ارتبطت التفاعلات الحالية في قطاع غزة بانخراط متزايد لحركة أنصار الله -الحوثيين- في اليمن في هذه التفاعلات، سواء عبر تنفيذ عدة محاولات لاستهداف مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، أو عبر ممارسة ضغط “تدريجي” على عمليات الملاحة المدنية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ فحتى الآن أُبلغ عن عدد كبير من الحوادث المرتبطة بالملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وهو ما يعيدنا إلى مشاهد سابقة كانت فيها الملاحة المدنية في هذا النطاق عرضة لتهديدات جدية، تبدو تأثيراتها في الوقت الحالي -وبالنظر للوضع الاقتصادي الدولي- أكثر خطورة.
هذا النطاق البحري المهم -الذي يشهد الحركة التجارية الأكبر عالميًا- شهد سابقًا أولى جولات (حرب الناقلات)، التي استمرت ما بين عامي 1984 و1987، والتي شهدت استخدامًا مكثفًا من جانب إيران للألغام البحرية، وتسببت هذه الألغام في خسائر مهمة في القطع البحرية الأمريكية التي اضطرت لتنفيذ دوريات داخل الخليج العربي لمرافقة ناقلات البترول وحمايتها، فأصيبت في أبريل 1988 الفرقاطة الأميركية “صامويل روبرتس” بلغم بحري أثناء تحركها في منطقة الخليج، تسبّب بأضرار متوسطة في بدنها. وهو هجوم دفع الولايات المتحدة بعد أيام إلى إطلاق عملية هجومية دمرت خلالها منصتين نفطيتين إيرانيتين، إلى جانب عدد من القطع البحرية الإيرانية.
لاحقًا، تعرضت قطع بحرية أمريكية أخرى لأضرار جراء استخدام الألغام البحرية، لكن هذه المرة كانت ألغامًا عراقية، حيث أصيبت كل من فرقاطة الصواريخ الموجهة “يو إس إس برينستون” وسفينة الهجوم البرمائي “يو إس إس تريبولي” خلال العمليات البحرية المساندة لعملية تحرير الكويت في العام 1991.
عودة “حرب الناقلات” في السنوات الأخيرة
في عام 2019، عادت إلى الواجهة مرة أخرى ورقة استهداف ناقلات النفط، وكذا مخاطر استخدام الألغام البحرية، مضاف إليها عدة تكتيكات أخرى من بينها: مصادرة الناقلات النفطية، واستخدام وسائل مستحدثة لاستهداف هذه الناقلات والقطع البحرية الموجودة في المنطقة، مثل الزوارق الانتحارية. اللافت في هذه المرحلة هو أن المواجهة بين طهران والولايات المتحدة لم تقتصر فقط على الخليج العربي، بل شملت نطاقًا بحريًا واسعًا، من الساحل اليمني، مرورًا بالبحر الأحمر والساحل السوري ومضيق جبل طارق، وصولًا إلى فنزويلا. وكان القاسم المشترك في هذه المواجهة هو استهداف ناقلات النفط، بشكل يجعل هذه الاستراتيجية من ملامح مستقبل الحروب غير المتماثلة التي تختلط فيها العوامل الاقتصادية بالعوامل السياسية.
وقد شهد عام 2019 هجومين كبيرين على ناقلات النفط المدنية المتنقلة في الخليج العربي؛ الهجوم الأول كان في الثاني عشر من مايو، وفيه تعرضت أربع ناقلات للنفط -اثنتان منها ترفعان العلم السعودي، وواحدة ترفع علم النرويج، وأخرى ترفع العلم الإماراتي- لأضرار متفاوتة أصابت الجزء الغاطس من بدنها خلال وجودها قرب ساحل الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة.
الهجوم الثاني تم في شهر يونيو، وخلاله تعرضت ناقلتا نفط، إحداهما نرويجية والأخرى ترفع علم بنما لكنها مملوكة لشركة يابانية، لأضرار كبيرة جراء انفجار عدة ألغام بحرية مغناطيسية تم إلصاقها على البدن الخارجي لكلا الناقلتين. كانت هذه الحادثة لافتة بشكل كبير؛ نظرًا إلى أن الأضرار التي لحقت بالناقلتين كانت كبيرة، خاصة الناقلة المملوكة للشركة اليابانية.
وقد امتدت تأثيرات هذه العمليات البحرية المستترة إلى المواجهة بين تل أبيب وطهران، حيث تبادل الجانبان منذ عام 2019 استهداف الناقلات وسفن الشحن، وتعرض العديد من الناقلات الإيرانية لهجمات مماثلة، كان أولها في أكتوبر 2019 حين تعرضت ناقلة إيرانية تدعى “سابيتي” لإضرار في نقطتين على الجانب الأيمن من بدنها، بفعل مقذوفات أو ألغام لاصقة. وقد تكررت هذه الهجمات على السفن الإيرانية خلال عامي 2019 و2020، بإجمالي يتراوح بين 8 إلى 12 هجومًا. وقد اتضحت أبعاد هذه المواجهة بين الجانبين لاحقًا، حين تم خلال شهر مارس 2021، استهداف سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بألغام لاصقة، وبعدها بأيام تم استهداف ناقلة إيرانية بطريقة مماثلة وفي نفس المنطقة.
جدير بالذكر أنه في أواخر ديسمبر 2020 فككت البحرية العراقية لغمًا بحريًا لاصقًا من على متن ناقلة نفط مؤجرة من جانب شركة عراقية، تم إلصاقه بها على ما يبدو خلال وجودها في المياه الإقليمية العراقية، وهو حادث أكد بشكل أكثر وضوحًا أن الألغام المغناطيسية باتت هي السلاح الأهم -وليس الوحيد- في محاولات الفوز بحرب الناقلات في نسختها المعاصرة.
معارك غزة ومرحلة جديدة من “حرب الناقلات”
بعد أشهر طويلة من توقف حالة “التراشق” الناري الذي استهدف الناقلات وسفن الشحن في هذا النطاق البحري، دخلت جماعة أنصار الله “الحوثيين” في المعادلة الميدانية المرتبطة بقطاع غزة، حين استهدفت عدة مرات النطاق الجنوبي في فلسطين المحتلة بعدد من الصواريخ الجوالة والطائرات المسيرة. وقد دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المعادلة -ولكن في الجانب الإسرائيلي- في 19 أكتوبر، حين أعلنت البحرية الأمريكية أن مدمرة الصواريخ الموجهة من الفئة “أرلي بيرك”، “يو إس إس كارني”، قد أسقطت عدة صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من اليمن في اتجاه مدينة إيلات.
وقد بدا أن البحرية الأمريكية قد بدأت جديًا في استشعار التهديدات التي قد تمثلها الصواريخ المطلقة من اليمن، سواء في اتجاه أراضي فلسطين المحتلة، أو في اتجاه الملاحة الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن. لذا حركت في 4 نوفمبر 2023 المجموعة القتالية التابعة لحاملة الطائرات من فئة “نيميتز”، “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور”، والتي تضم بجانب هذه الحاملة، كلًا من طراد الصواريخ الموجهة من فئة “تيكونديروجا”، “يو إس إس فيلبين سي”، ومدمرتين للصواريخ الموجهة من الفئة “أرلي بيرك”، “يو إس إس ماسون” و”يو إس إس جرافلي”، إلى شمال البحر الأحمر قادمة من البحر المتوسط، وانضمت إليها في 6 نوفمبر غواصة الصواريخ الموجهة من الفئة “أوهايو”، “يو إس إس فلوريدا”.
وقد انتقلت هذه المجموعة في 10 نوفمبر إلى خليج عدن، وأصبحت على بعد نحو 400 كيلو متر من السواحل الإيرانية، وباتت تتمركز هناك، وتنفذ عمليات مراقبة في نطاق الخليج العربي وخليج عدن والبحر الأحمر، بالتعاون مع مجموعة بحرية أمريكية أخرى كانت تتمركز منذ فترة شمال البحر الأحمر، وتتألف من سفينة الإنزال البرمائية “يو إس إس باتان” من الفئة “واسب”، وسفينة الإنزال البرمائي “كارتر هول” من الفئة “هاربرز فيري”، ومدمرتي الصواريخ الموجهة من الفئة “أرلي بيرك”، “يو إس إس كارني”، و”توماس جي كيلي”.
رغم هذا الزخم البحري، فإن حجم الهجمات والتحركات البحرية لجماعة الحوثي في هذا النطاق البحري بدأ في التصاعد بشكل حاد في 19 نوفمبر، عبر اختطاف سفينة شحن سيارات تحمل علم جزر الباهاما، تسمى “جالاكسي ليدر”، خلال تحركها في البحر الأحمر، وقد جاء هذا بعد إصدار الجماعة تحذيرًا لكافة السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي أو تؤجرها شركات إسرائيلية أو تمتلكها شركات إسرائيلية.
طاقم السفينة المذكورة، والتي تم اقتيادها إلى الساحل اليمني، وتمتلكها شركة بريطانية يرأسها رجل الأعمال رامي أونجر، يتكون من 52 شخصًا، وتمت العملية عن طريق عملية إبرار جوي بمروحية قامت بإنزال مجموعة الهجوم على متن السفينة، وتتمركز هذه السفينة حاليًا قبالة ساحل ميناء الحديدة اليمني.
في 23 نوفمبر 2023، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن المدمرة الأمريكية “يو إس إس توماس هودن” قد أسقطت عدة طائرات بدون طيار فوق البحر الأحمر كانت في طريقها من الأراضي اليمنية نحو مدينة إيلات، وهي الحادثة الثانية من نوعها منذ بدء العمليات العسكرية في غزة. وفي 25 نوفمبر، تواردت أنباء لم يتم تأكيدها حتى الآن عن تعرض سفينة شحن إسرائيلية وهي “CMA CGM SYMI” لهجوم بطائرة بدون طيار في المحيط الهندي. وفي نفس اليوم، أعلنت قيادة الأمن التجاري البحري البريطانية أن مجموعة عرفت نفسها بأنها “السلطات اليمنية” أبلغت سفينة بريطانية بضرورة تغيير مسارها أثناء اقترابها من مضيق باب المندب.
التطور الأهم في هذه التفاعلات تم يومي 26 و27 نوفمبر 2023؛ فقد أصدرت قيادة الأمن التجاري البحري البريطانية في 26 نوفمبر تحذيرًا للبحارة من أن “مركبتين باللونين الأسود والأبيض تحملان ثمانية أشخاص يرتدون ملابس عسكرية” قد شوهدتا في المنطقة على بعد نحو 60 كيلو مترًا جنوب ساحل اليمن، ونحو 80 كيلومترًا شرق جيبوتي، وحوالي 110 كيلومترات شمال شرق الصومال في خليج عدن، وهو طريق شحن رئيس.
لاحقًا في نفس اليوم، أشارت القيادة إلى أن مجهولين قد صعدوا على متن الناقلة “سنترال بارك”، وهي ترفع علم ليبيريا، أثناء تحركها قبالة خليج عدن، حاملة شحنة من حمض الفوسفوريك. هذه الناقلة تملكها شركة “Clumvez Shipping Inc” البريطانية، والتي ترتبط بشركة “Zodiac Maritime” البريطانية، وهي إحدى شركات مجموعة “Zodiac” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وتحمل طاقمًا مكونًا من 22 شخصًا من بلغاريا وجورجيا والهند والفلبين وروسيا وتركيا وفيتنام، وكانت قادمة من المغرب، وعبرت قناة السويس في 22 نوفمبر.
مساء نفس اليوم، استجابت إحدى الوحدات البحرية التابعة للمجموعة القتالية الخاصة بحاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور”، وهي مدمرة الصواريخ الموجهة من الفئة “أرلي بيرك”، “يو إس إس ماسون”، لنداء الاستغاثة الصادر من الناقلة “سنترال بارك”، وتحركت بالتعاون مع فرقة العمل الدولية لمكافحة القرصنة البحرية “TF-151″، وانتقلت نحو مكان وجود الناقلة. وحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية، فإن المجموعة الخاطفة للناقلة، وعددها خمسة مسلحين، حاولت الهروب من الناقلة عقب وصول المدمرة الأمريكية، عبر قارب صغير، لكن في النهاية تم اعتقالهم.
في فجر اليوم التالي 27 نوفمبر، رصدت المدمرة الأمريكية إطلاق صاروخين باليستيين من اليمن نحو الموقع الذي توجد فيه المدمرة الأمريكية والناقلة التي تم تحريرها من المختطفين، وتتبعت المدمرة الأمريكية هذين الصاروخين، وفي النهاية سقطا على بعد نحو 19 كيلو مترًا من موقع وجود المدمرة.
جدير بالذكر هنا أن سفينة تابعة لشركة “Zodiac Maritime” قد تعرضت سابقًا لهجوم بطائرات بدون طيار قادمة من اليمن في يوليو 2021، حين تم استهداف ناقلة النفط “ميرسر ستريت” التابعة لنفس الشركة قبالة ساحل عمان بطائرة بدون طيار، ما أسفر عن مقتل فردين من أفراد طاقمها. وكذلك الحادثة التي تمت في نوفمبر 2022، وتم خلالها استهداف ناقلة النفط “باسيفيك زيركون” بطائرة بدون طيار، في خليج عدن، وهي ناقلة تتبع لشركة ملاحة مرتبطة بمالك شركة “Zodiac”.
لم تحدد القيادة المركزية الأمريكية في بيانها ما اذا كان الصاروخان الباليستيان يستهدفان المدمرة الأمريكية بشكل محدد أم الناقلة المختطفة، إلا أن المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون” التي نفذت عملية إنقاذ الناقلة لها خبرة في التعامل مع الصواريخ اليمنية؛ إذ تعرضت عام 2016 لثلاث محاولات للاستهداف من جانب الحوثيين: الأولى كانت في 9 أكتوبر 2016 حين تم استهدافها بصاروخين وقامت المدمرة باعتراضهما، والمرة الثانية في 12 أكتوبر من نفس العام عبر صاروخين مماثلين، وقد استهدفت البحرية الأمريكية في اليوم التالي، هجومًا بالصواريخ الجوالة على ثلاثة مواقع رادار يمنية؛ الهجوم الثالث تم في 15 أكتوبر 2016، واستهدف المدمرة الأمريكية بخمسة صواريخ جوالة مضادة للسفن، تم اعتراض أربعة منها، وسقط الخامس في نطاق بعيد.
وعلى الرغم من انه لم تتضح بشكل واضح –بالنظر إلى اختلاف طريقة محاولة السيطرة على الناقلة “سنترال بارك”، عن عملية سيطرة الحوثيين على سفينة الشحن “جالاكسي ليدر”– ماهية من حاول اختطاف الناقلة “سنترال بارك”، في ظل وجود احتمالية لضلوع قراصنة صوماليين في هذه المحاولة؛ فإنه بشكل عام يمكن النظر إلى التطورات الأخيرة على المسرح البحري في البحر الأحمر وخليج عدن من زاوية التصاعد الواضح في المخاطر التي تتعرض لها الملاحة المدنية هناك.
بالنسبة للأنشطة الأخيرة لجماعة أنصار الله في اليمن فتبدو أنها مواكبة من الجماعة للهجمات المتزايدة للمجموعات المسلحة الموالية لإيران ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. وتستهدف الجماعة كذلك توسيع هامش المناورة العسكرية فيما يتعلق بأزمة غزة؛ نظرًا لأنه -كما يبدو من أسلوب وحجم ونوعية الهجمات التي حاولت تنفيذها على جنوب فلسطين المحتلة مقارنة بما تمتلكه الجماعة من قدرات باليستية ومسيرة- لا يظهر أن الجماعة قد اتخذت قرارًا بتنفيذ ضربات “نوعية” على المدن الإسرائيلية، وبالتالي وضعت النطاق البحري السالف ذكره كهدف يمكن من خلاله تقديم “الدعم” لقطاع غزة، وتوجيه رسائل غير مباشرة لإسرائيل.
من جانب آخر، سلطت هذه التفاعلات الأخيرة الضوء على حجم التهديد الذي بات مسلطًا على الملاحة الدولية في هذا النطاق البحري الحيوي، والذي فاقمه عدم التوصل إلى حل سياسي نهائي للأزمة اليمنية، وهي الأزمة التي استمرت المحادثات حولها رغم الأحداث الجارية حاليًا في غزة، حيث التقى في 18 أكتوبر 2023 وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع مجلس القيادة الرئاسي اليمني؛ لمناقشة تطورات المحادثات حول حل الأزمة اليمنية، علمًا أنه ليس من المرجح أن تؤدي العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى التأثير بشكل جذري على هذه المباحثات، رغم أنه من الجائز اعتبارها “وسيلة لتقوية موقف جماعة أنصار الله في هذه المباحثات”.
وأخيرًا، يمكن القول إن حالة من “التوازن” تسيطر على المشهد البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وما يرتبط به من عمليات صاروخية؛ فالحوثيون من جانبهم لا يبدون -على الأقل في الوقت الحالي- راغبين في استهداف موسع -يمتلكون قدراته- للمدن الإسرائيلية، أو في مواجهة مباشرة مع القطع البحرية الأمريكية. أما الجانب الأمريكي فلم يبادر -كما حدث عام 2016- بقصف الأراضي اليمنية، وتركزت جهوده على التصدي لأي محاولات لاستهداف جنوب إسرائيل من اليمن، وبات في الوقت الحال يضع حماية الملاحة المدنية كأولوية لوحداته البحرية في منطقة الخليج والبحر الأحمر.
بالنظر إلى ما تقدم، نصل إلى خلاصة مفادها أن التهديدات التي تتعرض لها الملاحة التجارية في الوقت الحالي -وإن كانت ليست جديدة بالمعنى الحرفي للكلمة، ومستقاة من تجارب تاريخية سابقة- تفرض، بحكم الأهمية المتزايدة للنفط على المستوى العالمي، تحديات جديدة على أي قوة بحرية إقليمية أو دولية، خاصة أن هذه التهديدات تترافق مع نشوء تكتيكات وأساليب غير مسبوقة لتهديد السفن والقطع البحرية.
هذا الوضع قد يفرض على مخططي الاستراتيجيات البحرية المستقبلية وضع هذا التهديد غير المتماثل في الاعتبار عند التجهيز لأي عملية عسكرية محدودة أو واسعة النطاق، وكذا قد يفرض أيضًا عودة لأسلوب (القوافل) التي بموجبها تقوم القطع البحرية بتأمين السفن المدنية والمضائق البحرية الأساسية. وقد نرى مستقبلًا تعديلات جذرية على شكل ناقلات النفط، بحيث قد يتم تزويدها بآليات للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الخارجية، أو ربما تقنيات حديثة للتغلب على هذه التهديدات الجديدة التي تتهدد أيضًا القطع البحرية العسكرية التي أثبتت التجربة أنها ليست منيعة بشكل كامل أمام هذه التهديدات، ولنا في معارك اليمن مثال واضح على ذلك.
المصدر : https://marsad.ecss.com.eg/80016/