وسائل الإعلام المرئية وبناء الرموز السياسية: دراسة الحالة المصرية في الفترة من 2014 حتى 2018

اعداد : عبدالرحمن محمد الحديدى – باحث فى العلوم السياسية

 

المقدمة:

كان لوسائل الاعلام المصرية وبالخصوص وسائل الاعلام المرئية دورا بارزا في صعود تيار العديد من القادة السياسيين على الساحة السياسية المصرية وازداد هذا الدور تحديدا مع اندلاع ثورة 25 يناير وتلتها ثورة 30 يونيو، حيث ازداد نفوذ البرامج التليفزيونية على تكوين وعي المواطن المصري والتدخل في تحديد تفضيلاته السياسية والانتخابية بطريقة غير مباشرة من خلال سياسات اعلامية ممنهجة لتلميع قادة سياسيين بعينهم وتشويه صورة اخرين. فبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير صعدت عدة شخصيات سياسية الى الساحة السياسية المصرية ومنهم على سبيل المثال “حمدين صباحي، عمرو موسى، وائل غنيم، ايمن نور، خيرت الشاطر، محمد بديع، ومحمد مرسي وغيرهم وتم ملاحظة تفضيل وسائل الاعلام لشخصيات بعينها وتسليط الضوء عليها ومحاولة تلميع صورتهم امام الجماهير([1]). وقبيل  ثورة الثلاثين من يونيو وبعدها أيضا قامت البرامج التليفزيونية او ما تسمى بالـ talk shows بتصدير صورة الفريق عبد الفتاح السياسي آنذالك باعتباره المخلص والقائد الذى استطاع ان يخرج مصر من النفق المظلم التى كانت على وشك الدخول له على حد قول وسائل الاعلام فى ذلك الوقت([2]). وفي الولاية الثانية للرئيس السيسي وقبيل الإنتخابات الرئاسية التى كانت من المُزمع إقامتها عام 2018 قامت نفس المحطات الإعلامية تشويه وهدم صورة رموز آخرين من أمثلة العميد أحمد قنصوة، الفريق سامي عنان، اللواء أحمد شفيق([3]).

ومن هنا وانطلاقا مما سبق فان السؤال البحثي الذى تدور حوله الدراسة يتمثل في “كيف أثرت وسائل الاعلام المرئية على بزوع قادة سياسيين بعينهم؟”، وما هي ادوات التسويق السياسى وصناعة العلامة التجارية الشخصية المستخدمة في استراتيجيات الدعاية السياسية والانتخابية للقادة السياسيين في ذلك الوقت؟.

وجدير بالذكر الى ان الباحث قد واجه صعوبات عديدة في تجميع مصادر الدراسة للأسباب الاتية، اولها أن فترة الدراسة حديثة للغاية وبالتالي تَندر الكتابات المتعلقة بموضوع الدراسة ، ثانيا، ندرة الدراسات التى تناولت تأثير المتغير الاعلامي على صعود القادة والرموز السياسية خصوصا في المكتبات العربية، ثالثا حساسية تناول موضوعات تتعلق بقادة سياسيين يشغلون مناصب قيادية في وقت تنفيذ الدراسة.

 

ثانيا المشكلة البحثية:

استنتاجا مما سبق فان السؤال البحثي الذى تدور حوله مشكلة الدراسه ألا وهو “كيف أثرت وسائل الاعلام المرئية على بزوع قادة سياسيين بعينهم؟”، والهدف من هذا التساؤل هو معرفة ادوات التسويق السياسى وصناعة العلامة التجارية الشخصية المستخدمة في استراتيجيات الدعاية السياسية والانتخابية للقادة السياسيين في ذلك الوقت. و فى هذا الاطار تسعى الدراسة أيضا إلى مناقشة تأثير وسائل الاعلام التليفزيونية فى الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسى، وشخصياته، ودوره فى التركيز على السمات الشخصية للقيادات السياسية واختزالها، وصناعة الأيقونات، ثم مناقشة العوامل الرئيسية المحددة لهذا الدور، وعرض الحالات الممثلة لكل منها.

تبدأ الدراسة في عام 2014 وهو العام الذى شهد انطلاق أول انتخابات رئاسية بعد ثورة الثلاثين من يونيو والتى أسفرت عن فورز عبدالفتاح السيسي برئاسة الجمهورية واعطاء الدور الأخضر لانشاء العديد من القنوات الفضائية الخاصة وتصدير مجموعة من الاعلاميين على الساحة المصرية والتى لعبت دورا بارزا في صعود العديد من الرموز السياسية الى الساحة المصرية، وتنتهي الدراسة في العام 2018 وهو العام الذى شهد آخر انتخابات رئاسية حتى فترة بداية تنفيذ الدراسة وايضا هو العام الذى شهد انشاء قنوات فضائية جديدة واغلاق اخرى وكانت لهذة القنوات دورا كبيرا في توسيع القاعدة الجماهيرية للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وبناءا عليه فان عناصر البحث تتكون مما يلي:

  1. أدوات التسويق السياسى وصناعة العلامة التجارية الشخصية المستخدمة في استراتيجيات الدعاية السياسية والانتخابية للقادة السياسيين.
  2. مناقشة تأثير وسائل الاعلام التليفزيونية فى الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسى، وشخصياته، ودوره فى التركيز على السمات الشخصية للقيادات السياسية.
  3. الآليات الاعلامية التى يتم بها صناعة الأيقونات السياسية.
  4. كيف يتمكن السياسيون من بث تلك التمثيلات عبر وسائل الإعلام، ليس من خلال الرسائل الإعلانية والتسويقية المباشرة، مثل الحملات الانتخابية، ولكن الأهم من خلال المحتوى الإخبارى والترفيهى الذى يعد أكثر نجاحا فى بناء تلك الصور.

وتتمثل الأهمية العلمية في مناقشة العديد من المداخل النظرية لتأثيرات الإعلام فى إدراك الجمهور للواقع عبر مفاهيم التأطير والتمثيل والغرس، والتى تعنى فى مجملها بكيفية تأثير وسائل الإعلام فى الطريقة التى يدرك بها الأفراد الواقع الفعلى وتقييماته وأحكامه تجاه تلك الشخصيات والجماعات والأحداث التى أخضعتها الوسائل الإعلامية لعمليات متسلسلة ومتراكمة من الانتقاء والتنظيم والبناء، ليظل ما نقرأ ونسمع ونشاهد لا يعبر حقيقة عن الواقع الفعلى بقدر ما يقدم واقعًا معدلاً تداخلت فيه عوامل عديدة، منها تجاذبات علاقة الإعلام بالمجال العام، وكذلك مدركات وقيم وأولويات منتجى تلك النصوص ومقدموها.

بينما تنبع الأهمية العملية للدراسة في اعطاء المشاهد المصري تفسير لما يقدم له من تنميط لرمز او أيقونة معينة في صورة القائد، واعطاء صانع القرار توصيات لمحاولة اصلاح المنظومة الاعلامية لجعلها اكثر شفافية في تناول الامور السياسية. واخيرا تقديم دراسة ميدانية على عينة  من المواطنين المصريين لقياس مدى تأثرهم بالبرامج التليفزيونية السياسية في موضوعات متعلقة بتفضيلهم لقادة سياسيين بعينهم دون الآخرين وتحديد تفضيلاتهم الانتخابية وغيرها من الموضوعات المتعلقة بهذا الصدد.

ثالثا التساؤلات الفرعية:

  1. ما هي الادوات المستخدمة في التسويق السياسى؟
  2. كيف تؤثر وسائل الاعلام التليفيزيونية فى الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسى، وشخصياته؟
  3. ما هي الآليات الاعلامية التى يتم بها صناعة الأيقونات السياسية؟
  4. كيف يتمكن السياسيون من بث تلك التمثيلات عبر وسائل الإعلام؟

رابعا: الإطار النظري:

يُعد المتغير الأساسي الذي تدور حوله الدراسة هو مصطلح “الرمز السياسي”. وطالما ارتبط مفهوم الرمز/الفرد بفترات النضال الوطنى، أو النظم السلطوية التى تعلِّى شأن القائد الزعيم([4]).

وكلمة رمز تعني “لغوياً” الإِيماء والإِشارة والعلامة، وفي علم البيان تعني الكناية الخفيّة. والطَّريقة الرّمْزيّة هي مذهب في الأدب والفن ظهر في الشعر أولاً، يقول بالتعبير عن المعاني بالرموز والإِيحاء، ليدع للمتذوّق نصيباً في تكميل الصورة أَو تقوية العاطفة، بما يضيف إِليه من توليد خياله([5]).

ومن التعريفات الاصطلاحية “للرمز”، حيث هي الشخصية التى ينظر اليها الناس بإعتبارها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحركة ما، أو مؤسسة ما، ويرتبط هذا الرمز وجدانيا عند الجمهور بتلك الحركة، أو الدعوة أو المؤسسة، بحيث يصبح معبراً بصورة شعبية (غير رسمية) أمام الجمهور عن المبادئ والتوجهات والأفكار، سؤاء كان هذا الرمز دعوياً، أو سياسياً، أو مهنياً([6]).

وتعرف نظرية السياسة الرمزية، الرموز السياسية بأنها تشير الى هوية دولة معينة وأن معظم السلوك السياسي ليس عقلانياً ولكن بديهي، مدفوعاً بميول رمزية مثل المعتقدات الإيديولوجية والقيم المعيارية والتحيز. وإن الطريقة التى يقوم بها القادة السياسيين هي استخدام الخطابة التى تثير مؤييديهم عاطفياً لا عن طريق العقل([7]).

وفي تعريف للباحثة ماير زالد، حيث تعرف الرمز السياسي والاجتماعي بأنهم وسائل لاستحضار مشاعر التضامن ، وتمثيل وتأكيد قوة الدولة وسلطتها ، وللإشارة إلى نقل السلطة داخل الدولة. علاوة على ذلك ، يمكن النظر إلى الرموز على أنها إعادة تأكيد وإعادة فضائل معينة في النظام السياسي وكوسيلة لإعادة التأكيد للمواطنين بأن كل شيء يسير على ما يرام([8]).

ويعرف “فرانك ويتنكامف” الرمز السياسي بأنه شعارات  تم العثور عليها لتُستخدم في إثارة المشاعر والحماسة الشعبية وتعزيز المثل والأهداف الحزبية. وقد ظهر عدد كبير من هذه الرموز على مدار التاريخ. فبعضها وطني للغاية في نطاقها لدرجة أنها في بعض الأحيان كانت تتكثف لمجرد توحيد صوت الأمة الواحدة. وأوضح الكاتب بأن بعض هذه الرموز جاءت في وقت مبكر، وكلهم عملوا لربط الشعوب بصلابة أكبر في مفهوم الاتحاد القوي مع السلطة المركزية ، وكذلك لتعلية روح الكبرياء الوطني([9]).

وفي كتاب للباحث “يونج سون يم” بعنوان “إصلاح اللغة كرمز سياسي في كوريا الشمالية”. يعرض فيه الكاتب مجموعة من التعريفات للرمز السياسي، حيث عرفها بأنها هي تلك الرموز التي يستخدمها مجتمع معين للأشارة الى دلالات معينة محددة بثقافة وسياق ما، وهو هنا يتناول الرمز كأداة في يد النظام السياسي يحرك بها دفة المجتمع نحو شئ يرغبه، وهذا الرمز يتمثل في اللغة الأيديولوجية للنظام الكوري الشمالي، ويبين أن الرمز السياسي له عدة وظائف تطبيقية مختلفة، منها استخدامها كوسيلة لإيصال رسائل سياسية بعينها، واستخدامها حيناً آخر في الحشد السياسي كآلية لتأييد النظام السياسي والنخبة الحاكمة على وجه الخصوص. وفقاً ليونج، فإن تعبير الرمز السياسي يتخذ أشكالاً معينة مثل استخدامه في شرعنة الأيديولوجية الحاكمة وتلعب دوراً آخر في استقرار النظام السياسي والإجتماعي القائم([10]).

ومن المؤشرات الرئيسية التى نستدل بها على وجود رمز سياسي في مجتمع ما، هي الثقافة السائدة، الأيديولوجية الحاكمة، السمات النفسية العامة لمجتمع ما، نوعية الموسيقى المُقدمة من جانب النظام السياسي للعامة، استخدام وسائل الإعلام في الدعوة لهذا الرمز، تصدير نمط معين للحاكم بإعتباره هو الرمز بذاته([11]).

وقد ظهر مصطلح الرمز السياسي لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعود قصة اختيار الرموز إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ بدأ رمز الحمار أولاً، عندما قام معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون بإطلاق اسم “جاكاس” عليه، وهي كلمة سيئة تدل على الحمار. فاختار جاكسون الحمار رمزاً لحملته الانتخابية في تحد لهؤلاء. وفي وقت لاحق بدأ الرسام توماس ناست باستخدام الفيل كرمز للحزب الجمهوري، كدليل على الحجم والنفوذ الكبيرين للحزب([12]).

وبالتالي فإن الاستخدامات التطبيقية لمصطلح الرمز السياسي ظهرت قبل التنظير له، ويُعد أول مُنظر لهذا المصطلح هو عالم الإجتماع السياسي “موراي إدلمان” حيث قدم إطاراً لتحليل الاستخدامات السياسية للرموز، وأوضح بأن تحليل الأعراف الرمزية في السياسة يتمثل في شرحها كجزء من تاريخ الأفكار ، والتفاعل بين النظم الثقافية والاجتماعية. وقال إدلمان أن التعامل مع الرموز السياسية بإعتبارها جزء من التاريخ الثقافي لدولة معينة ، ويتم تحليلها كجزء من فلسفه تتكشف، أو ايديولوجيه تُطبق أو تستخدم لتوجيه الأوامر الأوليه واستمرار تشغيل الانظمه السياسية([13]).

وكلمة رمز تُستخدم في عدة سياقات مختلفة منها السياق السياسي والاجتماعي والفني، وحتى في علم الأحياء، ففي علم الأحياء تُستخدم كلمة رمز لتشير الى المكون الأصغر للكائنات الحية وهي الخلية. وأشار داروين أن استخدام مصطلح الرمز في علم الإجتماع السياسي يُستدل عليه بأن السلوك البشري لم يتكون ملامحه الا حين استخدمت الرموز في الحياة العامة. فوفقاً لداروين، فإن السلوك البشري هو سلوك رمزي بل إن الرمز هو عالم الانسانيه بأكمله([14]).

والحديث عن الرمز يجرنا للحديث عن “علم الرموز” أو “symbologie” وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين والرجوع إلى مصدرها الرئيس، بالإضافة إلى تأثيرها على الطقوس الدينية وطريقة تعامل الناس مع هذا الرمز سواء دينيا أو ثقافيا. وقد وجد هذا العلم لأول مرة في منتصف السبعينات عن طريق أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة كورنيل يدعى “victor turner” والذي درس طريقة تعامل واستخدام شعب أو جماعة معينين لرمز في طقوسهم الدينية وتأثير هذا الرمز على سلوكهم العام في المجتمع الذي يحيط بهم، ويختلف علم الرموز عن “الرمزية”، في أن الرمزية هي مجموع الرموز أو الإشارات التي ترسل رسالة ما، سواء كانت مخفية أو مدسوسة أو ظاهرة([15]).

ومن المفاهيم المرتبطة بمفهوم “الرمز السياسي”، القائد السياسي، الدعاية السياسية، الاتصال السياسي الأيديولوجية، صناعة الأيقونات، التمثيل الذاتي للقائد Self-Representation of Political Leader، آليات التسويق السياسي، الخطاب الموجه، سمات كاريزمية للقائد السياسي، الصورة الذهنية للقائد، تخليق الصورةPortrayal Creation([16]).

وقد ظهر مصطلح الرمز السياسي في السياق الأمريكي حيث يسيطر شعاران الحزب الديمقراطي والجمهوري (الحمار والفيل) على المشهد السياسي في الولايات المتحدة منذ القرن الـ 19؛ فالفيل الذي يميز الجمهوريين، استخدم في منشورات الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكولن التي أصدرتها صحيفة “فاذر أبراهام” الموالية له، لكن ليس كشعار معتمد رسمياً من الحزب. وبعد سنوات، استخدم على يد رسام الكاريكاتير السياسي المشهور توماس ناست عام 1874، ونشره في صحيفة هاربر الأسبوعية، ومن ثم تكرر استخدام الفيل في الصحف الأمريكية على يد رسامين آخرين عندما أرادوا الإشارة إلى الجمهوريين، وعلى الرغم من أن الشعار لم يكن معتمداً رسمياً أيضاً، فإنه مع اقتراب كل انتخابات كان الفيل يفقد أي معنى “حيواني” له ويتحول لشعار سياسي متفق عليه. وبعدها قدّم عالم الإجتماع السياسي موراي إدلمان رؤية نظرية لإستخدام الرمز في المجال السيساسي كما أشرنا فيما سبق([17]).

وعُرف مفهوم الرمز السياسي في المنطقة العربية منذ إعلان الشريف حسن الثورة العربية الكبرى على النظام العثماني القائم 1916 في مكة المكرمة واختار لهذه الثورة علماً كرمز سياسي يعبر عن القومية العربية. وفي تلك الفترة تصاعدت الهوية العربية لدى الكتاب والمثقفين فأصبحوا يطالبوا بإستقلال الدول العربية عن الدولة العثمانية إيماناً منهم أن الثقافة العربية مختلفة تماماً عن الثقافة التركية وأنه لا يوجد هوية مشتركة تجمع بين العرب والأتراك، أي لا يوجد رمز سياسي موحد للعرب والأتراك. وبهذا أصبح الشريف حسين من وجهة نظر الكتاب والمثقفين آنذاك هو رمزاً للوحدة العربية المرجوة([18]).

طالما ارتبط مفهوم الرمز بفترات النضال الوطني أو النظم السلطوية التى تعلي شأن القائد الزعيم، وتنبري أبواق الدعاية السياسية فيها لتمجد صفاته وقدراته على حماية الوطن ورعايا الشعب والخبرة المصرية مليئة بتلك الصور المختلفة. فبعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 تم تصدير الفريق عبدالفتاح السيسي آنذاك كمخلص مصر الذى انتشلها من المستقبل المظلم وأنه رئيس الضرورة ولا يوجد سواه يستطيع أن يمسك بزمام البلاد([19]).

وسوف تتبنى الدراسة التعريف الإجرائي للرمز السياسي، حيث إن معظم التعريفات الإصطلاحية التى كُتبت عن الرمز السياسي ترجع الى كتاب غربيين، فالرمز لديهم لا يتمثل في أشخاص كما في الخبرة المصرية وإنما يتمثل لديهم في شعارات سياسية تستخدمها النخب والأحزاب في الدعايا السياسية، أما في الحالة المصرية فإن الرمز السياسي عند استخدامه فإنه يشير في المقام الأول الى شخص القائد السياسي، وقد يرجع ذلك الى أسباب تتعلق بالثقافة السياسية السائدة في مصر حيث يُفضل المصريون عادة نظام الحكم الأبوى القائم على وجود فرد قوى في السلطة السياسية([20]).

خامساً: الأدبيات السابقة:

تنقسم الدراسات الدراسات السابقة الى أربعة محاور رئيسية، المحور الأول يتناول المتغير المستقل وهو وسائل الإعلام المرئية في مصر،أما المحور الثاني يتناول المتغير التابع وهو الرموز السياسية المصرية، بينما يتناول المحور الثالث، العلاقة بين وسائل الإعلام المرئية والرموز السياسية من خلال رؤية نظرية، وأخيراً المحور الرابع ويتناول أثر وسائل الإعلام المرئية على بناء الرموز السياسية في حالتى فرنسا واليمن.

المحور الأول: وسائل الإعلام المرئية في مصر

تناولت الدراسات في هذا المحور تأثيرات وسائل الإعلام في مصر على المتغيرات المختلفة للحياة السياسية في مصر.

ففي دراسة بعنوان دور وسائل الاعلام في تشكيل معارف وإتجاهات الجمهور المصري نحو الانتخابات الرئاسية في مصر (سبتمبر 2005)([21]) للباحثة نائلة إبراهيم عمارة، حيث وضحت الدراسة أن مصر شهدت منذ تعديل المادة ٧٦ من الدستور خلال عام ٢٠٠٥ حراكا سياسيا كبيرا امتدت آثاره إلى عدد كبير من المجالات المتصلة بالعمل السياسي وغير المتصلة بها، وقد ترتب على تعديل هذه المادة أن شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخها، وقد حاولت وسائل الإعلام المصرية أن تسهم في هذا الحراك، وأن تكون طرفا فاعلا في هذه العملية الانتخابية من خلال محاولتها الوقوف موقف الحياد الإيجابي، كما استرعت هذه العملية انتباه وسائل الإعلام الأجنبية، غير المصرية، وقدمت تغطية شاملة لها.وحاولت الدراسة رصد تأثير هذه التغطية الإعلامية على معارف واتجاهات الجمهور المصري نحو المرشحين في هذه الانتخابات من ناحية ونحو العملية الانتخابية من ناحية أخرى ورصد العوامل والمتغيرات التي من الممكن أن تؤثر على هذه المعارف وتلك الاتجاهات، وهو ما يمكن تلخيصه في “دور وسائل الإعلام في تشكيل معارف واتجاهات الجمهور المصري نحو الانتخابات الرئاسية في مصر”وقد اعتمدت الدراسة في إطارها النظري على مدخلين نظريين يمكن المواءمة بين منطلقاتهما والمزج بين فرضياتهما في تحديد مشكلة الدراسة وفى تفسير نتائجها وهما مدخل الاعتماد على وسائل الإعلام ونظريه فجوة المعرفة.وقد تم التطبيق على عينة عشوائية طبقية تم سحبها من محافظات القاهرة الكبرى حجمها 400 مفردة، وتم استخدام استمارة الاستبيان كأداة لجمع البيانات، وتم ملؤها مع المبحوثين من خلال المقابلة الشخصية.وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: — توجد تباينات بين المعتمدين على وسائل الإعلام في مستوى المعرفة بالانتخابات الرئاسية، فالأكثر اعتمادا على القنوات الفضائية العربية أكثر عمقا في المعرفة بالانتخابات المصرية، والأكثر اعتمادا على الصحف أكثر معرفة بشكل عام.- الأكثر اعتمادا على وسائل الإعلام الحكومية (صحافة -تليفزيون -راديو) أكثر إيجابية في اتجاهاتهم نحو العملية الانتخابية، بينما الأكثر اعتمادا على الصحف المستقلة والحزبية أكثر سلبية في اتجاهاتهم.- الأعلى في المستوى الاقتصادي والتعليمي هم الأكثر معرفة بالانتخابات الرئاسية المصرية، وهم الأقل إيجابية في اتجاهاتهم نحو هذه الانتخابات.- لا توجد علاقة بين مستوى المعرفة وشدة الاتجاه نحو العملية الانتخابية.

وثمة دراسة بعنوان “وسائل الإعلام وحياة القرية المصرية The Mass Media and Egyptian Village Life”([22]) للباحث إبراهيم أبو لُغد، حيث انطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن دور وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم الجماهيرية المُشَكّلة للرأي العام، قد شهد نمواً هائلة في البلدان غير المستقرة، ومنها مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952. وفقاً للدراسة فقد قامت مصر بعمل برنامج طموح للتطور الاقتصادي والاجتماعي. وفي إطار جهودها الرامية إلى حشد التأييد والحماس الشعبي ، استخدمت الحكومة عن وعي تماما وسائل الإعلام الجماهيري ، وذلك لإخبار وتعليم الشعب ليس فقط فيما يتعلق بالمسائل الداخلية ولكن أيضاً فيما يتعلق بالشئون الإقليمية والدولية. وتدعي الدراسة أن الهدف من تلك السياسة هو التشجيع على نمو جمهور دولي أكبر ، مدركاً لإلمام مصر في الشؤون العالمية الراغبة في دعم النظام في أنشطته المتنوعة. وانطلقت الدراسة بمجموعة من الأسئلة البحثية أبرزها: إلى أي مدى نجحت الحكومة في تحويل رسائلها إلى الجمهور عبر وسائل الإعلام؟، وما هي عناصر الاتصال الجماعي التي تكون فعالة في نقل هذه الرسالة وإلى من؟، وتوصلت الدراسة الى نتائج مفادها أن التعرض لوسائل الإعلام في المناطق الريفية في مصر يتزايد حيث أنه يخلق جمهوراً متقبلاً للأخبار ذات الأهمية غير المحلية ، على الرغم من أن مثل هذه الأخبار قد تصب في المجتمع الريفي ببطء أكثر منه في المجتمع الحضري.

وتعرض الباحثة سها عبد القادر في دراسة بعنوان “وسائل الإتصال التقليدية ووسائل الإعلام الحديثة في مصر Traditional means of communication and modern mass media in Egypt”([23])، تطور وسائل الإعلام المصرية وأثرها في الحياة العامة. وقد أنطلقت من سؤال بحثي مفاده، ما هو تأثير جداول البرامج على أعضاء الجمهور المصري؟ ويتفرع من هذا السؤال أسئلة فرعية وهي:هل يعتبرون هذه البرامج منتجات ثقافية غريبة عليهم ، أم أنهم يستوعبون ويعتمدون القيم والأفكار التي ينشرونها بشكل ضمني وصريح؟. وافترضت الدراسة أن الإعلام حليف طبيعي لقوى التحديث. فهناك تشابه في أسلوب التلفزيون – والراديو – العروض التقديمية التي تأتي مغلفة بالتكنولوجيا. ووضعت الدراسة مجموعة من التوصيات لصانع القرار في محاولة لإصلاح المنظومة الإعلامية المصرية وهي، التأكد من أن منتجي البرامج التليفزيونية لديهم أساس أعمق في تقاليدهم الثقافية وليس فقط في تقاليد الإذاعة الحضرية، ضرورة إيجاد حلول لمشكلة تدجين الإعلام، عرض سلسلة من الفنون الإبداعية التي تأخذ مزاجها وأسلوبها وترجمتها إلى عناصر واسعة النطاق.

وهناك دراسة بعنوان “دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في إمداد الشباب المصري بالمعلومات السياسية”([24]) للباحثة “منى عبدالرحمن”، وانطلقت الدراسة من فرضية ارتفاع معدل التعامل مع وسائل الإعلام في مصر منذ أواخر الستينات، وكذلك لعدة أسباب، حيث تأتي في مقدمتها تنفيذ خطط التعليم، ارتفاع مستوى المعيشة بعض الشئ، وزيادة عدد السكان بصفة عامة. فكل ذلك – وفقاً لرؤية الكاتبة – أدى الى الاهتمام الشديد لدى أفراد المجتمع بما يرد فى وسائل الإعلام من أجل تلبية رغبتهم في معرفة كل ما يتعلق بهذه الأحداث. وتفيد الدراسة أنه برغم تزايد اعتماد الجمهور المصري على مصادر المعلومات الحديثة (الإنترنت)، إلا أن التليفزيون كان وما يزال من أهم الوسائل التقليدية في حياة الشعب المصري. واستخدمت الدراسة منهج المسح والذي تم في إطاره المسح الميداني لأفراد المجتمع من فئة الشباب، حيث تم إجراء مسح لقياس فروض الدراسة، وقد توصلت الدراسة الى من خلال المسح الميداني لأفراد العينة عن تحديد كيفية إرتباط بعض الخصائص الإجتماعية مثل النوع، ومستوى التعليم، والمستوى الإجتماعي والاقتصادي، والعمر بمستوى المعرفة السياسية لدى هؤلاء الأفراد. وأفادت هذه الدراسة الباحث في استنتاج الأسباب الكامنة وراء سلوك معين من معطيات سابقة تحتاج الى وصف الواقع أولاً.

وفي رسالة ماجستير للباحث “عماد عبدالمقصود” بعنوان “علاقة التعرض للبرامج الصحية بالقنوات التليفزيونية العربية بمستوى المعرفة الصحية لدى الجمهور المصري”([25]). وتسعى هذه الدراسة الى معرفة اعتماد الجمهور في المجتمع المصري على القنوات التليفزيونية العربية في الحصول على المعلومات المتعلقة بالموضوعات والمسائل الصحية، والوقوف على الدور الذي تقوم به القنوات التليفزيونية العربية في نشر المعرفة الصحية لدى المجتمع المصري. واستخدم الباحث منهج المسح على عينة عشوائية بلغ قوامها 400 مبحوثاً ممن تتراوح أعمارهم بين 18 سنة فما فوق. وتوصلت الدراسة الى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى المعرفة بالموضوعات الصحية بين فئات الجمهور المتفاوتة في المستوى الإجتماعي الإقتصادي لصالح ذوى المستوى الرفيع، وأيضاً كشفت الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية بين الإهتمام بالموضوعات الصحية ومستوى المعرفة بهذه الموضوعات.

وينطلق الباحث “محمد سيد أحمد” في دراسة له بعنوان “ثورتا مصر بين تشكيل الوعى وتزييفه بواسطة وسائل الإعلام”([26])، من فرضية مفادها أن  عملية تزييف الوعي بواسطة وسائل الإعلام المرئية هي الأكثر انتشارا وإبهارا وتغلغلا لدى كافة فئات وشرائح وطبقات المجتمع ذلك لأنها تصل لكافة الجماهير في عقر ديارهم دون وجود أي عوائق تمنع ذلك. وأوضحت الدراسة أن الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تلعبه في تشكيل الوعي بالقضايا والمشكلات المجتمعية يقوم بتشكيل وعي حقيقي ببعض المشكلات والقضايا المجتمعية، وهو ما أدى إلى المساهمة في التصدي لها ومعالجتها. وتدور مشكلة هذه الدراسة في الإجابة على سؤال رئيس مؤداه، ما هو دور الإعلام المصري في عملية تشكيل وتزييف الوعي للمواطنين المصريين خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وتوصلت الى نتائج مفادها أن النظام السياسي الحاكم ورجال المال التابعين والمستفيدين من سياساته بسيطرتهما على وسائل الإعلام بشقيها الرسمي والخاص، قد تمكنا في أغلب الأحيان من توجيه الإعلام لكي يقوم بوظيفة معاكسة ومناقضة لأحد أهم وظائفه وهي تشكيل الوعي الجماهيري بقضايا ومشكلات المجتمع.

المحور الثاني: الرموز السياسية المصرية

ستتناول الدراسة في هذا المحور أبرز الأدبيات التى تتحدث عن النخبة والقادة السياسيين في مصر.

ففي دراسة للباحث “محمد نور السيد” بعنوان “دور النخبة في إعادة النظام: مصر نموذجاً 2010-([27])2014، حيث يرى الباحث أن للنخبة السیاسیة المصرية وظائف ورؤى تختلف وتتمیز بها عن باقي النخب الأخرى ، فتشكیل رأي سیاسي حول قضیة ما تشغل الرأى العام داخل الدولة ، هو أمر متعلق بالنخبة و قدرتها على التأثیر فى ادراكات الجماهیر عموما و متخذ القرار خصوصا، حیث ان النخبةالسیاسیة قد تلعب دورا محوریا فى صناعة القرار السیاسي ، ومن ثم یتوقف نجاح تأثیرها فى المدخلات التى تستخدمها فى إطار عملیة دینامیكیة تسعى من خلالها لاعادة صیاغة الموضوعات السیاسیة التى تهم الجمهور ، وذلك لغرض الوصول إلى أفضل صیغة مشتركة وموحدة للعمل في إطار المجتمع ومواجهة مشكلاته وأزماته المختلفة . وفي إطار التأثیر المتزاید لهذه النخبة في إحداثالتغییر فإنها قد تطرح مبادرات تتماشى مع ایدلوجیاتها فى حالة وجود صراع سیاسي على السلطة ، وتحاول من خلال هذه المبادرات ان تعید صیاغة الواقع بما یحفظ التوازن داخل المجتمع أو تحقیق مصالح خاصة بها . وينطلق الباحث من إشكاليتين رئيسيتين، الاولى تتعلق بالتغیرات التى تلحق بالنخب السیاسیة والاجتماعیة. فافتراض وجود نخبة فاعلة فى المجال السیاسى لا یتأسس بالضرورة على ثبات هذه النخبة فقد تتغیر و یحدث دوران للنخبة من نظام لاخر. فطالما أن المجتمع یتعرض لتغیرات فى بنیته فإن هذه لابد وأن یلحق بالمكون السیاسى، و الاشكالیة الثانیة تدور حول هل یتوقف نجاح النخبة السیاسیة فى التأثیر على صانع القرار على امتلاك النخبة لعدة مقومات تؤهلها لهذا التأثیر، أم أن الأدوار الناجحة للنخبة السیاسیة مرهونة بعوامل أخرى مثل طبیعة النظام السیاسي ورؤیته لدور النخبة السیاسیة و الأیدلوجیة التي تتحكم فیه، ومدى قناعته بأهمیة وجود النخبة في الحیاة السیاسیة . أثبتت الدراسة أن هناك فاعلون جدد فى إعادة هیكلة السلطة – خاصة بعد ٢٥ ینایر وسقوط نظام حكم حسنى مبارك – هؤلاء الفاعلون من خارج أطر النخب التقلیدیة  وبالتالى لیس النخب السیاسیة وحدها القادرة على إعادة هیكلة النظام، بل ان هناك محركات للتغییر تكون أقوى من النخب فى أحیان كثیرة ، وقد حاولت أجنحة النخبة السیاسیة الأخرى( الإسلامیة – المدنیة ) أن تزاحم النخبة السیاسیة العسكریة على السلطة وأن تعید شكلوهیكلة النظام السیاسي ، وهو ما أدى إلى صراع بین أجنحة تلك النخبة.

وثمة دراسة بعنوان “نخبة الثورة.. جدلية الهدم والبناء”([28])، للدكتور “حسن أبو طالب”، حيث يتناول فيها أثر النخبة السياسية في مصر بعد ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو على بناء الدولة، وتوضح الدراسة أن الصراعات داخل النخبة الجديدة بعد 25 يناير 2011 كانت موزعة بين فريقين كبيرين؛ الأول بين الشق المدني بوجه عام والشق ذي المرجعية الدينية إجمالاً، والثاني بين النخبة الصاعدة التي اعتبرت نفسها ممثلة شرعية للثورة وتستحق أن تقود البلاد بلا منازع، وتلك التي انتمت زمنها لنظام مبارك ورأت أنها أيضاً من قوى الثورة بحكم كونها كانت في الصف المعارض لمبارك وسياساته، وهكذا اختلطت مسارات الصراع بين قوى جديدة وقوى كانت ظاهرة من قبل، ولكنها تحركت بشكل وملامح جديدة، كما اختلطت أيضاً بصراع مكشوف حول هوية الدولة والمجتمع. بينما بدت ملامح التغيير بعد 30 يونيو في ستة ملامح أساسية- حسب وصف الكاتب-: أولها صعود رموز شبابية ومدنية باعتبارها الطرف المنتصر، خاصة من حركة تمرد، ومعها شخصيات عسكرية سابقة أصبح لها حضور إعلامي وسياسي مشهود، وثانياً انزواء شبه كامل لنخبة الإخوان باعتبارها النخبة المهزومة، وثالثاً خفوت نسبي للرموز المحسوبة على التيار المدني رغم الدور الذي لعبه بعض قيادات ورموز جبهة الإنقاذ، ورابعاً ظهور قيادات ونشطاء حركة تمر باعتبارهم محركين للأحداث نظراً للدور المهم الذي لعبته حركة تمرد الشبابية في تعبئة المصريين للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، وخامساً استمرار رموز وقيادات حزب النور كعناصر فاعلة في خريطة تفاعلات النخبة استناداً للدور المهم الذي لعبه الحزب في إطلاق خطة الطريق والعمل على تنفيذها، وسادساً ظهور قوى لرموز سياسية ونقابية محسوبة بشكل أو بأخر على نظام مبارك كطرف فاعل في توجيه الأحداث الثورية الجديدة.

وهناك دراسة للباحث “الطيب معاش” بعنوان “دةر القوى الإجتماعية في إفراز النخب السياسية”([29])، حيث يتناول موضوع البحث مفهوم النخبة السياسية في علاقتها بالقوى الإجتماعية وكيف كانت هذه القوى عاملاً في نجاحها وفوزها، حيث أوضحت الدراسة أن مفهوم النخبة السياسية يُعتبر من المفاهيم الحديثة في النظريات المعاصرة لعلم الإجتماع السياسي وعلم السياسة، ووفقاً للدراسة فإن هذا المفهوم أدق تعبيراً للنخبة الحاكمة بصفة عامة في مجال ممارسة السياسة، حيث نال اهتماماً كبيراً في الدراسات السياسية والإجتماعية من طرف الباحثين بعد ما أصبح يشكل حلقة مهمة في هذين العلمين في الدول المتطورة كالمجتمع الغربي المتميز بديمقراطية الحكم ومشاركة الشعب بكل قواه الإجتماعية مهما كان شكلها ومستواها وحجمها وقوتها، حداثتها وتقليدها، إذ لكل منها دور حقيقي في إفراز هذه النخبة. وهدفت الدراسة الى معرفة مكانة المترشح الفائز عبر كامل تراب الولاية وهذا في ما يخص البرلمان، إضافة الى النظر في المعطى الجهوى داخل الولاية. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وتوصلت الى نتائج مفادها، أن القوى الإجتماعية والسياسات الدنيا ثؤثر تأثيراً واضحا على بناء رمز النخبة السياسية.

وفي دراسة للدكتور “جلال عبدالله معوض” بعنوان “علاقة القيادة بالظاهرة الإنمائية – دراسة في المنطقة العربية”([30]) ، وقد تناول فيها العلاقة بين القيادة والظاهرة الإنمائية  في المنطقة العربية والتى خلصت الى أن القيادة السياسية في المنطقة العربية تعد بمثابة الأداة الأهم لخلق الترابط بين الأبعاد المختلفة للعملية الإنمائية سواء السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية، وأن نجاح التنمية يتطلب وجود إرادة للتغيير لدى القيادة كذلك وجود ارتباط ضمنى بين النمط أو السياسة المتبعة في المنطقة العربية ونمط القيادة. واستفاد الباحث من الدراسة بإدراك الدور الذي قد يلعبه التغير في القيادة السياسية في التأثير على الظاهرة الإنمائية داخل الدولة، وأن هذا الدور يتعاظم تأثيره مع وصول قيادة لديها رؤية جديدة وإرادة للتغيير، ومن ثم فإذا كان ذلك يحدث على الصعيد الداخلى فليس من المستبعد أن يحدث كذلك تغير على الصعيد الخارجي مع تغير القيادة السياسية في الدولة.

المحور الثالث: العلاقة بين وسائل الإعلام المرئية والرموز السياسية “رؤية نظرية”: حيث يتناول هذا المحور الدراسات التى تتحدث عن العلاقة بين وسائل الإعلام التليفزيونية  والقائد السياسي بالتطبيق على مصر.

ففي دراسة للباحثة “فاطمة عبدالزهراء” بعنوان “صناعة الأيقونات: نماذج توظيف الإعلام فى بناء الرموز السياسية“([31])، حيث تحاول الدراسة توصيف آليات توظيف الإعلام سياسيًا لصالح خطاب يعلى الصفات والمميزات الفردية، وأوضحت الباحثة أن تلك الآليات لايمكن مناقشتها فى انعزال عن السياق والعوامل المؤثرة فى تلك الآليات، وفى مقدمتها التغيرات الجذرية فى المشهد الإعلامى العالمى، الذى بات يتسم بقدر هائل من تعظيم قدرات الفرد/المستقبل وقدرته على التفاعل والنفاذ لمصادر متنوعة، ما قد يحد من تأثير الخطاب الإعلامى الذى تنتجه تلك الآليات الموجهة من ناحية كما إنه يستبعد تمامًا العودة إلى نماذج الدعاية القديمة التى شهدها القرن الماضى من ناحية أخرى، الأمر الذى يستدعى التوزان فى تقييم أثر حملات التسويق السياسى وكذلك أثر الخطاب الإعلامى الموجه – بفضل قوى الإخضاع السياسى أو الاقتصادى – فى بناء الصورة الذهنية للسياسي/الفرد، والتى لازالت بحاجة لجهد بحثى منظم يؤطرها ويحللها فى ضوء معطيات الواقع السياسية والتكنولوجية والاقتصادية. وأيضاً ناقشت الدراسة العديد من المداخل النظرية تأثيرات الإعلام فى إدراك الجمهور للواقع عبر مفاهيم التأطير والتمثيل والغرس، والتى تعنى فى مجملها بكيفية تأثير وسائل الإعلام فى الطريقة التى يدرك بها الأفراد الواقع الفعلى وتقييماته وأحكامه تجاه تلك الشخصيات والجماعات والأحداث التى أخضعتها الوسائل الإعلامية لعمليات متسلسلة ومتراكمة من الانتقاء والتنظيم والبناء، ليظل ما نقرأ ونسمع ونشاهد لا يعبر حقيقة عن الواقع الفعلى بقدر ما يقدم واقعًا معدلاً تداخلت فيه عوامل عديدة، منها تجاذبات علاقة الإعلام بالمجال العام، وكذلك مدركات وقيم وأولويات منتجى تلك النصوص ومقدموها.

وثمة دراسة بعنوان “صناع الصور السياسية ووسائل الإعلام Political Image Makers “and the Mass Media([32])، فتقول الدراسة أنه على الرغم من أن صناعة الصور كانت جزءًا من مهام الساسة حول العالم ، فقد تم التركيز خلال السنوات الأخيرة على صانع الصور المحترفة واستخدام وسائل الإعلام في صناعة الصور. هناك نوعان من النظريات الرئيسية في صنع الصور ، أحدهما يؤكد على الصفات في مشاريع المرشح ، والأخرى التي يوجهها الناخبون إلى المرشحين. كل أطروحة تعزو مهام مختلفة لصانع الصور السياسية. وﻣن وﺟﮭﺔ الدراسة فإن اﻷﮐﺛر إﻓﺎدة هي اﻟﻧظر إﻟﯽ ﺻﻧﻊ اﻟﺻور ﮐﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺷﺗرﮐﺔ ﻟﻟﻣرﺷﺣﯾن والمهنيين واﻟﻧﺎﺧﺑﯾن. ولما كان الناخبون يبحثون عن صفات معينة ووظائف نمطية في المرشحين المثاليين ، فإن صناع الصور المحترفين يعملون كوسيطين يستخدمون وسائل الإعلام لإبراز الصفات المناسبة للعملاء. في سعيه إلى جعل الناخبين واعين ومهتمين ومرشحين لمرشحيهم ، تبنى المحترفون مجموعة متنوعة من التقنيات المتغيرة في العقود الثلاثة الماضية ، وهي تقنيات تكيفت تدريجياً مع الطابع الأساسي للتواصل الجماعي. يعتمد النجاح النسبي لهذه التقنيات على الأهداف المحددة المطلوبة وتزايد التخصص في الحملات السياسية الرئاسية.

المحور الرابع: الدراسات التى تناولت أثر وسائل الإعلام المرئية على بناء الرموز السياسية في حالتى فرنسا واليمن.

ففي دراسة للباحث “ضياء حسنى” يتناول فيها أثر المتغير الإعلامي على صعود شعبية الرئيس ماكرون، حيث انطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن التيارات السياسية فى فرنسا من يمين تقليدى (الأحزاب الديجولية)، ويسار تقليدى (الحزب الاشتراكى والشيوعى) فى أزمة، وأن البلاد تنحو نحو أفكار أقصى اليمين (الجبهة الوطنية)، وأقصى اليسار ( الأحزاب على يسار الحزب الشيوعى الفرنسى). كل هذا كان نتاج عدم اتخاذ التيارات السياسية التقليدية الفرنسية من يسار أو يمين أى سياسات فعالة فى مواجهة سياسات النيوليبرالية التى يتبناها الاتحاد الأوروبى، عندما كانا فى السلطة، وزاد الأمر سوءاً أن اليمين التقليدى بدأ فى تبنى شعارات من اليمين المتطرف، من أجل جذب المزيد من الجمهور لحلبته. كل هذا كان نذير خطر للرأسمالية المالية والطبقات المسيطرة على المجتمع الفرنسى، خاصة من بعد زيادة الاحتجاجات الشعبية ضد التراجع عن المكاسب الاجتماعية التى أحرزها العاملون الفرنسيون عبر التاريخ، وأصبحت فرنسا مهددة بمنحى متطرف مماثل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أو ظهور حركات يسارية مستقلة تفرض نفسها، مثل «بوديموس» فى إسبانيا، أو حتى شعبوية، مثل «خمس نجوم» فى إيطاليا. وهنا، وفى ظل الموت المعلن للأيديولوجيا، كان لابد من خلق زعيم يحلق فوق الأيديولوجيا؛ شخص يعلن بأنه ليس يساريا ولا يمينيا، ليستمر فى الحفاظ على السياسات اليمينية الحالية، محافظا على المؤسسات والكيانات الاقتصادية، ومطورا لسياسات أكثر ليبرالية([33]). وأوضحت الدراسة أن الرئيس ماكرون عندما كان وزيراً للإقتصاد كانت شعبيته عند أدنى مستوياتها، فلقد أجمع فقط 11% من عينة استقصائية رغبتهم في أن يلعب ماكرون دوراً في الحياة السياسية. وبعد عام ونصف عام من هذا الإستقصاء هبطت شعبيته الى أدنى مستوى لها في أوساط مهنية . ولكن وفقاً للدراسة، فقد تغير الحال في فترة ما قبل الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية، وعدته استطلاعات الرأى أهم شخصية سياسية في فرنسا، والفضل في ذلك كان لوسائل الإعلام.

وثمة دراسة للباحث “حسن محمد حسن”، يتناول فيها العلاقة بين اهتمامات وسائل الإعلام واهتمامات النخبة السياسية اليمنية، حيث تناولت الدراسة تحليل العلاقة بين وسائل الإعلام والنخبة في اليمن، واعتمدت على اختبار فروض محددة، لمعرفة طبيعة العلاقة بين قائمة أولويات الاهتمام بالقضايا المحلية لدى التليفزيون من جهة وترتيب أولويات تلك القضايا لدى النخبة في اليمن من جهة أخرى، خلال فترتين زمنيتين بهدف معرفة اتجاه العلاقة السببية في اهتمامات كل من وسائل الإعلام والنخبة. واعتمدت الدراسة على منهج المسح بالعينة، بالإضافة الى منهج دراسة العلاقات المتبادلة في دراسة العلاقة بين متغيرين أساسيين هما: (أولويات التليفزيون) و(أولويات النخبة). وتوصلت الدراسة الى نتيجة وهي أن أسلوب (ترتيب القضايا وفقاً للزمن المخصص لها في التليفزيون) هو أكثر الأساليب دقة في قياس بروز القضايا في الاهتمامات الإخبارية لوسائل الإعلام لأنه يقيس بروز القضية في مجمل التغطية الإعلامية، كما أن أسلوب (الترتيب وفقاً للمساحة والزمن) قد حقق درجات أقوى في الارتباط بغيره من الأساليب، مقارنة بأسلوب (الترتيب وفقاً لعدد القصص الإخبارية التى تناولت كل قضية)([34]).

سادساً: المنهج

ستقوم الدراسة بإستخدام مقولات منهج الإتصالCommunicational Approach [35] لكارل دويتش، حيث تعتمد تحليلاته الخاصة بمنهج الاتصال على مفاهيم ثلاثة وهي: المعلومات والاتصال والقنوات، ويفترض دويتش أن التنظيمات السياسية كنظم المعلومات مزودة بأدوات أو أسلحة للضبط والتحكم. وفيما يلى أبرز مقولات المنهج الإتصالي وتطبيقه على حالة الدراسة:

  1. النظام يمتلك المعلومات سواء كان مصدرها من داخل أو من خارج النظام حول أهداف وحالات معينة لإنجازها وهذه الأهداف قد تشير إلى بقاء واستمرارية النظام ذاته بمعني تقييد المتغيرات داخل حدود، كما تشير الأهداف إلى نوع أكثر إيجابية بمعنى أن إنجاز مجموعة من هذه الأهداف لا يرتبط مباشرة بمجرد بقاء النظام وإنما أكثر من مجرد بقائه واستمراريته. فالدراسة تسعى الى محاولة البحث في استراتيجيات النظام المصري لتوجيه وسائل الإعلام من خلال تحكمها بالمعلومات ووضع الأجندة الإعلامية للقنوات الفضائية المصرية
  2. يري دويتش أن السياسة توجيه أو تحريك للسلوك الإنساني من خلال عمليات الاتصال والتحكم والذاكرة والتغذية العكسية, وتشمل عملية الاتصال الفرد وما يضمه ويشمله من جسد وذاكرة واتجاهات ودوافع وتوجهات وقيم وعقائد وأيديولوجيات ، والجماعة ، والتنظيمات التي هي نظم للمعلومات تمثل علاقة نمطية بين الأحداث ، ويكون الاتصال تحول تلك العلاقات وتكون القنوات طرق عبرها تتحول المعلومات والعلاقات وتفيد المعلومات في توليد إضافات جديدة في عملية ديناميكية مستمرة ، وعلاقة النظام بالبيئة هامة لفهم التغير ، وهناك نوعان من البيئة هما البيئة الخارجية أي العالم الخارجي للنظام ، والبيئة الداخلية أي العالم الداخلي للنظام. فالقنوات الفضائية تبدأ بإرسال معلومة محددة الى المواطن المصري من خلال تحكم السلطة السياسية باستراتيجيتها الإعلامية، وبمجرد وصول هذه المعلومة للمواطن فإنه سيتفاعل معها ويبدى رد فعل تجاهها ومن هنا تتجسد التغذية العكسية، حيث سيرسل المواطن رسالة الى السلطة السياسية مفادها موقف معين إزاء قضية معينة بثتها السلطة عبر وسائل الإعلام.

سابعا: تقسيم الدراسة

الفصل الأول: الإطار النظري
المبحث الأول: ظاهرة الرمز السياسي
أولاً: التعريف اللغوى للرمز السياسي
ثانياً: التعريفات الإصطلاحية للرمز السياسي
ثالثاً: التعريف الإجرائي لمفهوم الرمز السياسي
رابعاً: المفاهيم المرتبطة بمفهوم الرمز السياسي
المبحث الثاني: تاريخ مصطلح الرمز السياسي
أولاً: نشأة مصطلح الرمز السياسي
ثانياً: سياق نشأة مفهوم الرمز السياسي
ثالثاً: الإستخدامات المختلفة لمفهوم الرمز
المبحث الثالث: الإستخدامات المختلفة لمصطلح الرمز السياسي في الأدبيات الغربية والعربية
أولا: الإستخدام الغربي لمفهوم الرمز السياسي
ثانياً: الإستخدام العربي لمفهوم الرمز السياسي
ثالثاً: استخدام الدراسات المصرية لمصطلح الرمز السياسي
الفصل الثاني: التسويق السياسي للقادة
المبحث الأول: عناصر التسويق السياسي
أولاً: استراتيجيات الدعايا السياسية
1. تجزئة السوق السياسية
2. العلامات التجارية السياسية
ثانياً: استراتيجيات الدعايا الإنتخابية
ثالثا: التطبيق على حالة الإنتخابات الرئاسية 2014
رابعاً: التطبيق على حالة الانتخابات الرئاسية 2018
المبحث الثاني: تأثير وسائل الإعلام التليفزيونية على الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسي
أولا: المداخل النظرية التى تتناول تأثير الإعلام في تحديد كيفية رؤيتنا وفهمنا للعالم
1. التأثير المعرفى
2. التأثير العاطفى
3. التأثير السلوكى
ثانياً: الأجندة الإعلامية للقنوات الفضائية في مصر
ثالثاً: تأثير وسائل الإعلام المرئية على المشاركة السياسية للمواطن المصري
رابعاً: تأثير وسائل الإعلام على الوعي السياسي للشباب المصري
المبحث الثالث: التمثيل الإعلامى للسياسيين
أولاً: التقديم الذاتي للرئيس السيسي في القنوات الفضائية المختلفة
ثانياً: دور وسائل الإعلام في تشويه صورة رموز سياسية
الفصل الثالث: وسائل الإعلام والنخبة السياسية
المبحث الأول: صور النخبة السياسية المختلفة في مصر
المبحث الثاني: الإخضاع السياسي للإعلام
الفصل الرابع: استبيان لقياس تأثير وسائل الإعلام التليفزيونية على بناء الرموز السياسية
أولاً: الإجراءات المنهجية للدراسة
ثانياً: مجتمع الدراسة
ثالثاً: عينة الدراسة
* نموذج الإستبيان
رابعاً: نتائج الإستبيان
خامساً الخاتمة

 

الفصل الأول: الإطار النظرى

يقوم الإطار النظرى للدراسة على تصور فكرى للمفهوم الأساسي الذى تدور حوله الدراسة وهو “الرمز السياسي”، والذى يرتبط به شبكة من المفاهيم الأخرى والتى تعبر عن الظاهرة ذاتها. وفى هذا الجزء ستقوم الدراسة بعرض الإستخدامات المختلفة لمفهوم “الرمز السياسي”، مع توضيح الفارق بين الإستخدام العربي للمفهوم والإستخدام الغربي له.

المبحث الأول: ظاهرة الرمز السياسي

طالما ارتبط مفهوم الرمز السياسي بفترات النضال الوطنى، مثل تجربة جمال عبدالناصر فى مصر، ونيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا ومهاتما غاندى فى الهند، أو النظم السلطوية التى تعلى شأن القائد الزعيم، وتنبرى أبواق الدعاية السياسية فيها لتمجد صفاته وقدراته على حماية الوطن ورعاية الشعب، وعلى الرغم من تراجع آليات الدعاية السياسية القديمة، وبروز أنماط أكثر تفاعلية وحداثة من الاتصال السياسي، فإن الإعلام ظل يلعب دوراً فى بناء الصورة الذهنية للقياديين السياسيين، والتركيز على سماتهم الفردية، بما عزز واتسق مع الإتجاه المتنامى لتراجع التأثير الأيديولوجي والحزبي أمام صعود التأثير الشخصى فى النظم السياسية المعاصرة(([36].

أولا: التعريف اللغوى للرمز السياسي

تعنى كلمة رمز “لغوياً” الإِيماء والإِشارة والعلامة، وفي علم البيان تعني الكناية الخفيّة. والطَّريقة الرّمْزيّة هي مذهب في الأدب والفن ظهر في الشعر أولاً، يقول بالتعبير عن المعاني بالرموز والإِيحاء، ليدع للمتذوّق نصيباً في تكميل الصورة أَو تقوية العاطفة، بما يضيف إِليه من توليد خياله([37]).

 

 

ثانياً: التعريفات الإصطلاحية للرمز السياسي

تعرف “كاثرين جيوردانو” الرمز السياسي بأنه هو الشخصية التى ينظر اليها الناس بإعتبارها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحركة ما، أو مؤسسة ما، ويرتبط هذا الرمز وجدانيا عند الجمهور بتلك الحركة، أو الدعوة أو المؤسسة، بحيث يصبح معبراً بصورة شعبية (غير رسمية) أمام الجمهور عن المبادئ والتوجهات والأفكار، سؤاء كان هذا الرمز دعوياً، أو سياسياً، أو مهنية([38]).

وتعرف نظرية السياسة الرمزية، الرموز السياسية بأنها تشير الى هوية دولة معينة حيث إن معظم السلوك السياسي ليس عقلانياً ولكن بديهي، مدفوعاً بميول رمزية مثل المعتقدات الإيديولوجية والقيم المعيارية والتحيز. وإن الطريقة التى يقوم بها القادة السياسيين هي استخدام الخطابة التى تثير مؤييديهم عاطفياً لا عن طريق العقل([39]).

وتعرف ماير زالد، الرمز السياسي والاجتماعي بأنهم وسائل لاستحضار مشاعر التضامن ، وتمثيل وتأكيد قوة الدولة وسلطتها ، وللإشارة إلى نقل السلطة داخل الدولة. علاوة على ذلك ، يمكن النظر إلى الرموز على أنها إعادة تأكيد وإعادة فضائل معينة في النظام السياسي وكوسيلة لإعادة التأكيد للمواطنين بأن كل شيء يسير على ما يرام([40](.

وفي كتاب للباحث “يونج سون يم” بعنوان “إصلاح اللغة كرمز سياسي في كوريا الشمالية”. يعرض فيه الكاتب مجموعة من التعريفات للرمز السياسي، حيث عرفها بأنها هي تلك الرموز التي يستخدمها مجتمع معين للأشارة الى دلالات معينة محددة بثقافة وسياق ما، وهو هنا يتناول الرمز كأداة في يد النظام السياسي يحرك بها دفة المجتمع نحو شئ يرغبه، وهذا الرمز يتمثل في اللغة الأيديولوجية للنظام الكوري الشمالي، ويبين أن الرمز السياسي له عدة وظائف تطبيقية مختلفة، منها استخدامها كوسيلة لإيصال رسائل سياسية بعينها، واستخدامها حيناً آخر في الحشد السياسي كآلية لتأييد النظام السياسي والنخبة الحاكمة على وجه الخصوص. وفقاً ليونج، فإن تعبير الرمز السياسي يتخذ أشكالاً معينة مثل استخدامه في شرعنة الأيديولوجية الحاكمة وتلعب دوراً آخر في استقرار النظام السياسي والإجتماعي القائم([41]).

والحديث عن الرمز يجرنا للحديث عن “علم الرموز” أو “symbologie” وهو علم يتناول دراسة بعض العلامات المستخدمة ضمن ثقافة أو دين معين والرجوع إلى مصدرها الرئيس، بالإضافة إلى تأثيرها على الطقوس الدينية وطريقة تعامل الناس مع هذا الرمز سواء دينيا أو ثقافيا. وقد وجد هذا العلم لأول مرة في منتصف السبعينات عن طريق أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة كورنيل يدعى “victor turner” والذي درس طريقة تعامل واستخدام شعب أو جماعة معينين لرمز في طقوسهم الدينية وتأثير هذا الرمز على سلوكهم العام في المجتمع الذي يحيط بهم، ويختلف علم الرموز عن “الرمزية”، في أن الرمزية هي مجموع الرموز أو الإشارات التي ترسل رسالة ما، سواء كانت مخفية أو مدسوسة أو ظاهرة([42]).

ثالثاً: التعريف الإجرائي لمفهوم الرمز السياسي

يُعرّف الرمز السياسي إجرائياً من خلال عدة مؤشرات، من أهمها:

  • الثقافة السائدة
  • الأيديولوجية الحاكمة
  • استخدام وسائل الإعلام فى الدعوة للرمز السياسي
  • تصدير نمط معين للحاكم بإعتباره هو الرمز بذاته
  • وجود أيديولوجية حاكمة
  • السمات النفسية العامة لمجتمع ما

رابعاً: المفاهيم المرتبطة بالرمز السياسي

تتعدد المفاهيم المرتبطة بمفهوم الرمز السياسي ومن أهمها ما يلي:

– القيادة السياسية: بانها قدرة وفاعلية وبراعة القائد: بمساعدة النخبة: على تحديد الأهداف وترتيبها تصاعدياً حسب اولوياتها، واختيار الوسائل الملائمة لتحقيق هذه الاهداف بما يتفق مع القدرات الحقيقية للمجتمع، وادراك الابعاد المختلفة للمواقف التي تواجهه، وتشخيص المشاكل التي تصاحبها، وتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة المشكلات والازمات التي تفرزها هذه المواقف، ويتم ذلك كله في اطار تفاعل تحكمة القيم والمبادئ العليا للمجتمع([43]).

– الدعاية السياسية: هي محاولة التأثير علي الرأي العام وعلي سلوك المجتمع أو المجتمعات، وهي اللغة السياسية الموجهة للجماهير والتي تستعمل رموز وكلمات خاصة وهدف دعائي للتأثير على موقف الجماهير إزاء قضية أو قضايا معينة([44]).

– الإتصال السياسي: هو مجال فرعى بين علم الإتصال وعلم السياسة، والذى يهتم بإنتشار المعلومات وتأثيرها على السياسة وصناع القرار والمواطنين. وهو يتناول إنتاج المعلومات ونشرها ومتابعتها وآثارها ، سواء من خلال وسائل الإعلام أو من خلال العلاقات الشخصية ، في سياق سياسي. وتتضمن طرق ونوايا مرسلي الرسائل للتأثير على البيئة السياسية. وهذا يشمل المناقشة العامة (مثل الخطابات السياسية ، وتغطية وسائل الإعلام الإخبارية ، وحديث المواطنين العاديين) التي تعتبر من يملك سلطة فرض العقوبات، وتخصيص الموارد العامة، ولديه سلطة اتخاذ القرار([45]).

– الأيديولوجية: الأيديولوجية هي مجموعة من الأفكار أو المعتقدات أو المواقف التي تحدد وجهة نظر لتفسير الحقائق الاجتماعية والسياسية. يستخدم المصطلح إما بالمعنى التحريضي أو المحايدة ، لكنه يحتوي على دلالات سياسية. وقد صاغ الكونت أنطوان ديستوت دي تريسي ، وهو فيلسوف فرنسي في أواخر القرن الثامن عشر ، كلمة “الأيديولوجية” لتحديد “علم الأفكار”. ومع ذلك ، فإن الاستخدام الحالي للمصطلح نشأ من كارل ماركس. لقد عرّف ماركس “الإيديولوجيا” على أنها “وعي زائف” لطبقة حاكمة في مجتمع يقدم أفكاره كذباً وكأنها حقيقة شاملة. يقول ماركس إن أفكارهم لم تكن عالمية ولا موضوعية ، ولكنها خرجت من خدمة مصالحهم الطبقية([46]).

– تخليق الصورة :Portrayal Creation تقديم صورة القائد السياسي فى قالب دعائي بإعتبار أنه رمزاً للأمة، ويتم هذا التخليق عبر مستويات عدة، فمنها الشعبى والرسمي، وعادةً ما تهدف السلطة السياسية من وراء ذلك الى صبغ الدولة بأكذوبة معينة لبناء صورة البطل([47]).

– التسويق السياسي: “مجموعة الأنشطة التي تستهدف تعظيم وتنظيم عدد المؤيدين لمرشح سياسي، أو لحزب معين، أو لبرنامج أو لفكرة معينة، بما في ذلك الدعم المادي الجماهيري باستخدام وسائل الاتصال الجماهريي كافة، أو أي وسائل أخرى ضرورية”.  كما قد يُعرَّف التسويق السياسي بأنه مجموعة من التقنيات التي تهدف إلى إيجاد ملاءمة بين مرشح ما والناخبين الحقيقيين، وإلى التعريف به لدى عدد كبير من الناخبين ولدى كل واحد منهم، بالإضافة إلى خلق الفارق بينه وبين المنافسين الآخرين، وبأقل الوسائل الممكنة، ومن ثم رفع عدد أصوات الناخبين التي يعمل على الحصول عليها خلال الحملة([48]).

المبحث الثاني: تاريخ مصطلح الرمز السياسي

ظهر مصطلح الرمز السياسي لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعود قصة اختيار الرموز إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ بدأ رمز الحمار أولاً، عندما قام معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون بإطلاق اسم “جاكاس” عليه، وهي كلمة سيئة تدل على الحمار. فاختار جاكسون الحمار رمزاً لحملته الانتخابية في تحد لهؤلاء. وفي وقت لاحق بدأ الرسام توماس ناست باستخدام الفيل كرمز للحزب الجمهوري، كدليل على الحجم والنفوذ الكبيرين للحزب([49]).

أولا: نشأة مصطلح الرمز السياسي

يعُد أول مُنظرلمصطلح الرمز السياسي هو عالم الإجتماع السياسي “موراي إدلمان” حيث قدم إطاراً لتحليل الاستخدامات السياسية للرموز، وأوضح بأن تحليل الأعراف الرمزية في السياسة يتمثل في شرحها كجزء من تاريخ الأفكار ، والتفاعل بين النظم الثقافية والاجتماعية. وقال إدلمان أن التعامل مع الرموز السياسية يتم بإعتبارها جزء من التاريخ الثقافي لدولة معينة ، حيث يتم تحليلها كجزء من فلسفه تتكشف، أو ايديولوجيه تُطبق أو تستخدم لتوجيه الأوامر الأوليه واستمرار تشغيل الانظمه السياسية([50]).

ثانياً: سياق نشأة مفهوم الرمز السياسي

ظهر مصطلح الرمز السياسي لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعود قصة اختيار الرموز إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ بدأ رمز الحمار أولاً، عندما قام معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون بإطلاق اسم “جاكاس” عليه، وهي كلمة سيئة تدل على الحمار. فاختار جاكسون الحمار رمزاً لحملته الانتخابية في تحد لهؤلاء. وفي وقت لاحق بدأ الرسام توماس ناست باستخدام الفيل كرمز للحزب الجمهوري، كدليل على الحجم والنفوذ الكبيرين للحزب([51]).

ثالثاً: الإستخدامات المختلفة لمفهوم الرمز

تُستخدم في عدة سياقات مختلفة منها السياق السياسي والاجتماعي والفني، وحتى في علم الأحياء، ففي علم الأحياء تُستخدم كلمة رمز لتشير الى المكون الأصغر للكائنات الحية وهي الخلية. وأشار داروين أن استخدام مصطلح الرمز في علم الإجتماع السياسي يُستدل عليه بأن السلوك البشري لم يتكون ملامحه الا حين استخدمت الرموز في الحياة العامة. فوفقاً لداروين، فإن السلوك البشري هو سلوك رمزي بل إن الرمز هو عالم الانسانيه بأكمله.

المبحث الثالث: الاستخدامات المختلفة لمصطلح الرمز السياسي فى الأدبيات الغربية والعربية

عند الإطلاع على الأدبيات الغربية وتلك العربية التى تناولت مصطلح الرمز السياسي، سنجد أن الإختلاف واضحاً بينهما، فالأولى تناولت الرمز السياسي بإعتبار أنه يشير الى رموز مادية أو معنوية لها طابع سياسي مثل شعارات الأحزاب السياسية، والموسيقى، علم دولة ما، الثقافة السياسية السائدة… الخ، أما الأدبيات العربية وبالخصوص المصرية التى تناولت مفهوم الرمز السياسي أشارت الى أن الرمز السياسي يعني مضموناً القادة السياسيين للدولة وقد يرجع هذا الى اعتبارات تتعلق بالثقافة السياسية السائدة وهذا أمر بعيد عن نطاق الدراسة.

أولاً: الاستخدام الغربي لمفهوم الرمز السياسي

ظهر استخدام الرمز السياسي أول ما ظهر فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسيطر شعاران الحزب الديمقراطي والجمهوري (الحمار والفيل) على المشهد السياسي في الولايات المتحدة منذ القرن الـ 19؛ فالفيل الذي يميز الجمهوريين، استخدم في منشورات الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكولن التي أصدرتها صحيفة “فاذر أبراهام” الموالية له، لكن ليس كشعار معتمد رسمياً من الحزب. وبعد سنوات، استخدم على يد رسام الكاريكاتير السياسي المشهور توماس ناست عام 1874، ونشره في صحيفة هاربر الأسبوعية، ومن ثم تكرر استخدام الفيل في الصحف الأمريكية على يد رسامين آخرين عندما أرادوا الإشارة إلى الجمهوريين، وعلى الرغم من أن الشعار لم يكن معتمداً رسمياً أيضاً، فإنه مع اقتراب كل انتخابات كان الفيل يفقد أي معنى “حيواني” له ويتحول لشعار سياسي متفق عليه. وبعدها قدّم عالم الإجتماع السياسي موراي إدلمان رؤية نظرية لإستخدام الرمز في المجال السيساسي كما أشرنا فيما سبق([52]).

ثانياً: الاستخدام العربي لمفهوم الرمز السياسي

عُرف مفهوم الرمز السياسي في المنطقة العربية منذ إعلان الشريف حسن الثورة العربية الكبرى على النظام العثماني القائم 1916 في مكة المكرمة واختار لهذه الثورة علماً كرمز سياسي يعبر عن القومية العربية. وفي تلك الفترة تصاعدت الهوية العربية لدى الكتاب والمثقفين فأصبحوا يطالبوا بإستقلال الدول العربية عن الدولة العثمانية إيماناً منهم أن الثقافة العربية مختلفة تماماً عن الثقافة التركية وأنه لا يوجد هوية مشتركة تجمع بين العرب والأتراك، أي لا يوجد رمز سياسي موحد للعرب والأتراك. وبهذا أصبح الشريف حسين من وجهة نظر الكتاب والمثقفين آنذاك هو رمزاً للوحدة العربية المرجوة([53]).

ثالثاً: استخدام الدراسات المصرية لمصطلح الرمز السياسي

رغم ندرة الدراسات التى تناولت مصطلح الرمز السياسي فى السياق المصري، الا أن فإن الرمز السياسي عند استخدامه فى الحالة المصرية، فإنه يشير في المقام الأول الى شخص القائد السياسي، وقد يرجع ذلك الى أسباب تتعلق بالثقافة السياسية السائدة في مصر حيث يُفضل المصريون عادة نظام الحكم الأبوى القائم على وجود فرد قوى في السلطة السياسية([54]).

 

 

الفصل الثانى: التسويق السياسي للقادة

يتمثل التسويق السياسي في فعاليات مختلفة ومتعددة، ويتركز عادةً في الحملات الانتخابية والسياسية. وهذه الأهمية تتامشى تماماً مع التطورات المعاصرة للحياة السياسية للمجتمعات والدول الحديثة، وقد فُسرّت التغييرات في بيئة الاتصالات السياسية بأنها تمثل صعوداً للتسويق السياسي، وخاصة أن جميع الحمالت السياسية والانتخابية الراهنة في كثير من الدول الديمقراطية في العالم تعرّب عن مرحلة الانتقال إلى ما بعد الحداثة. وتأثرت نظرية التسويق بعدد من التخصصات المختلفة، وأسهمت في إرساء علاقات متبادلة وتطوير مجالات أكاديمية أخرى ضمن الدراسات الإدارية، وبات جوهر التسويق يعزز المجال للتلاقح بين التخصصات المختلفة؛ بوصفه نشاطاً رئيسياً، كان يجري التعبير عنه خالل العقود الماضية بعبارة “آليات السوق”([55]).

وجاء تصاعُد هذا النشاط عىل خلفية فقدان الثقة بالأحزاب السياسية وبالسياسيين، وتعاظُم الفجوة بني الجمهور والمؤسسات الرسمية، ما زاد من الاتجاهات السلبية نحو الممارسات الديمقراطية في بعض المجتمعات. وكثيراً ما قيل إن تطبيق الأدوات والوسائل التسويقية في السياسة ليس شيئاً جديداً، ولكن الذي تغير بالتأكيد في العقود الماضية، ليس ضخامة إدارة التسويق السياسي فقط، وإنما الاعتقاد بأن الفاعلين السياسيين من أحزاب وحكومات ومنظامت وجماعات ضغط تسعى إلى دمج أدوات التسويق في اسرتاتيجية تسويق متماسكة، والتغيير في العقليات، والانتقال من تطبيق أدوات الاتصال إلى طريقة متكاملة لإدارة السياسة، ووضع السياسات والحمالت الدائمة([56]). إن تطبيق نظرية التسويق في المجال السياسي يشكل ظاهرة جديدة نسبياً، على الرغم من وجود إسهامات كبيرة بخصوص المعرفة المتعلقة بالتسويق السياسي، وخاصةً في مجالات إدارة الحملات، واستراتيجيات التسويق السياسي، والتسويق السياسي المقارن. من جهة أخرى، لا يزال جوهر نظرية التسويق السياسي، إلى حد ما، غير شفاف، وعناصره الحاسمة لا تزال غري واضحة المعالم، على سبيل المثال: السوق السياسية، أو المنتج السياسي([57]).

المبحث الأول: عناصر التسويق السياسي

ستحاول الدراسة أن نقوم بتحليل كل مكون من مكونات التسويق السياسي على النحو التالي:

  1. المنتج السياسي : إن المنتج السياسي هو: “مجموعة من الصفات الشخصية وغير الشخصية وبضمنها خصائص المرشح، وصورة المرشح، وصورة الحزب الذي ينتمي إليه، والوعود المقدمة التي يقبلها الجمهور على أنها تشبع حاجتهم ورغباتهم “. إذن فإن المنتج المستهدف للترقية يأخذ ثلاثة صور أو أشكال حيث نجد([58]):

أ- في البداية أفكار المرشح: حيث يندرج فيها كلٌّ من الخلفية الفكرية للمرشح و مرجعياته المختلفة وتصوراته للأشياء وطريقته في معالجة القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ب- ثم نجد انتماء المترشح: سواء تعلق الأمر بالانتماء العائلي أو السياسي.

ج- ثم نجد المترشح نفسه: وما يتصف به من صفات سلوكية، وخطابية، أي كل ما يتعلق بشخصيته الكاريزمية وقدراته الشخصية في مجالات عدة . إذن يتعلق الأمر في النهاية بصورة شاملة (رجال/ أفكار) لهذا المنتج، ويمــكن القول بأن المنتج السياسي له مزيج ثلاثي الأبعاد كنظيره في السلع المادية أي أن المنتج السياسي له:

1- اتساع: والذي يشير إلى عدد القضايا المطروحة أو البرامج الخاصة بالحزب (برنامج اجتماعي وسياسي واقتصادي).

2- عمق: والذي يشير إلى مدى تعدد الطروحات الخاصة بحل المشاكل في البرنامج الواحد.

3- ترابط: الذي يشير إلى استخدام وسيلة أو عدة وسائل مشتركة أو مستشار إعلاني واحد لنشر برنامج أو عدة برامج انتخابية. كما أن البرنامج الانتخابي للحزب أو المرشح يحتوي على: الأسس الأيـديولوجيـة، الخيارات الاقتصادية والاجتماعية، منهج تـنفيذ الـبرنامج، المرشح ذاته حتى و إن كان ينظر إليه بمنظور رمزي.

  1. الناخب والمؤيد: بالنسبة للتسويق السياسي فإن المستهلك وقبل كل شيء هو عبارة عن مواطن عادي، حيث يجب جلب انتباهه ثم تجنيده، عن طريق معلومات تهم مستقبله وكذا مستقبل عائلته، ومدينته، ومنطــقته، ومستقبل وطنه أيضاً، والجهد المبذول في التسويق السياسي للبحث عن المساندين يهدف إلى تطويع هؤلاء عن طريق إعلان نزيه خال من الأخطار، وبعيد كل البعد عن الكذب والديماغوجية التي يمكن أن يتصف بها هذا الإعلان في حالة انحرافه([59]).
  2. خلق الفارق: خلق الفارق عن طريق التنظيم الجيد للحملة الانتخابية وجدية هذه الحملة أيضاً، وعن طريق قدراته الشخصية في الاتصال بالآخرين. يجري هذا الاختيار (الصوت) في الغالب، على أساس تفاصيل غير متوقعة، حسب مميزات نفسية وغير عقلانية، كما أن هذا الاختيار ناتج أيضا عن الفارق الذي أحدثه المرشح، المدعم بتسويق سياسي، بمعنى مرفوق بتسويق جيد يرتبط بعلم نفس([60]).
  3. البيــع: في التسويق التجاري البيع يعني التنازل عن شيء حسب السعر المناسب، وهذا المفهوم غير موجود في التسويق السياسي، يمثل التصويت الانتخابي عملية البيع ويعرف التصويت أو الانتخاب ” بأنه طريقة التعبير عن الإرادة الحرة في الاختيار، وهو حق وواجب لكل مواطن يتمتع بالأهلية العقلية وعمره، فالمواطن له حقوق سياسية ومدنية، و يملك جزءً من السيادة يمارسها عن طريق الانتخاب”، إذن فبيع المنتج السياسي هو توصيل البرنامج أو الفكرة للجماهير المستهدفة وإقناعهم بها، أي إحداث التأثير المستهدف على الرأي العام لجمهور الناخبين([61]).

5 . الربح (الفوز و الانتشار): الفوز والانتصار هو قدرة المرشح أو الحزب للترويج إلى أفكاره وزيادة عدد مؤيديه وإقناعهم برسالته وأهدافه، بحيث يصبح له شبكة مؤيدين ويظهر الربح في نتائج الانتخابات والاستفتاءات.

في النهاية يمكن القول من أنه لا بُدَّ  لإجراءات التسويق السياسي من اختيار القضية التي تخص شريحة ما، مثل قضية البطالة قد تخص شريحة الشباب، وقضية ديوان الفلاحين قد تخص الفلاحين والمزارعين، فيبدأ المرشح بتكوين عدد من القضايا ويحدد الهدف من كل قضية والمستهدف منها والغرض منها وبعدها يبدأ فى إعداد برنامجه التسويقي السياسي يتكون البرنامج التسويقي من أربع نقاط([62]):

1- المنتج السياسي، نعني بالمنتج السياسي (حزبه – ماضيه السياسي – صورته أمام الجمهور).

2- الحشد، نعني حشد الدعاية والإعلانات مدفوعة الأجر.

3- التسعير، وهي تكاليف الحملة والوقت المبذول في الدعاية.

4- المكان، مكان الندوات وبرامج المتطوعين.

أولا: استراتيجيات الدعاية السياسية

تتعدد استراتيجيات الدعايا السياسية ومنها:

  1. تجزئة السوق السياسية

تميل منظمات الخدمة والأحزاب إلى استخدام البيانات الديمغرافية والجغرافية للأسواق المجزأة، والقاعدة الشائعة المستخدمة من قبل الأحزاب السياسية هي الولاء، وتصمم على استخدام أساليب فرز الأصوات لتحديد موقع مفتاح الناخبني، ففي حين يتواصل الأنصار التقليديون في بريطانيا من خلال أسلوب (الطرق على الأبواب)، يتم حث الناخبين في الولايات المتحدة عبر السيارات المتجولة، وفي معظم الأحيان يتم تحديد نوع من الناخبين هم الناخبون العائمون ((Swinging Voters والناخب العائم هو الناخب الذي ليس له ولاء لحزب، وهؤلاء الناخبون هم فئة مثالية للاستهداف؛ لأنهم من دون ولاءات حزبية، كام أنه من الصعب استهدافهم لعدم وجود ملف ديمغرافي محدد لهم([63]). وتُستخدم تجزئة السوق في مجال الأعامل التجارية، وتعود تجزئة السوق والاستهداف إلى تحديد المستهلكين وتصنيفهم الذين يُفرتض أن يصل إليهم المسوّق ويوجّه إليهم المنتج والحملة الترويجية، وتُستخدم التجزئة من قبل الكثري من الرشكات التي تختار عدم بيع المنتج أو الخدمة إلى كل العملاء

المحتملين، ولكن البيع لأولئك الذين هم عرضة لشرائه فقط، وفي السياسة، تتم تجزئة السوق المستخدمة تقليدياً من قبل السياسيين أيضاً؛ لاختيار أي قطاعات من المواطنين هي المستهدفة والمقصودة.

من جهة أخرى، تعتبر تجزئة السوق استراتيجية التسويق البديلة لتمايز المنتجات في الأسواق التنافسية، ويعد تمايز المنتج الاس راتيجيةَ المفضلة عندما يتركز الطلب ع ى عروض المنتجات، ومكانة السوق السياسية توصف بأنها ع ى درجة عالية من التنظيم، وهناك أعداد صغ رة نسبياً من الأحزاب تتنافس ع ى تقديم خدمات نوعية للناخب ن في عملية مشابهة لعملية تقديم العطاءات حصرية الامتياز. وهناك حاجة إلى تحديد كيفية شعور المستهلكين؛ لأن هذا يؤثر في المجموعات الديمغرافية، وفي أنماط حياتهم، وما يفكرون فيه ويتوافرون عليه من الآراء والمعتقدات، وقيمهم ومواقفهم التي يتبنَّوْنها، وقد تم تحديد القيم مصدراً مهمًّ من خيارات الأسواق السياسية، في حني أن اختيارات المستهلك ترفض غالباً البدائل([64]).

وتركز تجزئة السوق عىل التركيبة السكانية، والتقنيات السلوكية والنفسية، وتعتني بشكل خاص بالسياسات الوطنية السليمة، والقيم، والمرشحين؛ لتكون أكرث أهمية في تأمين أكرث الأصوات الانتخابية، وتتصل فوائد التصويت بزيادة الانتامء والتماسك الاجتماعي والمشاركة الديمقراطية، ويعتمد نهج المفاضلة بني المنتجات عىل اسرتاتيجية ميزات الخدمة التقنية بهدف تحقيق هذه الفوائد التصويتية، ما يعد إسهاماً أكرث فاعلية من قبل المسوّقين عرب تجزئة الناخبين في السوق السياسية.

  1. العلامة التجارية السياسية

إن مفهوم العلامة التجارية ليس جديداً على الاتصالات السياسية، فخلال العقدين الأخيرين، اعتمد السياسيون والأحزاب في بلدان مختلفة على إدارة العلامة التجارية لتطوير العرض الخارجي، ولوحظ على نطاق واسع أن تسمية حزب الطبقة العاملة في المملكة المتحدة “حزب العامل الجديد”، أو “الطريق الثالث” في منتصف عام 1990 ، وبعدها، فقد ساعدت جزئياً على تحقيق نجاحات مهمة في تطوير هذه العلامة التجارية السياسية، كما استخدم السياسيون الألمان مصطلحات “العلامة التجارية”، أو “العلامات التجارية” بطريقة روتينية للإشارة إلى أنشطة الاتصال الخاصة بهم، وبوصفها استراتيجية مدروسة من قبل الجهات السياسية الفاعلة.

وتعد العلامات التجارية السياسية الشخصية للمرشحين أكثر أهمية من العلامات التجارية لحزب سياسي، ومن ثم يتم توظيف وسائل الإعلام والإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية في التسويق السياسي لتسويق المرشحين بدلاً من الأحزاب، ويعتمد السياسيون ومحترفو الاتصال السياسي في معظم الأحيان على العلامة التجارية السياسية لتحسين طريقة عرضهم الخارجي، وخاصة أن العلامة التجارية السياسية تلقى رواجاً بوصفها استراتيجية معتمدة من قبل الجهات الفاعلة، وكونها تستجيب لمجموعة متنوعة من الاتصالات السياسية المعاصرة.

وتعد الحملة الانتخابية، وفقاً لمنظور العلامات التجارية الخاصة هذه، سياسة داخلية ومبدأ موجهاً في اتصال المنظامت السياسية، وتلعب دوراً مؤثراً في العمليات التنظيمية، وتشير العلامة التجارية في المجال السياسي إلى قيمة رمزية أو انطباع نفسي لمنتج معني، أو مجموعة من الفوائد غير الملموسة المتصلة بمنتج، ومن ثم، فالعلامة التجارية تشمل جوانب أكرث ليونة، مثل العواطف أو الدلالات الاجتماعية في أثناء استخدام المنتج. وتلاقي العلامات التجارية السياسية رواجاً بوصفها استراتيجية مخططة من جانب الجهات السياسية الفاعلة، وقد اهتمت أبحاث الاتصالات من قبل بعض العلماء لتقييم الآثار المعيارية للعلامة التجارية السياسية وتأثيرها في الخطاب الديمقراطي والمشاركة السياسية، ويعتمد الساسة والمهنيون في التواصل السياسي، في كثير من الأحيان، على إدارة العلامات التجارية لتحسين العرض الخارجي([65]).

ثانيا: استراتيجيات الدعايا الإنتخابية

تركز استراتيجيات الدعايا الإنتخابية على تحليل الحملات الإنتخابية، واستخدام التسويق السياسي كمنهج له أدواته التى تظهر فى الانتخابات وتصميمها وإدارتها وتشكيلها. وبدأ هذا التوجه فى الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقل الى أوروبا، حيث اتفق الجميع على أهمية التسويق فى الحملات الحديثة كنتيجة حتمية لزيادة استخدام التسويق ومستشارى العلاقات العامة والوكالات الإعلامية والإعلانية المتخصصة، غير أن الخلاف الأساسى يتمثل فى اعتبار التسويق السياسي كافياً كإطار نظرى عام يمكن من خلاله فهم الحملات الانتخابية، وأنه مرادف لمفهوم التسويق الإنتخابي. بيد أن التسويق الإنتخابي يمثل أحد جوانب التسويق السياسي، على اعتبار أن غايته هى “حمل أكبر عدد ممكن من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب أو مشروع سياسي”

ويحدد نيومان العناصر الإجرائية للتسويق السياسي فى أنها: تطبيق وإدارة حملات استراتيجية من قبل مرشحين وأحزاب سياسية وحكومات وأعضاء جماعات الضغط والمصالح، ترمى للتأثير على الرأى العام وتعزيز أيديولوجيتها والفوز فى الإنتخابات وتمرير التشريعات التى يقرها النظام السياسي، والاستفتاءات استجابة لاحتياجات أفراد ومجموعات منتقاة فى المجتمع([66]).

والدعايا الانتخابية هى امتداد للتسويق السياسي والاجتماعى وتختلف بشكل واضح عن الدعايا السياسية، فالدعاية السياسية هى مجموعة تقنيات وعمليات تهدف الى توصيل معلومات وأفكار ومشاعر معينة الى الناخبين، مما يخلق ويقوى أو يحطم بعض الآراء أو المعتقدات لدى الناخب، الأمر الذى يخلق استعداداً مسبقاً للموافقة على عقيدة سياسية معينة للمشرح، وهذا بلا شك يؤثر على اختيارات الناخب السياسي بشكل أو بآخر، كما أن الدعاية السياسية لا يمكن أن تحل محل التسويق السياسي([67]).

وتُستخدم استراتيجيات الدعايا الإنتخابية كثيراً فى الحملات الانتخابية المعاصرة، وخاصة مع تطور تكنولوجيا الاتصال، كما أن هذه الحملات لم تعد تعتمد على كثرة عدد المتطوعين المنتشرين فى الدوائر الانتخابية بقدر اعتمادها على المتخصصين حتى من غير أعضاء الحزب، كالإعلاميين وخبراء الدعايا والتسويق، وكذلك أضحت الحملات الانتخابية فى الوقت الحالى تعتمد بشكل كبير على وسائل الإتصال الجماهيرى غير المباشرة خاصة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وهناك اتفاق على أهمية التسويق فى الحملات الانتخابية المعاصرة، وأكبر دليل على ذلك زيادة استخدام أدوات التسويق فى هذه الحملات بالإضافة الى اتساع نطاق الاستعانة بخبراء الدعايا والإعلام ووكالات العلاقات العامة([68]).

ثالثاً: التطبيق على الإنتخابات الرئاسية2014

تُعتبر الحملات الانتخابية للمرشحين هى الشكل الرسمي للممارسة الديمقراطية لحسم التنافس على الجمهور، والمرشح هو العامل الفعال فى التخطيط للحملات الانتخابية، واستثمار ذاته وتاريخه وإنجازاته ومقترحاته لتلبية احتياجات المواطنين وحل مشاكلهم، ويتحقق نجاحه طبقاً لدى اقتناع الجماهير به، وقدرته على إجهاض فرص التأثير على المواطنين التى يقوم بها المرشح الآخر، وتبرز أهمية التخطيط للحملات الانتخابية من خلال الموزنة فى الاستفادة من كل العوامل المتحكمة فى السلوك الانتخابي للناخبين، مع السيطرة فى الوقت نفسه على العناصر السلبية، ولم تعد الحملات الانتخابية مجرد احتفالات جماهيرية أو عرض لافتات وإقامة الكرنفالات بالشوارع والميادين، بل أصبحت علماً وفناً له أساليبه ووسائله وأخلاقياته، ولاشك أن الأمر يحتاج لفهم أفضل الأسس التى يقوم عليها التخطيط العلمى للحملات الانتخابية لضمان الفوز فى الانتخابات وعلى أسس المشاركة السياسية الواعية لجميع المواطنين([69]).

وتوجد ثمة علاقة بين الحملات الانتخابية للمرشحين ووسائل الإعلام بمختلف قطاعاتها فى الدولة المصرية سواء كانت قومية أم خاصة أو حزبية، فدور وسائل الإعلام يجب أن يكون مهنياً يحرص على تغطية الانتخابات دون تحيز فج لأى من المرشحين، وذلك باستثناء بعض الصحف الحزبية التى أعلنت أحزابها أنها تؤيد هذا المرشح أو ذاك. إن المهنية هنا هى التى تعطى المصداقية والثقة فيما تبنته أو تنشره وسائل الإعلام فى تقاريرها عن مرشحى الرئاسة وبالتالى يجب ألا تخلط وسائل الإعلام بين مفهومى الإعلام والدعايا لأن الفارق بينهما كبير([70]).

وفى هذا الجزء سوف تقوم الدراسة بعرض الأساليب الدعائية التى وظفتها حملات مرشحى الرئاسة عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحى من جهة، والأداء الإعلامى فى تغطية الحملات الانتخابية الرئاسية.

  1. الأساليب الدعائية فى الحملات الإنتخابية الرئاسية:

أ. دور شبكات التواصل الإجتماعى فى عملية الدعايا والانترنت: كان الإنترنت هو كلمة السر فى انتخابات الرئاسة لعام 2014، حيث أدرك القائمون على كلتا الحملتين أنه توجد ثمة علاقة بين وسائل الإعلام الجديد ورأس المال الإنتخابي، حيث سعت حملات الدعايا الإنتخابية لإيجاد اتصال مباشر بين المرشح والجمهور المستهدف من الحملة. وقد عرفت الانتخابات الرئاسية لأول مرة ما يعرف بـ “حروب الهاشتاج”، حيث قامت حملة المرشح الرئاسي عبدالفتاح  السيسي ليلة بدء الدعايا الإنتخابية بتدشين هاشتاج “تحيا_مصر”، فى حين دشنت حملة حمدين صباحى هاشتاج “هنكمل_حلمنا” على مواقع التواصل الإجتماعى، وقد تواصل المشير السيسي آنذاك مع آلاف المؤيدين عبر الهاشتاج الخاص بحملته، حيث شاركه 120 ألف زائر فى أول 15 دقيقة، وهو الهاشتاج الذى تفوق بشدة على هشتاج حملة حمدين صباحى([71]).

ب. المناظرات الإفتراضية: نظراً لعدم إجراء مناظرة بين مرشحي الرئاسة، فقد تطوع البعض من فريقي الحملتين أو من خارجها بتنظيم مناظرات افتراضية بين المرشحين، سواء على أرض الواقع أو على شبكات التواصل الإجتماعى، وذلك لاستعراض رؤية كلا المرشحين فى مجمل الأوضاع الإقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية([72]).

ج. الفيديو كونفرانس وشاشات العرض: كما تم توظيف مؤتمرا ت الفيديو Video Conference، ولا سيما من قبل المرشح عبدالفتاح السيسي لتتيح التكنولوجيا للمرشح التغلب على الصعوبات الأمنية فى الوجود فى المؤتمرات الانتخابية مع مؤيديه، فكان يلتقى بهم ويتفاعل معهم الذى اختزل حدود الجغرافيا وصعوبات الأوضاع الأمنية([73]).

د. توظيف الدين فى الانتخابات: لم يكن الدين غائباً فى هذه الانتخابات، ببل كان حاضراً بقوة، وهو ما يمكن الوصول اليه بسهولة إذا تم إخضاع الخطاب السياسي لكلا المرشحين للتحليل، ويمكن أن يعزى هذا ببساطة الى أن هذه الانتخابات تأتى بعد فترة سيطر “الإسلام السياسي” فيها على الدولة([74]).

 

  1. الأداء الإعلامى فى الانتخابات الرئاسية 2014:

أ. الإعلام الرسمي: تباين الأداء الإعلامى فى الانتخابات الرئاسية تبايناً حاداً فيما بين الإعلام التليفزيونى الرسمى من جهة والفضائيات الخاصة من جهة أخرى.

ويمكن القول من خلال المتابعة الدقيقة للقنوات الفضائية والأرضية والمحطات الإذاعية التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومن خلال تقارير لجنة متابعة الدعاية الإعلامية، فإن المحطات والقنوات التابعة للاتحاد التزمت بالقواعد المهنية فى البرامج والخدمات الإخبارية وعدالة إتاحة الوقت للمرشحين، كما لوحظ مهنية وحيادية معظم المذيعين ومقدمى البرامج، وحسن اختيار المتحدثين من الضيوف وتمثيلهم فى حالات عديدة للمرشحين الرئاسيين، والتغطية الإعلامية المتوازنة لندوات ومؤتمرات كلا المرشحين، وحتى الحملة التى دشنها التليفزيون الرسمى تحت شعار: “ازل وشارك” كان هدفها الأساسى الحث على المشاركة السياسية الفعالة دون أى تحيز لأى من المرشحين([75]).

ورغم هذه الحيادية والمهنية فى تغطية الانتخابات من قبل إتحاد الإذاعة والتليفزيون، فإنه كانت توجد ثمة واقعتان خارج نطاق المهنية أولاهما: قيام التليفزيون المصري ببث إعلان للترويج للمرشح عبدالفتاح السيسي قبل بدء فترة الدعايا الانتخابية والمحددة من قبل اللجنة العليا للانتخابات، وثانيهما: قيام القناة الرابعة بالتليفزيون المصري بمنع استكمال برنامج “أول النهار” الذى يذاع على الهواء مباشرة لانتقاد الضيوف برنامجى المرشحين وذلك يوم الجمعة من مايو 2014([76]).

ب. الفضائيات الخاصة: وفقاً لتقارير “الاتحاد الأوروبي”([77]) و مؤسسة “ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان([78])” فإن الفضائيات الخاصة خصصت مساحة زمنية للمرشح عبدالفتاح السيسي تعادل ضعف المساحة الزمنية المخصصة للمرشح حمدين صباحى، ففى ظل سعى العديد من الإعلاميين من قنوات فضائية خاصة مختلفة لعقد لقاءات مع  المشير السيسي كانت تذاع فى الوقت نفسه على القنوات التىيعمل فيها هؤلاء الإعلاميون، وكانت بعض هذه اللقاءات تُذاع  على جزئين، وهو ما لم يحدث مع المرشح حمدين صباحى.

ورغم عدم التوازن فى التغطية الإعلامية بين كلا المرشحين، فإن الفضائيات الخاصة اتسمت بالتحيز للمشير السيسي عندما بدأ مقدموا البرامج فى القنوات المختلفة وصلات الرقص على أنغام أغنية “بشرة خير” وهو ما وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه خرق للصمت الانتخابي.

رابعاً: التطبيق على الانتخابات الرئاسية 2018

كفلت المادة 32 من قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية، مجموعة من الضوابط للتغطية الإعلامية وفق مبدأ الموضوعية، وألزمت المادة 33 وسائل الإعلام بمجموعة من الضوابط في حالة نشر استطلاعات الرأي، وألزمتها بالكشف عن الجهة التي قامت بالاستطلاع وتولت تمويله، بينما حددت المادة 37 جزاء مخالفة ضوابط التغطية الإعلامية، حيث أقرت بتشكيل لجنة تتابع ما ينشر أو يذاع في الإعلام، وإذا ثبت أية مخالفة يتم إلزام وسيلة الإعلام بنشر اعتذار وتعهد بعدم ارتكاب أي مخالفة، كما تحدد هذه اللجنة فترة زمنية لا يسمح فيها للجهة الإعلامية بأية تغطية عن الانتخاب. ومن ناحية أخرى، حظرت المادة 34 علي شاغلي المناصب السياسية ووظائف الإدارة في الدولة الاشتراك في الدعاية الانتخابية، فيما حظرت المادة 35 تلقي تبرعات من جهات محددة كالشخص الاعتباري أو دولة أو جهة أجنبية أو منظمة دولية([79]).

حثت وسائل الإعلام المصرية، الناس على التصويت ، وتصويرها على أنها التزام وطني وتحذير من المؤامرات الخارجية لتقويض الاستقرار. ومن بين 59.7 مليون ناخب مسجل ، ذكرت صحيفة المصري اليوم أن النتائج المبكرة تكشف عن أن حوالي 25 مليون صوت أدلوا بأصواتهم ، مع وصول حصة الأسد إلى السيسي. وقالت ان خصمه غير المعروف موسى مصطفى موسى حصل على نحو ثلاثة في المئة فقط من الاصوات. وقالت صحيفة “اليوم السابع” إن نحو 23 مليون صوتوا وأن السيسي يقود بنحو 21 مليون صوت مقارنة بأقل من مليون مقابل خصمه و 1.5 مليون صوت غير صالح. بلغت نسبة المشاركة الرسمية 47.45٪ في عام 2014 ، عندما تم انتخاب السيسي بنسبة 96.9٪ من الأصوات([80]).

وعلى عكس الإنتخابات الرئاسية 2014 التى صاحبها صخب إعلامى كبير، مرت الإنتخابات الرئاسية 2018 على نحو هادئ، ربما يرجع هذا الى عدم جدية هذه الإنتخابات حيث انعدام وجود منافسة حقيقية بين المترشحين على مقعد الانتخابات الرئاسية.

المبحث الثانى: تأثير وسائل الإعلام التليفزيونية على الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسي

تعد وسائل الاعلام المرئية لها تأثير كبير على تشكيل البناء الادراكى والمعرفى للفرد أو المجتمع ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها للاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، فوسائل الاعلام أيضا قادرة على تغير سلوك وأنماط المجتمع. وقد يكون تأثير وسائل الاعلام فى بعض الاحيان قويا جدا وقادر على نشر نمط سلوكى وثقافي واجتماعى ينتهجه الفرد أو المجتمع، وفى بعض الاحيان يكون تأثير وسائل الاعلام أقل تأثيرا ويستطيع الفرد أو المجتمع الخروج من النمط الفكري والمجتمعى والسياسى الذي ترسمه وسائل الاعلام، ويتوقف ذلك على مدى رغبة الفرد أو المتلقى للتعرض للرسائل والمعلومات التى تبثها وسائل الاعلام المختلفة فكلما كان الفرد أو المتلقى لديه رغبات واشباعات حول معلومات أو قضايا معينة فانه يتجه إلى وسائل الاعلام لاشباع رغباته وتطلعاته بما يسمى نظرية التعرض الانتقائي بمعنى ان الفرد او المتلقى يبحث دائما فى وسائل الاعلام عما يتفق مع افكاره واتجاهاته حتى لو كان ما يبحث عنه المتلقي هو مشاهدة أفلام سينمائية او أغاني فيديو كليب فذلك يدخل ضمن اشباعات ورغبات المتلقين([81]).

أولا: المداخل النظرية التى تتناول تأثير الإعلام فى تحديد كيفية رؤيتنا وفهمنا للعالم

تبرز أهمية الإعلام فى التنشئة السياسية من المكانة المركزية التى تتربع عليها وسائل الإعلام اليوم كقوة أو كسلطة نظراً للتأثير الذى تمارسه وسائل الإعلام اليوم على أذواقهم وأسلوب حياتهم وحتى على توجهات الأفراد، ومواقفهم وسلوكهم السياسي بما فيها التأثير على أذواقهم وأسلوب حياتهم وحتى على قيمهم، ومعتقداتهم وايديولوجياتهم السياسية([82]).

هذه الأهمية دفعت الكثير من الأنظمة السياسية والحكومات للسعى الى السيطرة على وسائل الإعلام ومراقبتها والتحكم فى مدخلاتها ومخرجاتها وتوجيهها لخدمة مصالحها والحفاظ على هيمتها السياسية. مما دفع بالتيارات السياسية المتنافسة فى النظام السياسي الواحد الى المطالبة بآاليات قانونية للمشاركة فى استخدام وسائل الإعلام والاستفادة مما توفره وظائفها السياسية من أجل الوصول الى الرأى العام. فلا يمكن إغفال ما لوسائل الإعلام من دور فى عملية التنشئة السياسية وتكوين الثقافة السياسية بما يعزز رؤيتنا وفهمنا للعالم المحيط بنا، فهى تعد أحد المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات التى تغطى الأحداث والقضايا السياسية، كما تعمل على تشكيل الأفكار وبلورة الآراء والمواقف السياسية للأفراد على المدى الطويل، زيادة على كونها توفر أرضية للنقاش وتبادل الآارء بين مختلف الأطياف السياسية وبين مختلف أفراد المجتمع، كل هذا لا يحدث بأسلوب خالٍ من التوجيه والذاتية التى تفرضها وسائل الإعلام على المضامين التى تقدمها سواء بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، فهى تعالج الأحداث إعلامياً وتغلفها فى شكل لتحقيق هدف معين قد يكون ببساطة الإخبار والإعلام أو التأثير وتغيير الاتجاهات السياسية([83]).

فلوسائل الإعلام القدرة على أن تنتقل من وظيفة نقل الأخبار وتوزيع المعلومات الى وظيفة تشكيل وتكوين المعتقدات من خلال الأفكار والمبادئ السياسية والقيم التى تبثها بين السطور أو عبر الصور والتسجيلات من أجل الحفاظ على الثقافة السياسية للمجتمع، إذ تستطيع وسائل الإعلام إكساب الجمهور اتجاهات جديدة أو تعديل وتدعيم اتجاهات قديمة مع توخى الظروف الملائمة لهذه العملية سواء على مستوى مضمون المادة الإعلامية، الوسيلة الإعلامية والفترة الزمنية المناسبة([84]).

إن الإعلام وما يرتبط به من وسائل ومضمون وأدوات يؤثر فى التغيير السياسي، وذلك بتطوير القيم والمعتقدات السياسية، أى أن أنماط الإعلام من خلال الدور السياسي الذى يلعبه على صعيد الوظيفة السياسية تؤثر فى عملية التغيير السياسي فانطلاقاً من السنوات الأولى تبدأ عملية التنشئة السياسية وتكون الأسرة هى أول مؤسسة اجتماعية للتنشئة حيث يكون تأثيرها قوى ودائم، وأثناء ذلك تتكون الاتجاهات الأولى نحو السلطة السياسية وكل ما هو سياسي وتغرس الطفل من خلال النقاشات السياسية التى تتطرق اليها وتبرز هنا بالتحديد أهمية القرارات والاتجاهات والمواقف والسلوكيات السياسية التى تتوصل اليها الأسرة جماعياً، مما يساهم فى الاقتدار والخبرة السياسية أى مهارات التفاعل السياسي داخل وخارج الأسرة من خلال المشاركة السياسية، وتعد المدرسة ثان مؤسسة لهذه العملية ويؤثر النظام التعليمي ومحتوياته على عملية التنشئة السياسية من أجل خلق نوع معين من الأفراد يندمجون ويتواءمون مع النظام السياسي الذى يعشيشون فى ظله([85]).

وتُقسم أنواع تأثيرات وسائل الإعلام على طريقة فهمنا ورؤيتنا للعالم الى ثلاث أقسام:

  1. التأثير المعرفي: تؤكد الدراسات التى تناولت العلاقة بين وسائل الإعلام وزيادة الوعى المعرفى بالقضايا والأحداث السياسية، أن هذه الوسائل تمثل مصدراً من مصادر التنشئة السياسية، حيث أن وسائل الإعلام ومن خلال الوظيفة الإخبارية والتعليمية اللتان تعتبران من وظائفها التقليدية تستطيع أن تؤثر على التوجهات المعرفية للفرد وتنمى ثقافته السياسية الخاصة ببيئته السياسية المحيطة وبكل الفاعلين السياسيين الذين ينشطون فى سياقها([86]).
  2. التأثير العاطفى: النوع الثانى من التأثير السياسي الذى تحدثه وسائل الإعلام على الناشئة هو التأثير العاطفى أو الشعورى ففى هذا الموضوع تم التركيز على متغير الاهتمام بالبيئة السياسية، حيث أن التعرض لوسائل الإعلام يزيد من اهتمام الفرد بدوره ينعكس أيضاً على حجم التعرض لهذه الوسائل الإعلامية. وكما حدث مع مرحلة الوعى المعرفى والانتقال الى مرحلة الاهتمام ومتابعة القضايا والأحداث السياسية تكلل هاتين المرحلتين بمرحلة أكثر تقدماً وهى مرحلة الفعل، أى المشاركة الفعلية فى نشاطات الحياة السياسية، هذه المشاركة يصفها الباحثون فى الاتصال السياسي بالمشاركة السياسية، وهى نتيجة تأثير وسائل الإعلام على السلوك الذى هو النوع الثالث من تأثير وسائل الإعلام فى عملية التنشئة السياسية([87]).
  3. التأثير السلوكى: مرحلة التأثير السلوكى تعد أهم مرحلة فى عملية تأثير وسائل الإعلام فى عملية التنشئة السياسية، إذ هى الانعكاس الفعلى لكل ما اكتسبه الفرد من معارف ومعلومات لها علاقة بالبيئة السياسية التى ينتمى اليها وما أفرزته هذه المعارف والمعلومات من مواقف واتجاهات تساعد على المشاركة الفاعلة فى العملية السياسية، أن وسائل الإعلام وخاصة فى ظل التطورات التكنولوجية الحديثة فى مجال الإعلام والاتصال توفر للفرد المعلومات والأخبار السياسية فى الوقت الفعلى للحدث السياسي مما يدفع به الى الاهتمام أكثر ومتابعة الموضوع فى الوقت الحقيقي والمساهمة فى صناعة هذا الحدث من خلال مشاركته والتعليق عليه وأحياناً تغيير مساره وخير دليل على ذلك شبكات التواصل الإجتماعى وقدرتها الكبيرة فى تجنيد وتحريك الشارع العام([88]).

ثانياً: الأجندة الإعلامية للقنوات الفضائية المصرية

أصبحت البرامج الحوارية اليومية جزء أساسي من طقوس الحياة اليومية لكثير من المشاهدين كأحد الآليات التي تستخدم لإعلام الجمهور وإعلانهم بكل ما هو جديد عن تفاصيل حياتهم اليومية ومن خلال ما تقدمه من تقارير وحوارات للإحاطة بما يدور من مجريات الأحداث وخاصة فيما يتعلق بالأداء الحكومي الداخلي والخارجي.

وتؤدي وسائل الإعلام دوراً أساسياً في إدارة المواقف الصراعية داخل المجتمعات التي تهدف إلى إحداث تحولات تتعارض أحياناً وتتفق أحياناً أخرى مع وجهات النظر حولها ومن ثم يصبح التليفزيون المصدر الأساسي للحصول على المعلومات، وتظهر تأثيرات وسائل الإعلام في بناء تصورات الجمهور بما يبرز أهمية الدور الذي تلعبه تلك الوسائل([89]) في تشكيل وعي الجمهور بالقضايا الني تهم الرأي العام من خلال البرامج الحوارية خاصة اليومية منها ذات الصلة الوثيقة بالأحداث الجارية التي تمس حياة الأفراد وتكون موضع للجدل والخلاف في كثير من قضايا وموضوعات حياتيهم اليومية، حيث تزايد الوقت الذي يخصصه الفرد للتعامل مع مخرجات وسائل الإعلام أو بعضها حتى صارت في عصرنا الحالي جزءاً من حياة المواطن اليومية([90]).

نظراً لتزايد أهمية الدور الذي تقدمه وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها في التعبير عن قضايا جمهور المشاهدين، ساهمت تلك الوسائل في تشكيل ثقافته بما تعكسه من قضايا الحياة اليومية للمجتمع([91]). كما أن القنوات الفضائية الحكومية أصبحت تواجه منافسة حقيقية نتيجة لتعدد القنوات الفضائية العربية الخاصة وسعيها لجذب الجمهور وتلبية احتياجاته بتحررها من الرقابة والسيطرة الحكومية المفروضة عليها بشكل تدريجي([92]).

ولمواجهة البث الفضائي الوافد، شهدت مصر توسعاً واضحاً في المحطات الإذاعية والتليفزيونية العامة والمتخصصة حيث أطلقت القمر الصناعي 101 عام 1998، 102 عام 2000، وشيدت مدينة الإنتاج الإعلامي كشركة مساهمة مصرية كما أقامت المنطقة الإعلامية الحرة لتصبح أكبر منطقة إعلامية في الشرق الأوسط، وأتاحت تسهيلات هذه المنطقة ظهور القنوات الفضائية المصرية الخاصة ففي عام 2001 ظهرت قناة “المحور”، ثم قناتي “دريم1” ، “دريم2” ثم توالى ظهور العديد من الفضائيات الخاصة بعد ذلك([93]).

أما عن البرامج الحوارية فقد ظهرت مع بداية التليفزيون المصري حيث أذيع أول برنامج تليفزيوني حواري في أغسطس 1960 يتضمن رأياً وتعليقاً على أحداث الثورة الجزائرية، وفي نهاية التسعينات وبداية الألفية الثالثة ومع تزايد أعداد القنوات الفضائية العامة والمتخصصة سواء المفتوحة منها أو المشفرة ازدادت المنافسة بين تلك القنوات في تناولها للأحداث الجارية وكل ما يتعلق بالأداء الحكومي بقدر كبير من الحرية حيث أصبح لمعظم القنوات الفضائية برنامجاً حوارياً يقدم بصفة يومية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر برنامج “العاشرة مساءاً” على قناة دريم2، وبرنامج “90 ق” على قناة المحور، وبرنامج “الحياة اليوم” على قناة الحياة، وبرنامج “القاهرة اليوم” على قناة اليوم وغيرها من البرامج مما أشعل المنافسة بين تلك القنوات في محاولتها لجذب أكبر عدد من الجمهور المستهدف سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي داخل وخارج الوطن العربي، ورغبة تلك القنوات في تقليد الإعلام الغربي في بث برامج على الهواء مباشرة تناقش موضوعات مهمة وحيوية مثل برنامج “أوبرا ونيفرى” التي قدمت برنامجاً بإسمها عام 1986، واعتمدت تلك النوعية من البرامج على كسر التابوهات وتقديم الفضائح والسلبيات دون التمسك بحدود معينة([94]).

كما أن البرامج الحوارية ظهرت كنوع من التفاعل مع الأنظمة الإعلامية العالمية التي أوجدت أشكالاً جديدة فيما يسمى New Formats  وكان من نتائجها برامج الرأي Talk show وهي برامج حوارية تتخذ أشكالاً مختلفة وتستضيف الخبراء والجمهور العام وتعتمد على الإثارة والمواجهة وتتعدد أشكال مشاركة الجمهور فيها وتبث على الهواء مباشرة أو مسجلة أحياناً[95]. لذا فإن هذه البرامج جذبت إليها الجمهور للتعرف على كل ما هو جديد.

ثالثاً: تأثير وسائل الإعلام المرئية على المشاركة السياسية للمواطن المصري

تؤدى وسائل الإعلام دوراً رئيسياً وفاعلاً فى التأثير على المشاركة السياسية للمواطن المصرى، فهى مسئولة عن تحديد طبيعة العلاقة بين المجتمع والدولة، وبين النخبة والجماهير.

ويتوقف إسهام ودور وسائل الإعلام فى عملية المشاركة السياسية على شكل ووظيفة تلك الوسائل فى المجتمع وحجم الحريات، وتعدد الآراء والاتجاهات داخل المؤسسات المختلفة، بجانب طبيعة العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية المتأصلة فى المجتمع. فطبيعة ودور وسائل الإعلام فى تدعيم المشاركة السياسية للمصريين، ترتبط بفلسفة النظام السياسي الذى تعمل فى ظله، ودرجة الحرية التى تتمتع بها داخل البناء الاجتماعى([96]).

فوسائل الإعلام الحرة تؤدى ثلاث وظائف جوهرية فى تعزيز قيم المشاركة السياسية، بإعتبارها قيمة ديمقراطية تمنح صوتاً لقطاعات المجتمع المختلفة، وتتيح منيراً للنقاش لجميع وجهات النظر، وكعنصر تعبئة ييسر المشاركة المدنية بين جميع قطاعات المجتمع، ويعزز قنوات المشاركة العامة، كما تعمل كرقيب يكبح جماح تجاوزات السلطة ويزيد من ثقافة الشفافية الحكومية ويخضع المسئولين العامين للمساءلة عن أفعالهم أمام محكمة الرأى العام([97]).

لا توجد نظرية علمية شاملة ودقيقة تشرح طبيعة الدور الذى تقوم به وسائل الإعلام فى تدعيم المشاركة السياسية. فالدراسات والنظريات المتوافرة حول هذه القضية يكتنفها التنافر والغموض لدرجة التعقد والتشابك الى حد كبير([98]).

من أهم وظائف الإعلام هو الإسهام فى تحقيق المشاركة السياسية من خلال إتاحة المعلومات الكافية التى تؤهل المواطنين للمشاركة السياسية واتخاذ قراراتها بالانتماء للأحزاب السياسية، أو التوجهات الفكرية، ومنظمات المجتمع المدنى والنقابات للتصويت فى الانتخابات والاستفتاء بما يدعم النشاط السياسي العام. ولدى وسائل الإعلام تأثير كبير على القرارت السياسية، ويرجع ذلك لأنها تؤثر بشكل خفى داخل أروقة صنع القرار السياسي. فقد تعطى الشعبية أو تحجبها عن صانع القرار، كما أن صانع القرار ينظر اليها بإعتبارها مقياس لرد فعل الناس تجاه سياسته وقراراته، فوسائل الإعلام فى الأنظمة الديمقراطية تكون حرة فى نقل المعلومات والتفاعل مع القضايا والأحداث، وبالتالى تكون قدرتها على صنع القرار قوية، بينما فى النظم السلطوية حيث تنقل المعلومات من أعلى الى أسفل، وكذلك من الأسفل الى الأعلى، ولا بد من وجود قنوات للاتصال الأفقى والرأسى([99]).

 

 

رابعاً: تأثير وسائل الإعلام على الوعى السياسي للشباب المصري

انتشرت وسائل الإعلام بشكل كبير، لذلك أصبح لها دوراً هائلاً فى التأثير على المتلقى وعلى مفاعيمه المختلفة زمنها المفاهيم السياسية وكذلك على قيمه وعاداته وتقاليده، فوسائل الإعلام لها دوراً كبيراً فى نقل الكثير من المفاهيم السياسية لدى الجمهور بصفة عامة والشباب بصفه خاصة، فالوعى السياسي يجعل الفرد عنصراً فعالاً ومشاركاً فى مجتمعه ويكون له دور فى صنع القرار السياسي، وبالتالى يمارس كافة حقوقه السياسية.

إن الحياة العصرية وما يصاحبها من مشكلات متزايدة جعلت الفرد فى حاجة  الى المعلومات عن الكثير من الموضوعات والقضايا التى يستحيل عليه أن يُلِم بها بمفرده، ومن هنا كانت حاجته الى وسائل الإعلام لتزويده بالمعلومات والأفكار تجاه تلك القاضايا والموضوعات([100]).

ولوسائل الإتصال علاقة بالمعرفة السياسية لدى الشباب المصرى، حيث أن الإتصال ليس مجرد وظيفة للنظم السياسية وليس مجرد نظاماً يرتبط بعلاقات متبادلة مع النظم السياسية والثقافية والاجتماعية، وإنما هو فى الأساس المادة التى تتكون منها العلاقات الإنسانية، ومن هنا يصبح لوسائل الإعلام دور وظيفى فى إطار العملية السياسية والاجتماعية([101]).

ثؤثر وسائل الإعلام على الشباب وقيمهم وآرائهم وقيمهم ومستوى معرفتهم وسلوكهم وأذواقهم، كما أنها يمكن أن توسع الآفاق، وتجعل الإنسان يرى ويسمع ما لا يستطيع أن يعرفه بالخبرة المباشرة، ويتعرف على أشخاص لم يكن يعرفهم لولا تعرضه لوسائل الإعلام ويتوقف احتفاظه بالمعلومات المقدمة من خلال وسائل الإعلام على درجة اهتماماته بتلك المعلومات ووسائل الإعلام تزيد من معلومات ومعارف الشباب من خلال حصوله على معلومات ومعارف خاصة بالمشكلات والأحداث ([102]).

وتمثل مرحلة الشباب مرحلة المراهقة المتأخرة وهى فترة يحاول فيها المراهق لم شتاته ونظمه المبعثرة، ويسعى خلالها الى توحيد جهوده من أجل إقامة وحدة متآلفة من مجموعة أجزائه ومكونات شخصيته ويتميز المراهق فى هذه المرحلة بالقوة والشعور بالإستقلال، وبوضوح الهوية وبالالتزام بعد أن يكون قد استقر على مجموعة من الاختبارات المحددة ويشير العلماء الى أن المراهقة المتأخرة تعتبر مرحبة التفاعل وتوحيد أجزاء الشخصية والتنسيق فيما بينها، بعد أن أصبحت الأهداف واضحة والقرارات مستقلة. فمرحلة الشباب يبدأ فيها الإدراك السياسي فى الظهور من خلال بحث المراق على إجابات لما يدور فى داخله من تساؤلات. فالإهتمام بالحياة السياسية يعد صورة راقية من صور المشاركة السياسية، حيث تنتفى عوامل الخوف والتعصب لتحل محلها عوامل الإرادة، والرغبة فى المعرفة والإهتمام بالحياة السياسية العامة ويتوقف مدى اشتراك الفرد فى العمل السياسي على اهتمامه بالدرجة الأولى. وقد احتلت وسائل الإعلام المرتبة الأولى من بين وسائل الإتصال فى التأثير على حياتنا اليومية. فوسائل الإعلام تلعب دوراً مؤثراً فى تزويد الشباب بالكثير من المفاهيم السياسية وذلك عن طريق تزويدهم بالمعلومات السياسية وخاصة بعد ازدياد وعى الشباب المصرى بأبعاد الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى الوقت الراهن، وظهر عكس ما أكدته الكثير من الدراسات من عدم وجود وعى الشباب بالأوضاع السياسية الموجودة بالمجتمع حيث أكدت بعضها أن وسائل الإعلام تعد المصدر الرئيسي للمعارف السياسية لدى الشباب([103]).

 

 

المبحث الثالث: التمثيل الإعلامى للسياسيين

يناقش العديد من المداخل النظرية تأثيرات الإعلام فى إدراك الجمهور للواقع عبر مفاهيم التأطير والتمثيل والغرس، والتى تعنى فى مجملها بكيفية تأثير وسائل الإعلام فى الطريقة التى يدرك بها الأفراد الواقع الفعلى وتقييماته وأحكامه تجاه تلك الشخصيات والجماعات والأحداث التى أخضعتها الوسائل الإعلامية لعمليات متسلسلة ومتراكمة من الانتقاء والتنظيم والبناء، ليظل ما نقرأ ونسمع ونشاهد لا يعبر حقيقة عن الواقع الفعلى بقدر ما يقدم واقعًا معدلاً تداخلت فيه عوامل عديدة، منها تجاذبات علاقة الإعلام بالمجال العام، وكذلك مدركات وقيم وأولويات منتجى تلك النصوص ومقدموها.

وقد تعددت المداخل التى تناولت تأثير الإعلام فى كيفية تحديد رؤيتنا وفهمنا للعالم، مثل حراسة البوابة Gatekeeping، ووضع الأجندة Agenda Setting، والتى تركز على دور الإعلام فى تحديد أولويات الجمهور، ونظرية التأطير Framing التى تطرح مفهوماً يقوم على أن الأحداث لا تنطوى على مغزى معين فى حد ذاتها، وإنما تكتسب مغزاها من خلال وضعها بشكل متعمد فى إطار يحددها وينظمها ويضفى عليها قدرًا من الاتساق، ونظرية الغرس  Cultivationالتى تناقش تأثير تراكم التعرض المتكرر والكثيف للمضامين المصورة فى إدراك الجمهور للواقع الحقيقى، والذى يدركونه من خلال هذا الواقع المصور([104]).

ومن أهم المداخل، التى يمكن استخدامها فى فهم كيفية بناء الإعلام لصور السياسيين، نظرية التمثيل الإعلامى Media Representation، والتى تقوم على أن الرموز المصورة والصوتية والنصية المضمنة فى الرسائل الإعلامية على اختلافها (أفلام – صحف – إعلانات …) تبنى معًا Construct طريقة فهمنا للواقع وقضاياه، وتخلق صورًا Portrayals لشخوصه تركز فيها على صفات بعينها، وتتجاهل أخرى بل وقد تختلق ثالثة، وهو ما يؤثر فى مجمله على الطريقة التى ندرك بها دور تلك الشخصيات وحجم تأثيرها، كقادة ناجحين، أو سياسيين ثوريين، أو غيرها من عمليات الأيقنة أو التمثيل([105]).

وقد تم استخدام المدخل ذاته فى مجالات التسويق السياسى وصناعة العلامة التجارية الشخصية Self-Branding of Politicians، والتى قدمت مفهوم التقديم الذاتى  Self-presentation، الذى يركز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة من جانب الشخصيات العامة، فى تقديم صور عن الذات قد تكون مختلفة تمامًا عن الحقيقة، وهو المفهوم الذى يركز على الأفعال والممارسات التى ينقل من خلالها الفرد معلومات معينة عن نفسه للآخرين. هذه المعلومات ذاتها تتضمن تمثيلات ذاتية Self-representations، مما يجعل التقديم يركز على فعل القائم بالاتصال (وتحديدًا فى وسائل التواصل الاجتماعى)  فيما التمثيل يركز على المضامين الإعلامية والأكواد المضمنة فى الرسائل والمعانى والصور التى تبنيها([106]).

هذه التمثيلات الإعلامية، بعِّدها رموز دالة ومقصودة، تفسر لنا الآلية التى يتم بها صناعة الأيقونات السياسية. فتكرار عرض صور أردوغان فى المساجد، وبين الفقراء، يبكى عند سماعه الخطب الإسلامية ويحتضن كبار السن، صنعت – فى فترة سابقة – صورة إيجابية له كزعيم إسلامى صالح، اعتمادًا على بث رموز بشكل مكثف ومتكرر، تستدعى تأويلات جاهزة، وتنتهى إلى تقييمات عاطفية لدى الجمهور الذى يربط بين «الصلاة والخشوع»، و«الحكم الرشيد» رغم أنه فعليًا قد لا يكون بينهما أى رابط حقيقى، أو أن أحديهما يؤدى إلى الآخر.

أولا: التقديم الذاتى للرئيس السيسي فى القنوات الفضائية المختلفة

تعد وسائل الإعلام واحدة من المؤسسات التى تساهم فى تكوين الصورة الذهنية والصورة الإعلامية من خلال نشاطها الإتصالى المتمثل فى نشر المعلومات والأخبار والصور والرسوم والتحليلات والأفكار والشروح، ويأتى ذلك فى سياق سعيها لتحقيق أهدافها ومهامها، وقد أكدت بعض الدراسات العلمية أن الفرد فى المجتمع الجماهيرى يتعامل مع الواقع الإجتماعى ويقترب منه، ويتعرف عليه من خلال الصور التى عملت وسائل الإعلام على ترسيخها فى ذهنه عبر مسافات زمنية ممتدة.

ويعتبر التليفزيون من أكثر الوسائل الإعلامية المكونة للصورة الذهنية للقادة من خلال قدرته الفائقة على التأثير فى الرأى العام وعمليات التنشئة السياسية والثقافية والمجتمعية، فأصبح بذلك ليس مجرد ناقل للمعلومات فقط، إنما أصبح بكل المقاييس مشاركاً فى تكوين الصورة الذهنية عن الدول والشعوب الأخرى وتقيمهم لما يطرأ على هذه الصورة من تطورات وذلك لدعم الجوانب الإيجابية فى هذه الصورة وتلافى أى جوانب سلبية([107]).

وقد شهدت السنوات الماضية فى مصر صراعاً سياسياً كبيراً جاءت نتيجيته ثورتى 25 يناير و 30 يونيه، وتسابقت برامج الفضائيات على التعبئة الأيديولوجية والسياسية للجمهور وخاصة الشباب والمراهقين وبإنتخاب الرئيس السياسي ظهرت الآراء المؤيدة له والآراء المعراضة. فبعد ثورة الثلاثين من يونيو ظهر الرئيس السيسي على الشاشة الفضائية أمام الناس كوزير للدفاع ووصل للحكم بعدها فى انتخابات 2014. ومع وصول الرئيس السيسي للحكم تصاعدت وتيرة الشد والجذب بين القنوات الفضائية على اختلاف سياستها وملكيتها حول الرئيس السيسي وحكمه أمام العالم بالتركيز على السلبيات فقط، بينما أشادت القنوات الأخرى بالرئيس السيسي([108]).

وفى دراسة استطلاعية أجرتها الباحثة “هايدى وجيه عبد العاطى” فى رسالة دكتوراة من جامعة عين شمس بعنوان ” الصورة الإعلامية للرئيس السيسي في القنوات الفضائية المصرية والعربية وعلاقتها بصورته الذهنية لدي المراهقين”، على عينة قوامها 50 مبحوث أن نسبة الصورة المواطن المصري وخصوصاً المراهقين يتناولون أغلب الأخبار التى تبثها القنوات الفضائية عن الرئيس السيسي([109]).

ثانياً: دور وسائل الإعلام فى تشويه صورة رموز سياسية

لوسائل الاعلام قدرة على القيام بمهمة التلاعب بعقول الناس من الناحية النفسية والفكرية والثقافية. وهذا يرتبط بدور المنظومة الإعلامية وديناميكية حركتها داخل المنظومة المجتمعية. بمعنى آخر يجب معرفة ما هو الموقع الذي يحتله الإعلام ضمن المجتمع؟ ومن ثم يتم تقييم تأثير الإعلام على المجتمع وكيفية تشكيله للرأي العام. فإذا أرادت المنظومة الإعلامية استهداف لجهة ما، يبدأ الإعلام أن ينتقل للجمهور بالمناقشة والحوار وبالتنقيح إلى أن تصل هذه الحوارت والجدالات الإعلامية لتفاعل الإعلام مع الرأي العام ومع درجة استقباله لهذا الحدث إلى صناعة حدث جديد. فكل حدث يفرز تهيئة مباشرة. ودور وسائل الإعلام هو دور التهيئة أولاً ثم دور الإستمرار ورعاية الحدث أو ضد هذا الحدث. ثم دور مراعاة التغيير وتهيئة الجمهور لتغيير المُستقبَل. فالأحداث الكبرى في حياة المجتمعات تتَسم بشكل منظم تديرها مراكز القوى في المجتمع. ومراكز القوى في المجتمع ليست فقط السلطة السياسية بل كل من يدير ويهيِئ الأحداث من منطلق أي قوة موجودة سواءً القوة المجتمعية أو القوة الدينية أو قوة أحزات سياسية أو قوة الحراك الثوري([110]).

كان الإعلام المصرى مناهضاً لترشح أى من القادة السياسيين ممن لهم شعبية على أرض الواقع أمام الرئيس السيسي فى الانتخابات الرئاسية 2018، فندد الإعلاميين المصريين لقرار خالد على بإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، مُدعين أنه غير قادر على حكم دولة بحجم مصر، فانتقد الإعلامى ودكتور العلوم السياسية “معتز عبدالفتاح” الخطاب السياسي لخالد على بإتبار أنه نصير الفقراء، وقال أن سياسات التأمين هذه التى ينادى بها خالد على لم تعد فعالة فالعالم كله يتجه نحو الرأسمالية، وبالتالى فإن رؤية خالد على الإقتصادية وفقاً له غير فعالة. ومن ناحية أخرى انتقد الإعلامى المصرى “أحمد موسى” إعلان خالد على انسحابه من السباق الرئاسي، مدعياً أنه غير قادر على جمع التوكيلات اللزمة للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية. وفى المقابل قال الإعلامى محمد الغيطى أن أسباب انسحاب خالد على من الانتخابات الرئاسية أنه لم يستطع جمع التوكيلات اللزمة للترشح، بالإضافة لفشله فى التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج لكسب تأييدهم وتمويلاتهم([111]).

وإزاء ترشح الفريق سامى عنان لإنتخابات الرئاسة، صرح الإعلامى “محمد الغيطى” بأن “عنان” لا يستطيع الفوز فى الانتخابات، حيث أن انطباع الشعب عن سامى عنان بأنه كان ضد الثورة، ناهيك عن شبهات الفساد التى تلاحقه طوال حياته العسكرية، وفى الأخير نصحه الغيطى بعدم الترشح بإدعاء أنه غير مقبول شعبياً([112]).

وبينما أعلن أحمد شفيق نيته للترشح لإنتخابات الرئاسة في الإمارات، شن الإعلام المصرى هجوماً لاذعاً على الفريق شفيق، فانتقد الإعلامى “احمد موسى” ترشح شفيق لانتخابات الرئاسة حيث أنه لا يحظى بالتأييد من جانب الشعب، بينما أعلن الإعلامى “عمرو أديب” عن حزنه لترشح الفريق أحمد شفيق للإنتخابات الرئاسية حيث أنه بذلك يسيئ الى نفسه وتاريخه السياسي على حد قوله([113]).

الخلاصة أن القنوات الفضائية المصرية قد لعبت دوراً كبيراً جدا فى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي وتصدير صورته بإعتباره رمزاً وزعيماً، بينما شوهت وسائل الإعلام فى مصر خصوصاً المرئية صورة قادة سياسيين آخرين مثل خالد على، وسامى عنان، وأحمد شفيق.

الفصل الثالث: وسائل الإعلام والنخبة السياسية

لوسائل الإعلام دور كبير فى صناعة الصورة السياسية، أو بالأحرى تخليقها، فوسائل الإعلام تشكل وعى جماهيرها، من خلال عرضها لإتجاهات وصور ذهنية ومواقف لدى الرأى العام المصرى. إن الصورة الإعلامية التى تُقدم من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية المختلفة تسهم فى تشكيل اتجاهات الأفراد وترسم صورة ذهنية عن النخبة السياسية لديهم. لقد باتت وسائل الإعلام تقوم بدور مهم وجوهرى فى تشكيل صورة النخبة السياسية فى مصر من خلال نقل المعلومات المختلفة لجميع القطاعات الجماهيرية التى تستهدفها. فالصورة التليفزيونية باتت سلاحاً والصورة سلطة وسلطتها مخيفة، فهى ليست حيادية على الإطلاق، بل هى فى النهاية تعبر عن موقف أديويولوجى ورسالة يغفلها صاحبها ومنتجها ليعبر عن فكره ومعتقداته وانتماءاته وقناعاته. ونستخلص مما سبق أن الصورة دلالات مرئية الى المتلقى، فهى تنقل له مجموعة من المعانى بهدف التأثير فيه وتحريك مواقفه إزاء قضية معينة أو شخص ما([114]).

تساهم القنوات الفضائية المصرية فى تشكيل اتجاهات الجمهور تجاه تأييد أو رفض نخبة معينة. فهى عندما تختار طريقاً واحداً من عدة طرق ممكنة لتقديم الموضوع فإنها تضع الأطر لهذا الطريق بحيث يمكن أن يؤثر فى الجمهور فيقوده الى التفكير بطريقة معينة حول هذه القضية. وعلى الرغم من أن الجدال ما زال قائماً حول الآثار السلبية والإيجابية لوسائل الاتصال الجماهيري، وأن هناك تأثيراً مباشراً التليفزيون فى سلوك الجمهور تجاه النخبة، حيث إن مهمة وسائل الإتصال المرئية تتمثل فى تدعيم المواقف بأكثر من تغييرها، ما يعنى أنه يجب أساساً التخلى عن الأتجاه الذى يعتبر وسائل الإعلام سبباً ضرورياً وكافياً للآثار التى تحدث عند الجمهور واعتبارها مؤثراً بمؤثرات أخرى فى ظل وضع عام. ولما كان الأفراد يعتمدون فى كثير من الأحيان على وسائل الإعلام فى استقاء الأخبار وفى التعرف الى مجريات الأمور، فإنه من المحتمل أن تكون لديهم مدركات مشوهة وأفكار خاطئة عن طبيعة القضايا المجتمعية من ناحية وعن توزع الرأى العام تجاه هذه القضايا من ناحية أخرى([115]).

المبحث الأول: صور النخبة السياسية المختلفة فى مصر

بعد ثورة 25 يناير اختلفت خريطة وتوازنات النخب والكيانات والشخصيات الفاعلة على الساحة السياسية، فبعدما كان التركيز قبل الثورة ينصب على الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان، الغريم التقليدي للحزب والذي أطلق عليه اسم “المحظورة”، بالإضافة إلى بعض القوى التقليدية، جاءت الثورة لتعيد تشكيل خريطة الفاعلين السياسيين، فقد برز المجلس العسكري في الواجهة باعتباره من تولي تسييير مقاليد السلطة في مصر بعد تنحي الرئيس مبارك، وكذا برزت العديد من القوي الجديدة مثل الأحزاب التي تم إنشاءها بعد الثورة، وكذا الكيانات الجديدة التي ظهرت مثل الائتلافات والحركات والاتحادات، فضلا عن بروز نجم التيارات والأحزاب الإسلامية الذى سرعان ما تراجع بعد 30 يونيو ([116])2013.

ويمكن إدراج أغلب هذه النخب ضمن أربعة تيارات (أحزاب) فكرية([117]):

  1. أحزاب إسلامية: شهدت هذه الأحزاب تراجعا كبيرا في شعبيتها في الشارع المصري بعد 30 يونيو بعدما كانت تحظي بأغلبية البرلمان بعد ثورة 25 يناير كما وصل من بينها محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة لسدة الحكم، إلا أن إدارتها للمرحلة وما شهدته مصر خلال عام من حكم الاخوان المسلمين جعل كثيرين من ابناء الشعب المصري يخرجون علي الأخوان ويتظاهرون ضدهم حتى تم عزل محمد مرسي. وتندرج الأحزاب الإسلامية تحت مدرستين فكريتين كبيرتين هما المدرسة الوسطية والمدرسة السلفية (سلفية علمية أو حركية أو جهادية). ويمثل الأولى أحزاب مثل: الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) وحزب الوسط الجديد، وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى مثل النهضة، والريادة، والتيار المصري. أما المدرسة الثانية، فيمثلها أحزاب: النور المنبثق عن “الدعوة السلفية” وهو أهمها وأقواها، والأصالة، والفضيلة، والبناء والتنمية .
  2. أحزاب ليبرالية: تطفوء الآن كتيار فكري في ساحة التنافس الحزبي بعدما تراجعت شعبية الأحزاب الإسلامية بسبب الاحداث الأرهابية التي تشهدها مصر بعد عزل محمد مرسي من منصبه. وينبني الطرح الأساسي لهذه الأحزاب على فكرة مدنية الدولة، وفصل السياسة عن الدين. ومن أشهر أحزاب التيار الليبرالي حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوي، والمصريون الأحرار بزعامة رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، وحزب الجبهة الديمقراطية الذي يقوده الدكتور أسامة الغزالي حرب، فضلا عن حزب غد الثورة الذي أسسه أيمن نور([118]).
  3. أحزاب يسارية: وتتوزع أحزاب اليسار المصري ما بين الخط الاشتراكي والقومي والناصري. ويتميز الطرح الأيدلوجي لهذا التيار بالتركيز على قضايا محاربة الفقر، والاهتمام بالعمال والفلاحين، وتعظيم دور الدولة في العملية الاقتصادية. وتتشابه أحزاب اليسار المصري مع الأحزاب الليبرالية في فكرة مدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة. ويأتي على رأس الأحزاب اليسارية حزب التجمع، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، فيما يتقدم الأحزاب القومية الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحزب الكرامة. ويقف في أقصى طرف اليسار الحزب الشيوعي المصري الذي أعلن عن وجوده بعد الثورة عقب سنوات من العمل السري. ويعاني التيار اليساري المصري عموما من الضعف التنظيمي وكثرة الصراعات والانشقاقات الداخلية وتقادم الطرح الفكري.
  4. أحزاب الوسط: وهي مجموعة من الأحزاب تخلط في برامجها ما بين الطرح اليساري والليبرالي وأحيانا الإسلامي، بل إن منها ما يقدم نفسه بعيدا عن أي أيدلوجية محددة. ومن أمثلة الأحزاب ذات الخط الفكري المختلط، حزب العدل، والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. أما الأحزاب التي ليس لها لون فكري محدد فقد أسس معظمها قيادات سابقة في الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، مثل حزب المواطن المصري، وحزب مصر القومي، وأحزاب أخرى أصغر حجما مثل نهضة مصر والبداية، ومصر التنمية. وتعاني هذه الأحزاب جميعها من ضعف التمويل والتنظيم والدعاية، والافتقاد إلى البرامج الواضحة.

المبحث الثانى: الإخضاع السياسي للإعلام

على الرغم من أن النظم الإعلامية عرفت الملكية الحزبية لوسائل الإعلام، والتى يتم فيها توظيف تلك الوسائل بحكم ملكيتها، فإن هناك نموذج آخر للتوظيف السياسى بحكم الملكية الفردية، وليس المؤسسية، وذلك بامتلاك السياسيين وسائل إعلامية ملكية فردية Politician-Owned Media، ولكنهم يستخدمونها فى الترويج لأنفسهم وتياراتهم السياسية، وهو ما تمنعه بعض دول العالم مثل تونس التى يحظر فيها القانون الجمع بين المسؤولية الحزبية وإدارة مؤسسة إعلامية([119]).

لعب الإعلام المصري على الدوام دوراً مهماً في مصر والشرق الأوسط، وطرأت عليه تغييرات مهمة خلال العقدين الماضيين، بلغت ذروتها في دخول شبكات التواصل الاجتماعي التي استخدمتها القوى الثورية بصورة استراتيجية لدعم قضيتها وإسقاط حسني مبارك، الدكتاتور الذي حكم مصر مدة ثلاثين عاماً.

من الصعب تقييم مستقبل الإعلام في مصر في ظلّ المناخ السياسي الحالي. فلايبدو أن المؤسّسات الإعلامية المملوكة للحكومة قد تأثّرت بالثورة، وقد أضاعت فرصة للقيام بدور وسائل الإعلام العامة بدلاً من أن تكون مجرّد وسائل إعلام حكومية. يعتمد الإصلاح الإعلامي المؤسّسي في معظمه على الإرادة السياسية، التي تبدو غائبة إلى حدّ كبير في الوقت الراهن، فلا يزال الإعلام الحكومي في خدمة النظام لا الشعب. أما القنوات الفضائية الخاصة فهي تخدم في المقام الأول مصالح رجال الأعمال الذين يملكونها، والذين كان معظمهم متحالفين بصورة وثيقة مع نظام مبارك القديم، ويبدو أنهم يدعمون بقوة النظام الحالي بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي([120]).

وعموماً، يتسم الإعلام في مصر حالياً بدعمه الجماعي على مايبدو للنظام وتصويره المبالغ فيه للآمال الكبيرة المعلّقة على الرئيس الجديد. ويقترن ذلك بإظهار الإخوان المسلمين بصورة شديدة الخطورة والقيام بحملةٍ لتشويه سمعة ناشطي ثورة 25 يناير، في حين يتجاهل الإعلام نفسه أي انتهاكات لحقوق الإنسان يرتكبها النظام الحالي وأي جهود للتصدّي لها([121]).

وفى هذا الجزء تحاول الدراسة توصيف آليات توظيف الإعلام سياسيًا لصالح خطاب يعلى الصفات والمميزات الفردية، لا يمكن مناقشتها فى انعزال عن السياق والعوامل المؤثرة فى تلك الآليات، وفى مقدمتها التغيرات الجذرية فى المشهد الإعلامى العالمى، الذى بات يتسم بقدر هائل من تعظيم قدرات الفرد/المستقبل وقدرته على التفاعل والنفاذ لمصادر متنوعة، ما قد يحد من تأثير الخطاب الإعلامى الذى تنتجه تلك الآليات الموجهة من ناحية كما إنه يستبعد تمامًا العودة إلى نماذج الدعاية القديمة التى شهدها القرن الماضى من ناحية أخرى، الأمر الذى يستدعى التوزان فى تقييم أثر حملات التسويق السياسى وكذلك أثر الخطاب الإعلامى الموجه – بفضل قوى الإخضاع السياسى أو الاقتصادى – فى بناء الصورة الذهنية للسياسي/الفرد، والتى لازالت بحاجة لجهد بحثى منظم يؤطرها ويحللها فى ضوء معطيات الواقع السياسية والتكنولوجية والاقتصادية([122]).

الفصل الرابع: الإستبيان: أثر وسائل الإعلام التليفزيونية على بناء الرموز السياسية

تسعى الدراسة الى الحصول على نتائج إمبريقية، ومن أجل ذلك تم تصميم استبيان مكون من 20 سؤال مقسمين على ثلاث محاور:

  • المحور الأول: الدعاية السياسية للقائد السياسي
  • المحور الثانى: المحور الثاني: القنوات الفضائية  والسمات الشخصية للقائد السياسي
  • المحور الثالث: المحور الثالث: القنوات الفضائية كآلية للإتصال السياسي؟

أولا. الإجراءات المنهجية للدراسة: تُعد هذه الدراسة من دراسات الرأى العام والاتصال السياسي لاهتمامها بقياس تأثيرات القنوات الفضائية فى بناء الرموز السياسية. وتندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الإمبريقية. وقد استخدم الباحث منهج المسح الميداني (Survey) من خلال تطبيق استمارة استبيان كأداة لجمع البيانات فى إطار البحوث الإستكشافية الإمبريقية.

ثانياً. مجتمع الدراسة: يتكون مجتمع الدراسة من جميع شباب الجامعات فى مصر.

ثالثاً. عينة الدراسة: 81 مبحوث من جامعة القاهرة.

نموذج الإستبيان *

استبيان لقياس أثر وسائل الإعلام المرئية على بناء الرموز السياسية، هذه البيانات لن تستخدم الا في أغراض البحث العلمي فقط.

الرجاء وضع علامة (P) أمام الخيار المناسب

البيانات الشخصية

1.الجنس

– ذكر (  )

– أنثى (  )

  1. الفرقة الدراسية

– الفراقة الأولى (  )

– الفرقة الثانية (  )

– الفرقة الثالثة (  )

– الفرقة الرابعة (  )

 

3.الحالة الإجتماعية

– أعزب (  )

– متزوج (  )

 

4.المجتمع

– حضري (  )

– ريفي (  )

– ساحلي (  )

– قبلي (  )

المحور الأول: الدعاية السياسية للقائد السياسي

  1. من وجهة نظرك، هل تساهم القنوات الفضائية في الدعاية السياسية للقائد السياسي؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل شاركت في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة?

– نعم (  )

– لا (  )

  1. فهل ترى أن للقنوات الفضائية دور في اختيارك لمرشح معين؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صعود صورة رموز سياسية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في تشويه صورة رموز سياسية ؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

المحور الثاني: القنوات الفضائية  والسمات الشخصية للقائد السياسي

  1. من وجهة نظرك، هل تعتبر أن السمات الشخصية للقائد السياسي تسهم في زيادة شعبيته؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. من وجهة نظرك، هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صناعة أيقونة قائد سياسي معين من خلال إبراز سماته الشخصية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. من وجهة نظرك، هل تقوم القنوات الفضائية بعمل خطابات موجهه لبث صورة رمز سياسي بعينه؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

المحور الثالث: القنوات الفضائية كآلية للإتصال السياسي

  1. هل ترى أن القنوات الفضائية المصرية تؤثر في الحياة السياسية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل تعتقد أن القنوات الفضائية تؤثر في تفضيلاتك السياسية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

15.هل ترى أن القنوات الفضائية تتمتع بالإستقلال عن السلطة السياسية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. برأيك من أين تأتى مصادر الأجندات الإعلامية؟

– من القنوات الفضائية ذاتها (  )

– مصدر آخر(  )

  1. إذا كانت إجابتك السابقة “مصدر آخر”، فما هو مصدر الأجندات الإعلامية من وجهة نظرك؟
  2. هل ترى أن القنوات الفضائية خاضعة للنظام السياسي؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صعود النخبة السياسية ( الحزبية – البرلمانية – الوزارية)؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

  1. هل تعتقد أن للنخبة السياسية دور في توجيه القنوات الفضائية؟

– موافق (  )

– محايد (  )

– معارض (  )

رابعاً. نتائج الدراسة الميداينة:

1- الجنس:
كان عدد الذكور المشاركين بالإستبيان أكثر بقليلاً من عدد الإناث، حيث بلغت نسبة الذكور المشاركة 50.6%، بينما بلغت نسبة الإناث 49.4%

  1. الفرقة الدراسية:

شاركت الفرقة الأولى بنسبة 7.4، بينما شاركت الفرقة الثانية بنسبة 16%، وشاركت الفرقة الثالثة بنسبة 51.9%، بينما شاركت الفرقة الرابعة بنسبة 22.2%.

3.الحالة الإجتماعية:

كانت نسبة الأشخاص العزب الذين شاركو بالإستبيان 98.8%، بينما كان نسبة الأشخاص المتزوجون 1.2%.

  1. المجتمع:

حظى المجتمع الحضرى بالنسبة الأكبر من المشاركين بالإستبيان، حيث بلغت نسبة الطلاب المشاركين فى الحضر 81.5%

  1. من وجهة نظرك، هل تساهم القنوات الفضائية في الدعاية السياسية للقائد السياسي؟ءئ

عكست نتيجة هذا السؤال إحدى نتيجة المحاور النظرية التى تطرقت اليها الدراسة فى إحدى فصولها، فجاءت نسبة الموافقة 86.4%، أى أن الغالبية الكبرى من عينة الدراسة رأت أن القنوات الفضائية تسهم بشكل كبير فى الدعايا السياسية للقائد السياسي، الأمر الذى أثبتته الدراسة نظرياً، وأيضاً بالتطبيق على الحالة المصرية.

  1. هل شاركت في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة?

أوضحت نتيجة هذا السؤال بأن أغلب من شاركوا فى الإستبيان لم يشاركوا فى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك بنسبة 64.2%، مقابل 35.8% شاركوا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في اختيارك لمرشح معين؟

رأى 50.6% من المشاركين فى الإستفتاء أن للقنوات الفضائية دور فى اختيارهم لمرشحين بعينهم، بينما رأى 32.1% أنه ليس لوسائل الإعلام دور فى اختيارهم لمرشح معين فى الإنتخابات، وكانت نسبة الحياد 17.3% من المشاركين فى الإستبيان.

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صعود صورة رموز سياسية؟

رأت الأغلبية المشاركة فى الإستبيان أن للقنوات الفضائية دور فى صعود رموز سياسية معينة الى الساحة السياسية المصرية، وذلك بنسبة 86.4% من العينة محل الدراسة.

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في تشويه صورة رموز سياسية ؟

رأى 86.4% من عينة الدراسة أن للقنوات الفضائية دوراً فى تشويه صورة رموز سياسية معينة، بينما رأى 12.3% أنه ليس للقنوات الفضائية دوراً فى تشويه رموز سياسية.

  1. من وجهة نظرك، هل تعتبر أن السمات الشخصية للقائد السياسي تسهم في زيادة شعبيته؟

رأى 85.2% من العينة المبحوثة أن السمات الشخصية للقائد السياسي تؤثر فى زيادة شعبيته، بينما التزم الحياد نسبة 14.8% من عينة الدراسة.

  1. من وجهة نظرك، هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صناعة أيقونة قائد سياسي معين من خلال إبراز سماته الشخصية؟

رأى 86.4% أن للقنوات الفضائية دور فى صناعة الأيقونة الفضائية من خلال إبراز سماته الشخصية.

  1. من وجهة نظرك، هل تقوم القنوات الفضائية بعمل خطابات موجهه لبث صورة رمز سياسي بعينه؟

رأى 74.1% من المشاركين فى الإستبيان أن للقنوات الفضضائية أجندة معينة تستخدمها من خلال بث خطابات موجهة لإبراز رمز سياسي بعينه.

  1. هل ترى أن القنوات الفضائية المصرية تؤثر في الحياة السياسية؟

اعتبر 84% من العينة المبحوثة أن القنوات الفضائية تؤثر فى الحياة السياسية.

 

  1. هل تعتقد أن القنوات الفضائية تؤثر في تفضيلاتك السياسية؟

كانت نسب النتائج متساوية فى هذا الإستبيان، حيث أيد 33.3%، ورفض 33.3%، وكان 33.3% على الحياد.

15.هل ترى أن القنوات الفضائية تتمتع بالإستقلال عن السلطة السياسية؟

رأى 76.5% من عينة الدراسة أن القنوات الفضائية لا تتمتع بالإستقلال عن السلطة السياسية، بينما اعتبر 7.4 أن القنوات الفضائية تتمتع بالإستقلال عن السلطة السياسية.

  1. برأيك من أين تأتى مصادر الأجندات الإعلامية؟

اعتبر 43.2% أن الأجندة الإعلامية للقنوات الفضائية تأتى من القنوات الإعلامية ذاتها، واعتبر 56.8 من العينة المبحوثة أن للأجندة الإعلامية مصادر أخرى وهو ما سيأتى فى السؤال اللاحق.

  1. إذا كانت إجابتك السابقة “مصدر آخر”، فما هو مصدر الأجندات الإعلامية من وجهة نظرك؟

تنوعت الإجابات فى هذا السؤال، حيث اعتبر البعض أن مصدر هذه الأجندات هى السلطة السياسية، والبعض الآخر رأى انها أجهزة مخابراتيه أو أجهزة سيادية.

  1. هل ترى أن القنوات الفضائية خاضعة للنظام السياسي؟

رأى 75.3% أن القنوات الفضائية خاضعة للسلطة السياسية.

  1. هل ترى أن للقنوات الفضائية دور في صعود النخبة السياسية ( الحزبية – البرلمانية – الوزارية)؟

وافق نسبة 75.3% من عينة الدراسة على أن للقنوات الفضائية دور فى صعود النخبة السياسية على الساحة المصرية.

  1. هل تعتقد أن للنخبة السياسية دور في توجيه القنوات الفضائية؟

رأى 58% من عينة الدراسة أن للنخبة السياسية دور فى توجيه القنوات الفضائية، بينما اعتبر 12.3% من عينة الدراسة أنه ليس للنخبة السياسية دور فى توجيه القنوات الفضائية، والتزم الحياد 12.3% من المشاركين فى الإستبيان.

خامساً: الخاتمة:

تناولت الدراسة فى الفصل الأول ظاهرة الرمز السياسي، فتم التوضيح التعريف اللغوى للرمز السياسي، وعرض لأهم التعريفات الإصطلاحية للرمز السياسي، بالإضافة الى تعريف الرمز السياسي إجرائياً من خلال مؤشرات مختلفة لتمكن الدراسة من قياس الظاهرة محل الدراسة. وتم استعراض تاريخ مصطلح الرمز السياسي موضحاً نشأته والسياق الذى تكون فيه، ناهيك عن الإستخدامات المختلفة لمصطلح الرمز السياسي فى الأدبيات الغربية والعربية، انتهاءاً بالإشارة الى كيفية استخدام الدراسات المصرية لهذا المصطلح.

وكان الفصل الثانى بعنوان “التسويق السياسي للقادة”، وتم خلاله التعريف بأدوات التسويق السياسي، واستراتيجيات الدعايا السياسية والإنتخابية، وتم التطبيق النظريات العلمية فى هذا الصدد على حالتي الانتخابات الرئاسية 2014 و2018 فى مصر. كما أنه تم مناقشة المداخل النظرية التى تناولت تأثير الإعلام فى كيفيفة تحديد رؤيتنا وفهمنا للعالم، حيث تم التعرض فى خلال هذا الفصل على تأثير وسائل الإعلام التليفزيونية على الطريقة التى يدرك بها المشاهد الواقع السياسي. وتم أيضاً مناقشة الأجندة الإعلامية للقنوات الفضائية فى مصر، والتى بدورها تؤثر على المشاركة السياسية والوعى السياسي للشعب المصرى. وأُثير خلال هذا الفصل دور وسائل الإعلام فى التركيز على السمات الشخصية للقيادات السياسية، حيث تم مناقشة التقديم الذاتى للرئيس السيسي فى القنوات الفضائية المختلفة، وكيفية خضوع الإعلام المصرى للسلطة السياسية، وأيضاً دور وسائل الإعلام فى تشويه رموز سياسية إبان الإنتخابات الرئاسية 2018 مثل: خالد على، وأحمد شفيق، وسامى عنان.

وخلال الفصل الثالث، تم التعرض لمسألة العلاقة بين وسائل الإعلام والنخبة السياسية فى مصر، وتمت مناقشة الصور المختلفة للنخبة السياسية فى مصر، وقضية الإخضاع السياسي للإعلام.

والفصل الرابع، تم فيه إبراز نتائج الإستبيان الذى أُجرى على عينة قدرها 81 طالب من شباب الجامعات والذى أثبت وجود علاقة قوية ومباشرة بين دور وسائل الإعلام فى صعود رموز سياسية معينة، وكذلك هدم رموز أخرى.

قائمة المراجع

أولاً: الكتب

  1. أحمد عبد التواب, وأحمد حسين، الحياة الحزبية بعد ثورة 25 يناير، القاهرة: الهيئة العامة للكتب، 2012.
  2. الطاهر خلف الله، الوسيط، الجزء الثانى، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 2004.
  3. أيمن منصور نداء، الصورة الذهنية والإعلامية: عوامل التشكيل واستراتيجيات التغيير، القاهرة، المدينة برس للنشر، 2004.
  4. بسيونى إبراهيم حمادة، استخدام وسائل الإعلام والمشاركة السياسية، القاهرة، مركز البحوث والدراسات السياسية، 1995.
  5. حياة قزادرى، الصحافة والسياسة أو الثقافة والسياسة والممارسة الإعلامية فى الجزائر، الجزائر، طاكسيج كوم للدراسات والنشر والتوزيع، 2008.
  6. رعد حافظ سالم الزبيدى، مبادئ الثقافة السياسية: دراسة اجتماعية تحليلية مقارنة، القاهرة، المكتب المصرى للمطبوعات، 2011.
  7. سليمان موسى، الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى، دار النشر والتوزيع، عمان، 1957.
  8. غى دورندان، الدعاية والدعاية السياسية، الف رزق الله (مترجم)، بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع 1986.
  9. محمد بن سعود البشير، مقدمة فى الاتصال السياسي، الرياض، مكتبة العبيكات، 1997
  10. محمد سعد أبو عامود، التسويق السياسي وإدارة الحملات الانتخابية، الإسكندرية، منشأة المعارف،2008
  11. ملفين ديفلر وساندرا بول روكيتش، نظريات وسائل الإعلام، كمال عبد الرؤوف (مترجم)، القاهرة، الأهلية للنشر والتوزيع، 1993
  12. منى سعيد الحديدي وسلوى أمام: الإعلام والمجتمع، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2004.

 

ثانياً: الرسائل

  1. جلال عبدالله معوض، علاقة القيادة بالظاهرة الإنمائية – دراسة في المنطقة العربية، رسالة دكتوراة، جامعة القاهرة، كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، 1985.
  2. هايدى وجيه عبدالعطى، الصورة الإعلامية للرئيس السيسي في القنوات الفضائية المصرية والعربية وعلاقتها بصورته الذهنية لدي المراهقين، رسالة دكتوراه، جامعة عين شمس، معهد الدراسات العليا للطفولة، 2017.
  3. عماد عبد المقصود شلبي، علاقة التعرض للبرامج الصحية بالقنوات التليفزيونية العربية بمستوى المعرفة الصحية لدى الجمهور المصري، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 2007.

ثالثاً: الدوريات

  1. الطيب معاش، دور القوى الإجتماعية في إفراز النخب السياسية، دراسات اجتماعية، العدد 14، أبريل 2014.
  2. آمال فضلون، الوظائف السياسية لوسائل الإعلام في التنشئة إلى تشكيل الثقافة السياسية، دراسات، العدد 47، أكتوبر 2016.
  3. الإعلام والإنتخابات الرئاسية: تقييم أداء وسائل الإعلام المصرية فى تغطية حملات المرشحين، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 2005.
  4. حسن أبو طالب، نخبة الثورة..جدلية الهدم والبناء، مجلة الديمقراطية، عدد 53، يناير 2014.
  5. حسن محمد حسن، دور التليفزيون و الصحافة اليمنية في ترتيب أولويات النخبة : دراسة مسحية مقارنةفي إطار نظرية وضع الاجندة، شئون العصر، العدد 18، مارس 2005.

6.. حنان عرنوس، كيف يكذب الإعلام ولماذا يكذب، المجلة العالمية للتسويق الإسلامى، العدد 2، 2015.

  1. خليل عبدالله على، بناء الديمقراطية وتعزيزها في العالم العربي من منظور إعلامي، مجلة التنوير، العدد 15، ديسمبر 2014.
  2. سعاد محمد المصرى، دور وسائل الإعلام فى تزويد الشباب الجامعى ببعض المفاهيم الأساسية بعد ثورة 25 يناير 2011، معهد الدراسات العليا بجامعة عين شمس، العدد 54، مارس 2012.
  3. شريف درويش، تقييم أداء الإعلام فى الانتخابات الرئاسية، مجلة آفاق سياسية، العدد 7، يونيو 2014.
  4. ضياء حسنى، ماكرون… رئيس صنعه الإعلام، مجلة الديمقراطية، عدد 70، أبريل 2018.
  5. عبدربه العنزى، نظرية التسويق السياسي: المفاهيم والدلالات فى المجال السياسي، رؤى استراتيجية، عدد 12، يونيو 2016.
  6. فاطمة الزهراء عبدالفتاح، صناعة الأيقونات: نماذج توظيف الإعلام فى بناء الرموز السياسية، مجلة الديمقراطية، العدد 70، أبريل 2018.
  7. محمد نور السيد، دور النخبة السياسية في إعادة النظام: مصر نموذجاً ٢٠١٠-2014، مجلة كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، عدد 3، يوليو 2017.
  8. محمود عبدالله، الزبونية والانتخابات: مسألة سياسية أم أسلوب معاش؟، آفاق سياسية، عدد 23، نوفمبر 2015.
  9. منى عبدالرحمن، دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في إمداد الشباب المصري بالمعلومات السياسية : دراسة ميدانية، المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال، عدد 11، 2015.
  10. نائلة إبراهيم عمارة، دور وسائل الاعلام في تشكيل معارف وإتجاهات الجمهور المصري نحو الانتخابات الرئاسية في مصر (سبتمبر 2005)، (المؤتمر العلمى السنوى الثانى عشر – الإعلام وتحديث المجتمعات العربية)، القاهرة، كلية الإعلام، مايو 2006.
  11. وليد عبد الهادى العويمر، دور الإذاعة والتلفاز الأردنى فى التنمية السياسية: دراسة تحليلية ميدانية، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، العدد 1، 2013.

رابعاً: مواقع الإنترنت

  1. أشرف رجب عطا على، صورة رئيس الجمهورية كما تعكسها القنوات الفضائية المصرية العامة والدينية، (المؤتمر العلمى الدولى الأول: المهنة الإعلامية والتحول الديمقراطى)، ( كلية الإعلام بجامعة الأزهر، ريسيرش جيت، 2013)، متاح على: https://www.researchgate.net/publication/272819760_swrt_ryys_aljmhwryt_kma_tksha_alqnwat_alfdayyt_almsryt_alamt_waldynyt_drast_thlylyt
  2. التقرير الثاني حول متابعة الإجراءات والبيئة المحيطة بالعملية الانتخابية، ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، نوفمبر 2017، https://www.maatpeace.org/2017/11/
  3. المعجم الوسيط، https://www.kamoos.reefnet.gov.sy/?page=search
  4. المعجم الوسيط، https://www.kamoos.reefnet.gov.sy/?page=search
  5. الموسوعة السياسية، متاح على: https://political-encyclopedia.org/2017/06/23/
  6. أمل حسن الغزاوى، المسئولية الإجتماعية للبرامج الحوارية التليفزيونية اليومية فى تناول الأداء الحكومى، شبكة الصحفيين العرب، مارس 2010، ص 25-36، متاح على: http://www.arabjournalists.org/article.php?id=935
  7. تقارير مؤسسة ماعت حول الأداء الإعلامى فى الإنتخابات الرئاسية 2014، متاح على: https://www.maatpeace.org/old/projects/18-page=8.htm
  8. جمال أبو الدهب وآخرون، السيسى يتواصل مع آلاف المواطنين عبر هاشتاج «تحيا مصر»120 ألفا فى أول 15 دقيقـة.. وأبيات شـعر من الأبنودى، الأهرام، العدد 46535، مايو 2014، متاح على: http://www.ahram.org.eg/News/21172/60/283058/
  9. رشا عبدالله، الإعلام المصرى فى خضم الثورة، مركز كارنيغى للشرق الأوسط، يوليو 2014، ص 6، متاح على: https://carnegie-mec.org/2014/07/16/ar-pub-56329
  10. عبد الإله بو حمالة، الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، الحوار المتمدن، العدد 1769، متاح على: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83742
  11. عبدالسلام محمود، بناء المهارات التسويقية فى فن البيع: التفاوض: تخطيط الحملات، (الاسكندرية، دار المعارف، 2000)، متاح على: www.wattpad.com/amp/3708452
  12. عبدالغفار شكر، الثقافة السياسية وعلاقتها بالديمقراطية، الأهرام، عدد 47724، أغسطس 2017، ص 10، متاح على: http://www.ahram.org.eg/NewsQ/607231.aspx
  13. محمد عبدالقادر، ديمقراطية الإعلام، (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1996)، ص 85، متاح على: http://www.uod.ac/law-lib/book.php?book=8900
  14. على ليلة، خرائط النخبة المصرية والثورة، مجلة الديمقراطية، العدد 45، مارس 2012، متاح على: http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/News/101.aspx
  15. محمد ثايت حسنين، دور النخبة الحزبية الليبرالية فى الحياة السياسية المصرية قبل وبعد 30 يونيو 2013، المركز الديمقراطى العربي، مايو 2018، متاح على: https://democraticac.de/?p=54404
  16. مرسى عطا الله، الرئيس المنقذ والرئيس الضرورة، الأهرام، فبراير 2014، عدد 46467، ص 6، متاح على: http://www.ahram.org.eg/News/11105/11/264806/
  17. محمد طلعت طايع، تأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع بين التوجيه والتحليل للتوعية والتثقيف، يونيه 2012، متاح على: https://mkleit.wordpress.com/2012/06/01/
  18. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=k6JlGgZhWJ0
  19. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=vGQ9Bkep5ls
  20. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=P0uortQl3Og
  21. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=Z0lqG_Zr0q8
  22. نقلا عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=i-NjyM_uAos
  23. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=mbpaL_2Y4QM
  24. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=xrYKWB05GWk
  25. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=h3oyUqDO_cE
  26. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=wPsYxrv8r4I
  27. نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=uQ3V7fbSldQ

Bibliography:

First: Books

1.Bill.A James & Hardgreve.Jr Robert., Comparative politics “The Quest for Theory”, Charles E.Melrill publishing company, Columbus, December 1981.

  1. Schroeder Ralph, Social Theory after the Internet, London, UCL Press, 2018.
  2. Weitenkampf Frank, Our Political Symbols, (New York, Fenimore Art Museum, October 1952))
  3. Zald. N Mayer, Politics and Symbols, (London, Taylor & Francis, Winter, 1966)

Second: Dissertation and theses

  1. Langlais Stéphane, The Meaning of Leadership in Political Systems, Master’s Thesis, Linnaeus University, 2014
  2. Nor Mohamad, Political Marketing vs. Commercial Marketing: Something in Common for Gains, (6th Global Conference on Business & Economics), (USA: Harvard University, Cambridge, 2006

Third: Periodicals

  1. Benett Tony, Theories of the Media theories of Society and the Media, In Culture, Society and the Media, Edited by Michael Gurecitch et al. London: Methuen 1982
  2. Carl R. Hausman, Art and Symbol, The Review of Metaphysics, Vol. 15, No. 2 Dec., 1961.
  3. Dennis Alan R., Robert M. Fuller and Joseph S. Valacich, Media, Tasks, and Communication Processes: A Theory of Media Synchronicity, MIS Quarterly, Vol. 32, No. 3, Sep., 2008.
  4. Domke David, Kelley McCoy and Marcos Torres, News Media, Racial Perceptions and Political Congnition, Communication Research, Vol. 26, no. 5, October 1999.
  5. Harrop, M., “Political Marketing, Parliamentary Affairs, Oxford University Press, 1990.
  6. Newman, Editorial: Broadening flic Boundaries of Marketing: Political Marketing in the New Millennium, Psychology and Marketing, Vol. 19, No. December 2002
  7. Nimmo Dan, Political Image Makers and the Mass Media, The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 427, Roleof the Mass Media in American Politics, Sep. 1976.
  8. Pielke Jr Roger, Basic Research as a Political Symbol, Minerva, Vol. 50, No. 3, Special Anniversary Issue: Minerva – 50 Years Reflection Science in Society, September 2012.
  9. Robert R. Monaghan, Political Communication, Institute of General Semantics, Vol. 41, No. 4, Winter 1984
  10. Smith Kim, Effects of Newspaper coverage on community Issues concerns and local government evaluation, Communication Research, Vol.14, August 1987.
  11. Soon Yim Young, Language Reform as a Political Symbol in North Korea, World Affairs, Vol. 142, No. 3 Winter 1980
  12. White. A Leslie., The Origin and Basis of Human Behavior, ETC: A Review of General Semantics, Vol. 40, No. 3, Fall 1983

Fourth: Articles and News

  1. Baines Paul R., The Political Marketing Planning Process: Improving Image and Message in Strategic Target Areas, Journal of Marketing Practice, Vol.20. 2002.
  2. Djankov Simeon, Caralee McLiesh, Tatiana Nenova and Andrei Shleifer, Who Owns the Media?, The Journal of Law & Economics , Vol. 46, No. 2 October 2003.
  3. Ibrahim Abu-Lughod, The Mass Media and Egyptian Village Life, Social Forces, Vol. 42, No. 1, Oct., 1963.
  4. Lees Marshment, Jennifer, The Product, Sales and Market-Oriented Party: How Labour Learnt to Market the Product, Not Just the Presentation, European Journal of Marketing, vol. 35, no. 9–10, 2001.
  5. Menon Sudha Venu, Political Marketing: A Conceptual framework, MPRA Paper, No. 12547, January 2009.
  6. Monaghan Jay, Origin of Political Symbols, Journal of the Illinois State Historical Society, Vol. 37, No. 3 Sep.,1944
  7. Soha Abdel Kader, Traditional means of communication and modern mass media in Egypt, Ekistics, Vol. 53, No. 318/319, MAY/JUNE – JULY/AUGUST 1986

Fifth: Websites

  1. Bignell Jonathan, An Introduction to Television Studies, London: Roulade, 2003, available on: https://www.routledge.com/An-Introduction-to-Television-Studies-3rd-Edition/Bignell/p/book/9780203134955
  2. EU election observation mission to Egypt in 2014, European Union official website, April 2014, https://eeas.europa.eu/topics/election-observation-missions-eueoms_en/23909/EU%20election%20observation%20mission%20to%20Egypt%20in%202014
  3. Giordano, Catherine, Political Parties and Symbols: Origins and Meanings, Soapboxie, 15 December 2017, https://soapboxie.com/us-politics/Political-Parties-Symbols-and-Catchphrases-Where-Did-They-Come-From-and-What-Do-They-Mean
  4. Heinz Seeling and Spencer March, Beginnings, a portrayal of the Creation, Multnomah Press, 1981, available on: https://www.worldcat.org/title/beginnings-a-portrayal-of-the-creation/oclc/7998907
  5. Kaufman, Stuart J., Symbolic Politics as International Relations Theory, Oxford Research Encyclopedias, United Kingdom, May 2017. http://oxfordre.com/politics/view/10.1093/acrefore/9780190228637.001.0001/acrefore-9780190228637-e-323
  6. Manuel Adolphsen, Branding in Election Campaigns: Just a Buzzword or a New Quality of Political Communication?, School of Economics and Political Science, 2009, available on: https://ub-madoc.bib.uni-mannheim.de/32082
  7. Mensah, Kobby, Kwame Nkrumah and Political Marketing: Locating Campaign Strategy in Modern Political Campaigning, The Journal of Pan African Studies, vol. 1, no. 8, June 2007. Available on: http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/summary?doi=10.1.1.600.7707
  8. Naomi Sakr, Satellite Realms, Transnational television in the Middle east, (London, I.B. tauris, 2001), available on: https://westminsterresearch.westminster.ac.uk/item/93y39/satellite-realms-transnational-television-globalization-and-the-middle-east
  9. New World Encyclopedia, available on: http://www.newworldencyclopedia.org/entry/Ideology
  10. Nix Elizabeth, Election 101:How did the Republican and Democratic parties get their animal symbol Why the elephant and the donkey?, History Stories, July 2015, available on: https://www.history.com/news/how-did-the-republican-and-democratic-parties-get-their-animal-symbols
  11. Shattuck Jane M., the talking care: TV talkshow and women, New York: Route ledge, 1997, available on: https://books.google.com.eg/books?id=8QpIAwAAQBAJ&sitesec=reviews
  12. Suarez Cyndi, Political Branding? There’s No Outside, NPQ, October 2018, available on: https://nonprofitquarterly.org/2018/10/17/political-branding-theres-no-outside
  13. Zaki Menna, Egyptian media say election turnout was around 40 percent, Lee Herald, March 2018, available on: https://leeherald.com/2018/03/29

(1). نقلاً عن موقع يوتيوب،  https://www.youtube.com/watch?v=k6JlGgZhWJ0، 1/12/2018

(2). نقلاً عن موقع يوتيوب،  https://www.youtube.com/watch?v=vGQ9Bkep5ls ، 1/12/2018

(3). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=P0uortQl3Og ، 2/12/2018

(1). فاطمة الزهراء عبدالفتاح، صناعة الأيقونات: نماذج توظيف الإعلام فى بناء الرموز السياسية، الأوان، 7 ابريل 2018، ص ص 39-48 ، https://www.alawan.org، 29/11/2018

(2). المعجم الوسيط،https://www.kamoos.reefnet.gov.sy/?page=search ، 29/11/2018.

(3). Catherine Giordano, Political Parties and Symbols: Origins and Meanings, Soapboxie, 15 December 2017, https://soapboxie.com/us-politics/Political-Parties-Symbols-and-Catchphrases-Where-Did-They-Come-From-and-What-Do-They-Mean , 29/11/2018

(1). Stuart J. Kaufman, Symbolic Politics as International Relations Theory, (Oxford Research Encyclopedias, United Kingdom, May 2017 ), pp55-67, http://oxfordre.com/politics/view/10.1093/acrefore/9780190228637.001.0001/acrefore-9780190228637-e-323 , 2/12/2018

(2). Mayer N. Zald, Politics and Symbols, (London, Taylor & Francis, Winter, 1966,), pp. 85-91

(3). Frank Weitenkampf, Our Political Symbols, (New York, Fenimore Art Museum, October 1952), pp. 371-378.

(1). Young Soon Yim, Language Reform as a Political Symbol in North Korea, World Affairs, Vol. 142, No. 3 (Winter 1980), pp. 216-217.

(2). Roger Pielke Jr, Basic Research as a Political Symbol, Minerva, Vol. 50, No. 3, Special Anniversary Issue: Minerva – 50 Years Reflection Science in Society ( September 2012), pp. 339-345.

(3). Jay Monaghan, Origin of Political Symbols, Journal of the Illinois State Historical Society (1908-1984), Vol. 37, No. 3 (Sep.,1944), pp. 205-212.

(4). Mayer, Opcit, p6.

(1). Leslie A. White, The Origin and Basis of Human Behavior, ETC: A Review of General Semantics, Vol. 40, No. 3 (Fall 1983), pp. 248-258.

(2). Carl R. Hausman, Art and Symbol, The Review of Metaphysics, Vol. 15, No. 2 (Dec., 1961), pp. 256-270.

(3). فاطمة الزهراء عبدالفتاح، مرجع سبق ذكره، ص 5

(1). Elizabeth Nix, Election 101:How did the Republican and Democratic parties get their  animal symbol Why the elephant and the donkey?, History Stories, July 2015, available on: https://www.history.com/news/how-did-the-republican-and-democratic-parties-get-their-animal-symbols, 03/12/2018.

(2). سليمان موسى، الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى، (دار النشر والتوزيع، عمان، 1957)، ص ص 275-287.

(3). مرسى عطا الله، الرئيس المنقذ والرئيس الضرورة، الأهرام، فبراير 2014، عدد 46467، ص 6، متاح على :   http://www.ahram.org.eg/News/11105/11/264806/ ، 03/12/2018

(1). عبدالغفار شكر، الثقافة السياسية وعلاقتها بالديمقراطية، الأهرام، عدد 47724، أغسطس 2017، ص 10، متاح على: http://www.ahram.org.eg/NewsQ/607231.aspx ، 03/12/2018

(2). نائلة إبراهيم عمارة، دور وسائل الاعلام في تشكيل معارف وإتجاهات الجمهور المصري نحو الانتخابات الرئاسية في مصر (سبتمبر 2005)، (المؤتمر العلمى السنوى الثانى عشر – الإعلام وتحديث المجتمعات العربية)، (القاهرة: كلية الإعلام، مايو 2006)، متاح على: http://0610gouoz.1106.y.http.search.mandumah.com.mplbci.ekb.eg/Record/33256

(1). Ibrahim Abu-Lughod, The Mass Media and Egyptian Village Life, Social Forces, Vol. 42, No. 1 (Oct., 1963), pp. 97-104.

(1). Soha Abdel Kader,  Traditional means of communication and modern mass media in Egypt, Ekistics, Vol. 53, No. 318/319,  (MAY/JUNE – JULY/AUGUST 1986), pp. 224-230.

(1). منى عبدالرحمن، دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في إمداد الشباب المصري بالمعلومات السياسية : دراسة ميدانية، المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال، عدد 11، 2015، ص ص 122-143.

(2). عماد عبد المقصود شلبي، علاقة التعرض للبرامج الصحية بالقنوات التليفزيونية العربية بمستوى المعرفة الصحية لدى الجمهور المصري، (رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 2007)، ص ص 123-145.

(1). محمد سيد أحمد، ثورتا مصر بين تشكيل الوعى وتزييفه بواسطة وسائل الإعلام، مجلة بحوث الشرق الأوسط في العلوم الانسانية والدراسات الأدبية، عدد 36، مارس 2015، ص ص 457-550.

(1). محمد نور السيد، دور النخبة السياسية في إعادة النظام: مصر نموذجاً ٢٠١٠-2014، مجلة كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، عدد 3، يوليو 2017، ص ص 187-210.

(1). حسن أبو طالب، نخبة الثورة..جدلية الهدم والبناء، مجلة الديمقراطية، عدد 53، يناير 2014، ص ص 37-40.

(1). الطيب معاش، دور القوى الإجتماعية في إفراز النخب السياسية، دراسات اجتماعية، العدد 14، أبريل 2014، ص ص 27-48.

(2). جلال عبدالله معوض، علاقة القيادة بالظاهرة الإنمائية – دراسة في المنطقة العربية، (رسالة دكتوراة، جامعة القاهرة، كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، 1985). ص ص 146-210.

(1). فاطمة عبدالزهراء، مرجع سبق ذكره ص 8

(1). Dan Nimmo, Political Image Makers and the Mass Media, The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 427, Roleof the Mass Media in American Politics (Sep., 1976), pp. 33-44.

(1). ضياء حسنى، ماكرون… رئيس صنعه الإعلام، مجلة الديمقراطية، عدد 70، أبريل 2018، ص ص 63-67

(1). حسن محمد حسن، دور التليفزيون و الصحافة اليمنية في ترتيب أولويات النخبة : دراسة مسحية مقارنةفي إطار نظرية وضع الاجندة، شئون العصر، العدد 18، مارس 2005، ص ص 189-201.

(1). James A.Bill & Robert L.Hardgreve.Jr, Comparative politics “The Quest for Theory”, (Charles E.Melrill publishing company, Columbus), December 1981, pp217-225

(1). ). فاطمة الزهراء عبدالفتاح، صناعة الأيقونات: نماذج توظيف الإعلام فى بناء الرموز السياسية، مجلة الديمقراطية، العدد 70، أبريل 2018، ص ص 39-45

(2). المعجم الوسيط،  https://www.kamoos.reefnet.gov.sy/?page=search ، 20/12/2018

 (1). Catherine Giordano, Political Parties and Symbols: Origins and Meanings, Soapboxie, 15 December 2017, https://soapboxie.com/us-politics/Political-Parties-Symbols-and-Catchphrases-Where-Did-They-Come-From-and-What-Do-They-Mean , 20/12/2018.

(2). (Stuart J. Kaufman, Symbolic Politics as International Relations Theory, (Oxford Research Encyclopedias, United Kingdom, May 2017 ), pp55-67, http://oxfordre.com/politics/view/10.1093/acrefore/9780190228637.001.0001/acrefore-9780190228637-e-323 , 20/12/2018

(3). Mayer N. Zald, Politics and Symbols, (London, Taylor & Francis, Winter, 1966,), pp. 85-91

(1). Young Soon Yim, Language Reform as a Political Symbol in North Korea, World Affairs, Vol. 142, No. 3 (Winter 1980), pp. 216-217.

(2). Carl R. Hausman, Art and Symbol, The Review of Metaphysics, Vol. 15, No. 2 (Dec., 1961), pp. 256-270.

(1). Stéphane Langlais, The Meaning of Leadership in Political Systems, (Master’s Thesis, Linnaeus University, 2014), p59.

(2). غى دورندان، الدعاية والدعاية السياسية، الف رزق الله (مترجم)، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع .1986 بيروت، ص 86.

(3). Robert R. Monaghan, Political Communication, Institute of General Semantics, Vol. 41, No. 4 (Winter 1984), pp. 416-422.

(1). New World Encyclopedia, available on: http://www.newworldencyclopedia.org/entry/Ideology, 20/12/2018.

(2). Heinz Seeling and Spencer March, Beginnings, a portrayal of the Creation, Multnomah Press, 1981, pp 457-562, available on: https://www.worldcat.org/title/beginnings-a-portrayal-of-the-creation/oclc/7998907, 20/12/2018.

(3). الطاهر خلف الله، الوسيط، الجزء الثانى (الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 2004)، ص 103.

(1). Jay Monaghan, Origin of Political Symbols, Journal of the Illinois State Historical Society (1908-1984), Vol. 37, No. 3 (Sep.,1944), pp. 205-212.

(2). Mayer N. Zald, Politics and Symbols, (London, Taylor & Francis, Winter, 1966,), pp. 85-91

(3). Jay Monaghan, Origin of Political Symbols, Journal of the Illinois State Historical Society (1908-1984), Vol. 37, No. 3 (Sep.,1944), pp. 205-212.

(1). ). Elizabeth Nix, Election 101:How did the Republican and Democratic parties get their  animal symbol Why the elephant and the donkey?, History Stories, July 2015, available on: https://www.history.com/news/how-did-the-republican-and-democratic-parties-get-their-animal-symbols, 20/12/2018

(1). سليمان موسى، الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى، (دار النشر والتوزيع، عمان، 1957)، ص ص 275-287.

(2). عبدالغفار شكر، الثقافة السياسية وعلاقتها بالديمقراطية، الأهرام، عدد 47724، أغسطس 2017، ص 10، متاح على: http://www.ahram.org.eg/NewsQ/607231.aspx، 20/12/2018.

(1). Sudha Venu Menon, Political Marketing: A Conceptual framework, MPRA Paper, No. 12547, January 2009, pp.1-10.

(2). عبدربه العنزى، نظرية التسويق السياسي: المفاهيم والدلالات فى المجال السياسي، رؤى استراتيجية، عدد 12، يونيو 2016، ص ص 50-81.

(3). Paul R.Baines, The Political Marketing Planning Process: Improving Image and Message in Strategic Target Areas, Journal of Marketing Practice, 2002,Vol.20, pp. 6-14.

(1). Marshment, Jennifer Lees, The Product, Sales and Market-Oriented Party: How Labour Learnt to

Market the Product, Not Just the Presentation, European Journal of Marketing, vol. 35, no. 9–10, 2001.

(1). الموسوعة السياسية، متاح على: https://political-encyclopedia.org/2017/06/23/ ، 21/12/2018

(2).  Mensah, Kobby, Kwame Nkrumah and Political Marketing: Locating Campaign Strategy in Modern Political Campaigning, The Journal of Pan African Studies, vol. 1, no. 8, June 2007. Available on: http://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/summary?doi=10.1.1.600.7707 , 21/12/2018.

(3). Harrop, M. (1990), “Political Marketing, Parliamentary Affairs, Oxford University Press, pp. 213 – 216.

(1). عبد الإله بو حمالة، الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية، الحوار المتمدن، العدد 1769، متاح على: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=83742 ، 21/12/2018.

(2). Mohamad Nor, Political Marketing vs. Commercial Marketing: Something in Common for Gains, (6th Global Conference on Business & Economics), (USA: Harvard University, Cambridge, 2006), pp. 1-9.

(1). Baines, opcit, 33

(1). Manuel Adolphsen, Branding in Election Campaigns: Just a Buzzword or a New Quality of Political Communication?, School of Economics and Political Science, 2009, p.30, available on: https://ub-madoc.bib.uni-mannheim.de/32082/ , 21/12/2018 .

(1). Newman, Editorial: Broadening flic Boundaries of Marketing: Political Marketing in the New Millennium, Psychology and Marketing, Vol. 19, No. December 2002, pp. 983-986.

(2). عبدالسلام محمود، بناء المهارات التسويقية فى فن البيع: التفاوض: تخطيط الحملات، (الاسكندرية، دار المعارف، 2000)، ص 63.متاح على: www.wattpad.com/amp/3708452، 21/12/2018.

(1). محمد سعد أبو عامود، التسويق السياسي وإدارة الحملات الانتخابية، (الإسكندرية،  منشأة المعارف،2008)، ص 14.

(2). محمود عبدالله، الزبونية والانتخابات: مسألة سياسية أم أسلوب معاش؟، آفاق سياسية، عدد 23، نوفمبر 2015، ص ص 85-81.

(3). الإعلام والإنتخابات الرئاسية: تقييم أداء وسائل الإعلام المصرية فى تغطية حملات المرشحين، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 2005، ص 56.

(1). جمال أبو الدهب وآخرون، السيسى يتواصل مع آلاف المواطنين عبر هاشتاج «تحيا مصر»120 ألفا فى أول 15 دقيقـة.. وأبيات شـعر من الأبنودى، الأهرام، العدد 46535، مايو 2014، متاح على: http://www.ahram.org.eg/News/21172/60/283058/، 21/12/2018.

(2). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=Z0lqG_Zr0q8، 21/12/2018.

(3). نقلا عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=i-NjyM_uAos، 21/12/2018.

(3). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=mbpaL_2Y4QM، 21/12/2018.

(1). شريف درويش، تقييم أداء الإعلام فى الانتخابات الرئاسية، مجلة آفاق سياسية، العدد 7، يونيو 2014، ص ص 18-26.

(2). المرجع السابق، ص 24.

(3). EU election observation mission to Egypt in 2014, European Union official website, April 2014.

(4). تقارير مؤسسة ماعت حول الأداء الإعلامى فى الإنتخابات الرئاسية 2014، متاح على: https://www.maatpeace.org/old/projects/18-page=8.htm، 22/12/2018.

(1). التقرير الثاني حول متابعة الإجراءات والبيئة المحيطة بالعملية الانتخابية، ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، نوفمبر 2017، https://www.maatpeace.org/2017/11/، 22/12/2018.

(2). Menna Zaki, Egyptian media say election turnout was around 40 percent, Lee Herald, March 2018, available on: https://leeherald.com/2018/03/29/, 22/12/2018.

(1). محمد طلعت طايع، تأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع بين التوجيه والتحليل للتوعية والتثقيف، يونيه 2012، متاح على: https://mkleit.wordpress.com/2012/06/01/، 22/12/2018.

(2). آمال فضلون، الوظائف السياسية لوسائل الإعلام في التنشئة إلى تشكيل الثقافة السياسية، دراسات، العدد 47، أكتوبر 2016، ص ص 260-272.

(1). Tony Benett, Theories of the Media theories of Society and the Media, In Culture, Society and the Media, Edited by Michael Gurecitch et al. London: Methuen 1982.

(2). حياة قزادرى، الصحافة والسياسة أو الثقافة والسياسة والممارسة الإعلامية فى الجزائر، (الجزائر، طاكسيج كوم للدراسات والنشر والتوزيع، 2008)، ص ص 168، 175.

(1). رعد حافظ سالم الزبيدى، مبادئ الثقافة السياسية: دراسة اجتماعية تحليلية مقارنة، (القاهرة، المكتب المصرى للمطبوعات، 2011)، ص ص 243-258.

(2). محمد بن سعود البشير، مقدمة فى الاتصال السياسي، (الرياض، مكتبة العبيكات، 1997)، ص ص 23-56.

(3). وليد عبد الهادى العويمر، دور الإذاعة والتلفاز الأردنى فى التنمية السياسية: دراسة تحليلية ميدانية، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، العدد 1، 2013، ص ص 23-36.

(1). محمد بن سعود البشر، مرجع سبق ذكره، ص 150.

(2). Kim Smith, Effects of Newspaper coverage on community Issues concerns and local government evaluation, Communication Research, Vol.14, August 1987, p 380.

(3). منى سعيد الحديدي وسلوى أمام: الإعلام والمجتمع . (القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 2004) ص 13.

(4). Jonathan Bignell, An Introduction to Television Studies, ((London: Roulade, 2003), pp.3-13, available on: https://www.routledge.com/An-Introduction-to-Television-Studies-3rd-Edition/Bignell/p/book/9780203134955, 22/12/2018.

(1). Sakr Naomi, Satellite Realms, Transnational television in the Middle east, (London, I.B. tauris, 2001), pp.1-5, available on: https://westminsterresearch.westminster.ac.uk/item/93y39/satellite-realms-transnational-television-globalization-and-the-middle-east, 22/12/2018.

(2). أمل حسن الغزاوى، المسئولية الإجتماعية للبرامج الحوارية التليفزيونية اليومية فى تناول الأداء الحكومى، شبكة الصحفيين العرب، مارس 2010، ص 25-36، متاح على: http://www.arabjournalists.org/article.php?id=935، 22/12/2018.

(3). Jane M. Shattuck, the talking care: TV talkshow and women, (New York: Route ledge, 1997) pp. 14-15, available on: https://books.google.com.eg/books?id=8QpIAwAAQBAJ&sitesec=reviews, 22/12/2018.

(1). آمال حسن الغزاوى، مرجع سبق ذكره، ص 53.

(2). خليل عبدالله على، بناء الديمقراطية وتعزيزها في العالم العربي من منظور إعلامي، مجلة التنوير، العدد 15، ديسمبر 2014، ص ص89-99.

(3). محمد عبدالقادر، ديمقراطية الإعلام، (القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1996)، ص 85، متاح على: http://www.uod.ac/law-lib/book.php?book=8900، 22/12/2018.

(1). خليل عبدالله على، مرجع سبق ذكره، ص92.

(2). محمد عبدالقادر، مرجع سبق ذكره، ص90.

(1). سعاد محمد المصرى، دور وسائل الإعلام فى تزويد الشباب الجامعى ببعض المفاهيم الأساسية بعد ثورة 25 يناير 2011، معهد الدراسات العليا بجامعة عين شمس، العدد 54، مارس 2012، ص ص135-166.

(2). بسيونى إبراهيم حمادة، استخدام وسائل الإعلام والمشاركة السياسية، (القاهرة، مركز البحوث والدراسات السياسية، 1995)، ص ص 57-96.

(3). ملفين ديفلر وساندرا بول روكيتش، نظريات وسائل الإعلام، كمال عبد الرؤوف (مترجم)، (القاهرة، الأهلية للنشر والتوزيع، 1993)، ص 52.

(1). سعاد محمد المصرى، مرجع سبق ذكره، ص 137.

(1). Alan R. Dennis, Robert M. Fuller and Joseph S. Valacich, Media, Tasks, and Communication Processes: A Theory of Media Synchronicity, MIS Quarterly, Vol. 32, No. 3 (Sep., 2008), pp. 575-600.

(2). Ralph Schroeder, Social Theory after the Internet, (London, UCL Press, 2018), pp.28-59.

(1). Cyndi Suarez, Political Branding? There’s No Outside, NPQ, October 2018, available on: https://nonprofitquarterly.org/2018/10/17/political-branding-theres-no-outside, 22/12/2018./

(1). أشرف رجب عطا على، صورة رئيس الجمهورية كما تعكسها القنوات الفضائية المصرية العامة والدينية، (المؤتمر العلمى الدولى الأول: المهنة الإعلامية والتحول الديمقراطى)، ( كلية الإعلام بجامعة الأزهر، ريسيرش جيت، 2013)، متاح على: https://www.researchgate.net/publication/272819760_swrt_ryys_aljmhwryt_kma_tksha_alqnwat_alfdayyt_almsryt_alamt_waldynyt_drast_thlylyt، 22/12/2018.K متاح على:   بجامعة الأزهر، ى، اطى، ت الفضائية المصرية العامة والدينيةعلى اختلاف سياستها وملكيتها حول الرئيس السيسي وحكمه أمام K

(2). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=xrYKWB05GWk، 22/12/2018.

(3). هايدى وجيه عبدالعطى، الصورة الإعلامية للرئيس السيسي في القنوات الفضائية المصرية والعربية وعلاقتها بصورته الذهنية لدي المراهقين، (رسالة دكتوراه، جامعة عين شمس، معهد الدراسات العليا للطفولة، 2017)، ص ص 129-134.

(1). حنان عرنوس، كيف يكذب الإعلام ولماذا يكذب، المجلة العالمية للتسويق الإسلامى، العدد 2، 2015، ص ص 106-116.

(2). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=h3oyUqDO_cE، 22/12/2018.

(3). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=wPsYxrv8r4I، 22/12/2018.

(4). نقلاً عن موقع يوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=uQ3V7fbSldQ، 22/12/2018.

(1). أيمن منصور نداء، الصورة الذهنية والإعلامية: عوامل التشكيل واستراتيجيات التغيير، (القاهرة، المدينة برس للنشر، 2004)، ص 111.

(2). David Domke, Kelley McCoy and Marcos Torres, News Media, Racial Perceptions and Political Congnition, Communication Research, Vol. 26, no. 5, October 1999, p. 570.

(1). أحمد عبد التواب, وأحمد حسين، الحياة الحزبية بعد ثورة 25 يناير، ( القاهرة: الهيئة العامة للكتب، 2012)، ص 254.

(2). على ليلة، خرائط النخبة المصرية والثورة، مجلة الديمقراطية، العدد 45،  مارس 2012، متاح على: http://democracy.ahram.org.eg/UI/Front/News/101.aspx، 22/12/2018.

(1). محمد ثايت حسنين، دور النخبة الحزبية الليبرالية فى الحياة السياسية المصرية قبل وبعد 30 يونيو 2013، المركز الديمقراطى العربي، مايو 2018، متاح على: https://democraticac.de/?p=54404، 22/12/2018.

(1). Simeon Djankov, Caralee McLiesh, Tatiana Nenova and Andrei Shleifer, Who Owns the Media?,  The Journal of Law & Economics , Vol. 46, No. 2 (October 2003), pp. 341-382.

(2). رشا عبدالله، الإعلام المصرى فى خضم الثورة، مركز كارنيغى للشرق الأوسط، يوليو 2014، ص 6، متاح على: https://carnegie-mec.org/2014/07/16/ar-pub-56329، 22/12/2018.

(1). رشا عبدالله، المرجع السابق، ص 9.

(2). فاطمة الزهراء عبدالفتاح، مرجع سبق ذكره، ص 45.

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=60112

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M