النطاقات المناخية في العالم

تتتعدد النطاقات المناخية في العالم، وتتنوع تنوعا كبيرا، والنطاقات هي منطقة جغرافية تتميز بخصائص مناخية محددة، وقد نجد أن بعض النطاقات تنقسم إلى فرعين، بينما كلها وبدون استثناء تنقسم إلى مناخات، والمناخ خلاصة مجموعة حالات الطقس التي تتعاقب في منطقة معينة لمدة زمنية طويلة نسبيا، ولتحديد طبيعة المناخ تستعمل قياسات المميزات الجوية المشجلة على مدى يناهز 30 سنة وفي هذا الموضوع سأحاول تحديد أنواع النطاقات المناخية في العالم.

تعريف النطاق المناخي:
النطاق المناخي هو مجال جغرافي محيط بالأرض يتميز بخصائص محددة من المناخ والغطاء النباتي.
العوامل المفسرة لاختلاف النطاقات المناخية:
تتمثل في: الحرارة والتساقطات والرياح والتيارات البحرية والقرب أو البعد من البحر.
النطاقات المناخية في العالم:
ينتج عن تفاعل العوامل المذكورة أعلاه تشكل ثلاث نطاقات مناخية كبرى في العالم، تتميز بخصائص متباينة على مستوى المناخ والغطاء النباتي، وهي:
-النطاق الحار: يقع بين المدارين و خط الإستواء(0-23.5-30o)، ويضم مناخات فرعية هي: المناخ استوائي والمناخ المداري(جاف ورطب) والمناخ الصحراوي.
-النطاق المعتدل: يقع عند العروض المعتدلة( O30-55)، يشمل المناخات التالية: الصيني –المتوسطي-المحيطي-القاري–القاري رطب- القاري الجاف.
-النطاق البارد: يقع بالعروض العليا(55-90O)، يضم المناخين الجبلي والقطبي.
تجدر الإشارة إلى أنه في أي جزء من العالم يوجد مناخًا مميزًا لكل منطقة على وجه الأرض، ونظرًا لأن المناخ يختلف اختلافًا كبيرًا من مكان إلى آخر ومن وقت لآخر فمن غير المرجح أن يوجد أي مكانين لهما نفس المناخ بالضبط، ولذلك يختلف أو يتشابه المناخ في العديد من الأقاليم الجغرافية في جميع أنحاء العالم، فهناك مناخات ترتبط بأقاليم بعينها، حيث يتضمن تعريف النطاقات المناخية كونها نطاقات جعرافية تتميز بطقس معين دونًا عن غيرها، وهناك الكثير من المناخات المختلفة حول العالم وربما تنقسم الواحدة منها لعدّة نطاقات أصغر، وقد كانت أول محاولة لتصنيف المناخ من قبل الإغريق القدماء، فقد اعتقد أرسطو أنه يمكن تقسيم كل من نصفي الكرة الأرضية الشمالية والجنوبية إلى نطاقات مناخية مميزة، ولتوضيح المزيد عن تعريف النطاقات المناخية تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا لتصنيف هذه المناطق المناخية استنادًا إلى خطوط العرض والإحداثيات الجغرافية فإنها تُعرف أيضًا بالحيّز الجغرافي لاستحواذها على منطقة بعينها قد تكون أرضًا أو بحرًا أو غير ذلك، وهذا إجمالًا هو تعريف النطاقات المناخية.[٤]
أنواع النطاقات المناخية
بعد توضيح تعريف النطاقات المناخية تجدر الإشارة إلى أن مناخ الأرض يتغير بشكل كبير مع كل تحول في ظروف الطقس، حيث تتعرض العديد من مدن العالم لعوامل مختلفة تؤثر على كل أراضيها، ويمكن تقسيم مناخ الأرض إلى ثلاثة نطاقات مناخية رئيسة وهي: المنطقة القطبية الأكثر برودة والمنطقة المدارية الدافئة والمنطقة المعتدلة ويمكن توضيح المزيد عن تلك النطاقات فيما يأتي:[٥]
النطاقات القطبية
توجد تلك النطاقات المناخية في المناطق القطبية الشمالية والجنوبية، وهي تمتد من خط عرض 66.5 درجة شمالًا وجنوبًا إلى القطبين، وتتميز المنطقة القطبية بصيف قصير بارد وشتاء بارد طويل، وهي تتميز بتساقط الثلج بشكل متكرر وخاصة خلال أشهر الشتاء، وتقع الأجزاء الشمالية البعيدة من كندا وأوروبا وروسيا ضمن هذه المنطقة المناخية، وتُمثّل القمم الجليدية المكونة من جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية منطقة فرعية من المنطقة المناخية القطبية المعروفة باسم منطقة الغطاء الجليدي، ونادرًا ما ترتفع درجات الحرارة في مناطق القمم الجليدية حتى خلال أشد شهور السنة حرارة.[٥]
النطاقات المعتدلة
وهي تمتد من الحافة الجنوبية للدائرة القطبية الشمالية إلى مدار السرطان في نصف الكرة الشمالي، ومن الحافة الشمالية للدائرة القطبية الجنوبية إلى مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي، وتقع المنطقة المناخية المعتدلة بين 23.5 درجة و 66.5 درجة شمالًا، وتشهد النطاقات المناخية المعتدلة صيفًا دافئًا إلى حارًا، وشتاءًا باردًا، مع وجود أكبر درجات الحرارة على مدار السنة، ويتراوح المناخ داخل المناطق المعتدلة من الشتاء البارد والثلج في نيو إنجلاند إلى الطقس المعتدل المعتدل المرتبط بالبحر الأبيض المتوسط ​​في جنوب كاليفورنيا، ويقع جزء كبير من الولايات المتحدة وأوروبا والنصف الجنوبي من أمريكا الجنوبية ضمن هذه المنطقة المناخية.[٥]
النطاقات الاستوائية
تمتد تلك المنطقة المناخية من مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالًا إلى مدار الجدي عند خط عرض 23.5 درجة جنوبًا مع خط الاستواء في هذه المنطقة، ويختلف المناخ داخل المنطقة المدارية من المناخات المدارية الرطبة في الغابات المطيرة إلى المناخ الجاف القاحل وشبه الجاف في شمال إفريقيا أو وسط أستراليا، ويظل الطقس حارًا داخل تلك المنطقة مع هطول متكرر للأمطار وتفاوت طفيف في درجات الحرارة، وتشهد المناطق القاحلة منها وشبه القاحلة صيفًا رطبًا دافئًا وشتاءًا أكثر برودة وجفافًا.[٥]
1 ـ النطاق الحار :وينقسم بدوره إلى قسمين اساسيين هما :أ – الحار الرطب : وفيه نوعان من المناخات هما:

– المنطقة الإستوائية : مناخ استوائي طول العام وانعدام الفصول وكثرة التساقطات ووجود الحرارة طيلة العام، ويتيمز هذا المناخ بوجود غبات استوائية متنوعة لا يمكن حصر نبتاتها كالأمازون، ونجد هذا المناخ في الدائرة الإستوائية، ويمتد للأجزاء الشرقية الإستوائية وغرب افريقيا والهند.

– المنطقة المدارية : مناخ مداري يتميز بوجود فصلين فقط طوال العام، فصل حار وجاف وفصل حار نسبيا ومطير جدا، وغطاؤه يتكون من تشكيلات السافانا،وهي تشكيلات نباتية تجمع بين الحشائش والأشجار، وتسود بالمناطق المدارية الرطبة، ونجد هذا المناخ حول المدارين خاصة فيامريكا وآسيا وافريقا.

ب – الحار الجاف : وهو نوع واحد هو :

– المنطقة الصحراوية : مناخ صحراوي يتسم بارفاع الحرارة خاصة في فصل الصيف، وانخفاض كبير للتساقطات مما يسبب الجفاف، وارتفاع مهم في المدى الحراري السنوي، وتتميز هذه المنطقة بغطاء نباتي فقير جدا، يتكون من شوكيات وحزازيات، ونجد هذا النوعمن المناخ خاصة في افريقيا وفي استراليا وفي شبه جزيرة العرب وفي أريزونا بامريكا.

2 ـ النطاق البارد :

وينقسم إلى منطقتين مناخيتين اثنتين هما :

– المنطقة القطبية : وتتميز بمناخ بارد، وضعف التساقطات خاصة في فصل الشتاء إلى حد الإنعدام، مع وجودها بكميات ضئيلة في فصل الصيف، وشدة البرودة وانخفاض المدى الحراري السنوي، وتتميز بغابات التايغا، وهي غابات مخوطية صنوبرية كثيفة تتميز بمقاومتها للبرودة عن طريق أوراقها الإبرية التي تغطيها طبقة صمغية، وتتواجد بكثرة في القطبين وألاسكا وجرينلاند.

– المنطقة الجبلية : مناخ جبلي بارد يتميز بارتفاع التساقطات وانخفاض شديد للحرارة، ويتميز بتدرج الغطاء النباتي بين براري ومروج وغابات مخروطية ونفضية، وهو موزع بحيث نجده في مناطق شتى من العالم.

3 – النطاق المعتدل :

وينقسم إلى 3 مناطق مناخية هي :

– المنطقة المتوسطية : مناخ متوسطي حار وجاف صيفا،دافئ ورطب شتاءا، مع وجود أمطار بنسب متوسطة، ونجد في هذع المنطقة غابات متوسطية متكيفة مع جفاف الصيف، وينتشر في الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط مع إفريقيا واستراليا.

– المنطقة المحيطية : وتتميز بمناخ محيطي واعتدال الحرارة طوال السنة وأمطار مهمة ومنتظمة طوال العام، ونجد فيه غابات كثيفة وأشجار طولة، ونجده في أوروبا الغربية وغرب امريكا الشمالية وأستراليا الجنوبية.

– المنطقة القارية : وفيها المناخ القاري الذي يتميز بقلة التساقطات المطرية زوانخفاض الحرارة خاصة في فصل الشتاء، ونجد فيه البراري والمروج ذات الجذور المتعمقة، ونجده خاصة في شمال أوروربا وروسيا زآسيا وامريكا الشمالية والجنوبية.

أبرز تأثيرات المناخ تعتمد تأثيرات المناخ على الكثير من العوامل التي تميز كل منطقة عن أخرى وهناك بعض التفاوت بين مناخ المناطق المختلفة، ويحدد المناخ طريقة تفاعل البشر مع عالمهم، ويمكن توضيح أبرز تأثيرات المناخ فيما يأتي:[٢]
هطول المطر: ربما يكون التأثير الأكثر وضوحًا والأكثر أهمية للمناخ هو أنّه يتسبب في حدوث المطر والثلج.
نمو النباتات: تسمح المناخات المختلفة في أجزاء مختلفة من العالم بالحياة لمجموعة واسعة من النباتات في أماكن مثل الغابات المطيرة، حيث تعمل درجات الحرارة الحارة والرطبة والأمطار الغزيرة على تعزيز نمو النباتات التي قد يكون نموّها مناسبًا في بعض البيئات.
تحسين الصحة العامة: استقرار المناخ هو عامل مهم لصحة الإنسان، فالمناخ المضطرب لفترات طويلة من الزمن يؤثر بشكل مباشر على تعرض البشر لكثير من الأمراض، وقد كان تطور البشرة الفاتحة هو عامل مساعد ليصبح بعض البشر أكثر مقاومة للطقس البارد أثناء انتقالهم من خط الاستواء إلى المناطق التي كانت فيها أشعة الشمس المباشرة أقل.
الأمن القومي: وجود مناخ مستقر يفيد الأمن القومي للبلاد، وإذا تمكنت الحكومة في بلدٍ ما من التنبؤ بكمية المياه ومتوسط ​​خطر الجفاف أو الكوارث الطبيعية الأخرى فيمكنها إعداد سكانها بشكل أفضل لمواجهة المصاعب المحتملة.
أسباب تغير المناخ
قبل توضيح تعريف النطاقات المناخية تجدر الإشارة إلى أن المناخ يتأثر بالعديد من العوامل التي تعمل على فترات زمنية تتراوح ما بين ساعات إلى مئات الملايين من السنين، ويتم التأكيد على نحو متزايد على أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب أدوارًا أساسية في تغير المناخ، ويمكن توضيح أهم أسباب تغير المناخ فيما يأتي:[٣] الطاقة الشمسية: يزداد سطوع الشمس باطراد منذ تكوينها، وهذه الظاهرة مهمة لمناخ الأرض لأن الشمس توفر الطاقة اللازمة للغلاف الجوي، والطاقة الإشعاعية الصادرة عن الشمس تتغير في فترات زمنية صغيرة للغاية بسبب العواصف الشمسية وغيرها من الاضطرابات ولكن تحدث تغيرات النشاط الشمسي أيضًا على فترات زمنية طويلة تصل إلى آلاف السنين وربما تحدث في فترات زمنية أطول أيضًا.
النشاط البركاني: يمكن أن يؤثر النشاط البركاني على المناخ بعدة طرق مختلفة، حيث يمكن أن تؤدي الانفجارات البركانية إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت في الستراتوسفير مما يقلل من شفافية الغلاف الجوي وبالتالي كمية الإشعاع التي تصل إلى سطح الأرض. النشاط التكتوني: تتغير الأرض عبر الزمن الجيولوجي من أواخر العصر الكمبري وحتى الآن، وقد كان للحركات التكتونية لقشرة الأرض آثار عميقة على المناخ في فترات زمنية تتراوح بين ملايين وعشرات الملايين من السنين، ولقد غيرت هذه الحركات شكل وحجم وموضع وارتفاع الكتل القارية وكذلك أعماق المحيطات.
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M