قبل يومين على الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المقرر عقدها غدّا، يترقب الأتراك والمحللون وجه النظام السياسي التركي للسنوات الخمس المُقبلة، والتي قد يترتب عليها إنهاء أكثر من 20 عامًا من حكم الرئيس الحالي “رجب طيب أردوغان”. إذ إن الانتخابات هذه المرة تُشكل أكبر تحديًا سياسيًا في البلاد منذ عقود، ويتنافس عليها ثلاثة مرشحين بعد انسحاب المرشح الرابع “محرم إنجه”.
وعلى الرغم من تنافس ثلاثة مرشحين على مقعد الرئاسة، إلا أن اثنين منهم فقط لديهم فرصة كبيرة للفوز؛ وهما الرئيس الحالي “رجب طيب أردوغان” الذي يقود حزب العدالة والتنمية ويترشح عن التحالف الجمهوري اليميني. وزعيم المعارضة “كمال كليجدار أوغلو” الذي يقود حزب الشعب الجمهوري والمدعوم من عدد من أحزاب اليمين واليسار. بينما الثالث وهو ” سنان أوغان”، وهو المرشح الوحيد من أصول أجنبية، وهو أكاديمي سياسي من أصل أذربيجاني، ولا يتمتع بشعبية كبيرة في الداخل التركي.
وفي سياق الصراع السياسي الداخلي المحتدم عشية الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية؛ أصبحت مقاربات السياسة الخارجية تلقي بظلالها على كلا المرشحين “أردوغان” و “كمال كليجدار أوغلو”، ويبدو أن نتيجة الانتخابات الرئاسية التركية؛ لن تحدد فقط اتجاه تطور السياسة الداخلية للبلاد للسنوات المقبلة، ولكنها ستحدد أيضًا في أي اتجاه ستسير السياسة الخارجية.ومن هنا يثار التساؤل حول مصير العلاقات الروسية التركية حال تم انتخاب رئيس آخر للبلاد غير الرئيس الحالي، وهل ستستمر العلاقات في السير على ما كانت عليه، أم ستشهد بعض التغييرات، خاصة في ظل تعاطي كلتا الدولتين لبعض القضايا المشتركة. وهذا ما سوف نسعى للتطرق إليه خلال السطور التالية.
طبيعة التعاون الروسي التركي
في البداية يمكننا التأكيد على أن هناك توافقًا شبه جمعي في الداخل التركي على أن تركيا كلاعب إقليمي ودولي تعتمد إلى حد ما على روسيا، لا سيما في مجالات “الاقتصاد” و”التجارة” و “الطاقة” و”السياحة”…إلخ من المجالات. وتتذكر تركيا جيدًا أن صناعة السياحة كانت قد تضررت بشكل كبير مع الانخفاض الحاد في التدفقات السياحية من روسيا خلال عامي 2015 و2016، مع إغلاق مئات الفنادق ومناطق المنتجعات التي تكبدت خسائر فادحة.
كذلك يجذب السوق الروسي أنظار الأتراك بشكل كبير؛ وهذا يفسر حقيقة أنه في الآونة الأخيرة، مع رحيل العلامات التجارية الغربية من روسيا، عقب بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية قاسية على موسكو؛ عمل الأتراك بنشاط على تعزيز وجودهم في جميع القطاعات الروسية تقريبًا.
وفي هذا السياق، ارتفعت معدلات التجارة التركية الروسية بشكل كبير، فبحلول نهاية عام 2022، بلغ نمو التجارة ما يقرب من 50 مليار دولار، مما يجعل تركيا واحدة من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لروسيا. وتظل الطاقة حجر الزاوية في التعاون الروسي التركي، وتتم مناقشة إنشاء مركز كبير للغاز في تركيا، مما يسمح بإعادة توجيه الغاز عبر خط ((Nord Streams) إلى أوروبا، وتجاوز أوكرانيا، وفي المستقبل، تسعى الدولتان لإنشاء منصة دولية لتجارة الغاز. بالإضافة إلى أن بناء محطة للطاقة النووية والتعاون المحتمل في مجال الطاقة النووية -الذي يعتبره الخبراء الأتراك نقطة انطلاق لمزيد من تطوير الطاقة- هي مسألة مهمة في سلة العلاقات الروسية التركية.
وتدرك تركيا أن موقف روسيا يحدد إلى حد كبير مستوى وجودها في عدد من المناطق، بما في ذلك آسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود…إلخ. وتتفاعل روسيا وتركيا بشكل فعَّال في إطار الصيغ الدولية للتفاوض بشأن التسويات في عدد من المناطق مثل سوريا وليبيا وإقليم ناجورنو كاراباخ. وكذلك تسعى تركيا للعب دور الوسيط في “الأزمة الأوكرانية”، وترى في ذلك فرصة لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، وذلك بمعالجتها للقضايا المتعلقة بالأمن العالمي، والترويج لنفسها كلاعب عالمي ومسؤول.
وما يُدلل على رسوخ العلاقات التركية الروسية ومتانتها، لم تحذو تركيا حذو الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا –عقب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا- بل احتفظت برحلات جوية مباشرة معها، وهذا الأمر أتاح لتركيا التمتع بثقة موسكو.
وبوساطة أنقرة، تم إبرام صفقة الحبوب التي أتاحت منع تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وساعدت أنقرة موسكو وكييف في تنفيذ العديد من عمليات تبادل الأسرى، بالإضافة إلى اقتراح أردوغان المتكرر بتنظيم محادثات بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والأوكراني “فلاديمير زيلينسكي”.
وهذا المنظور لتركيا نتج عنه اتصالات دائمة ومفتوحة مع روسيا، وأصبحت أنقرة فعليًا اللاعب الوحيد في الكتلة الغربية القادر على الحفاظ على حوار طبيعي مع كل من موسكو وكييف. ولقد وفرت هذه المناورات الدبلوماسية لتركيا مزايا مهمة لا يمتلكها منافسوها المحتملون الآخرون بشأن قضية التسوية الأوكرانية.
إذن هذه كانت هي طبيعة العلاقات الروسية التركية في الآونة الأخيرة، لكن ومع قرب الانتخابات الرئاسية التركية تُشير استطلاعات الرأي أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، سيواجه أخطر تحدٍ سياسي في هذه الانتخابات، خاصة في ظِل تزايد حدة الاستقطاب السياسي بين الحزب الحاكم بزعامته، وبين قوى المعارضة التي توافقت على دعم المرشح “كمال كليجدار أوغلو” لخوض السباق الانتخابي. وأظهرت نتائج الاستطلاعات تمتع مرشح المعارضة “كمال كليجدار أوغلو” بأفضلية من قبل المواطنين على نظيره “رجب طيب أردوغان” الأمر الذي يدفع للتطرق للشكل الذي يمكن أن تكون عليه العلاقات الروسية التركية حال فوز “كمال كليجدار أوغلو” بالانتخابات الرئاسية.
كيف تنظر روسيا للانتخابات التركية؟
تتعامل روسيا بدبلوماسية وبراجماتية كبيرة في تعاطيها مع الانتخابات التركية، وفي هذا السياق، ألغى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” زيارته إلى تركيا والتي كان مقررًا لها في أبريل 2023، وهذا يظهر أن موسكو تتصرف بحكمة قبل الانتخابات التركية، حيث كان سينظر إلى هذا اللقاء بين “بوتين” و “أردوغان” أنه بمثابة دعم روسي للرئيس التركي الحالي.
وقبل يومين من بدء الانتخابات التركية، تحتدم المنافسة بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وبين مرشح المعارضة “كمال كليجدار أوغلو”، ويتوقع المحللون جولة ثانية لتلك الانتخابات، وذلك استنادًا لاستطلاعات الرأي التي أظهرت تأرجح الناخبين بين كلا المرشحين، ولم يستطع أي منهما الحصول على أكثر من 50% من الأصوات، وفقًا لتلك الاستطلاعات.
في سياق آخر، أعلنت روسيا دعمها لانتخابات حرة ونزيهة وأنها لا تتدخل في الشؤون الخاصة بالدول الأخرى، وربما هذا ما دفعها إلى الرد على وجه السرعة على “تغريدة” خاصة بالمرشح الرئاسي “كمال كليجدار أوغلو” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يتهم فيه روسيا، بنشر مواد مزيفة على الإنترنت والتدخل في الانتخابات. قائلًا في تغريدته التي جاءت باللغتين التركية والروسية ” لو كنتم تريدون مواصلة صداقتنا بعد 15 مايو، فاسحبوا أيديكم من تركيا، ونحن لا نزال نفضل التعاون والصداقة”.
الرد الروسي جاء سريعًا من خلال المتحدث باسم الكرملين ” ديمتري بيسكوف” الذي انتقد توجيه اتهامات للكرملين بالتدخل في حملة الانتخابات التركية، ورفض الاتهامات التي وجهها إليه مرشح المعارضة التركية للرئاسة “كمال كليجدار أوغلو”، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تدخل من روسيا في الانتخابات التي ستشهدها تركيا الأحد المقبل، وإنه “إذا كانت أي جهة قد زودت “كليجدار أوغلو” بمثل هذه المعلومات، فهم كاذبون”، وأن كل ذلك مجرد شائعات وإن روسيا تقدر العلاقات مع تركيا.
وفيما يلي نستعرض موقف روسيا من كلا المرشحين، وأيهما أفضل بالنسبة لروسيا في المرحلة القادمة:
- بالنسبة للرئيس الحالي “رجب طيب أرودغان”؛ يرتبط الرئيسان “بوتين” و “أردوغان” بعلاقات شخصية قوية وتفاهمات متقاربة إلى حد كبير، لكن في المقابل تؤمن روسيا بأن ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم، بل سياسة المصالح هي من تحكم الأمور، فمؤخرًا على سبيل المثال، شارك الرئيسان التركي والروسي وفي نهاية أبريل (عبر الفيديو) في حفل رسمي بمناسبة تسليم الوقود النووي الروسي إلى محطة ( Akkuyu Nuclear Power)، التي بنتها شركة (Rosatom) الروسية في تركيا. وعلى هامش الحفل قال “بوتين” إن “الحفل يظهر أيضًا أن قيادة تركيا والرئيس شخصيًا يولون اهتمامًا كبيرًا بتوسيع العلاقات الروسية التركية في جميع الاتجاهات. وأشار إلى أن بناء محطة الطاقة النووية هو “مثال آخر على مدى ما يفعله أردوغان” لبلاده، من أجل نمو اقتصادها”. وقام بمدح أردوغان بأنه يعرف كيف يضع خططًا وأهدافًا طموحة لبلاده، دون أن يتطرق للانتخابات المقبلة بشكل مباشر.
هذا على جانب، بينما على الجانب الآخر، وعلى الرغم من أن العلاقات الروسية التركية تشهد توافقًا كبيرًا ين النظامين الروسي والتركي، وأن هناك مبررات لأن تدعم روسيا أردوغان وأنها لا تريد تغيير القيادة التركية، إلا أن روسيا ترى في أردوغان شريكًا يحمل بعض التناقضات، فهو من ناحية يزود أوكرانيا بالسلاح، ومن ناحية أخرى، يدعو أطراف الصراع الأوكراني للاجتماع في تركيا لإجراء مفاوضات ويريد القيام بدور الوسيط. والمثال الثاني، أن تركيا لن تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا –فالدولتان شريكان اقتصاديان مهمان- لكن في الوقت نفسه، فإن تركيا عضوًا في الناتو وتسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي وتدعم الجانب الأوكراني عسكريًا، وهو ما يتنافى مع سياسة موسكو. والمثال الأخر، أن تركيا تقوم بتزويد جماعات المعارضة في “إدلب” بالشمال السوري بالسلاح، وهذا أيضًا ضد رغبة موسكو.
وبالتالي، وعلى الرغم من استطاعة الرئيسين الروسي والتركي إيجاد لغة مشتركة في العديد من القضايا؛ إلا أن روسيا ترى في كثير من الأحيان أن أردوغان “شريكًا صعبًا”.
- بالنسبة لمرشح المعارضة “كمال كليجدار أوغلو”؛ يتوقع الروس بأن في حال انتصار “كمال كيليجدار أوغلو”، ستتطور العلاقات الروسية التركية بشكل أكبر مما كانت عليه في ظل حكم أردوغان، وعلى الرغم من قلة تصريحات مرشح المعارضة حول شكل سياسته الخارجية –حال فوزه- واهتمامه بشكل أكبر بالتركيز على السياسة الداخلية؛ إلا أن المحللون الروس يرون أنه في حال فوزه، فإن المخاطر في العلاقات التركية الروسية ستقل. مستندين في ذلك، أنه من المرجح أن تقيم تركيا حوارًا مع سوريا، وهو ما دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ سنوات عديدة. هذا هو السيناريو الأفضل في المنطقة بالنسبة لروسيا.
ومن الناحية الاقتصادية، سيواصل كيليجدار أوغلو سياسة عدم فرض عقوبات على روسيا، حيث سيراعي أن هناك استثمارات بمليارات الدولارات من قبل رجال الأعمال الأتراك والروس في كلا البلدين، وهناك مشاريع غاز مشتركة، لذلك من الصعب وقف ذلك. بل سيعمل على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعلى الرغم من إدراك روسيا بميل “كما كيليجدار أوغلو” للغرب، لكنها ترى أن التعاون التركي مع الغرب، لن يكون دافع لقطع علاقات تركيا مع روسيا، بل سيضطر إلى العمل مع شركاء غربيين ومع دول أخرى، أي سيقوم بعمل توازن في علاقات أنقرة بين الغرب وروسيا.
وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، يعتقد الروس أن “كيليجدار أوغلو” لن يدعم كييف بحماس شديد ويزودها بالأسلحة. فأولئك المقربون من أردوغان هم الذين ينتجون الأسلحة في تركيا. لكن ليس لدى “كيليجدار أوغلو” مثل هذه الصلات. وبالتالي حال فوزه؛ سينخفض الدعم العسكري التركي لأوكرانيا، لذا فإن مرشح المعارضة لا يشكل تهديدًا لموسكو.
في السياق ذاته، يوضح البرنامج الانتخابي لـ ” كيليجدار أوغلو”؛ أنه إذا فاز، فهو مصمم على بناء علاقات متساوية مع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما صاغ “كليجدار” وجهات نظره حول العلاقات مع موسكو في رسالة إلى مجتمع الخبراء الروس. موضحًا، أنه في حال فوزه في الانتخابات فإنه سيدعو إلى إنهاء الصراع الأوكراني قائلًا “سنواصل لعب دور الوسيط في حل الخلافات بين جارتينا” واستمرار صفقة الحبوب كأولوية. ويرى أن العلاقات الصحية مع روسيا تصب في مصلحة تركيا، مؤكدًا أنه سيعمل على الحفاظ عليها وتنميتها.
وكذلك سيغلب على السياسة الخارجية لـ “كليجدار أوغلو” حال فوزه في الانتخابات، الطابع المؤسسي بعيدًا عن العلاقات الشخصية التي حكمت جزءًا كبيرًا من السياسة الخارجية لتركيا تجاه روسيا، إبان حكم الرئيس “أردوغان”
أهمية روسيا بالنسبة لتركيا
لروسيا أهمية كبيرة، وأيًا كانت النتيجة التي ستؤول إليها الانتخابات التركية القادمة، ستظل العلاقات الروسية التركية كما هي عليه، ولن يحدث تغير كبير أو هيكلي في طبيعة علاقاتهم الثنائية. حيث يرى أردوغان وفريقه أن بلادهم لاعب دولي قوي ومستقل، وقادر على اتخاذ خطوات غير متوقعة في السياسة الخارجية وكذلك الاقتصاد، واتباع قواعد صارمة ومتناقضة في كثير من الأحيان، لكن يظل الهدف الأسمى لهم هو الحفاظ على المصالح الوطنية، مع ترسيخ العلاقات التركية مع روسيا ودفعها للأمام.
وعلى الصعيد الأخر، يتضمن الإعلان المشترك لكتلة المعارضة، الذي نشر في 30 يناير 2023، رؤية مشتركة لتصحيح السياسة الخارجية للبلاد في حال وصول المعارضة إلى السلطة. وذلك باتباع “نهج عقلاني” في السياسة الخارجية، وفي هذا السياق، أعلنت المعارضة عن رغبتها في الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة “على أساس المساواة”، وكذلك رغبتها في تطوير علاقات حلفاء مع الولايات المتحدة، على أساس الثقة المتبادلة. وأعلنت استعدادها للعودة إلى مناقشة المشاركة في صفقة بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى تركيا. وهكذا تلمح المعارضة إلى إعادة ضبط محتملة للعلاقات التركية الأمريكية.
وعلى الجانب الأخر، تسعى المعارضة إلى تطوير العلاقات مع روسيا على قدم المساواة وتعزيز الحوار البناء والمتوازن. وبالتالي، لا تريد المعارضة قطع العلاقات التجارية والاقتصادية المربحة مع روسيا، ومواصلة التعاون في مجموعة كاملة من القضايا التجارية والاقتصادية والسياسية المشتركة.
في الأخير، يمكن القول إن استمرار التعاون مع روسيا يظل موضوعًا مهمًا من قِبل الأتراك سواء السلطات الحالية أو قوى المعارضة، كما أن تعزيز التعاون التركي مع روسيا، يظل أمرَا بالغ الأهمية والإفادة لتركيا من جميع المجالات، وفي هذا السياق، فإن جميع الأطراف التركية سواء (أعضاء في التحالف الحاكم أو أعضاء في كتلة المعارضة) يتمسكون بشكل عام بموقف مماثل وذات النظرة لروسيا، مع اختلافات بسيطة.
.
رابط المصدر: