سلسلة من لا يهديهم الله

بهاء النجار

بينت الآية 107 من سورة النحل ان الله لا يهدي القوم الكافرين، اما الآية 104 من السورة نفسها فتفصل اكثر، حيث يؤكد الباري عز وجل ان الله لا يهدي من لا يؤمن بآيات الله، اضافة الى ذلك ان لهم عذابا اليما.
وقد تكون آيات الله هي المعاجز الالهية والابداع الإعجازي الذي يلمسه الانسان في كل مفاصل حياته عبر الآيات الآفاقية والانفسية طبقا لقوله تعالى

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)(فصلت/53)، فمرة يستشعر الانسان بعظمة الخالق – فضلاً عن وجوده – عندما يرى الكون ومخلوقاته العظيمة التي يعجز العقل عن استيعابها ، وتارة يرى الإعجاز عبر الانسان نفسه من خلال خلقته الجسمانية والروحانية والابداع الذي ينتج عنه.
فمن لا يؤمن بالله بعد مشاهدة هذه الآيات سوف لن يهديه الله لأنه طمس فطرته وهمش عقله.
وقد يكون المقصود من الآيات التي لا يؤمن بها هي الآيات القرآنية، بمعنى عدم الإيمان بكتاب الله، وقد يكون هنا عدم الإيمان نظرياً او عملياً، فالكفار اعلنوا صراحة عدم ايمانهم بالقرآن وما جاء فيه، فهؤلاء سوف لن يهديهم الله طبقاً للآية التي نحن بصددها.
وهناك من لا يؤمن بالآيات القرآنية عملياً وإن آمن بها نظرياً، فما فائدة المؤمن ان يؤمن بالقرآن ولكن عندما يأمره الله بأن يكون وليه الله ورسوله وأهل بيته لا يطيع؟! وما فائدة ايمان الشخص بالقرآن وعندما يأمره الله بأن يطبق أحكام الله لا الاحكام الوضعية لا يطيع؟!
وقد اكد ذلك القرآن في سورة المائدة أن من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.
هؤلاء من الناحية العملية غير مؤمنين بآيات الله وان كانوا يقولون بأفواههم عكس ذلك، وبالتالي هؤلاء لا يهديهم الله وفق الآية 104 من سورة النحل.
و في الوقت نفسه لا بد من الاشارة الى ان الكفر يختلف بين الكفر النظري والكفر العملي حتى لا نحسب على التكفيريين ، لذا فالهداية تختلف بحسب مستوى الكفر.

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M