التهديد السيبراني الإيراني الملف المضاف الى برنامجها النووي ودوره المحتمل في تأجيج صراع من نمط جديد

المؤلف : حسن مظفر الرزو

تحميل نسخة pdf –

التهديد السيبراني الإيراني الملف المضاف الى برنامجها النووي ودوره المحتمل في تأجيج صراع من نمط جديد

الطبعة الأولى “2020″ – كتاب:-

التهديد السيبراني الإيراني الملف المضاف الى برنامجها النووي ودوره المحتمل في تأجيج صراع من نمط جديد

جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

مقدمة : 

ارتبطت إيران بفضاء الفيض السيبراني، في البداية، من خلال ترويج خدمة البريد الإلكتروني، وخدمات رقمية أخرى، في عقد التسعينات من القرن العشرين، ومن خلال بوابات مراكز البحوث الأكاديمية والعلمية، قبل أن تنطلق خدمة الإنترنيت داخل حدود هذه المؤسسات قبل أن تنفتح على المواطنين الإيرانيين.

ورغم أن النظام قد تعامل بعفوية مع حضور فضاء الإنترنيت في البلاد، إلا أن أصوات المعارضين الذين يمثلون المؤسسات الأمنية، والكيانات الحوزوية، قد تعالت معترضة على المحتوى المطروح في بعض المواقع، والذي يعارض خطاطة ثقافة الثورة الإسلامية أو يهدد أمنها.

ورغم مرور أكثر من عقد على دخول إيران في الفضاء السيبراني العولمي، وانتشار الكثير من تطبيقاته، وخدماته، وولادة كيانات رقمية محلية التحقت بنسيج الفضاء العولمي فلم ينجح النظام الإيراني في تحقيق توازن موضوعي بين مسألة الأمن السيبراني الوطني وبين توفير فرصة سانحة لمواطنيه في ممارسة حقهم المشروع بالإبحار بين مواقع الويب المقيمة في فضاء الفيض السيبراني لشبكة الإنترنيت. وبقي النظام يكابر فلا يقبل الاعتراف أن ثمة قيود جائرة باتت الحكومة الإيرانية ومؤسساتها الأمنية تفرضها على المستخدمين، وتحظر عنهم الكثير من المواقع، مع الاستمرار بإحباط الخطاب التواصلي مع الآخر، الذي لم يستطيع النظام أن يتصالح مع أي مستوى من مستويات خطابه المعرفي، والسياسي، والعقدي. وبدا جلياً أن مثل هذه المكابرة، غير المبرّرة قد كلفت النظام حجماً كبيراً من التخصيصات الاستثمارية لتمويل مشاريع غير مسبوقة في مجتمع المعلومات المعاصر، فعمدت الى اصطناع فضاء رقمي منغلق على غير الإيرانيين عبر مشروع الإنترنيت الحلال SHOMA الذي لا زال يتعثر بين الحين والآخر، مع استمرار تأخير نقطة انطلاق المشروع بصورة متكاملة.

كذلك فإن توظيف أكثر أنظمة الكف والحظر السيبراني صرامة، مع تتبع جميع نبضات الفيض السيبراني المسافر من والى فضاء إيران قد نشب عنه حصول تباطؤ ملحوظ في الخدمة، مع استبعاد الكثير من مادة المحتوى السيبراني المطروح في فضاء الإنترنيت نتيجة للفجوات التي تعاني منها نظم الترشيح الكي لعبارات تستغلق على منطقها البرمجي فتعمد الى إدراجها بقائمة المحظور.

فتحول فضاء الفيض السيبراني من فضاء متنوع، يحفل بجميع مفردات الحضور الإنساني في إيجابياته وتناقضاته الى فضاء سياسي يقلق النظام الإيراني، ويستأثر حجماً كبيراً من اهتمامات مؤسساتها الأمنية والعسكرية لكونه يمثل، وفق رؤيتهم، قناة مفتوحة للتسلل الى عمارة ثقافة الثورة الإسلامية، ومصدراً لتهديد مكاسبها.

ومما زاد الطين بلّة هو حرص الولايات المتحدة وإسرائيل على تصعيد هذه الفوبيا بعد أن استثمرت هذا الفضاء في شنّ هجمات اكتسحت من خلالها جميع الحصون السيبرانية لمشروع إيران النووي، فبلغت أجهزة الطرد المركزي وتسببت في إيقاف الكثير منها عن العمل. فتصاعد القلق الإيراني الى أعلى مستوياته وتعمّقت القناعة بالبعد السياسي والعسكري، والأمني الذي يمكن أن يمارسه هذا الفضاء، فوسعت دائرة اهتمامها بجلّ تفاصيل، وسخّرت له موارداً مالية ضخمة، مع دعم من الموارد البشرية الوطنية التي أصبح الملف السيبراني على قائمة الأولويات بعد أن ثبت لها أن مشروعها النووي (الذي تعوّل عليه) لا يمكن أن يحقق أهدافه دون وجود حصانة رقمية راسخة.

يضاف الى كل هذه المسائل، السمة الفريدة لفضاء الفيض السيبراني الذي يمكن أن يتيح لإيران فرصة تهديد ومهاجمة أهداف استراتيجية لخصومها التقليديين بكلف قليلة، وضمن ساحة نزاع تتجاوز عقبة توازن القوى التقليدية الذي حال دون قدرتها على الرد ضد الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها، على النظام، مع غياب قدرته على ممارسة ردع عسكري مناسب.

 

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=65770

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M