وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
التأمل الأول :
أحياناً كثيرة يكون الفهم الظاهري أو المادي لبعض الآيات لا يصمد طويلاً ، فالأحياء وفق الفهم الظاهري هم أفضل من الأموات وفق نفس الفهم ، مع إن الواقع يثبت العكس في كثير من الحالات ، فكثير من الأموات (نتيجة وَرَعِهم وتقواهم) هم أفضل من الأحياء ، وفي النتيجة فهُما – الأحياء والأموات – لا يستويان .
أما الفهم الحقيقي والأكثر واقعي هو الفهم الباطني والمعنوي ، فالأحياء يكونون أفضل من الأموات عندما تكون قلوبهم حَيّة وليست أجسادهم ، بعبارة أخرى ، أن حياة القلوب لا تموت بموت الأجساد ، أما حياة الأجساد فلا بد أن تموت مهما طال العمر ، والقلوب المقبورة لا تسمع صوت الهداية حتى لو كان عالياً وحتى لو كان من خير خلق الله كلهم صلوات ربي عليه وآله .
التأمل الثاني :
يمكن تقسيم الناس الى أربعة أقسام مختلفة بحسب الحياة والموت الظاهري والباطني ، وهذه الأقسام هي :
1) الحي في الباطن والظاهر : وهو الإنسان الذي لم يمت قلبه وجسده ، وهو المؤمن الحي .
2) الحي في الظاهر الميت في الباطن : وهو الذي لم يمت جسده إلا أن قلبه ميت ، وهو الحي من الكافرين أو المنافقين أو حتى الفاسقين .
3) الميت في الظاهر الحي في الباطن : وهو الإنسان الذي مات ولم يمت قلبه ، وهو المؤمن الميت .
4) الميت في الظاهر والباطن : وهو الذي مات كافراً أو منافقاً أو فاسقاً .
التأمل الثالث :
إن تكليم الموتى وإسماعهم ليس بالأمر الصعب على رسول الله صلى الله عليه وآله ما دامه كذلك عند غيره ممن هو دونه من الأولياء ( أنبياء وأوصياء ) خاصة إذا كان ذلك بإذن الله تعالى الذي يُسمِع من يشاء من الموتى والأحياء ، فيُعطي سبحانه تلك القدرة على إسماع الموتى لمن يشاء .
إلا أن النبي صلى الله عليه وآله لا يستطيع إسماع مَن في مقبرة القلوب ، من المغضوب عليهم والضالين ، لأنه صلى الله عليه وآله هو مُرسل إشارات الهداية ، فإن كان المستلِم والمستقبِل قد وجّه لاقطه وموجته تجاه تلك الإشارات فسيستلمها ، أما إذا كان هذا المستلِم والمستقبِل متوقفاً أو عاطلاً فسوف لن تصل تلك الإشارات إليه ، والسبب يعود الى المستلِم والمستقبِل وليس الى المرسِل .
* مشاركتها ثواب لنا ولكم
للمزيد من التأملات القرآنية انضموا الى قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام :
https://t.me/quraan_views