انقلاب تركيا وانقلاب مصر درسان مهمان

هناك مشتركات عديدة بين تركيا ومصر، ففي الماضي حكم الدولتين النظام العثماني ، وأصبحا بذلك ولذلك وربما لغير ذلك مركزين مهمين في العالم الإسلامي ، ومن المشتركات أن الفكر الإخواني يسود مسلمي الشعبين ، إضافة الى دور العسكر الرئيسي في تحديد النظام السياسي في
لبلاد ، هذه المشتركات وغيرها جعلتنا ندرس موضوع انقلاب مصر (الناجح) ضد مرسي الإخواني وانقلاب تركيا (الفاشل) ضد أردوغان الإخواني أيضاً ، ولكن لماذا نجح الانقلاب في مصر وفشل في تركيا ؟!
هناك فروقات عديدة جعلت الانقلاب ناجحاً في مصر وفاشلاً في تركيا ، نذكرها على سبيل السرعة لاتخاذ الدرس منها :
1- النظام السياسي في مصر قبيل الانقلاب كان متزعزعاً جاء على أنقاض حكم دكتاتوري استمر لثلاثة عقود بقيادة حسني مبارك ، بينما النظام السياسي في تركيا نظام مستقر على الأقل للعقدين الماضيين .
2- هناك رغبة خارجية وتدخل خارجي لإنجاح الانقلاب في مصر وإفشاله في تركيا ، وأبرز اللاعبين المؤثرين في الانقلابين نجاحاً وفشلاً الولايات المتحدة المؤيدة لسياسة أردوغان والرافضة لسياسة الإخوان، إضافة الى أن التدخل القطري الداعم لنظامي مرسي وأردوغان استطاع أن ينجح في إبقاء نظام أردوغان على الرغم من فشله في المحافظة على نظام مرسي .
3- إن التأييد الشعبي الذي كان يحضى بها أردوغان واضح وجلي ، والذي نجد عكسه مع مرسي الذي لم نر أي ردة فعل من أنصاره ضد الإطاحة به رغم مرور أربع سنوات تقريباً.
4- شخصية أردوعان تختلف تماماً عن شخصية مرسي ، فأردوغان بشخصيته القوية استطاع أن يحيّد الجيش لصالحه ، بل واستطاع أن يقفز على منافسيه الحزبيين ويركلهم مثل الرئيس السابق عبد الله غول ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو ، بينما كانت شخصية مرسي ضعيفة لم يستطع أن يحسن التصرف مع الجيش ويتقي خطره ، بحيث استطاع وزير دفاعه أن يحجزه وينقلب عليه .
5- خبرة أردوغان وحزبه في إدارة الحكم التي لا تقل عن 15 سنة كان لها دور في معرفة كيفية إجهاض الانقلاب العسكري ضد حكمه ، بينما لم يكن لمرسي ولا لجماعة الإخوان أي خبرة سياسية في الحكم فضلاً عن حكم بلد مثل مصر الذي يتمتع بمكانة عربية وإسلامية وإقليمية كبيرة ، إضافة الى صعوبة إدارة هذا البلد الذي اقترب عدد سكانه من المائة مليون نسمة .
6- القوة الاقتصادية والعسكرية لتركيا واقترابها من إقناع الاتحاد الأوربي للانضمام إليه جعلت المجتمع الدولي يساند أردوغان ، بينما مصر تعتبر من الدول الفقيرة التي يمكن التهاون في نصرتها رغم امتلاكها مؤهلات قوة أخرى .
7- كل النقاط أعلاه جاءت تماشياً مع قبول فكرة الانقلاب العسكري في تركيا على أنه حقيقي ، أما إذا قبلنا بسيناريو اللعبة الأردوغانية للانقلاب لتحقيق بعض المآرب فإن هذا كافٍ للمحافظة على النظام السياسي ، بينما لا توجد أي وجهة نظر تقول بأن الانقلاب مدبّر من قبل مرسي في مصر ، والواقع يؤكد ذلك ، حيث سقط مرسي وحكم السيسي .

حول الكاتب

مقالات ذات صله

1 Comment

  1. ابراهيم

    الانقلاب يختلف بتركيا عن انقلاب مصر جملة وتفصيلا الاخوان فازوا بالاصوات ودعهم يعملون ليرى الشعب دورهم وحقيقتهم اما ان يجري انقلاب عليه بالقوه فهذا اسس الى انقلابات متعدده بمصر ستحدث وستضر مصر الى فترات طويله مالم يرجعوا الى الدستور والخضوع لراي المجتمع المصري السيسي رجل جاهل عسكري لايفهم بالسياسه شي وجاءت به اميركا وتل ابيب لقتل الشعوب العربيه والشعب المصري اولا .

    الرد

الرد على ابراهيم اغلق الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M