القبيلة والمجتمع .. قراءة في أدوار القبيلة السعودية المعاصرة وتأثيرها الداخلي

علي جبلي

 

المقدمة

منذ أن ظهرت البشرية على وجه الأرض ظهرت الحاجات الفطرية؛ كالحاجة إلى الطعام والشراب والسكن والأمن، ومن ثم كانت الحاجة إلى التعاون والتجمع والتحالف بين العديد من الأسر لتحقيق المصالح ودرء المخاطر، فظهرت القبيلة.

وبمرور الزمن بدأت تتجلى مفاهيم السلطة والرياسة والغلبة، وقد تسببت بنشوء صراعات وتحالفات جديدة، ثم ترسخت القبيلة وقوي نفوذها واتسع تأثيرها، وانتقل طموح إنسان القبيلة من التفكير في الوجود إلى التفكير في السيطرة، وعليه فإن الحاجة هي السبب الأول في تشكل هذه القبائل، سواء ما يتعلق بالرياسة والجاه، أو ما يؤمن هذا التصدر من متطلبات العيش والحياة والمجد والغلبة، شرط بقاء القبيلة واستمرارها.

بانخراط العالم العربي بمكوناته الاجتماعية التاريخية المتنوعة في سياقات العصر الحديث، خصوصاً في بداية القرن التاسع عشر، استقرت في قلب مجال الأدبيات السوسيولوجية والأنثروبولوجية والتاريخية والسياسية الخاصة به جملة من الإشكاليات العملية والمعرفية، تجمعت تحت عنوان القبيلة، التي يعد موضوعها محورياً في العالم العربي؛ إذ إنه يتحول في كل منعطف تاريخي حاسم إلى ما يشبه الشبح، يخال الناظر أنه موجود ولا يجد ما يبرهن به على وجوده الموضوعي، ويطرده من مخيلته، فيجزم البعض بأنه رآه متلبساً بالأحداث متوارياً في ثناياها. هذا على مستوى تلك الدول التي حاولت أن تتجاوز موضوع القبيلة وتحل أجهزة الدولة مكانها، وهذا ما قلل من أثر القبيلة عندها تدريجياً حتى أصبحت لا تُرى آثارها إلا بصعوبة، وبقيت هنالك مجتمعات أخرى لا يزال للقبيلة حضور فيها، وخاصة تلك الدول التي أُسست انطلاقاً من تحالف قبلي واسع.

في مجتمع كالسعودية يعد الحديث عن القبيلة شائكاً، خصوصاً أن هناك من يقبلها جملة أو يرفضها جملة، وهذا الذي يرفضها يرى وجوب الانخراط في مجتمع مدني يتجاوز القبيلة تماماً، لكن الواقع أن أهمية القبيلة في السعودية خاصة ودول الخليج عامة، تعود إلى الدور الذي أدته وتؤديه، والنشاط الذي تمارسه، وحجم تأثيرها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الدولة والمجتمع من حولها، سواء كان هذا التأثير عن طريق العادات والتقاليد والقيم والأعراف، أو الجهود التي تتم عبرها في التكافل الاجتماعي والإصلاح المجتمعي، أو غير ذلك من الأدوار الملموسة للقبيلة.

قم بتحميل الملف لقراءة المزيد

 

رابط المصدر:

https://fikercenter.com/political-analysis/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M