إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)
التأمل السادس عشر:
للتجارة بُعدان كما هو واضح ، بعدٌ مادي وهي التجارة المتعارفة عليها بين الناس التي يتم من خلالها بيع السلع والخدمات بينهم ، وبعدٌ معنوي وهي التجارة مع الله سبحانه ، حيث يبيع المؤمن شيئاً ولو يسيراً الى الله تعالى ليشتري الباري عز وجل منه هذا الشيء ، وعادة يتحقق الربح عندما يكون الثمن الذي يدفعه المشتري باهضاً ، وهذا ما يقوم به الرب الكريم تعالى شأنه .
ويتطابق البُعدان المادي والمعنوي للتجارة عندما يكون التاجر سائراً وفق كتاب الله العزيز – فضلاً عن تلاوته – أي أنه مقيماً للصلاة من خلال ذلك السير ، إضافة الى الإنفاق من رزق الله الكريم ، فالتجارة وفق النهج الإسلامي لن تبور إذا ما دُعِمَت بالإنفاق والصدقات وإخراج الحقوق الشرعية ، وهذا ما لا تهتم به باقي المدارس الفكرية .
التأمل السابع عشر:
عندما يكون هناك مثال عملي يجسّد التجارة التي لن تبور مع الله سبحانه ستسهل علينا معرفة دور تلاوة كتاب الله العزيز وإقامة الصلاة والإنفاق من رزق الله وفي سبيل الله سراً وعلانية ، ولكون النفس أغلى ما يملكه الإنسان فيكون الجود بها أقصى غاية الجود ، وبما أن الله تعالى اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتِلون ويُقتَلون ، وهي تطبيق لتلك التجارة مع الله جل وعلا ، عندها لا بد أن نأخذ رمزاً عملياً جسّد هذه التجارة تجسيداً عملياً .
والحسين بن عليهما السلام من أفضل الرموز الإسلامية التي أحسنت التجارة مع الله جل شأنه ، ومن يعرف الحسين يعرف أنه كان تالياً لكتاب الله حتى في أحلك ظروف الحرب في يوم عاشوراء ، هذه الحرب التي جاءت نتيجة لرغبة الحسين في إقامة الصلاة فأنفق كل ما رزقه الله من مكانة ووجاهة وتراث وتأريخ وسمو شخصية لتستفيد منه البشرية .
التأمل الثامن عشر:
إن العلماء الذين تنطبق عليهم الضوابط القرآنية هم الذين يتلون كتاب الله العزيز تلاوة علمية تستنطق آياته وتوصله الى مكامن الحقيقة ، وتربطه بتفرعات الكتاب الكريم كالسنة المطهرة وما ينتج عنها ، فهذا الكتاب الحكيم يُبيّن مواطن الغضب والرضا الإلهيين ، فتصنع التلاوة الواعية من العالِمِ عبداً يخشى الله تعالى ويرجو مغفرته ، وهذا يدفعه ليقيم الصلاة في أهله ومجتمعه فَيُنفِق مما رزقه الله سبحانه من علمٍ وقدرة ووجاهة ومكانة سراً بين خواصه وطلبته وعلانية الى كل أبناء مجتمعه فيُصلحهم ويُنير دربهم ويعرّفهم بمبادئ التجارة التي لن تبور ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فيضع في حساباتهم ضرورة تحقيق الربح في تجارتهم في الدنيا والآخرة من دون أن ينشغلوا بالتجارة التي لا تبور في الدنيا فتبور تجارتهم في الآخرة ، جاعلاً من اختلاف ألوان الناس والدواب مصدراً للعزة لا مصدراً للفرقة والتفرق .
التأمل التاسع عشر:
من أسباب خشية العلماء التي لا تكون موجودة عند باقي العباد أنهم يعلمون أن تلاوة القرآن لوحدها غير كافية ، وإنما عليهم أن يقيموا الصلاة ويجسّدوها ليس على المستوى الفردي فقط بل لا بد أن تتجسد الصلاة وتقام في عموم المجتمع ، لذا عليهم أن ينفقوا مما رزقهم الله تعالى من الرزق السري الخفي والرزق العلني الظاهري ، من الرزق المادي والمعنوي ، ومثل هذا الإنجاز يتطلب جُهداً استثنائياً مضاعفاً ، خاصة إذا كان أفراد المجتمع في غفلة عميقة وجهل مُركَّب ، أو أن يعيش في مجتمع تحت حكم ظالم لا يراعي حرمة للنفس أو المقدسات ، وبالتالي فعدم تحقيق هذا الإنجاز سيجعل العالِم خائفاً يخشى عذاب الله وسخطه ، لذا قد يضطر الى التضحية بنفسه لإيقاظ المجتمع أسوة بسيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام .
التأمل العشرون:
إن اختلاف ألوان الناس والأنعام يفسح المجال لتجارة لن تبور ، فحاجة كل لون الى اللون الآخر يجعل الحياة دائمة الحركة ، لأن كل لون سيدفع شيئاً مقابل الحصول على حاجته ، فالإنسان مثلاً يوفّر للدواب حاجياتها كي يأخذ منها حاجياته ، وكذلك باقي الأنعام .
والتجارة التي لا تبور تعطي لصاحبها العزة ، فالتاجر الناجح يكون عزيزاً قوياً مستغنياً عما في أيدي الآخرين ، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن يتحلّى بالأخلاق الفاضلة ، فيكون متسامحاً يغفر للآخرين أخطاءهم ، عند ذلك سوف لن تبور تجارته ، لا الدنيوية ولا الأخروية ، وهذا ما أدّبنا عليه كتاب الله ومن أقام الصلاة وأنفق مما رزقه الله تعالى من الرزق المعنوي .
التأمل الحادي و العشرون:
إن غالبية العلماء – إن لم نقل جميعهم – يرجون تجارة لن تبور ، وإلا ما فائدة العلم الذي سعوا لتحصيله ؟! فالعلماء الذين يتلون كتاب الله الكريم ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله تعالى يرجون تجارة مع الله جل وعلا ، وهذه التجارة من المستحيل أن تبور ، ومن ركائز هذه التجارة هي الخشية من الله سبحانه ، وبدون الخشية فإن التجارة ستبور.
أما غيرهم من العلماء الذين تكون علاقتهم بكتاب الله ضعيفة فسوف لن يهتموا لإقامة الصلاة أو الإنفاق من رزق الله ، وسبب ذلك أنهم لا يخشون الله جل شأنه وقد لا يشعرون بعيوديتهم لله عز وجل ، ويسعون من علمهم تجارة مادية ، بحيث يبيعون علمهم لجهات لا تخشى الله في عباده ، وهذه التجارة ستبور بكل تأكيد ، عاجلاً في الدنيا أو آجلاً في الآخرة .
التأمل الثاني و العشرون:
من أجل أن نفهم ثمار التجارة مع الله عز وجل ونرى مدى جدواها لا بد أن نرى مثالاً واقعياً ليكون لنا حافزاً ومحفزاً على هذه التجارة ، وهذا المثال الواقعي سيكون علينا حجة للإقبال على تلك التجارة المربحة التي لن تبور .
ومن أبرز الأمثلة الواقعية التي تنفعنا في هذا المجال هو الإمام الحسين عليه السلام ، إذ لا يختلف المسلمون وأدبياتهم أنه عليه السلام كان تالياً للقرآن وفي أحلك الظروف ، مقيماً للصلاة من خلال نهضته الإصلاحية ، منفقاً مما رزقه الله تعالى في السر والعلن ، فكانت تجارته مع الله سبحانه تجارة رابحة ، إذ وفّاه الله أجره وأصبح قبلة للأحرار من المسلمين وغير المسلمين ، وزاده الله من فضله بإعطائه خصوصيات اختص بها دون غيره ، فبشّره جده صلى الله عليه وآله بأن له مرتبة لن ينالها إلا بالشهادة ، وهذا شكرٌ من الله تعالى له .
التأمل الثالث و العشرون:
إن كرم الباري عز وجل لا يمكن وصفه ، فهو أكبر وأوسع مما نتصور ، بدليل أن التجارة معه سبحانه لا تبور، فنبيع ما عندنا بالأجر الذي نريده فيوفينا هذا الأجر ويزيدنا من فضله ، ويغفر لنا ما يرافق تجارتنا معه من أخطاء ، والفضل الأعظم أنه يشكرنا على ما بِعناه ، وهذا الشُكر ليس شكلياً ، بل لابد أن يُترجَم الى أجر وفضل زائد ، فأي كرم أوسع من هذا ؟
بالتالي لا نستغرب عندما نسمع أحاديث وروايات تُعطي وتُبيّن المقام والذي ناله الحسين عليه السلام ، لأن ما قدّمه الحسين ليس بالقليل أصلاً ، فَبَذلُ المهجةِ في سبيل الله وتعريضُ أولاده للقتل وأهله ونسائه للسبي من أجل إصلاح الأمة الإسلامية أمر عظيم ، فكيف يوفّي أكرم الأكرمين جل وعلا أجر هذا العطاء الحسيني العظيم؟ بالتأكيد سيزيده من فضله ويغفر لمن انتمنى إليه كرامة له ، وسيشكر له سعيه وجهاده إنه غفور شكور .
التأمل الرابع و العشرون:
إن التجارة (المادية) التي نرجو أن لا تبور تتطلب الإنفاق في السر والعلن قربة الى الله تعالى ، سواء كان الإنفاق مستحباً أم واجباً ( وهو الأهم ) ، ليوفّي اللهُ سبحانه المنفقَ أجرَ ما أنفق ويزيده من فضله بزيادة رزقه كماً أو نوعاً أو كلاهما ، فالرزق أحياناً يكون مادياً بالمباشر من خلال التجارة ، وأحياناً أخرى يكون بصورة غير مباشرة كالبركة التي تجعل الرزق مفيداً نافعاً فلا تضيع على المرض والحوادث والآفات والبلاءات وغيرها ، أو رزقاً معنوياً يمهّد للرزق المادي كالعلم والوجاهة والأناقة والهيبة والثقة بالنفس والشخصية القوية وغيرها ، وهذا ما لا يفقهه من لا يتلو كتاب الله العزيز .
إضافة لما تقدّم من ثمار للإنفاق ( الواجب والمستحب ) فإن الله تعالى يزيد من فضله على المنفق بالمغفرة ، والأعظم من ذلك الشكر ، فرغم أنه جل جلاله يُنعِم على العباد بالنِعم ( ومنها الرزق المادي والمعنوي ) فإنه يشكرهم شكراً كثيراً على استثمارهم لهذه النِعم استثماراً مفيداً ، فأيُ كرمٍ هذا .
التأمل الخامس و العشرون:
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيَقتِلون ويُقتَلون ، فهل من بائع ؟
نعم هناك باعة باعوا أنفسهم وأموالهم وأكثر من ذلك ، لأنهم يتلون كتاب الله الحكيم ، فيريدون أن يقيموا الصلاة فاعتبروا هذا البيع هو إنفاق مما رزقهم الله تعالى من عيال وأصحاب طيبين ووجاهة ومكانة دينية واجتماعية وغير ذلك ، فيعلم هؤلاء الباعة أن هذه التجارة لن تبور ، كيف تبور وأن ثمن بيعهم الجنة التي عرضها السموات والأرض المعدَّة للمتقين .
هؤلاء الباعة هم الحسين عليه السلام وأصحابه ، فلم يوفِّ الله سبحانه أجر الحسين بالجنة فقط بل زاده من فضله وجعله سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن عليه السلام الذي مهّد لنهضته الإصلاحية .
التأمل السادس و العشرون:
إن تلاوة كتاب الله العزيز وتجويده بطريقة جذابة وبما يوافق أحكام الشريعة وقواعد اللغة العربية هي الخطوة الأولى نحو التلاوة الواعية التأملية التدبرية ، لأن تلك التلاوة ستقرّب من كان بعيداً عن كتاب الله ، وتعمّق وتقوي من كانت علاقته ضعيفة به ، وتساعد من كان تدبره لآياته بسيطاً .
ولكن تبقى تلك التلاوة وسيلة وليست غاية ، فالبقاء في الوسيلة دون التقدم نحو الغاية أمر مرفوض لأنه خسارة ، والخسارة يجعل التجارة بائرة ، ولن يتمكن التالي لكتاب الله الحكيم أن يقيم الصلاة بالصورة المرجوة ، والإنفاق سيكون منقوصاً أو ملوثاً بالآفات الأخلاقية ، عندها لا تكون الأجور بالمستوى المرجو ، ولا الزيادة في الفضل الإلهي بالشكل المطلوب ، والمغفرة والشكر سيكونان بمقدار التلاوة الشكلية (الترتيلية) وليست بمستوى التلاوة التأملية التدبرية .
التأمل السابع و العشرون:
من الأسباب التي تجعل التجارة لا ولن تبور هو أن تتعامل مع طرف يكون كريماً سامياً ، يعطيك أجر ما تُقدّمه وزيادة ، ويغفر لك تقصيرك – فضلاً عن قصورك – في تعامله معك ، ويشكر لك سعيك على ما تُقدّمه رغم أنك تطلب الأجر مقابله ، وكما أنك تحب أن يعاملك الآخرون بهذه الطريقة وهذا الأسلوب الراقي فعليك أن تُعامل الآخرين بالمثل ، فكن كريماً خلوقاً غفوراً شكوراً مع من يقدّم لك خدمة حتى لو كانت بأجر ، خاصة مع الضعفاء في التجارة ، فلو تعامل الجميع بهذا المستوى من الرقي الأخلاقي فإن تجارتنا ستزدهر ، وستكون بطعم قرآني لا طعم مادي .
هذا التعامل النبيل الذي ينبغي أن يتخلّق به المتخلقون بأخلاق الله وأخلاق كتاب الله ومن يريد إقامة الصلاة في المجتمع ، فينفقوا مما رزقهم الله بالأخلاق الطيبة .
التأمل الثامن و العشرون:
وعدنا الله تعالى عن طريق كتابه الكريم أن يزيدنا إن شكرنا ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) ، وللشُكر أشكال ، منها لساني وقلبي ، ومنها عملي بمعنى أن يستثمر النعمة التي رزقها الله سبحانه إياه للتقرب إليه جل وعلا من خلال الإنفاق من هذا الرزق سراً وعلانية ، وهذا الشكل من أبواب إقامة الصلاة ، فإن كان الرزق أموالاً فينفق من هذه الأموال في وجوه البر ، ويقدّم الإنفاق الواجب على المستحب ، وإن كان الرزق صحة فيستثمرها في طاعة الله جل جلاله ، وإن كان الرزق ذرية صالحة جعلها ممن يقيم الصلاة ، وإن كان الرزق وجاهة استثمرها لإصلاح ذات البين وحل المشاكل الاجتماعية ، وهكذا باقي أشكال الشكر العملي .
ويمكن أن تأتي الزيادة شكراً من الله تعالى للشاكر ، وهذا تقدير له ما بعده تقدير ، أما الزيادة فيمكن أن تكون على شكل تجارة رابحة لن تبور ، سواء كانت التجارة مع الله عز وجل أو مع البشر ، أو على شكل مغفرة لذنوب الشاكر ، أو غيرها من الأشكال التي يمكن أن تُذكر في محلها .
التأمل التاسع و العشرون:
إن الذي يرجو تجارة لن تبور يريد من ورائها أجوراً وربحاً ولا يريد أن يخسر ويفشل ، فإن حقق مقدماتها تحققت النتائج ، وبسطاء التجار لا يُحسنون تحقيق المقدمات حتى لو كانوا يعرفونها ، لذا تكون نتائج تجارتهم غير إيجابية إلا أن يتاجروا مع النبلاء والكرماء معولين على نُبلهم وكرمهم ، لأنهم يعلمون أنهم – أي بسطاء التجار – مهما حاولوا تحسين سلعتهم وخدماتهم فسوف لن يقنعوا أولئك النبلاء والكرماء ، لكنهم يعلمون أن نُبلهم وكرمهم سيجعل تجارتهم لا تبور .
وهذا ما يفعله المتاجرون مع الله عز وجل ، فرغم أن كتاب الله الكريم الذي يتلونه يبيّن مقدمات هذه التجارة إلا أنهم يلجأون الى كرم الله جل جلاله لعدم قدرتهم على القيام بتلك المقدمات ، بالتالي سيحصلون على الأجر الذي يريدونه وزيادة ، فضلاً عن غفران التقصير في تجارتهم ، بل والشكر على حسن الظن بكرمه جل وعلا ، أما إعتمادهم على المجيء بالمقدمات قد لا يحقق لهم حتى الأجر الذي يطمحون به .
التأمل الثلاثون:
أطلق بعض أعداء الدين مقولة ( الدين أفيون الشعوب ) ، وبغض النظر عن ما إذا كانوا يقصدون الإسلام أم لا يقصدونه ، فلنتعامل مع ظاهر المقولة ، فهم يقصدون الدين بشكل عام ، والدين هو ما يدين المرء به ويعتقده ، وبالتالي فإن صاحب هذه المقولة يدين ببعض المعتقدات ومنها هذه المقولة التي أطلقها ، وعليه تكون هذه المقولة أفيون الشعوب أيضاً .
بينما لو نأتي للدين الإسلامي ونقرأ كتاب الله الحكيم فسنجد أنه يدعو الى إقامة الصلاة التي تعني نشر الخير في المجتمع ، والإنفاق من رزق الله تعالى في أي حال من الأحوال ومن أي رزق كان ، ويدعوهم الى تجارة لن تبور ، يوفّي المشتري فيها أجر البائع ويزيده ويغفر له تقصيره ، بل ويشكره ، ولا تتحقق هذه الصفات على أكمل وجه في مُشترٍ قَط إلا في رب السموات والأرض جل جلاله ، فأي دين يخدر الشعوب ؟!
التأمل الحادي و الثلاثون:
إن التجارة المادية (المتعارفة) والتجارة مع الله جل جلاله لا تتقاطعان وفق الأسس القرآنية ، منها ما بيّنته وفق الآية الكريمة ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ? يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) ، فيمكن أن تكون التجارة المادية هي تجارة مع الله سبحانه بشرطين على الأقل :
1) أن لا تلهي التجارةُ التاجرَ عن ذكر الله تعالى وذكر أحكام كتاب الله في ما يخص التجارة خصوصاً ، فلو تجاوز بتجارته الحدود الشرعية فقد انفصلت تجارته عن التجارة مع الله .
2) إقامة الصلاة والإنفاق ، لأن المتاجر مع الله لا يضمن بقاءه على الهداية بسبب الضغوط الخارجية التي تتزايد عندما لا تقام الصلاة ولا تؤتى زكاة ما رزقه الله جل شأنه ، فيسارع الى إقامة الصلاة والإنفاق السري والعلني ليقلل من تلك الضغوط ليبقى قلبه وبصيرته أكثر ثباتاً .
للمزيد من التأملات القرآنية انضموا الى قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام :
https://t.me/quraan_views