شهد مخطط الربط الكهربائي بين السعودية والهند خطوة جديدة اليوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني (2024)، من شأنها أن تسرّع في تنفيذ المشروع العملاق الذي تُقدَّر استثماراته بأكثر من 18 مليار دولار.
ووافق مجلس الوزراء السعودي على مذكرة التفاهم الموقّعة بين حكومة المملكة وحكومة الهند، في مجال الربط الكهربائي والهيدروجين الأخضر وسلاسل الإمداد، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كانت المملكة قد وقّعت في 8 أكتوبر/تشرين الأول (2023) مذكرة تفاهم مع حكومة نيودلهي تستهدف دراسة تنفيذ مشروع خاص بالربط الكهربائي بين السعودية والهند، والتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر النظيف، ودعم سلاسل الإمداد.
تفاصيل التعاون السعودي الهندي
تهدف مذكرة التعاون، التي وقّعها سابقًا وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مع وزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة الهندي راج كومار سينغ، إلى وضع إطار عام للتعاون بين الرياض ونيودلهي في مجالات الربط الكهربائي، وتبادل الكهرباء في أوقات الذروة وحالات الطوارئ، بالإضافة إلى التطوير والإنتاج المشترك لمشروعات الهيدروجين النظيف والطاقة المتجددة.
كما تعمل مذكرة التفاهم -التي وُقِّعَت على هامش فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، الذي استضافته الرياض في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- على إنشاء سلاسل إمداد آمنة وموثوقة ومرنة للمواد المستعملة في الهيدروجين الأخضر، وقطاع الطاقة المتجددة.
وبموجب الاتفاق، سيجري التعاون مع الجهات والشركات المختصة في مجال الربط الكهربائي بين السعودية والهند، والشركات والجهات المتخصصة في مجال الهيدروجين الأخضر، وإنشاء خطوط الربط الكهربائي.
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد أكد في تصريحات سابقة أن المملكة تتبنّى حاليًا نهجًا شاملًا يتضمن جميع إمكاناتها لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، وخطوط أنابيب التوزيع، والربط الكهربائي مع دول أخرى.
استثمارات ضخمة
في أكتوبر/تشرين الأول 2022، كشفت الرياض ونيودلهي عزمهما إقامة مشروع عملاق بتكلفة تناهز 18 مليار دولار، يتمثل في الربط الكهربائي بين السعودية والهند.
وأكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في 11 سبتمبر/أيلول (2023)، خلال جلسة مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن الروابط التجارية بين البلدين سوف تنمو بشكل أكبر في المدة المقبلة، مع توسيع نطاق التعاون في مجال ربط الشبكات والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والرقائق الإلكترونية وسلاسل التوريد.
من شأن مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والهند أن يفتح آفاقًا جديدة من التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، إذ يُبحث ربط ساحل ولاية غوجارات الهندية بالشرق الأوسط بخطوط بحرية، ما يؤدي إلى إنشاء شبكة طاقة متجددة، وفق تصريحات من نيودلهي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتبلغ المسافة بين ميناء “موندرا” على ساحل ولاية غوجارات الهندية وإمارة الفجيرة عبر بحر العرب 1600 كيلومتر، إذ يمكن أن يمرّ خط الربط البحري عبر عُمان (1200 كيلومتر)، وتبلغ أعمق نقطة له 3.5 كيلومترًا.
وتُقدّر النفقات الرأسمالية لمشروع الربط الكهربائي البحري بقوة 3 غيغاواط بنحو 5 مليارات دولار، وفقًا لخبراء الصناعة، وتشمل تكلفة خطوط الربط (النحاس أو الألومنيوم)، وسفن التركيب والمحطات في الطرفين، وستكون محطات الربط بقدرة تقلّ عن 10 غيغاواط ضمن نطاق فرعي.
الممر الأخضر
يدعم مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والهند أول ممرات خضراء عابرة للقارات الذي تشارك فيه 5 دول، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والذي أُعلِن في سبتمبر/أيلول الماضي.
وكانت الهند والسعودية، بمشاركة الولايات المتحدة والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، قد وقّعتا أمس الأول مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي أخضر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، على هامش فعاليات قمة مجموعة العشرين.
وكانت السعودية والهند قد دخلتا في مباحثات مكثفة خلال الأشهر الماضية، لتوقيع أحد أكبر مشروعات الطاقة النظيفة في العالم، بما يعزز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مع احتمال وجود شراكة مستقبلية من جانب الإمارات والاتحاد الأوروبي وأميركا.
موضوعات متعلقة..
- الربط الكهربائي بين السعودية والهند يشهد خطوة جديدة
- السعودية والهند تدرسان مشروع كهرباء عملاقًا بـ 18 مليار دولار.. وأبوظبي تراقب
المصدر : https://attaqa.net/2024/01/23/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af-%d9%82/