الجولة الثانية من الانتخابات التركية…المتغيرات الحاكمة وأثرها في توجهات الناخبين

في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو‭/‬أيار‭ ‬الجاري‭ ‬شهدت‭ ‬تركيا‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬وبرلمانية‭ ‬اعتبرت‭ ‬مفصلية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتاريخها‭ ‬السياسي،‭ ‬إذ‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬استقطاب‭ ‬حادة‭ ‬يعيشها‭ ‬المجتمع‭ ‬التركي‭ ‬بسبب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬كما‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتحديات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التحشيد‭ ‬ضد‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬الحالية‭. ‬

أسفرت‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬عن‭ ‬تقدم‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تُحسَم‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لأي‭ ‬ائتلاف‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬جولة‭ ‬إعادة‭. ‬يبحث‭ ‬تقدير‭ ‬الموقف‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬التركية،‭ ‬والعوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬وكيف‭ ‬ستنعكس‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬مرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬أو‭ ‬المعارضة‭.‬

أولاً‭: ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬للانتخابات‭ ‬التركية‭ ‬ومؤشراتها

شارك‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ (‬الرئاسية‭ ‬والتشريعية‭) ‬5‭ ‬تحالفات‭ (‬الجمهور،‭ ‬والأمة،‭ ‬والعمل‭ ‬والحرية،‭ ‬والأجداد،‭ ‬واتحاد‭ ‬القوى‭ ‬الاشتراكية‭)‬،‭ ‬ضمت‭ ‬24‭ ‬حزباً‭ ‬سياسيّاً،‭ ‬وبحسب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للانتخابات‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬أحمد‭ ‬ينار،‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬قرابة‭ ‬88‭.‬75‭% ‬بالداخل،‭ ‬و51‭.‬92‭% ‬ممّن‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬64‭ ‬مليوناً‭ ‬و113‭ ‬ألفاً‭ ‬و941‭ ‬مواطناً‭ ‬تركيّاً،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬السابقة،‭ ‬والسبب‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬السياسي‭ ‬والأيديولوجي،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭.‬

وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬عن‭ ‬حصول‭ ‬مرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم،‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان،‭ ‬على‭ ‬49‭.‬52‭% ‬من‭ ‬الأصوات،‭ ‬وحصول‭ ‬مرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض،‭ ‬كمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو،‭ ‬على‭ ‬44‭.‬88‭% ‬من‭ ‬الأصوات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حصل‭ ‬مرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الأجداد،‭ ‬سنان‭ ‬أوغان،‭ ‬على‭ ‬5‭.‬17‭%.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬فقد‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬تقدم‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ (‬الحاكم‭)‬،‭ ‬يليه‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ثم‭ ‬حزب‭ ‬الحركة‭ ‬القومية‭ (‬حليف‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬حزب‭ ‬الجيد‭ (‬حليف‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬الجمهوري‭)‬؛‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬267‭ ‬مقعداً،‭ ‬مقابل‭ ‬169‭ ‬لحزب‭ ‬الشعب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وحصل‭ ‬حزب‭ ‬اليسار‭ ‬الأخضر‭ ‬على‭ ‬61‭ ‬مقعداً،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬حزب‭ ‬الحركة‭ ‬القومية‭ ‬على‭ ‬50‭ ‬مقعداً،‭ ‬و44‭ ‬مقعداً‭ ‬لحزب‭ ‬الجيد،‭ ‬و5‭ ‬مقاعد‭ ‬لحزب‭ ‬الرفاه،‭ ‬و4‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬التركي‭.‬

ووفقاً‭ ‬للنسب‭ ‬المئوية،‭ ‬حقق‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬نسبة‭ ‬49‭.‬37‭% ‬من‭ ‬الأصوات،‭ ‬بواقع‭ ‬321‭ ‬نائباً،‭ ‬مقابل‭ ‬35‭.‬12‭% ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬لتحالف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض،‭ ‬والذي‭ ‬يمنحه‭ ‬213‭ ‬نائباً‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حصول‭ ‬تحالف‭ ‬العمل‭ ‬والحرية‭ ‬على‭ ‬10‭.‬53‭%‬،‭ ‬ونسبة‭ ‬2‭.‬45‭% ‬لتحالف‭ ‬الأجداد،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬مجمل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬المؤشرات‭ ‬التالية‭:‬

–   اعتبر‭ ‬هدف‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬البرلماني‭ ‬أحد‭ ‬المحاور‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬استند‭ ‬إليها‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة،‭ ‬وبفوز‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭ ‬بالأغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬تصعب‭ ‬استعادة‭ ‬النظام‭ ‬البرلماني،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬فشل‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬للمعارضة،‭ ‬وقد‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تفككها‭ ‬بعد‭ ‬الانتخابات‭. ‬

–   على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فوز‭ ‬تحالف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الفرق‭ ‬بسيطاً‭ ‬بين‭ ‬مرشح‭ ‬المعارضة‭ ‬ومرشح‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭.‬

–   على‭ ‬عكس‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬تفوق‭ ‬مرشح‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬مرشح‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭ ‬من‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تُحسَم،‭ ‬وكان‭ ‬الفارق‭ ‬يرجح‭ ‬إلى‭ ‬الثاني‭.‬

–   كان‭ ‬للمكون‭ ‬الكردي‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬أصوات‭ ‬مرشح‭ ‬المعارضة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الشرقية،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬التيار‭ ‬القومي‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬لديه‭ ‬حساسية‭ ‬شديدة‭ ‬تجاه‭ ‬حزب‭ ‬الشعوب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وبديله‭ ‬حزب‭ ‬اليسار‭ ‬الأخضر‭ ‬الكردي‭ ‬الداعم‭ ‬لكليتشدار‭ ‬أوغلو‭.‬

–   من‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬البرلمانية‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الأحزاب‭ ‬الصغيرة‭ ‬الأربعة‭ ‬في‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة،‭ ‬وهي‭ ‬حزب‭ ‬السعادة،‭ ‬وحزب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وحزب‭ ‬المستقبل،‭ ‬والحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬كانت‭ ‬المستفيد‭ ‬الأكبر،‭ ‬إذ‭ ‬خسر‭ ‬حزب‭ ‬الشعب‭ ‬الجمهوري‭ ‬38‭ ‬مقعداً‭ ‬برلمانيّاً‭ ‬تقليديّاً،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬كينونة‭ ‬الأحزاب‭ ‬الهامشية‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ (‬14‭ ‬مقعداً‭ ‬لحزب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتقدم،‭ ‬و11‭ ‬للمستقبل،‭ ‬و10‭ ‬للسعادة،‭ ‬و3‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭). ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الأصوات‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬قواعد‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬لم‭ ‬تصوت‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬لحزب‭ ‬الشعب‭ ‬الجمهوري‭.‬

ثانياً‭: ‬متغيرات‭ ‬حاكمة‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬للانتخابات‭ ‬التركية

تكتسب‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬أهمية‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي‭ ‬جرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬استقطاب‭ ‬أيديولوجي‭ ‬وقومي‭ ‬لا‭ ‬يسير‭ ‬وفقاً‭ ‬للتوافقات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬المعهودة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تذمر‭ ‬شعبي‭ ‬من‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتأثيرات‭ ‬ملف‭ ‬اللاجئين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبعات‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أبعاد‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬حاولت‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬التعويل‭ ‬عليها‭ ‬ضمن‭ ‬برامجها‭ ‬الانتخابية،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬نظراً‭ ‬لحسن‭ ‬إدارة‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬لملف‭ ‬مناطق‭ ‬الزلزال‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬زاد‭ ‬منسوب‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬انعكست‭ ‬بتصويت‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬له‭. ‬ونظراً‭ ‬لعدم‭ ‬حسم‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬فقد‭ ‬أُعلن‭ ‬عن‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬ستتأثر‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعوامل‭ ‬التالية‭:‬

نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية

أسفرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬عن‭ ‬فوز‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬بأغلبية‭ ‬المقاعد،‭ ‬وهذا‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أمور،‭ ‬أهمها‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬على‭ ‬الناخب‭ ‬التركي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬لمرشح‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬مناكفة‭ ‬سياسية‭ ‬تؤزم‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬البلد‭.‬

مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬خسارة‭ ‬لائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬انتخابية‭ ‬أبرزها‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬البرلماني‭. ‬ونتيجة‭ ‬لضعف‭ ‬المشروع‭ ‬السياسي‭ ‬الجامع‭ ‬لمكونات‭ ‬ائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض‭ ‬تصعب‭ ‬الثقة‭ ‬بمشاريعها،‭ ‬وهذا‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭.‬

هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬تماسك‭ ‬كتلة‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬مكوناته‭ ‬بين‭ ‬أحزاب‭ ‬محافظة‭ ‬وقومية،‭ ‬يعد‭ ‬الاتجاه‭ ‬اليميني‭ ‬المحافظ‭ ‬هو‭ ‬الخط‭ ‬الجامع‭ ‬بينها،‭ ‬وبحصولها‭ ‬على‭ ‬أغلبية‭ ‬البرلمان‭ ‬ستحرص‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباتها،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب‭ ‬بانتخابات‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭.‬

ردود‭ ‬فعل‭ ‬الائتلافات‭ ‬السياسية‭ ‬التركية‭ ‬عقب‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج

ردود‭ ‬فعل‭ ‬الأحزاب‭ ‬التركية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المرشحين‭ ‬والائتلافات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬عكست‭ ‬الحالة‭ ‬الداخلية‭ ‬لتلك‭ ‬الائتلافات‭. ‬فبالنسبة‭ ‬لائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬لم‭ ‬يتسرع‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الأحكام‭ ‬أو‭ ‬يتنبأ‭ ‬بالنتائج‭ ‬قبل‭ ‬إعلانها‭. ‬وعكس‭ ‬“خطاب‭ ‬الشرفة”‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬أردوغان‭ ‬عقب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬حالة‭ ‬التماسك‭ ‬والانسجام‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم‭.‬

بالمقابل‭ ‬قام‭ ‬ائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬أدائه‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬تسرَّع‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬قبل‭ ‬إعلانها،‭ ‬وأطلقت‭ ‬أحكام‭ ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬نزاهة‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الانتقادات‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬المدن‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬بسبب‭ ‬تصويتهم‭ ‬لائتلاف‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬بيان‭ ‬جامع‭ ‬باسم‭ ‬الائتلاف،‭ ‬بل‭ ‬صدرت‭ ‬بعض‭ ‬البيانات‭ ‬والتصريحات‭ ‬المستقلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكونات‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الانشقاقات‭ ‬والاستقالات‭ ‬من‭ ‬صفوف‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬المكونة‭ ‬للائتلاف،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬تعكس‭ ‬حالة‭ ‬ضعف‭ ‬الانسجام‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الطابع‭ ‬العام‭ ‬لتحالف‭ ‬المعارضة،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬قد‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب‭ ‬التركي‭ ‬بقوائم‭ ‬هذا‭ ‬التحالف،‭ ‬والذي‭ ‬ربما‭ ‬سيؤثر‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭.‬

البعد‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬والقومي

يعد‭ ‬البعد‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬والقومي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤثرات‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬التركية،‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬الاصطفاف‭ ‬السياسي‭ ‬حالياً‭ ‬بين‭ ‬تيار‭ ‬اليمين‭- ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭- ‬وتيار‭ ‬اليسار‭- ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬تحالف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض‭- ‬ويغذي‭ ‬تشظيه‭ ‬حالة‭ ‬العداء‭ ‬التاريخي‭ ‬للتيار‭ ‬القومي‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭ ‬المتطرف‭ ‬وأي‭ ‬طرف‭ ‬يمثله،‭ ‬وقد‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعلان‭ ‬الفائز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬مرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الأجداد،‭ ‬تأييده‭ ‬لمرشح‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان،‭ ‬ولعل‭ ‬دافعه‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭:‬

–   فوز‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬بأغلبية‭ ‬المقاعد‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬فوزهم‭ ‬بالرئاسة‭.‬

–   فارق‭ ‬الأصوات‭ ‬بين‭ ‬مرشح‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم،‭ ‬أردوغان،‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬49‭.‬52‭%‬،‭ ‬وائتلاف‭ ‬المعارضة،‭ ‬كمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو،‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬44‭.‬88‭%‬،‭ ‬يجعل‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬المكون‭ ‬المرجح‭ ‬فوزه‭ ‬مضموناً‭. ‬

–   من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يحسب‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬على‭ ‬التيار‭ ‬القومي،‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بحزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬صعب‭ ‬تحالفه‭ ‬مع‭ ‬كمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو؛‭ ‬لارتباطه‭ ‬بشروط‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬اشتراطه‭ ‬على‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو‭ ‬تخليه‭ ‬عن‭ ‬الكتلة‭ ‬الكردية،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬قرابة‭ ‬10‭% ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الداعمة‭ ‬له‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬حدث‭ ‬تقارب‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يضمن‭ ‬انتقال‭ ‬أصوات‭ ‬قاعدته‭ ‬لكمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو‭. ‬

–   الخلاف‭ ‬بين‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬وائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬وجودي‭ ‬يشكله‭ ‬الأكراد‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬توافقه‭ ‬مع‭ ‬تحالف‭ ‬الجمهور‭ ‬حول‭ ‬ملف‭ ‬اللاجئين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجية‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬للاجئين‭.‬

العامل‭ ‬الدولي‭ ‬

اكتسبت‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬أهمية‭ ‬خارجية‭ ‬نظراً‭ ‬للدور‭ ‬التركي‭ ‬الفاعل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬انعكس‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬هاجمت‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬لاعتبارات‭ ‬عدة،‭ ‬أبرزها‭ ‬معارضة‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬للسياسات‭ ‬المستقلة‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬تركيا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬فوز‭ ‬المعارضة‭ ‬بزعامة‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو،‭ ‬كان‭ ‬سيسمح‭ ‬لتركيا‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬تأييد‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬الدائرة‭ ‬حالياً،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭. ‬بالمقابل‭ ‬تريد‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬روسيا،‭ ‬استمرار‭ ‬الحزب‭ ‬الحالي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

تفوق‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬بالأغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬عكس‭ ‬حالة‭ ‬إحباط‭ ‬للتيار‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬توقع‭ ‬سقوطه،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تناول‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬للنتائج‭ ‬الأولى‭ ‬للانتخابات‭ ‬التركية‭. ‬هذا‭ ‬الإحباط‭ ‬سيخفف‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التحشيد‭ ‬الغربي‭ ‬الداعمة‭ ‬لتيار‭ ‬المعارضة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬هذه‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاس‭ ‬على‭ ‬الناخب‭ ‬التركي،‭ ‬إذ‭ ‬يبرز‭ ‬الحس‭ ‬القومي‭ ‬التركي‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية–‭ ‬خصوصاً‭ ‬اليمينية‭ ‬منها‭- ‬بأن‭ ‬تركيا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬قوي‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬والاختلاف‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بماهية‭ ‬هذا‭ ‬الحضور،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬تمثيله‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬أو‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بدور‭ ‬الوسيط‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬انضمام‭ ‬السويد‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭.‬

ثالثاً‭: ‬الجولة‭ ‬الثانية‭.. ‬عوامل‭ ‬الحسم‭ ‬وتحدياته

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقدُّم‭ ‬أردوغان‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مليونين‭ ‬و500‭ ‬ألف‭ ‬صوت،‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الأصوات‭ ‬الكافية‭ ‬لحسم‭ ‬الرئاسة‭ ‬من‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬لكونها‭ ‬تشترط‭ ‬حصول‭ ‬الفائز‭ ‬على‭ ‬الأغلبية‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الصحيحة‭ (‬50%+1‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬معطيات‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والعوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬يمكن‭ ‬استشراف‭ ‬إمكانيات‭ ‬الربح‭ ‬والخسارة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬وائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض‭.‬

إمكانية‭ ‬فوز‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬

وفقاً‭ ‬لقراءة‭ ‬مخرجات‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬يمكن‭ ‬استشراف‭ ‬قدرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬لمصلحته،‭ ‬ويعزز‭ ‬ذلك‭:‬

–   حصول‭ ‬ائتلافه‭ ‬على‭ ‬الأغلبية‭ ‬البرلمانية،‭ ‬ويُتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬إيجابياً‭ ‬على‭ ‬معنويات‭ ‬أنصاره‭.‬

–   الفارق‭ ‬البسيط‭ ‬في‭ ‬مجموع‭ ‬الأصوات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأغلبية،‭ ‬إذ‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬49‭.‬52‭%‬،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬معالجة‭ ‬الأصوات‭ ‬الملغية،‭ ‬وقناعة‭ ‬الأصوات‭ ‬المترددة،‭ ‬وتصويت‭ ‬أنصار‭ ‬محرم‭ ‬إنجه‭ ‬غير‭ ‬المقتنعين‭ ‬بمرشح‭ ‬المعارضة‭.‬

–   تماسك‭ ‬الكتلة‭ ‬السياسية‭ ‬الداعمة‭ ‬له‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب،‭ ‬وينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬بالتصويت‭ ‬له‭.‬

–   تركيزه‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬والإنجازات‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب‭ ‬به،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنه‭ ‬التزم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬معظم‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬السياسية‭.‬

–   الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬عقب‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬خطبة‭ ‬الشرفة،‭ ‬واعترافه‭ ‬بقصور‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬وحاجته‭ ‬إلى‭ ‬النقد‭ ‬والتقويم،‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬ظهوره‭ ‬قائداً‭ ‬قوياً،‭ ‬وأغلق‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬انتقادات‭ ‬المعارضة‭.‬

–   الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬بمناطق‭ ‬الزلزال،‭ ‬دون‭ ‬انتقاد‭ ‬المحافظات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تصوت‭ ‬له‭- ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬فعلت‭ ‬المعارضة‭- ‬عزز‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬قبوله‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬الشرائح‭ ‬التركية‭.‬

–   إعلان‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬دعمه‭ ‬لمرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭.‬

يقلل‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬عدم‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭:‬

–   إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬مفاجآت‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تدخل‭ ‬الخارج‭.‬

–   استغلال‭ ‬المعارضة‭ ‬لورقة‭ ‬اللاجئين‭ ‬وتنامي‭ ‬خطابها‭ ‬المضاد‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬التيار‭ ‬القومي‭.‬

–   إمكانية‭ ‬تصويت‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬سنان‭ ‬أوغان‭ ‬لمرشح‭ ‬المعارضة‭.‬

إمكانية‭ ‬فوز‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض

يعزز‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭:‬

–   تحالفه‭ ‬مع‭ ‬الأكراد‭ ‬أكسبه‭ ‬أصوات‭ ‬المناطق‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬دعمه‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬احتفاظه‭ ‬بنسبة‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬دعمته‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬تأثيراته‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭.‬

–   في‭ ‬حال‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬أخطائه‭ ‬وإبراز‭ ‬مشروعه‭ ‬البديل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬ثقة‭ ‬بعض‭ ‬الناخبين‭.‬

–   في‭ ‬حال‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬وتوافق‭ ‬مع‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الأجداد‭ ‬فقد‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أصواته‭ ‬الانتخابية‭.‬

–   مشاركة‭ ‬أكرم‭ ‬إمام‭ ‬أوغلو‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬للجولة‭ ‬الثانية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬مرشح‭ ‬المعارضة‭. ‬

ومما‭ ‬يضعف‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭:‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬يمكن‭ ‬استشراف‭ ‬صعوبة‭ ‬حسم‭ ‬كمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬لمصلحته،‭ ‬ويعزز‭ ‬ذلك‭:‬

–   فارق‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬مرشح‭ ‬المعارضة‭ ‬كمال‭ ‬كليتشدار‭ ‬أوغلو‭ ‬كبير،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬حسمه‭ ‬بسهولة‭.‬

–   ضعف‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وفشل‭ ‬الرهانات‭ ‬التي‭ ‬بني‭ ‬عليها‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة‭.‬

–   عدم‭ ‬تماسك‭ ‬كتلة‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة‭ ‬بسبب‭ ‬الاختلافات‭ ‬الجذرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬سياسي،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬جمعهم‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬انتخابية‭ ‬تكتيكية‭.‬

–   عدم‭ ‬خروجه‭ ‬بإعلان‭ ‬موحد‭ ‬عقب‭ ‬الانتخابات‭ ‬عكس‭ ‬حالة‭ ‬التخبط‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الائتلاف‭ ‬المعارض،‭ ‬وقلل‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الناخب‭ ‬التركي‭ ‬به؛‭ ‬بأنه‭ ‬قائد‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬وإدارة‭ ‬خلافات‭ ‬ائتلافه‭.‬

–   العزوف‭ ‬المتوقع‭ ‬لبعض‭ ‬أنصار‭ ‬المعارضة‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬أبرزها‭: ‬صعوبة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬البرلماني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سبب‭ ‬حماس‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى،‭ ‬وتراجع‭ ‬التطلعات‭ ‬المركزية‭ ‬للحزب‭ ‬الجيد،‭ ‬واكتفاء‭ ‬التيار‭ ‬المحافظ‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬بالمقاعد‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وترجيح‭ ‬نجاح‭ ‬مرشح‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭.‬

خاتمة

انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬الأولية‭ ‬لنتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬التركية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنامي‭ ‬العوامل‭ ‬والمتغيرات‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬حظوظ‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الجمهور‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬التركية‭ ‬لمصلحته‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حظوظ‭ ‬مرشح‭ ‬ائتلاف‭ ‬الأمة‭ ‬المعارض،‭ ‬والسبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاستقطاب‭ ‬السياسي‭ ‬والأيديولوجي‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬التركي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الظروف‭ ‬الخارجية،‭ ‬والتي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬المخاطرة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬باستقرار‭ ‬تركيا‭ ‬ومضيها‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭.‬

.

رابط المصدر:

https://fikercenter.com/2023/05/22/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M