لا يشك احد ان التطور العمراني والتقني امر مرغوب به عقلا وشرعا الا ان يدخل الانسان فردا او مجتمعا في اشكال شرعي، ولكن الاصل هو مقبوليته في الشريعة الإسلامية.
وعندما نبحث عن هذا التطور نجده في اعلى مستوياته عند الغرب ويتضاءل تدريجياً حتى يصل الى مستويات متدنية في البلاد الإسلامية.
ومن يتفحص وضع المجتمع الغربي يجده في كثير من الاحيان مشغول باللهو – من وجهة نظر الشريعة الاسلامية – والانحرافات مثل الملاهي الليلية وبيوت الدعارة وتفكك العلاقات الاسرية والاجتماعية وغيرها. وربما تجد هذا اللهو حتى عند من بني التطور على يديه.
في الوقت نفسه نجد المجتمعات الاسلامية – بدرجة من الدرجات وهي اكيدا اكثر من المجتمعات الغربية – مشغولة بالذكر والدعاء والعبادة، ولهم محطات تسريعية زمانية مثل شهر رمضان وشهري محرم وصور وليالي الجمع وغيرها ، ومكانية مثل المراقد المطهرة والمساجد والحسينيات وغيرها، ومع هذا لم نستفد من هذه المحطات التسريعية لنطور انفسنا تقنياً، خاصة اذا قارنا ذلك بأن الغرب افنى قسما كبيراً من حياته في الابتعاد عن الله.
وربما يقول البعض ان هذه المحطات للتطور معنوياً، ولكن مع الأسف حتى معنوياً لم نتطور بما يناسب تلك المحطات والالطاف الالهية فيها.
فمجتمع خصص اوقاتا من عمره للابتعاد عن الله تتطور، ومجتمع خصص اوقاتا من حياته للتقرب الى الله ولم يتطور لا دنيويا ولا اخرويا، بل وبدأ المجتمع الثاني باللجوء للمجتمع الاول اذ يراه المثل الأعلى، فما السبب؟! وما الحل؟!