هل تحول وزير المالية عقبة في تشكيل الحكومة وهل هنالك اجماع على مصطفى الكاظمي ؟

علي الموسوي

يتداول في بعض المواقع عن وجود حجر عثرة في تشكيل حكومة الكاظمي والمعني هو وزير المالية الدكتور فؤاد حسين بعد اتهامه الصريح في التصرف باموال الميزانية العراقية وتقديمها على طبق من ذهب لسيده مسعود برزاني عبر طرق ملتوية ، شخصيا لا اعتقد ان فؤاد حسين يشكل عقبة في تشكيل حكومة المكلف لرئاسة الوزراء مصطفى الكاظمي لان الرجل عبد مأمور لدى مسعود البرزاني وهذه النقطة يمكن التفاهم عليها باستبدال شخص آخر ..

بتصوري ان المشكلة الحقيقية تبقى في ضعف المكون الشيعي بعد تفكك تحالفه الوطني الذي كان يمثل الحد الادنى لتطلعات ناخبيه وكذلك التناحر الحالي بين مكوناته بتسمية الكتلة الاكبر والرضوخ الكامل لمطالب سائرون الذي يستطيع تحريك الشارع باشارة مقتدائية مباركة ! مما أجبر بقية المكونات على تقديم تنازلات متكررة للمكونات الاخرى وبعنوايين مختلفة ، فتارة يطلق عليها ام الولد واخرى الاخ الاكبر ليستمر مسلسل تقديم هذه التنازلات دون وعي وادراك حقيقي لعواقبها ، لذا لا نستغرب اليوم باستبدل الزرفي بالكاظمي اي النطيحة بالمتردية ..

لو كان التحالف الشيعي متماسكا ومتعاضدا فلن تكون هناك هواجس من ترشيح اي من الاسماء التي يتم تقديمها من المكون السني والكردي ولا يستطيع احد تجاوزه لانه ببساطة هو الأكثرية وهذه هي اللعبة السياسية .. ؟

كلنا يعلم ان المكلف مصطفى الكاظمي كان من بين المرشحين الاوائل حتى قبل اندلاع المظاهرات ولكن تم رفض ترشيحه لانه مجرب ومتهم بالعمالة وبعض الملفات الامنية المشبوهة ، والاغرب ان يتسابق المكون الشيعي اليوم على ترشيحه !!!

ان المشكلة الحقيقية تكمن في دنيا هارون الرشيد التي بات الجميع يتقاتل من أجلها لذا لا يجب ان نعول عليهم كثيرا لانهم اصبحوا لدى امريكا من المرضيين عليهم وهنا يمكننا اختصار الموضوع برمته ، من ترضى عليه امريكا فليعيد حساباته ..
امريكا لا تبحث عن اصدقاء ولا يمكن ان تكون كذلك لانها فرعون لا يفهم سوى لغة الاسياد !! وهي اليوم تحدد خيراتها للعراقيين دون استحياء !!

تريد ارنب اخذ ارنب
تريد غزال اخذ ارنب

ببساطة هذه هي المعادلة التي تعمل عليها امريكا في انتخاب رئيس الوزراء وكذلك في جميع سياستها مع دول العالم اجمع .. فما من مشكلة في العالم الا وتقف خلفها امريكا وربيبتها اسرائيل ..

اعتقد ان ترشيح عدنان الزرفي كان فلتة وقانا الله شرها ..

صحيح ان الولايات المتحدة قوة عظمى وطاغوت متعجرف ومع ذلك فانها تخطأ كثيرا لانها تفتقر كثيرا إلى دراسات واقعية عن المنطقة لذا فهي تتخبط كثيرا هنا وهناك وتضطر بالتالي الى الانسحاب ..

يبقى الايراني هو ألاضعف بالقياس مع الامريكي ولكنه يتمتع بدهاء كبير ولديه جميع الامكانيات والاذرع للوصول إلى اهدافه ..

ماذا حدث بعد ترشيح عدنان الزرفي ؟
لقد شعر الايراني بحراجة وضعف موقفه وكذلك موقف المكون الشيعي بعد ترشيح الزرفي الماركة الامريكية المسجلة ..

حاولوا اقناع الزرفي المدعوم امريكيا وخليجيا بالانسحاب ولكن الاخير رفض وهو يعلم بحجم الدعم الكبير الذي يحضى به من المكون السني والكردي واطراف شيعية قوية كسائرون!

هنا يكمن الدهاء الايران بالالتفاف على الجميع من خلال زيارة موفقة لقائاني خليفة سليماني ووزير الدفاع السابق علي شمخاني..

تم اقناع الاطراف المؤيدة بضرورة التخلي عن الزرفي واستبداله بمصطفى الكاظمي الذي رفض ترشيحه من قبل الكتل الشيعية من قبل ؟!

اقتنع الامريكي وبلع الطعم وسحب تأييده من الزرفي لتتراجع بعدها المواقف المؤيدة الاخرى لترشيح الزرفي..

يبدو أنها ضربة معلم ..
تفوقت الحنكة الايرانية على الجميع وضربوا عصفورين بحجر واحد ..

تم تكليف مصطفى الكاظمي ولكن بتصوري انه سيفشل
وسيتخلى عنه الجميع مرة أخرى في محاولة ايرانية لاعادة الكرة الى الملعب الشيعي !!

الا اذا انصاع مصطفى الكاظمي بقبول ٣ شروط ؟

اولا : الاتفاق على جدولة الانسحاب الامريكي ..

ثانيا : الابتعاد عن اي تهديد لمؤسسة الحشد الشعبي ..

ثالثا : الابقاء على التوافقات والتفاهمات الاقتصادية بين العراق وايران ..

هل يجتاز الكاظمي عقبة البرلمان ام عليه ان يعي حقيقة الصراع الاقليمي والخلافات القائمة بين المكونات السياسية … ؟

 

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M