أثر الضغوط الخارجية على القرار السياسي فى تكتل الإيكواس دراسة حالة “طلب المغرب لعضوية الإيكواس”

اعداد : هدير داود، ماجيستير علوم سياسية فى كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة ، خريجة كلية الحقوق جامعة القاهرة

 

مقدمة:

أسهم إنتهاء الحرب الباردة فى تسعينات القرن الحالى إلى تحول النظام العالمى إلى احادى القطبية بديلا عن الثنائية القطبية السابقة ، حيث أدى ذلك إلى إحداث تحولات جذرية على مختلف المستويات السياسية والإقتصادية والعسكرية والأيديولوجية ، حيث هيمن على العالم الموجة الثالثة من العولمة وهى العولمة التكنولوجية ولكن على الطراز الأمريكى ، هذه العولمة كان لها تأثير على دول العالم النامى وهى إفريقيا والوطن العربى باعتبارها الدائرتان مرتبطتان جغرافياً وثقافياً (دينياً) ، حيث ظهر تأثير تلك العولمة على الموجة الثانية من الإقليمية فى القارة الأفريقية ، وتمثل مظاهر ذلك فى ثلاث قضايا هى التنمية ( التكيف الهيكلى الإقتصادى و المشروطية الإقتصادية والمساعدات) ، والتحول الديمقراطى أو الليبرالية السياسة ( حقوق الإنسان ودعم المجتمع المدنى و التعددية الحزبية و الحكم الرشيد )  ، ومجال  حقوق الإنسان أو حجة التدخل الإنسانى فى شؤؤن الدول ( مراقبة الإضطهاد الدينى أو الإثنى ) ، أنتجت هذه العولمة سلبيات فى القارة كان منها تراجع سلطة الدولة المركزية وتقويض قدرة الدولة على اتخاذ قرارات إقتصادية حيوية نتيجة لوجود مؤسسات مالية وإقتصادية  لها صلاحيات أكبر من الدولة ، حيث كانت القارة الإفريقية هى الخاسر الأكبر فكان مظاهر ذلك تحقيق إفريقيا أقل معدلات نمو إقتصادى ، زيادة عبء الديون على كاهل دولها ، انخفاض أسعار السلع الأولية كأهم صادرات القارة ، زيادة الصراعات و الحروب الأهلية و التدخلات الخارجية داخل القارة ، وانهيار الإقتصاديات الإفريقية ما أدى الى دخول 20 دولة إفريقية تحت خط الفقر.[1]

لذلك ساهمت هذه الظروف إلى اختيار معظم الدول الإفريقية التبعية الإقتصادية لمستعمريها السابقين خاصة نرى مظاهر التبعية الصارخة والتدخلات الأجنبية فى أقليم غرب إفريقيا خاصة فى شكلها الإقليمى من خلال تكتل الجماعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروف ب الإيكواس أو سيداوا ، كان الداعى من طرح هذا الموضوع هو الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسى للمغرب إيمانويل ماكرون إلى المغرب فى مطلع عام 2020 الحالى وتم تأجيلها نظرا لإنتشار فيروس الكورونا فى فرنسا وأوروبا والعالم ، هذه الزيارة كانت لإستكمال سلسلة الزيارات الخاصة بالعلاقات الفرنسية والمغربية وتطورها والحديث عن القضايا المشتركة التى منها تعزيز الفرانكفونية وعضوية المغرب للإيكواس .

المطلب الأول : الفواعل الأجنبية الرئيسية فى غرب إفريقيا

  • فرنسا والإتحاد الأوروبى : تزداد أهمية منطقة الساحل وغرب إفريقيا عامة باطراد لدى أوروبا وفرنسا، حيث تسود إنطباعات ارتباط أمن أوروبا بما يحدث فى تلك المنطقة باعتبارها الحدود الجيوسياسية الجنوبية لأوروبا فضلا عن انها المستعمر السابق ل 9 دول أفريقية فرانكفونية هم (ساحل العاج و بنين و غينيا كوناكرى و بوركينا فاسو و مالى وموريتانياو النيجر والسنغال و توجو)، ونرى ذلك فى التدخلات العسكرية الفرنسية فى المنطقة و تحديدا فى الساحل من أجل محاربة الإسلام السياسى ، حيث أن هذه القضية من أولويات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ، ونرصد أول زياراته الرسمية خارج أوروبا بعد توليه منصبه فى تلك المنطقة هى مالى التى تنتشر فيها القوات الفرنسية منذ عام 2013، لمحاربة تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا ، كما زار أيضاَ قاعدة جاوا التى يتمركز فيها حوالى 1600 جندى فرنسى فى اطار عملية برخان .[2]

ولم يعتزم ماكرون انسحاب تلك القوات بل أعلن عن بقائها فى مالى مادامت منطقة الساحل تواجه تحدى الإرهاب الإسلامى ، بالإضافة إلى دعوة الدول الأوروبية لتكثيف إنخراطها بالمنطقة لمكافحة الإرهاب وزيادة حجم المساعدات العسكرية والتنموية فى المنطقة ، وهذا ما اعترضت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا  من أجل ايقاف النفوذ الفرنسى والأوروبى بالمنطقة ، لكن فرنسا ضمنت تبنّي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً يقضي بنشر قوة أفريقية من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، وترمي إلى مكافحة الإرهاب والإتجار بالمخدرات والبشر في المنطقة وينظر من ذلك ان  فرنسا تمارس القوة الصلبة فى المنطقة بينما الإتحاد الأوروبى يمارس القوة الناعمة المتمثلة فى تقديم المساعدات الإنسانية والشراكات التجارية والتنمية ، وذلك من خلال اتفاقية ياوندى 1963 وهى الجيل الثانى من اتفاقيات لومى عاصمة توجو ( وهى إطار متعدد الأطراف بين دول الإتحاد الأوروبى ودول إفريقيا والكاريبى والمحيط الهادى ) وهو الإطار المنظم للمساعدات والتنمية[3] ، وتبنى الإتحاد الأوروبى استراتيجية شاملة فى 2011 نتيجة لتعزيز أمن الساحل الذى يصب فى مصلحتهم ، حيث شكل قوة مشتركة فى منطقة الساحل ومنح مبلغ مالى قدره 450 مليون يورولكل من مالى وموريتانيا والنيجر عبر الصندوق الأوروبى  للتنمية والمديرية العاملة للتعاون الدولى والتنمية وتطبيق هذه الاتفاقية فى اطار خطة العمل الإقليمية ويضاف إليها مبادرات مثل التحالف الدولى لزيادة القدرة على التكيف والصمود التى انطلقت فى بوركينا فاسو عام 2012 ، وكذلك عملية نواكشوط فى عام 2013 برعاية الأتحاد الأفريقى والمؤتمر الوزارى فى باموكو الذى دعمته منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى والإتحاد الإفريقى .

المصالح الإقتصادية لأوروبا[4] : حيث تستورد أوروبا 23.4 % معادن استراتيجية من موريتانيا ، نقل الغاز النيجيرى من خلال مشروع الشراكة المغربية النجيريىة للغاز من خلال انشاء خط انابيب الغاز العابر للصحراء ، واليورانيوم من النيجر حيث 20 % من هذا اليورانيوم يتم استخدامه فى المفاعلات النووىة الفرنسية ، وهناك مصالح أخرى مثل قضية الهجرة ، حيث تعد الصحراء الغربية منطقة عبور رئيسية للهجرة والإتجار بالبشر وكذلك للجريمة وتهريب المخدرات كما انها معقلا للجماعات الجهادية التى تعتبر جسرا الى اوروبا ، وعليه تمثلت المبادرات الأوربية لمكافحة ذلك هى المبادرات الثنائية والمتعددة الأطراف لأمن الساحل وبرنامج نظام معلومات الشرطة فى غرب إفريقيا كمنصة لتبادل المعلومات بين مقرات الشرطة فى بينين و غانا ومالى وموريتانيا والنيجر ،بالإضافة للبعثات الأمنية الثلاث للأتحاد الأوروبى فمنهم فى النيجر لبناء القدرات فى قطاع الامن فى المنطقة خاصة فى النيجر وتوفير التدريب والمشورة لأفراد الأمن والشرطة والدرك والحرس الوطنى وبعثة الإتحاد الأوروبى لقطاع الأمن فى منطقة الساحل فى النيجر ،(EUCAP Sahel Niger)، وذات البعثة فى مالى (Mali EUCAP Sahel)، أما عن البعثة الثالثة فى مالى فكانت للتدريب العسكرى (EUTM) وتساهم هذه الأخيرة بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي في عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج التي نصّ عليها اتفاق السلام والمصالحة في مالي .

تدخّل الاتحاد الأوروبي أيضاً في بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر في إطار “مجموعة دول الساحل الخمس”(Sahel G5) ومنحها تمويلا قدره 50 مليون يورو. ويُعتبر ذلك إطاراً مؤسسياً تمّ إنشاؤه في العام 2014 من أجل مواءمة ، التعاون الإقليمي في السياسات التنموية والقضايا الأمنية. ساهم ذلك في تعزيز التنسيق والتبادلية بين قوات الأمن في دول الساحل، وستبدأ قوة من الساحل العمل قريباً جنباً إلى جنب مع بعثة الأمم المتحدة المؤلفة من 12 ألف عنصر في مالي.[5]

نجح الاتحاد الأوروبي، من خلال استراتيجيته الإقليمية، في ترويج وتشجيع السياسات الوطنية في منطقة الساحل. بيد أنه يستخدم أيضاً في إطار عمله مجموعة مربكة من الأدوات والأطر المؤسسية الأخرى، تشمل اتفاق كوتونو[6] وهو الجيل الرابع من اتفاق لومى السابق الذكرومدتها من 2000 وحتى  2020والتى دخلت حيز التنفيذ فى 2003 وتمت مراجعتها فى فى 2005 و 2010 وتناولت 3 محاور للعلاقات هى الإقتصادى والتجارى ، والسياسى ، والتنمية ، وصندوق التنمية الأوروبي، ومكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو). وقد أدّى ذلك إلى تضارب وازدواجية، مثيراً عقبات في وجه معالجة القضايا المتفشية في منطقة الساحل؛ ولا ننسى الصورة الخاصة بتبعية للدول الفرانكفونية فى غرب إفريقيا ربط عملة مستعمرها الفرنك فى المعاملات التجارية حيث تتداول 8 دول في المجموعة عملة “الفرنك الأفريقي”، وهي بنين وبوركينا فاسو وغينيا بيساو وساحل العاج ومالي والنيجر والسنغال وتوغو.[7] وتم توحيد عملة  الإيكو الخاصة بالتكتل تنفيذيا فى يناير 2020.

  • بريطانيا: وهى المنافس الثانى للإتحاد الأوروبى وفرنسا فى غرب أفريقيا والقارة عموما ، وذلك بعد خروجها من الإتحاد الأوروبى فى فبراير 2020 ، فكانت مستعمر ل خمس دول أنجلوفونية[8] فى غرب إفريقيا وهم ( نيجيريا ، ليبريا، سيراليون ، غانا ، غامبيا ) وهم أعضاء فى تكتل غرب أفريقيا إيكواس بجانب الدول التسع الفرانكفونية المشار إليهم سابقاَ، شاركت فرنسا فى أحد بعثات مكافحة التطرف المشار إليهم مسبقا باعتبارها أحد الدول الأعضاء بالإتحاد الأوروبى فى ذاك الوقت ، كما أشارنا سابقا حول رفضها الوجود العسكرى الفرنسى فى المنطقة ، كذلك ترتبط انجلترا بعلاقات وثيقة مع نيجيريا حيث تقود نيجريا قوات الإيكوموج التابعة للإيكواس ومن شواهد ذلك فى حالة سيراليون حيث أن المصالح الإقتصادية الخاصة ببريطانيا تكمن فى سيراليون ونيجيريا من أجل الموارد النفطية و الغاز ، وتدير بريطانيا من خلال منظمة الكومنولث أدوات الضغط السياسية لتحقيق حماية حقوق الإنسان وترسيخ نظم الحكم الديمقراطى مثال جامبيا 2013 وسنأتى تفصيلا عن مظاهر التدخلات فى القرارات الخاصة بالإيكواس فى العنصر التالى
  • الولايات المتحدة الأمريكية ألأمم المتحدة وبعثات حفظ السلام ، وكما سبقنا الحديث فى المقدمة حول الهيمنة الأمريكية بعد الحرب الباردة فإن انتهجت السياسة الأمريكية لتحقيق أهدافها والتى تتمثل فى حماية خطوط التجارة البحرية، الوصول إلى مناطق التعدين والمواد الخام وتأمينها[9]، فتح الأسواق أمام حركة التجارة والاستثمارات الأمريكية، دعم قيم الليبرالية ونشرها، ولا سيما تلك الخاصة بالديمقراطية، وحقوق الإنسان وتحقق ذلك من خلال أدوات هى : التركيز في مناطق إقليمية معينة، واختيار دولة أو أكثر تمارس دور القيادة مثال نيجيريا والسنغال فى غرب إفريقيا ، طرح قضايا معينة، ووضعها على قائمة السياسة الإفريقية للولايات المتحدة[10]، مثل: الإرهاب والتطرف، وتدفق المخدرات، والجريمة الدولية، وحماية البيئة، وحقوق المرأة الإفريقية ، المحافظة على الأمن والاستقرار عن طريق إنشاء قوة إفريقية لمواجهة الأزمات، وهنا يقتصر الدور الأمريكي على التمويل والتدريب مثال حالة الحرب الأهلية فى ليبريا ودخول ( الإكوموج ) وهى القوة العسكرية الجاهزة للإنتشار التابعة للإيكواس ، العمل على محاصرة النّظم غير الموالية، والتي تدعم التطرف والإرهاب من وجهة النظر الأمريكية مثال الإنتخابات فى غامبيا وخسارة يحي جامع وتوترات عدم الإستقرار نتيجة ذلك ، تأمين فرص الاستثمار والتجارة في المنطقة وتعزيزها، وهو ما يؤكّده مبدأ «التجارة بدلاً من المساعدات» ، تأمين[11] مناطق النفط ، وأن أفريقيا سوق قريبة خاصة دول غرب إفريقيا حيث تعد تكلفة إنتقال سلع تلك الدول إلى الولايات المتحدة أقل من خلال الساحل الإفريقى كما أن جودة النفط الإفريقى أفضل نفط لقلة نسبة عنصر الكبريت ما يجعله مادة نقية من شوائب ذاك العنصر .[12]

نرصد مظاهر الوجود الأمريكى من خلال استخدام الفيتو فى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، من خلال المشاركة فى بعض البعثات الخاصة بالاتحاد الأوروبى فى تدريب العسكرى ومواجهة إنتشار الإرهاب فى المنطقة ، مبادرة المشاركة لمكافحة الإرهاب عبرالصحراء طرحتها الولايات المتحدة 2004 وانضم  لهاحوالي 9دول واقعة في غرب أفريقيا ، تحولت إلى شراكة فيما بعد حيث بدأت ب 4 دول هم النيجر ومالى وموريتانيا و تشاد ثم الى 9 بانضمام الجزائر والمغرب و تونس ونيجيريا والسنغال نوقد حاولت الولايات المتحدة من خلال المبادرة دعم دول غرب أفريقيا في مواجهةالإرهاب وتحقيق الأمن هناك.ثم قامت بتكوين الأفريكوم قيادة أفريقة جديدة ،والمقر الآن موجود في شتوتجاررت بألمانيا[13]

شاركت مع الإتحاد الأوروبى فى قوة العمل المشتركة أزتيك الصامتة من خلال الأسطول السادس وكانت مهماتها تبادل المعلومات الإستخباراتية ين الوكلات الأمريكية والمحلية بهدف مكافحة الإرهاب فى شمال وغرب إفريقيا ، كذلك برنامج التعليم والتدريب العسكرى الدولى (أحد برامج المساعدات الأمنية العسكرية ) تتولى وزارة الخارجية الأمريكية تمويل البرنامج والذى يهدف لتدريب المدنين والعسكريين خاصة الأفراد المتوقع توليهم مناصب مستقبلا  من الدول المستفيدة فى الجيش الأمريكى والمؤسسات التابعة له ، أبرز الدول المستفيدة منه فى غرب إفريقيا هى غانا ، ليبريا ،مالى ،النيجر، نيجيريا ،السنغال ، أيضا برنامج المساعدة والتدريب فى عمليات الطوارئ فى إفريقيا خلال عام 2009 قام بتوسيع نظام تبادل المعلومات الإقليمى فى جماعة الإيكواس لتمكين تبادل المعلومات عبر الأقمار الصناعية، أما بشأن قرارات الأمم المتحدة فى شؤون غرب إفريقيا نرصد حالة مالى نتيجة للإنقلاب العسكرى الذى أطاح بالرئيس (أمادو تورى ) فى 2012 حيث أعلن مجلس الأمن فى إجتماع طارئ له برفض هذا الإنقلاب وطالب بعودة الرئيس المذكور لسدة الحكم ، بجانب إنها أنشأت بعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الإستقرار فى مالى بموجب قرارمجلس الأمن رقم 2100 لدعم العملية السياسية الإنتخابية وحفظ الأستقرار والأمن وحماية حقوق الإنسان والمشردين كأبرز المهام الخاصة بها .[14]، إتفاق عام 2005 بين الولايات المتحدة ونيجيريا، لتأمين الملاحة فى منطقة دلتاالنيجر، ونرصدالوجود الأخير للأممة المتحدة فى الإشراف على إنتخابات غينيا بيساو فى يناير 2020 من خلال زيارة وكيلة الأمين العام المنظمة فى شؤون السياسية وحفظ الأمن روزمارى ديكارلو. [15]بجانب زياراتها التالية لدول السنغال ، النيجر ، نيجيريا، بوركينا فاسو.

  • إسرائيل : بدأ التواجد الإسرائيلى فى إفريقيا منذ عام 1991 مع إنعقاد مؤتمر مدريد للسلام ، حيث سميت هذه الفترة بالهرولة الإفريقية ، نتيجة لهرولة الدول الإفريقة لإعادة العلاقات مع أسرائيل دفعة واحدة نتيجة لإنقطاعها بسبب حرب أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل ، حيث نرصد أول دول العودة فى غرب إفريقيا هم ليبريا ، كوت ديفوار ، ساحل العاج ، ثم فى عام 1992 عادت نيجريا و بنين و توجو وجامبيا ، فى عام 1994 بوركينا فاسو .[16]

تكمن مصالح إسرائيل فى إفريقيا ، تهديد الأمن القومى العربى وتطويق بلاد المغرب العربى من خلال إفريقيا ، أيضا مصالح المواد الخام ، وتأييد الحشد الإفريقى لها فى المحافل الدولية ، ونرصد مظاهر علاقتها بدول غرب إفريقيا ، حفل عودة العلاقات المورتانية الأسرائيلة  بالبيت الأبيض برعاية الولايات المتحدة حيث ساهمت فى تقريب العلاقات بينهم ، وكان من المبررات الموريتانية الحصول على دعم مالى وفنى وتكنولوجى من إسرائيل وكسب التعاطف الدولى وكسر العزلة المفروضة عليها ، وبالمقابل تغاضت أمريكا والغرب عن قضايا حقوق الإنسان وإسقاط جزء كبير من ديونها والسماح لموريتانيا بالدخول فى الشراكة المغربية الأمريكية وتدفق الإستثمارات الأجنبية إلى البلاد .[17]، ونذكر فى 2001 زيارة وفد إسرائيلى برئاسة الأمين العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية فى وقت وصول شارون إلى السلطة فى إسرائيل .

وأخيرا نرصد أيضا ، سعى غسرائيل لإختراق الإيكواس ، حيث أن الشاهد على ذلك مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو كضيف شرف فى قمة مجموعة الإيكواس التى أقيمت فى مونروفيا عاصمة ليبريا فى يونيو 2017.، استغلّ “نتنياهو” هذه الزيارة بإنهاء الأزمة التي نشبت بين إسرائيل والسنغال في كانون الأوّل (ديسمبر) 2016 على خلفيّة دعْم السنغال للتصويت الذي جرى في مجلس الأمن ضدّ المستوطنات الإسرائيليّة، وتمثَّل حلّ الأزمة في إعادة السفير الإسرائيلي إلى العاصمة السنغاليّة “داكار”. كما التزمت السنغال بدعْم ترشيح إسرائيل لتكون دولة مُراقِبة في منظّمة الوحدة الأفريقيّة. هذا فضلًا عن الاّتفاق على تجديد المشروعات المُشترَكة التي تمّ تعليقها في أعقاب الأزمة، والتعاون الأمني والزراعي بين البلدَين، كما دعا نتنياهو وزيرَ الخارجيّة السنغالي لزيارة إسرائيل.[18]

إذا وبعد إستعراض القوى الأجنبية المتواجدة و المؤثرة فى منطقة غرب إفريقيا ، ننتقل غلى تحليل مظاهر هذا التأثير على القرار السياسى للإيكواس فى السطور التالية :

المطلب الثانى : تأثير الوجود الأجنبى على القرار السياسى فى الإيكواس

الإيكواس : نشأت الجماعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا فى 28 مايو 1975 ، تأثرا بالموجة الثانية للإقليمية على أساس إقتصادى تأثرا بالعولمة الإقتصادية العالمية ، أسوة بمؤتمر مونروفياعام 1968 الذى نادى بالتدرج الإقتصادى لإرساخ  لفكرة الإقليمية الأفريقية ، وعلى ذلك ظهرت الجهود فى إقليم غرب إفريقيا لإقامة تجمع إقتصادى يضم كل دول الإقليم من أجل تحقيق التكامل الإقتصادى ولكن على عدة مراحل ، بداية هذه المراحل كان فى إجتماع مونروفيا السابق الإشارة له ، حيث أُعلن رسمياَ عن خطط تكوين الجماعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا ، وكان إعلان التأسيس الفعلى لذلك التكتل فى إتفاقية لاجوس بنيجيريا المنشأة لميثاقها الذى وقع عليه 15 دولة فى 28 مايوعام 1975 ، ودخل الميثاق فى حيذ النفاذ فى الشهر التالى لذات العام الأخير .[19]

فى العام التالى ، وتحديدا فى نوفمبر 1976 ، صدقت الدول ال 15 على البروتوكولات الخاصة بالإتفاقية بالإتفاقية فى أول قمة لرؤساء الدول والحكومات فى لومى عاصمة توجو  ؛ واكبت الجماعة تطورات أرغمتها على تعديل الميثاق المنشئ للجماعة  فى قمة رؤساء الدول والحكومات فى كوتونو عاصمة جمهورية بنين فى  يوليو1993، كانت أحد تلك التغيرات عالمياَ إنتهاء الحرب الباردة وتحول النظام العالمى إلى نظام أوحد حيث هيمنة القطب الأمريكى ومشروطية المساعدات بالتحولات الديمقراطية وأنتشار العولمة الثقافية والإقتصادية (الرأسمالية – ودمج الأسواق فى سوق عالمى أوحد )   ، وإقليمياَ ، بالتالى تأثرت دول إفريقيا بهذا التغير العالمى ، حيث قامت بالتعديل بما يخدم متطلبات الإندماج على المستوى القارى ، بما يلائم خطة عمل أبوجا 1991 ، والتى تعمل على إقامة الجماعة إقامة الجماعة الإقتصادية الإفريقية مستندة على التجمعات الإقتصادية الإقليمية ، ثم دخلت الإتفاقية المعدلة حيز النفاذ فى أغسطس عام 1995 .[20]

وبعد مرور 4سنوات ، وتحديداَ فى ديسمبر عام 1999 ، تم التصديق على بروتوكول إنشاء آلية لمنع المنازعات وحفظ السلم والأمن فى الإقليم ، حيث إنه من موضوعات الإقليمية الجديدة إدخال موضوعات والآليات الأمنية بجانب الإقتصاد فى التجمعات الإقتصادية الإفريقية ، تم الإتفاق على مقر الجماعة فى العاصمة النيجيرية السابقة لاجوس ثم نقلت نيجيريا عاصمتها إلى أبوجا فى عام 1995.

اما عن اللغات الرسمية للجماعة ، فقد نص ميثاق الجماعة على ثلاثة لغات ، هى الفرنسية ، والإنجليزية ، والبرتغالية ، وذلك تبعا للغات الدولة الإستعمارية التى تتبعها ثقافيا الدول فى غرب أفريقيا ، ونذكر أن هناك 9 دول فى الجماعة فرانكفونية ( متحدثة بالفرنسية ) وهى : ساحل العاج ، بنين ، غينيا كوناكرى ، بوركينا فاسو ، مالى ، موريتانيا ، النيجر ، السنغال ، توجو ) ، و 5 دول أنجلوفونية (متحدثة بالإنجليزية ) وهى : نيجيريا ، ليبريا ، سيراليون ، غانا ، جامبيا ) ، ودولة ليزوفونية (متحدثة بالبرتغالية ) وهى : (غينيا بيساو) ، أما بشأن العضوية فاقتصرت على الأساس الجغرافى للدول الأصيلة ال 15 كما نص على وجود عضوية الإنضمام لطلب عودة موريتانيا عن انسحابها وعضوية المراقبة التى لمصر وتونس نصيب فيها وتسعى إسرائيل خلفها كما سبقنا الإشارة سابقا عن الشاهد على ذلك .

من أبرز أهداف الإيكواس الجديدة 1993 : تطبيق سياسات موحدة فى المجال الإقتصادى والمالى والإجتماعى والثقافى بهدف الإسراع فى إقامة وحدة إقتصادية ( وقد تم ذلك فى يناير 2020 بتطبيق العملة الموحدة إيكو ، تشجيع تدفق المعلومات خاصة المتعلقة بالمرأة وسكان الريف والمنظمات الشبابية ، ومنظمات رجال الأعمال ، وتبنى سياسات سكانية للجماعةمتوازنة مع التنمية الإقتصادية و الإجتماعية ، ويلاحظ مواكبة هذه الأهداف مع التطورات العالمية فى مجال ثورة المعلومات والمشاركة الشعبية فى التحول الديمقراطى ، ولتحقيق تلك الأهداف تبنت الجماعة 9مبادئ جديدة نصت عليهم فى المعاهدة المنقحة عام 1993 فى المادة الرابعة من الميثاق سنذكر المبادئ التى كانت محل تدخل من القوى الأجنبية وهى : عدم الإعتداء بين الدول الأعضاء و الحفاظ على السلام والإستقرار والأمن الدوليين من خلال تبنى علاقات حسن الجوار ، التسوية السلمية للمنازعات بين الدول الأعضاء والتعاون مع الدول المجاورة وتعزيز بيئة سلمية كشرط مسبق لتحقيق التنمية الإقتصادية ، تعزيز وحماية حقوق الإنسان والشعوب وفقا لأحكام الميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان والشعوب ، تعزيز وتوطيد نظام الحكم الديمقراطى فى كل الدول الأعضاء ، وبجانب هياكل الجماعة نرصد أحد الأداوات الخاصة لتحقيق تلك المبادئ وهى الهياكل المؤسسية الآتية : قوة حفظ السلام الإقليمية (الإيكوموج) ، الوكالة النقدية لغرب إفريقيا ، بنك الإيكواس للإستثمار والتنمية ، مركز الإيكواس لتنمية المرأة ، ومحكمة عدل الجماعة (لاجوس).[21]

أما بشأن مظاهر تأثير الوجود الأجنبى على القرار السياسى فى التكتل : نرصد الآتى ، فى التسعينات تدخلت الإيكوموج كما سبقنا الإشارة لتسوية الصراعات الداخلية فى كل من ليبريا 1990 ، سيراليون ( 1997) وغينيا بيساو (1998)  وساحل العاج( 2002) ، والنزاع بين ليبريا وغينيا وسيراليون بسبب هجوم قوات المعارضة على الأراضى الوطنية لكل منهم خاصة ليبريا وغينيا عام 2000 وهذه حالة من مظاهر ضعف الأيكواس فى التدخل خاصا فى رفض ليبريا تدخل الإيكواس بارسال بعثة المراقبة المكونة من 500 مراقب عسكرى وفضلت ليبريا التباحث مع غينيا بشكل فردى[22]، فالبعض يرى أن مبادئ الإيكواس يتم تطبيقها بإزدواجية ، وأن الإيكواس يتم إدارته بحسب الإرادة والمصلحة المنفردة لكل دولة هذه الإرادة تُساق بعضها بإرادة الغرب السابق الإشارة إليهم ونجد الشواهد على ذلك فى الحالات الآتية ، عدم تحرك السنغال، أو الإيكواس، أو المجتمع الدوليّ ومجلس الأمن، عندما قاد النقيب «سونغو» انقلاباً في مالي على الرئيس المنتخب «أمادو توري»، في مارس 2012م، برغم لجوء الأخير إلى «السنغال» التي استقبلته كلاجئ؛ وليس بوصفه رئيساً شرعيّاً؛ ينبغي تحريك مجلس الأمن وتحريك قوات إفريقية لتمكينه من العودة لحكم البلاد! ، عدم التحرك عندما قام الجنرال الموريتانيّ محمد ولد عبدالعزيز بانقلابه، في أغسطس 2008م، على أول رئيسٍ موريتانيٍ منتخب، هو سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، بعد عامٍ واحدٍ من حكمه، حيث لم تتحرك السنغال ولا مجلس الأمن ولا المجموعة الأوروبية، ولا فرنسا صاحبة الإرث الاستعماريّ في موريتانيا وصاحبة النفوذ فيه، لإعادة الرئيس المنتخب، وربما السبب أنّ الغرب كلّه ضاق من ولد الشيخ؛ خصوصاً بعد اتخاذه خطوات نحو بناء بلده، والانطلاق به نحو الانعتقاق من الهيمنة الاستعمارية. واتهامه بجرم إنتهاك حقوق الإنسان .[23]

كذلك فى إنتخابات جامبيا 2016، تم الترحيب بتدخل الإيكواس فى الضغط على الرئيس الجامبى السابق يحى جامع لتركه الحكم بعد إعلان خسارته فى إنتخابات الجامبية والضغط عليه للإعتراف بنتيجة الإنتخابات ، حيث أعلنت الأمم المتحدة دعمها من خلال مجلس الأمن وكذلك الإتحاد الإفريقى أشاد بالتدخل العسكرى للإيكواس بقوات قوامها 7 ألاف جندى من (السنغال، نيجيريا، غانا، مالي، توجو)، وبالنظر إلى أسباب ذلك الدعم لإزالة يحى جامع  سنفند الآتى ، إقليمياً تقارب جامع مع موريتانيا أدى لتوتر العلاقات مع السنغال وذلك يرجع إلى ملف الخلافات القديمة بين موريتانيا والسنغال،ودعم متمردى إقليم كازامنس واتهام السنغال لجامع رعايته لمحاولة الإنقلاب الفاشلة بها عام 2006 ، مصلحة نيجيريا فى تأمين إستثماراتها بجامبيا خاصة فى القطاع المصرفى والقطاعات الحيوية الأخرى ، رغبة دول الإيكواس فى تحديد فترة رئاسة جامع  لولايتين كمقترح فى قمة الإيكواس فى غانا لعام 2015ساهمت معارضة جامع وتوجو لفشل القرار نظرا لاتخاذ الإيكواس قراراتها بالإجماع ، دوليا : توتر العلاقات بجامع وبريطانيا المستعمر الأم ، نتيجة انسحابة من رابطة الكومنولث فى 2013 واصفا الرابطة بنموذج الإستعمار الجديد ، بالإضافة للخلاف التاريخى بين الطرفين حيث فى عام 2011 اتهم جامع بريطانيا بدعم معارضيه ، واتهمت بريطانيا جامع بأن جامبيا «سجلها سيئ في مجال حقوق الإنسان، والذي شمل سلسلة إعدامات نفذت فى فترة ولايته » ، أيضا قيام جامع تحويل جامبيا لإمبراطورية إسلامية ، وتعيين اللغة العربية الرسمية فى البلاد بديلا عن اللغة الإنجليزية التى وصفها بالتخلص من الإرث الإستعمارى القديم وذلك فى 2015 ، على النقيض من أمره فى 2001 حاول جامع كسب ود الولايات المتحدة بشن هجوم على الحجاب بسن قانون حبس اى فتاة ترتدى الحجاب ، بالإضافة لسحب جامع عضوية جامبيا من المحكمة الجنائية الدولية ووصفها بمحكمة القوقاز ، بالإضافة لتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة السابق الذى نتج عنه تعليق المساعدات الإنسانية عن جامبيا منذ 1994 وحتى 2002. هذه المواقف التى استفزت الغرب أجمعت الغرب على وضع جامبيا محل إتهام دولى أبرزه مقرّاً لعمليات غسيل أموال تابعة لحزب الله اللبناني، فضلاً عن كونها معبراً لتجارة المخدرات القادمة إلى أوروبا من أمريكا اللاتينية ، فى 2010 تم ضبط ، طنّين من الكوكايين بقيمة مليار دولار في طريقها إلى أوروبا، كما ساهمت فى دعم قرار الإيكواس بالتدخل بحجة تنفيذ مبدأتعزيز وتوطيد نظام الحكم الديمقراطى فى كل دولة من الدول الأعضاء .[24]

وأخيراً ، نذكر على غرار محكمة العدل الأوربية ، نشير لتوسيع إختصاصات محكمة عدل الجماعة فى التنقيح الحديث لميثاق التكتل لتشمل إختصاصات حقوق الإنسان ،حيث في عام 2005 توسع اختصاص المحكمة ليشمل شكاوى حقوق الإنسان المقدمة من المتقاضين من القطاع الخاص وقبول الإختصاص القضائى بالرفع والبت فى قضايا متقاضين من القطاع الخاص مثال رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى على الرغم من معارضة الدول الأعضاء لإضافة هذا البند [25]، حيث أصدرت قرارات بهذا الشأن  هي أحكام ضد النيجر لتغاضيها عن الأشكال الحديثة للرق وضد نيجيريا لعرقلتها الحق في التعليم الأساسي المجاني لجميع الأطفال.

ونرصد فى المطلب الأخير حالة تطبيقية حديثة لتأثير الضغوط الأجنبية على القرار السياسى فى الإيكواس وهى طلب المغرب لعضوية الإيكواس .

المطلب الثالث: تأثير الضغوط الأجنبية على قرار طلب عضوية المغرب للإيكواس

فى الخامس[26] والعشرين من يونيه لعام 2017 ، تقدمت المغرب بطلب العضوية فى جماعة دول الغرب الأفريقى ، أتت هذه الخطوة بعد خمسة شهور من عودة عضوية المغرب إلى منظمة الاتحاد الافريقى ، التى انسحبت منها فى عام 1984 ، اعتراضا على اعتراف الاتحاد الافريقى باستقلال الصحراء الغربية ، حيث تعتبر المغرب تلك الصحراء جزءاً تاريخياً من أراضيه ، اثار هذا الطلب الجدل على الرغم من اعلان رئيسة التجمع قبول الطلب مبدئيا الا انه خضع للمشاورات والدراسات التى لم تزل مستمرة لم يتم البت فيها ، وذلك لاعتراضه مع بعض الاسس الحاكمة فى ميثاق نشأة الجماعة ، من حيث ان الموقع الجغرافى للمغرب الشمالى البعيد عن معيار دول غرب افريقيا والثانى من حيث ان المغرب ليست عضوا مؤسسا للجماعة ، فهل سيبقى الأيكواس متمسكاً بما نص عليه الميثاق أم للظروف والعوامل الخارجية كلمة أخرى فى هذا الشأن ؟ ، وسنحلل ذلك تفصيلا فى السطور التالية :

اولا: دوافع المغرب فى طلب العضوية فى تكتل غرب افريقيا

  • أن تصبح جسراً بين إفريقيا و أوروبا[27] وأمريكا ، تعتبر المغرب أهم شريك تجارى لدى الاتحاد الأوروبى ، بجانب العلاقات التاريخية الوطيدة بين فرنسا والمغرب ، باعتباره المستعمر السابق للمغرب ولدول فى غرب إفريقيا ، ما ساعد المغرب فى تنفيذ {إستراتيجية سياسية مزدوجة} ، تتدعم إندماجه فى القارة الإفريقية ، ومن ناحية أخرى إضفاء ميزة نسبية له فى علاقاته مع شريكه الأوروبى لكسر الفتور الذى أصاب العلاقات بينهم ، ما يجعل المغرب دولة ذات على الجانبين ما يعزز اضفاء سيطرته السياسية والإقتصادية فى القارة الإفريقية وليس فى الغرب الإفريقى فقط ، كذلك اتفاقية الميركوسور (السوق الجنوبية المشتركة) والتى بدأت مفاوضاته المغرب فى نوفمبر 2017، للدخول فى منطقة تجارة حرة بين المغرب وأمريكا[28] ، أملاً بأن يتحوّل إلى ممرّ تستخدمه أوروبا والولايات المتحدة في تصدير السلع والخدمات.
  • الرغبة فى الحصول على حلفاء جدد[29] ، حيث ان بعد تجميد اتحاد المغرب العربى الذى تنتمى إليه المغرب ، نتيجة للإنشقاقات الإقتصادية والسياسية بين المغرب والجزائر،حيث أن منذ عام 2008، لم يتم تنظيم اى اجتماعات لدول الاتحاد المغاربى ،لذلك كانت المغرب فى حاجة إلى حلفاء جدد وكذلك أسواق جديدة لتصريف المنتجات المغربية ، ولذلك وقع إختيار سوق الإيكواس نظراً إلى تعداد سكان دول أعضاء الإيكواس الذى يصل عددهم إلى 350 ملیون نسمة، بجانب تاثير أزمة اليورو[30] فى أوروبا عام 2007 على الإستثمارات والتجارة المغربية الأوروبية ، كذلك تكتيل أصوات الحلفاء فى قضية الصحراء المغربية لصالحها .
  • إضعاف تأثير نيجيريا فى منطقة غرب إفريقيا[31]، حيث تعد نيجيريا ذات نفوذ سياسى كبير فى منطقة غرب إفريقيا ، نظراً لموقعها الإستراتيجى ما أعدها أحد الدول المؤسسين لميثاق الإيكواس ، وما يعدها أيضاَ ذات ثقل وتأثير سياسى فى منطقة غرب إفريقيا ، بجانب النمو الإقتصادى المتزايد لما تتمتع به من ثروات معدنية وفيرة خاصة بحر الغاز الطبيعى الذى يسرى فى أراضيها ، ما يجعلها من الإقتصاديات القوية فى إفريقيا، ما يجعل ثقلها السياسى فى الإتحاد الأفريقى والمحافل الدولية الأخرى ، ليس مقتصراً فقط على غرب إفريقيا ، وتشكل نيجيريا أكثر من ثلثى القوة الإقتصادية فى تكتل الإيكواس ، وبإنضمام المغرب إلى التكتل الذى يتمتع بالشراكة الأوروبية ، بجانب أعتباره المستثمر الإفريقى الأكبر فى القارة لعام 2016 بمعدل ثمانية مليار دولار استثمارات مباشرة معلنة ما يعادل نسبة 85 % استثمارات اجنبية مباشرة للمغرب فى القارة ، ما يجعل عضوية المغرب بالتكتل تهديداً قوياً لنيجريا ما يجعلها أول الرافضين لعضوية المغرب داخل التكتل.
  • دوافع إقتصادية[32] :
  • ترسيخ الشراكة الاقتصادية: تحقيقا للهدف السياسى السابق ذكره ، جاء طلب المغرب للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية في إطار اتجاه رسمي جديد من المملكة بالتوجه أكثر نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة بعد عودتها للاتحاد الإفريقي بعد غياب دام تقريبا 33 عامًا، وتركز المغرب على الشراكة مع دول جنوب الصحراء التي تشكل بالنسبة للمملكة حافزًا اقتصاديًّا مهمًّا. وفي هذا السياق، وقَّع العاهل المغربي “محمد السادس” عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع زعماء الدول التي زارها ضمن جولاته الإفريقية الأخيرة على سبيل المثال مشروع بناء أنبوب الغاز بشراكة مع نيجيريا والدول التي سيمر عبر أقاليمها 2017
  • تعزيز التبادل التجاري: وكما سبقنا الإشارة ترغب المغرب في تطوير وزيادة حجم التبادل التجاري بين الرباط وباقي دول القارة الإفريقية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين خلال الفترة من 2014 إلى 2016 حوالي 11 مليار دولار، مسجلًا نموًّا لافتًا مقارنة مع بداية العقد الحالي. وإجمالًا سجلت المغرب حضورًا اقتصاديًّا في العمق الإفريقي داخل 21 دولة إفريقية.
  • زيادة التدفق الاستثماري: كما سبقنا الذكر حول السياسة المزدوجة تسعى السياسة التوسعية المغربية تجاه دول إفريقيا، لا سيما دول غرب إفريقيا، إلى توفير فرص عمل للشركات المغربية في مختلف المجالات عبر ضخ استثماراتها في هذه الدول. وفي هذا الإطار تنوعت الاستثمارات المغربية لتشمل: الاتصالات، والمصارف، والتأمين، والعقار، والبناء، والنقل الجوي، والمعادن، والكهرباء، والصحة، والصيدلة، والتجارة، والصناعة، والأسمنت. وتستورد المغرب من إفريقيا نحو نصف احتياجاتها من الغاز وباقي المشتقات النفطية، وتصدر إليها سلع صناعية أو نصف مصنعة، مكونة أساسًا من “مصبرات السمك” والأسمدة الطبيعية والكيميائية.
  • فتح أسواق جديدة: لتنويع مصادر الاقتصاد المغربي الذي يعاني خلال الفترة الأخيرة من عدد من المشكلات الاقتصادية، ومن مؤشرات ذلك:
  • تعثر عملية تحقيق النمو الاقتصادي المتوقع بنسبة حوالي 4.2% خلال عام 2017، حيث كان 1.2% خلال عام 2016، وذلك بعد تحقيق القطاع الزراعي طفرة كبيرة في الإنتاج في عام 2017.
  • زيادة العجز التجاري، حيث زاد بنسبة 18% وحقق حوالي 166.03 مليار درهم (16.43 مليار دولار) خلال الفترة من يناير – نوفمبر 2016 مقارنة مع الفترة نفسها خلال عام 2015، وذلك بسبب ارتفاع الواردات، مع إنخفاض العجز التجاري إلى 3.5% خلال عام 2017الماضى .

ثانيا: معززات قبول الإيكواس لعضوية المغرب

  • التاريخ الإستعمارى الفرنسى المشترك ، توجد 8 دول من أصل 15دولة عضو فى إيكواس خضعوا للإستعمار الفرنسى وهم بينين وبوركينا فاسو وساحل العاج ومالي والنيجر والسنغال والتوجو، الذى لا يزال يعتبر تلك الدول أحد الحدود الفرنسية الخارجية ، والشاهد فى ذلك تلك الدول تتشارك فى عملة واحدة وهى الفرنك الغرب إفريقى، وهو ما تتشارك تلك الدول مع المغرب فى هذا الميراث التاريخى ، والشاهد على ذلك التقارب الفرنسى المغربى فى رصد الزيارات[33] الرسمية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى 15 نوفمبر 2018 إلى المغرب من أجل تدشين خط القطار الفائق السرعة الذي يربط بين طنجة والقنيطرة والذي يعد ثمرة شراكة ثنائية بين البلَدين ، أيضا الزيارة التى تسبق الأخيرة من قبل، زيارة الملك المغربى محمد السادس لفرنسا فى 10 أبريل من ذات العام بعد مرور شهرين من تولى ماكرون الحكم فى فرنسا، كذلك الزيارات الوزارية المتبادلة التخصصية فى مختلف المجالات الاقتصادية والسياسة والأمنية والزراعية والصناعية فى خلال عام 2018، وفى 12فبراير عام 2020، تم تأجيل زيارة[34] الرئيس الفرنسى ماكرون إلى المغرب من ضمن سلسلة من التأجيلات التى تمت فى الفترة الماضية، وذلك بسبب فايروس كورونا العالمى حيث أعلنت فرنسا عن وجود عدد 130 من الإصابات بهذا الفايروس داخل أراضيها وذلك فى فبراير من العام الجارى 2020، كانت هذه الزيارة تهدف لإقْناع الرباط باختيار “مجموعة ألستوم” الفرنسية لصناعة القطارات فائقة السرعة لإنجاز خط مراكش-أكادير. وتتخوّفُ فرنسا من تفضيل المغرب للعرض الصيني المغري.
  • نشير أيضا إلى ما تم من توقيع سلسلة من الاتفاقيات ذات الطّابع الاقتصادي عقب الزّيارة التي قامَ بها وفد حكومي مغربي رفيع المستوى إلى باريس خلال الشّهر الماضي، كما تمّ التوقيع على عقد شراء أسلحة فرنسية ستعزّز المنظومة العسكرية المغربية، حيث “حصلَت شركات تسليح فرنسية على رخص بيع معدّات حربية لصالح القوات المسلحة الملكية، مكسّرة بذلك هيمنة الأمريكيين على غالبية الصّفقات العسكرية التي تعقدها المملكة”، مبرزة أنّ شركة “Nexter” الفرنسية أبرمت مؤخرًا عقدًا بقيمة 200 مليون يورو لبيع أنظمة مدفعية من طراز “Caesar” (قيصر) (170 مليونًا) وذخائرها (30 مليونًا)، وتأتي هذه الصفقات لتعزيز قدرات المدفعية الملكية التي حصلت على عتاد متنوع، سواء بالنسبة إلى المدفعية أرض-أرض أو المدفعية أرض-جو. وسيتم الإعلان رسميا عن هذه الصفقات خلال الزيارة المقبلة للرئيس ماكرون إلى الرباط ، ويعتبر المغرب من أكبر زبناء السوق الفرنسية فيما يتعلق باقتناء الأسلحة في العالم، حيث احتل المرتبة السادسة بعد السعودية والهند والبرازيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حسب تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية بشأن صادرات الأسلحة الفرنسية.[35]
  • الإرتباط الساحلى الأفريقى بين المغرب وبعض الدول الأعضاء ،
  • حيث يمتد هذا الساحل من المحيط الأطلنطى على البحر الأحمر ، وهو ما تشترك فيه مع دول هذا الساحل الإفريقي ، فسياسيّاً، وبالرجوع إلى مجموع الدول التي ضمّتها لجنة مكافحة الجفاف التي أُنشئت سنة 1971م أقرت أن الدول هي: السنغال، غامبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينافاسو، ثم أضيفت كلٌّ من: غينيا بيساو والرأس الأخضر، ونظراً لزحف الصحراء تُضاف كلٌّ من: السودان، إثيوبيا، الصومال، وكينيا ، تُعدّ منطقة الساحل الإفريقي من أكثر المناطق المفتوحة شساعة في العالم، بمساحة تفوق تسعة ملايين كيلومتر مربع ، وبالتالى هى بمثابة حزام حدودى بين الصحراء الكبرى ودول الشمال الأفريقى ، ولعلّ شساعة المجال الجغرافيّ للساحل الإفريقي خلقت نوعاً من الاختلاف حول الدول التي تنتمي إليه.[36]
  • الدبلوماسية السياسية والإقتصادية والدينية المغربية – الغرب إفريقية :
  • سياسيا، إهتمام الملك المغربى محمد السادس ذاته بسياسة التوجه نحو إفريقيا خاصا العلاقات مع دول غرب إفريقيا ، حيث نرصد زياراته الرسمية فى بداية عام 2017 إلى دول غانا وساحل العاج وغینیا ومالي من أجل الترویج لطلب عضوية الإيكواس[37] ، كذلك ما عرف (بالصفقة التشادية ) ، وهى دعم المغرب تسهيل وصول تشاد إلى رئاسة مفوضية الإتحاد الإفريقى ، مقابل دعم تشاد لعضوية المغرب فى الإيكواس[38]،و استقبال ملك المغرب لوفد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد يوم الجمعة 31 يناير 2014م؛ بغية الانخراط في الدينامية الإقليمية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية.
  • الدبلوماسية الدينية ، لم يكن البعدُ الدينيّ غائباً أثناء الجولة التي قام بها ملك المغرب في دول غرب إفريقيا يوم الجمعة 5 يونيو 2015م، قادته لكلٍّ من الجابون والسنغال وغينيا بيساو وساحل العاج ، فللمغرب علاقاتٌ دينيةٌ وطيدة بالمنطقة، خصوصاً عبر الطرق الصوفية، عرفها كثير من خبراء السياسة بإنها ( الدبلوماسية الروحية ) كمحاولة لحلّ الصراعات والنزاعات بين الدول وداخل حدود الدولة، من خلال الاعتماد على القيم الروحية للشعوب ، وتستخدم المغرب خاصة الطريقة التيجانية التي تؤوي ضريح مؤسّسها الشيخ أحمد التيجاني بمدينة فاس، والطريقة القادرية، وهاتان الطريقتان منتشرتان كثيراً في موريتانيا ومالي والسنغال ، حيث ساهمت فى توطيد العلاقات بين المغرب وغرب إفريقيا .
  • إقتصاديا ، اتفاقيات الشراكات الأقتصادية السابقة الاشارة والمشروعات الاقتصادية فى مختلف المجالات ، تتمثل فى الشراكة المغربية النيجيرية فى مشروع الغاز الاستراتيجى السابق الإشارة له بالأعلى ، كذلك نذكر ، توجّه المستثمرون المغاربة نحو قطاع البنوك والمؤسسات المالية، وقطاع الاتصالات، وصناعة الإسمنت، وقطاع المناجم، والنقل والإسكان ، وضمن هذا السياق سيطرت المؤسسة التجارية وفابنك Attijari wafabank على 66.67% من رأس البنك السنغالي التونسي، واستحوذت على 51% من أسهم بنك مالي الدولي البالغة نحو 60 مليون أورو، ومن جانبه يعد البنك المغربي للتجارة الخارجية BMCE Bank مؤسسة بنكية رائدة في غرب إفريقيا، إذ بلغت مساهمته 35% ضمن ما يُسمّى: بنك إفريقيا UEMOA، وهو ثالث مجموعة بنكية ضمن الاتحاد الاقتصاديّ والماليّ لغرب إفريقيا ، ويركّز المغرب في علاقاته الإفريقية أيضاً على تأهيل الموارد البشرية، إذ يتابع نحو ثمانية آلاف طالبٍ إفريقيٍّ دراساتهم العليا بالجامعات والمعاهد المغربية، وقد استقبلت المؤسسات العمومية المغربية، برسم الموسم الأكاديميّ 2008م – 2009م، 7046 طالباً من أصل 41 دولة إفريقية، منهم 6668 طالباً ممنوحاً ، وفي قطاع الاتصالات؛ تسيطر اتصالات المغرب على معظم أسهم الشركة الموريتانية موريتيل Mauritel، وتستحوذ على 51% من أسهم أونا تيل البوركينابية، وتحتكر، منذ شباط/ فبراير 2007م، نحو  51% من أسهم شركة جابون تيلكوم Gabon Telecom ، وبدأت شركة مناجم Managem عملها بالغابون، والكونغو الديمقراطية والسودان وإثيوبيا وموريتانيا في قطاع المعادن، ويأتي في الصدارة الذهب والنحاس، فتمكّنت بذلك مجموعة أونا (19)، عبر ذراعها المنجمي، من استغلال عدة وحدات بكلٍّ من غينيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر، وتمثّل القارة بالنسبة إلى شركة مناجم المجال الطبيعيّ للامتداد والتطور.[39]
  • أما في قطاع النقل؛ فقد استحوذت الخطوط الملكية المغربية RAM على 51% من رأسمال الشركة السنغالية Air Sénégal International، وهي النسبة نفسها التي تساهم بها شركة النقل البحري المغربية كوماناف Comanav ضمن الشركة السنغالية سومات Somat.[40]
  • والأمر نفسه يقال بشأن الماء، والزراعة، وإقامة البنيات التحتية ، وقد وقّع المغرب ومالي في 26أكتوبر 2000م بروتوكولاً يخصّ مبدأ التعاون في مجال الشغل والتدريب، وفي 18 سبتمبر 2001م جرى توقيع اتفاق تعاون؛ شمل ميادين: الشباب، والرياضة، والطفولة، وقضايا المرأة، وتكوين الأطر، وفي 7 تموز/يوليو وُقّع في مراكش اتفاق في قطاعات تحديث الإدارة وحماية البيئة والصناعة التقليدية. [41]
  • الدور الأمنى المغربى فى حفظ السلم والأمن فى غرب إفريقيا : سبقنا الإشارة إليه فى عنصر الوجود الأمريكى فى غرب إفريقيا بالأعلى ، ونضيف بجانب ذلك استخدام المغرب العلاقات الوثيقة مع دول الساحل الخمس ، لتحقيق هدف الفاعل الأمنى البديل عن الجزائر بعد إستبعاد دول الساحل الخمس لعضوية الجزائر على الرغم من رصيد المبادرات الأمنية للجزائر فى المنطقة ، والشاهد مساهمتان أساسيتان للمغرب هم إعلان وزير خارجية المغرب ناصر بورابطة مساعدة المغرب دول الساحل الخمس فى إدارة الأمن الحدودى ، وقطعه وعداً بالمساعدة فى التصدى للتعاليم الإسلامية المتشددة فى المنطقة ، كذلك حضور مندوبون مغاربة المؤتمر الدولى رفيع مستوى حول دول الساحل فى بروكسل فبراير 2018 ، وسلط المذكور الضوء على مجالات التعاون التى منها ضبط الحدود والأمن الغذائى و التنمية الإجتماعية والتدريب العسكرى والدينى للأئمة ، وفى نفس العام المذكور تعهد المغرب بدعم القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس التى تركز عملياتها فى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وركز المغرب على تدريب القادة العسكريين فى دول الساحل الخمس نذكر منهم الرئيس الموريتانى الحالى محمد ولد عبد العزيز، وقائد القوة المشتركة لدول الساحل الخمس حننا ولد سيدى الموريتانى فى الأكاديمية الملكية العسكرية فى مكناس بجانب 1300 طالب أجنبى غالبيتهم من دول جنوب الصحراء .[42]
  • الشراكة الإستراتيجية الأوروبية المغربية : سبقنا الإشارة إليها فى العنصر الأول
  • إنسحاب موريتانيا ، وتواجد تونس كعضو مراقب ، وغياب الجزائر من الإيكواس:
  • تعد موريتانيا من الأعضاء المؤسسين لميثاق الجماعة الإقتصادية لدول الغرب (إيكواس) ، حيث فى عام 2000 خرجت موريتانيا من الجماعة نتيجة رفضها قرار الجماعة لدمج القوات المسلحة للدول الأعضاء [43]، هذا الانسحاب عزز الطلب المغربى من خلال قوات محور الرباط ـ دكار ـ أبوجا، الذي يدمج قسرا موريتانيا تحت جغرافيا اقتصادية وجيوسياسية صعبة ، فموريتانيا من الدول الرافضة لإنضمام المغرب للإيكواس ولها شواهد سابقة خاصة بقضية الصحراء المغربية أفشلت تدخل القوة العسكرية للإيكواس بقرار الأمم المتحدة رقم  “2337” الخاص الحل السملى للنزاعات[44] أما عن تونس والجزائر ، باعتبارهم الفلول السابقة من إتحاد المغرب فإن تونس فى 2017 تمتعت بعضوية مراقبة فى الإيكواس ، اما الجزائر فى غيابه عن دوره فى منطقة غرب أفريقيا ما يقلل نفوذه على تلك المنطقة ، خاصة النفوذ الأمنى والعسكرى فى مواجهة الإرهاب والجماعات الجهادية  فى منطقة الساحل الذى يرعاه الإتحاد الأوروبى ويدعمه الدولة الفرنسية ، يعزز طلب المغرب فى أن تحل محل الحليف السابق ، بجانب أستمرار أنعدام الثقة بين الجزائر و بروكسل ، إذ لدى الاتحاد الأوروبي تحفظات حول مدى التزام الجزائر بمكافحة الإرهاب بالمنطقة ، ونتج عن ذلك نقص فى تقاسم المعلومات والتنسيق بين المبادرات التى تطلقها الجزائر والإتحاد الأوروبى [45]، وبالتالى فان المغرب تعتبر البديل الإستراتيجى الإفريقى للإتحاد الأوروبى وفرنسا وكذلك بالنسبة لدول غرب إفريقيا الوسيط أو حلقة الوصل بين غرب إفريقيا و أوروبا نظرا لشراكتها التجارية مع الإتحاد الأوروبى، وعضويتها بدول الساحل الخمس كما سبقنا الإشارة .

ثالثا : عقبات قبول المغرب للعضوية

  • عقبات قانونية : حيث طبقا لمعاهدة “لاجوس” المؤسسة للجماعة عام 1975 ، أشارت الفقرة الثانية من المادة رقم 62 حول العضوية بالإنضمام داخل الجماعة ، ” إمكانية إنضمام أى دولة من دول إقليم غرب إفريقيا ، بشرط أن تعلن التزامها بتحقيق أهداف الجماعة المنصوص عليها فى المعاهدة “ ، وبالتالى فإن عضوية الجماعة تقتصر على إقليم غرب إفريقيا فقط أى تقوم على أساس جغرافى لترعى مصالح الدول المتجاورة ، ولا تستطيع أى دولة خارج نطاق إقليم غرب إفريقيا أن تكون عضوا أصليأَ فى الجماعة[46] .
  • قضية الصحراء المغربية : تمثل هذه القضية عائق كبير أيضا ، لإنضمام المغرب حيث هى احد المسببات الرئيسية فى ضعف العلاقات المغربية الموريتانية ، حيث لازالت موريتانيا وتشاد ومالى تواصل الإعتراف بإستقلال الجمهورية العربية الصحراوية ، وبالتالى تحاول المغرب تذليل تلك العقبة من خلال تحسين العلاقات مع موريتانيا ، حيث من شواهد ذلك ، فى يونيو 2018، عينت المغرب حميد شبارا سفيراَ للمغرب فى نواقشوط بعد شغور هذا المنصب عامان كاملان ، ايضا كبادرة لحسن نوايا المغرب منعت دخول معارض لنظام الحكم الموريتانى من دخول أراضيه ، مغيرا بذلك ما كان يتم فى فترة تدهور العلاقات بين الدولتين ، حيث كان المغرب يستقبل المعارضين الموريتانين ،كذلك تستغل المغرب استثماراتها فى قطاع التعدين الموريتانى كمدخل لإعادة العلاقات ، حيث فى ديسمبر 2019 ، أرسلت المغرب وفدها الرسمى فى هذا القطاع وهو اتحاد مقاولات المغرب العام لزيارة موريتانيا ، لتوطيد الروابط المالية والتحضير لمزيد من التعاون المشترك فى قطاعات الطاقة المتجددة والصحة والاتصالات السلكية واللاسلكية وصيد الأسماك، أيضا فى سياق ملف نزاع الصحراء الغربية وحسن النوايا المغربية ،كانت موريتانيا، حاضرة أيضاً في المفاوضات التي أُعيد إحياؤها تحت رعاية الأمم المتحدة في ديسمبر 2018 . وتزامنَ الاجتماع الأول في جنيف مع اجتماع لمجموعة دول الساحل الخمس في نواكشوط. من شأن تحسن العلاقات مع موريتانيا، في سياق التعاون مع مجموعة دول الساحل الخمس، أن يُساهم في إزالة أحد العوائق التي تعترض السعي المغربي إلى اكتساب نفوذ ودعم إقليميّين في ملف الصحراء الغربية.[47]
  • التنافس على النفوذ النيجيرى وسيراليون (الأنجلوفونى): كما سبقنا الأشارة فى العنصر الأول ، توجد 5 دول أنجلوفونية أعضاء أصليين داخل الإيكواس هم نيجيريا، ليبريا، سيراليون، غانا ، جامبيا، تعد نيجيريا الدولة الأكبر إقتصادا والقوة العسكرية بين الدول الأعضاء ما يجعلها الأكثر تأثيرا وهمنة داخل التكتل وأيضا فى إقليم غرب إفريقيا وهى قائدة الإنقسام الأنجلوفونى داخل التكتل والرافض لعضوية المغرب ، باعتبار كما سبقنا الإشارة مهدد لذلك النفوذ الذى تتمتع به نيجيريا ، ولذلك تحاول المغرب من خلال الشراكة المغربية النيجيرية فى قطاع الطاقة ، أن تحول رفض عضوية نيجيريا إلى قبول .[48]
  • طلب موريتانيا للعودة للعضوية بالإيكواس : فى ديسمبر 2018 ، وقعت موريتانيا إتفاقية شراكة[49] مع الإيكواس ، ما جعلها تسعى للعودة مرة أخرى إلى الإيكواس ، بجانب أن ما يعزز مسعاها هو انها أحد الدول المؤسسين لميثاق الجماعة ، بجانب موقعها الجغرافى بالطبع فى الغرب ما يجعلها أن تتمتع بعضوية أصيلة وهو ما يمثل عقبة كبيرة للمغرب وطلبها للعضوية ، حيث بالنسبة للنقاط السابقة فإن موريتانيا لها نصيب أكبر فى قبول عضويتها عن المغرب ، بالإضافة أنها دولة فرانكفونية أيضا ، حيث نتيجة لما أشارنا سابقاَ إليه العداء التاريخى بين الدولتين نتيجة لقضية الصحراء[50] .

رابعا: دور القوى الأجنبية بشأن عضوية المغرب

  • فرنسا : تمثل فرنسا ، كما سبقنا الذكر الداعم الخارجى للمغرب وعضويته ، والنفوذ الأجنبى المباشر فى إقليم غرب إفريقيا الإيكواس ممثلا أيضا للإتحاد الأوروبى وسياساته فى غرب إفريقا، ونرى الشواهد فى ذلك سياسة الإستيعاب الفرنسية وكذلك توجه الإتحاد الأوروبى فى إعتبار دول الشمال و الغرب الإفريقى من صحراءها وساحلها ، حدود إفريقية لأوروبا ، نرى الشواهد فى ذلك ، بالنسبة للدعم الفرنسى لعضوية المغرب، خطاب الرئيس ماكرون[51] فى زيارته للمغرب فى 2017 وهو عام ذات عام عودة المغرب للإتحاد الإفريقى وكذلك طلب الإنضمام للإيكواس ، حيث أكد ماكرون فى خطابه نصاً ” تعد هذه الزيارة للمغرب، وعلى غرار العلاقات بين بلدينا، ترتكز على رؤية مشتركة وإرادة لمواصلة الاهتمام بمصالحنا المشتركة، ليس فقط بالمغرب، ولكن أيضا بالمنطقة وبإفريقيا “؛ ” وأكد أن المغرب” بلد صديق وشريك استراتيجي لفرنسا “ ، كذلك “وأكد ماكرون أن المباحثات التي أجراها مع جلالة الملك همت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما المشاريع الاقتصادية، والثقافية والتربوية الجارية، والنهوض بالفرانكفونية، والنزاع الليبي ، والوضع المتوتر بالخليج، مضيفا أن فرنسا والمغرب لهما سياسة مشتركة في إفريقيا” ، وأشاد الرئيس الفرنسي، في هذا الصدد، بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ، وبانضمامه قريبا إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو).[52]
  • إنجلترا : بعد خروجها من الإتحاد الأوربى عام 2020، تعتبر المنافس للإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة  فى الإقليم والقارة كما سبقنا الإشارة ، وبالتالى فهى من يحرك نيجيريا لرفض عضوية المغرب والشاهد مراسلة الكاتب العام لدول “كومنولث”، إيميكا أنياوكو، داعيا الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى “عدم السماح للمغرب بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”. وتوجه المسؤول النيجيري في رابطة الشعوب البريطانيّة إلى الرئيس النيجيري بالقول: “السماح للمغرب بأن يكون عضوا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيزيد من تراجع نفوذ نيجيريا في المنطقة”، مضيفا أن “إيكواس” مجموعة إقليمية رأت النور خدمة لمصالح دول غرب إفريقيا، “في حين أن المغرب ليس مؤهلا للانضمام إليها لأنه واقع في شمال إفريقيا”.، بالإضافة إلى موقف نيجيريا ونفوذها بالإيكواس الذى أرهن الطلب تحت الدراسة [53]
  • أمريكا : ممثلة فى الأمم المتحدة وتدخلها فى فض المنازعات والصراعات وحفظ الأمن فى الإقليم ، ونظراً لاتفاق المركسور السابق الإشارة إليه ، فللولايات المتحدة مصالح إقتصادية ستحقق بدخول المغرب الإيكواس بطبيعة الحال والواقع الملموس بجانب الوجود الأمريكى بالمنطقة ما يعزز قولى هو ما سبقنا ذكره والعلاقات الجيدة بين المغرب والولايات المتحدة ولكن يبقى النفور المغربى من الوجود الإسرائيلى فى الإيكواس هو عائق دعم الولايات المتحدة لهذه العضوية بجانب ، ان المغرب بالأساس تستحوذ على قراراتها فرنسا والإتحاج الاوروبى ما يمكن ان نسميه ذراع أوروبا الجديد ، الشاهد فى ذلك موقف المغرب فى قمة الإيكواس ب ليبريا 2017 بتعليق مشاركتها بها لحضور ناتنياهو .[54]

خامسا: التعقيب

ختامأ : إن جدلية قبول عضوية المغرب فى تكتل الإيكواس تخضع لواقع المصالح السياسية والتأثير الأجنبى على هذا القرار فى الإيكواس ، ولكن من التحليل السابق نستنتج قبول هذه العضوية نظراَ لتداخل المصالح المتشعب بين القوى الاجنبية المؤثرة ومن جانب الدول أخر الدول الإفريقية نظرا للإرث الإستعمارى المشترك والثقافة المشتركة لأغلب دول التكتل الفرانكفونى ، يعزز قولى الشواهد السابق الإشارة إليها من تأثير القوى الأجنبية على القرار السياسى فى الإيكواس فى الحالات المذكورة ، فعلى الرغم من أن تكتل الإيكواس فى مرتبة أفضل فى تحقيق مراحل التكامل الإقليمى إلا أن الإنقسام الثقافى الداخلى وتغليب المصالح ترجح كفتها فى إتخاذ القرارات .

المراجع :

  • محمود أبو العينين ، ورقة عمل ندوة العولمة و أثرها على أفريقيا ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، جامعة القاهرة 17\3\1999
  • حسن سليم، الديمقراطية والعولمة والحاجة إلى الحوكمة ، المركز المصرى للحوكمة العالمية والتنمية ، 2016 ، ص27
  • دالية غانم ، الحدود الإفريقية لأوروبا ، مقال ، مركز كارنيجى للشرق الأوسط ، مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى 7 يوليو 2017 ص1 موقع https://carnegie-mec.org/diwan/71450
  • محمود أبو العينين ، العلاقات الأوروبية الإفريقية بعد إنتهاء الحرب الباردة، مجلة السياسة الدولية  ، عدد 140، إبريل سنة 2000 ص9
  • موقع سكاى نيوز العربية أبوظبى ، مقال حلم الـ30 عاما.. عملة موحدة بغرب أفريقيا بين الواقع والطموح ، يوليو 2019
  • محمد عاشور ،أحمد سالم دليل المنظمات الإفريقية الدولية ، جامعة القاهرة ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، مشروع دعم التكامل الإفريقى ، الطبعة الأولى ، 2006 ، ص 91
  • الموقع الرسمى للإيكواس على الشبكة الدولية للمعلومات الإنترنت ، بتاريخ 19/3/2019 من خلال الرابط التالى : http://www.ecwas.int
  • حمدى عبد الرحمن حسن ، سـياسـات التنـافـس الـدولي فـي أفـريـقيــا ،دراسة من  موقع مجلة قراءات إفريقية ، 5فبراير 2013
  • أيمن شبانة ، الدور الأمريكى فى إفريقيا ، مقال ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية جامعة القاهرة ص 38
  • موقع المقاتل ، الحرب فى مالى ، المبحث الثالث موقف الولايات المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية زيارة الموقع فى 19\3\2020
  • موقع أخبار الأمم المتحدة ، اختتام ديكارلو زيارة غينيا بيساو ،

https://news.un.org/ar/story/2020/01/1047212

  • أيمن شبانة ، العلاقات الإسرائيلية الإفريقية ، مقال فى التقرير الإستراتيجى الأفريقى ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية 2001- 2002 ص 3 و 6
  • ممدوح مبروك ، مقال الغزو الإسرائيلى لغرب إفريقيا ، موقع مؤسسة الفكر العربى ، 21أكتوبر ، ص 3 ،
  • ECWAS REVISED TREATY: published by @ECOWAS commission, Abuja printed(1993) Reprint 2010 .pp(6:7).
  • سماح المرسى ، التكامل الإقليمى كآلية لتعزيز السلم و الأمن في أفريقيا مع إشارة خاصة لدور الإيكواس في غرب أفريقيا ، بحث مقدم لمؤتمر شباب الباحثين ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، جامعة القاهرة 2006
  • بدر حسن شافعى ، دراسة لماذا نجحت إيكواس فى تسوية جامبيا ، موقع قراءات إفريقية ، مارس 2018
  • Karen J. Alter,* Laurence R. Helfer,† and Jacqueline R. McAllister‡, A new international human rights court for west Africa : COMMUNITY COURT OF JUSTICE , the American journal for international law ,vol 107: 737 ,2013 p 737
  • موقع البى بى سى ، المغرب يستعد للإنضمام لتجمع دول غرب إفريقيا الإقتصادى ، https://www.bbc.com/arabic/world-40160661
  • Deutsche Welle  media  academy in German , morocco knock doors of   ECWAS, article , 21/8/2017, https://p.dw.com/p/2iYMo  p1
  • RICCARDO FABIANI, Morocco’s Difficult Path to ECOWAS Membership , CARNEGIE endowment for international peace , March 28, 2018 .  https://carnegieendowment.org/sada/75926
  • مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عقبات انضمام المغرب للإيكواس في غرب إفريقيا، سبتمبر 2017.
  • الموقع الرسمى لوزارة أوروبا للشؤون الخارجية الدبلوماسية الفرنسية ، فرنسا و المغرب، https://www.diplomatie.gouv.fr/ar/afrique-du-nord-et-moyen-orient/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8/la-france-et-le-maroc تم تحديث هذه الصفحة في 2019.05.23 /
  • عبد السلام الشامخ ، فيروس “كورونا” يؤخر زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المغرب ، جريدة هسبريس الالكترونية الرسمية المغربية ، 2مارس 2020 https://www.hespress.com/politique/461435.html
  • محمد بوبوش ، علاقات المغرب وغرب إفريقيا.. المحددات والتفاعلات ، الموقع الرسمى لمجلة قراءات أفريقية ، 14\3\2017 ،
  • عبد الحميد العونى ، مقال أسرار طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ومن يدير الرفض في القارة؟ ، https://sahara-question.com/ar ، 1 إبريل 2017
  • إنتصار فقير ، مقال المغرب يستدير جنوباً ، مركز كارنيغى لدراسات الشرق الأوسط  , موقع مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى  28 يناير 2019  https://carnegie-mec.org/diwan/78220
  • عبيد سالم : ( المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا الإيكواس مقومات النجاح وقيود التكامل ، مقال بمنتدى الأواصر الدولى الأول ، بتاريخ 13 يونيو 2017 ، عبر موقع المنتدى على الشبكة الدولية للمعلومات
  • عبد الحميد العونى ، أسرار طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ومن يدير الرفض في القارة؟, موقع  sahara questions ، إبريل 2017
  • عقبات إنضمام المغرب للإيكواس فى غرب إفريقيا ، موقع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، 2\9\2017 ،
  • البوابة الوطنية لمملكة المغرب , الرئيس ماكرون يشيد بالمباحثات “الشخصية جدا” التي أجراها مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،14 يونيو 2017
  • عبد الرحيم العسرى ، المغرب وإيكواس خصوم المملكة يشهرون ورقة الإرهاب ، موقع الصحيفة الإلكترونية الوطنية بالمملكة المغربية هسبريس ، 2017 https://www.hespress.com/economie/362430.html
  • المغرب يستعد للانضمام لتجمع دول غرب أفريقيا الاقتصادي ، موقع بى بى سى  نيوز ، 2017 ،  https://www.bbc.com/arabic/world-40160661

[1] محمود أبو العينين ، ورقة عمل ندوة العولمة و أثرها على أفريقيا ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، جامعة القاهرة 17\3\1999

حسن سليم، الديمقراطية والعولمة والحاجة إلى الحوكمة  ، المركز المصرى للحوكمة العالمية والتنمية ، 2016 ، ص27

[2] دالية غانم ، الحدود الإفريقية لأوروبا ، مقال ، مركز كارنيجى للشرق الأوسط ، مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى 7 يوليو 2017 ص1 موقع https://carnegie-mec.org/diwan/71450

[3] محمود أبو العينين ، العلاقات الأوروبية الإفريقية بعد إنتهاء الحرب الباردة، مجلة السياسة الدولية  ، عدد 140، إبريل سنة 2000 ص9

[4] المرجع ذاته 2 ص 2

[5] المرجع 2 ص 2

[6] المرجع 3 ص

[7] موقع سكاى نيوز العربية أبوظبى ، مقال حلم الـ30 عاما.. عملة موحدة بغرب أفريقيا بين الواقع والطموح ، يوليو 2019 . https://www.skynewsarabia.com/business/1264209-%D8%AD%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8030-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%94%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD

[8] محمد عاشور ،أحمد سالم دليل المنظمات الإفريقية الدولية ، جامعة القاهرة ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، مشروع دعم التكامل الإفريقى ، الطبعة الأولى ، 2006 ، ص 91

الموقع الرسمى للإيكواس على الشبكة الدولية للمعلومات الإنترنت ، بتاريخ 19/3/2019 من خلال الرابط التالى  : http://www.ecwas.int

[10] حمدى عبد الرحمن حسن ، سـياسـات التنـافـس الـدولي فـي أفـريـقيــا ،دراسة من  موقع مجلة قراءات إفريقية ، 5فبراير 2013، https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%B3%D9%80%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%80%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%80%D8%A7%D9%81%D9%80%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%80%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%80%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D9%80%D8%B1%D9%8A%D9%80%D9%82%D9%8A%D9%80%D9%80%D8%A7#sthash.zqyb6EbF.dpbs

[11]   أيمن شبانة ، الدور الأمريكى فى إفريقيا ، مقال ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية جامعة القاهرة ص 38

[12] مرجع 10

[13] مرجع 10 و موقع المقاتل ، الحرب فى مالى ، المبحث الثالث موقف الولايات المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية  زيارة الموقع فى 19\3\2020 http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/HarbFiMali/sec04.doc_cvt.htm

[14] مرجع 11

[15] موقع أخبار الأمم المتحدة ، اختتام ديكارلو زيارة غينيا بيساو ، https://news.un.org/ar/story/2020/01/1047212

[16] أيمن شبانة ، العلاقات الإسرائيلية الإفريقية ، مقال  فى التقرير الإستراتيجى الأفريقى ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية 2001- 2002 ص 3 و 6

[17] مرجع 14 ص 13

[18] ممدوح مبروك ، مقال الغزو الإسرائيلى لغرب إفريقيا ، موقع مؤسسة الفكر العربى ، 21أكتوبر ، ص 3 ، https://arabthought.org/ar/researchcenter/ofoqelectronic-article-details?id=1075

[19] مرجع 8

[20] مرجع 1

[21] ECWAS REVISED TREATY: published by @ECOWAS commission, Abuja printed(1993) Reprint 2010 .pp(6:7).

[22] سماح المرسى ، التكامل الإقليمى كآلية لتعزيز السلم و الأمن في أفريقيا مع إشارة خاصة لدور الإيكواس في غرب أفريقيا ، بحث مقدم لمؤتمر شباب الباحثين ، معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، جامعة القاهرة  2006

[23] بدر حسن شافعى ، دراسة لماذا نجحت إيكواس فى تسوية جامبيا ، موقع قراءات إفريقية ، مارس 2018 ، https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%AC%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A7#sthash.Hnj81DM7.dpbs

[24] مرجع 21

[25] Karen J. Alter,* Laurence R. Helfer,† and Jacqueline R. McAllister‡, A new international human rights court for west Africa : COMMUNITY COURT OF JUSTICE , the American journal for international law ,vol 107: 737 ,2013 p 737

[26] موقع البى بى سى ، المغرب يستعد للإنضمام لتجمع دول غرب إفريقيا الإقتصادى ، https://www.bbc.com/arabic/world-40160661

[27] Deutsche Welle  media  academy in German , morocco knock doors of ECWAS, article , 21/8/2017, https://p.dw.com/p/2iYMo  p1

[28] RICCARDO FABIANI, Morocco’s Difficult Path to ECOWAS Membership , CARNEGIE endowment for international peace , March 28, 2018 .  https://carnegieendowment.org/sada/75926

[29] Ibid (2)

[30] Ibid (3)

[31] Ibid (2)

[32] مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عقبات انضمام المغرب للإيكواس في غرب إفريقيا، سبتمبر 2017، https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/3211/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7

[33] الموقع الرسمى لوزارة أوروبا للشؤون الخارجية  الدبلوماسية الفرنسية ، فرنسا و المغرب، https://www.diplomatie.gouv.fr/ar/afrique-du-nord-et-moyen-orient/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8/la-france-et-le-maroc

تم تحديث هذه الصفحة في 2019.05.23 /

[34] عبد السلام الشامخ ، فيروس “كورونا” يؤخر زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المغرب ، جريدة هسبريس الالكترونية الرسمية المغربية ، 2مارس 2020 ، https://www.hespress.com/politique/461435.html

[35] عبد السلام الشامخ ، مرجع ذاته (8)

[36] محمد بوبوش ، علاقات المغرب وغرب إفريقيا.. المحددات والتفاعلات ، الموقع الرسمى لمجلة قراءات أفريقية ، 14\3\2017 ، https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AA#sthash.Kgxiq5df.dpbs

[37]  Ibid (2)

[38] عبد الحميد العونى ، مقال أسرار طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ومن يدير الرفض في القارة؟ ، https://sahara-question.com/ar ، 1 إبريل 2017

[39] مرجع 37

[40] مرجع 37

[41] مرجع 37

[42] إنتصار فقير ، مقال المغرب يستدير جنوباً ، مركز كارنيغى لدراسات الشرق الأوسط  , موقع مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى  28 يناير 2019 https://carnegie-mec.org/diwan/78220

[43] عبيد سالم : ( المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا الإيكواس مقومات النجاح وقيود التكامل ، مقال بمنتدى الأواصر الدولى الأول ، بتاريخ 13 يونيو 2017 ، عبر موقع المنتدى على الشبكة الدولية للمعلومات

[44] عبد الحميد العونى ، أسرار طلب المغرب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ومن يدير الرفض في القارة؟, موقع  sahara questions ، إبريل 2017 ، https://sahara-question.com/ar/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A9%D8%9F/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA

[45] مرجع 2 ص 2

[46] عقبات إنضمام المغرب للإيكواس فى غرب إفريقيا ، موقع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، 2\9\2017 ، https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/3211/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7

[47] إنتصار فقير، مقال المغرب يستدير جنوباً، مركز كارنيغى للدراسات للشرق الأوسط – مؤسسة كارنیغي للسلام الدولي، 28يناير 2019، ص 3

[48] مرجع 45

[49] مرجع 42

[50] مرجع 46

[51] البوابة الوطنية لمملكة المغرب , الرئيس ماكرون يشيد بالمباحثات “الشخصية جدا” التي أجراها مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،14 يونيو 2017، http://www.maroc.ma/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%B3/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1#

[52] مرجع 2

[53] عبد الرحيم العسرى ، المغرب وإيكواس خصوم المملكة يشهرون ورقة الإرهاب ، موقع الصحيفة الإلكترونية الوطنية بالمملكة المغربية هسبريس ، 2017 https://www.hespress.com/economie/362430.html

[54] المغرب يستعد للانضمام لتجمع دول غرب أفريقيا الاقتصادي ، موقع بى بى سى  نيوز ، 2017 ، https://www.bbc.com/arabic/world-40160661

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=65425

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M