التسلّح: صربيا تقترب بقوّةٍ من روسيا

ابراهيم قنبر

تُوكِلُ صربيا التي تعرضت في عام 1999 لقصف حلف شمال الأطلسي شؤون دفاعها الجوّي إلى روسيا، حيث اشترت بلغراد نظام الدفاع الجوّي قصير المدى المضاد للطائرات ((Pantsir-S1   وتريد أن تدعم أجواءها كذلك بمنظومة  (S-400 ) المَهيبة.

بعد عشرين عامًا من قصف الناتو لبلغراد في آذار/مارس 1999، أجرى البلدان _روسيا وصربيا_ تدريباتِ الدرع السلافي، تظهر هذه التدريبات بالإضافة إلى اقتناء نظام  Pantsir-S1)) أرض جو قصير المدى (20كم) تقاربًا واضحًا بين موسكو وبلغراد.

هذان الحدثان كما يحلّل أحد الخبراء “يبدوان وكأنّهما ثأرٌ لصربيا وإلى حدّ ما لروسيا أيضًا ضدّ الناتو، لدرجة أن اقترح الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش “تعميد” الأنظمة الدفاعية التي اشتراها بأسماءِ الطيّارين اليوغوسلاف الذين قُتلوا في المعارك ضدّ الناتو عام 1999.

كما كانت صربيا قد اشترت هذا الصيف أنظمة الدفاع الجوي قصير المدى ( Mistral3 -MBDA) الفرنسية والتي تعاقدت على شرائها خلال زيارة ماكرون إلى بلغراد.

بعد تركيا تعتزم روسيا بدورها إحكام قوّتها في البلقان، إذ سيتمّ تسليم (Pantsir S-1 ) في أوائل عام 2020، وبالفعل تمّ تدريب الكادر الصربي واكتمل تأهيله بعد المشاركة في المناورات الثنائية بين 20 و23 تشرين الأول/أكتوبر.

كما جرى تدريبٌ على مرحلتين في أيلول/سبتمبر في مركز التدريب والتأهيل القتالي التابع لقوّات الفضاء الروسي في منطقة استراخان، وانتهى هذا التدريب  بتقييم جيد حيث قام الصرب بالرمي على هدفين في 25 تشرين الأول/ أكتوبر.

يعدّ هذا النشر الخارجي لمنظومة ( Pantsir -S1) من قبل موسكو الأول من نوعه، ولن تكتفي صربيا بذلك بل ستقوم بالإضافة إلى سعيها لشراء نظام روسي مضاد للطائرات من طراز S-400  بتحديث مجموعة ميغ 29.

أثناء عمليات القصف من قبل الناتو تمّ إسقاط طائرة من طراز f-117  التي يصعب على الرادار اكتشافها، وذلك حصل من قبل الدفاع الجوي الصربي، ولكنه لم يكن قادرًا في الوقت نفسه على منع الغارات الجوّية على قوّاته وعلى بلغراد.

تعزيز التحالف الصربي الروسي:

من الواضح أن بلغراد تسعى إلى تعزيز تحالفها مع موسكو من خلال التركيز على الدفاع الجوي الذي يعدّ أحد أبرز إمكانيات صناعة الأسلحة الروسية، حيث يُنظر إلى هذه الأسلحة في صربيا على أنها تضمن حرمان الوصول إلى مجالها الجوي.

وهذا هو السبب في أنّ الصرب يريدون شراء بطارية أو اثنتين من طراز S-400، حيث تمّ نشر نظامٍ كاملٍ منها في قاعدة باتاجنيكا الجوية الصربية كجزءٍ من المناورات الصربية الروسية.

استحواذ الصرب على أسلحة كهذه أصبح أحد مبادئهم، ولكن الميزانية لمثل هذه الصفقات غير متوفرة، هذا الموقف كما يقول أحد الخبراء: “ليس مستغربًا لأن صربيا أعربت عن اهتمامها ب S-350  منذ عام 2013.

في الوقت نفسه تتفاوض روسيا مع تركيا على بيعها منظومة جديدة من طراز S-400، وبالفعل اشترت أنقرة الدفعة الأولى منها على الرغم من احتجاجات واشنطن حسبما صرّح  رئيس المؤسسة العسكرية العامة الروسية المكلّفة بتصدير الأسلحة ألكسندر ميكييف لوكالة أنترفاكس.

يأتي هذا الإعلان في الوقت التي تُظهر فيه روسيا وتركيا تقاربًا مذهلًا، وآخر مثالٍ على ذلك هو الاتفاق الذي توصّل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان بشأن انسحاب القوّات الكردية من شمال شرقي سورية، وكذلك السيطرة المشتركة التركية الروسية على جزءٍ كبيرٍ من الحدود السورية مع تركيا.

بدأت تركيا باستلام أنظمة S-400 في تموز/يوليو بعقدٍ قيمته 2.5 مليار دولار، عن ذلك قال ألكسندر مكييف على هامش منتدى روسيا-أفريقيا الأول الذي عُقد في سوتشي “لقد تمّ الانتهاء من هذا العقد قبل الموعد النهائي”، وأضاف “تطلّبت هذه الشحنات نقل 72 شاحنة عن طريق النقل الجوّي”.

اشترت أنقرة S-400  الروسية رغم اعتراضات واشنطن التي قالت بوضوح إنّ هذه الأسلحة لا تتوافق مع “ترتيبات الناتو” التي تعتبر تركيا عضوًا فيه.

ردًا على ذلك أزالت واشنطن تركيا من برنامج تطوير مقاتلات الشبح الأمريكية F35   على الرغم من الاستثمارات  الكبيرة التي قامت بها أنقرة في هذا المشروع.

لم تتراجع تركيا عن هذه الصفقة رغم كلّ شيء، وتأمل الآن كل من تركيا وروسيا أن يتمّ نشر أول جزء من صفقة S-400    في تركيا في ربيع 2020 بمجرّد إكمال تدريب الجيش التركي على استخدامها.

ميشيل كابيرول لصحيفة لاتروبين 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

 

رابط المصدر:

https://barq-rs.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%91%D8%AD-%D8%B5%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%82%D9%88%D9%91%D8%A9%D9%8D-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M