اعداد : د. زينب عبدالله – كلية العلوم السياسية / الجامعه المستنصريه
- المركز الديمقراطي العربي
- مجلة اتجاهات سياسية : العدد الخامس أغسطس – آب “2018”دورية علمية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي “ألمانيا –برلين” تعنى بنشر الأوراق البحثية والتقارير والتحليلات السياسية والقانونية والإعلامية حول الشؤون الدولية والإقليمية ذات الصلة بالواقع العربي بصفة خاصة والدولي بصفة عامة.
الملخص :
تراقب جهات سياسية وعسكرية عن كثب مجموعة الأنشطة والسياسات الصينية في منطقة الخليج العربي وحولها. وعالجت تقارير استخبارية ومختصة مسألة التوسع الصيني والمنافسة الماثلة على كل الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والتي بدأت فعليا بالتبلور عبر الحضور السياسي المتنامي، الأمر الذي أصبح يشكل عاملا رئيسيا في الحسابات الغربية الأمريكية البريطانية خاصة، في ظل فشل سياسات الغرب تجاه أزمات العراق ولبنان وفلسطين.
وتعد العلاقات الصينية مع منطقة الخليج العربي علاقات حديثة العهد نسبيا وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التي أقامت علاقات مع الصين ولم تقم بكين علاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي حتى عام 1990 وذلك لأنها، خلال سنوات الحرب الباردة اعتبرت منطقة الخليج منطقة بعيدة بالنسبة لمصالحها المباشرة وركزت على تأسيس وبناء علاقات قوية مع دول شمال شرق وجنوب شرق آسيا ولم تبد اهتماما حقيقيا بمسائل الطاقة حتى العام 1993 عندما أصبحت دولة مستوردة لمعظم حاجتها من الطاقة، هذا إضافة إلى الاعتبارات المحلية التي حدت من بناء علاقات في وقت مبكر ومنها خشية دول منطقة الخليج من انتشار الشيوعية ودعم الصين في تلك المرحلة للحركات الثورية والاتجاهات الراديكالية في المنطقة العربية.
كل ذلك تغير الآن وخلال السنوات القليلة الماضية نمت العلاقات الصينية الخليجية بشكل قوي وخاصة في الجوانب الاقتصادية. وتعد الصين الآن ثامن أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الذي يعتبر بدوره عصب التجارة العربية. وتسعى الصين كما هو معروف إلى تأمين ما أمكنها من مصادر الطاقة الضرورية لاقتصادها السريع النمو، وتعتبر الصين الآن ثاني أكبر مستهلك للنفط وثالث أكبر مستورد، ويشكل استهلاكها المتزايد نسبة أربعين في المائة من تزايد الاستهلاك العالمي , وإدراكًا من الصين للأهمية الاستراتيجية لدول الخليج العربي عموما, والتي تمد الصين بحوالي 50% من وارداتها النفطية والمملكة العربيه السعوديه على وجه التحديد والتي تمثل الممول النفطي الاول بين هذه الدول , كما وتعد هذه الدول هي الأقرب من حيث طرق النقل مقارنة بدول أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية، وبالنظر إلى معدلات النمو المرتفعة التي حققتها وتسعى لتحقيقها الصين فإن تأمين إمدادات الطاقة يظل مسألة استراتيجية بل وأمن قومي في المقام الأول بالنظر إلى أهمية خطط التنمية بالنسبة لسياسات الحكومة الصينية داخليًا، وهو ما يفسر سياسات الصين تجاه منطقة الخليج العربي، حيث رأت أنه يجب العمل على تحقيق بيئة آمنة للمناطق التي توجد فيها منابع وطرق مرور النفط, هذا فضلا عن الاهميه الاستراتيجيه والسياسيه لمنطقة دول الخليج العربي وعلى وجه التحديد المملكة العربيه السعوديه .
Abstract :
Political and military actors are closely monitoring the range of Chinese activities and policies in and around the Arabian Gulf region.
The issue of China’s expansion and competition at all economic and military levels, which has already begun to evolve through the growing political presence, has been dealt with by intelligence and specialist reports, which has become a major factor in the Western American-British accounts, especially in the light of the failure of Western policies towards the crises in Iraq, Lebanon and Palestine.
China’s relations with the Arabian Gulf region are relatively recent and Egypt is the first Arab country to have established relations with China, and Beijing has not relations with the GCC countries until 1990 because, during the cold War years, the Gulf region was regarded as a distant region for its immediate interests and focused on establishing and building strong relations with Northeast and Southeast Asian countries and did not show real interest in energy issues until 1993, when it became an importer of most of its energy needs, as well as local considerations that limited the early construction of relations, such as the fear of countries in the region of the spread of Communism and China’s support at that stage for the revolutionary movements and radical tendencies in the Arab region.
It’s all changed now. Over the past few years, Sino-Gulf relations have grown strongly, especially in economic aspects. China is now the eighth largest trading partner of GCC countries, which in turn is the backbone of Arab trade. As is known, China is seeking to secure the energy resources necessary for its fast-growing economy, and China is now the second largest consumer of oil and the third largest importer, and its increasing consumption accounts for 40 percent of the world’s growing consumption, and China is aware of the importance of the strategy for the Arabian Gulf countries in general, which supply China with about 50 percent of its oil imports and Saudi Arabia in particular, which represent the first oil provider among these countries, and are the closest in terms of transport routes compared to Latin American and African countries, Given the high growth rates achieved and pursued by China, securing the energy supply remains a matter of strategy and, above all, national security, given the importance of the development plans for the policies of the Chinese government domestically, which explains China’s policies towards the Arabian Gulf region, where it considered that a secure environment should be worked out for areas where the sources and routes of oil are located, as well as the strategic and political importance of the Arab Gulf States region, specifically Saudi Arabia.
رابط المصدر: