التحليل السياسي للمفكر نيلسون مانديلا

اعداد : محمد عبد المجيد حسين ,ماجستير سياسة واقتصاد جامعة القاهرة , باحث في الشئون الافريقية والشرق الاوسط 

 

قــــــــــائمة المــــــــحتويات:

الموضوع رقم الصفحة
المقدمة 3
   المطلب الأول:  العوامل المؤثرة في الفكر السياسي لنيلسون مانديلا 4-8
أولاً : النشأة 4
ثانياً : التعليم 5
ثالثاً : انجازاته وخبرات ذاتية 5
رابعاً : أفكار شكلت شخصية مانديلا 8
خامساً : وفاته 8
            المطلب الثاني:  أبرز أفكار مانديلا 9-14
تاريخ الفصل العنصري 9
نيلسون والكفاح ضد الفصل العنصري 11
نهاية الفصل العنصري وبدء المصالحة الوطنية 13
   المطلب الثالث:  تقييم فكر مانديلا 15-17
الخاتمة 18
قائمه المراجع 19

مقدمة:

نيلسون روليهلاهلا مانديلا ؛ سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999 , وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، حيث انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق , ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية .

جسد نيلسون مانديلا طوال حياته أرقى قيم ومبادئ لفكرة اتحاد الامم , وقد ظل معتقلاً لعقود من الزمان بسبب معتقداته , ومع ذلك حافظ على إيمان ثابت بالعدالة والمساواة الإنسانية , وعند إطلاق سراحه ، تصالح مع أولئك الذين اضطهدوه , ثم قاد الطريق نحو تحقيق جمهورية جنوب أفريقيا الديموقراطية متعددة الأعراق .

لقد كان شخصية بارزة عملت بلا كلل من أجل السلام والكرامة الإنسانية للشعوب في كل مكان , كما أن اشتراكه في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) قد فتح آفاقا جديدة ، مما ساعد على التخلص من أولئك الذين يعانون من هذا المرض , ولقد كان نموذجاً للمواطن الديمقراطي الذي يتفق مع الجميع ويتعايش مع الجميع و يمكن أن يستمر مثاله في توجيهنا في عملنا لبناء عالم أفضل للجميع.

ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918 في مفيزو بجنوب أفريقيا , كان زعيمًا وطنيًا ومناضلًا في سبيل إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا , قاد على مدار 20 عامًا نشاطات سلمية تهدف للوقوف في وجه سياسات القمع للحكومة انذاك ، ولكنه عندما أدرك فشل تلك النشاطات ، تبنى الحل العسكري بوصفه السبيل الوحيد لتحقيق أهدافه .

اعتقل مانديلا لمدة 27 عامًا، وعندما أطلق سراحه تسلم سدة الرئاسة ليصبح أول رئيس أسود في البلاد , كما حاز علي جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع ويليام دي كليرك سنة 1994, وقد توفي عن عمر ناهز الخمس وتسعين عامًا.

  • المطلب الاول

العوامل المؤثرة في الفكر السياسي لنيلسون مانديلا

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في أفكار المفكرين السياسيين بشكر عام , والتي تكون نواة لتلك الافكار وبلورتها فيما بعد , تتعدد تلك العوامل وتختلف طبقاً للبيئة التي نشأ فيها المفكر وتعليمه , وكذا خبراته الذاتية , والمفكرين والثوريين في عصره .

أولاً : النشأة :

وُلِد نيلسون مانديلا بتاريخ 18 يوليو 1918 في بلدة مفيزو على ضفاف نهر “مباش” في ولاية “ترانسكاي” بجنوب أفريقيا , أُطلق عليه عند ولادته اسم روليهلالا مانديلا ، ويعني في اللغة العربية (سحب فرع من الشجرة)، أو (المشاكس) حسب اللغة العامية في بلدته [1].

كان والده مستشارًا لزعماء القبائل في المنطقة، لذا كان من المتوقع أن يصبح زعيمًا , ولكن خلافًا نشب بينه وبين الحاكم المحلي التابع للاستعمار أدى إلى تجريده من لقبه وثروته كلها,  وهكذا انتقل الأب مع عائلته إلى قرية صغيرة تقع شمالًا بالقرب من وادٍ عشبي ضيق ، حيث لا توجد أيّ طرق سوى ممرات قليلة يمكن السير عليها.[2]

أقامت العائلة ضمن أكواخ صغيرة، واعتمدت في معيشتها على المحاصيل المحلية، أما مانديلا فشارك أقرانه في ألعابهم المختلفة , وقد اقترح أحد الأصدقاء على والده أن يقوم بتعميده، وهذا ما حصل فعلًا في الكنيسة الميثودية , وهكذا أصبح مانديلا أول شخص في عائلته يذهب إلى المدرسة، وهناك طلب منه المعلم وفقًا للعرف السائد-أو بالأحرى التحيز الحاصل آنذاك ضمن النظام التعليمي البريطاني في جنوب إفريقيا-أن يغير اسمه ليصبح فيما بعد نيلسون مانديلا.[3]

ثانياً : تعليمه :

عكف مانديلا خلال تلك الفترة على دراسة الجغرافية واللغة الإنكليزية والتاريخ، واهتم خصوصًا بالتاريخ الإفريقي، ولاسيما حين سنحت له الفرصة للاستماع إلى زعماء القبائل المختلفة عندما كانوا يَفِدون إلى القصر الكبير في المناسبات الرسمية .[4]

كانت أحاديثهم مليئة بالقصص والحكايات التي تروي كيف عاش الأفارقة في سلام وأخوة قبل مجيء البيض إلى أراضيهم، وبثهم الخلافات فيما بينهم , كذلك استمع إلى القصص التي تحكي كيف تشارك الأفارقة الأرض والهواء والماء مع البيض، الذين احتكروا كل شيء لأنفسهم[5].

عُيِّن مانديلا مستشارًا للعائلة الحاكمة، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة كلاركيبوري الداخلية , وقد قال في إحدى المرات إن تفوقه الأكاديمي كان ثمرة “الجهد الشاق” الذي بذله أيام الدراسة كذلك كان مانديلا متفوقًا في الرياضة، وتحديدًا في الجري والملاكمة، إلا أنه نال قسطًا وافرًا من سخرية زملائه نظرًا لأصله الريفي، ولكنه في نهاية المطاف نجح في عقد صداقات مع العديد من الطلاب [6].

ثالثاً : انجازاته وخبراته الذاتية :

التحق مانديلا بجامعة فورت هير سنة 1939، والتي كانت في ذلك الحين الحرم الجامعي الوحيد للطلاب السود في جنوب أفريقيا , تلقى مانديلا جميع المناهج المطلوبة، ولكنه ركّز اهتمامه على القانون الهولندي الروماني بهدف الحصول على وظيفة في المؤسسات العامة، الأمر الذي كان يعد آنذاك المهنة الأفضل للرجل الأسود[7].

في العام التالي، انتُخب مانديلا عضوًا في مجلس الطلاب، وقد كان زملاؤه حينها غير راضين إطلاقًا عن الطعام الذي تقدمه الجامعة، مما دفعهم إلى التهديد بمقاطعة الجامعة، فسار مانديلا على خطاهم واستقال من عضوية المجلس , رأت الجامعة أن هذا التصرف أشبه بالعصيان لذلك اجتمعت مع مانديلا وأبعدته عن الجامعة لبقية السنة، وخيرته بين الطرد من الجامعة أو العودة عن قراره بالاستقالة من عضوية المجلس[8].

بعدما تخرج مانديلا من جامعة فورت هير، استقر في مدينة جوهانسبرج حيث كان يعمل في وظائف متنوعة، ومن ثم التحق بجامعة جوهانسبرج لدراسة القانون , وسرعان ما انخرط مانديلا في الحركات المناهضة للفصل العنصري في البلاد، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1942[9].

وقد عمل بالتعاون مع مجموعات شبابية أخرى على تحويل الحزب إلى حركة شعبية تستمد قوتها من صفوف الفلاحين والعمال , رأى أولئك الشباب وعلى رأسهم مانديلا أن الأساليب المتبعة غير مجدية إطلاقًا، لذلك تبنى الحزب سنة 1949 سياسة جديدة تعتمد على الإضراب والعصيان المدني والمقاطعة حتى تحقيق جميع الأهداف المتمثلة في تمتع السود بالمواطنة الكاملة، وإعادة توزيع الأراضي بينهم وبين البيض، وتمتعهم بالحقوق النقابية، فضلًا عن إلزامية التعليم ومجانيته لجميع الأطفال[10].

كان مانديلا مؤمنًا بالخيار السلمي، لذلك قاد حركات الاحتجاج والنشاطات السلمية ضد الحكومة وسياساتها العنصرية، مما دفعها إلى اعتقاله مع 150 شخصًا آخرين، ووجّهت لهم تهم الخيانة العظمي , وفي ذات الوقت كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يعاني انقسامًا داخليًا نظرًا لأن بعض أعضائه كانوا يرون أن النشاطات السلمية لم تعد مجدية في وجه سياسات القمع والتعسف للحكومة[11].

وفي عام 1961، حدث تحول في وجهة نظر مانديلا، واعتنق الفكرة القائلة بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود، فشارك مع غيره من المناضلين في تأسيس الجناح المسلح لحزب المؤتمر الأفريقي، والمعروف باسم ” اومكونتو وي سيزوي” , كذلك قاد مانديلا في ذات السنة إضراب العمال الذي استمر لثلاثة أيام، فاعتقلته السلطات وحُكِم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام , ولكن أعيدت محاكمته مرة أخرى سنة 1963 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة[12].

أمضى مانديلا في جزيرة روبن 18 عامًا من سنين سجنه البالغة سبعًا وعشرين، وقد أصيب خلالها بالسل، فلم يحظَ بالمعاملة الطبية المناسبة نظرًا لأنه سجين أسود , ولم يقف السجن حائلًا أمام طموحه الجامعي، فحصل على درجة البكالوريوس في القانون عبر نظام المراسلة مع جامعة لندن  , وفي عام 1982 نُقِل مانديلا مع غيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى سجن بولسمور  , وفي سنة 1985 عرض الرئيس بيتر ويليام بوتا Pieter Willem Botha  الإفراج عن مانديلا مقابل تخليه عن الكفاح المسلح ولكنه رفض ذلك [13].

توالت جلسات التفاوض بين الحكومة ومانديلا دون تحقيق أي اتفاق، حتى تاريخ 11 فبراير 1991عندما أُعلن عن إطلاق سراح مانديلا، وإلغاء أحكام الإعدام في البلاد، فضًلا عن إزالة جميع القيود المفروضة على الأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني الأفريقي[14].

انتُخب نيلسون مانديلا رئيسًا للمؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد آنذاك فريدريك ويليام دي كليرك على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد , وفي عام 1993 حاز مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا , وهكذا أُجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بتاريخ 27 أبريل 1994، ليصبح بذلك مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا[15].

سعى مانديلا بعد توليه سدة الرئاسة إلى الانتقال بالبلاد من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية السوداء، واستغل حب الشعب وحماسه نحو الرياضة في تعزيز المصالحة بين البيض والسود، عبر دفع السود إلى تشجيع منتخب الرجبي[16].

كذلك عمل مانديلا على حماية الاقتصاد الوطني من الانهيار، ووضع خطة لإعادة إعمار البلاد وتنميتها , وفي عام 1996 وقع مانديلا على مرسوم تشريع دستور جديد للبلاد، وأنشأ حكومة مركزية قوية تقوم على حكم الأغلبية، مع ضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير , وعندما حان موعد الانتخابات العامة سنة 1999، أعلن مانديلا عزوفه عن الترشح، ورغبته في ترك العمل السياسي[17].

رابعاً : أفكار شكلت نيلسون مانديلا :

عند بدئه لدراسات القانون في جامعة ويتواترسراند، كان مانديلا الأفريقي الأصل الوحيد في تلك الكلية فواجه العنصرية البيضاء ، وصادق الليبراليين والشيوعيين والأوروبيين واليهود والطلاب الهنود، وكان من بينهم جو سلوفو وهاري شفارتز وروث فيرست , وعند انضمامه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي تزايد تأثر مانديلا بسيسولو، وأمضى الكثير من الوقت مع ناشطين آخرين في بيت سيسولو في أورلاندو، من بينهم صديقه القديم أوليفر تامبو , وفي عام 1943 التقى مانديلا بالقومي الأفريقي أنطون لمبدي (Anton Lembede) وهو معارض بشدة للجبهة العرقية المتحدة ضد الاستعمار والإمبريالية أو التحالف مع الشيوعيين , وعلى الرغم من صداقاته مع غير السود والشيوعيين، إلا أن مانديلا دعم آراء «لمبدي» معتقدا بأنه يجب على الأفارقة السود أن يكونوا مستقلين تماما في كفاحهم من أجل تقرير المصير السياسي[18].

خامساً : وفاته :

تُوفي والد مانديلا عندما كان عمره 9 سنوات، مما أدى إلى حدوث تغيير كبير في حياته؛ فقد تولى رعايته أحد أفراد الأسرة الحاكمة لقبيلة ثيمبو، فسافر إلى مقر الحاكم وتكيف سريعًا مع البيئة الجديدة، ولكنه لم ينسَ قريته الحبيبة كونو[19].

  • المطلب الثاني

 ابرز افكار نيلسون مانديلا

أمضى مانديلا الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام  أكثر من 40 عامًا – 27 عاماً منهم في السجن – كشخصية بارزة في النضال ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا والذي أطلق عليه الفصل العنصري( الابارتهايد)[20] .

ففي عام 1994 ، بعد وقت قصير من سقوط نظام الفصل العنصري ، تم انتخاب مانديلا رئيسًا لجنوب أفريقيا في انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق ، مما جعله أول رئيس أسود في البلاد[21].

وقد ظل مانديلا شخصية ملهمة للشعوب في جميع أنحاء العالم – لا سيما أنصار العدالة العرقية والمساواة , بالإضافة إلى كونه رمزا للمقاومة والمثابرة ، كان مانديلا أيضا رمزا للسلام ، بعد أن ترأس الانتقال من نظام الفصل العنصري إلى ديمقراطية متعددة الأعراق ، واتبع خطة للمصالحة الوطنية[22].

تاريخ الفصل العنصري:

على الرغم من استعمار اوروبا لجنوب إفريقيا في منتصف القرن السابع عشر ، إلا أنه حتى انتخابات عام 1948 التي قادها الحزب الوطني بقيادة الأفريكان ، لم يكن نظام الفصل العنصري بالشكل الذي أصبحت معه دولة جنوب أفريقيا ترتبط ارتباطا وثيقا بالعنصرية والاضطهاد في النصف الثاني من القرن ال 20 , حيث أن هذا النظام الصارم من التصنيف العنصري والفصل العنصري اعتمد على مجموعة من التدابير التي حدت من حقوق غير البيض ، حيث شهدت الخمسينيات توسعاً هائلاً في القوانين التمييزية لصالح البيض دون غيرهم [23].

ففي ظل نظام الأبارتهايد ، تم تقسيم سكان جنوب أفريقيا إلى أربع مجموعات عرقية مميزة وهي : البيض (بما في ذلك الأفريكانيين ، الذين يتحدثون لغة جرمانية تسمى الأفريكانية) ، السود ، الملونون ، الهنود , كما تم فرض فصل سكني واقتصادي واجتماعي صارم على أساس هذه الفئات العنصرية , فكان غير مسموح سوي للبيض بالتصويت في الانتخابات الوطنية[24].

علاوة على ذلك ، شهد الفصل العنصري مؤسسة “نظام الوطن” ، حيث سعت الحكومة إلى إقامة دول منفصلة لأعضاء كل من المجموعات العرقية السوداء الكثيرة في البلاد , وغالباً ما شمل ذلك الإبعاد القسري للعائلات من منازلها الأصلية إلى “البانتوستانات” التي تم إنشاؤها حديثًا (أو الولايات العرقية) , في حالات أخرى كان ذلك يعني تقسيم العائلات بين الأعراق المختلفة لإضعاف شوكتهم [25].

فوصفت العديد من الدراسات مظاهر هذا الفصل من تفكك المنازل والأسر وفصل الأطفال قسراً عن الأمهات ، ايضاً المعاملة العنيفة التي ذاقها السجناء الأفارقة ، والاحتجاز القسري للأفارقة في مستعمرات المزارع بسبب جرائم قانونية زائفة [26].

يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف من الجرائم التي ارتكبتها الحكومة ضد الشعب: حرمان الشعب غير الأوروبي من الحقوق الأساسية للمواطنة الحرة ؛ مصادرة الأشخاص من أراضيهم ومنازلهم لصالح رجال الاعمال الأوروبيين ؛ الجلد والشنق للعمال الأفارقة من قبل مزارعين أوروبيين في الريف ؛ الاسلوب القمعي الذي يتعرض فيه العمال الأفارقة للضرب من قبل الشرطة والقبض عليهم في السجون عند محاولتهم المطالبة بحقوقهم ؛ رعاية الاحتقار والكراهية لغير الأوروبيين ؛ تأجيج التحيز العنصري بين البيض وغير البيض ، وكذلك بين المجموعات غير البيضاء المختلفة ؛ تقسيم الأفارقة إلى وحدات قبلية صغيرة معادية ؛ تحريض مجموعة أو قبيلة ضد أخرى ؛ حظر العمال الناشطين من منظمات الشعب ، وحجزهم في مناطق معينة[27].

نيلسون والكفاح ضد الفصل العنصري :

أدى نظام الفصل العنصري إلى قيام حركة مقاومة واسعة , وكانت المنظمة الرئيسية والاكثر تنظيماً التي قادت الكفاح ضد الفصل العنصري هي المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) , تأسس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في عام 1913 ردا على اضطهاد حكومة جنوب أفريقيا لغير البيض على أيدي الطبقة الحاكمة البيضاء[28].

في عام 1943 ، انضم نيلسون مانديلا – وقد كان طالب قانون في ذلك الوقت – إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وشارك في تأسيس قسم الشباب التابع له ANCYL [29].

بدأ مانديلا وشباب ناشطون آخرون في الدعوة إلى حملة واسعة من المعارضة ضد نظام الفصل العنصري , في عام 1949 سيطرت ANCYL على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، وبعد عام واحد تم انتخاب مانديلا رئيسًا وطنيًا لـ ANCYL , في هذا الوقت بدأت وجهة نظر مانديلا السياسية تتحول : ففي حين كان يعارض في السابق الوحدة العرقية في مكافحة الفصل العنصري ، أصبح متأثراً بكتابات المفكرين الاشتراكيين الذين دعموا التنظيم فيما بعد , كما تأثر باستراتيجيات مهاتما غاندي في الثورة السلمية , وقد كان غاندي نفسه مقيمًا في جنوب إفريقيا لأكثر من 20 عامًا  , وتحديداً من 1893 إلى 1914[30].

وقادت القيادة الجديدة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي المنظمة نحو استراتيجية للعمل المباشر السلمي – بما في ذلك الإضرابات والمقاطعات وغيرها من أعمال العصيان المدني , كانت تعرف باسم “حملة Defiance” , وفي مؤتمر 1950 الذي أطلق الحملة , أصدر التحالف بقيادة المؤتمر الوطني الأفريقي بيانًا ينص علي أنه ” يحق لجميع الناس ، بغض النظر عن المجموعة الوطنية التي ينتمون إليها وبغض النظر عن لون بشرتهم ، الذين جعلوا من جنوب أفريقيا وطناً لهم ، أن يعيشوا حياة كريمة وبحرية ويمارسون حقوقهم الوطنية ” [31].

وقد كان حزب المؤتمر الوطني الافريقي قبل حملة Defiance  يعتمد علي الحديث أكثر من الفعل , فلم يكن لديها هيكل تنظيمي محدد , وعضويتها لم تلقي سوي القليل من الاهتمام بقضية الفصل العنصري , اما نتيجة للحملة  فقد برز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كمؤسسة حاشدة  مع مجموعة من النشطاء ذوي الخبرة الذين تحدوا الشرطة والمحاكم والسجون حتي أصبح الذهاب إلى السجن شارة الشرف بين الأفارقة [32].

تم اعتقال مانديلا وعدد من زملائه في الخمسينيات ، لكنهم برئوا في نهاية المطاف لمحاكمة طويلة بتهمة الخيانة  في عام 1961[33].

في محاولة لقمع المقاومة ، لجأت حكومة جنوب أفريقيا أيضًا إلى القمع المسلح , كان أكثر الاحداث دموية في عام 1960 ، عندما فتحت الشرطة النار على مجموعة من 7000 متظاهر في بلدة شاربفيل ، مما أسفر عن مقتل 69 منهم , رداً على هذا القمع المتنامي من قبل قوات الأمن والسيطرة على أشكال المعارضة السلمية ، قرر مانديلا وغيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أنه ينبغي أن يكون للحركة جناح مسلح ، على غرار حركات ثورية أخرى ضد الاستعمار في أفريقيا في ذلك الوقت[34].

في أوائل الستينيات ، سافر مانديلا لجمع الأموال من أجل الكفاح المسلح , وارتكب الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي (أمخونتو وسيزوي ، أو رمح الأمة) أعمال تخريبية مصممة لتدمير ممتلكات الحكومة دون قتل المدنيين – تفجير قنابل لتدمير المنشآت العسكرية الحكومية ، البنية التحتية للنقل ، ومحطات الطاقة[35].

في محاكمتين في عامي 1962 و 1963 ، تم إدانة مانديلا بالتحريض على إضرابات العمال والتخريب والتآمر للإطاحة بالحكومة , وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة وأمضى السنوات السبع والعشرين التالية من حياته خلف القضبان[36] .

على الرغم من أنه تم تهميشه عن المشاركة المباشرة في الحركة أثناء وجوده في السجن ، أصبح مانديلا رمزا – في كل من جنوب أفريقيا ودول العالم – للنضال ضد الظلم والاستبداد , وخلال فترة سجنه في جزيرة روبن ، استمرت المعركة ضد الفصل العنصري , وقد برزت منظمات وقادة جدد للنهوض بالقضية ، وخاطر الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا بحياتهم لمقاومة النظام الوحشي[37].

تضمنت حركة مقاطعات دولية قوية وحظر لاستيراد سلع جنوب أفريقية , الاحتجاجات ، بما في ذلك العصيان المدني الكبير ؛ وانتشار وسائل الاعلام المطالبة بإنهاء نظام الفصل العنصري وتحرير نيلسون مانديلا وغيره من السجناء السياسيين[38] .

ازداد العنف وعدم الاستقرار داخل جنوب إفريقيا , واجهت حكومة الفصل العنصري ضغوطا محلية ودولية متزايدة , في عام 1985 عرض الرئيس بي دبليو بوتا الإفراج عن مانديلا من السجن إذا وافق على “رفض العنف بلا قيد أو شرط كسلاح سياسي” , غير أن مانديلا رفض العرض , وعلى الرغم من اعتباره بأنه شخصية محورية في الكفاح ضد الفصل العنصري ، إلا أن مانديلا كان دائما يسارع للإشارة عن أنه ليس مسؤولا شخصيا عن الإطاحة به[39].

نهاية الفصل العنصري وبدء المصالحة الوطنية

بحلول الثمانينات من القرن الماضي ، وصلت مقاومة الفصل العنصري إلى ذروتها , خشي الكثيرون من أن حربًا أهلية في جنوب إفريقيا علي وشك الحدوث , أخيراً لم يكن لدي قادة الحزب الوطني الحاكم سوى القليل من الخيارات لكنهم يدرسون تغييرًا جذريًا في المسار[40].

في عام 1989 ، تولى فريدريك دي كلارك رئاسة جنوب أفريقيا , بدأ على الفور مناقشات لتحرير مانديلا وإضفاء الشرعية على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي , وبحلول فبراير عام 1990كان كل منهما قد أُنجز بالفعل[41].

وبينما عقد ممثلو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الوطني الحاكم مفاوضات في كثير من الأحيان ، تعاونت قوات الأمن الحكومية مع القوميين القبليين لنشر العنف في ارجاء جنوب افريقيا , غير انه اخيراً  توصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الوطني إلى اتفاق على إجراء انتخابات وطنية متعددة الأعراق[42].

في ابريل 1994 ، أصبح نيلسون مانديلا – مرشح حزب المؤتمر الوطني الأفريقي – أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا , ويعد هذا الانتصار النهاية الرسمية للفصل العنصري وأكبر انتصار حققه سكان جنوب أفريقيا السود في تاريخهم[43] .

  • المطـلب الثالث

تقييم أفكار مانديلا

أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية , كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي , ويتمتع مانديلا بالاحترام والشعبية في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالباً ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه “أبو الأمة”[44].

مدي اتساق افكاره مع الواقع المعاصر له :     

لقد اتسقت افكار نيلسون مانديلا مع قضايا عصره , واستطاع خلال فترة نضاله من تحقيق ما كان يصبو اليه السكان الاصليين في جنوب افريقيا منذ وقت طويل , فتخلص من نظام الابارتهايد بتوليه الحكم , بل حقق ما هو ابعد من ذلك , فقد ساعد في تحقيق ما عجز عنه قادة أخرين في بلادهم , حيث ساعد علي تحقيق شكل من اشكال الاندماج الوطني , وإزالة المشاحنات والضغينة والعنف المتراكم لدي السود تجاه البيض .

فلسنوات عديدة قبل سقوط نظام الفصل العنصري ، كان البيض من سكان جنوب أفريقيا يخافون نهاية الفصل العنصري ، خوفاً من أن تكون بداية حملة إبادة جماعية انتقامية ضدهم في يونيو 1990.

ولكن بدلاً من ذلك ، وبقيادة حزب مانديلا ، قاد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي البلاد إلى الطريق نحو المصالحة , وبدلاً من السعي إلى الانتقام لعقود من الاضطهاد ، اتبع مانديلا وإدارته سياسة لتسهيل الانتقال من نظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية متعددة الأعراق.

وكان الدافع وراء المصالحة الوطنية قطعياً , هو الرغبة في منع أي عنف عنصري آخر , وكذلك خشية أن  يفر السكان البيض من جنوب أفريقيا بشكل جماعي , فقام مانديلا علي إثر هذا بالعديد من الزيارات رفيعة المستوى لشخصيات مهمة في نظام الفصل العنصري ، بهدف تقديم المغفرة , تحقيقا لهذه الغاية ، أنشأت حكومته لجنة تقصي الحقيقة والمصالحة .

تأسست اللجنة في عام 1995 ، كحل وسط لتجنب سفك الدماء المستمر , وطالب العديد من أعضاء المؤتمر الوطني الأفريقي بمحاكمات للمسئولين البيض الذين كانوا يسعون للحصول على عفو عام قبل الموافقة على التخلي عن السلطة[45].

ومن حيث المبدأ ، لم تقدم لجنة الحقيقة والمصالحة عفواً عن المقاضاة إلا للأفراد الذين اعترفوا صراحة بجرائمهم السياسية علناً , وقد حلت تعويضات الحكومة محل حقوق الضحايا في رفع دعاوى مدنية ، وكان أولئك الذين لم يحصلوا على العفو يخضعون للمقاضاة , كان الهدف الرئيسي للجنة هو شفاء جروح المعانيين من الاضطهاد وأسر الضحايا[46].

مدي نجاح أفكاره وملائمته للتطبيق والمعاصرة :

نستطيع القول بأن مانديلا نجح جزئياً في القضاء علي سياسة الفصل العنصري واستبداد السلطة الحاكمة البيضاء ونظام البانتوستانات , وعلي الرغم من عدم الاستهانة بهذا النجاح العظيم الذي حققه مانديلا , غير أنه لم يحل الانتقال إلى الديمقراطية جميع مشاكل جنوب أفريقيا.

فاليوم لا يزال العديد من مواطني جنوب أفريقيا يواجهون الجريمة والفقر حتي صنفت جنوب افريقيا وفقاً للمؤشرات الدولية للعنف والجريمة ضمن الثلاثة بلدان الاولي عالمياً في معدلات الجريمة ، ولم يحقق النضال من أجل الحرية هدفه المتمثل في إقامة العدل الاقتصادي .

حيث ورثت حكومة مانديلا بلدا بتفاوت كبير في الثروة والخدمات بين مجتمعي البيض والسود , فمن 40 مليون نسمة عدد سكان البلاد، كان حوالي 23 مليون يفتقرون إلى الكهرباء أو الصرف الصحي الملائم، 12 مليون يفتقرون إلى إمدادات المياه النظيفة، و2 مليون طفل غير ملتحق بالمدارس، وثلث السكان أميون. بلغت البطالة 33٪ ، وأقل بقليل من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر[47].

كما كانت الاحتياطيات المالية الحكومية على وشك النضوب، وخمس الميزانية الوطنية مخصصة لسداد الديون، مما يعني أن برنامج إعادة الإعمار والتنمية الموعود سيتم تقليصه، بدون أي تأميم أو مناصب شغل مقترحة .

بدلا من ذلك، تبنت الحكومة سياسات اقتصادية ليبرالية تهدف إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، والتمسك بـ”إجتماع واشنطن” الذي ينادي به البنك الدولي وصندوق النقد الدولي[48].

غير أنه لا يمكن إغفال عبقرية مانديلا في قدرته على التسامح ، والكاريزما التي سمحت له بإقناع مواطنيه السود أن يفعلوا نفس الشيء ، وأقنعوا أبناء وطنه البيض بأنه يعني ما قاله , هذا المزيج – الكاريزما والاستعداد الاستراتيجي لمغفرة الظالمين العرقيين – نادرا ما يوجد بين قادة البلدان الغير مستقرة الأخرى التي قد تكون فريدة من نوعها بالنسبة إلى مانديلا , لقد تسببت سياسة المصالحة التي ينتهجها مانديلا في إخماد المخاوف الأكثر إثارة للقلق من البيض في جنوب إفريقيا .

ورغم ان لكل بيئة الظروف الملائمة لها , يصعب نجاح تجربة مانديلا في العديد من البلدان الأخرى سواء في مواجهة العنصرية أو الاستعمار , فلا يزال الكيان الغاصب لفلسطين متأصلاً في أراضيها رغم كافة ما اتبعته القيادات الشعبية الفلسطينية من مواجهات سلمية ومسلحة , فلعل الحاكم في نهاية المطاف هو الدعم الدولي , فيري البعض أنه لولا الحظر الاقتصادي وجو العزلة السياسية الذي طبقته العديد من الدول ضد حكومة البيض في جنوب افريقيا كورقة ضغط لانهاء الفصل العنصري , لإستمر الفصل العنصري القمعي هو النمط السائد في جنوب افريقيا حتي الان , في حين تري اراءاً أخري بأن الشعوب هي من تحدد مصيرها بالنهاية رغم الضغوطات الدولية ولكلٍ دلائله .

خاتمة:

وهكذا كان نيلسون منديلا زعيمًا للحقوق المدنية في جنوب أفريقيا ومحاربًا ضد الفصل العنصري، وهو نظام يتم فيه فصل المواطنين البيض وغير البيض عن بعضهم مع عدم إعطائهم نفس الحقوق بالتساوِ , وقد قضى منديلا جزءًا كبيرًا من حياته في السجن احتجاجًا على ذلك، ولكنه صار رمزًا لشعبه وأصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا في وقت لاحق.

وعرضنا كيف أصبح نيلسون مانديلا زعيمًا لـ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) , ورغم أنه في بداية الأمر، حاول جاهدًا اقناع المحتجين داخل المؤتمر باتباع منهج اللاعنف للمهاتما غاندي، إلا أنه وفي إحدى اللحظات، بدأ يشك في فاعلية هذا المنهج مما أدى إلى تأسيسه جناح عسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

خطط مانديلا لتفجير عدة مبانٍ بعينها، ولكن المباني فقط؛ فهو لا يريد إلحاق الضرر بأية مواطنين ولهذا صنفته حكومة جنوب أفريقيا إرهابيًا وتم سجنه بالفعل.

قضى مانديلا 72 عامًا في السجن ، وقد أدت مدة حكمه الطويلة إلى لفت أنظار المجتمع الدولى تجاه الحركة المناهضة للفصل العنصري , أطلق سراح مانديلا نتيجة للضغط الدولى المستمر عام 1990.

بمجرد الإفراج عنه، واصل نيلسون مانديلا حملته لإنهاء الفصل العنصري، وقد أثمر عمله الجاد وكفاحه المستمر عندما سُمح لجميع الأعراق بالتصويت في الانتخابات الرئاسية عام 1994 التي فاز فيها مانديلا وأصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا.

قـــــــــــــــــــائمة المراجع

اولاً : مراجع باللغة العربية :

(أ) الكتب :

  1. عبد العزيز عبد الرحمن حسين , مانديلا ( القاهرة : دار المنهل , 2011) .
  2. محمد صادق إسماعيل , تجربة جنوب افريقيا .. نيلسون مانديلا والمصالحة الوطنية ( القاهرة : دار العربي للنشر , 2014 ) .

(ب) الرسائل العلمية :

  1. مني قواسيمي , سياسة التمييز العنصري في جنوب افريقيا ونضال نلسون مانديال 1900/1994 , رسالة ماجستير (بونعامة : جامعة الجيلاني ببونعامة قسم العلوم الانسانية , 2016) .

 (جـ) مصادر الانترنت :

  1. اراجيك , من هو نيلسون مانديلا , اخر دخول 2/4/2018 , في 11:48م , متاح علي : https://www.arageek.com/bio/nelson-mandela .
  2. العربي , محطات في حياة نيلسون , اخر دخول 2/4/2018 , في 11:56م , متاح علي:http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/12/130328_mandela_life_and_times .
  3. فرانس 24 , نيلسون مانديلا : من سنوات النضال ضد التمييز العنصري إلى قيادة جنوب أفريقيا , اخر دخول 5/4/2018 , في 12:03ص , متاح علي : http://www.france24.com/ar/20100210-south-africa-nelson-mandela-apartheid-regime .

ثانياً : مراجع باللغة الانجليزية :

A)Books :

  1. Bomber Illek, Mandela (New York : Sterling , 2010)
  2. Lemp Peter, Nelson Mandela: A Biography, (london : greenwood biographies ,2009)
  3. Mandela , The Struggle Is My Life (Bombay : Popular Prakashan , 1990)
  4. ________ , along walk to freedom (keep tawn : the good news , 2017)

B)Working Papers :

  1. Dejvid A Kroker, ” Komisije za utvrđivanje istine, pravda u periodu tranzicije i civilno društvo ” , Belgrade Philosophical Annual (Belgrade : Belgrade Philosophical Annual , issue 3 , vol 2, 1998)
  2. Habib Adam, Rupert Taylor ,” South Africa: Anti-Apartheid NGOs in Transition” , International Journal of Voluntary and Nonprofit Organizations (new yourk : springer , issue 1 , vol 10 ,1999)

(C) Internet Resources :

  1. Ploger world , Nelson Mandela , last accessed in 8/4/2018 , at 12:45 am , available at : http://gogladesnes.blogspot.com.eg/2014/01/nelson-mandela.html
  2. Sahistory , Defiance Campaign 1952 , last accessed in 7/4/2018 , at 12:45 am , available at : http://www.sahistory.org.za/topic/defiance-campaign-1952 .
  3. ________, Nelson Mandela Is Born , Last Accessed In 1/4/2018 , At 11:07pm , Available At :  Http://Www.Sahistory.Org.Za/Dated-Event/Nelson-Mandela-Born

[1]Sahistory, Nelson Mandela Is Born , Last Accessed In  1/4/2018 , At 11:07pm , Available At :  Http://Www.Sahistory.Org.Za/Dated-Event/Nelson-Mandela-Born

[2] Idem .

[3] Idem .

[4] محمد صادق إسماعيل , تجربة جنوب افريقيا .. نيلسون مانديلا والمصالحة الوطنية ( القاهرة : دار العربي للنشر , 2014 ) ص117 .

[5] نفسه .

[6] نفسه .

[7] المرجع السابق , ص120 .

[8] Peter Lemp ,  Nelson Mandela: A Biography (london : greenwood biographies ,2009) p.6

[9] Idem .

[10] Ibed , p.9 .

[11] اراجيك , من هو نيلسون مانديلا , اخر دخول 2/4/2018 , في 11:48م , متاح علي : https://www.arageek.com/bio/nelson-mandela .

[12] اراجيك , مرجع سبق ذكره , مصدر انترنت .

[13] عبد العزيز عبد الرحمن حسين , مانديلا ( القاهرة : المنهل , 2011) ص 18 .

[14] اراجيك , مرجع سبق ذكره , مصدر انترنت .

[15] العربي , محطات في حياة نيلسون , اخر دخول 2/4/2018 , في 11:56م , متاح علي : http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/12/130328_mandela_life_and_times .

[16] عبد العزيز عبد الرحمن حسين , مرجع سبق ذكره , ص31 .

[17] Peter Lemp , Opp.Cit , P.20.

[18] Idem .

[19] Ibid , P22.

[20] فرانس 24 , نيلسون مانديلا : من سنوات النضال ضد التمييز العنصري إلى قيادة جنوب أفريقيا , اخر دخول 5/4/2018 , في 12:03ص , متاح علي : http://www.france24.com/ar/20100210-south-africa-nelson-mandela-apartheid-regime .

[21] نفسه .

[22] نفسه .

[23] Mandela , The Struggle Is My Life (Bombay : Popular Prakashan , 1990) P.34.

[24] Idem .

[25] Illek Bomber , Mandela (New York : Sterling , 2010) P.114 .

[26] Mandela , opp.cit , p.37.

[27] Mandela , along walk to freedom (keep tawn : the good news , 2017) p.73.

[28] Adam Habib , Rupert Taylor ,” South Africa: Anti-Apartheid NGOs in Transition” , International Journal of Voluntary and Nonprofit Organizations (new yourk : springer , issue 1 , vol 10 ,1999)p.7.

[29] Mandela , “along walk” , opp.cit , p.77.

[30] Sahistory , Defiance Campaign 1952 , last accessed in 7/4/2018 , at 12:45 am , available at : http://www.sahistory.org.za/topic/defiance-campaign-1952 .

[31] Sahistory , opp.cit , internet resource .

[32] Adam Habib , opp.cit , p8 .

[33] فرانس 24 , مرجع سبق ذكره , مصدر انترنت .

[34] نفسه .

[35] نفسه .

[36] مني قواسيمي , سياسة التمييز العنصري في جنوب افريقيا ونضال نلسون مانديال 1900/1994 , رسالة ماجستير (بونعامة : جامعة الجيلاني ببونعامة قسم العلوم الانسانية , 2016) ص74 .

[37] المرجع السابق , ص75 .

[38] نفسه .

[39] المرجع السابق , ص77 .

[40] نفسه .

[41] فرانس 24 , مرجع سيق ذكره , مصدر انترنت .

[42] نفسه .

[43] نفسه .

[44] Ploger world , Nelson Mandela , last accessed in 8/4/2018 , at 12:45 am , available at : http://gogladesnes.blogspot.com.eg/2014/01/nelson-mandela.html .

[45] Kroker Dejvid A , ” Komisije za utvrđivanje istine, pravda u periodu tranzicije i civilno društvo ” , Belgrade Philosophical Annual (Belgrade : Belgrade Philosophical Annual , vol 2 , issue 3, 1998)p.5.

[46] Ibid , p.6.

[47] Ploger world , opp.cit , internet resources .

رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M