ثبت أنَّ إنعاش الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 أصعب ممَّا توقعه عديدٌ من مؤيديه، وممَّا يخشاه منتقدوه. المفاوضات بين سائر المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) -الصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة-، والأخيرة أعلنت في آذار 2018 أنَّها ستنثني عن المضي في الاتفاقية التي استؤنفت في نيسان 2021. لم تتمكن الأطراف من التوصُّل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران، وحينما استؤنِفتِ المحادثات في تشرين الثاني، اتخذتِ الحكومة الإيرانية المحافظة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي موقفاً متشنِّجاً (مع أنَّها أبدت مرونة منذ ذلك الحين).
تسارعت وتيرة برنامج إيران النووي بنواحٍ ملموسة من شأنها أن تساعد في انتشار خطة العمل الشاملة المشتركة التي انتعشت مؤخراً. في حين ما تزال الصفقة ممكنةً، فإنَّ السيناريو الأرجح في العام المقبل هو تأرجح المفاوضات تأرجحاً غير منتجٍ أو تنهار وتفسح المجال للتصعيد، إذ تسعى إيران وإسرائيل والولايات المتحدة إلى اتباع إستراتيجيات عدم التوصُّل إلى اتفاق.
أهناك إتفاق أم لا؟
التقى المفاوضون في فيينا في ست جولات من المحادثات بين نيسان وحزيران 2021، وأحرزوا تقدُّماً في صفقة من شأنها أن تُعيد الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة. تفاوضت إيران والولايات المتحدة تفاوضاً غير مباشر بناءً على طلبٍ من إيران، إذ لعبت الدول الأوروبية دور الوسيط. في حين أدَّت «محادثات التقارب» هذه إلى تأخيرات وسوء فَهْم، ما تزال طهران غير مستعدة للاجتماع المباشرة مع واشنطن نظراً لانسحاب الأخيرة ويكون هذا الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاقيَّة هو الذي أثار الأزمة من الأساس. مع عدم التوصُّل إلى اتفاق بحلول موعد الانتخابات الإيرانية في حزيران، إلَّا أنَّ بعض الدبلوماسيين يأملونَ في أن يكون هذا الاتفاق في متناول اليد.
لم تعد إيران إلى المحادثات في الأشهر التي أعقبت الانتخابات، واستمرَّ برنامجها النووي في التقدُّم مع ضمور المراقبة الدولية. يقول رئيسي –الذي انْتُخِب في سباق ضيق للغاية مع إقبال هو الأقل تأريخياً-: إنَّ هدفه عودة إيران إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة. لكنَّه قال -أيضاً-: إنَّه لن يجعل مستقبل إيران الدبلوماسي والاقتصادي مرهوناً باتفاق مع واشنطن، واختار تعيين أحد منتقدي الاتفاق، (علي باقري كني) مفاوضه الرئيس في فيينا.
بدأت الجولة السابعة من المحادثات في أواخر تشرين الثاني. عرض الوفد الإيراني عدداً من المطالب المتطرفة فيما يتعلَّق ببرنامجها النووي وتخفيف العقوبات حتى أنَّها تراجعت عن التنازلات التي قُدِّمت في الربيع. عدَّ دبلوماسيُّون غربيُّون أنَّ المقترحات غير جادة. أفاد دبلوماسيُّون في كانون الأول 2021 وكانون الثاني 2022 بأنَّه أُحْرِزَ تقدُّم بطيء نحو دمج المطالب الإيرانية في النص المتفق عليه بدءاً من حزيران.
لقراءة المزيد اضغط هنا
.
رابط المصدر: