، سميت بالحرب الباردة أي بمعنى التهديد باستخدام القوة العسكرية بين الفينة والأخرى من قبل القطبين الصاعدين، حيث بدأت ارهاصات هذه الحرب عام 1945، واستمرت حتى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، فالمُنافسة بين الأيديولوجيات والأفكار منعت القطبين من تطبيق أو الحرص على حفظ السلم والأمن الدوليين، خصوصاً أن القطبين الكبيرين كانا عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يعتبر من أهم أجهزتها الذي أخذ على عاتقه هذا الميثاق.

[2]أتاح ميثاق الأمم المتحدة لمجلس الأمن بإصدار القرارات الملزمة، وحتى التدخل عسكرياً في أي دولة حول العالم بهدف حفظ الأمن والسلم الدوليين؛ في ذات الوقت فإن هناك خمسة دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن، حيث يحق لأي دولة من تلك الدول إبان الحرب الباردة وحتى يومنا الحاضر أن تستخدم ما أصبح يعرف ب “الفيتو”، من قبل أي دولة من تلك الدول الخمس، وبالتالي فإن القرار يصبح لاغياً؛ مع الاشارة إلى أن مجلس الأمن له وسائل أخرى لفض النزاعات منها الدبلوماسية أو اللجوء إلى المنظمات الاقليمية أو الوسائل القضائية.

بعد نهاية الحرب العالمة الثانية وانشاء الأمم المتحدة أصبح العالم أمام [3]“منظمة للمنتصرين” في تلك الحرب؛ و[4]أصبحت التحالفات بين القطبين مكتملة ليصبح العالم ينقسم إلى قسمين، الأول يتمثل بالمعسكر الأمريكي، والثاني تمثل بالمعسكر الشيوعي أو السوفييتي، ومن هنا بدأت ارهاصات الحرب الباردة جلية.

ورغم بداية الحرب الباردة، وبروز ارهاصات الفشل في نزع فتيل الحروب بين المعسكرين، إلا أن الأمم المتحدة نجحت في زاوية أخرى بتبني الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948، حيث [5]أرسلت الأمم المتحدة أول مراقبي السلام إلى جنوب آسيا والشرق الأوسط، ناهيك عن توفير الاحتياجات الانسانية للاجئي الحرب العالمية الثانية للأوروبيين، وهو ما أدى إلى إنشاء مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عام 1950؛ ورغم ذلك ظلت الأمم المتحدة في عقدها الأول رهينة للمناخ الدولي المشحون وخصوصاً مشكلة عضوية الصين. ويذهب الكثير بالقول إن [6]“ميثاق الأمم المتحدة حتى في بعض اخفاقاتها يظل مرساة أخلاقية مشتركة في عالم مليء بالأحداث العاصفة”.

المحور الثاني: دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين ابان الحرب الباردة (ازدواجية المعايير) 

يزخر سجل مجلس الأمن الدولي بالتناقض، من حيث تدخلاته وأصداراته للقرارات التي تخص النزاعات حول العالم، لكن هذه التدخلات والقرارات كانت تحكمها وتنبع من مصالح الدول الخمس الدائمين في المجلس، فترة الحرب الباردة (بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، الاتحاد السوفييتي، وجمهورية الصين)، بخاصةٍ الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، وإن ما يدفعها للتدخل العسكري في أي بلد في العالم ليست مبادئ الأمم المتحدة بالمقام الأول؛ ناهيك عن عدم وجود جهة رقابية على تلك الدول لمحاسبتها عندما تنتهك القوانين والمواثيق التي أنشأت من أجلها الأمم المتحدة والتي تمثلها كقوى عظمى، واستغلال تلك السلطة المنبثقة من الأمم المتحدة لانتهاك الاتفاقيات والقواعد والمواثيق الدولية.

إلى ذلك يمكن أن نذكر في هذا المضمار من الدراسة ، بعض أرقام الضحايا نتيجة الحروب فترة الحرب الباردة والتي كان سببها أحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. فخلال الحرب الباردة (1949_1991) [7]قتلت أمريكا بين مليون إلى مليوني شخص في فيتنام، بعدما تدخلت في هذا الاقليم بحجة حفظ الأمن والسلم الدوليين، كما قُتل حوالي مليون شخص في انقلاب عسكري بإندونيسيا دعمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وقُتل الكثيرون في كمبوديا بين عامي 1969 و1975 بسبب القصف والتجويع واجتياح الدبابات السوفييتية تشيكوسلوفاكيا ـ ربيع براغ ـ وهنجاريا لقمع حركات احتجاجية ضد أنظمتها آنذاك. وفي مقابل كل تلك المعطيات آنفة الذكر، إلا أن دور الأمم المتحدة لم يكن بالشكل المطلوب، واقتصرت على المساعدات الانسانية للنازحين والمشردين، والدعوة إلى ضبط النفس واقتصر دورها على نشر قوات دولية لحفظ الأمن في عدد من مناطق العالم على رأسها الشرق الأوسط، حيث بلغ مجموع العمليات التي نشرت فيها الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام في العام ما بين عامي 1948 و1988 ثلاثة عشر عملية. [8]

المحور الثالث: استخدام الفيتو ابان الحرب الباردة:

استخدم الاتحاد السوفييتي حق الفيتو ما يقارب ال 100 مرة؛ أما الولايات المتحدة فاستخدمته 77 مرة منها 36 لحماية إسرائيل. فيما أفرطت موسكو في استخدام حق الفيتو إبان الحرب الباردة على سبيل العناد مع الغرب حتى أصبح وزير خارجيتها الشهير في ذلك الوقت أندري غروميكو يلقب بالسيد (نيات) أو الرافض على الدوام؛ وأجهضت أمريكا 54 مشروع قرار. [9]وابان الحرب الباردة تسبب حق النقض في تحجيم دور مجلس الأمن في كثير من القضايا، حيث يقوم أحد قطبي الحرب الباردة بنقض أي قرار مؤثر يمس مصالحه. [10]

إن الحرب الباردة التي عاصرت إنشاء الأمم المتحدة ، كان لها أثر سلبي كبير على عمل المنظمة الدولية، وأدت إلى تعطيل مجلس الأمن في آداء وظائفه في حفظ السلم والأمن الدوليين، وانتقل الصراع في فترة معينة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة من الواقع على الأرض إلى داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة، وتجلى ذلك كما قدمت الدراسة آنفاً من الاستخدام المفرط في استعمال النقض من كلا الطرفين في مجلس الأمن، و[11]منع ذلك الاستخدام المفرط، الأمم المتحدة من أن تتحمل مسؤولياتها في حفظ السلم والأمن الدوليين، وعطلت المجلس من اتخاذ قرارات لمعالجة حالات دولية كثيرة شكلت تهديدا خطيراً للسلم والأمن الدوليين، حيث القرارات التي تتعارض مع مصالح الطرفين؛ ناهيك عن [12]خلق الأزمات الدولية ابان فترة الحرب الباردة، تجلت في الحرب الكورية عام 1955، حيث قامت كوريا الشمالية المدعومة من الاتحاد السوفيتي بغزو كوريا الجنوبية؛ وحرب فيتنام عام 1965 التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية، للمحاربة ضد النصف الشمالي الشيوعي في فيتنام والمدعوم من الاتحاد السوفاتي حين ذاك. أكثر من 2 مليون شخص مدني لقوا مصرعهم في هذه الحرب كما ذكرنا آنفاً ، بالإضافة إلى حرب أكتوبر أو حرب “يوم الغفران” عام 1973 بين اسرائيل والدول العربية (مصر، سوريا)، ما أدى مجددا لتوتر العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، بالاضافة إلى الأزمة الكوبية “أزمة الصواريخ” والتي سنوليها الاهتمام كونها محور الدراسة.

على الرغم من أن العامل الايديولوجي كان له دور كبير في اشعال الحرب الباردة بين القطبين، إلا أن الصراع على المصالح السياسية والاستراتيجية الحيوية، أيضاً لها دور أكبر حدة النزاع بين القطبين، في ذات الوقت وقف مجلس الأمن عاجزاً أمام اتخاذ قرارات ملزمة للطرفين بوقف الكثير من الانتهاكات والحروب والقتل في أنحاء متفرقة من العالم، بسبب المصالح والدفاع عن المناطق والدول الموالية لكل طرف، وبقي يحكم القطبان ليست مواثيق الأمم المتحدة بل المصالح؛ [13]“فالحل لكل النزاعات يجري باتفاق الطرفين بعيداً عن ساحة مجلس الأمن، ووفق ما يتفق مع مصالحهما”. وكان للأمم المتحدة دور واحد فقط وهو عدم تطور هذه النزاعات إلى حرب كونية لوجود عامل الردع النووي بين القطبين، وسباق التسلح، [14]“السباق نحو التسلح” بين الطرفين، وامتلاك الاسلحة النووية الفتاكة والترسانات العسكرية المدمرة، وتشكيل ميزان رعب نووي بين الطرفين وأن اندلاع حرب عسكرية بينهم، يعني خسارتهم الاثنين معاً؛ وخلاصة القول فإن،[15]القوتين العظمتين كانتا تحافظان على مصالحهما بطريقة عدم الانجرار إلى حرب عسكرية شاملة تدمّر ولا تعمّر، فعندما يسود اعتقاد استخدام السلاح النووي لدى الطرفين فإنه يدرك عواقب استخدام هذا السلاح. وعلاوة على ذلك فان استخدام الفيتو قد عطّل أي جهد أممي في نزع فتيل الازمات المذكورة آنفا أو التخفيف من حدتها وآثارها.

الفصل الثاني – الأزمة الكوبية : – 

المحول الأول: الأزمة الكوبية انموذجاً لحقيقة دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات الدولية إبّان الحرب الباردة.

  • الثورة الكوبية وتغيير ميزان القوى:

تعتبر الأزمة الكوبية أحد أبرز تجليات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية، والتي كادت أن تؤدي إلى صدام عسكري بين القطبين، واندلاع فتيل حرب نووية لا تحمد عقباها؛ ولا مناص من القول هنا أن الأمم المتحدة لم تلعب دوراً كبيراً في نزع فتيل هذه الحرب التي كادت أن تندلع. ولعله من المفيد أن نؤكد على أن دور الأمم المتحدة لم يكن معدوماً في هذه الأزمة، بل عملت على بذل الجهد من أجل نزع فتيل هذه المواجهة، لكن نتيجةً لما سبق ذكره من معطيات تقيّد عمل الأمم المتحدة، وطبيعة تشكيل أعضاء مجلس الأمن لم يكن لها دوراً بارزاً أو حاسماً لتطبيق مبادئها التي أنشأت من أجلها ، ذلك لأن من يسيطر على مجلس الأمن هم طرفي الصراع.

عام 1959 أطاح “فيديل كاسترو، ورفيقه أرنستو تشي غيفارا، ” بزعيم كوبا “باتيستا” بعد خمس سنوات من حرب عصابات دامية، واستولى على الحكم وبدأ بالبحث عن حليفٍ بديلٍ عن الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت مواليه للرئيس المخلوع “باتيستا”. [16]“لم يكن كاسترو في ذلك الحين شيوعياً، بل كان اشتراكياً على طريقة الاشتراكيين الاصلاحيين في أوروبا، لذا كان عليه أن يبرر ثورته ليس بتغيير شكل النظام فقط وانما جوهره أيضاً ، فبادر إلى سن قانون جديد للاصلاح الزراعي أطاح بمصالح الشركات الأمريكية الضخمة التي كانت تسيطر تقريباً على كل الاقتصاد الكوبي. ورغم الغضب الأمريكي من هذه الخطوة لم تُقطع العلاقات بين البلدين إلا في عام 1961 عندما أممت هافانا بعض الفنادق التي يملكها أمريكيون في الجزيرة؛ ولم تتوقف محاولات المخابرات الأمريكية الحثيثة لإسقاط النظام عبر القصف الجوي المحدود تارةً، أو عبر انزال معارضين كوبيين على شواطئ الجزيرة تارة أخرى، والتخطيط لاغتيال كاسترو تارة ثالثة”.

لجأ كاسترو إلى الاتحاد السوفيتي، العدو اللدود لأمريكا؛ ومن البديهي أن يقبل السوفيات قبول هذا التحالف، لاسيما وأن كوبا لا تبعد عن السواحل الأمريكية سوى ما يقارب ال 60 كم، بالتالي ستكون كوبا بمثابة قاعدة عسكرية للإتحاد السوفيتي على مشارف اراضي الولايات المتحدة الأمريكية. وتأسيساً على ذلك ستبرز ارهاصات لقرب وقوع تصادم عسكري، أو حرب نووية بين القطبين العظميين حينذاك، نتيجة لذلك التحالف الجديد، والمخاطر القادمة معه بالنسبة لأمريكا. وتجدر الإشارة إلى أن [17]“الثورة الكوبية عام 1959 كانت تحديا خطرا للهيمنة الامريكية وقبل كل شيء تحررا وطنيا طرح نفسه نموذجا لدول امريكا اللاتينية والعالم الثالث؛ فعلى الجبهة الثقافية اجتذبت عددا كبيرا من المتعاطفين من بين الكتاب والمثقفين، ساعد على ذلك جوائزها الأدبية، وحملتها الناجحة لمحو الأمية وتبنيها لقضايا العالم الثالث”.

وعلاوة على ذلك فإن هذا التحالف سيؤدي إلى اختلال توازن القوى في تلك المنطقة ، ومما لا شك فيه فإن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك، ولذلك ينبغي عليها أن تعمل على كبح جماح اليد السوفييتية التي ستحيط بها ليس فقط بترساناتها العسكرية، وإنما بالايديولوجية الشيوعية التي تحاول تصديرها للعالم كله بدلاً من الرأسمالية. ولا يفوتنا أن ننوّه إلى أن الولايات المتحدة في بادئ الأمر لم تكن ترغب في استخدام القوة للحد من تداعيات الموقف خاصة في عهد الرئيس أيزنهاور.

رد الفعل الأمريكي:

حاول الرئيس الأمريكي جون كنيدي إسقاط زعيم كوبا الجديد الموالي للشيوعية الثورية فيدل كاسترو، وقام كينيدي بتسليح قوة  تزيد عن الف من المنفيين الكوبيين الذين كانو موالين للرئيس الكوبي المخلوع باتيستا، وأرسلهم لغزو كوبا في عام 1961 في عملية سميت ب [18]“غزو خليج الخنازير”؛ لكنها سرعان ما فشلت، فحاول كينيدي بعدها اغتيال كاسترو ، وحينها لجأ الأخير إلى الاتحاد السوفياتي للحصول على المساعدات الاقتصادية والحماية. [19]وبطبيعة الحال استفاد الزعيم السوفييتي خروتشوف من هذه الفرصة، ووضع قواعد يمكنها إطلاق صواريخ نووية من كوبا نحو الارأضي الامريكية حيث ارتبطت الأزمة الكوبية  بنشر الولايات المتحدة الأمريكية قبل السوفيات صواريخ نووية في تركيا وايطاليا، اي بالقرب من الاتحاد السوفياتي، ما شكلت له تهديدا استراتيجيا ما دفعه الى الرد بالمثل في نشر صواريخ نووية في جزيرة كوبا الشيوعية. وعندما علمت الولايات المتحدة بهذا، قام كينيدي بالرد على ذلك بمحاصرة الشعب الكوبي على جزيرته، ما دفع الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي الى حافة حرب نووية، حبس العالم أنفاسه حينها  بخاصةٍ مع سباق التسلح النووي بين القطبين. شكل وجود الصواريخ السوفيتية في كوبا أزمة لمسؤولي الدولة الأمريكية وبالتالي تهديدًا خطيرًا للمصالح القومية الأمريكية؛ وعرفت بحكاية ال 13 يوماً من انتظار حرب نووية. [20]

من اليمين جون كينيدي، فيديل كاسترو، ونيكيتا خروتشوف في أعقاب اكتشاف الصواريخ السوفيتية، فكّرت أمريكا في إطلاق حملة عسكرية واسعة على كوبا، وقصف مواقع الصواريخ وتدميرها وقتل الخبراء السوفيت، إلا أنّ الرئيس كينيدي كان متخوّفاً من الرد السوفيتي القاسي على الجبهة الألمانية واحتلال العاصمة برلين. ولذلك وإلى جانب مطالبتها الاتحاد السوفيتي بتفكيك الصواريخ وإعادتها إلى روسيا، [21]فرضت البحرية الأمريكية حصاراً بحرياً على كوبا منعاً لدخول أسلحة إضافية و مزيدا من الجنود السوفييت إلى كوبا في حال اندلاع عملية عسكرية. وبشكل غير متوقع أعاد السوفييت سفناً كانت في طريقها إلى كوبا، وباشروا بفتح قنوات اتصال سرية مع الأمريكيين من أجل تقديم اقتراحات لحل الأزمة. [22] صورة التقطتها طائرة تجسس أمريكية لعدد من مواقع الصواريخ السوفيتية بكوبا

انتهاء الأزمة:

أدرك الطرفان أنه يجب نزع فتيل الحرب، والبدء بتقديم الاقتراحات لحل الأزمة وبشكلٍ مباشر بين الطرفين، حتى أصبحت الأزمة على مشارف الانتهاء. وضعت القوتان خط اتصال سريع ومباشر بينهم وانشاء خط ساكن بين موسكو وواشنطن أدى إلى خفض التوترات بينهم. هيمن التعايش السلمي بين المعسكرين على مسرح العلاقات الدولية بدءا من مطلع عقد السبعينيات وحتى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وفي 28 أكتوبر/1962، انتهت أزمة الصواريخ الكوبية بعدما توصّل الطرفان إلى اتفاق يقضي بإزالة الصواريخ السوفيتية ومنصاتها من الأراضي الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا، وأن تتخلص بشكل سري من الصواريخ المنصوبة في بريطانيا وكلٍّ من إيطاليا وتركيا. وتنفيذاً لشروط الاتفاق، أُزيلت الصواريخ السوفيتية؛ لينتهي بعد ذلك الحظر البحري على كوبا بشكل رسمي يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام.

ومن الجدير ذكره أن التسوية السوفيتيه الأمريكية أحرجت “خروتشوف”، ذلك لأن سحب الولايات المتحدة لصواريخها من تركيا لم يكن له تأثير إعلامي قوي ، بل كانت اتفاقية سرية ما بين كيندي وخروتشوف، رغم أن الاتحاد السوفيتي  قد أعلن أنه لن يتراجع، ولكنه كان يتفاوض سراً مع الولايات المتحدة، وكتب خروتشوف رسالة شخصية للرئيس كينيدي يطلب التوصل إلى إتفاق من أجل تجنب الحرب، حتى توصلا إلى اتفاق. في المقابل لم يكن الجميع في الولايات المتحدة راضٍ عن النتيجة، ووصفت بعض الشخصيات الأمريكية ما حدث بالهزيمة. [23]

المحور الثاني: دور مجلس الأمن في حل أزمة الصواريخ الكوبية:

لم يتخذ مجلس الأمن أي اجراء صارم من أجل نزع فتيل الأزمة بين القطبين، واكتفى بالمناشدات مع غياب تام لدول مجلس الأمن كمنظومة دولية هدفها تطبيق ميثاق الأمم المتحدة بالحد من انتشار العنف الدولي، وحفظ الأمن والسلم الدوليين. في نفس الوقت وكما ذكرنا آنفاً، فإن ما دفع طرفي الصراع إلى تسوية الأزمة الكوبية، ليست بسبب التزامهما بالمواثيق الدولية، بل كان السبب الرئيس في ذلك الوقت هو امتلاك كل طرف لترسانة عسكرية ضخمة، وامتلاك القطبين للسلاح النووي، كسلاح رادع إذا تم استخدامه فإن المصالح الحيوية والاقتصادية لكلا الطرفان فإنها ستكون في دائرة الخطر الشديد، وبالتالي فإن الطرفان هنا خاسران؛ ومن المفيد الاشاره إليه هنا أن الطرفان كانا على وعي كافٍ بأن استخدام السلاح النووي لا يمكن أن يأتي أكله في ال 13 يوما من عمر الأزمة الكوبية؛ فبشكلٍ غير متوقع لجأ الطرفان إلى الطرق الدبلوماسية، من خلال بعض الاجتماعات السرية بعيداً عن أروقة الأمم المتحدة، ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهم، والبحث عن المصلحة لكل طرف، وبضرورة وقف هذه التوترات التي كادت أن تصبح على شفا حفرة من اندلاع حرب نووية مدمرة.

إن ازدواجية المعايير في تعامل مجلس الأمن على سبيل المثال، أدى إلى استجابته لشكوى كوبا من تهجّم القوات المسلحة التشيلية المزعوم على مبنى سفارة كوبا في تشيلي يوم 11 ايلول/سبتمبر 1973 وكذا على السفينة التجارية الكوبية “بلايا لارغا” أثناء الأعمال العسكرية الموجهة ضد الحكومة التشيلية للرئيس سلفادور أليندي. وبالتالي فهذه الاستجابات لمجلس الأمن تتجلى فقط عندما تكون هناك المصالح متضاربه بين القوى العظمى. صحيحٌ أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون كيندي طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للبحث فيما أسماه حينها بالتهديد السوفييتي للسلام العالمي، وطرح مشروعا لسحب كل الأسلحة السوفييتية من كوبا تحت اشراف الأمم المتحدة وقبول فك الحصار البحري عنها، إلا أن الهدف من قبول ذلك فيما بعد من قبل خروتشوف كان لحفظ مصالح القطبين، وتجنب الحرب الخاسرة سلفاً، بالاضافة إلى أن الرئيس الأمريكي كيندي كان يتعرض لضغوط كبيرة من قبل العسكريين الأمريكيين بضرورة اتخاذ اجراءات عسكرية ضد الاتحاد السوفييتي بسبب تهديد تلك الصواريخ. حيث إن خروتشوف في مذكراته قال بشكل واضح أنه تلقى رسالة من كيندي بطريقة غير مباشرة عن طريق سفارته في واشنطن بان كيندي متخوف من انقلاب عسكري عليه لامتناعه عن اتخاذ قرار بضرورة خوض حرب ضد السوفييت، وبالتالي كان كيندي في رسالته جاداً في ضرورة أن يقبل خروتشوف بسحب الصواريخ من كوبا، وهذا ما حصل فعلاً حسب ما ذكر خروتشوف في مذكراته عندما كشف عن أن في هذه اللحظة كان من الضروري القبول بسحب الصواريخ من كوبا، لأن العالم أصبح على شفا حفرة من اندلاع حرب نووية عالمية، لأن كيندي كان فعلاً كان سيتخذ قرار الحرب رغماً عنه بسبب الضغوط الداخلية من قبل العسكريين الأمريكيين. وعلاوة على ذلك وفي خضم وصول الأزمة الكوبية ذروتها اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة حينها “يوثانت” بالطلب من الطرفين [24]“عدم اتخاذ اجراءات تصعيدية من قبل الطرفان”.

استناداً إلى ما سبق، وتماشياً مع ما تم ذكره، فإنه “عندما يتعلق الأمر بمصالح الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، المنبثق عن منظمة الأمم المتحدة، إبان الحرب الباردة خصوصاً الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة، فإن تلك الدول الخمس وخاصةً الأخيرتان، فإنهما تتعاملان مع القضايا الدولية بحزمٍ بحيث أنهما يسارعان في اتخاذ القرارات بضرورة سرعة تنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما ذكرناه آنفاً في كثيرٍ من النزاعات التي كانت القوتان العظمتان سبباً في اندلاعها في بعض الاقاليم فترة الحرب الباردة. بينما نجد مجلس الأمن يقف ساكناً في القضايا التي لا تمس بمصالح الدول الدائمة العضوية بالمجلس”[25]. وعلاوة على ذلك فإن تلك الازدواجية في تعامل مجلس الأمن مع قضايا النزاعات الدولية أدى إلى التشكيك بمصداقيته أمام العالم.

المحور الثالث: دور الجمعية العامة للأمم المتحدة إبّان الحرب الباردة

حلّت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال فترة الحرب الباردة مكان مجلس الأمن الدولي، ذلك لأن الأخير تقاعس عن حل بعض النزاعات الدولية، بسبب استخدام حق النقض الفيتو من جهة، ولتضارب مصالح الدول دائمة العضوية في المجلس من جهة أخرى. وصحيحٌ أن [26]مجلس الأمن كان سبباً في حل الكثير من النزاعات الدولية ابان الحرب الباردة بين عدة أطراف إلا أن هذه الأطراف ليست لها مصالح مع الدول الكبرى في مجلس الأمن”؛ وتجدر الإشارة إلى أن دور الجمعية العامة للأمم المتحدة مرهونٌ بدرجة استجابة الأعضاء لقراراتها، أو ما توصي به، و”[27]خلال فترة 1949 _ 1962، أصدرت الجمعية العامة 29 قراراً بشأن العديد من القضايا الدولية مثل ( ازمة يوغسلافيا وكوسوفا القضية الفلسطينية )، ونجحت نوعاً ما في حل تلك القضايا التي عرضت عليها، لكن هذا الحل كان على شكل التوفيق دون إلزام أي طرف على تسوية النزاع وتجنب هذه الأطراف المواجهة العسكرية، أو عن طريق التوفيق والتحقيق في بعض الأحيان، وحث الأطراف المتنازعة على ضرورة التسوية عن طريق المفاوضات. نجحت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أن تحل مكان مجلس الأمن فترة الحرب الباردة بسبب تعنت الدول الكبرى في المجلس على تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وبسبب تضارب المصالح فيما بينها، وتقاعسه عن اتخاذ القرارات المناسبة، مع الإشارة إلى أن المجلس حاول تحقيق السلام في بعض المناطق حول العالم إلا أن الدول الكبرى في المجلس كانت تعرقل عمله بسبب مصالحها في تلك المناطق باستخدام حق النقض الفيتو. خلاصة القول فإن توازن القوى فترة الحرب الباردة كان له أثر ايجابي نوعا ما في تسوية النزاعات الدولية وخصوصاً في نزع فتيل الأزمة الكوبية “أزمة الصواريخ”.

خاتمة:

لقد تبين مما سبق أن القوى العظمى إبّان الحرب الباردة همّشت دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن دور الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن والجمعية العامة في حل النزاعات الإقليمية والدولية أثناء الحرب الباردة ، كان ضعيفا وهامشياً وليس ذي تأثير يذكر، وهذا ما تجلّى بشكل صارخ في الأزمة الكوبية التي عُرفت بأزمة الصواريخ الكوبية، والتي كانت على درجة عالية من الخطورة وتهدد السلم العالمي وكادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ونووية، الأمر الذي كان يتطلب الارتقاء بدور الأمم المتحدة من اجل اطلاعها بالمهمة الرئيسية التي أنشأت من اجلها المتمثلة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ؛ حيث اقتصرت تحركات مجلس الأمن والمؤسسات الدولية على توجيهات وملاحظات لضبط النفس والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

إن أحد أهم أسباب نزع فتيل الحرب النووية بين القطبين ليست مواثيق الأمم المتحدة، بل توازن القوى بينهما، وإدراك الطرفين بأن المصلحة العليا للقطبين تتطلب أن لا تندلع حرب نووية تجر القوتين إلى حرب طاحنة لا تحمد عقباها.

وهذا هو حال الأمم المتحدة منذ تأسيسها ما بعد الحرب العالمية الثانية على أيدي المنتصرين في هذه الحرب وحتى يومنا هذا، حيث يتصف دورها بالهشاشة والضعف والعجز، حتى في القضايا والأزمات والصراعات  التي صدرت بشأنها العديد من القرارات عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، كالأزمة والحرب اليوغسلافية على كوسوفو والقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني والعربي- الإسرائيلي،وأزمة الصحراء الغربية والأزمة القبرصية اليونانية وأزمة الروهينجا في مينا مار وغيرها الكثير من الأزمات والصراعات الدولية.

علاوة على ذلك فإن السبب الرئيسي وراء هذا العجز يكمن في بنية الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الذي تتحكم فيه القوى العظمى الخمس دائمة العضوية، والتي يستخدم أحدها في الغالب حق النقض الفيتو،  لأن معظم هذه الأزمات والصراعات يكون احد أطرافها مرتبط بمصالح هذه الدول العظمى، مما يجعلها تنبري للدفاع عنه في المحافل الدولية ومنها مجلس الأمن والأمم المتحدة، مما يعطل دورها ويحول دون قدرتها على التدخل. من المفيد الإشارة إلى أن المؤسسات الدولية التي تم انشائها بعد الحرب العالمية الأولى من قبل العالم الغربي “الرأسمالي”، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف إلى محاصرة العالم الاشتراكي لمنع تمدده وانتشاره، وتجلى ذلك من خلال المؤسسات المالية، كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومجلس الأمن وغيرها من المؤسسات، وبالتالي فإن الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها وُظفت من أجل خدمة الولايات المتحدة فترة الحرب الباردة وحتى يومنا الحاضر. وبناء على مجريات الأحدث نستنتج أيضاً أن المؤسسات الدولية التي تم انشائها في بداية الأمر كانت مسخّرة لخدمة الغرب في مواجهة الشيوعية؛ وأن مجلس الأمن وقف عاجزا عن إصدار أي قرارات ليست لصالح الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة.

 المراجع :

أولاً: الكتب

1_  إم هانيماكي، يوسي. الأمم المتحدة.. مقدمة قصيرة جداً، المملكة المتحدة: مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2008.

2_  خاطر، علي خلف. مجلس الأمن شرعية التكوين ومشروعية القرار ودوره في احلال السلم والأمن الدوليين أثناء الحرب الباردة، عمان: دار جرير للنشر والتوزيع، 2017.

3_  برتران، موريس. الأمم المتحدة من الحرب الباردة إلى النظام العالمي الجديد، 41 شارع بيروت _مصر الجديدة_ القاهرة: دار المستقبل العربي، 1994.

4_ جلول، فيصل. أزمة الصواريخ الكوبية 1962 يوم اقترب العالم من أبواب الجحيم، وزارة الخارجية-معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية: 2005.

5_ هاموند، أندرو. أدب الحرب الباردة: كتابة الصراع الكوني، القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015).

ثانياً: المقالات والبحوث:

_ ترجمة: عوض خيري عن «الغارديان»، “في عامها ال 70.. الأمم المتحدة.. إخفاقات أكثر من النجاحات”، الامارات اليوم، 01 أكتوبر 2015، الأول من أكتوبر 2015، شوهد بتاريخ 16/11/2021، https://2u.pw/hYZIV.

_   إميل أمين، “بعد 75 عاما.. الأمم المتحدة عجوز بحاجة لتجديد شبابها”، اندبندنت عربية، الثلاثاء 18 فبراير2020، شوهد المقال بتاريخ 18/11/2021،  https://2u.pw/xi4Mh.

_   أحمد الشربيني، “كيف استخدمت أمريكا الـ”فيتو” في مجلس الأمن لتسهيل مصالحها؟”، ساسة بوست، 29 يونيو 2015، شوهد بتاريخ 25/11/2021، https://2u.pw/Fk88J.

_   هدير الزهار، “أزمة كوبا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عندما تتحول الحرب الباردة لـ “نووية”، الأهرام، الأربعاء 28 من سبتمبر 2013، شوهد بتاريخ 1/11/2021، https://2u.pw/yijyb.

_   “حق الفيتو.. تاريخه واستخداماته”، الجزيرة، 24/9/2011.

ثالثاً: الرسائل والأطروحات العلمية

_ أحمد عجاج، “دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات الدولية”، اطروحة ماجستير غير منشورة، رسالة للحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي، دمشق: جامعة دمشق، 2018.

[1] القطبية الثنائية: من مصطلحات الحرب الباردة، المقصود به قيادة العالم بقطبين متوازيين سياسيا واقتصاديا وعسكريا هما الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي “في ظل هذا النظام كان هناك نوع من التوازن الدولي” ( المصدر: ستار تايمز  https://2u.pw/OTzxc ).

[2]    ترجمة: عوض خيري عن «الغارديان»، “في عامها ال 70.. الأمم المتحدة.. إخفاقات أكثر من النجاحات”، الامارات اليوم، 01 أكتوبر 2015، الأول من أكتوبر 2015، شوهد بتاريخ 16/11/2021، https://2u.pw/hYZIV.

[3]   يوسي إم هانيماكي، الأمم المتحدة.. مقدمة قصيرة جداً، (المملكة المتحدة: مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2008)، ص 23.

[4] المرجع نفسه

[5] المرجع السابق، ص 25

_ الحرب الباردة: هي صراع غير مُباشر حدث بين القوتين العظمتين في العالم، الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتي، منذ منتصف و حتى نهاية القرن العشرين وحدثت فيها مواجهات غير مباشرة في المانيا و الشرق الاوسط و فيتنام و افغانستان و كوبا و كوريا و غيرها من الاماكن. (المصدر: مدونة عربية مصرية “لازم تفهم” (  https://2u.pw/STgQL. ).

[6] إميل أمين، “بعد 75 عاما.. الأمم المتحدة عجوز بحاجة لتجديد شبابها”، اندبندنت عربية، الثلاثاء 18 فبراير2020، شوهد المقال بتاريخ 18/11/2021،  https://2u.pw/xi4Mh.

[7] “حق الفيتو.. تاريخه واستخداماته”، الجزيرة، 24/9/2011

حق النقض أو الفيتو: هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن الدولي دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم: “روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، الصين، بريطانيا”. ولم يرد لفظ “نقض” في ميثاق الأمم المتحدة، بل ورد لفظ “حق الاعتراض” وهو في واقع الأمر “حق إجهاض” للقرار وليس مجرد اعتراض إذ يكفي اعتراض أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليرفض القرار ولا يمرر نهائياً. حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربعة عشر الأخرى. (المصدر: ويكيبيديا)

[8] “صورة من اجتماع في أبريل 1946”

[9] أحمد الشربيني، “كيف استخدمت أمريكا الـ”فيتو” في مجلس الأمن لتسهيل مصالحها؟”، ساسة بوست، 29 يونيو 2015، شوهد بتاريخ 25/11/2021، https://2u.pw/Fk88J.

النظام الرأسمالي: هو نظام اقتصادي ونمط إنتاج يقوم على مبادئ الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والمبادرة الفردية والمنافسة الحرة وتقسيم العمل وتخصيص الموارد عبر آلية السوق دون الحاجة إلى تدخل مركزي من الدولة. (المصدر: الجزيرة https://2u.pw/4gVGp. )

الشيوعية: مصطلح ذو مدلولات متعددة، فقد يكون شكلا لحكومة أو نظاما إقتصاديا أو حركة ثورية، وهي عقيدة فكرية ظهرت في القرن التاسع عشر وتجسدت في أفكار وكتابات المفكرين الألمانيين كارل ماركس وفريديريك إنجلز حين أصدرا البيان الشيوعي سنة 1848، وقد طور هذه الأفكار بشكل رئيسي قائد الثورة البلشفية الروسية فلاديمير لينين في مطلع القرن العشرين.ولشيوعية توجه يدعو الى الثورة على الأنظمة الرأسمالية الغربية والإطاحة بها باعتبارها أنظمة إستغلالية لا إنسانية. ( المصدر: موقع ستار تايمز  https://2u.pw/OTzxc ).

[10] عدد مرات استخدام الفيتو من 1946 حتى 2007 – الصورة من ويكيبيديا.

[11] علي خلف الخاطر، مجلس الأمن شرعية التكوين ومشروعية القرار ودوره في احلال السلم والأمن الدوليين أثناء الحرب الباردة، (عمان: دار جرير للنشر والتوزيع، 2017)، ص 163.

[12] موريس برتران، الأمم المتحدة من الحرب الباردة إلى النظام العالمي الجديد، (41 شارع بيروت _مصر الجديدة_ القاهرة: دار المستقبل العربي، 1994)، ص 55.

[13] المرجع السابق، ص 191

[14] *السباق نحو التسلح: ظاهرة عسكرية برزت بشكل رهيب أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين، وتتمثل في سعي كل دولة الى امتلاك أكبر ترسانة من الأسلحة إما عن طريق الإنتاج أو الشراء، بهدف تحسين القدرات العسكرية والكفاءة القتالية للجيوش وضمان التفوق لإرعاب الخصم، تسببت هذه الظاهرة في إحداث تطور رهيب في أسلحة الدمار الشامل “القنابل النووية والهدروجينية، الصواريخ الباليستية.”. (المصدر: ستار تايمز https://2u.pw/OTzxc .

[15] المرجع السابق، ص 192

_ أزمة الصواريخ الكوبية: أزمة الصواريخ الكوبية، هي الأزمة التي اندلعت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1962، نتيجة نشر الاتحاد السوفيتي لصواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية في كوبا. وذلك استجابةً لطلب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو لحماية بلاده من غزو أمريكي متوقع. (المصدر: موقع رائج  https://2u.pw/dYn3J. )

[16] فيصل جلول، أزمة الصواريخ الكوبية 1962 يوم اقترب العالم من أبواب الجحيم، (وزارة الخارجية-معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية: 2005)، ص 39.

[17] أندرو هاموند، أدب الحرب الباردة: كتابة الصراع الكوني، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015)، ص 462.

[18] “غزو خليج الخنازير”: عملية عسكرية فاشلة نفذتها واشنطن 1961 لقلب نظام كوبا بقيادة فيدل كاسترو مستخدمة مرتزقة كوبيين، فتطورت لأزمة دولية بين أميركا والاتحاد السوفياتي استمرت أسبوعين ثم حُلت سلميا، لكنها أصبحت إحدى الأزمات الكبرى خلال الحرب الباردة بعد أن وضعت العالم على شفا حرب نووية طاحنة، ورسمت مسار العلاقات الأميركية الكوبية طوال خمسة عقود (المصدر: الجزيرة  https://2u.pw/nPgLW .)

[19] هدير الزهار، “أزمة كوبا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عندما تتحول الحرب الباردة لـ “نووية”، الأهرام، الأربعاء 28 من سبتمبر 2013، شوهد بتاريخ 1/11/2021، https://2u.pw/yijyb.

[20] صورة / من اليمين جون كينيدي، فيديل كاسترو، ونيكيتا خروتشوف

[21] في القانون الدولي ، يعتبر “الحصار” عملاً من أعمال الحرب. لذلك ، في 22 أكتوبر ، أمر كينيدي البحرية الأمريكية بإنشاء وفرض “حجر صحي” بحري صارم لكوبا.

[22] صورة التقطتها طائرة تجسس أمريكية لعدد من مواقع الصواريخ السوفيتية بكوبا (المصدر: العربية  https://2u.pw/OLnVs.)

[23] جانب من المفاوضات بين كيندى و خروتشوف عام 1962

_ ما هو الخط الساخن بين واشنطن وروسيا: أثناء أزمة الصواريخ، احتاجت عملية نقل رسالة واحدة من نيكيتا خروتشوف لجون كينيدي مرورا بالبنتاغون أكثر من 12 ساعة؛ وأمام هذا الوضع، اتفق الطرفان عقب نهاية الأزمة الكوبية على وضع أسس اتصال متقدمة، اعتمدت أساسا على خط اتصال مباشر بين واشنطن وموسكو، لحل مثل هذه الخلافات بشكل سريع مستقبلا. وانطلاقا من ذلك، برز للعالم مصطلح جديد عرف بالخط الساخن واشنطن – موسكو ولقّبه آخرون بالهاتف الأحمر. (المصدر: موقع العربية https://2u.pw/YkmYI. )

[24] المرجع السابق، فيصل جلول” الصواريخ الكوبية.. ، ص 40.

[25] أحمد عجاج، “دور الأمم المتحدة في تسوية النزاعات الدولية” (اطروحة ماجستير غير منشورة، رسالة للحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي، دمشق: جامعة دمشق، 2018)، ص 34.

[26] المرجع السابق، ص 37

[27] المرجع السابق، ص 38

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=81041

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M