أ.د.محمد العزاوي
تعد وظيفة الانتاج والعمليات، احدى الوظائف الرئيسة للمنظمات بشكل عام، وللمنظمات الصناعية بوجه خاص. فهي تشكل الثقل الاكبر من وقت المدير المعاصر اليوم في المصنع أو المستشفى أو المزرعة …. الخ، وهي تستوعب غالبية العاملين في المنظمة كما تستحوذ على الجزء الاكبر من موجوداتها، وقدرتها على تحقيق اهداف المنظمة القصيرة والبعيدة والتي تعبر عن مدى تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة
يعود بداية الاهتمام بهذه الوظيفة إلى الحضارة البابلية في العراق ابان حكم حمورابي الذي الزم من يقدم سلعاً غير جيدة أو ناقصة القيمة أن يقوم بأصلاح العيب . حيث تشير المادة 229 من مسلته المشهورة مثلا الى الاهتمام بكفاءة الاداء بـ: إذا كان بنّاءً قد بنى بيتاً لرجل ولم يحسن عمله، بحيث انهار البيت الذي بناه وسبب موت صاحب البيت، فسوف يقتل ذلك البنّاء
كما انصب اهتمام الفراعنة المصريون بوظيفة الانتاج و العمليات على بناء وصبغ جدران المعابد المصرية، بالإضافة إلى الشواهد الباقية من عملهم في تشييد الأهرامات
وخلال العقود الأخيرة من القرن الماضي ازداد الاهتمام بوظيفة الانتاج والعمليات باعتبارها أحدى التحديات التي يواجهها المدير المعاصر، بهدف تحقيق مستويات عالية من الأداء خاصة بعد أن تيقنت الشركات من نجاح تجربة الشركات اليابانية في الأسواق العالمية في أن الانتاج بالجودة العالية لا تعني السعر المرتفع خاصة إذا تم تبني مداخل جديدة في إدارة الانتاج والعمليات
لقد تطورت وظيفة الانتاج والعمليات خلال القرن الماضي خاصة بعد اشتداد المنافسة بين الدول الصناعية الكبرى، وتركزالانتباه الى الدور الكبير الذي يمكن ان تلعبه وظبفة الانتاج والعمليات في تحقيق التفوق والتميز والريادة. وازداد اهتمام الباحثين والاكاديميين بهذه الوظيفة من خلال توجيه اهتمام الادارات الى ضرورة صياغة استراتيجية العمليات ودورها المهم في استراتيجية المنظمة
لقد تحولت ادارة الانتاج والعمليات خلال القرن الماضي من ادارة تقليدية تهتم بانتاج السلع والخدمات وتهتم بفحص المنتوج إلى الضبط الإحصائي للجودة ثم تأكيد أو ضمان الجودة ثم الىإدارة الجودة الشاملة وصولاً إلى إدارة الجودة الاستراتيجية. وقد أدى ظهور التكتلات الاقتصادية العملاقة والتطور التقني المتسارع في مختلف الأنشطة الإنسانية إلى ازدياد حدة المنافسة بين منظمات الأعمال الساعية إلى النجاح والنمو والاستمرارية وتحقيق الربح على المدى البعيد، مما دفعها لإعادة النظر في استراتيجية الانتاج والعمليات وأولوياتها التنافسية ومن ثم في أهدافها ورؤاها المستقبلية، وتطوير سلاحها التنافسي الأمضى لتحقيق التميز على الصعيد العالمي خاصة بعد التأثيرات التي رسمتها التجربة اليابانية في أذهان رواد الصناعة والتجارة والمال وعلاقة تلك التجربة ونجاحها المتميزفي ادارة الانتاج والعمليات
يتناول هذا الكتاب وظيفة ادارة العمليات والانتاج في تسعة فصول، يتناول الاول مفهوم ادارة العمليات وتطورها وأستراتيجياتها.ويتناول الفصل الثاني الطاقة واستراتيجيات تخطيطها وتخطيط الطاقة التفصيلي وتقنيات تحليل قرارات الطاقة، في حين يتناول الفصل الثالث موضوع انشاء المصنع وترتيبه الداخلي، ويستعرض بعض الاساليب الكمية للمفاضلة بين انظمة الانتاج .أما الفصل الرابع فيركز على تخطيط وسائل الانتاج وبشكل خاص موازنة خطوط الانتاج وتحديد العدد الامثل من المكائن. وخصصت الفصول الخامس والسادس والسابع لموضوع غاية في الاهمية وهو موضوع جدولة العمليات واساليبها وتقنياتها. ويركز الفصل الثامن على أسبقية مهمة من اسبقيات ادارة العمليات وهي الجودة. حيث يتناول مفهومها والاساليب الكمية المستخدمة لضبط الجودة بأعتبارها احد الاسلحة التنافسية المهمة.اما الفصل التاسع فيناقش موضوعي المعولية والصيانة
صمم هذا الكتاب لكون مرجعا لطلبة الاقسام الاداريةً أذ يغطي الخطة الدراسية لهذه المادة المناهج الدراسية لمادة ادارة الانتاج والعمليات في أقسام ادارة الاعمال والإدارة الصناعية في الجامعات العربية . كما يمكن أن يكون مرشدا وموجها للمهتمين من المهندسين وغيرهم في ادارة عملياته الصناعية من خلال المنهج الكمي التحليلي الذي استخدم من خلال حوالي 30 حالة تطبيقية مأخوذة من منظمات الاعمال العربية
للاطلاع على الكتاب: