سُبُل الممهدين_ السبيل الحادي عشر_

بهاء النجار

تناولنا سابقاً الشعائر الحسينية كأحد أبرز السُبل الممهدة لدولة العدل الإلهي ، ولأهمية الشعائر الحسينية في التمهيد المبارك لا بد لنا من الوقوف على أبرز محطاتها ، ومن هذه المحطات المهمة هو المنبر الحسيني الذي تأسس على يد الإمام السجاد عليه السلام في 1 صفر الذي يعتبر يوماً للمنبر الحسيني .
فالمنبر الحسيني هو مصدر المعارف الحسينية ، فلولا هذا المنبر لم يعرف الناس ما الحسين وما هي قضيته وما تكليف الناس تجاهه ولم يعرفوا أعداءه ولم يميزوا بين حق الحسين وباطل أعدائه ، وقد بيّن ذلك كله الإمام السجاد عليه السلام عندما ارتقى منبراً سمّاها أعواداً لأنها كانت تطبّل للباطل فحوّلها الى منبر نافع كشف فيه الحقائق وكشف به المستور وأعلى كلمة الحق وأدحض كلمة الباطل وهزّ عروش الظالمين وغيرها مما يمكن اعتباره سمات للمنبر الحسيني التي بدونها لا يستحق أن يكون حسينياً .
والمنبر الحسيني هو المحرّك الرئيس للشعائر الحسينية ، وهو المعبّر عن العلوم والمعارف المحمدية الأصيلة ، فمن خلاله تثقفت الأمة بثقافة رفض الباطل وتأييد الحق والإنصاف والغيرة والشجاعة والمروءة والتضحية والإباء والإيثار والشهادة ، وهو من علّم الناس أن النصر هو انتصار المبادئ والقيم لا انتصار السيف والظلم .
وبسبب هذا الدور الفاعل للمنبر حاولت الأطراف المتضرة منه كالظالمين والفاسدين والمنحرفين أن تعرقله وتمنعه ، وحينما وجدت هذا الأمر شبه مستحيل دأبت على تشويهه وإضعافه من خلال زج بعض ضعاف النفوس ممن اشتروا رضا المخلوق بسخط الخالق ، لكن الحصانة الإلهية ما زالت ترافق هذا المنبر وتحفظه من كيد الكائدين وبجهود خدّام المنبر الواعين ليبقى نجماً لامعاً في سماء المعرفة .
فطوبى لخدمة المنبر الحسيني من خطباء ومؤسسين وشعراء وكتّاب رفدوا المنبر بالعلوم النافعة التي عزّزت مكانة المنبر وجعلته سبيلاً فريداً من سُبُل التمهيد لدولة إمامنا المهدي عليه السلام .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M